التعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

  

د.كوليت شاهين عون جامعة القديس يوسفالتعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

 

تعتبر القصة أهم وسيلة استخدمها الإنسان ليعبّرِ من خلالها عن خبراته الحياتية بما تتضمنه من أحداث وأفعال وقيم، ومن ثم نقل هذه الخبرات إلى الآخرين بشكل غير مباشر.

في كل مكان من العالم، كان هناك وقت مخصص لرواية القصص المنزلية للأطفال، سواء أكان ذلك في الأمسيات، أم في المناسبات الاحتفالية المختلفة، حيث كانت الحكاية الشعبية وطريقة روايتها يشكلان طقساً وممارسة مهمة من ممارسات هذه الاحتفالات ''لأهميتها في تربية النشء''، ففي لبنان وحتى وقت قريب كانت الجدّات وكبار السن من النساء يحكين لأطفال الأسرة في الأمسيات العديد من القصص والحكايات. ومازالت القصص اليوم تعيش وسط عالم التكنولوجيا المتقدمة ، وذلك للدور المؤثر الذي تلعبه في النمو العقلي للطفل، وتحيط روحه ووجدانه بإطار سحري ضروري مهم، لمقاومة التأثير المتزايد والقوي للمجتمعات التقنية.  لذلك اعتمدت القصة كوسيلة تربوية أساسية تستعمل للقيام بنشاطات متعددة في صفوف الروضة و المرحلة الأولى من التعليم.

 

القصص والتعليم

هناك العديد من الدراسات الحديثة في مجال التعليم تحاول دراسة أهمية التواصل عن طريق الحكايات و  القصص، وتوظيفها في تدريس مواد ومقررات دراسية متنوعة مثل تنمية مهارات التواصل الشفهي، والاستعداد للقراءة والكتابة، وتنمية اللغة، والقاموس اللغوي للطفل، والتعرف إلى الذات، الى جانب المساعدة في تعليم، المهارات اللازمة للعلوم وتنميتها، والرياضيات، والتاريخ والحضارات الإنسانية.

ففي مجال العلوم مثلاً، بيّنت الدراسات ان استخدام الأساطير والقصص التي تمتلئ بالعديد من عناصر الوصف والتفسير وكل تلك الجوانب الغريبة، تنمي بعض المهارات الخاصة لتعليم العلوم للتلاميذ.  فبالاطلاع على عالم الأساطير، والقصص الخرافية يمكن للتلاميذ المعاصرين أن يتعرفوا إلى عوالم هذه الحكايات والعلاقات والصفات التى تجمع بينها، والعلاقة بين الأسباب والنتائج وبدايات التفكير العلمي.

و في مجال الرياضيات، اعتمدت الدراسات على أن بناء القصة والرياضيات يتضمنان العديد من الأفكار المجردة، وهناك تداخل كبير في نماذج البناء والتفكير بينهما، لذلك يمكن للتلاميذ من خلال التعرف إلى هذه الحكايات اكتساب الكثير من المفاهيم الرياضية مثل:

التواصل عبر قراءة القصص

-  مفهوم الأجزاء من خلال التعرف الى أجزاء الحدث.

-  مفهوم البناء الهندسي للقصة.

- مفهوم حل المشكلات.

-  مفهوم المعادلات وكيفية الانتقال من الأسباب إلى النتائج.

-  مفهوم التشابه والاختلاف.

أما في مجال الدراسات الاجتماعية ، فتعتبر دراسة القصص بمثابة المرآة التي تعكس صورة الإنسان من منظور ثقافي. وبدراسة تحليلية للقصص، يمكن التعرف الى مصادرها الثقافية ووضعها في إطارها الزمني من تاريخ الإنسان (العالم القديم ، العالم الأسطوري، أو العالم الحديث ..الخ) وجغرافية وطبيعة أماكن الحدث التي تؤثر في مجتمع القصة ومناسبات وأسباب روايتها.  كل هذه الجوانب تساعد وتنمي الاستعداد والمهارات والقدرات اللازمة لتعلم العلوم الاجتماعية.

 

                                 نموذج - اقتراح

لتعليم الاطفال من خلال القصة و لاكتساب المهارات في صفوف الروضة و الحلقة الاولى

الحصة الاولى:

الوسائل: كتاب القصة (ليلى و الذئب مثلاً)

تقرأ المربية بمساعدة التلاميذ عنوان القصة و تريهم الغلاف لكي يقوموا باكتشاف كل ما هو مرسوم و مكتوب عليه، ثم يحاولون توقع القصة أي اخبارها على طريقتهم.

بعد ذلك يصغي التلاميذ إلى المربية التي تقرأ القصة وتشير إلى الصور كوسائل إيضاح.  ثم يقوم التلاميذ بمساعدة المربية بالمقارنة بين القصة التي ألّفَوها في بدء الحصة والقصة التي قرأتها المربية على مسامعهم.

 

الحصة الثانية:

الوسائل:  - بطاقة كبيرة للعنوان 

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

           - بطاقات صغيرة للعنوان

           - صور متسلسلة تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (مصوّرة ومكبّرة على آلة التصوير) يمكن أن تزيد المربية بعض الألوان على هذه الرسوم كي تضفي عليها بعض الحياة.

chap 1chap 2

chap 3chap 4

 

 

 

 

تذكِّر المربية التلاميذ بعنوان القصة وتقرأه معهم على البطاقة الكبيرة ثم تطلب من الأولاد مقابلة البطاقات بالكلمات الموجودة على البطاقة الكبيرة. ثم تخبرهم القصة بشكل مبسّط وتريهم الصور المتسلسلة.

بعد ذلك تبدأ مرحلة الفهم: تضع المربية الصور المتسلسلة على اللوح و تطرح الاسئلة لتقييم فهم التلاميذ للقصة.

ملاحظة:  لا يطلب من الولد أن يؤلف جملة جديدة إنما أن يعيد محتوى السؤال الذي سألته إياه المربية فالهدف هو التأكد من أنّه فهم ما سمع.

