ذاكرة المجلة

العدد الاول (١٩٨٣)

 

سعيد عقل واللغة

 

 

 

-١-

بصدد الكلام على اللّغة الأم لا ننسىَ أنَّ هذه محتَملٌ لها أنْ تكون أَيَّة لغةٍ كان، عدا واحدةً تكون ما بقيت محكية.

 

-٢-

نَذكر في مناهج التعليم ما نسمّيه "اللغات الأجنبية". ماذا؟ لغةٌ من مجاهل إفريقية لم تُطلع كتاباً هي أجنبية نسبة إليَّ تماماً كالانكليزية؟! فلْنفرّقْ، بالأحرى، بين الأُولى والأُخرى. اللّغات، نسبة إليَّ، تنتمي إلى ثلاث فئات: الفئةُ الأولى ولا تكون، عدداً، إلاَّ واحدة: لغتي الأُمّ، وهي اللبنانية. الفئة الثانية ولأُسَمِّها "اللّغات الحضارية"، اليوم تسعٌ لا أكثر. إذ بها وحدها يَصدُر سَنويًّاً ٩٦٪ من كُتب العالم. واليك بها متدرجة الأًهمية هبوطاً: الانكليزية وتنتج سنويًّا ٢٢٪ من كُتب العالم، الروسية ١٧٪، الألمانية ١٥٪، اليابانية ١١٪، الفرنسية ٩٪، الأسبانية ٦٪، الطليانية ٦٪، البرتغالية ٥٪، الصينية ٤٪، ويبقى فقط ٤٪ من كُتب العالم تُنتجها مجتمعةً سائرُ الـ ٢٨٠٠ لغة التي تُغطّي الكُرة. وتجهد، ولكن عبثاً، كلٌّ من اللّغات الحضارية في تخطّي مرتبتها على حساب رفيقاتها. وتُضارب كلّ من الأوكرانية والعِبرية الحديثة (وهي محكيَّةٌ خلافاً للغة التوارة) والبولونية والأسوجية وسواهنَّ على الانخراط في عقد اللّغات الحضارية.

 

-٣-

بلدٌ لغته الرسمية لم تبقَ محكيَّة يستمر حتماً متخلِّفاً. ولا يَشرع في النهوض بنفسه ما لم يرُحْ يكتب بلغته المحكيَّة. واليوم، ما من بلد راقٍ يكتبُ بلغةٍ باتتْ غيرَ محكيَّة.

 

-٤-

في لبنان، ينبغي، بشأن اللّغة، اعتماد ما طُبّق في الاتحاد السوفياتي، مع تعديل طفيف ناجمٍ عن كون اللّغة اللبنانية ليست، كالروسية، إحدى اللّغات الحضارية التسع (الروسية هي ، ونذكّر، الثانيةُ بينهنّ من حيث كميّة ما يَصدر بها من كتب). وتَطبيقاً لهذا المبدأ ينبغي أنْ تعلِّم مدارسنا ٤ لغات، المدرسة التي في وسط اتنّي معيّن: لغة هذه الإتنيّة (المدرسة التي في وسط اتنيّة كردية، مثلاً: الكردية، التي في وسط اتنيّة أرمنية: الأرمنية، التي في وسط إتنيّة سريانية: السريانية). وتعلِّم كل المدارس اللّغةََ اللبنانية، على أنها اللّغة الأمّ واللّغة التي ينبغي أن تكون اللّغة. كذلك تعلِّم كُلّ المدارس اللّغة الانكليزية، على أنها اللّغة الحضارية الأولى في العالم، ثم تعّين الدولة لكُلّ مدرسة لغةً بعينها من لغات العالم، وهكذا لا يبقى من لغة في العالم إلاّ ويكون لها في لبنان جمهرةٌ تُجيدها.

 

محمد عبد الحسين مروة

مدير دار المعلمين والمعلمات في بنت جبيل سابقاً

في ذمة الله

 

إذا كان التعليم من أكثر المهن سمواً وزفعة، فكيف بمهنة إعداد المعلمين والسهر على تأهيلهم حيث يكتب تاريخ التربية والتعليم بأحرف من ذهب تنطبع على جبين كل شخص يغدو معلماً ناجحاً خلوقاً معطاءَ.

