الفنان اللبناني ميشال بصبوص

http://www.crdp.org/sites/default/files/cover%20rachana.jpg                  "المنحوتــات للفنـان اللبنانيّ ميشال بصبوص 1921 - 1981"

تقلب ميشال بصبوص في مطلع حياته الفنيّة بين أساليب متعددة، متنقلاً في استلهاماته الفنيّة بين "بيكاسو" التكعيبي و "برانكوزي" الهندسيّ و "زادكين"  التجريدي و "جاكوميتي" الرمزيّ. ولا ضير في أن ينخرط الفنان في مقتبل شبابه واعتناقه الحديث للنحت في صيرورة العصر، فمن من النحاتين استطاع النأي عن هؤلاء وهم شكلوا سمة القرن السابق وثقله التشكيلي؟ ومن منهم قدر على الانزياح عن ثقل بيكاسو أو ضغط جاكوميتي؟

لكن ميشال بصبوص يبقى ابن ضيعة راشانا اللبنانيّة (مملكة الحجر)، التي سردت قصص الحجارة والصخور وعاشت أزمنتها. لقد عاش بصبوص بين ظهرانيّ هذا الارهاص، فسرقته راشانا إلى عالمها المكتنز إمكانيات هائلة وتأليفات طبيعية صارخة تبنئ بالصلابة، وأذابه عصر تفجرات الأساليب الفنيّة الكبرى، وترديدات صدى سنوات العصر الذهبي للقرن الماضي.

على الرغم من أن ميشال بصبوص انكب في البدء على حفر الخشب إثر عودته من رحلته الدراسية الأولى إلى باريس (1949 - 1951) حيث استطاع إبراز قدرته على التعامل بإزميله مع الخشب، مبرزًا المعالم التشخيصيّة لمنحوتاته، معطيًا حيوية "مؤسلبة" لإعماله المتناغمة، لكنه سرعان ما كان يستجيب إلى نداء "راشانا" وغاباتها الصخرية، فإذا به ينقل الحوار الأصم إلى محترفه - منزله الكائن على تلة من ضيعته وملاصق لمقالع الحجارة، وإذا به يجعل الصخر ينطق لغة تتناهى إلى أبصارنا.

اقتطع بصبوص صخور منحوتاته من وسطه وبيئته، وحول حواراتها الصماء إلى فعل مدني -حضاري، فدل بذلك على تعايش  فريد بين عذرية الطبيعة وبين تحولاتها إلى فعل فنيّ إنسانيّ. إنه الانتقال من هذه العذرية "البربريّة" إلى التشكل المدني. وهو بذلك لم يسرق حوارات الحجارة، بل ترجمها إلى تناغم بشري تستطيع العين أن ترشف موسيقاها ، وتُناغمها، وتُداعبها، وتعزف على أوتارها أنغامًا من وحي الحداثة والمعاصرة. هذا ما تنطق به أعماله في الصورة المرفقة، وهي توليفة تشكيلية مستغرقة بالتشخيص المختزل والتجريد المكعب. ففي انتصاب أعماله تناسقٌ يلبس ليونة تتصل بالأمومة والحنان، ويتدثر حدّة ينبئ بها تحليل الكتل الهندسية ذات التركيبة التكعيبيّة، من دون أن تستدير لكتلة صخرية آثر الفنان إبقاءها على طبيعتها. تناغم فريد يجمع تنوعًا يتألف من مساكنة الفكر الإنسانيّ بتعبيراته الدالة على العصر لسرمدية الطبيعة التي تؤثر تحويل  أشكالها وفقًا لإيقاعاتها هي.

ميشال بصبوص آثر أن يُعمل إزميله وفقًا لإيقاعات عصره متناغمًا مع إيقاعات الطبيعة في ضيعته راشانا التي أرادها اختزالاً للبنان.  

الفنان اللبناني ميشال بصبوص

http://www.crdp.org/sites/default/files/cover%20rachana.jpg                  "المنحوتــات للفنـان اللبنانيّ ميشال بصبوص 1921 - 1981"

تقلب ميشال بصبوص في مطلع حياته الفنيّة بين أساليب متعددة، متنقلاً في استلهاماته الفنيّة بين "بيكاسو" التكعيبي و "برانكوزي" الهندسيّ و "زادكين"  التجريدي و "جاكوميتي" الرمزيّ. ولا ضير في أن ينخرط الفنان في مقتبل شبابه واعتناقه الحديث للنحت في صيرورة العصر، فمن من النحاتين استطاع النأي عن هؤلاء وهم شكلوا سمة القرن السابق وثقله التشكيلي؟ ومن منهم قدر على الانزياح عن ثقل بيكاسو أو ضغط جاكوميتي؟

لكن ميشال بصبوص يبقى ابن ضيعة راشانا اللبنانيّة (مملكة الحجر)، التي سردت قصص الحجارة والصخور وعاشت أزمنتها. لقد عاش بصبوص بين ظهرانيّ هذا الارهاص، فسرقته راشانا إلى عالمها المكتنز إمكانيات هائلة وتأليفات طبيعية صارخة تبنئ بالصلابة، وأذابه عصر تفجرات الأساليب الفنيّة الكبرى، وترديدات صدى سنوات العصر الذهبي للقرن الماضي.

على الرغم من أن ميشال بصبوص انكب في البدء على حفر الخشب إثر عودته من رحلته الدراسية الأولى إلى باريس (1949 - 1951) حيث استطاع إبراز قدرته على التعامل بإزميله مع الخشب، مبرزًا المعالم التشخيصيّة لمنحوتاته، معطيًا حيوية "مؤسلبة" لإعماله المتناغمة، لكنه سرعان ما كان يستجيب إلى نداء "راشانا" وغاباتها الصخرية، فإذا به ينقل الحوار الأصم إلى محترفه - منزله الكائن على تلة من ضيعته وملاصق لمقالع الحجارة، وإذا به يجعل الصخر ينطق لغة تتناهى إلى أبصارنا.

