إفتتح وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي دورة تدريب الخبراء في كتابة مناهج مواد التعليم التي نظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة في حرش تابت ، بمشاركة رئيسة المركز البروفسورة هيام إسحق ، المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر وكبار المديرين ورؤساء الوحدات في الوزارة والمركز التربوي وأعضاء اللجنة العليا للمناهج واللجان المتخصصة ونحو 370 خبيرا في كتابة مناهج المواد .
رئيسة المركز :
بعد النشيد الوطني وتقديم من امين سر لجان المناهج اكرم سابق حول هذه المرحلة من ورشة التطوير ، تحدثت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق فقالت :
انه اليوم الذي طال انتظاره ،يوم سيحفر في الذاكرة التربوية مكانة خاصة، فبعد سنتين من العمل الدؤوب وانجاز خطوات تاسيسية منها : اعداد الاطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي ، صوغ احدى عشرة ورقة سياسة تربوية ها نحن ندخل المرحلة الأكثر اهمية مرحلة صياغة مصفوفة المدى والتتابع للمواد التعليمية ، انطلاقا من الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي والأوراق المساندة لهذا الإطار .
لقد استقبل المركز التربوي ترشيحات من زميلات وزملاء من خيرة التربويين المتخصصين في التعليم والتربية للمواد كافة ، وتم اختيار الأفضل من بين هذه الشخصيات التي نفتخر بانضمامها إلى هذه الورشة الوطنية بكل ما للكلمة من معنى .
واليوم يشارك الزملاء الأعزاء في ورشات العمل التدريبية بالتعاون مع اللجان المتخصصة التي وضعت الإطار الوطني وأوراقه المساندة ، لكي تتوحد آليات صياغة مناهج المواد التعلمية من الروضة حتى الثانوي الثالث ، وذلك بحسب الإختصاص والحلقة الدراسية وانسياب المضمون وتواصله وتتابعه على مدى سنوات التعليم ، وذلك بما يتناسب مع السلم الجديد للتعليم .
ما كان لهذه المرحلة أن تتم وأن نلج الى هذا اليوم التاريخي ، لولا المتابعة اليومية والإحتضان والعناية التي يولينا إياها معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ، راعي المسيرة التربوية في لبنان وداعمها ، الساهر الذي يزيل من أمامها العقبات ، ويعطينا جرعات الأمل بالغد الذي يراه دائما الأفضل ولو كان ذلك في عز اليأس والخوف الذي تعيشه البلاد ، بفعل الأزمات الداخلية والإقليمية والعدوان الإسرائيلي وتراجع مقومات الوطن .
وتحت هذه المظلة الواقية ، شكلنا مع سعادة المدير العام للتربية الصديق الأستاذ عماد الأشقر ورؤساء الوحدات في الوزارة ، فريق عمل واحد ، وتشاركنا مع القطاع التربوي الخاص والتفتيس التربوي وكليات التربية في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة ضمن اوسع ورشة عمل تربوية عملت وجاهدت ، وكنا نتبادل الأفكار ونقوّم ما انتجنا ونصحح ونعيد التقييم لأن هاجسنا في ورشة التجديد والتطوير والحداثة ، أن ننتقل فعليا إلى عصر استخدام التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي في عملية التعليم ، من دون إغراق المتعلمين بالحشو والتكرار.
هدفنا هو إعداد متعلم مواطن صالح ومنتج ومبدع وقادر على أن يحقق ذاته في هذا العصر المتطلب ، وفي وجود سوق عمل يحتاج إلى كفايات تلبي حاجاته .
أكرر الشكر لمعالي الوزير ولفريق العمل في المركز التربوي والوزارة ، واللجان على تنوعها من اللجنة العليا إلى كل اللجان المتخصصة ، كما اشكر الجهات المانحة والشركاء الدوليين على كل التعاون .كما اشكر الهيئة الاكاديمية وكافة الزملاء الذين شاركوا في صياغة الاطار الوطني والاوراق المساندة واعضاء اللجان العلمية الاربعة وعشرون الذين سهروا على حسن الاختيار .
ولاسيما أعضاء اللجنة المصغرة : منسق عام المناهج الأستاذ جهاد صليبا،دكتور وليد حمود و الأستاذ أكرم سابق .وفريق عمل المطبعة
إننا ننتظر من الخبراء الأعزاء ، أن يكتبوا مناهج منسجمة مع مضمون الإطار الوطني وأوراقه المساندة ، ثقوا انكم تكتبون مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وانكم شركاء في صناعة مستقبل افضل للبنان والاجيال الطالعة ، وأنا على ثقة أن كل واحد منكم سوف يعطي من عقله وقلبه بما يشرف إسمه ، ويرفع قيمة نظامنا التربوي في لبنان والعالم .
المدير العام للتربية :
ثم تحدث المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر فقال :عندما دخلت هذه القاعة تأكدت ان ثروة لبنان موجودة هنا ، واننا من هنا نبني لبنان الجديد ، ونكتب تاريخه الجديد .
