طريقة المناقشة

حنا عوكر رئيس دائرتي الإعداد والتدريب المركز التربوي للبحوث والإنماءكثيراً ما يميل الناس الى الكلام والتعبير عن آرائهم وانفعالاتهم، وفي المدرسة كذلك فإننا نلاحظ ميل المعلمين الى الاستئثار بالكلام والشرح معظم أوقات حصص التعليم، وهذا ما أشار إليه فلاندرز الوقت يقضيه المعلم في الكلام. / حين كشف بأن أكثر من ثلثي (3/2) الوقت يقضيه المعلم في كلام.

فهل تتعب من الإصغاء إلى الآخرين؟ وهل تتضايق وتتأفف في مقعدك بعد الإصغاء لفترة معينة؟ وقد يصادف أحياناً بأنك تعرف مضمون المحاضرة او محتوى ما يقال أمامك، فيصبح الإصغاء مملاً الى حد بعيد. وهنا تسأل عن سبب وجودك السلبي، ولماذا لا يسمح لك بالكلام والمناقشة والمشاركة؟ وبالتالي، أليس من حقك كفرد ان تعبر عن رأيك؟

ومن جهة أخرى يشير علماء الاجتماع الى ان نمو المجموعة وتماسكها يتمّان من خلال عملية تطورية متسلسلة وبالتفاعل بين أعضائها. وفي غرفة الصف، الكبيرة والصغيرة، نلاحظ جميعاً نقصاً كبيراً في الاستجابات والتفاعل، وقلة حماس في الجو التعلمي في أثناء تطبيق طرائق أخرى غير نقاش المجموعات. واذا كانت هذه الفقرات المأخوذة من نظريات متنوعة حول الجماعة ونموها صحيحة، فهل يستطيع المعلم ان يُفيد من المناقشة في غرفة الصف ويطبق اجراءاتها لتحقيق نمو الجماعة وتماسكها؟

 

تحديد المناقشة

فما هي طريقة المناقشة اذاً؟ وكيف يمكن ان تطبق في ميدان التعلم والتعليم ؟ يمكننا ان نشير أولاً الى ان المناقشة ليست مجرد اجتماع في ممرات لتبادل أطراف الحديث، وليست اجتماعاً طارئاً تديره قلة من أفراد المجموعة، كما لا يمكن اعتبارها نوعاً من النشاط غالباً ما نطلق عليه اسم "النقاش"، كمثل المعلم الذي يطلب من تلاميذه قراءة صفحة او عدة صفحات كي تناقش في اليوم التالي. ولسوء الحظ، ان ما يطلبه المعلم ما هو الا امتحان محاضرة او حفظ وسرد الوقائع التي تصل الى ما يسمى"بالتسميع".

فما الفرق اذاً بين كل من المحاضرة والتسميع والمناقشة؟ ان الفرق الواضح هو بطبيعة الحال "حجم المجموعة"، الذي يظهر كعلامة فارقة، فالمحاضرة تتوجه الى كل المجموعات، صغيرها وكبيرها، ويمكن تعريفها بسلسلة من الإجراءات والمحتوى يعرضها المعلم او يلقيها من دون ان تتطلب مشاركة المتعلمين الفعالة. وبدوره فإن "التسميع" يستوجب ''التبادل'' بين شخص وآخر، اما المناقشات فإنها تقوم على مستويات عليا من التفاعل بين الأعضاء المشاركين.

وتقرأ احياناً نشرات ودوريات، وتتحدث مرات أخرى إلى أساتذة ومعلمين، وتفاجأ حين تكتشف بأنهم يعتبرون التسميع ''مناقشة". فالتسميع لا يمكن ان يكون مناقشة، اذ ان الأخيرة تتطلب، وانطلاقاً من تحديدها، تبادلاً للأفكار والآراء، وتعلماً ناشطاً، ومشاركة من جميع الأعضاء.

فالمناقشة عملية تعلم ناشطة يتم في اثنائها تفاعل التلميذ مع أقرانه، وتفاعل التلميذ و/ أو التلاميذ مع المعلم في غرفة الصف، بينما يكون نشاط التلميذ في المحاضرة والتسميع سلبياً. كما انها تتيح له بأن يكتشف آراءه ويحددها، ويعبّر عنها، لا ان يقتصر دوره على تكرار الأفكار التي تطرح أمامه.

