واقع التعليم بالطرق الناشطة من خلال المناهج التربويّة الجديدة ٢

ننقل اليكم رسالة وجهها طالب في الصف الأول الثانوي اختبر عن كثب الطريقة الناشطة في اكتساب المعلومة ومعالجتها معتمدا البحث والنقد والاقتراح في اطار عمل فريقي، مبينا لنا أهمية الدور الذي ينبغي أن يؤديه الأستاذ في فسح المجال أمام الطالب ليكوّنِ وجهة نظره ويدافع عنها ويقترح حلولا لمشاكل مطروحة.

 

 

 

في شهر كانون الثاني من العام ٢٠٠٠ ، بدأ درس جديد فوزع أستاذ الكيمياء برنامج درسه من اهداف ومضامين وكفايات يجب أن تكتسب وتعليمات تخص العمل الشخصي.
بدأ الدرس ودار حول "اللفافات البلاستيكية". ولجذب انتباهنا، اقترح علينا حلقات فيديو قصيرة تبين لنا فائدة ما سنتعلمه.
وفي الدرس التالي، حضر زميل الأستاذ وهو اختصاصي في مادته ليتحدث عن عمله وعرض لنا ملفّاً درّسه منذ مدة.
... وبدا الأمر معقدا بالنسبة لنا في البداية لم نفهم كل ما كان يقوله من قوانين ونماذج أصبحت من الماضي... وطرح علينا الأستاذ الذي كان محيطا بما سبق بعض الأسئلة التي يثيرها هذا الموضوع واثر كل سؤال كان يطلب من المستمعين أن يقدموا اقتراحاً أو إجابة أو فرضية تفسيرية.
انطلقت الأفكار من كل صوب وبدا من الضروري التحقق من دقتها. بعضهم اقترح أفكاراً جديدة لم يسبق أن فكرنا فيها أو اعتقدنا بوجودها. والبعض الآخر أنتج أفكارا تتعلق بما رأيناه على شاشة التلفاز. أصبحت هذه القصة البسيطة في ظاهرها معقدة حقا.
هنا فقط يبدأ العمل على حد قول الأستاذ. فخلال الأسابيع التالية، تعين علينا العمل باستقلالية معتمدين على ملف حضّره لنا وهو متوافر في مكتبة المدرسة. فضلا عن مراجع نظرية تتضمن كتباً ومقالات وقصاصات من الصحف وعناوين على الإنترنت وتعليمات مهمة.
أما فريقنا المؤلف من أربعة طلاب، فاجتمع لأول مرة في المكتبة. كان علينا أن نتدبر أمورنا لنلتقي من جديد ونتوزع الأدوار (المشرف والمنشط والكاتب) ونحلل معا وننتقد الحلول المقترحة وننشئ تقريرا مشتركا. فضلا عن ذلك، يجدر بكل منا أن يقدم عمله الشخصي ويعلله كرد  على التحدي الذي أطلقه الاختصاصي.
وشهدت الأسابيع التالية اضطرابا ملحوظا. كنا قد قرأنا الوثائق المقترحة وكانت لدينا فكرة بسيطة لنناقشها مع الآخرين وقررنا الاجتماع بأستاذ مساعد أعاننا قليلا لنرى الأمور بشكل أوضح. كنا بمحاذاة الهدف عندما عرض أحدهم حالة قرأ عنها وأعيد طرح الموضوع بكل جوانبه. بهذه الطريقة تُطرح أسئلة أكثر مما تُقدم إجابات
في الدرس التالي، استعرضنا مع الأستاذ السبل والحلول المدروسة. كان بعضها فقط قد بدأ يظهر إلى الواجهة فيما البعض الآخر بارز. بدأنا نفهم لماذا لا ينتهي العمل في البحث. لكننا أدركنا أننا تعلمنا الكثير على الرغم من شكوك ساورتنا. ومنحنا الأستاذ أسبوعاً إضافياً لنتمكن من إنجاز المرحلة الشخصية والنقدية من العمل.
وفي الدرس التالي، اقترح علينا الأستاذ امتحانا لنتمكن من تقويم أنفسنا وتقويم التقدم الذي أحرزناه .
نحن الآن في نهاية العمل. كل منا فخور بعمله الشخصي المنجز بكل مراحله والمتضمن أقوالا ومراجع ورسوما بيانية. حقا بدأنا نحب أن نتعلم
نستنتج مما سبق ان الحركة التربوية الحديثة قد أعادت الرسم التقليدي للعملية التربوية حيث كان للمثلث ثلاثة أقطاب: المعلم، المتعلم والمعرفة. وأضافت عليه محوراً جديداً هو الوضعية التربوية القائمة على التواصل بين المعلم والمتعلم من حيث ارتباطهما معاً بالمعرفة. وحيث أن هذه الوضعية تعتمد عملية جدلية تعليمية تعلمية.
في هذه الوضعية التربوية هناك عملية ديناميكية ناشطة يلعب فيها المعلم دور الوسيط والمنشط والمحرك للتواصل.
المعلم يراقب تفاعل المتعلم مع هذه الوضعية الجديدة، يتركه ليكتشف ويختبر ويكتشف المفاهيم ويدركها. وفي هكذا وضعية يكون التلميذ ناشطاً إيجابياً يستطيع بناء معرفته بنفسه. وهذه الوضعية يجب أن تكون ذات معنى لدى المتعلم. ولعل المعنى هو أهم مطلب عند المتعلم ويتم عبر وضوح الأهداف للمتعلم، وتصور الأهمية المستقبلية لما يتعلم أو علاقته بالحياة اليومية. وهذا يترك حالة من الرضى عن الذات، من الارتياح النفسي، من الفرح، فرح الوصول إلى الفهم بعد الجهد، فرح التخطي للعقبات والصعوبات، الفرح بالتعلم.


