طرائق تعليم اللغة العربية بين الموهبة والعلم والاختبار

عبده لبكي مؤلف صاحب دار نشر تربويةاللغة هي فعل كياني، بها يكون تحقيق للذات الإنسانية، في وجودها ومصيرها. وبقدر ما يعي الإنسان هذه الحقيقة، ويدرك ماهيّة اللغة، نافذاً إلى أعماقها، متبيناً دورها، مكتنهًا أسرارها، بقدر ما يتمكن من استيعاب العالم، عارفاً وفاعلاً، لاستثمار موجوداته، وابتكار أدوات الإفادة من طاقاته. وليست اللغة مجرّد مادة إضافية، تُملى على العقل. إنها العقل نفسه، وواسطته، وكذلك سلوكه، أي السلوك البشري الذي تحدّده طرائق التفكير.
ولكن ماذا نعني بطرائق التفكير، أليست هي أساليب الكلام البالغة والمبلّغة؟ أليست هي قواعد المنطق؟ أليست هي كوناً لامتناهياً من الكلمات، ذات الأصوات والدّلالات والأبعاد؟

 

وما الخوض في اللغة إلا خوضاً في العالم، لان من يمتلك ناصية اللغة، يصبح قادراً على ان يصنع شكلاً أو اكثر، من أشكال لا تحصى لهذا العالم، وهو ما يدعى الحضارة الإنسانية. ولكن ثمة أسئلة كثيرة تتصل باللغة العربية، وبعضها حافل بالقلق، نطرحه ونتطارحه، متفكّرين في كيفية تعليم هذه اللغة، وتمكين المتعلمين منها، ابتغاء صونها واستمرار إبداعاتها، خلال الأجيال المتعاقبة.

إنها دون شك لمهمة خطيرة. ولا بد لنا من البحث الدائم عن السّبل والوسائل، التي من شأنها أن تساعد على تحقيق مبتغانا، الا وهو ان يتقن أبناؤنا لغتهم العربية الامّ، وان يروا أنفسهم في مرآتها. وهذا الأمر غاية في السهولة، اذا ما عرفنا ان نأخذ بالشروط الكفيلة بتعليم اللغة العربية، وهي لا تتجاوز الثلاثة:
اولاً: إدراك خصوصية اللغة العربية، في صرفها ونحوها وأساليب كلامها، ومنطق تراكيبها، وفي بلاغتها، وبيانها، وعلم معانيها، إضافة إلى دلالات مفرداتها وألفاظها وادواتها.
ثانياً: معرفة قوانين التعلّم، وكيفية الاكتساب، والتصّرف بالمكتسب، وفق الحاجات، والحالات، والمواقف، وفي مختلف الوضعيات الحياتية.
ثالثاً: تطبيق تقنيات الإيصال والتّواصل، وكذلك تقنيات الكتابة الفنية، بلوغاً إلى الإبداع الشخصي.

وهذه الشروط الثلاثة تتداخل في أثناء عملية التعليم والتعلّم، حيث يقوم المعلم بمساعدة التلميذ، على تقوية مهارات النسج بعد تنمية قدرات الذكاء لديه.
أما المراحل التي يمرّ فيها العقل للتعلم، أي لتحصيل المعرفة، وترسيخ المعلومات، واكتساب المهارات، وتنمية القدرات، بحيث يصبح قادراً على التصرف "بالموارد"، خارجية وداخلية، فهي أربعة:
اولاً: مرحلة التشرب والتأثر والإحساس بأسرار اللغة العربية، ثم التعبير عن النفس بثقة المتيقّن.
ثانياً: مرحلة الاستقراء والاستدلال العقلي، ومن ثم الاستيعاب والفهم النظري، ووعي الخصائص، وتمييز بعضها من بعض.
ثالثاً: مرحلة التمرين، لاكتساب مهارات الكتابة الصحيحة، بعد التعبير الشفهي، عنيت التزام قواعد اللغة، والتقيد بها صرفاً ونحواً وتركيباً، فضلاً عن التصرّف ببناها المختلفة: بنية المفردة، وبنية الجملة، وبنية الفقرة.
رابعاً: الكتابة الشخصية الإبداعية التواصلية، وفق وضعيات حياتية مختلفة.