هذه هي حال المربي الراحل المرحوم محمد عبد الحسين مروة، أمضى العمر في ممار التربية والتعليم، مجاهداً صابراً على الأجيال، واضعاً نصب عينيه مستقبل لبنان من خلال تخريج أجيال من المعلمين المتميزين والمزودين بزاد التربية الصالحة علمياً ووطنياً.

فالمرحوم محمد مروة الذي ولد في بنت جبيل، في جنوب لبنان، أظهر تعلقاً في ممارسة مهنة التعليم منذ السنوات الأولى، ما دفع بوزارة التربية آنذاك لانتدابه للمشاركة في دورات تدريبية نظمتها منظمة الأونيسكو في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا في الأعوام ١٩٧١ و ١٩٧٢ و ١٩٧٣، حيث اطلع في ذلك الوقت على أحدث المناهج التربوية للمراحل التعليمية كافة وخصوصاً لمرحلة الطفولة.

إن مسيرة الأستاذ مروة رحمه الله في مجال التربية كانت طويلة وشاقة عايشناها في المركز التربوي للبحوث والإنماء حيث انتقل الأستاذ مروة الى العمل مع المركز في مجال تأليف الكتاب المدرسي وإعداد المناهج لتدريب وإعداد المعلمين منذ عام ١٩٧٧ وقد أعطى من خبرته وعرق جبينه في دور المعلمين والمعلمات قدر ما أعطى لبيته وعائلته، وهذه العطاءات لا تزال آثارها ماثلة الى اليوم حيث تأسست دار بنت جبيل بجهده في أيام الاحتلال السوداء، فشكلت هذه الدار قبساً من نور في ظلمة الاحتلال المخيم على المنطقة، هكذا كان الأستاذ مروة مبدعاً وخلاقاً في كل عمل أقدم عليه.

وضع المرحوم محمد مروة جهداً خاصاً في إعداد المعلمين والمعلمات خصوصاً إعداد حادقات الأطفال في ظروف قاسية مر بها لبنان ومرت بها منطقة الجنوب الحبيب حيث لم يبخل في أن يعطي من روحه وفكره وعرقه للتربية على مدى واحد وثلاثين عاماً.

الأستاذ مروة لم يكن في حاجة الى شهادة إلا أن الشهادة أتت مع القدر حين توفاه الله يوم عيد المعلم في ٩/٣/٢٠٠٦ لتكن شهادة حق في إنسان بذل الكثير فكان معلماً بكل ما للكلمة من معنى.

إنه مثال للمربي الفاضل القدوة.

رحمه الله وألهم عائلته وأحباءه الصبر على غيابه.

 

المركز التربوي للبحوث والإنماء

ذاكرة المجلة

العدد الاول (١٩٨٣)

 

سعيد عقل واللغة

 

 

 

-١-

بصدد الكلام على اللّغة الأم لا ننسىَ أنَّ هذه محتَملٌ لها أنْ تكون أَيَّة لغةٍ كان، عدا واحدةً تكون ما بقيت محكية.

 

-٢-

نَذكر في مناهج التعليم ما نسمّيه "اللغات الأجنبية". ماذا؟ لغةٌ من مجاهل إفريقية لم تُطلع كتاباً هي أجنبية نسبة إليَّ تماماً كالانكليزية؟! فلْنفرّقْ، بالأحرى، بين الأُولى والأُخرى. اللّغات، نسبة إليَّ، تنتمي إلى ثلاث فئات: الفئةُ الأولى ولا تكون، عدداً، إلاَّ واحدة: لغتي الأُمّ، وهي اللبنانية. الفئة الثانية ولأُسَمِّها "اللّغات الحضارية"، اليوم تسعٌ لا أكثر. إذ بها وحدها يَصدُر سَنويًّاً ٩٦٪ من كُتب العالم. واليك بها متدرجة الأًهمية هبوطاً: الانكليزية وتنتج سنويًّا ٢٢٪ من كُتب العالم، الروسية ١٧٪، الألمانية ١٥٪، اليابانية ١١٪، الفرنسية ٩٪، الأسبانية ٦٪، الطليانية ٦٪، البرتغالية ٥٪، الصينية ٤٪، ويبقى فقط ٤٪ من كُتب العالم تُنتجها مجتمعةً سائرُ الـ ٢٨٠٠ لغة التي تُغطّي الكُرة. وتجهد، ولكن عبثاً، كلٌّ من اللّغات الحضارية في تخطّي مرتبتها على حساب رفيقاتها. وتُضارب كلّ من الأوكرانية والعِبرية الحديثة (وهي محكيَّةٌ خلافاً للغة التوارة) والبولونية والأسوجية وسواهنَّ على الانخراط في عقد اللّغات الحضارية.

