إيفيت أشقر

لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية

'' إيفيت أشقر''

العمل: من دون عنوان، زيت على القماش

١٠٠×٨٠ سم، ١٩٩٩ من مقتنيات وزارة الثقافة.

''ولدت في ساوباولو البرازيل ١٩٢٨، درست الفنون الجميلة في الأكاديمية اللبنانية  ''ألبا''، أستاذة في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية بين السنوات ١٩٦٦ - ١٩٨٨، عرضت أعمالها في بيروت وبلغراد وروما وباريس وألمانيا وساوباولو والإسكندرية وبغداد ونالت جوائز وزارة التربية الوطنية والأونسكو ومهرجانات بعلبك''.

عندما تنعقد المنتديات حول تاريخ الفن التشكيلي الحديث في لبنان يبهت الكلام ويتراجع الحوار من دون التطرق إلى فاعلية النشاط المبدع الذي قدمته ولا تزال، الفنانة الكبيرة إيفيت أشقر.

بدأت الفنانة مسيرتها التشكيلية في خضم التبدلات الهائلة في المجالات التشكيلية، وكانت سريعة التأثر بما يدور حولها، فهي مركبة من عجين ثقافي متنوع، ينحاز إلى التيارات الغربية وسرعة تأثرها بالفردانية التشكيلية، وتخلصها من الثقافة الجمعية التي تخدم توجهات تأطيرية للمجتمع، فهي متفلتة متحررة، تنبع حريتها من قدرة الفرادنية على الفعل الجمعي وليس العكس، تلك القدرة التي تحترم المكونات الإنسانية والتي لا تخدم الوضعية القمعية للفكر، تفلتها إنساني يصل إلى حدود التجريد.

لكنها إيفيت أشقر التي تعيش الشرق بمفارقة الأساسية وتراثه التليد، هذا التزاوج نشأ بعد أن برزت التجريدية بكل تجلياتها في أوروبا كرد على الهيمنة القاسية للفكر المادي وتوليده على المستويات كافة لحربين عالميتين مدمرتين.

اثر ذلك أسهمت أشقر بإنتاجها الفني في إعادة الاعتبار لكوامن الأشياء وروحيتها. والتجريد، وفق دراسات مستشرقة، عشعش في الشرق وتوالد قبل الثورة التشكيلية الحديثة بثمانية قرون. لذلك، لم تعمل إيفيت أشقر على استعارة مفردات غربية فقط، بل إنها نهلتها من منبعها، إنما بروحية عاطفية وفردانية فريدة.  لقد آثرت العمل في جو من الإبداع مناقض لتوجهات ''تشويهية'' تهدف إلى تدمير القيم الجمالية الكلاسيكية وإلى تحطيم الشكل كما فعلت التكعيبية مثلاً.  إيفيت بعاطفتها الجياشة وحساسيتها المفرطة وميلوديتها الرائعة دعت عبر عملها المتواصل إلى بناء جمالي حديث، لا يأبه للشكل أو الموضوع، ولكنه يبتدع عالمًا خاصًا، جنة موعودة، تأنس إليها النفس والروح عبر الفرشاة واللون واللطخة. لذلك فإن ''تلطيخيتها'' كما في عملها هذا، اختزال لكل الأشكال وكل الحقول وكل الألوان وكل التضادات الشكلية واللونية وكل الضوء وكل العتمة، إنها اختزال الاختزال وتبسيط مسطح للنفس والروح والحياة، سطح يمتد إلى اللانهائي، ويستجلي المطلق، وغناء يصدح عبر العيون... إنها إيفيت أشقر.

د. عادل قديح

 

إيفيت أشقر

لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية

'' إيفيت أشقر''

العمل: من دون عنوان، زيت على القماش

١٠٠×٨٠ سم، ١٩٩٩ من مقتنيات وزارة الثقافة.

''ولدت في ساوباولو البرازيل ١٩٢٨، درست الفنون الجميلة في الأكاديمية اللبنانية  ''ألبا''، أستاذة في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية بين السنوات ١٩٦٦ - ١٩٨٨، عرضت أعمالها في بيروت وبلغراد وروما وباريس وألمانيا وساوباولو والإسكندرية وبغداد ونالت جوائز وزارة التربية الوطنية والأونسكو ومهرجانات بعلبك''.

عندما تنعقد المنتديات حول تاريخ الفن التشكيلي الحديث في لبنان يبهت الكلام ويتراجع الحوار من دون التطرق إلى فاعلية النشاط المبدع الذي قدمته ولا تزال، الفنانة الكبيرة إيفيت أشقر.

بدأت الفنانة مسيرتها التشكيلية في خضم التبدلات الهائلة في المجالات التشكيلية، وكانت سريعة التأثر بما يدور حولها، فهي مركبة من عجين ثقافي متنوع، ينحاز إلى التيارات الغربية وسرعة تأثرها بالفردانية التشكيلية، وتخلصها من الثقافة الجمعية التي تخدم توجهات تأطيرية للمجتمع، فهي متفلتة متحررة، تنبع حريتها من قدرة الفرادنية على الفعل الجمعي وليس العكس، تلك القدرة التي تحترم المكونات الإنسانية والتي لا تخدم الوضعية القمعية للفكر، تفلتها إنساني يصل إلى حدود التجريد.