فالمناقشة اذاً، وكما يشير Gruick Shank في كتابه (Act of Teaching) "وضعية تعلمية حيث يتناقش المعلم والمتعلمون ويتشاركون الأفكار واللآراء والمعلومات، والإجراءات الآيلة الى صوغ حل لمشكلة ما".

ولتوضيح طريقة المناقشة وتمييزها عن الطرائق الأخرى، نشير الى أنها تتضمن النقاط الآتية:

  1. اجتماع عدد صغير من المتعلمين (من ٤ الى ٨)
  2. عرض مشكلة او طرح موضوع عام
  3. تقديم الأفكار والمعلومات وتبادلها مع الآخرين وتقييمها
  4. المحافظة على المسار الموجه نحو غاية او هدف معين (غالباً ما يختاره المشاركون ويكون متصلاً بالمشكلة)
  5. التفاعل اللفظي - الموضوعي والانفعالي  (Affective)

الأهداف التعليمية وعقلانية الطريقة

والسؤال الذي نطرحه هنا، هو هل ان مؤيدي طريقة المناقشة يستطيعون تبرير ادعاءاتهم بأن المناقشة في المجموعات الصغيرة ذات فعالية عالية؟

بالطبع، يستطيعون ذلك، اذا كانت مهمة المجموعة الصغيرة المشاركة تتطلب مستويات عليا من التفكير، او الوصول الى اتخاذ قرارات معينة، او وضع اجراءات حلول لمشكلة ما، او تشكيل انماط سلوك واتجاهات ايجابية، كما بينّت الدراسات التي اجراها كل من ليلي فيلمور، ولويس ماير(١٩٩٢) على ما يكتسبه المتعلمون الذين ينخرطون او يشاركون في عمل المجموعات.

وأشارت الدراسات هذه الى الأفضلية التي تسجل لصالح طرائق النقاش في المجموعات الصغيرة في الوصول الى أهدافها ضمن ظروف ملائمة، والى التغيرات التي يسهل حدوثها على مستوى التكيف الشخصي والاجتماعي، بالإضافة الى ان التلاميذ يتعلمون في مجموعات المناقشة الصغيرة بطريقة أسرع وبدقة اكثر اذا تمت مقارنتهم بتلاميذ يستخدمون طرائق تربوية أخرى.

لماذا نستخدم طريقة المناقشة؟

يستطيع المعلم ان يختار الطريقة التي يراها ملائمة ضمن الظروف والمعطيات البيئية والتعلمية. وان ما يؤثر على اختيار الطريقة هو نوعية المادة وقدرات التلاميذ ورغباتهم والوسائل والتجهيزات المتاحة والغايات والأهداف التي يصبو إليها ومعرفة المعلم بالطرائق وتقنيات استخدامها، وخبرته السابقة.

أما طريقة المناقشة فإن المعلم يستخدمها اذا رغب بـ :

  • زيادة تفاعل التلاميذ اللفظي في ما بينهم وفي علاقاتهم معه (مهارات التواصل)
  • إضافة المرونة الى قدراته المهنية من خلال تنويع التقنيات التي يستخدمها.
  • تمتين الصداقات والعلاقات الثنائية والجماعية بين التلاميذ (Sympathy) (التعاطف)
  • خلق جو مريح بعيد عن الضغط والإكراه، وتعزيز النمو النفسي والاجتماعي (الثقة بالنفس، التعاون، التسامح،العزم، تسهيل التعلم).
  • مساعدة التلاميذ على تبني نماذج تعلم مسؤولة ترتكز على الاعتماد المتبادل بعضهم على بعض.