 

-٣-

بلدٌ لغته الرسمية لم تبقَ محكيَّة يستمر حتماً متخلِّفاً. ولا يَشرع في النهوض بنفسه ما لم يرُحْ يكتب بلغته المحكيَّة. واليوم، ما من بلد راقٍ يكتبُ بلغةٍ باتتْ غيرَ محكيَّة.

 

-٤-

في لبنان، ينبغي، بشأن اللّغة، اعتماد ما طُبّق في الاتحاد السوفياتي، مع تعديل طفيف ناجمٍ عن كون اللّغة اللبنانية ليست، كالروسية، إحدى اللّغات الحضارية التسع (الروسية هي ، ونذكّر، الثانيةُ بينهنّ من حيث كميّة ما يَصدر بها من كتب). وتَطبيقاً لهذا المبدأ ينبغي أنْ تعلِّم مدارسنا ٤ لغات، المدرسة التي في وسط اتنّي معيّن: لغة هذه الإتنيّة (المدرسة التي في وسط اتنيّة كردية، مثلاً: الكردية، التي في وسط اتنيّة أرمنية: الأرمنية، التي في وسط إتنيّة سريانية: السريانية). وتعلِّم كل المدارس اللّغةََ اللبنانية، على أنها اللّغة الأمّ واللّغة التي ينبغي أن تكون اللّغة. كذلك تعلِّم كُلّ المدارس اللّغة الانكليزية، على أنها اللّغة الحضارية الأولى في العالم، ثم تعّين الدولة لكُلّ مدرسة لغةً بعينها من لغات العالم، وهكذا لا يبقى من لغة في العالم إلاّ ويكون لها في لبنان جمهرةٌ تُجيدها.

 

محمد عبد الحسين مروة

مدير دار المعلمين والمعلمات في بنت جبيل سابقاً

في ذمة الله

 

إذا كان التعليم من أكثر المهن سمواً وزفعة، فكيف بمهنة إعداد المعلمين والسهر على تأهيلهم حيث يكتب تاريخ التربية والتعليم بأحرف من ذهب تنطبع على جبين كل شخص يغدو معلماً ناجحاً خلوقاً معطاءَ.

هذه هي حال المربي الراحل المرحوم محمد عبد الحسين مروة، أمضى العمر في ممار التربية والتعليم، مجاهداً صابراً على الأجيال، واضعاً نصب عينيه مستقبل لبنان من خلال تخريج أجيال من المعلمين المتميزين والمزودين بزاد التربية الصالحة علمياً ووطنياً.

فالمرحوم محمد مروة الذي ولد في بنت جبيل، في جنوب لبنان، أظهر تعلقاً في ممارسة مهنة التعليم منذ السنوات الأولى، ما دفع بوزارة التربية آنذاك لانتدابه للمشاركة في دورات تدريبية نظمتها منظمة الأونيسكو في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا في الأعوام ١٩٧١ و ١٩٧٢ و ١٩٧٣، حيث اطلع في ذلك الوقت على أحدث المناهج التربوية للمراحل التعليمية كافة وخصوصاً لمرحلة الطفولة.