إنها مناسبة لتوجيه الشكر إلى معالي الوزير الحلبي الذي كان يوم أمس في معتقل انصار حيث تحول إلى مدرسة ، وهو مع ورشة المناهج الجديدة ، يحطم معتقلا بعد معتقل ، لكي يبني جيلا جديدا بمناهج متطورة .
كلنا عانى ويعاني من المناهج ومن الحشو الذي يتكرر فيها ، وإننا نتطلع معا في الوزارة والمركز التربوي إلى صياغة مناهج عصرية تحاكي تطلعات اولادنا الأذكياء جدا ، إذ أن التحدي الذي نواجهه هو كيفية إدارة ذكائهم الإستثنائي .
لقد شهدنا ونشهد يوميا ماذا يفعل الذكاء الإصطناعي في العالم وفي سوق العمل ، لذا نعول عليكم كخبراء للخروج من الجمود الذي يسيطر على العقول ، وثقتنا بكم كبيرة ، ولو لم تكونوا اهل ثقة لما كان وجودنا هنا اليوم لتوجيهة الشكر لكم والدعاء لكل منكم بالتوفيق .
الوزير الحلبي :
ثم تحدث الوزير الحلبي فقال :
أرحب بكم جميعا كنخبة مختارة من بين مئات المرشحين لكتابة المناهج التربوية لمراحل التعليم كافة ، فكل أهل التربية هنا اليوم، وانا اعرف اننا وصلنا لى هذه المجموعة من طريق انتقاء دقيق ، وانتم نخبة هذه البلاد على الصعيد التربوي . إنكم تمثلون عينة من أبرز الخامات الوطنية التي نعول عليها الكثير ، وإنها مناسبة لتوجيه التحية إلى المركز التربوي الذي أقدره عاليا لتحوله إلى خلية نحل ، وانا في كل مرة آتي فيها إلى هنا أشعر بفخر واعتزاز ، إذ أن هذه الورشة القائمة في المركز التربوي للبحوث والإنماء، تتم بالشراكة اليومية التامة مع المديرية العامة للتربية ومع القطاع الخاص ، ما يعني ان جميع اهل التربية في لبنان منخرطون فيها .
إن مسؤولية القطاع هي واحدة وأركان القطاع هم فريق واحد ، يضم الإدارة والمركز ونقابة المعلمين وروابط الأساتذة ، ونحن جميعا متعاضدون ومتضامنون في المناهج والمطالب وآليات العمل .
نحن مقبلون على مرحلة جديدة هي مرحلة صياغة مناهج المواد ، حيث نغير الطرائق والمفاهيم ، لكي نلحق بأولادنا الذين أصبحوا اذكى منا بكثير ، ويمكنهم الوصول إلى المعلومات أسرع منا ، لذا علينا ان نعرف كيف نوجههم ، من خلال الخروج من كل الأساليب التقليدية وبلوغ رؤية عصرية مستقبلية تحاكي التطورات التي حدثت إن كان في السلم التعليمي أو في مضمون المناهج وطرائق التعليم .
أود ان أشد على أيديكم وأن أشكركم لوجودكم جميعا هنا ، وأدعوكم إلى حسن استخدام الوقت الذي يشكل هاجسا لدي ، وانا مطمئن إلى ان نوعية العمل ستكون على المستوى المطلوب ، وان الشراكة التي اوجدناها بين بعضنا البعض ، وتحملنا للمسؤولية سيوصلنا إلى افضل نتيجة ، من دون ان نتسرع على حساب النوعية .
لا تفكروا بما يجري في الخارج من اوضاع سياسية وامنية وتوقعات ، لأننا لو فكرنا بانتظام الأمور لما أقدمنا كلبنانيين على أي إنجاز ، فلا نيأس إذا كان الأفق مسدودا ، وتأكدوا أن ما تقومون به من خلال هذه الشراكة التي تجمعنا هي أهم ما يمكن أن يتم لمصلحة لبنان ، وهذه هي الخطوة الإستراتيجية التي يتوجب علينا جميعا ان نظهرها، واتمنى لكم التوفيق .
بعد ذلك عرضت رئيسة المركز البروفسورة إسحق السياق الزمني لتطوير المناهج في لبنان منذ العام 1946 حتى اليوم ،مشيرة إلى ان المناهج يجب أن يعاد النظر بها كل ثلاث او اربع سنوات ، لكن السياق الزمني لتطويرها كان يستغرق 25 سنة بين كل محطة واخرى في تاريخها .
ثم عرضت رئيسة مكتب الإعداد والتدريب رانيا غصوب برنامج دورات التدريب التي تبدا اليوم وتستمر على مدى اسبوعين لجميع اللجان ، مشيرة إلى الروحية الجديدة للمناهج استنادا إلى الإطار الوطني والأوراق المساندة وصولا إلى مرحلة مصفوفة المدى والتتابع.