مثلاً : - "دلّني على الصورة التي ترى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "هذه هي الصورة التي أرى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "أين ترى الذئب ميتاً ؟

- "أرى الذئب ميتاً هنا" (يدلّ على الصورة رقم ٤).

 

الحصة الثالثة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تسأل المربية التلاميذ عن عنوان القصة التي يقرؤونها ثم تطلب منهم تركيب العنوان من خلال البطاقات الصغيرة بمقارنتها بالبطاقة الكبيرة (لعبة البطاقات).

ثم تقرأ المربية القصة كاملة وتعرض في الوقت نفسه الصور المتسلسلة، وتضعها تدريجياً على اللوح.  هذه المرحلة هي مرحلة دراسة الصورة.  تعتمد المربية على طرح كل الأسئلة الممكنة على كل صورة من الصور المتسلسلة والهدف من ذلك إغناء الحقل المعجمي عند الاولاد. على أن تتناول الأسئلة والأشخاص والأماكن والألوان والأشياء والوضعيات.

مثلاً: - من ترى في هذه الصورة؟

      -  ماذا ترتدي؟ ماذا تحمل في يدها؟ أين هي؟

      -  صف الطبيعة من حولها....

      -  هل هي واقفة أو مستلقية؟ ....

ملاحظة:  تشجّع المربية التلاميذ على التعبير بجملة كاملة من دون إجبارهم على إعادة جملتها.

 

الحصة الرابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

يقرأ التلاميذ العنوان من جديد ويلعبون لعبة البطاقات من دون المقارنة مع البطاقة الكبيرة.  ثم تخبرهم المربية القصة بشكل مبسّط عارضة الصور المتسلسلة تدريجياً على اللوح.

تهدف هذه الحصة إلى إخبار القصة من خلال تركيب جملة أو جملتين لكل صورة متسلسلة وذلك رداً على أسئلة محددة تحضِّرها المربية.

مثلاً: "أين ذهبت ليلى''؟

     '' بمن التقت في الغابة''؟

     '' ماذا طلب منها الذئب''؟

     '' ماذا فعل الذئب''؟

     '' ماذا فعلت ليلى عندما دخلت بيت جدتها''؟

    '' من ساعد ليلى''؟

ملاحظة: إن الأجوبة عن هذه الأسئلة تشكل ملخص القصة وتساعد التلاميذ على إخبار القصة فيما بعد.

 

الحصة الخامسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة  (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تذكِّر المربية بعنوان القصة وتعيد قراءة البطاقات، غير أنها تحاول هذه المرة تهجئة الحروف، ليس بهدف قراءتها فقط بل بهدف التعرّف إليها ومعرفة صورتها من خلال تكرار قراءة عناوين عدة.  ولا تطلب المربية من الأولاد تهجئة الحروف إنما تقرؤها معهم من دون إجبارهم على تسميعها. (Bain d'écrit)

ثم تقرأ المربية القصة وتشير تدريجياً إلى الصور المتسلسلة.

تهدف هذه الحصة الى جعل التلاميذ يخبرون القصة من خلال الصور المتسلسلة.

توزع البطاقات على أربعة تلاميذ وعلى كل واحد منهم أن يعبّر بجملة عن الصورة التي يحمل.  وفي حال تعذّر ذلك، تطرح عليه المربية سؤالاً لمساعدته وإذا لم يتمكن من ذلك، تتوجه بالسؤال الى بقية التلاميذ حتى تحصل على جملة صحيحة. وتكمل بالطريقة نفسها مع التلاميذ الآخرين حتى تكتمل القصة.

القصص تنمّي الخيال وتوسّع الآفاق

 

الحصة السادسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

في الحصة السادسة، يقرأ التلاميذ عنوان القصة، يلعبون بالبطاقات ثم يهجئون الأحرف.

تخبر المربية القصة من دون عرض الصور.  تهدف هذه الحصة الى إعادة ترتيب الصور المتسلسلة وإخبار القصة بالكامل.  لذلك، تخلط المربية الصور وتضعها على اللوح بطريقة غير متسلسلة ثم تطلب من أربعة تلاميذ الواحد تلو الآخر بوضع الصورة الاولى ثم الثانية... وعلى كل تلميذ أن يخبّر بجملة صحيحة عن الصورة التي قام بترتيبها.

 

الحصة السابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

 

يقرأ التلاميذ العنوان ثم يلعبون بالبطاقات ويهجئون الحروف.

تهدف هذه المرحلة إلى إخبار القصة بالكامل.  تخلط المربية الصور كما في المرحلة السابقة غير أنها تطلب من أحد التلاميذ أن يضع الصور بالتسلسل وبأن يخبر القصة.

 

الحصة الثامنة:

الوسائل: بطاقة تقييم

تحضر المربية بطاقة كالتي ترونها. على التلميذ أن يُظهر عنوان القصة بالحبر الصيني، ثم يرسم مشهداً أحبه من القصة و يخبر المربية عنه فتقوم بدورها بكتابته ثم يكتب اسمه ويأخذ البطاقة معه إلى البيت ليخبر أهله عمّا تعلم. تكون البطاقة بمثابة بطاقة تقييم.

ليلى والذئب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رسم التلميذ

 

جملة التلميذ تكتبها المربية                                                                                                                   اسم الولد

............................................................................................................                      .........................................

 

الحصة التاسعة:

الوسائل: آلات موسيقية، أقنعة، دمى...

في الحصة التاسعة، يقوم التلاميذ بتمثيل القصة، ولهذه الغاية يحتاجون إلى كتابة النصّ وتحضير الملابس وصناعة الأقنعة أو الدمى، ومرافقة التمثيل أحياناً ببعض الموسيقى والأصوات.  كلّ ذلك ضمن إطار العمل الفريقي.

في هذه المرحلة وهي مرحلة التنفيذ، يتسنّى للتلميذ أن تتبلور شخصيته وكذلك بأن يحفظ دوره وأن يستعمل كلمات معينة.

تمثيل مشاهد مستوحاة من القصة

 

 

 

 

بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتعليم اللغة عن طريق القصص

١-  استخدام القصة لتعليم اللغة وهذا يكسب الدرس جاذبية خاصة، حيث يشعر التلاميذ بالراحة والاسترخاء، لتعاملهم مع موضوعات مألوفة.