إن مسيرة الأستاذ مروة رحمه الله في مجال التربية كانت طويلة وشاقة عايشناها في المركز التربوي للبحوث والإنماء حيث انتقل الأستاذ مروة الى العمل مع المركز في مجال تأليف الكتاب المدرسي وإعداد المناهج لتدريب وإعداد المعلمين منذ عام ١٩٧٧ وقد أعطى من خبرته وعرق جبينه في دور المعلمين والمعلمات قدر ما أعطى لبيته وعائلته، وهذه العطاءات لا تزال آثارها ماثلة الى اليوم حيث تأسست دار بنت جبيل بجهده في أيام الاحتلال السوداء، فشكلت هذه الدار قبساً من نور في ظلمة الاحتلال المخيم على المنطقة، هكذا كان الأستاذ مروة مبدعاً وخلاقاً في كل عمل أقدم عليه.

وضع المرحوم محمد مروة جهداً خاصاً في إعداد المعلمين والمعلمات خصوصاً إعداد حادقات الأطفال في ظروف قاسية مر بها لبنان ومرت بها منطقة الجنوب الحبيب حيث لم يبخل في أن يعطي من روحه وفكره وعرقه للتربية على مدى واحد وثلاثين عاماً.

الأستاذ مروة لم يكن في حاجة الى شهادة إلا أن الشهادة أتت مع القدر حين توفاه الله يوم عيد المعلم في ٩/٣/٢٠٠٦ لتكن شهادة حق في إنسان بذل الكثير فكان معلماً بكل ما للكلمة من معنى.

إنه مثال للمربي الفاضل القدوة.

رحمه الله وألهم عائلته وأحباءه الصبر على غيابه.

 

المركز التربوي للبحوث والإنماء

ذاكرة المجلة

العدد الاول (١٩٨٣)

 

سعيد عقل واللغة

 

 

 

-١-

بصدد الكلام على اللّغة الأم لا ننسىَ أنَّ هذه محتَملٌ لها أنْ تكون أَيَّة لغةٍ كان، عدا واحدةً تكون ما بقيت محكية.

 

-٢-

نَذكر في مناهج التعليم ما نسمّيه "اللغات الأجنبية". ماذا؟ لغةٌ من مجاهل إفريقية لم تُطلع كتاباً هي أجنبية نسبة إليَّ تماماً كالانكليزية؟! فلْنفرّقْ، بالأحرى، بين الأُولى والأُخرى. اللّغات، نسبة إليَّ، تنتمي إلى ثلاث فئات: الفئةُ الأولى ولا تكون، عدداً، إلاَّ واحدة: لغتي الأُمّ، وهي اللبنانية. الفئة الثانية ولأُسَمِّها "اللّغات الحضارية"، اليوم تسعٌ لا أكثر. إذ بها وحدها يَصدُر سَنويًّاً ٩٦٪ من كُتب العالم. واليك بها متدرجة الأًهمية هبوطاً: الانكليزية وتنتج سنويًّا ٢٢٪ من كُتب العالم، الروسية ١٧٪، الألمانية ١٥٪، اليابانية ١١٪، الفرنسية ٩٪، الأسبانية ٦٪، الطليانية ٦٪، البرتغالية ٥٪، الصينية ٤٪، ويبقى فقط ٤٪ من كُتب العالم تُنتجها مجتمعةً سائرُ الـ ٢٨٠٠ لغة التي تُغطّي الكُرة. وتجهد، ولكن عبثاً، كلٌّ من اللّغات الحضارية في تخطّي مرتبتها على حساب رفيقاتها. وتُضارب كلّ من الأوكرانية والعِبرية الحديثة (وهي محكيَّةٌ خلافاً للغة التوارة) والبولونية والأسوجية وسواهنَّ على الانخراط في عقد اللّغات الحضارية.

 

-٣-

بلدٌ لغته الرسمية لم تبقَ محكيَّة يستمر حتماً متخلِّفاً. ولا يَشرع في النهوض بنفسه ما لم يرُحْ يكتب بلغته المحكيَّة. واليوم، ما من بلد راقٍ يكتبُ بلغةٍ باتتْ غيرَ محكيَّة.