المركز التربوي للبحوث والإنماء
منسق لجنة تقييم مادة الكيمياء
بسام شاهين

واقع التعليم بالطرق الناشطة من خلال المناهج التربويّة الجديدة ٢

ننقل اليكم رسالة وجهها طالب في الصف الأول الثانوي اختبر عن كثب الطريقة الناشطة في اكتساب المعلومة ومعالجتها معتمدا البحث والنقد والاقتراح في اطار عمل فريقي، مبينا لنا أهمية الدور الذي ينبغي أن يؤديه الأستاذ في فسح المجال أمام الطالب ليكوّنِ وجهة نظره ويدافع عنها ويقترح حلولا لمشاكل مطروحة.

 

 

 

في شهر كانون الثاني من العام ٢٠٠٠ ، بدأ درس جديد فوزع أستاذ الكيمياء برنامج درسه من اهداف ومضامين وكفايات يجب أن تكتسب وتعليمات تخص العمل الشخصي.
بدأ الدرس ودار حول "اللفافات البلاستيكية". ولجذب انتباهنا، اقترح علينا حلقات فيديو قصيرة تبين لنا فائدة ما سنتعلمه.
وفي الدرس التالي، حضر زميل الأستاذ وهو اختصاصي في مادته ليتحدث عن عمله وعرض لنا ملفّاً درّسه منذ مدة.
... وبدا الأمر معقدا بالنسبة لنا في البداية لم نفهم كل ما كان يقوله من قوانين ونماذج أصبحت من الماضي... وطرح علينا الأستاذ الذي كان محيطا بما سبق بعض الأسئلة التي يثيرها هذا الموضوع واثر كل سؤال كان يطلب من المستمعين أن يقدموا اقتراحاً أو إجابة أو فرضية تفسيرية.
انطلقت الأفكار من كل صوب وبدا من الضروري التحقق من دقتها. بعضهم اقترح أفكاراً جديدة لم يسبق أن فكرنا فيها أو اعتقدنا بوجودها. والبعض الآخر أنتج أفكارا تتعلق بما رأيناه على شاشة التلفاز. أصبحت هذه القصة البسيطة في ظاهرها معقدة حقا.
هنا فقط يبدأ العمل على حد قول الأستاذ. فخلال الأسابيع التالية، تعين علينا العمل باستقلالية معتمدين على ملف حضّره لنا وهو متوافر في مكتبة المدرسة. فضلا عن مراجع نظرية تتضمن كتباً ومقالات وقصاصات من الصحف وعناوين على الإنترنت وتعليمات مهمة.
أما فريقنا المؤلف من أربعة طلاب، فاجتمع لأول مرة في المكتبة. كان علينا أن نتدبر أمورنا لنلتقي من جديد ونتوزع الأدوار (المشرف والمنشط والكاتب) ونحلل معا وننتقد الحلول المقترحة وننشئ تقريرا مشتركا. فضلا عن ذلك، يجدر بكل منا أن يقدم عمله الشخصي ويعلله كرد  على التحدي الذي أطلقه الاختصاصي.
وشهدت الأسابيع التالية اضطرابا ملحوظا. كنا قد قرأنا الوثائق المقترحة وكانت لدينا فكرة بسيطة لنناقشها مع الآخرين وقررنا الاجتماع بأستاذ مساعد أعاننا قليلا لنرى الأمور بشكل أوضح. كنا بمحاذاة الهدف عندما عرض أحدهم حالة قرأ عنها وأعيد طرح الموضوع بكل جوانبه. بهذه الطريقة تُطرح أسئلة أكثر مما تُقدم إجابات
