لأن العطاء حاجة من حاجات الثمرة لا تعيش بدونها ولأنها اذا لم تعطِ عرّضت حياتها للتهلكة - جبران خليل حبران

يصدر هذا العدد من "المجلة التربوية" في نهاية الفصل الاول من العام، الذي يحتضن أكثر من مناسبة وعيد واحتفال، تتمايز في المعنى والنكهة والرمز لكنها تتوحد في الدافع والهدف، ألا وهو الإنسان. فكلها محطات زمنية نتوقف عندها لنستذكر الماضي، لننظر في مرآة الحاضر، ولنستشرف المستقبل. وكلها ثابتة في مواعيدها السنوية، لا تتأخر في المجيء ولا تتعجل، وحده الإنسان يتغير، ويكبر، ويشيخ ...

من بين هذه الأعياد، ثلاثة، عيد المعلم وعيد الأم وعيد الطبيعة في بداية فصل الربيع. ثلاث مناسبات يجمعها عنوان واحد هو العطاء.

وبعيداً عن الشاعرية في الحديث عن العطاء كمفهوم إنساني مثالي، نستلهم المعنى بكل واقعيته وأهميته وقيمته الحياتية والاجتماعية وننظر إليه من زاوية كونه ضرورة لحياتنا واستمرارنا. فعطاء الأم الذي لا يجاريه في صدقه وشفافيته عطاء هو حقيقة لا حاجة لإثباتها كونها ساطعة كالشمس، وعطاء الأم الكبرى - الطبيعة، التي تبشر مع عودة كل ربيع بقدوم المواسم والجنى والخير والدفء هو أيضاً حقيقة لا تزول. وعطاء المعلم لأبنائه التلاميذ، ولو حلا للبعض تسميته بالحقيقة المرة، يبقى حقيقة مرّها طيب، وبالرغم من كل الشوائب والظروف التي تحيط بجوانب وظيفة المعلم ودوره التربوي والمعوقات الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية التي تربك عمله وتزيد من مرارة حياته، كل هذا لا يلغي حقيقة مفادها أن المعلم يمتهن العطاء ويفني حياته في التضحية لأجل الآخرين. ولا يجوز لهذه الصورة أن تزول من ذاكرة الناس والمجتمع، لأن فيها الحصانة وصمام الأمان لديمومة آمنة للفرد والمجتمع، وهي الأساس المتين الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال.

المعلم وحده يشعر بحجم التضحية، يتعب، يسهر، يتخلف عن الاهتمام بحياته الخاصة، بأولاده، بمحيطه، يصل الليل بالنهار تحضيراً وتصحيحاً ومتابعة، ينام على "مخدة" محشوة بعلامات الامتحان الفصلي أو الشهري، ويقلقه تراجع مستوى هذا التلميذ وصعوبة التعامل مع ذاك، يتحمل الدلع والوقاحة والسذاجة والافراط في الحركة، يجيب عن ألف سؤال وسؤال كل يوم، يحتضن تلاميذه ويرعاهم، وتدمع عيناه متناسياً كل التعب وهم يتخرجون ويغادرون باتجاه المستقبل.

إلى هذا المعلم المعطاء الذي لا يزال يؤمن بالدور الطليعي للتربية في حياة المجتمعات، والذي يقوم بواجباته متعالياً فوق المشاكل والمعوقات، والذي تدمع عيناه كل ما تخرج تلميذ من أبنائه التلاميذ، إليه ألف تحية وشكر ووردة.

 

 

 

لأن العطاء حاجة من حاجات الثمرة لا تعيش بدونها ولأنها اذا لم تعطِ عرّضت حياتها للتهلكة - جبران خليل حبران

يصدر هذا العدد من "المجلة التربوية" في نهاية الفصل الاول من العام، الذي يحتضن أكثر من مناسبة وعيد واحتفال، تتمايز في المعنى والنكهة والرمز لكنها تتوحد في الدافع والهدف، ألا وهو الإنسان. فكلها محطات زمنية نتوقف عندها لنستذكر الماضي، لننظر في مرآة الحاضر، ولنستشرف المستقبل. وكلها ثابتة في مواعيدها السنوية، لا تتأخر في المجيء ولا تتعجل، وحده الإنسان يتغير، ويكبر، ويشيخ ...

من بين هذه الأعياد، ثلاثة، عيد المعلم وعيد الأم وعيد الطبيعة في بداية فصل الربيع. ثلاث مناسبات يجمعها عنوان واحد هو العطاء.

وبعيداً عن الشاعرية في الحديث عن العطاء كمفهوم إنساني مثالي، نستلهم المعنى بكل واقعيته وأهميته وقيمته الحياتية والاجتماعية وننظر إليه من زاوية كونه ضرورة لحياتنا واستمرارنا. فعطاء الأم الذي لا يجاريه في صدقه وشفافيته عطاء هو حقيقة لا حاجة لإثباتها كونها ساطعة كالشمس، وعطاء الأم الكبرى - الطبيعة، التي تبشر مع عودة كل ربيع بقدوم المواسم والجنى والخير والدفء هو أيضاً حقيقة لا تزول. وعطاء المعلم لأبنائه التلاميذ، ولو حلا للبعض تسميته بالحقيقة المرة، يبقى حقيقة مرّها طيب، وبالرغم من كل الشوائب والظروف التي تحيط بجوانب وظيفة المعلم ودوره التربوي والمعوقات الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية التي تربك عمله وتزيد من مرارة حياته، كل هذا لا يلغي حقيقة مفادها أن المعلم يمتهن العطاء ويفني حياته في التضحية لأجل الآخرين. ولا يجوز لهذه الصورة أن تزول من ذاكرة الناس والمجتمع، لأن فيها الحصانة وصمام الأمان لديمومة آمنة للفرد والمجتمع، وهي الأساس المتين الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال.

