عُقد في المركز التّربويّ للبحوث والإنماء اجتماع موسّع للجنة الطّفولة المبكرة، بمشاركة خبراء وأكاديميّين، لمتابعة تطوير المناهج الخاصّة بهذه المرحلة التّأسيسيّة.
لفتت أ.د. فاديا حطيط، الخبيرة التّربويّة في اللّجنة، إلى أنّ إعداد مصفوفة المدى والتّتابع لهذه المرحلة يشكّل خطوة محوريّة في تطوير المناهج، إذ يُسهم في ضمان تدرّج معرفيّ وسلوكيّ متوازن ومترابط ضمن مسار تعلّمي يحافظ على دافعيّة الطّفل الفطريّة وفرحته بالتّعلّم. وأكّدت على أنّ هذا التدرج يهدف إلى تعزيز الاستعداد المدرسي لدى الأطفال، وتوفير أرضية صلبة تبني قدراتهم في القراءة والكتابة والتفكير المنطقي والانضباط الذاتي، ضمن بيئة تربوية محفزة وآمنة.
ومن جهته، أكّد د. محمد إبراهيم صالح على أنّ الاهتمام بصحّة الطفل الجسديّة والأنشطة الحركيّة يُعدّ عنصرًا أساسيًّا في تربية متكاملة تستجيب لحاجاته النّمائيّة. وأوضح أنّ الأنشطة البدنيّة، إلى جانب تعزيز اللّياقة وبناء العادات الصّحّيّة، تُعدّ مدخلًا أساسيًّا لدعم النموّ المتكامل. كما تسهم في تنمية التآزر الحسّيّ الحركيّ، وتحسين التّركيز والانتباه، وتعزيز المهارات الاجتماعيّة والانفعاليّة.
أمّا د. مريم رعد، فأكّدت على دور الفنون كمساحة آمنة وأساسيّة للتّعبير الحرّ والإبداع في مرحلة الطّفولة المبكرة، حيث تتيح للطّفل التّعبير عن مشاعره وأفكاره ورؤيته للعالم من حوله بطرق غير لفظيّة. ولفتت إلى أنّ الفنون بأنواعها، تسهم في تنمية الذّوق الجمالي وتعزيز الثّقة بالنّفس.
ومن جانبها، شدّدت د. بولين خليل على أهمّيّة تعزيز الهويّة الثّقافيّة لدى الطّفل منذ السّنوات الأولى، من خلال ترسيخ حضور اللّغة العربيّة كلغة تفكير وتعبير وهويّة. وأكّدت أنّ اللّغة ليست مجرّد أداة تواصل، بل مدخلًا لفهم الذّات والانتماء إلى المجتمع. وفي الوقت نفسه، دعت إلى الانفتاح على اللّغات الأجنبيّة، بوصفها أدوات ضروريّة للتّفاعل مع العالم، ولمواكبة التّحوّلات الرّقميّة والثّقافيّة المتسارعة.
وأشارت أ. سيدة سيمون الأحمر، منسّقة اللّجنة، إلى أنّ مرحلة الطّفولة المبكرة ضرورة تربويّة ملحّة. وأكّدت أنّ مصفوفة المدى والتّتابع الّتي تعمل عليها اللّجنة حاليًّا تشمل للمرّة الأولى إعداد المكوّن التّربويّ للحضانات، والشّراكة الوالديّة والمجتمعيّة ضمن منهج نمائيّ متكامل يستجيب لخصوصيّة هذه المرحلة. وأوضحت أنّ هذه المصفوفة تركّز أيضًا في تنمية المهارات الحياتيّة والأنشطة الاجتماعيّة، وأساسيّات المعرفة، والتّطوّر العلميّ مع الاستفادة من التّكنولوجيا التّربويّة بما يدعم فضول الطّفل ويُعزّز جهوزيّته المتكاملة للتّعلّم.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار جهود المركز التّربويّ المتواصلة لتطوير مناهج الطّفولة المبكرة، ضمن رؤية وطنيّة شاملة تنطلق من السّنوات الأولى وتضع الطّفل في قلب العمليّة التّربويّة.