حسنات طريقة المناقشة

أشارت منظمة الأبحاث حول الموارد البشرية  (Humrro) الى حسنات طريقة المناقشة وأكدت على فوائد المناقشة في المجموعات الصغيرة بحيث تحيلنا الى الاستنتاج بأن مثل هذه التقنيات فعّالة جداً في تعزيز الدافعية على التعلم، وتطوير الاتجاهات الإيجابية نحو استخدام مضامين المواد الأكاديمية، وتنمية مهارات حل المشكلات. واذا دعم المعلم هذه الطريقة بحسنات المحاضرة او الإلقاء فسيتوصل الى نتاجات افضل في مجال تثبيت المعلومات والمفاهيم وفي تطوير مهارات سلوكية مثل تحمل المسؤولية وتبادل الخبرات( ١)

وتشير المنظمة في أبحاثها الى خمسة مواقف تربوية تعتبرها الأفضل لتطبيق هذه الطريقة وهي :

  1. زيادة التعمق في فهم مضمون المادة التعليمية واستيعابها.
  2. تعزيز الدافعية للتعلم وتوفير مشاركة افضل للتلاميذ في الدرس.
  3. تنمية مواقف ايجابية نحو استخدام المعلومات المكتسبة من الدرس.
  4. تطوير مهارات حل المشكلات المرتبطة بمضمون الدرس.
  5. توفير الممارسات العملية الاجرائية لاستخدامها في تطبيق المعلومات والمفاهيم في وضعيات اجتماعية وفي حل مشكلات الحياة الواقعية.

وتجدر الإشارة الى ان اشتراك التلاميذ الفعلي في "المناقشة" يوجب على المعلم ان يأخذ بالاعتبار ضرورة تطوير نظرته الى المتعلمين والى طبيعة العمل المسهل لتوارد الأفكار وتبادلها. فالمناقشة عملية تعلم ناشطة، تؤمن تفاعل التلميذ والمعلم داخل الصف، وتسمح للمتعلمين بأن يكتشفوا أفكارهم الحقيقية بدلاً من ان يرددوا الأفكار المتداولة أمامهم.  

دور المعلم في هذه الطريقة

ان تحليل المفاهيم المرتبطة بطريقة المناقشة والمرتكزة الى التفاعل والإجراءات، والأدوار، وبنية المجموعة وتماسكها، يقودنا الى الاستنتاج بأن للمعلم أدواراً متعددة، فحيناً يكون ملاحظاً أو مسجلاً (Recorder) يلعب دور المشارك الفعلي، واحياناً أخرى يتخذ دور القائد (Leader) أو دور المسهل (Facilitator) او دور الوسيط (Mediator) وهدفه من كل ذلك مساعدة التلاميذ على ان يفكروا بطريقة نقدية في خبراتهم، ويعملوا على اكتشاف المنظورات الأخرى (Perspectives) ويتوصلوا الى معرفة كيفية  اكتسابهم المعلومات وتثبيتها في مجال خبراتهم الشخصية.

مواصفات المعلم الجيد في طريقة المناقشة

ان رأي المعلم بهذه الطريقة واقتناعه بها هما الدعامة الأساسية لنجاحها، بالإضافة الى تمتعه بمهارات أساسية في التواصل والنقاش والمداخلات وادارة الموارد البشرية والتشجيع. كما ينبغي على المعلم ان تتولد لديه قناعات راسخة بقدرات المتعلمين وطاقاتهم وبضرورة مساعدتهم على ان يطوروا أنفسهم من خلال النقاش والتفكير النقدي والتحليل.

مواصفات النقاش الجيد

عند التكلم على المناقشة الجيدة، لا بد من التعرض الى ثلاثة مستويات متدرجة لاستثمار فاعلية هذه الطريقة ولتحقيق أهدافها.

1- التحضير للمناقشة

وتتطلب وضع الهدف العام ثم الأهداف التعلمية المرجوة من المناقشة اخذين بالاعتبار استعدادات المتعلمين للنقاش وتبادل الأفكار. ثم يتم تقرير المجموعات وعدد اعضاء كل مجموعة.

