المشروع اللبناني-الألماني التأهيل التكميلي لإعداد المشرف الفني - المايستر
خلفية المشروع
بعد مرور حوالى عشر سنوات على تطبيق نظام التعليم المهني المزدوج( 1) بنجاح في مدارس ومعاهد التعليم المهني والتقني الرسمية في لبنان، وذلك بمساعدة الوكالة الألمانية للتعاون الفنيGTZ ، تم الاتفاق بين الطرفين اللبناني والألماني على استحداث شهادة المشرف الفني"'المايستر". وقد تم إبرام الاتفاق نظراً لحاجة سوق العمل الملحة لمثل هذا النوع من التعليم، وإيماناً بضرورة تعزيز الروابط ما بين سوق العمل والتعليم المهني والتقني عن طريق تأهيل المنخرطين في سوق العمل عموماً، ومتخرجي النظام المزدوج خصوصاً، بغية تمكينهم من مواكبة التطور التكنولوجي السريع والمساهمة في تحضير الصناعة اللبنانية لمواجهة تحديات مشروع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
الخطوات الأولية
وقد قامت وزارة التربية والتعليم العالي بتسمية منسق عام في المديرية العامة للتعليم المهني والتقني للقيام بأعمال التنسيق وبخطوات التنفيذ اللازمة مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) للإعداد لهذه الشهادة، مع ما يتطلب ذلك من إصدار مراسيم وقرارات وإعداد مناهج وتحضير ورشات عمل وإقامة ندوات.
وفي أيلول ٢٠٠٤ صدر المرسوم رقم ١٣٣٧١ المتعلق بإضافة شهادة المشرف الفني (المايستر) إلى شهادات التعليم المهني والتقني في مرحلة الأطر الوسطى. كما تمت الموافقة على منهاج المشرف الفني (المايستر) في اختصاص تقنية المعادن المعّد من قبل لجنة فنية مختصة، تضم خبراء من التعليم المهني والتقني، بالإضافة إلى مسؤولين من القطاع الصناعي. أما مناهج ميكانيك السيارات والكهرباء الصناعية والتدفئة والتمديدات الصحية، فما زالت في طور التحضير. والجدير بالذكر، أن هذه الاختصاصات تدرّس جميعها في مدارس ومعاهد التعليم المهني والتقني مستوى الثانوية التقنية (البكالوريا التقنية(BT)) والثانوية المهنية (نظام مزدوج) (SP) او (SD).
هدف الشهادة
إن الهدف الأساسي من التعليم المهني والتقني هو خدمة سوق العمل والإنتاج.
إن تجربة نظام التعليم المهني المزدوج الناجحة والاحتكاك المباشر مع الصناعيين من خلال المنسقين في المناطق اللبنانية كافة حفزت الصناعيين على التماس تأهيل المنخرطين في سوق العمل لديهم، بغية توفير فنيين كفوئين وذوي مستوى تكنولوجي وإداري جيد. ومن هنا أتت فكرة إطلاق مشروع التأهيل التكميلي لإعداد المشرف الفني (المايستر) لتتماشى مع حاجة السوق. إن كلمة "مايستر" هي كلمة ألمانية تعني"معلم"، وتكمن أهمية شهادة المشرف الفني (المايستر) في أنها تمد الشخص المنخرط في سوق العمل، بالمعلومات النظرية والإدارية وبالتكنولوجيا الحديثة، من دون توقيفه عن العمل وخسارته للوقت والمال. ومن أهم الأهداف التي أدت إلى استحداث هذه الشهادة هو رفع مستوى العمال الفني والإداري، ما ينعكس إيجاباً على مستوى دخل الفرد، ويشكل حافزاً لزيادة الإنتاجية وللإبداع في العمل.
ماهية الشهادة
تمتد فترة التعليم لشهادة المشرف الفني (المايستر) في المدارس والمعاهد الفنية لمدة سنتين دراسيتين. تقسم كل سنة دراسية إلى فصلين وفقاً للجدول الآتي:
سنة اولى | المجموعة الاولى | المجموعة الثانية |
سنة اولى | مواد علمية (داعمة للاختصاص) | مواد اختصاص (نظري + تطبيقي) |
سنة ثانية | المجموعة الثالثة | المجموعة الرابعة |
سنة ثانية | مواد اختصاص (نظري + تطبيقي) | مواد ادارية ( مشروع تخرج) |
يتم التعليم في الفترة المسائية بمعدل ٤٨٠ ساعة سنوياً موزعة على ٣٦ أسبوعاً للسنة الدراسية الواحدة.
أهم شروط الإنتساب
- حيازة شهادة الثانوية المهنية أو الثانوية التقنية (البكالوريا التقنية) في الاختصاص المطلوب، بالإضافة إلى سنتين خبرة عملية كحد أدنى وذلك بعد حصوله على الشهادة.
- حيازة البكالوريا العامة مع إفادة تثبت تمتعه بخبرة لا تقل عن أربع سنوات في الاختصاص الذي ينوي دراسته.
ما هي الخطوات التالية؟
إن التحدي الوحيد الذي سيواجه المشروع هو إعداد مدربين كفوئين لهذا النوع من التعليم، ممن يتمتعون بالخبرة العملية العالية، إضافة إلى الشهادات العلمية. وهنا يأتي دور الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) لتأمين الدعم الضروري لجهة التدريب والتأهيل، وذلك بالتعاون مع مصانع الإنتاج، نظراً إلى حيازة عدد لا يستهان به من هذه المؤسسات على المعدات الحديثة والمتطورة، غير المتوافرة في المؤسسات التعليمية.
إن الخطة المتبعة للبدء في تطبيق هذا النظام هي إقامة ندوات وورشات عمل في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك بالتنسيق مع الصناعيين. كما أنه سيتم البدء بتأهيل المدربين، كل حسب اختصاصه، إضافة إلى تحديد مراكز التدريب في مختلف المحافظات وتأمين التجهيزات التكميلية، وذلك قبل شهر أيلول من العام ٢٠٠٥ موعد البدء بقبول المشتركين في اختصاصات الميكانيك العام، ميكانيك السيارات والكهرباء الصناعية، على أن تضاف اختصاصات أخرى وفقاً لحاجة سوق العمل والإنتاج.
هامش:
1- راجع "المجلة التربوية"، العدد ٢٧ ، ايلول ٢٠٠٣ ص. ٥٥.