الا اننا لا نستطيع إغفال العوامل، التي قد تتسبب بالفشل، في بلوغ الهدف المنشود من تعليم اللغة العربية، مما ينعكس سلباً على المعلم، فيشعره بالإحباط والعجز، ويوهمه بأن ما يحاوله جاهداً مع المتعلم، هو ضرب من المستحيل.
ومن هذه العوامل:

  1. اختطاف الاعلام المرئي، وكذلك المسموع، اذهان التلاميذ، لما يعرضه من برامج يستسلم لها المشاهد ببلادة، ولا وعي منه مسترسلاً الى احلام اليقظة.
  2. المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه اليوم، وسعي الفرد الى تلبية حاجاته اليومية، ورغبته في امتلاك كل ما هو جديد، وجميل، ومستحدث، وما هو مدعاة تباهٍ فارغ.
  3. الرغبة عن المطالعة، بدلاً من الرغبة في المطالعة، مما يضعف قدرة المتعلم على التركيز الذهني، والتخيّل، وتذوق التعبير، ومحاكاة الاساليب الفنية في التعبير، فضلاً عن اكتساب اللغة بالاحساس.

فبأي الوسائل اذاً يمكن مواجهة هذا الواقع، ومعالجة ما نحن فيه؟

ان الابتكار التربوي، لما من شأنه ان يساعد على تجاوز هذه الحالة، انما يكون انطلاقاً مما يلي:

  1. الايمان بأن العمل على معطيات العقل، اعني الكفايات، باعتماد التمارين الهادفة، هو سبيل من السبل الآيلة الى تنمية قدرات التفكير والتعبير.
  2. تسخير المادة اللغوية في مختلف وجوهها ومضامينها واشكالها للتلميذ، بدلاً من تسخير التلميذ لمادة التعلم.
  3. استحداث خطط للتعليم، ذات اهداف محددة، قائمة على جدلية الخطأ والصواب، لدى المتعلم.
  4. توظيف المكتسبات اللغوية على اختلافها، في الانتاج الشخصي للمتعلم، ومساعدته على تلمس الطريق السليم في الكتابة.
  5. ترجمة المعيش من الحالات، والاحداث، والوضعيات الحياتية، ترجمة ذات معيار أساسي، هو الملاءمة، شرط إغناء الإنتاج الشخصي، بما يناسب من المخزون اللغوي لدى المتعلم.
  6. وعي المعلم جميع خطط التدريس، متوازية ومتداخلة، وسعيه الى تحفيز التلاميذ، خلال الحصص التعلمية.
  7. ابتكار الطرائق الناشطة التي تضع المتعلم في صميم المشاركة، فيشعر انه مدعو بصفة شخصية، الى اظهار ما عنده من موارد، داخلية كانت ام خارجية.
  8. التكرار والإلحاح على ما لم يتم اكتسابه، بطرق مختلفة واساليب محببة، حتى لا يشكل عدم الفهم سبباً من اسباب النفور، والرفض، والخوف، وعدم الثقة بالنفس ممّا يجعل التلاميذ يتأففون من المادة.
  9. اعتبار كل تمرين اياً يكن نوعه، مجالاً للتدرب والاكتساب، وليس للاختبار او الامتحان.

اما الكفايات الكتابية، التي يجب ان تنمى لدى المتعلم، فهي في رأيي ثلاث، عدا الكفاية الشفوية، وهي أساسية ايضاً، سواء في مجال التخاطب والتحاور والمناقشة والمناظرة، او في مجال الخطابة والإلقاء.