٢-  الاعتماد على المشاركة، فعندما يروي المدرس الحكاية بنفسه - تستخدم هذه الطريقة عادة مع صغار الأطفال - يقدم بعض المصطلحات والكلمات الجديدة ليتم التعرف إليها، ثم يجري مناقشات حول القصة والشخصيات والمعاني العامة والرموز ودلالاتها.

٣-  دعوة التلاميذ لأن يكتبوا القصة باسلوبهم، أو يرسموا شخصياتها ومواقفها، أو يجسدوها درامياً من خلال لعب الادوار.

 

نشاطات مشوّقة لاستغلال القصة بطريقة مختلفة

  • استيحاء القصص من الأغنيات.  يمكن اختيار اغنية تحمل في طياتها قصّة كما هي الحال في غالبية الأغاني الشعبية والجديدة. وإحضارها بعد ذلك إلى الصف والاستماع إليها ثمّ الطلب من التلاميذ إعادة سرد القصة بأسلوبهم الشخصي كما يمكن تنظيم حفلة بعنوان ''غنيّة وخبرية''.
  •  مهرجان ألف ليلة وليلة. يستمدّ هذا النشاط فكرته من أساطير ألف ليلة وليلة وهو على غرار شهرزاد التي، بحسب الأسطورة، عرفت كيف تشوّق السلطان على مدى ألف ليلة وليلة، ويقتضي ذلك تخصيص وقت لسرد القصص على أن تبدأ القصة في كلّ مرة وتتوقّف عند لحظة حاسمة ثمّ تكمل في اليوم التالي حيث تبدأ قصة أخرى وتتوقّف عند نقطة مشوّقة أيضاً.  وبهذه الطريقة، يساعد عنصر التشويق التلاميذ ويحفّزهم على الاستماع الى القصص والمشاركة وتنمية المخيّلة...
  •  صورة تساوي ألف كلمة. يختار تلاميذ الصفّ لوحة فنية وينظرون اليها مستوحين منها أفكاراً لتركيب جملة أوّلية تشكّل بداية لقصّة أكبر.  وبعد النقاش الجماعي والاقتراحات، يكتبون مقطعاً يرسلونه إلى صف آخر، ليقوم بقراءة المقطع وبإضافة مقطع آخر اليه.  ثمّ تتكرّر هذه العملية بمشاركة أكبر عدد ممكن من الصفوف حتى تشرف القصة على نهايتها. وأخيراً، تجتمع هذه الصفوف كلها للاستماع إلى حصيلة مجهودها ولقراءة القصة أمام الجميع ورؤية اللوحة التي أوحت بهذه القصة.
  •  جمع الأجزاء.  تُختار قصة شعبية معروفة ويتم تقسيمها إلى أجزاء عدّة على أن تطبع صورها على أوراق متعددة وتعطى للتلاميذ.  يحظى كل تلميذ بورقة عليها صورة من القصة وعليه أن ينتظر دوره وينتبه إلى تسارع الأحداث حتى يخبر الجزء الذي هو مسؤول عنه وفي حينه على المستمع أن يشعر وكأنّ شخصاً واحداً يسرد القصة.
  •  وصف بطل القصة.  يمكن تمرير صورة بطل قصة قرأت في الصف على حلقة التلاميذ وعلى كلّ تلميذ أن يقول كلمة ليصفه ويمرّره إلى رفيقه من دون أن يكّرر هذا الأخير الكلمات نفسها.  يمكن أن تمرّ الصورة مرّات عدّة قبل أن تعاد الكلمات. تقبل الصفات وكذلك الكلمات التي تستوحى من هذه الشخصية كاستعمال كلمة صبي أو فارس مثلاً إلى جانب صفات مثل أملس، وأبيض، وصلب وبيضاوي الشكل وغيرها.

  

التعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

  

د.كوليت شاهين عون جامعة القديس يوسفالتعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

 

تعتبر القصة أهم وسيلة استخدمها الإنسان ليعبّرِ من خلالها عن خبراته الحياتية بما تتضمنه من أحداث وأفعال وقيم، ومن ثم نقل هذه الخبرات إلى الآخرين بشكل غير مباشر.

في كل مكان من العالم، كان هناك وقت مخصص لرواية القصص المنزلية للأطفال، سواء أكان ذلك في الأمسيات، أم في المناسبات الاحتفالية المختلفة، حيث كانت الحكاية الشعبية وطريقة روايتها يشكلان طقساً وممارسة مهمة من ممارسات هذه الاحتفالات ''لأهميتها في تربية النشء''، ففي لبنان وحتى وقت قريب كانت الجدّات وكبار السن من النساء يحكين لأطفال الأسرة في الأمسيات العديد من القصص والحكايات. ومازالت القصص اليوم تعيش وسط عالم التكنولوجيا المتقدمة ، وذلك للدور المؤثر الذي تلعبه في النمو العقلي للطفل، وتحيط روحه ووجدانه بإطار سحري ضروري مهم، لمقاومة التأثير المتزايد والقوي للمجتمعات التقنية.  لذلك اعتمدت القصة كوسيلة تربوية أساسية تستعمل للقيام بنشاطات متعددة في صفوف الروضة و المرحلة الأولى من التعليم.

 

القصص والتعليم

هناك العديد من الدراسات الحديثة في مجال التعليم تحاول دراسة أهمية التواصل عن طريق الحكايات و  القصص، وتوظيفها في تدريس مواد ومقررات دراسية متنوعة مثل تنمية مهارات التواصل الشفهي، والاستعداد للقراءة والكتابة، وتنمية اللغة، والقاموس اللغوي للطفل، والتعرف إلى الذات، الى جانب المساعدة في تعليم، المهارات اللازمة للعلوم وتنميتها، والرياضيات، والتاريخ والحضارات الإنسانية.