2- تنفيذ المناقشة

ان أول خطوة عند التنفيذ هي ان يبادر المعلم الى جذب انتباه المتعلمين باستخدام التقنية التي يراها مناسبة، كالترحيب والقاء التحية او القاء السلام او النحنحة او اشارة صغيرة...ثم يوضح هدف اللقاء وأهميته ، ويربط ذلك بالمعلومات السابقة والخبرات الماضية وبالخطوات المستقبلية. ثم يذكر المتعلمين بأصول النقاش وقواعده، ويستخرج الأسئلة او المحاور الرئيسية موضوع النقاش. وان المهمة الأصعب التي يواجهها المعلم هي في قدرته على فهم النقاش واستراتيجياته بشكل جيد كي يسمح للجميع بالمشاركة العادلة والمتوازنة وتبادل الأفكار بالإضافة الى صعوبة أخرى تتمثل في مهاراته لرفع مستوى النقاش وتعديل مساره وتوجيهه نحو الغاية المنشودة منه إذا لزم الأمر.

3- ختام المناقشة

قبل اختتام المناقشة يتوجب على المعلم ان يكون حذراً في إدارة الوقت،و يلخص الحوار، ويبين مدى تقدم الأفراد في الوصول الى الهدف، ويربط ما اكتسبوه مؤخراً بالمعارف السابقة. وعليه أن يحدد أخيراً كل ما يحتاج المتعلمون الى معرفته ويعين المهام والأعمال المطلوبة منهم قبل موعد الاجتماع التالي.

كيف تدير حلقة "مناقشة"؟

باختصار كلي، إن الخطوات التالية قد تساعدك كثيراً في ادارة نقاش المجموعة الصغيرة اذا ما كلفت بإدارتها.

 كيف تدير حلقة "مناقشة":

  • اجتذب انتباه المتعلمين واهتمامهم.
  • بلغ المتعلمين بهدف المناقشة وبأهميتها وبحدودها.
  • اربط معلومات المتعلمين وخبراتهم السابقة بالموضوع او بما سيتعلمونه.
  • ذكر أعضاء مجموعة المناقشة)المشاركين) بقواعد المناقشة الجيدة.
  • عيّن محركاً (قائداً) للمجموعة ومسجلاً اذا كانت المجموعة صغيرة العدد.
  • نظم وراقب المشاركة والاستيعاب.
  • اربط ما تم مناقشته بالمعرفة السابقة.
  • اربط النقاش بما سيحصل تالياً (تتوقع حدوثه) وحاول :
  1. ان تثير تفكير المتعلمين
  2. ان تسيطر على ذاتك في أثناء الحديث وفي الوقت المخصص لك
  3. ان تكون عند الضرورة مسهلاً للتعلم او خبيراً في العلاقات الإنسانية، او شارحاً وموضحاً، او ملخصاً.
  4. ان تحسّن مهارات التواصل بين المجموعة
  5. ان تكون ديمقراطياً وعادلاً.
  6. أن تعين المكان وترتبه وتوزع الأمكنة وتحدد الوقت، على ان يلي ذلك وضع تصور لخطط المناقشة.
  7. اطلب رأي المشاركين أخيرا بالمناقشة ككل.

المميزات التربوية والمهنية لطريقة المناقشة

سنتعرض عند الحديث عن المميزات التربوية والمهنية لطريقة النقاش الى تأثيراتها في عمل كل من المعلمين والمتعلمين ومدى ملاءمتها لحاجات الفئة الأولى الشخصية والتعليمية والمهنية ولحاجات الفئة الثانية التعلمية والشخصية والاجتماعية.

فمن حسنات هذه الطريقة على المعلمين هي في ملاءمتها لحاجات المعلم الشخصية الى التخطيط وادارة المجموعات وادارة النقاش، بالإضافة الى حاجته الى التنظيم والبحث عن الاختلاف والتغيير والمشاركة والتعاطف والى تجنب الخجل والفشل والحيرة والاستهزاء. ومن الناحية الوظيفية والمهنية فإنها تلبي حاجة المعلم الى إقامة علاقات جيدة مع تلاميذه وحاجته الى نجاحهم ومساعدتهم أكاديمياً واجتماعياً وإكسابهم مهارات التفكير النقدي للمعلومات والأفكار لإصدار الأحكام والقرارات وللقيام بأدوارهم الاجتماعية.

ومن حسناتها بالنسبة الى المتعلمين تلبية حاجاتهم الى اكتساب المعارف والمعلومات، والى احترام الآخرين وموافقتهم والتوافق معهم، والفوز بإعجاب الآخرين والحاجة الى المساعدة والتعاون والاعتماد على الآخر.