لكنها إيفيت أشقر التي تعيش الشرق بمفارقة الأساسية وتراثه التليد، هذا التزاوج نشأ بعد أن برزت التجريدية بكل تجلياتها في أوروبا كرد على الهيمنة القاسية للفكر المادي وتوليده على المستويات كافة لحربين عالميتين مدمرتين.

اثر ذلك أسهمت أشقر بإنتاجها الفني في إعادة الاعتبار لكوامن الأشياء وروحيتها. والتجريد، وفق دراسات مستشرقة، عشعش في الشرق وتوالد قبل الثورة التشكيلية الحديثة بثمانية قرون. لذلك، لم تعمل إيفيت أشقر على استعارة مفردات غربية فقط، بل إنها نهلتها من منبعها، إنما بروحية عاطفية وفردانية فريدة.  لقد آثرت العمل في جو من الإبداع مناقض لتوجهات ''تشويهية'' تهدف إلى تدمير القيم الجمالية الكلاسيكية وإلى تحطيم الشكل كما فعلت التكعيبية مثلاً.  إيفيت بعاطفتها الجياشة وحساسيتها المفرطة وميلوديتها الرائعة دعت عبر عملها المتواصل إلى بناء جمالي حديث، لا يأبه للشكل أو الموضوع، ولكنه يبتدع عالمًا خاصًا، جنة موعودة، تأنس إليها النفس والروح عبر الفرشاة واللون واللطخة. لذلك فإن ''تلطيخيتها'' كما في عملها هذا، اختزال لكل الأشكال وكل الحقول وكل الألوان وكل التضادات الشكلية واللونية وكل الضوء وكل العتمة، إنها اختزال الاختزال وتبسيط مسطح للنفس والروح والحياة، سطح يمتد إلى اللانهائي، ويستجلي المطلق، وغناء يصدح عبر العيون... إنها إيفيت أشقر.

د. عادل قديح

 

إيفيت أشقر

لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية

'' إيفيت أشقر''

العمل: من دون عنوان، زيت على القماش

١٠٠×٨٠ سم، ١٩٩٩ من مقتنيات وزارة الثقافة.

''ولدت في ساوباولو البرازيل ١٩٢٨، درست الفنون الجميلة في الأكاديمية اللبنانية  ''ألبا''، أستاذة في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية بين السنوات ١٩٦٦ - ١٩٨٨، عرضت أعمالها في بيروت وبلغراد وروما وباريس وألمانيا وساوباولو والإسكندرية وبغداد ونالت جوائز وزارة التربية الوطنية والأونسكو ومهرجانات بعلبك''.

عندما تنعقد المنتديات حول تاريخ الفن التشكيلي الحديث في لبنان يبهت الكلام ويتراجع الحوار من دون التطرق إلى فاعلية النشاط المبدع الذي قدمته ولا تزال، الفنانة الكبيرة إيفيت أشقر.

بدأت الفنانة مسيرتها التشكيلية في خضم التبدلات الهائلة في المجالات التشكيلية، وكانت سريعة التأثر بما يدور حولها، فهي مركبة من عجين ثقافي متنوع، ينحاز إلى التيارات الغربية وسرعة تأثرها بالفردانية التشكيلية، وتخلصها من الثقافة الجمعية التي تخدم توجهات تأطيرية للمجتمع، فهي متفلتة متحررة، تنبع حريتها من قدرة الفرادنية على الفعل الجمعي وليس العكس، تلك القدرة التي تحترم المكونات الإنسانية والتي لا تخدم الوضعية القمعية للفكر، تفلتها إنساني يصل إلى حدود التجريد.

لكنها إيفيت أشقر التي تعيش الشرق بمفارقة الأساسية وتراثه التليد، هذا التزاوج نشأ بعد أن برزت التجريدية بكل تجلياتها في أوروبا كرد على الهيمنة القاسية للفكر المادي وتوليده على المستويات كافة لحربين عالميتين مدمرتين.

اثر ذلك أسهمت أشقر بإنتاجها الفني في إعادة الاعتبار لكوامن الأشياء وروحيتها. والتجريد، وفق دراسات مستشرقة، عشعش في الشرق وتوالد قبل الثورة التشكيلية الحديثة بثمانية قرون. لذلك، لم تعمل إيفيت أشقر على استعارة مفردات غربية فقط، بل إنها نهلتها من منبعها، إنما بروحية عاطفية وفردانية فريدة.  لقد آثرت العمل في جو من الإبداع مناقض لتوجهات ''تشويهية'' تهدف إلى تدمير القيم الجمالية الكلاسيكية وإلى تحطيم الشكل كما فعلت التكعيبية مثلاً.  إيفيت بعاطفتها الجياشة وحساسيتها المفرطة وميلوديتها الرائعة دعت عبر عملها المتواصل إلى بناء جمالي حديث، لا يأبه للشكل أو الموضوع، ولكنه يبتدع عالمًا خاصًا، جنة موعودة، تأنس إليها النفس والروح عبر الفرشاة واللون واللطخة. لذلك فإن ''تلطيخيتها'' كما في عملها هذا، اختزال لكل الأشكال وكل الحقول وكل الألوان وكل التضادات الشكلية واللونية وكل الضوء وكل العتمة، إنها اختزال الاختزال وتبسيط مسطح للنفس والروح والحياة، سطح يمتد إلى اللانهائي، ويستجلي المطلق، وغناء يصدح عبر العيون... إنها إيفيت أشقر.

د. عادل قديح