ففي مجال العلوم مثلاً، بيّنت الدراسات ان استخدام الأساطير والقصص التي تمتلئ بالعديد من عناصر الوصف والتفسير وكل تلك الجوانب الغريبة، تنمي بعض المهارات الخاصة لتعليم العلوم للتلاميذ.  فبالاطلاع على عالم الأساطير، والقصص الخرافية يمكن للتلاميذ المعاصرين أن يتعرفوا إلى عوالم هذه الحكايات والعلاقات والصفات التى تجمع بينها، والعلاقة بين الأسباب والنتائج وبدايات التفكير العلمي.

و في مجال الرياضيات، اعتمدت الدراسات على أن بناء القصة والرياضيات يتضمنان العديد من الأفكار المجردة، وهناك تداخل كبير في نماذج البناء والتفكير بينهما، لذلك يمكن للتلاميذ من خلال التعرف إلى هذه الحكايات اكتساب الكثير من المفاهيم الرياضية مثل:

التواصل عبر قراءة القصص

-  مفهوم الأجزاء من خلال التعرف الى أجزاء الحدث.

-  مفهوم البناء الهندسي للقصة.

- مفهوم حل المشكلات.

-  مفهوم المعادلات وكيفية الانتقال من الأسباب إلى النتائج.

-  مفهوم التشابه والاختلاف.

أما في مجال الدراسات الاجتماعية ، فتعتبر دراسة القصص بمثابة المرآة التي تعكس صورة الإنسان من منظور ثقافي. وبدراسة تحليلية للقصص، يمكن التعرف الى مصادرها الثقافية ووضعها في إطارها الزمني من تاريخ الإنسان (العالم القديم ، العالم الأسطوري، أو العالم الحديث ..الخ) وجغرافية وطبيعة أماكن الحدث التي تؤثر في مجتمع القصة ومناسبات وأسباب روايتها.  كل هذه الجوانب تساعد وتنمي الاستعداد والمهارات والقدرات اللازمة لتعلم العلوم الاجتماعية.

 

                                 نموذج - اقتراح

لتعليم الاطفال من خلال القصة و لاكتساب المهارات في صفوف الروضة و الحلقة الاولى

الحصة الاولى:

الوسائل: كتاب القصة (ليلى و الذئب مثلاً)

تقرأ المربية بمساعدة التلاميذ عنوان القصة و تريهم الغلاف لكي يقوموا باكتشاف كل ما هو مرسوم و مكتوب عليه، ثم يحاولون توقع القصة أي اخبارها على طريقتهم.

بعد ذلك يصغي التلاميذ إلى المربية التي تقرأ القصة وتشير إلى الصور كوسائل إيضاح.  ثم يقوم التلاميذ بمساعدة المربية بالمقارنة بين القصة التي ألّفَوها في بدء الحصة والقصة التي قرأتها المربية على مسامعهم.

 

الحصة الثانية:

الوسائل:  - بطاقة كبيرة للعنوان 

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

           - بطاقات صغيرة للعنوان

           - صور متسلسلة تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (مصوّرة ومكبّرة على آلة التصوير) يمكن أن تزيد المربية بعض الألوان على هذه الرسوم كي تضفي عليها بعض الحياة.

chap 1chap 2

chap 3chap 4

 

 

 

 

تذكِّر المربية التلاميذ بعنوان القصة وتقرأه معهم على البطاقة الكبيرة ثم تطلب من الأولاد مقابلة البطاقات بالكلمات الموجودة على البطاقة الكبيرة. ثم تخبرهم القصة بشكل مبسّط وتريهم الصور المتسلسلة.

بعد ذلك تبدأ مرحلة الفهم: تضع المربية الصور المتسلسلة على اللوح و تطرح الاسئلة لتقييم فهم التلاميذ للقصة.

ملاحظة:  لا يطلب من الولد أن يؤلف جملة جديدة إنما أن يعيد محتوى السؤال الذي سألته إياه المربية فالهدف هو التأكد من أنّه فهم ما سمع.

مثلاً : - "دلّني على الصورة التي ترى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "هذه هي الصورة التي أرى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "أين ترى الذئب ميتاً ؟

- "أرى الذئب ميتاً هنا" (يدلّ على الصورة رقم ٤).

 

الحصة الثالثة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تسأل المربية التلاميذ عن عنوان القصة التي يقرؤونها ثم تطلب منهم تركيب العنوان من خلال البطاقات الصغيرة بمقارنتها بالبطاقة الكبيرة (لعبة البطاقات).

ثم تقرأ المربية القصة كاملة وتعرض في الوقت نفسه الصور المتسلسلة، وتضعها تدريجياً على اللوح.  هذه المرحلة هي مرحلة دراسة الصورة.  تعتمد المربية على طرح كل الأسئلة الممكنة على كل صورة من الصور المتسلسلة والهدف من ذلك إغناء الحقل المعجمي عند الاولاد. على أن تتناول الأسئلة والأشخاص والأماكن والألوان والأشياء والوضعيات.

مثلاً: - من ترى في هذه الصورة؟

      -  ماذا ترتدي؟ ماذا تحمل في يدها؟ أين هي؟

      -  صف الطبيعة من حولها....

      -  هل هي واقفة أو مستلقية؟ ....

ملاحظة:  تشجّع المربية التلاميذ على التعبير بجملة كاملة من دون إجبارهم على إعادة جملتها.

 

الحصة الرابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

يقرأ التلاميذ العنوان من جديد ويلعبون لعبة البطاقات من دون المقارنة مع البطاقة الكبيرة.  ثم تخبرهم المربية القصة بشكل مبسّط عارضة الصور المتسلسلة تدريجياً على اللوح.

تهدف هذه الحصة إلى إخبار القصة من خلال تركيب جملة أو جملتين لكل صورة متسلسلة وذلك رداً على أسئلة محددة تحضِّرها المربية.

مثلاً: "أين ذهبت ليلى''؟

     '' بمن التقت في الغابة''؟

     '' ماذا طلب منها الذئب''؟

     '' ماذا فعل الذئب''؟

     '' ماذا فعلت ليلى عندما دخلت بيت جدتها''؟

    '' من ساعد ليلى''؟

ملاحظة: إن الأجوبة عن هذه الأسئلة تشكل ملخص القصة وتساعد التلاميذ على إخبار القصة فيما بعد.