وتبدو هذه الطريقة بالنسبة الى موراي (Murray) جيدة وملائمة للمتعلمين الذين يتصفون بخصائص معينة وبحاجات مثل:

  • الحاجة إلى العرض (Exposition) من خلال إعطاء المعلومات إلى الآخرين.
  • الحاجة إلى الاستعراض (Exhibition) من خلال جذب انتياه الآخرين إليهم.
  • الحاجة الى التمايز  (Cognizance) من اجل الحصول على كلمات المديح والتقدير.
  • الحاجة إلى السيطرة (Control) والقيادة (Leadership) والإشراف التي تظهر عندما يسيطر أحد الأعضاء على المجموعة ويحركها مكا يشاء.
  • الحاجة إلى التعاطف (Empphaty) من أجل بلورة صداقات زعلاقة احتماعية.

والسؤال الذي يطرح هنا هو هل من سلبيات لهذه الطريقة ؟ يشير بعض التربويين الى ان ابرز سيئات هذه الطريقة هي في عقد حلقات نقاش دون وضع تصورات مسبقة أو توقعات أو مفاهيم اذ تتحول الحلقة عندئذ الى مضيعة للوقت وتخلق جواً مليئاً بالتوتر والانفعالات السلبية وسوء التفاهم. كما ان إدارة المناقشة بخفة ولا مبالاة او بتسلط قد يؤديان ايضاً الى ضياع الوقت واشمئزاز المشاركين ورفضهم (Delluchi 1993, Battischi 1990, Ments 1983)  اما واطسن  (Watson 1983) فقد أشار الى بعض السلبيات بعد ان أجرى دراسة مكثفة حول هذه الطريقة واشرف على تسعين درساً باللغة الإنكليزية في المرحلة الثانوية. وهذه اهم الانتقادات:

  1. لم يتم اختبار او مساءلة المتعلمين عن المعارف والمعلومات المكتسبة.
  2. لقد استخدم المعلمون أنفسهم المهارات العقلية العليا من تعميمات ووضع فرضيات واستخلاصات وليس المتعلمون.
  3. لقد استأثر المعلمون بأكثرية الوقت المخصّص للمناقشة.

وبيّن في خلاصته حول الموضوع بأن المعلمين المشاركين فضلوا تطبيق المناقشة الجماعية للصف بأكمله حيث تنتهي بسؤال وجواب (Q - R) بين المعلم والتلاميذ او أحياناً بشكل من أشكال التسميع (Recitation) .

اما في لبنان فإن تطبيق طريقة النقاش ما زالت في بداياتها في مشاريع التدريب والدورات التدريبية التي نفذها المركز التربوي للبحوث والإنماء ولا سيما في دورات مديري المدارس الرسمية الابتدائية والمتوسطة، ودورات إعداد مدربين لجميع الحلقات، وحالياً في مشروع التدريب المستمر للمعلمين في القطاع الرسمي، حيث يتم اعتبارها طريقة أساسية في التخطيط والتنظيم للدورات وفي عمليات التدريب وفي صياغة أنظمة ومراحل المشروع والإشراف عل تنفيذه. ونتيجة لذلك، فإن الدراسات حول هذه الطريقة نادرة ولم نستطع الحصول على دراسات أو أبحاث تناولت هذا الموضوع، وأملنا ان نتوصل الى دراسة مدى فاعلية هذه الطريقة وغيرها من الطرائق الناشطة في ميدان التدريب وميدان التعليم في المستقبل القريب.