اقتطع بصبوص صخور منحوتاته من وسطه وبيئته، وحول حواراتها الصماء إلى فعل مدني -حضاري، فدل بذلك على تعايش  فريد بين عذرية الطبيعة وبين تحولاتها إلى فعل فنيّ إنسانيّ. إنه الانتقال من هذه العذرية "البربريّة" إلى التشكل المدني. وهو بذلك لم يسرق حوارات الحجارة، بل ترجمها إلى تناغم بشري تستطيع العين أن ترشف موسيقاها ، وتُناغمها، وتُداعبها، وتعزف على أوتارها أنغامًا من وحي الحداثة والمعاصرة. هذا ما تنطق به أعماله في الصورة المرفقة، وهي توليفة تشكيلية مستغرقة بالتشخيص المختزل والتجريد المكعب. ففي انتصاب أعماله تناسقٌ يلبس ليونة تتصل بالأمومة والحنان، ويتدثر حدّة ينبئ بها تحليل الكتل الهندسية ذات التركيبة التكعيبيّة، من دون أن تستدير لكتلة صخرية آثر الفنان إبقاءها على طبيعتها. تناغم فريد يجمع تنوعًا يتألف من مساكنة الفكر الإنسانيّ بتعبيراته الدالة على العصر لسرمدية الطبيعة التي تؤثر تحويل  أشكالها وفقًا لإيقاعاتها هي.

ميشال بصبوص آثر أن يُعمل إزميله وفقًا لإيقاعات عصره متناغمًا مع إيقاعات الطبيعة في ضيعته راشانا التي أرادها اختزالاً للبنان.  

الفنان اللبناني ميشال بصبوص

http://www.crdp.org/sites/default/files/cover%20rachana.jpg                  "المنحوتــات للفنـان اللبنانيّ ميشال بصبوص 1921 - 1981"

تقلب ميشال بصبوص في مطلع حياته الفنيّة بين أساليب متعددة، متنقلاً في استلهاماته الفنيّة بين "بيكاسو" التكعيبي و "برانكوزي" الهندسيّ و "زادكين"  التجريدي و "جاكوميتي" الرمزيّ. ولا ضير في أن ينخرط الفنان في مقتبل شبابه واعتناقه الحديث للنحت في صيرورة العصر، فمن من النحاتين استطاع النأي عن هؤلاء وهم شكلوا سمة القرن السابق وثقله التشكيلي؟ ومن منهم قدر على الانزياح عن ثقل بيكاسو أو ضغط جاكوميتي؟

لكن ميشال بصبوص يبقى ابن ضيعة راشانا اللبنانيّة (مملكة الحجر)، التي سردت قصص الحجارة والصخور وعاشت أزمنتها. لقد عاش بصبوص بين ظهرانيّ هذا الارهاص، فسرقته راشانا إلى عالمها المكتنز إمكانيات هائلة وتأليفات طبيعية صارخة تبنئ بالصلابة، وأذابه عصر تفجرات الأساليب الفنيّة الكبرى، وترديدات صدى سنوات العصر الذهبي للقرن الماضي.

على الرغم من أن ميشال بصبوص انكب في البدء على حفر الخشب إثر عودته من رحلته الدراسية الأولى إلى باريس (1949 - 1951) حيث استطاع إبراز قدرته على التعامل بإزميله مع الخشب، مبرزًا المعالم التشخيصيّة لمنحوتاته، معطيًا حيوية "مؤسلبة" لإعماله المتناغمة، لكنه سرعان ما كان يستجيب إلى نداء "راشانا" وغاباتها الصخرية، فإذا به ينقل الحوار الأصم إلى محترفه - منزله الكائن على تلة من ضيعته وملاصق لمقالع الحجارة، وإذا به يجعل الصخر ينطق لغة تتناهى إلى أبصارنا.

اقتطع بصبوص صخور منحوتاته من وسطه وبيئته، وحول حواراتها الصماء إلى فعل مدني -حضاري، فدل بذلك على تعايش  فريد بين عذرية الطبيعة وبين تحولاتها إلى فعل فنيّ إنسانيّ. إنه الانتقال من هذه العذرية "البربريّة" إلى التشكل المدني. وهو بذلك لم يسرق حوارات الحجارة، بل ترجمها إلى تناغم بشري تستطيع العين أن ترشف موسيقاها ، وتُناغمها، وتُداعبها، وتعزف على أوتارها أنغامًا من وحي الحداثة والمعاصرة. هذا ما تنطق به أعماله في الصورة المرفقة، وهي توليفة تشكيلية مستغرقة بالتشخيص المختزل والتجريد المكعب. ففي انتصاب أعماله تناسقٌ يلبس ليونة تتصل بالأمومة والحنان، ويتدثر حدّة ينبئ بها تحليل الكتل الهندسية ذات التركيبة التكعيبيّة، من دون أن تستدير لكتلة صخرية آثر الفنان إبقاءها على طبيعتها. تناغم فريد يجمع تنوعًا يتألف من مساكنة الفكر الإنسانيّ بتعبيراته الدالة على العصر لسرمدية الطبيعة التي تؤثر تحويل  أشكالها وفقًا لإيقاعاتها هي.

ميشال بصبوص آثر أن يُعمل إزميله وفقًا لإيقاعات عصره متناغمًا مع إيقاعات الطبيعة في ضيعته راشانا التي أرادها اختزالاً للبنان.