اما الكفايات الثلاث تلك فهي: كفاية التحليل، وكفاية الإنشاء، وكفاية البحث، ولكل منها عناصر جزئية مكونة، كما يلي:
للتحليل: القدرة على الفهم (فهم المقروء) - القدرة على شرح الأفكار- القدرة على الاستنتاج - القدرة على معالجة الأفكار- القدرة على اعتماد الشواهد وشرحها- القدرة على المقابلة والجدل- القدرة على إبداء الرأي - القدرة على تطبيق تمارين القواعد (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها من بعض) - القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً- القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحاليل) - القدرة على اغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصّور الفنية.

للإنشاء: القدرة على تطبيق تمارين القواعد: (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها عن بعض)- القدرة على اتباع ترسيمة النمط المطلوب- القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً - القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحليل) - القدرة على إغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصور الفنية- القدرة على التأليف وفق تقنيات الكتابة- القدرة على الأخذ بالشروط النمطية للنصوص- فهم المطلوب من الموضوع- تحديد الكلمات المفاتيح- تقسيم الموضوع- رؤية علاقة كل قسم بالآخر- صياغة الأفكار صياغة سليمة- توزيع الأفكار على مقدمة، وصلب موضوع، وخاتمة- توسيع الأفكار بواسطة الروابط- بناء الموضوع بناء منطقياً تتسلسل فيه الأفكار- مراعاة الانتقال من العام إلى الخاص.

للأبحاث: وضع مخطط التنفيذ (الخطوات العملية للبحث) - تحديد المراجع والمصادر(العناوين والأماكن) - الاتصال بالأشخاص (استقاء المعلومات) - تنظيم الوقت (الالتزام بالمواعيد) - اختيار المناسب من المعلومات (بحسب موضوعات البحث) - التأكد من صحة المعلومات (مقابلة بعضها ببعض)- حسن توزيع هذه المعلومات (وفق خطة مرسومة) - إيراد المعلومات بطريقة فنية  (إخراج فني) - عرض البحث في الصف عرضاً مشوقاً (القدرة على الشرح والإيضاح والتوجه والمخاطبة، والإجابة عن الأسئلة الاستيضاحية).

ومهما يكن، فان دور المعلم هو المعوّل عليه اولاً وآخراً. فان توافرت في المعلم الصفات المطلوبة، حققت المهمة اهدافها، ولا سيما اذا تم احياء الصف بالطرائق الناشطة، التي يعتمد فيها على المبادئ التربوية، التي اثبت الاختبار صحتها .

 

طرائق تعليم اللغة العربية بين الموهبة والعلم والاختبار

عبده لبكي مؤلف صاحب دار نشر تربويةاللغة هي فعل كياني، بها يكون تحقيق للذات الإنسانية، في وجودها ومصيرها. وبقدر ما يعي الإنسان هذه الحقيقة، ويدرك ماهيّة اللغة، نافذاً إلى أعماقها، متبيناً دورها، مكتنهًا أسرارها، بقدر ما يتمكن من استيعاب العالم، عارفاً وفاعلاً، لاستثمار موجوداته، وابتكار أدوات الإفادة من طاقاته. وليست اللغة مجرّد مادة إضافية، تُملى على العقل. إنها العقل نفسه، وواسطته، وكذلك سلوكه، أي السلوك البشري الذي تحدّده طرائق التفكير.
ولكن ماذا نعني بطرائق التفكير، أليست هي أساليب الكلام البالغة والمبلّغة؟ أليست هي قواعد المنطق؟ أليست هي كوناً لامتناهياً من الكلمات، ذات الأصوات والدّلالات والأبعاد؟

 

وما الخوض في اللغة إلا خوضاً في العالم، لان من يمتلك ناصية اللغة، يصبح قادراً على ان يصنع شكلاً أو اكثر، من أشكال لا تحصى لهذا العالم، وهو ما يدعى الحضارة الإنسانية. ولكن ثمة أسئلة كثيرة تتصل باللغة العربية، وبعضها حافل بالقلق، نطرحه ونتطارحه، متفكّرين في كيفية تعليم هذه اللغة، وتمكين المتعلمين منها، ابتغاء صونها واستمرار إبداعاتها، خلال الأجيال المتعاقبة.

