مناهج التعليم الجديدة: نماذج دروس تطبيقية بالطرق الناشطة : فنون
١.فنون: موسيقى
|
مبيّنِات الأداء:
|
القسم الأول من الدرس : تعريف موشح "يا شادي الألحان"
يطلب المعلم من التلامذة غناء بعض الموشَّحات التي يعرفونها، كل حسب مكتسباته والقدرة الصوتية التي يتمتع بها .
يعرّف المعلم تلامذته إلى موشح "يا شادي الألحان" والى بعض من خصائصه :
- انه موشح من الشعر القديم.
- اللحن : للسيّد درويش .
- الإيقاع: ثنائي، من نوع المصمودي الصغير.
- الحركة : متوسطة 80 = (Moderato) .
- النص : من مقام السوزْناك وهو يتألف من ثلاثة أقسام :
دور أول : يا شادي الألحان
دور ثانٍ : واطرِب مَن في الحان
دور ثالث : شعرُك والجبين
القسم الثاني من الدرس : تدريب على غناء موشح "يا شادي الألحان" :
- يُغنّىَ الموشح مع مرافقة من آلة موسيقية شرقية (كالناي أو العود أو الكمان او القانون) كما يمكن سماعه مسجلاً .
- يتم التعليم بالطريقة الكليّة أولاً ثم بالطريقة الجزئيّة.
- يُستحسن العمل مع التلاميذ على إتقان ضرب الإيقاع، ثم تأدية الغناء بمرافقة الطبلة بطريقة الـ(a capella)
- يُستحسن تهجئة الكلمات إيقاعيًا بدون غناء أولاً، ثم تأدية الغناء مع مرافقة لآلة موسيقيّة شرقيّة.
- يمكن تقسيم التلاميذ إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة تغني الدور المعطى لها. أمّا أصحاب الصوت المميّز فيُعطى لهم غناء الخانة.
الوسائل التعليمية المساعدة: معلومات عن الموشح
- تعريف الموشح
- نشأة الموشح
- ظهور الموشح في الأندلس
- طريقة إنشاد الموشح
- تلحين الموشح
- أقسام الموشح
- الدور
- الآهات في الدور
- الدُم والتَك.
١- تعريف الموشح
الموشحات من أهم الموروثات في تراثنا العربي لحنًا وشعرًا. وبحكم طبيعة التناقل والحفظ من مغنّ إلى آخر بتوالي الأيام، أصيب قسم كبير من هذه الموشحات بشيء من التشذيب العفوي أو المقصود في ألحانه وإيقاعاته، ولكن الموشحات ظلت بصورة عامة محتفظة بطابعها وأسلوبها الأصليين.
تتألف الموشحات من كلمات مقفّاَة موزونة تشبه أوزان الشعر، غير أنها لا تتقيد بها من حيث وحدة القافية، وتغلب عليها اللّغة الفصحى ووصف الغزل وأحوال الخمر، والقليل جدًا من الموشحات القديمة منظومة باللهجة العاميّة وهي من ابتكار الأندلسيين. والقصد تحرير الموشح من التقيد بالأوزان الشعرية المعروفة التي تسير على نمط واحد، فيكون هذا القيد ما يحول بينها وبين تصوير العاطفة الصحيحة تصويرًا صادقًا، كما أنها تطلق حرية التحرك في التأليف اللّحني، وبكلام آخر إخضاع الشعر للنغم، لا كما كان التقليد المتبع مثلاً، أي بإخضاع النغم للشعر، وهذه الموشحات (الأندلسية) هي كل ما تبقى من التراث العربي القديم. وهي، برغم قدمها، لا تزال ذات صفة متينة، وقيمة فنية رفيعة، وألحانها جامعة لشتى ضروب المقامات والأوزان الموسيقية العربية.
يبلغ عدد الموشحات حوالى ٣٣٨ موشحًا ونتفًا مبتورة مشوّهة محفوظة خصوصًا في حلب والشام وبيروت.