التقويم

ان عملية تقويم "المناقشة" صعبة جداً ومعقدة، ويتطلب تنفيذها مهارات متقدمة، وبإمكان المدرب أو المعلم ذي الكفايات المتعددة ان يتبع عدة نماذج، وأبرزها طرائق التقويم التقليدية، كاختبارات المقال الخطية والاختبارات الموضوعية لقياس مكتسبات المعلمين/المتدربين المعرفية فقط. ولكن الصعوبة تكمن في قياس مدى مشاركة المتدربين / المعلمين في المناقشة ومستوى تفاعلهم مع الآخرين وكيفية التعاون ومدى ملاءمة جو النقاش والموضوع مع رغباتهم وتصوراتهم واتجاهاتهم. ولذلك، نقدم مجموعة من بطاقات التقويم المستخدمة في تقدير الأفراد لدورهم ترتكز على التقويم الذاتي والملاحظات السريعة والمعمقة لكيفية تنفيذ طريقة المناقشة وتقييم مدى ما اكتسبه المشاركون من مهارات ومعلومات واتجاهات.

هوامش:

1- دراسة جوان كون( ١٩٩٢) و كلارك (١٩٨٧)

2- أي سؤال وجواب (Question et réponse)

مراجع أجنبية:

  1. Donald C. orlich and al .Teaching strategies , A Guide to Better Instruction. Heat and company, Toronto, 1994
  2. Donald R . Cruickshank . Deborah L . Banier , Kim K . Metcalf the Act of Teaching. Second Edition. MeGrow Hill.1999
  3. Gary D.Borich , Hastin L. Tombari . Educational Psychology, A contemporary, 2nd edition. Addison - Wesley Educational - Publishers Inc.1997 Longman
  4. Teaching and training Methods for Management Development. International labour office. Geneva 1985

 

 

 

( نماذج بطاقات التقييم الخاصة بالمقال في الصفحتين الآتيتين)

بطاقة تقييم ذاتي

الاسم: ................................................

التعليمات: اجب عن السؤال الأول بعدد المرات التي شاركت شفهياً في المناقشة ، (يمكنك وضع علامة ١ في كل مرة تتشارك بالمناقشة ثم اجمعها بعد المناقشة). ضع علامة * أمام العبارة التي تصف تفاعلك مع كل سؤال .

١- اذكر عدد المرات التي شاركت بها شفهياً في المناقشة

- - - - - - - - مرة

2- إلى أي مدى شاركت في المناقشة ؟

              أ- لقد سيطرت كلياً على جو المناقشة

              ب- شاركت تماماً كما شارك الآخرون

              ج- ليس تماماً كما كنت أتمنى

3- إلى أي حد تتمنى أن تكون مساهمتك اكثر في نقاش المجموعة ؟

              أ - أود أن أشارك اكثر

              ب- لقد شاركت كما كنت أتمنى تماماً

              ج- أود لو كانت مشاركتي اقل

٤- إلى أي مدى تشجع مجموعتك جميع أفرادها للمشاركة الكلية ؟

              أ- تشجع المجموعة كل فرد للمشاركة الكلية

              ب-  تحاول المجموعة أن تشجع جميع الأفراد للمشاركة اكثر

              ج-  لا تشجع المجموعة الأفراد على المشاركة

 

تقييم مناقشة

بطاقة ملاحظة لمشرف أو مراقب

1- ما هو الهدف الذي حاولت "المناقشة" أن تحققه ؟

- حل مشكلة ، أم التحقق من الآراء والمعلومات أم تحسين التواصل أم المراجعة للمعلومات.

2- كيف كانت مميزات المناقشة ؟

              أ- هل كان التفاعل بين المعلم والمتعلمين أم بين المتعلمين أنفسهم ؟

              ب - هل كان دور المعلم:

                            1- مسهلاً للنقاش والتعلم                           2- مشاركاً                         3- ملاحظاً                      4- مسجلاً

              ج- هل جرى النقاش في مجموعات صغيرة أم للصف بأكمله؟

              د- إذا كانت المجموعة صغيرة ، فكيف تم تشكيلها؟

              ه- كيف رتبت الوسائل والأدوات المادية؟

٣- ما هي القدرات ذات العلاقة بالمناقشة التي أشركها المعلم؟

٤- ما هي الحاجات الشخصية والتربوية التي أشبعتها المناقشة بشكل مرضٍ لدى المعلمين والمتعلمين؟

٥- إلى أي مدى تناغمت ''المناقشة'' مع نتائج الأبحاث حول هذه الطريقة؟

٦- إلى أي مدى برأيك حصل التعلم وأشبعت الحاجات؟

 