 

الحصة الخامسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة  (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تذكِّر المربية بعنوان القصة وتعيد قراءة البطاقات، غير أنها تحاول هذه المرة تهجئة الحروف، ليس بهدف قراءتها فقط بل بهدف التعرّف إليها ومعرفة صورتها من خلال تكرار قراءة عناوين عدة.  ولا تطلب المربية من الأولاد تهجئة الحروف إنما تقرؤها معهم من دون إجبارهم على تسميعها. (Bain d'écrit)

ثم تقرأ المربية القصة وتشير تدريجياً إلى الصور المتسلسلة.

تهدف هذه الحصة الى جعل التلاميذ يخبرون القصة من خلال الصور المتسلسلة.

توزع البطاقات على أربعة تلاميذ وعلى كل واحد منهم أن يعبّر بجملة عن الصورة التي يحمل.  وفي حال تعذّر ذلك، تطرح عليه المربية سؤالاً لمساعدته وإذا لم يتمكن من ذلك، تتوجه بالسؤال الى بقية التلاميذ حتى تحصل على جملة صحيحة. وتكمل بالطريقة نفسها مع التلاميذ الآخرين حتى تكتمل القصة.

القصص تنمّي الخيال وتوسّع الآفاق

 

الحصة السادسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

في الحصة السادسة، يقرأ التلاميذ عنوان القصة، يلعبون بالبطاقات ثم يهجئون الأحرف.

تخبر المربية القصة من دون عرض الصور.  تهدف هذه الحصة الى إعادة ترتيب الصور المتسلسلة وإخبار القصة بالكامل.  لذلك، تخلط المربية الصور وتضعها على اللوح بطريقة غير متسلسلة ثم تطلب من أربعة تلاميذ الواحد تلو الآخر بوضع الصورة الاولى ثم الثانية... وعلى كل تلميذ أن يخبّر بجملة صحيحة عن الصورة التي قام بترتيبها.

 

الحصة السابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

 

يقرأ التلاميذ العنوان ثم يلعبون بالبطاقات ويهجئون الحروف.

تهدف هذه المرحلة إلى إخبار القصة بالكامل.  تخلط المربية الصور كما في المرحلة السابقة غير أنها تطلب من أحد التلاميذ أن يضع الصور بالتسلسل وبأن يخبر القصة.

 

الحصة الثامنة:

الوسائل: بطاقة تقييم

تحضر المربية بطاقة كالتي ترونها. على التلميذ أن يُظهر عنوان القصة بالحبر الصيني، ثم يرسم مشهداً أحبه من القصة و يخبر المربية عنه فتقوم بدورها بكتابته ثم يكتب اسمه ويأخذ البطاقة معه إلى البيت ليخبر أهله عمّا تعلم. تكون البطاقة بمثابة بطاقة تقييم.

ليلى والذئب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رسم التلميذ

 

جملة التلميذ تكتبها المربية                                                                                                                   اسم الولد

............................................................................................................                      .........................................

 

الحصة التاسعة:

الوسائل: آلات موسيقية، أقنعة، دمى...

في الحصة التاسعة، يقوم التلاميذ بتمثيل القصة، ولهذه الغاية يحتاجون إلى كتابة النصّ وتحضير الملابس وصناعة الأقنعة أو الدمى، ومرافقة التمثيل أحياناً ببعض الموسيقى والأصوات.  كلّ ذلك ضمن إطار العمل الفريقي.

في هذه المرحلة وهي مرحلة التنفيذ، يتسنّى للتلميذ أن تتبلور شخصيته وكذلك بأن يحفظ دوره وأن يستعمل كلمات معينة.

تمثيل مشاهد مستوحاة من القصة

 

 

 

 

بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتعليم اللغة عن طريق القصص

١-  استخدام القصة لتعليم اللغة وهذا يكسب الدرس جاذبية خاصة، حيث يشعر التلاميذ بالراحة والاسترخاء، لتعاملهم مع موضوعات مألوفة.

٢-  الاعتماد على المشاركة، فعندما يروي المدرس الحكاية بنفسه - تستخدم هذه الطريقة عادة مع صغار الأطفال - يقدم بعض المصطلحات والكلمات الجديدة ليتم التعرف إليها، ثم يجري مناقشات حول القصة والشخصيات والمعاني العامة والرموز ودلالاتها.

٣-  دعوة التلاميذ لأن يكتبوا القصة باسلوبهم، أو يرسموا شخصياتها ومواقفها، أو يجسدوها درامياً من خلال لعب الادوار.

 