إنها دون شك لمهمة خطيرة. ولا بد لنا من البحث الدائم عن السّبل والوسائل، التي من شأنها أن تساعد على تحقيق مبتغانا، الا وهو ان يتقن أبناؤنا لغتهم العربية الامّ، وان يروا أنفسهم في مرآتها. وهذا الأمر غاية في السهولة، اذا ما عرفنا ان نأخذ بالشروط الكفيلة بتعليم اللغة العربية، وهي لا تتجاوز الثلاثة:
اولاً: إدراك خصوصية اللغة العربية، في صرفها ونحوها وأساليب كلامها، ومنطق تراكيبها، وفي بلاغتها، وبيانها، وعلم معانيها، إضافة إلى دلالات مفرداتها وألفاظها وادواتها.
ثانياً: معرفة قوانين التعلّم، وكيفية الاكتساب، والتصّرف بالمكتسب، وفق الحاجات، والحالات، والمواقف، وفي مختلف الوضعيات الحياتية.
ثالثاً: تطبيق تقنيات الإيصال والتّواصل، وكذلك تقنيات الكتابة الفنية، بلوغاً إلى الإبداع الشخصي.

وهذه الشروط الثلاثة تتداخل في أثناء عملية التعليم والتعلّم، حيث يقوم المعلم بمساعدة التلميذ، على تقوية مهارات النسج بعد تنمية قدرات الذكاء لديه.
أما المراحل التي يمرّ فيها العقل للتعلم، أي لتحصيل المعرفة، وترسيخ المعلومات، واكتساب المهارات، وتنمية القدرات، بحيث يصبح قادراً على التصرف "بالموارد"، خارجية وداخلية، فهي أربعة:
اولاً: مرحلة التشرب والتأثر والإحساس بأسرار اللغة العربية، ثم التعبير عن النفس بثقة المتيقّن.
ثانياً: مرحلة الاستقراء والاستدلال العقلي، ومن ثم الاستيعاب والفهم النظري، ووعي الخصائص، وتمييز بعضها من بعض.
ثالثاً: مرحلة التمرين، لاكتساب مهارات الكتابة الصحيحة، بعد التعبير الشفهي، عنيت التزام قواعد اللغة، والتقيد بها صرفاً ونحواً وتركيباً، فضلاً عن التصرّف ببناها المختلفة: بنية المفردة، وبنية الجملة، وبنية الفقرة.
رابعاً: الكتابة الشخصية الإبداعية التواصلية، وفق وضعيات حياتية مختلفة.

الا اننا لا نستطيع إغفال العوامل، التي قد تتسبب بالفشل، في بلوغ الهدف المنشود من تعليم اللغة العربية، مما ينعكس سلباً على المعلم، فيشعره بالإحباط والعجز، ويوهمه بأن ما يحاوله جاهداً مع المتعلم، هو ضرب من المستحيل.
ومن هذه العوامل:

  1. اختطاف الاعلام المرئي، وكذلك المسموع، اذهان التلاميذ، لما يعرضه من برامج يستسلم لها المشاهد ببلادة، ولا وعي منه مسترسلاً الى احلام اليقظة.
  2. المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه اليوم، وسعي الفرد الى تلبية حاجاته اليومية، ورغبته في امتلاك كل ما هو جديد، وجميل، ومستحدث، وما هو مدعاة تباهٍ فارغ.
  3. الرغبة عن المطالعة، بدلاً من الرغبة في المطالعة، مما يضعف قدرة المتعلم على التركيز الذهني، والتخيّل، وتذوق التعبير، ومحاكاة الاساليب الفنية في التعبير، فضلاً عن اكتساب اللغة بالاحساس.