٢- نشأة الموشح
تعتبر نشأة الموشح قديمة بقدم النهضة العربية، أي منذ الخلافة الأموية خصوصًا التي وضعت النقاط والحركات على الشعر الذي مال إلى الحضارة والتبسيط وإلى المدح والإطراء الذي استمد بناءه الغنائي من مصادر عدّة وعلى رأسها الفارسية.
كما أن العصر الذهبي للعباسيين سنة ( ٧٨٠ م ١٢٥٨ م) هو عصر إسحاق الموصلي ووالده إبراهيم اللذين اشتُهرا بالغناء، حيث كانت اللّغة الفصحى سائدة يومها يدعمها فن العروض والقافية، إلى أن وُضع في المغرب عدد من الموشحات المنسوبة إلى مقدم بن معافر الغريري وقد أخذ عنه ابن عبد ربْه صاحب العقد الفريد وغيرهم من شعراء المغرب مثل إبن خفاجة واتبع ذلك زرياب بعد فراره من بغداد ودخوله الى الأندلس فأدخل الموشح في نطاق الغناء.
٣- ظهور الموشح في الأندلس
"إن الأصول التلحينية التي وضعها زرياب وتلامذته، ظلت أساسًا للغناء الأندلسي، وربما جرّت تعريفات في شؤون الألحان اقتضتها طبيعة الموشحات والأزجال (جمع زجل)... ويعتبر الموشح ثورة على طبيعة القصيدة، فهو حركة تجديدية، وهو أيضًا عودة إلى الغنائية من وجهة أخرى أي هو زخرف حضاري قد ينطوي على مقومات السطحية الجذابة والترف المسترخي في الأندلس(1)". بعد القرن الثالث اعتُبرت بلاد شمالي أفريقيا، لا سيما تونس، وارثة الفن العربي وهي ما زالت إلى اليوم محتفظة بهذا التراث الفني النفيس وتلك الكنوز الثمينة من الموشحات الأندلسية. وفي حقبة من تاريخ الموسيقى اضُطر العرب أيام المماليك إلى أن يُدخلوا الكلمات التركية التي لا يزال استعمالها جاريًا إلى الآن في بعض الموشحات مثل: هانم، أمان، دوس، عموم، أقنوم، تِنتاننٍ الخ...
كما أُدخلت ألفاظ عربية في أثناء غناء الموشحات وذلك لإكمال تطابق الإيقاع الغنائي الذي يراد التلحين عليه مثلا: لا لا للّي، يا لا لا، آخ يا عيني...
ويقال أن سبب ظهور الموشحات هو الإيقاع الغنائي.
والموشحات كانت ولا تزال من أرقى أنواع الغناء العربي وستظل محافظة على قيمتها الفنية لاعتبارها الرفيع وتركيبها الفني البديع بوصفها المحك الذي تعرف به مقدرة المغني الحاذق من الدخيل. ومهما يكن، فستظل الموشحات قيمة موسيقية غنائية ثمينة.
٤- طريقة إنشاد الموشح
جرت العادة أن يشترك في إنشاد الموشح جميع أفراد الفرقة (أو التخت) من آلات موسيقية ومنشدين ومصاحبين (كورس) ويسمونهم السنيّدة وينفرد أبرعهم وأحسنهم صوتًا وفنًا في بعض جمل فيها. وفي أثناء الغناء يشترط في الموشحة أن تلتزم ضربًا مخصوصًا في الإيقاع وأن تكون من نفس اللّحن الذي فيه الفاصل الموسيقي. والفاصل هو الوصلة التي تأتي بعد غناء الموشحة مباشرة ويتغير ضرب الإيقاع في الحركة الأخيرة، أي الجزء الأخير الختامي ، على إيقاع أسرع يشعر بالختام.