نشاطات مشوّقة لاستغلال القصة بطريقة مختلفة

  • استيحاء القصص من الأغنيات.  يمكن اختيار اغنية تحمل في طياتها قصّة كما هي الحال في غالبية الأغاني الشعبية والجديدة. وإحضارها بعد ذلك إلى الصف والاستماع إليها ثمّ الطلب من التلاميذ إعادة سرد القصة بأسلوبهم الشخصي كما يمكن تنظيم حفلة بعنوان ''غنيّة وخبرية''.
  •  مهرجان ألف ليلة وليلة. يستمدّ هذا النشاط فكرته من أساطير ألف ليلة وليلة وهو على غرار شهرزاد التي، بحسب الأسطورة، عرفت كيف تشوّق السلطان على مدى ألف ليلة وليلة، ويقتضي ذلك تخصيص وقت لسرد القصص على أن تبدأ القصة في كلّ مرة وتتوقّف عند لحظة حاسمة ثمّ تكمل في اليوم التالي حيث تبدأ قصة أخرى وتتوقّف عند نقطة مشوّقة أيضاً.  وبهذه الطريقة، يساعد عنصر التشويق التلاميذ ويحفّزهم على الاستماع الى القصص والمشاركة وتنمية المخيّلة...
  •  صورة تساوي ألف كلمة. يختار تلاميذ الصفّ لوحة فنية وينظرون اليها مستوحين منها أفكاراً لتركيب جملة أوّلية تشكّل بداية لقصّة أكبر.  وبعد النقاش الجماعي والاقتراحات، يكتبون مقطعاً يرسلونه إلى صف آخر، ليقوم بقراءة المقطع وبإضافة مقطع آخر اليه.  ثمّ تتكرّر هذه العملية بمشاركة أكبر عدد ممكن من الصفوف حتى تشرف القصة على نهايتها. وأخيراً، تجتمع هذه الصفوف كلها للاستماع إلى حصيلة مجهودها ولقراءة القصة أمام الجميع ورؤية اللوحة التي أوحت بهذه القصة.
  •  جمع الأجزاء.  تُختار قصة شعبية معروفة ويتم تقسيمها إلى أجزاء عدّة على أن تطبع صورها على أوراق متعددة وتعطى للتلاميذ.  يحظى كل تلميذ بورقة عليها صورة من القصة وعليه أن ينتظر دوره وينتبه إلى تسارع الأحداث حتى يخبر الجزء الذي هو مسؤول عنه وفي حينه على المستمع أن يشعر وكأنّ شخصاً واحداً يسرد القصة.
  •  وصف بطل القصة.  يمكن تمرير صورة بطل قصة قرأت في الصف على حلقة التلاميذ وعلى كلّ تلميذ أن يقول كلمة ليصفه ويمرّره إلى رفيقه من دون أن يكّرر هذا الأخير الكلمات نفسها.  يمكن أن تمرّ الصورة مرّات عدّة قبل أن تعاد الكلمات. تقبل الصفات وكذلك الكلمات التي تستوحى من هذه الشخصية كاستعمال كلمة صبي أو فارس مثلاً إلى جانب صفات مثل أملس، وأبيض، وصلب وبيضاوي الشكل وغيرها.

  

التعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

  

د.كوليت شاهين عون جامعة القديس يوسفالتعليم من خلال القصص في مرحلة الروضة

 

تعتبر القصة أهم وسيلة استخدمها الإنسان ليعبّرِ من خلالها عن خبراته الحياتية بما تتضمنه من أحداث وأفعال وقيم، ومن ثم نقل هذه الخبرات إلى الآخرين بشكل غير مباشر.

في كل مكان من العالم، كان هناك وقت مخصص لرواية القصص المنزلية للأطفال، سواء أكان ذلك في الأمسيات، أم في المناسبات الاحتفالية المختلفة، حيث كانت الحكاية الشعبية وطريقة روايتها يشكلان طقساً وممارسة مهمة من ممارسات هذه الاحتفالات ''لأهميتها في تربية النشء''، ففي لبنان وحتى وقت قريب كانت الجدّات وكبار السن من النساء يحكين لأطفال الأسرة في الأمسيات العديد من القصص والحكايات. ومازالت القصص اليوم تعيش وسط عالم التكنولوجيا المتقدمة ، وذلك للدور المؤثر الذي تلعبه في النمو العقلي للطفل، وتحيط روحه ووجدانه بإطار سحري ضروري مهم، لمقاومة التأثير المتزايد والقوي للمجتمعات التقنية.  لذلك اعتمدت القصة كوسيلة تربوية أساسية تستعمل للقيام بنشاطات متعددة في صفوف الروضة و المرحلة الأولى من التعليم.

 

القصص والتعليم

هناك العديد من الدراسات الحديثة في مجال التعليم تحاول دراسة أهمية التواصل عن طريق الحكايات و  القصص، وتوظيفها في تدريس مواد ومقررات دراسية متنوعة مثل تنمية مهارات التواصل الشفهي، والاستعداد للقراءة والكتابة، وتنمية اللغة، والقاموس اللغوي للطفل، والتعرف إلى الذات، الى جانب المساعدة في تعليم، المهارات اللازمة للعلوم وتنميتها، والرياضيات، والتاريخ والحضارات الإنسانية.

ففي مجال العلوم مثلاً، بيّنت الدراسات ان استخدام الأساطير والقصص التي تمتلئ بالعديد من عناصر الوصف والتفسير وكل تلك الجوانب الغريبة، تنمي بعض المهارات الخاصة لتعليم العلوم للتلاميذ.  فبالاطلاع على عالم الأساطير، والقصص الخرافية يمكن للتلاميذ المعاصرين أن يتعرفوا إلى عوالم هذه الحكايات والعلاقات والصفات التى تجمع بينها، والعلاقة بين الأسباب والنتائج وبدايات التفكير العلمي.

و في مجال الرياضيات، اعتمدت الدراسات على أن بناء القصة والرياضيات يتضمنان العديد من الأفكار المجردة، وهناك تداخل كبير في نماذج البناء والتفكير بينهما، لذلك يمكن للتلاميذ من خلال التعرف إلى هذه الحكايات اكتساب الكثير من المفاهيم الرياضية مثل:

التواصل عبر قراءة القصص

-  مفهوم الأجزاء من خلال التعرف الى أجزاء الحدث.

-  مفهوم البناء الهندسي للقصة.

- مفهوم حل المشكلات.

-  مفهوم المعادلات وكيفية الانتقال من الأسباب إلى النتائج.

-  مفهوم التشابه والاختلاف.

أما في مجال الدراسات الاجتماعية ، فتعتبر دراسة القصص بمثابة المرآة التي تعكس صورة الإنسان من منظور ثقافي. وبدراسة تحليلية للقصص، يمكن التعرف الى مصادرها الثقافية ووضعها في إطارها الزمني من تاريخ الإنسان (العالم القديم ، العالم الأسطوري، أو العالم الحديث ..الخ) وجغرافية وطبيعة أماكن الحدث التي تؤثر في مجتمع القصة ومناسبات وأسباب روايتها.  كل هذه الجوانب تساعد وتنمي الاستعداد والمهارات والقدرات اللازمة لتعلم العلوم الاجتماعية.

 

                                 نموذج - اقتراح

لتعليم الاطفال من خلال القصة و لاكتساب المهارات في صفوف الروضة و الحلقة الاولى

الحصة الاولى:

الوسائل: كتاب القصة (ليلى و الذئب مثلاً)

تقرأ المربية بمساعدة التلاميذ عنوان القصة و تريهم الغلاف لكي يقوموا باكتشاف كل ما هو مرسوم و مكتوب عليه، ثم يحاولون توقع القصة أي اخبارها على طريقتهم.