نموذج تقييم (تقييم ذاتي) "مناقشة" (نسبة فعالية المشاركة الفردية)

المجموعة :

الاسم :

تعليمات: ارسم دائرة حول الرقم الذي تعتبره مناسباً لمشاركتك) من ١ إلى ٥ ) على كل سؤال من الأسئلة التالية :

 

المعيار

غير فاعل إطلاقاً

غير فاعل قليلاً

لست متأكداً

فاعل قليلاً

فاعل جداً

ما هي درجة الفاعلية لهذه الحلقة من النقاش؟

1

2

3

4

5

ما مدى فاعلية خلفية الحدث التي جعلتك مهتماً بموضوع النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت المشاركة موزعة بين أعضاء المجموعة؟

1

2

3

4

5

هل كانت مجموعتك فعالة في العمل معاً في خلاصات النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت القرارات التي توصلت إليها المجموعة فعالة؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في الأخذ بعين الاعتبار كا فكرة تقدمت بها؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في تسهيل دورك للتعبير عن رأيك؟

1

2

3

4

5

إلى مدى كنت فعالاً في تشجيع الآخرين على الكلام والمشاركة؟

1

2

3

4

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما هما افضل نقطتين تمت معالجتهما؟

..............................................................................................................................................................................................................................

وما هما المشكلتان اللتان واجهتهما مجموعتك ؟ ............................................................................................................

................................................................................................................

 

 

قائمة ملاحظة سريعة (النقاش-المجموعة)

تقييم عمل المجموعة

الاسم : ...............................................

التعليمات : من اجل تقييم المجموعة ، ضع علامة * أمام العبارة الناقصة التي تصف تفاعلك؟

1- اعتقد بان المناقشة:

              أ- أعطت لكل عضو الفرصة ليشارك بحرية

              ب -سمحت تقريباً لكل عضو بأن يشارك بحرية

              ج -قد سيطرت عليها مجموعة قليلة (استأثرت بالكلام)

2- بالنسبة إلى مشاركتي في المناقشة ، فإنني:

              أ -شاركت بشكل جيد

              ب- كنت أستطيع أن أشارك بشكل افضل

              ج- لم أشارك إطلاقاً

3- إن قائد المجموعة:

              أ- شجع لمشاركة أوسع من الأعضاء

              ب- اختار أفراداً معينين للمشاركة

              ج-  استأثر بالمناقشة وحده معظم الوقت

 

طريقة المناقشة

حنا عوكر رئيس دائرتي الإعداد والتدريب المركز التربوي للبحوث والإنماءكثيراً ما يميل الناس الى الكلام والتعبير عن آرائهم وانفعالاتهم، وفي المدرسة كذلك فإننا نلاحظ ميل المعلمين الى الاستئثار بالكلام والشرح معظم أوقات حصص التعليم، وهذا ما أشار إليه فلاندرز الوقت يقضيه المعلم في الكلام. / حين كشف بأن أكثر من ثلثي (3/2) الوقت يقضيه المعلم في كلام.

فهل تتعب من الإصغاء إلى الآخرين؟ وهل تتضايق وتتأفف في مقعدك بعد الإصغاء لفترة معينة؟ وقد يصادف أحياناً بأنك تعرف مضمون المحاضرة او محتوى ما يقال أمامك، فيصبح الإصغاء مملاً الى حد بعيد. وهنا تسأل عن سبب وجودك السلبي، ولماذا لا يسمح لك بالكلام والمناقشة والمشاركة؟ وبالتالي، أليس من حقك كفرد ان تعبر عن رأيك؟

ومن جهة أخرى يشير علماء الاجتماع الى ان نمو المجموعة وتماسكها يتمّان من خلال عملية تطورية متسلسلة وبالتفاعل بين أعضائها. وفي غرفة الصف، الكبيرة والصغيرة، نلاحظ جميعاً نقصاً كبيراً في الاستجابات والتفاعل، وقلة حماس في الجو التعلمي في أثناء تطبيق طرائق أخرى غير نقاش المجموعات. واذا كانت هذه الفقرات المأخوذة من نظريات متنوعة حول الجماعة ونموها صحيحة، فهل يستطيع المعلم ان يُفيد من المناقشة في غرفة الصف ويطبق اجراءاتها لتحقيق نمو الجماعة وتماسكها؟