المعلم وحده يشعر بحجم التضحية، يتعب، يسهر، يتخلف عن الاهتمام بحياته الخاصة، بأولاده، بمحيطه، يصل الليل بالنهار تحضيراً وتصحيحاً ومتابعة، ينام على "مخدة" محشوة بعلامات الامتحان الفصلي أو الشهري، ويقلقه تراجع مستوى هذا التلميذ وصعوبة التعامل مع ذاك، يتحمل الدلع والوقاحة والسذاجة والافراط في الحركة، يجيب عن ألف سؤال وسؤال كل يوم، يحتضن تلاميذه ويرعاهم، وتدمع عيناه متناسياً كل التعب وهم يتخرجون ويغادرون باتجاه المستقبل.

إلى هذا المعلم المعطاء الذي لا يزال يؤمن بالدور الطليعي للتربية في حياة المجتمعات، والذي يقوم بواجباته متعالياً فوق المشاكل والمعوقات، والذي تدمع عيناه كل ما تخرج تلميذ من أبنائه التلاميذ، إليه ألف تحية وشكر ووردة.

 

 

 

لأن العطاء حاجة من حاجات الثمرة لا تعيش بدونها ولأنها اذا لم تعطِ عرّضت حياتها للتهلكة - جبران خليل حبران

يصدر هذا العدد من "المجلة التربوية" في نهاية الفصل الاول من العام، الذي يحتضن أكثر من مناسبة وعيد واحتفال، تتمايز في المعنى والنكهة والرمز لكنها تتوحد في الدافع والهدف، ألا وهو الإنسان. فكلها محطات زمنية نتوقف عندها لنستذكر الماضي، لننظر في مرآة الحاضر، ولنستشرف المستقبل. وكلها ثابتة في مواعيدها السنوية، لا تتأخر في المجيء ولا تتعجل، وحده الإنسان يتغير، ويكبر، ويشيخ ...

من بين هذه الأعياد، ثلاثة، عيد المعلم وعيد الأم وعيد الطبيعة في بداية فصل الربيع. ثلاث مناسبات يجمعها عنوان واحد هو العطاء.

وبعيداً عن الشاعرية في الحديث عن العطاء كمفهوم إنساني مثالي، نستلهم المعنى بكل واقعيته وأهميته وقيمته الحياتية والاجتماعية وننظر إليه من زاوية كونه ضرورة لحياتنا واستمرارنا. فعطاء الأم الذي لا يجاريه في صدقه وشفافيته عطاء هو حقيقة لا حاجة لإثباتها كونها ساطعة كالشمس، وعطاء الأم الكبرى - الطبيعة، التي تبشر مع عودة كل ربيع بقدوم المواسم والجنى والخير والدفء هو أيضاً حقيقة لا تزول. وعطاء المعلم لأبنائه التلاميذ، ولو حلا للبعض تسميته بالحقيقة المرة، يبقى حقيقة مرّها طيب، وبالرغم من كل الشوائب والظروف التي تحيط بجوانب وظيفة المعلم ودوره التربوي والمعوقات الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية التي تربك عمله وتزيد من مرارة حياته، كل هذا لا يلغي حقيقة مفادها أن المعلم يمتهن العطاء ويفني حياته في التضحية لأجل الآخرين. ولا يجوز لهذه الصورة أن تزول من ذاكرة الناس والمجتمع، لأن فيها الحصانة وصمام الأمان لديمومة آمنة للفرد والمجتمع، وهي الأساس المتين الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال.

المعلم وحده يشعر بحجم التضحية، يتعب، يسهر، يتخلف عن الاهتمام بحياته الخاصة، بأولاده، بمحيطه، يصل الليل بالنهار تحضيراً وتصحيحاً ومتابعة، ينام على "مخدة" محشوة بعلامات الامتحان الفصلي أو الشهري، ويقلقه تراجع مستوى هذا التلميذ وصعوبة التعامل مع ذاك، يتحمل الدلع والوقاحة والسذاجة والافراط في الحركة، يجيب عن ألف سؤال وسؤال كل يوم، يحتضن تلاميذه ويرعاهم، وتدمع عيناه متناسياً كل التعب وهم يتخرجون ويغادرون باتجاه المستقبل.

إلى هذا المعلم المعطاء الذي لا يزال يؤمن بالدور الطليعي للتربية في حياة المجتمعات، والذي يقوم بواجباته متعالياً فوق المشاكل والمعوقات، والذي تدمع عيناه كل ما تخرج تلميذ من أبنائه التلاميذ، إليه ألف تحية وشكر ووردة.