بعد ذلك يصغي التلاميذ إلى المربية التي تقرأ القصة وتشير إلى الصور كوسائل إيضاح.  ثم يقوم التلاميذ بمساعدة المربية بالمقارنة بين القصة التي ألّفَوها في بدء الحصة والقصة التي قرأتها المربية على مسامعهم.

 

الحصة الثانية:

الوسائل:  - بطاقة كبيرة للعنوان 

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

           - بطاقات صغيرة للعنوان

           - صور متسلسلة تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (مصوّرة ومكبّرة على آلة التصوير) يمكن أن تزيد المربية بعض الألوان على هذه الرسوم كي تضفي عليها بعض الحياة.

chap 1chap 2

chap 3chap 4

 

 

 

 

تذكِّر المربية التلاميذ بعنوان القصة وتقرأه معهم على البطاقة الكبيرة ثم تطلب من الأولاد مقابلة البطاقات بالكلمات الموجودة على البطاقة الكبيرة. ثم تخبرهم القصة بشكل مبسّط وتريهم الصور المتسلسلة.

بعد ذلك تبدأ مرحلة الفهم: تضع المربية الصور المتسلسلة على اللوح و تطرح الاسئلة لتقييم فهم التلاميذ للقصة.

ملاحظة:  لا يطلب من الولد أن يؤلف جملة جديدة إنما أن يعيد محتوى السؤال الذي سألته إياه المربية فالهدف هو التأكد من أنّه فهم ما سمع.

مثلاً : - "دلّني على الصورة التي ترى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "هذه هي الصورة التي أرى فيها ليلى تتكلم مع الذئب".

- "أين ترى الذئب ميتاً ؟

- "أرى الذئب ميتاً هنا" (يدلّ على الصورة رقم ٤).

 

الحصة الثالثة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تسأل المربية التلاميذ عن عنوان القصة التي يقرؤونها ثم تطلب منهم تركيب العنوان من خلال البطاقات الصغيرة بمقارنتها بالبطاقة الكبيرة (لعبة البطاقات).

ثم تقرأ المربية القصة كاملة وتعرض في الوقت نفسه الصور المتسلسلة، وتضعها تدريجياً على اللوح.  هذه المرحلة هي مرحلة دراسة الصورة.  تعتمد المربية على طرح كل الأسئلة الممكنة على كل صورة من الصور المتسلسلة والهدف من ذلك إغناء الحقل المعجمي عند الاولاد. على أن تتناول الأسئلة والأشخاص والأماكن والألوان والأشياء والوضعيات.

مثلاً: - من ترى في هذه الصورة؟

      -  ماذا ترتدي؟ ماذا تحمل في يدها؟ أين هي؟

      -  صف الطبيعة من حولها....

      -  هل هي واقفة أو مستلقية؟ ....

ملاحظة:  تشجّع المربية التلاميذ على التعبير بجملة كاملة من دون إجبارهم على إعادة جملتها.

 

الحصة الرابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

يقرأ التلاميذ العنوان من جديد ويلعبون لعبة البطاقات من دون المقارنة مع البطاقة الكبيرة.  ثم تخبرهم المربية القصة بشكل مبسّط عارضة الصور المتسلسلة تدريجياً على اللوح.

تهدف هذه الحصة إلى إخبار القصة من خلال تركيب جملة أو جملتين لكل صورة متسلسلة وذلك رداً على أسئلة محددة تحضِّرها المربية.

مثلاً: "أين ذهبت ليلى''؟

     '' بمن التقت في الغابة''؟

     '' ماذا طلب منها الذئب''؟

     '' ماذا فعل الذئب''؟

     '' ماذا فعلت ليلى عندما دخلت بيت جدتها''؟

    '' من ساعد ليلى''؟

ملاحظة: إن الأجوبة عن هذه الأسئلة تشكل ملخص القصة وتساعد التلاميذ على إخبار القصة فيما بعد.

 

الحصة الخامسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة  (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

تذكِّر المربية بعنوان القصة وتعيد قراءة البطاقات، غير أنها تحاول هذه المرة تهجئة الحروف، ليس بهدف قراءتها فقط بل بهدف التعرّف إليها ومعرفة صورتها من خلال تكرار قراءة عناوين عدة.  ولا تطلب المربية من الأولاد تهجئة الحروف إنما تقرؤها معهم من دون إجبارهم على تسميعها. (Bain d'écrit)

ثم تقرأ المربية القصة وتشير تدريجياً إلى الصور المتسلسلة.

تهدف هذه الحصة الى جعل التلاميذ يخبرون القصة من خلال الصور المتسلسلة.

توزع البطاقات على أربعة تلاميذ وعلى كل واحد منهم أن يعبّر بجملة عن الصورة التي يحمل.  وفي حال تعذّر ذلك، تطرح عليه المربية سؤالاً لمساعدته وإذا لم يتمكن من ذلك، تتوجه بالسؤال الى بقية التلاميذ حتى تحصل على جملة صحيحة. وتكمل بالطريقة نفسها مع التلاميذ الآخرين حتى تكتمل القصة.

القصص تنمّي الخيال وتوسّع الآفاق

 

الحصة السادسة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

في الحصة السادسة، يقرأ التلاميذ عنوان القصة، يلعبون بالبطاقات ثم يهجئون الأحرف.

تخبر المربية القصة من دون عرض الصور.  تهدف هذه الحصة الى إعادة ترتيب الصور المتسلسلة وإخبار القصة بالكامل.  لذلك، تخلط المربية الصور وتضعها على اللوح بطريقة غير متسلسلة ثم تطلب من أربعة تلاميذ الواحد تلو الآخر بوضع الصورة الاولى ثم الثانية... وعلى كل تلميذ أن يخبّر بجملة صحيحة عن الصورة التي قام بترتيبها.