فبأي الوسائل اذاً يمكن مواجهة هذا الواقع، ومعالجة ما نحن فيه؟

ان الابتكار التربوي، لما من شأنه ان يساعد على تجاوز هذه الحالة، انما يكون انطلاقاً مما يلي:

  1. الايمان بأن العمل على معطيات العقل، اعني الكفايات، باعتماد التمارين الهادفة، هو سبيل من السبل الآيلة الى تنمية قدرات التفكير والتعبير.
  2. تسخير المادة اللغوية في مختلف وجوهها ومضامينها واشكالها للتلميذ، بدلاً من تسخير التلميذ لمادة التعلم.
  3. استحداث خطط للتعليم، ذات اهداف محددة، قائمة على جدلية الخطأ والصواب، لدى المتعلم.
  4. توظيف المكتسبات اللغوية على اختلافها، في الانتاج الشخصي للمتعلم، ومساعدته على تلمس الطريق السليم في الكتابة.
  5. ترجمة المعيش من الحالات، والاحداث، والوضعيات الحياتية، ترجمة ذات معيار أساسي، هو الملاءمة، شرط إغناء الإنتاج الشخصي، بما يناسب من المخزون اللغوي لدى المتعلم.
  6. وعي المعلم جميع خطط التدريس، متوازية ومتداخلة، وسعيه الى تحفيز التلاميذ، خلال الحصص التعلمية.
  7. ابتكار الطرائق الناشطة التي تضع المتعلم في صميم المشاركة، فيشعر انه مدعو بصفة شخصية، الى اظهار ما عنده من موارد، داخلية كانت ام خارجية.
  8. التكرار والإلحاح على ما لم يتم اكتسابه، بطرق مختلفة واساليب محببة، حتى لا يشكل عدم الفهم سبباً من اسباب النفور، والرفض، والخوف، وعدم الثقة بالنفس ممّا يجعل التلاميذ يتأففون من المادة.
  9. اعتبار كل تمرين اياً يكن نوعه، مجالاً للتدرب والاكتساب، وليس للاختبار او الامتحان.

اما الكفايات الكتابية، التي يجب ان تنمى لدى المتعلم، فهي في رأيي ثلاث، عدا الكفاية الشفوية، وهي أساسية ايضاً، سواء في مجال التخاطب والتحاور والمناقشة والمناظرة، او في مجال الخطابة والإلقاء.

اما الكفايات الثلاث تلك فهي: كفاية التحليل، وكفاية الإنشاء، وكفاية البحث، ولكل منها عناصر جزئية مكونة، كما يلي:
للتحليل: القدرة على الفهم (فهم المقروء) - القدرة على شرح الأفكار- القدرة على الاستنتاج - القدرة على معالجة الأفكار- القدرة على اعتماد الشواهد وشرحها- القدرة على المقابلة والجدل- القدرة على إبداء الرأي - القدرة على تطبيق تمارين القواعد (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها من بعض) - القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً- القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحاليل) - القدرة على اغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصّور الفنية.

للإنشاء: القدرة على تطبيق تمارين القواعد: (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها عن بعض)- القدرة على اتباع ترسيمة النمط المطلوب- القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً - القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحليل) - القدرة على إغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصور الفنية- القدرة على التأليف وفق تقنيات الكتابة- القدرة على الأخذ بالشروط النمطية للنصوص- فهم المطلوب من الموضوع- تحديد الكلمات المفاتيح- تقسيم الموضوع- رؤية علاقة كل قسم بالآخر- صياغة الأفكار صياغة سليمة- توزيع الأفكار على مقدمة، وصلب موضوع، وخاتمة- توسيع الأفكار بواسطة الروابط- بناء الموضوع بناء منطقياً تتسلسل فيه الأفكار- مراعاة الانتقال من العام إلى الخاص.

