اليونسكو "تطلق تقرير" محو الأميّة من أجل الحياة
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) "التقرير العالمي الرابع لرصد التعليم للجميع : محو الأميّة من أجل الحياة" للعام ٢٠٠٦ محذّرة الحكومات والهيئات المانحة للمساعدات من أنها إذا لم تقم بإيلاء المزيد من الاهتمام للكبار الذين يعيشون ما دون المهارات الأساسية في مجال محو الأميّة وعددهم يناهز ٧٧١ مليوناً في العالم فإنها ستحدّ من التقدّم نحو تحقيق هدف ''التعليم للجميع'' وتحول دون تقليص الفقر بنطاقه الأوسع. ويُظهر التقرير أن ٦٣ في المئة من الراشدين العرب يحسنون القراءة، وفي الدول العربية ٦٥ مليون أمّي راشد ثلثاهم من النساء.
يقول مدير التقرير، نيكولاس بورنات، ''إن محو الأميّة حق وأساس لمواصلة التعلم ويجب أن يُعالج من خلال التعليم الجيد لجميع الأطفال، ونشر برامج محو الأميّة على نطاق واسع للشباب والكبار، والسياسات الكفيلة بإثراء بيئة التعلم''. وبالتالي، تضع هذه الاستراتيجية المثلثة الأبعاد مسألة محو الأميّة في صلب مبادرة ''التعليم للجميع''. فهي تدعو إلى اتخاذ اجراءات بهدف تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق التعليم الابتدائي الشامل، وزيادة وتعزيز برامج محو الأميّة للشباب والكبار، ودعم المكتبات ووسائل الإعلام، ونشر الكتب وإمكانية الانتفاع من المعلومات.
ويقرع التقرير ناقوس الخطر بالنسبة إلى المنطقة العربية حيث يؤكّد أن هناك ٦٥ مليوناً من الراشدين في المنطقة العربية ما زالوا محرومين من أدوات التعلّم التي تعينهم على اتخاذ القرارات الواعية وعلى المشاركة الكاملة في تنمية مجتمعاتهم. ويشير إلى أن قرابة ٦٣ في المئة فقط في المتوسط من مجموع السكان الراشدين في الدول العربية يستطيعون القراءة والكتابة مع الفهم، وهو معدل من أدنى معدلات محو أميّة الكبار في العالم. إنّ محو أميّة النساء يكتسب أهميّة حاسمة في سياق معالجة القضايا الأوسع نطاقاً المتعلقة باللامساواة بين الجنسين. بيد أن النساء ما زلن يمثلن قرابة ثلثي الراشدين الأميّين في هذه المنطقة حيث يوجد ٦٩ امرأة متعلمة فقط مقابل كل ١٠٠ رجل متعلم. وتوجد في معظم البلدان أوجه تفاوت كبيرة بين الجنسين فيما يخصّ القرائية.
ويلفت التقرير إلى علاقة محو الأميّة بالفقر، إذ توجد أعلى معدلات الأميّة في البلدان التي توجد فيها أيضاً أعلى مستويات للفقر. وتلاحظ الصلة بين الفقر والأميّة أيضاً على مستوى الأسرة. وفي بعض البلدان، حيث يعتبر المعدل العام للقرائية منخفضاً (أقل من ٦٠ في المئة)، فإن الفارق في معدل القرائية بين أشدّ الأسر فقراً وأكثرها ثراء يزيد على أربعين نقطة مئوية (وهذا الفرق هو في جميع الحالات تقريباً أعلى بين النساء منه بين الرجال). وفي البلدان التي توجد فيها معدلات إجمالية منخفضة نسبياً للقرائية تكون الفوارق كبيرة أيضاً بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، وتزداد هذه الفوارق اتساعاً بين الجنسين.
ويلفت التقرير إلى أن التوسع في التعليم لا يزال العامل الحاسم في نشر القرائية في العالم. فمعظم الناس يكتسبون مهارات القرائية في المدرسة، وينطبق هذا القول بوجه خاص على النساء. وإن منطقة الدول العربية في مجملها، حيث يوجد واحد من أدنى معدلات محو الأميّة للكبار، هي أيضاً إحدى مناطق التعليم للجميع التي يظل فيها مستوى المشاركة في التعليم منخفضاً، مع وجود فوارق كبيرة بين الجنسين ضد مصلحة الفتيات والنساء، ولا سيما في التعليم الابتدائي والثانوي.
ويشير التقرير إلى أن التعليم قبل المدرسي يمثّل ضرباً من الترف بالنسبة لمعظم الأطفال، وتقلّ نسبة التسجيل الاجمالية فيه عن ١٨ في المئة في أكثر من نصف البلدان التي توافرت بشأنها البيانات. وعلى الرغم من التزايد المستمر في أعداد المسجلين في التعليم الابتدائي زيادة بأكثر من مليونين في الفترة ما بين عام ١٩٩٨ و ٢٠٠٢ فإن هدف تعميم التعليم الابتدائي ما زال بعيد المنال : فنسبة التسجيل تساوي ٨٣ في المئة تقريباً وما زال سبعة ملايين طفل في سن التعليم الابتدائي غير ملتحقين بالمدارس الابتدائية، منهم ٥٨ في المئة من البنات.
وفي مجال تحقيق التكافؤ بين الجنسين يشير التقرير إلى أن هذا التكافؤ حصل في التعليم الابتدائي ولكن ليس في التعليم الثانوي. وفي نظرة شاملة يؤكد التقرير على أن ثلاثة أرباع الأميّين لدى الكبار عبر العالم يعيشون في ١٢ بلداً في جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وجنوب وغرب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادئ. كما وتسجّل منطقتا جنوب وغرب آسيا أدنى نسبة في مجال محو الأميّة لدى الكبار (٥٨ في المئة)، تليهما جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى (٥٩,٧ في المئة)، فالدول العربية (٢,٧ في المئة). أما الدول ذات النسب الأدنى في مجال محو الأميّة لدى الكبار في العالم، فهي بوركينا فاسو (١٢,٨ في المئة) والنيجر (١٤,٤ في المئة) ومالي (١٩ في المئة).
يُذكر أن التقرير العالمي لرصد ''التعليم للجميع'' يصدر سنوياً ويعدّه فريق مستقل مقره اليونسكو.