في الدرس التالي، استعرضنا مع الأستاذ السبل والحلول المدروسة. كان بعضها فقط قد بدأ يظهر إلى الواجهة فيما البعض الآخر بارز. بدأنا نفهم لماذا لا ينتهي العمل في البحث. لكننا أدركنا أننا تعلمنا الكثير على الرغم من شكوك ساورتنا. ومنحنا الأستاذ أسبوعاً إضافياً لنتمكن من إنجاز المرحلة الشخصية والنقدية من العمل.
وفي الدرس التالي، اقترح علينا الأستاذ امتحانا لنتمكن من تقويم أنفسنا وتقويم التقدم الذي أحرزناه .
نحن الآن في نهاية العمل. كل منا فخور بعمله الشخصي المنجز بكل مراحله والمتضمن أقوالا ومراجع ورسوما بيانية. حقا بدأنا نحب أن نتعلم
نستنتج مما سبق ان الحركة التربوية الحديثة قد أعادت الرسم التقليدي للعملية التربوية حيث كان للمثلث ثلاثة أقطاب: المعلم، المتعلم والمعرفة. وأضافت عليه محوراً جديداً هو الوضعية التربوية القائمة على التواصل بين المعلم والمتعلم من حيث ارتباطهما معاً بالمعرفة. وحيث أن هذه الوضعية تعتمد عملية جدلية تعليمية تعلمية.
في هذه الوضعية التربوية هناك عملية ديناميكية ناشطة يلعب فيها المعلم دور الوسيط والمنشط والمحرك للتواصل.
المعلم يراقب تفاعل المتعلم مع هذه الوضعية الجديدة، يتركه ليكتشف ويختبر ويكتشف المفاهيم ويدركها. وفي هكذا وضعية يكون التلميذ ناشطاً إيجابياً يستطيع بناء معرفته بنفسه. وهذه الوضعية يجب أن تكون ذات معنى لدى المتعلم. ولعل المعنى هو أهم مطلب عند المتعلم ويتم عبر وضوح الأهداف للمتعلم، وتصور الأهمية المستقبلية لما يتعلم أو علاقته بالحياة اليومية. وهذا يترك حالة من الرضى عن الذات، من الارتياح النفسي، من الفرح، فرح الوصول إلى الفهم بعد الجهد، فرح التخطي للعقبات والصعوبات، الفرح بالتعلم.


المركز التربوي للبحوث والإنماء
منسق لجنة تقييم مادة الكيمياء
بسام شاهين

واقع التعليم بالطرق الناشطة من خلال المناهج التربويّة الجديدة ٢

ننقل اليكم رسالة وجهها طالب في الصف الأول الثانوي اختبر عن كثب الطريقة الناشطة في اكتساب المعلومة ومعالجتها معتمدا البحث والنقد والاقتراح في اطار عمل فريقي، مبينا لنا أهمية الدور الذي ينبغي أن يؤديه الأستاذ في فسح المجال أمام الطالب ليكوّنِ وجهة نظره ويدافع عنها ويقترح حلولا لمشاكل مطروحة.

 

 

 