للأبحاث: وضع مخطط التنفيذ (الخطوات العملية للبحث) - تحديد المراجع والمصادر(العناوين والأماكن) - الاتصال بالأشخاص (استقاء المعلومات) - تنظيم الوقت (الالتزام بالمواعيد) - اختيار المناسب من المعلومات (بحسب موضوعات البحث) - التأكد من صحة المعلومات (مقابلة بعضها ببعض)- حسن توزيع هذه المعلومات (وفق خطة مرسومة) - إيراد المعلومات بطريقة فنية  (إخراج فني) - عرض البحث في الصف عرضاً مشوقاً (القدرة على الشرح والإيضاح والتوجه والمخاطبة، والإجابة عن الأسئلة الاستيضاحية).

ومهما يكن، فان دور المعلم هو المعوّل عليه اولاً وآخراً. فان توافرت في المعلم الصفات المطلوبة، حققت المهمة اهدافها، ولا سيما اذا تم احياء الصف بالطرائق الناشطة، التي يعتمد فيها على المبادئ التربوية، التي اثبت الاختبار صحتها .

 

طرائق تعليم اللغة العربية بين الموهبة والعلم والاختبار

عبده لبكي مؤلف صاحب دار نشر تربويةاللغة هي فعل كياني، بها يكون تحقيق للذات الإنسانية، في وجودها ومصيرها. وبقدر ما يعي الإنسان هذه الحقيقة، ويدرك ماهيّة اللغة، نافذاً إلى أعماقها، متبيناً دورها، مكتنهًا أسرارها، بقدر ما يتمكن من استيعاب العالم، عارفاً وفاعلاً، لاستثمار موجوداته، وابتكار أدوات الإفادة من طاقاته. وليست اللغة مجرّد مادة إضافية، تُملى على العقل. إنها العقل نفسه، وواسطته، وكذلك سلوكه، أي السلوك البشري الذي تحدّده طرائق التفكير.
ولكن ماذا نعني بطرائق التفكير، أليست هي أساليب الكلام البالغة والمبلّغة؟ أليست هي قواعد المنطق؟ أليست هي كوناً لامتناهياً من الكلمات، ذات الأصوات والدّلالات والأبعاد؟

 

وما الخوض في اللغة إلا خوضاً في العالم، لان من يمتلك ناصية اللغة، يصبح قادراً على ان يصنع شكلاً أو اكثر، من أشكال لا تحصى لهذا العالم، وهو ما يدعى الحضارة الإنسانية. ولكن ثمة أسئلة كثيرة تتصل باللغة العربية، وبعضها حافل بالقلق، نطرحه ونتطارحه، متفكّرين في كيفية تعليم هذه اللغة، وتمكين المتعلمين منها، ابتغاء صونها واستمرار إبداعاتها، خلال الأجيال المتعاقبة.

إنها دون شك لمهمة خطيرة. ولا بد لنا من البحث الدائم عن السّبل والوسائل، التي من شأنها أن تساعد على تحقيق مبتغانا، الا وهو ان يتقن أبناؤنا لغتهم العربية الامّ، وان يروا أنفسهم في مرآتها. وهذا الأمر غاية في السهولة، اذا ما عرفنا ان نأخذ بالشروط الكفيلة بتعليم اللغة العربية، وهي لا تتجاوز الثلاثة:
اولاً: إدراك خصوصية اللغة العربية، في صرفها ونحوها وأساليب كلامها، ومنطق تراكيبها، وفي بلاغتها، وبيانها، وعلم معانيها، إضافة إلى دلالات مفرداتها وألفاظها وادواتها.
ثانياً: معرفة قوانين التعلّم، وكيفية الاكتساب، والتصّرف بالمكتسب، وفق الحاجات، والحالات، والمواقف، وفي مختلف الوضعيات الحياتية.
ثالثاً: تطبيق تقنيات الإيصال والتّواصل، وكذلك تقنيات الكتابة الفنية، بلوغاً إلى الإبداع الشخصي.