 

الحصة السابعة:

ليلى والذئب

 

ليلى

و

الذئب

 

الوسائل: - بطاقة كبيرة للعنوان

          -  بطاقات صغيرة للعنوان

          -  الصور المتسلسلة التي تمثّل المراحل الأربع الأهم في القصة (الرجاء مراجعة الرسوم في الحصّة الثانية)

 

يقرأ التلاميذ العنوان ثم يلعبون بالبطاقات ويهجئون الحروف.

تهدف هذه المرحلة إلى إخبار القصة بالكامل.  تخلط المربية الصور كما في المرحلة السابقة غير أنها تطلب من أحد التلاميذ أن يضع الصور بالتسلسل وبأن يخبر القصة.

 

الحصة الثامنة:

الوسائل: بطاقة تقييم

تحضر المربية بطاقة كالتي ترونها. على التلميذ أن يُظهر عنوان القصة بالحبر الصيني، ثم يرسم مشهداً أحبه من القصة و يخبر المربية عنه فتقوم بدورها بكتابته ثم يكتب اسمه ويأخذ البطاقة معه إلى البيت ليخبر أهله عمّا تعلم. تكون البطاقة بمثابة بطاقة تقييم.

ليلى والذئب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رسم التلميذ

 

جملة التلميذ تكتبها المربية                                                                                                                   اسم الولد

............................................................................................................                      .........................................

 

الحصة التاسعة:

الوسائل: آلات موسيقية، أقنعة، دمى...

في الحصة التاسعة، يقوم التلاميذ بتمثيل القصة، ولهذه الغاية يحتاجون إلى كتابة النصّ وتحضير الملابس وصناعة الأقنعة أو الدمى، ومرافقة التمثيل أحياناً ببعض الموسيقى والأصوات.  كلّ ذلك ضمن إطار العمل الفريقي.

في هذه المرحلة وهي مرحلة التنفيذ، يتسنّى للتلميذ أن تتبلور شخصيته وكذلك بأن يحفظ دوره وأن يستعمل كلمات معينة.

تمثيل مشاهد مستوحاة من القصة

 

 

 

 

بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتعليم اللغة عن طريق القصص

١-  استخدام القصة لتعليم اللغة وهذا يكسب الدرس جاذبية خاصة، حيث يشعر التلاميذ بالراحة والاسترخاء، لتعاملهم مع موضوعات مألوفة.

٢-  الاعتماد على المشاركة، فعندما يروي المدرس الحكاية بنفسه - تستخدم هذه الطريقة عادة مع صغار الأطفال - يقدم بعض المصطلحات والكلمات الجديدة ليتم التعرف إليها، ثم يجري مناقشات حول القصة والشخصيات والمعاني العامة والرموز ودلالاتها.

٣-  دعوة التلاميذ لأن يكتبوا القصة باسلوبهم، أو يرسموا شخصياتها ومواقفها، أو يجسدوها درامياً من خلال لعب الادوار.

 

نشاطات مشوّقة لاستغلال القصة بطريقة مختلفة

  • استيحاء القصص من الأغنيات.  يمكن اختيار اغنية تحمل في طياتها قصّة كما هي الحال في غالبية الأغاني الشعبية والجديدة. وإحضارها بعد ذلك إلى الصف والاستماع إليها ثمّ الطلب من التلاميذ إعادة سرد القصة بأسلوبهم الشخصي كما يمكن تنظيم حفلة بعنوان ''غنيّة وخبرية''.
  •  مهرجان ألف ليلة وليلة. يستمدّ هذا النشاط فكرته من أساطير ألف ليلة وليلة وهو على غرار شهرزاد التي، بحسب الأسطورة، عرفت كيف تشوّق السلطان على مدى ألف ليلة وليلة، ويقتضي ذلك تخصيص وقت لسرد القصص على أن تبدأ القصة في كلّ مرة وتتوقّف عند لحظة حاسمة ثمّ تكمل في اليوم التالي حيث تبدأ قصة أخرى وتتوقّف عند نقطة مشوّقة أيضاً.  وبهذه الطريقة، يساعد عنصر التشويق التلاميذ ويحفّزهم على الاستماع الى القصص والمشاركة وتنمية المخيّلة...
  •  صورة تساوي ألف كلمة. يختار تلاميذ الصفّ لوحة فنية وينظرون اليها مستوحين منها أفكاراً لتركيب جملة أوّلية تشكّل بداية لقصّة أكبر.  وبعد النقاش الجماعي والاقتراحات، يكتبون مقطعاً يرسلونه إلى صف آخر، ليقوم بقراءة المقطع وبإضافة مقطع آخر اليه.  ثمّ تتكرّر هذه العملية بمشاركة أكبر عدد ممكن من الصفوف حتى تشرف القصة على نهايتها. وأخيراً، تجتمع هذه الصفوف كلها للاستماع إلى حصيلة مجهودها ولقراءة القصة أمام الجميع ورؤية اللوحة التي أوحت بهذه القصة.
  •  جمع الأجزاء.  تُختار قصة شعبية معروفة ويتم تقسيمها إلى أجزاء عدّة على أن تطبع صورها على أوراق متعددة وتعطى للتلاميذ.  يحظى كل تلميذ بورقة عليها صورة من القصة وعليه أن ينتظر دوره وينتبه إلى تسارع الأحداث حتى يخبر الجزء الذي هو مسؤول عنه وفي حينه على المستمع أن يشعر وكأنّ شخصاً واحداً يسرد القصة.
  •  وصف بطل القصة.  يمكن تمرير صورة بطل قصة قرأت في الصف على حلقة التلاميذ وعلى كلّ تلميذ أن يقول كلمة ليصفه ويمرّره إلى رفيقه من دون أن يكّرر هذا الأخير الكلمات نفسها.  يمكن أن تمرّ الصورة مرّات عدّة قبل أن تعاد الكلمات. تقبل الصفات وكذلك الكلمات التي تستوحى من هذه الشخصية كاستعمال كلمة صبي أو فارس مثلاً إلى جانب صفات مثل أملس، وأبيض، وصلب وبيضاوي الشكل وغيرها.