في شهر كانون الثاني من العام ٢٠٠٠ ، بدأ درس جديد فوزع أستاذ الكيمياء برنامج درسه من اهداف ومضامين وكفايات يجب أن تكتسب وتعليمات تخص العمل الشخصي.
بدأ الدرس ودار حول "اللفافات البلاستيكية". ولجذب انتباهنا، اقترح علينا حلقات فيديو قصيرة تبين لنا فائدة ما سنتعلمه.
وفي الدرس التالي، حضر زميل الأستاذ وهو اختصاصي في مادته ليتحدث عن عمله وعرض لنا ملفّاً درّسه منذ مدة.
... وبدا الأمر معقدا بالنسبة لنا في البداية لم نفهم كل ما كان يقوله من قوانين ونماذج أصبحت من الماضي... وطرح علينا الأستاذ الذي كان محيطا بما سبق بعض الأسئلة التي يثيرها هذا الموضوع واثر كل سؤال كان يطلب من المستمعين أن يقدموا اقتراحاً أو إجابة أو فرضية تفسيرية.
انطلقت الأفكار من كل صوب وبدا من الضروري التحقق من دقتها. بعضهم اقترح أفكاراً جديدة لم يسبق أن فكرنا فيها أو اعتقدنا بوجودها. والبعض الآخر أنتج أفكارا تتعلق بما رأيناه على شاشة التلفاز. أصبحت هذه القصة البسيطة في ظاهرها معقدة حقا.
هنا فقط يبدأ العمل على حد قول الأستاذ. فخلال الأسابيع التالية، تعين علينا العمل باستقلالية معتمدين على ملف حضّره لنا وهو متوافر في مكتبة المدرسة. فضلا عن مراجع نظرية تتضمن كتباً ومقالات وقصاصات من الصحف وعناوين على الإنترنت وتعليمات مهمة.
أما فريقنا المؤلف من أربعة طلاب، فاجتمع لأول مرة في المكتبة. كان علينا أن نتدبر أمورنا لنلتقي من جديد ونتوزع الأدوار (المشرف والمنشط والكاتب) ونحلل معا وننتقد الحلول المقترحة وننشئ تقريرا مشتركا. فضلا عن ذلك، يجدر بكل منا أن يقدم عمله الشخصي ويعلله كرد  على التحدي الذي أطلقه الاختصاصي.
وشهدت الأسابيع التالية اضطرابا ملحوظا. كنا قد قرأنا الوثائق المقترحة وكانت لدينا فكرة بسيطة لنناقشها مع الآخرين وقررنا الاجتماع بأستاذ مساعد أعاننا قليلا لنرى الأمور بشكل أوضح. كنا بمحاذاة الهدف عندما عرض أحدهم حالة قرأ عنها وأعيد طرح الموضوع بكل جوانبه. بهذه الطريقة تُطرح أسئلة أكثر مما تُقدم إجابات
في الدرس التالي، استعرضنا مع الأستاذ السبل والحلول المدروسة. كان بعضها فقط قد بدأ يظهر إلى الواجهة فيما البعض الآخر بارز. بدأنا نفهم لماذا لا ينتهي العمل في البحث. لكننا أدركنا أننا تعلمنا الكثير على الرغم من شكوك ساورتنا. ومنحنا الأستاذ أسبوعاً إضافياً لنتمكن من إنجاز المرحلة الشخصية والنقدية من العمل.
وفي الدرس التالي، اقترح علينا الأستاذ امتحانا لنتمكن من تقويم أنفسنا وتقويم التقدم الذي أحرزناه .
نحن الآن في نهاية العمل. كل منا فخور بعمله الشخصي المنجز بكل مراحله والمتضمن أقوالا ومراجع ورسوما بيانية. حقا بدأنا نحب أن نتعلم
نستنتج مما سبق ان الحركة التربوية الحديثة قد أعادت الرسم التقليدي للعملية التربوية حيث كان للمثلث ثلاثة أقطاب: المعلم، المتعلم والمعرفة. وأضافت عليه محوراً جديداً هو الوضعية التربوية القائمة على التواصل بين المعلم والمتعلم من حيث ارتباطهما معاً بالمعرفة. وحيث أن هذه الوضعية تعتمد عملية جدلية تعليمية تعلمية.
في هذه الوضعية التربوية هناك عملية ديناميكية ناشطة يلعب فيها المعلم دور الوسيط والمنشط والمحرك للتواصل.
المعلم يراقب تفاعل المتعلم مع هذه الوضعية الجديدة، يتركه ليكتشف ويختبر ويكتشف المفاهيم ويدركها. وفي هكذا وضعية يكون التلميذ ناشطاً إيجابياً يستطيع بناء معرفته بنفسه. وهذه الوضعية يجب أن تكون ذات معنى لدى المتعلم. ولعل المعنى هو أهم مطلب عند المتعلم ويتم عبر وضوح الأهداف للمتعلم، وتصور الأهمية المستقبلية لما يتعلم أو علاقته بالحياة اليومية. وهذا يترك حالة من الرضى عن الذات، من الارتياح النفسي، من الفرح، فرح الوصول إلى الفهم بعد الجهد، فرح التخطي للعقبات والصعوبات، الفرح بالتعلم.


المركز التربوي للبحوث والإنماء
منسق لجنة تقييم مادة الكيمياء
بسام شاهين