وهذه الشروط الثلاثة تتداخل في أثناء عملية التعليم والتعلّم، حيث يقوم المعلم بمساعدة التلميذ، على تقوية مهارات النسج بعد تنمية قدرات الذكاء لديه.
أما المراحل التي يمرّ فيها العقل للتعلم، أي لتحصيل المعرفة، وترسيخ المعلومات، واكتساب المهارات، وتنمية القدرات، بحيث يصبح قادراً على التصرف "بالموارد"، خارجية وداخلية، فهي أربعة:
اولاً: مرحلة التشرب والتأثر والإحساس بأسرار اللغة العربية، ثم التعبير عن النفس بثقة المتيقّن.
ثانياً: مرحلة الاستقراء والاستدلال العقلي، ومن ثم الاستيعاب والفهم النظري، ووعي الخصائص، وتمييز بعضها من بعض.
ثالثاً: مرحلة التمرين، لاكتساب مهارات الكتابة الصحيحة، بعد التعبير الشفهي، عنيت التزام قواعد اللغة، والتقيد بها صرفاً ونحواً وتركيباً، فضلاً عن التصرّف ببناها المختلفة: بنية المفردة، وبنية الجملة، وبنية الفقرة.
رابعاً: الكتابة الشخصية الإبداعية التواصلية، وفق وضعيات حياتية مختلفة.

الا اننا لا نستطيع إغفال العوامل، التي قد تتسبب بالفشل، في بلوغ الهدف المنشود من تعليم اللغة العربية، مما ينعكس سلباً على المعلم، فيشعره بالإحباط والعجز، ويوهمه بأن ما يحاوله جاهداً مع المتعلم، هو ضرب من المستحيل.
ومن هذه العوامل:

  1. اختطاف الاعلام المرئي، وكذلك المسموع، اذهان التلاميذ، لما يعرضه من برامج يستسلم لها المشاهد ببلادة، ولا وعي منه مسترسلاً الى احلام اليقظة.
  2. المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه اليوم، وسعي الفرد الى تلبية حاجاته اليومية، ورغبته في امتلاك كل ما هو جديد، وجميل، ومستحدث، وما هو مدعاة تباهٍ فارغ.
  3. الرغبة عن المطالعة، بدلاً من الرغبة في المطالعة، مما يضعف قدرة المتعلم على التركيز الذهني، والتخيّل، وتذوق التعبير، ومحاكاة الاساليب الفنية في التعبير، فضلاً عن اكتساب اللغة بالاحساس.

فبأي الوسائل اذاً يمكن مواجهة هذا الواقع، ومعالجة ما نحن فيه؟

ان الابتكار التربوي، لما من شأنه ان يساعد على تجاوز هذه الحالة، انما يكون انطلاقاً مما يلي:

  1. الايمان بأن العمل على معطيات العقل، اعني الكفايات، باعتماد التمارين الهادفة، هو سبيل من السبل الآيلة الى تنمية قدرات التفكير والتعبير.
  2. تسخير المادة اللغوية في مختلف وجوهها ومضامينها واشكالها للتلميذ، بدلاً من تسخير التلميذ لمادة التعلم.
  3. استحداث خطط للتعليم، ذات اهداف محددة، قائمة على جدلية الخطأ والصواب، لدى المتعلم.
  4. توظيف المكتسبات اللغوية على اختلافها، في الانتاج الشخصي للمتعلم، ومساعدته على تلمس الطريق السليم في الكتابة.
  5. ترجمة المعيش من الحالات، والاحداث، والوضعيات الحياتية، ترجمة ذات معيار أساسي، هو الملاءمة، شرط إغناء الإنتاج الشخصي، بما يناسب من المخزون اللغوي لدى المتعلم.
  6. وعي المعلم جميع خطط التدريس، متوازية ومتداخلة، وسعيه الى تحفيز التلاميذ، خلال الحصص التعلمية.
  7. ابتكار الطرائق الناشطة التي تضع المتعلم في صميم المشاركة، فيشعر انه مدعو بصفة شخصية، الى اظهار ما عنده من موارد، داخلية كانت ام خارجية.
  8. التكرار والإلحاح على ما لم يتم اكتسابه، بطرق مختلفة واساليب محببة، حتى لا يشكل عدم الفهم سبباً من اسباب النفور، والرفض، والخوف، وعدم الثقة بالنفس ممّا يجعل التلاميذ يتأففون من المادة.
  9. اعتبار كل تمرين اياً يكن نوعه، مجالاً للتدرب والاكتساب، وليس للاختبار او الامتحان.