 

-٤-

في لبنان، ينبغي، بشأن اللّغة، اعتماد ما طُبّق في الاتحاد السوفياتي، مع تعديل طفيف ناجمٍ عن كون اللّغة اللبنانية ليست، كالروسية، إحدى اللّغات الحضارية التسع (الروسية هي ، ونذكّر، الثانيةُ بينهنّ من حيث كميّة ما يَصدر بها من كتب). وتَطبيقاً لهذا المبدأ ينبغي أنْ تعلِّم مدارسنا ٤ لغات، المدرسة التي في وسط اتنّي معيّن: لغة هذه الإتنيّة (المدرسة التي في وسط اتنيّة كردية، مثلاً: الكردية، التي في وسط اتنيّة أرمنية: الأرمنية، التي في وسط إتنيّة سريانية: السريانية). وتعلِّم كل المدارس اللّغةََ اللبنانية، على أنها اللّغة الأمّ واللّغة التي ينبغي أن تكون اللّغة. كذلك تعلِّم كُلّ المدارس اللّغة الانكليزية، على أنها اللّغة الحضارية الأولى في العالم، ثم تعّين الدولة لكُلّ مدرسة لغةً بعينها من لغات العالم، وهكذا لا يبقى من لغة في العالم إلاّ ويكون لها في لبنان جمهرةٌ تُجيدها.

 

محمد عبد الحسين مروة

مدير دار المعلمين والمعلمات في بنت جبيل سابقاً

في ذمة الله

 

إذا كان التعليم من أكثر المهن سمواً وزفعة، فكيف بمهنة إعداد المعلمين والسهر على تأهيلهم حيث يكتب تاريخ التربية والتعليم بأحرف من ذهب تنطبع على جبين كل شخص يغدو معلماً ناجحاً خلوقاً معطاءَ.

هذه هي حال المربي الراحل المرحوم محمد عبد الحسين مروة، أمضى العمر في ممار التربية والتعليم، مجاهداً صابراً على الأجيال، واضعاً نصب عينيه مستقبل لبنان من خلال تخريج أجيال من المعلمين المتميزين والمزودين بزاد التربية الصالحة علمياً ووطنياً.

فالمرحوم محمد مروة الذي ولد في بنت جبيل، في جنوب لبنان، أظهر تعلقاً في ممارسة مهنة التعليم منذ السنوات الأولى، ما دفع بوزارة التربية آنذاك لانتدابه للمشاركة في دورات تدريبية نظمتها منظمة الأونيسكو في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا في الأعوام ١٩٧١ و ١٩٧٢ و ١٩٧٣، حيث اطلع في ذلك الوقت على أحدث المناهج التربوية للمراحل التعليمية كافة وخصوصاً لمرحلة الطفولة.

إن مسيرة الأستاذ مروة رحمه الله في مجال التربية كانت طويلة وشاقة عايشناها في المركز التربوي للبحوث والإنماء حيث انتقل الأستاذ مروة الى العمل مع المركز في مجال تأليف الكتاب المدرسي وإعداد المناهج لتدريب وإعداد المعلمين منذ عام ١٩٧٧ وقد أعطى من خبرته وعرق جبينه في دور المعلمين والمعلمات قدر ما أعطى لبيته وعائلته، وهذه العطاءات لا تزال آثارها ماثلة الى اليوم حيث تأسست دار بنت جبيل بجهده في أيام الاحتلال السوداء، فشكلت هذه الدار قبساً من نور في ظلمة الاحتلال المخيم على المنطقة، هكذا كان الأستاذ مروة مبدعاً وخلاقاً في كل عمل أقدم عليه.

وضع المرحوم محمد مروة جهداً خاصاً في إعداد المعلمين والمعلمات خصوصاً إعداد حادقات الأطفال في ظروف قاسية مر بها لبنان ومرت بها منطقة الجنوب الحبيب حيث لم يبخل في أن يعطي من روحه وفكره وعرقه للتربية على مدى واحد وثلاثين عاماً.

الأستاذ مروة لم يكن في حاجة الى شهادة إلا أن الشهادة أتت مع القدر حين توفاه الله يوم عيد المعلم في ٩/٣/٢٠٠٦ لتكن شهادة حق في إنسان بذل الكثير فكان معلماً بكل ما للكلمة من معنى.

إنه مثال للمربي الفاضل القدوة.

رحمه الله وألهم عائلته وأحباءه الصبر على غيابه.

 

المركز التربوي للبحوث والإنماء