عقدت لجان تطوير المناهج في المركز التربوي للبحوث والإنماء اجتماعًا تنسيقيًا لبحث مكونات "حقل الأنشطة الثقافية والحياتية" ضمن المقاربة الجديدة للمنهج المدمج، الذي يُعتمد في إطار تحديث المناهج التربوية في لبنان.
وأوضحت د. سمر زيتون، منسقة حقل الأنشطة الثقافية والحياتية، أن الحقل يدمج ثلاثة حقول ، التوجيه المهني، المهارات الحياتية، وأساسيات المعرفة المرتبطة بالفلسفة وهي جميعها حقول معرفية مستحدثة في المنهج المطور . وأشارت إلى أن هذا الحقل المدمج يتخطى النموذج التقليدي للحقول المعرفية المنفردة، ويعتمد الدمج بين الحقول (Interdisciplinary Fields)، مما يربط المدرسة بالحياة اليومية ويؤسس لمراحل لاحقة من التعلم المرتكز على البحث العلمي والمجتمع المحلي.
من جهتها، شددت رانيا غصوب، منسقة لجنة التوجيه المهني، على أهمية هذا الحقل الجديد في تمكين المتعلم من الوعي الذاتي والمهني والاجتماعي، ليكون قادرًا على تخطيط مساره الأكاديمي والمهني، والانسجام مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والواقع العالمي المتغير. وأكّدت أن هذا التوجيه يهدف إلى الحد من التخبط الذي يعيشه العديد من الطلاب في اختيار تخصصاتهم الجامعية.
أما د. ميشلين عون، منسقة حقل المهارات الحياتية والاجتماعية، فاعتبرت أن هذا الحقل يسهم في بناء شخصية المتعلم من مختلف الجوانب، النفسية والانفعالية والعاطفية، ويمنحه مهارات في الحماية الذاتية، وتنمية العلاقات الاجتماعية السليمة، والوقاية من المخاطر كالعنف والتنمر. ولفتت إلى أن هذا التوجه يشكل تجديدًا فعليًا في المنهج ويواكب حاجات المتعلم الواقعية.
وفي الإطار نفسه، أكد بسام أبو غوش، منسق لجنة الفلسفة وأساسيات المعرفة، أن تعزيز الفلسفة منذ المراحل الدراسية الأولى ضروري لبناء مهارات التفكير النقدي والتحليلي، مشيرًا إلى أهمية أساسيات المعرفة كركيزة من ركائز الحقل الثقافي والحياتي المدمج، على أن يُستكمل تعليم الفلسفة بشكل مستقل في المرحلتين الثانوية الأولى والثانية.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة لقاءات تنسيقية لتكامل الرؤى وتوحيد المقاربات حول كيفية تطبيق المنهج المدمج بشكل فعّال، بما يعكس روح المنهج المطوّر ويستجيب لتطلعات المتعلمين في لبنان.