٥- تلحين الموشح
تلحن الموشحات على موازين موسيقية إيقاعية خاصة ومن هذه الموازين (السماعيات) كالثقيل (سماعي ثقيل) (10 من شكل النوار) والدارج سماعي دارج ( 3 من شكل النوار) والدور (هندي 7 من شكل النوار). وموازين المخمس والمربع والدور المصمودي بقسميه، والنوختْ الهندي وغيرها كذلك من أي ميزان آخر وفق النظم وميزانه (تفاعيله) والموشحة (أي الموشح).
٦- أقسام الموشح
تنقسم الموشحات من ناحية ترتيب تلحينها إلى ثلاثة أقسام:
يسمى القسم الأول منها "بدنية "(2) وهي بمثابة الدور، ويقاس عليها الدور الثاني وزنًا وتلحينًا، ويقال: الدور الأول، الدور الثاني، الدور الثالث. أي أن الموشح مؤلف من أدوار عدة. ويعقب ذلك القسم الثاني وهو ما يسمى "خانة " أو "سلسلة" أو "دولاب" ثم القسم الثالث والأخير وهو القفلة، وكل قسم من هذه الأقسام مخالف للآخر في التلحين ما عدا البدنيات (أي الأدوار) التي تكون من لحن واحد وهو لحن البدنية الأول، ومن ميزاتها. أما المستحسن في تلحين الموشح وفي صياغة الألحان أن تكون أقسامه الثلاثة موّقعة على ميزان من نوع واحد.
لكل موشح لحن خاص ينسب إليه ويسمى باسمه. فيقال هذه الموشحة من مقام الراست مثلاً أو من مقام البياتي أو الصبا أو الحجاز الخ...
كما انه من المعلوم أن للموسيقى العربية موازين تشتمل على علامات اصطلاحية هي الدُم والتكْ أو الدموم والتكوك تمثل الضغط أي القوة في الدُم والضعف أي الخفة في التَك. وتطبق هذه القاعدة وفقًا لمد الحروف وتسكينها حسب مخارج الألفاظ ومطابقتها لحركات الميزان التوقيعيّةَ بموجب أزمنتها.
٧- الدور
هو نوع من الزجل تغلب عليه اللغة العامية، يتألف الدور عادة من مذهب وأغصان وقفلة، ويُلحن الدور بأكمله على ضروب بسيطة كالمصمودي الكبير أو الصغير، والدور والموشح مع القصيدة من أطرب وارفع أنواع الغناء العربي.
٨- الآهات في الدور
يتخلل الدور بعد الفصل الأول منه آهات أي التغني بكلمة آه وهي موزونة على ميزان الدور، تردّد بصورة فنيّة يقصد منها كلها زيادة التطريب، وتكون الآهات بعد الفصل الأول، وآهات الانتهاء والانتقالات اللّحنية لهذه الآهات من المقام الأساسي.
٩- الدُم والتكْ
علامتان اصطلاحيتان يتخللهما سكتات زمنية، وتمثلان مواضع القوة والضعف في الضرب الإيقاعي، وهاتان العلامتان تشبهان أجزاء العروض في الشعر، وتتبعان أزمنة علامات النوتة الموسيقية عند ترقيمها فوق هذه العلامات، وقد اصطلح العرب على استعمال هذه العلامات الخاصة لتحديد أماكن القوة والضعف في الإيقاع.
أما السكتات الجزئية التي تتخلل الدُم والتَك، فتكون للاستراحة العرضية أو لتجميل التوقيع اللّحني. وهي ملازمة، ولا سيما في الموشحات التي لا تظهر جمالها وبراعة صياغة ألحانها إلا بتطبيق تلك الأحكام عند المد والتسكين بالحروف بحسب أحكام الألفاظ ومخارجها ومطابقتها لحركات الميزان التوقيعية، بموجب أزمنتها التي تعد من أهم العناصر الجوهرية الأساسية في البناء الغنائي العربي للموشحات.
الكمان
القانون
العود
الناي
1- الموشحات الاندلسية: نشأة الموشحات وتطورها، سليم الحلو، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، ١٩٦٥
2- هذه التسمية اصطلح عليها موسيقيو حلب، بيروت والشام.