اما الكفايات الكتابية، التي يجب ان تنمى لدى المتعلم، فهي في رأيي ثلاث، عدا الكفاية الشفوية، وهي أساسية ايضاً، سواء في مجال التخاطب والتحاور والمناقشة والمناظرة، او في مجال الخطابة والإلقاء.

اما الكفايات الثلاث تلك فهي: كفاية التحليل، وكفاية الإنشاء، وكفاية البحث، ولكل منها عناصر جزئية مكونة، كما يلي:
للتحليل: القدرة على الفهم (فهم المقروء) - القدرة على شرح الأفكار- القدرة على الاستنتاج - القدرة على معالجة الأفكار- القدرة على اعتماد الشواهد وشرحها- القدرة على المقابلة والجدل- القدرة على إبداء الرأي - القدرة على تطبيق تمارين القواعد (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها من بعض) - القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً- القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحاليل) - القدرة على اغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصّور الفنية.

للإنشاء: القدرة على تطبيق تمارين القواعد: (حسن الكتابة بحسب قواعد النحو في حالات الرفع والنصب والجر، بعد تمييز بعضها عن بعض)- القدرة على اتباع ترسيمة النمط المطلوب- القدرة على التصرف ببنية الكلمة صرفياً - القدرة على استخدام المخزون اللغوي- القدرة على استعمال أساليب الكلام المختلفة (في الإنشاء والتحليل) - القدرة على إغناء الكتابة بالمفردات والصيغ والتعابير والصور الفنية- القدرة على التأليف وفق تقنيات الكتابة- القدرة على الأخذ بالشروط النمطية للنصوص- فهم المطلوب من الموضوع- تحديد الكلمات المفاتيح- تقسيم الموضوع- رؤية علاقة كل قسم بالآخر- صياغة الأفكار صياغة سليمة- توزيع الأفكار على مقدمة، وصلب موضوع، وخاتمة- توسيع الأفكار بواسطة الروابط- بناء الموضوع بناء منطقياً تتسلسل فيه الأفكار- مراعاة الانتقال من العام إلى الخاص.

للأبحاث: وضع مخطط التنفيذ (الخطوات العملية للبحث) - تحديد المراجع والمصادر(العناوين والأماكن) - الاتصال بالأشخاص (استقاء المعلومات) - تنظيم الوقت (الالتزام بالمواعيد) - اختيار المناسب من المعلومات (بحسب موضوعات البحث) - التأكد من صحة المعلومات (مقابلة بعضها ببعض)- حسن توزيع هذه المعلومات (وفق خطة مرسومة) - إيراد المعلومات بطريقة فنية  (إخراج فني) - عرض البحث في الصف عرضاً مشوقاً (القدرة على الشرح والإيضاح والتوجه والمخاطبة، والإجابة عن الأسئلة الاستيضاحية).

ومهما يكن، فان دور المعلم هو المعوّل عليه اولاً وآخراً. فان توافرت في المعلم الصفات المطلوبة، حققت المهمة اهدافها، ولا سيما اذا تم احياء الصف بالطرائق الناشطة، التي يعتمد فيها على المبادئ التربوية، التي اثبت الاختبار صحتها .