 

تحديد المناقشة

فما هي طريقة المناقشة اذاً؟ وكيف يمكن ان تطبق في ميدان التعلم والتعليم ؟ يمكننا ان نشير أولاً الى ان المناقشة ليست مجرد اجتماع في ممرات لتبادل أطراف الحديث، وليست اجتماعاً طارئاً تديره قلة من أفراد المجموعة، كما لا يمكن اعتبارها نوعاً من النشاط غالباً ما نطلق عليه اسم "النقاش"، كمثل المعلم الذي يطلب من تلاميذه قراءة صفحة او عدة صفحات كي تناقش في اليوم التالي. ولسوء الحظ، ان ما يطلبه المعلم ما هو الا امتحان محاضرة او حفظ وسرد الوقائع التي تصل الى ما يسمى"بالتسميع".

فما الفرق اذاً بين كل من المحاضرة والتسميع والمناقشة؟ ان الفرق الواضح هو بطبيعة الحال "حجم المجموعة"، الذي يظهر كعلامة فارقة، فالمحاضرة تتوجه الى كل المجموعات، صغيرها وكبيرها، ويمكن تعريفها بسلسلة من الإجراءات والمحتوى يعرضها المعلم او يلقيها من دون ان تتطلب مشاركة المتعلمين الفعالة. وبدوره فإن "التسميع" يستوجب ''التبادل'' بين شخص وآخر، اما المناقشات فإنها تقوم على مستويات عليا من التفاعل بين الأعضاء المشاركين.

وتقرأ احياناً نشرات ودوريات، وتتحدث مرات أخرى إلى أساتذة ومعلمين، وتفاجأ حين تكتشف بأنهم يعتبرون التسميع ''مناقشة". فالتسميع لا يمكن ان يكون مناقشة، اذ ان الأخيرة تتطلب، وانطلاقاً من تحديدها، تبادلاً للأفكار والآراء، وتعلماً ناشطاً، ومشاركة من جميع الأعضاء.

فالمناقشة عملية تعلم ناشطة يتم في اثنائها تفاعل التلميذ مع أقرانه، وتفاعل التلميذ و/ أو التلاميذ مع المعلم في غرفة الصف، بينما يكون نشاط التلميذ في المحاضرة والتسميع سلبياً. كما انها تتيح له بأن يكتشف آراءه ويحددها، ويعبّر عنها، لا ان يقتصر دوره على تكرار الأفكار التي تطرح أمامه.

فالمناقشة اذاً، وكما يشير Gruick Shank في كتابه (Act of Teaching) "وضعية تعلمية حيث يتناقش المعلم والمتعلمون ويتشاركون الأفكار واللآراء والمعلومات، والإجراءات الآيلة الى صوغ حل لمشكلة ما".

ولتوضيح طريقة المناقشة وتمييزها عن الطرائق الأخرى، نشير الى أنها تتضمن النقاط الآتية:

  1. اجتماع عدد صغير من المتعلمين (من ٤ الى ٨)
  2. عرض مشكلة او طرح موضوع عام
  3. تقديم الأفكار والمعلومات وتبادلها مع الآخرين وتقييمها
  4. المحافظة على المسار الموجه نحو غاية او هدف معين (غالباً ما يختاره المشاركون ويكون متصلاً بالمشكلة)
  5. التفاعل اللفظي - الموضوعي والانفعالي  (Affective)

الأهداف التعليمية وعقلانية الطريقة

والسؤال الذي نطرحه هنا، هو هل ان مؤيدي طريقة المناقشة يستطيعون تبرير ادعاءاتهم بأن المناقشة في المجموعات الصغيرة ذات فعالية عالية؟

بالطبع، يستطيعون ذلك، اذا كانت مهمة المجموعة الصغيرة المشاركة تتطلب مستويات عليا من التفكير، او الوصول الى اتخاذ قرارات معينة، او وضع اجراءات حلول لمشكلة ما، او تشكيل انماط سلوك واتجاهات ايجابية، كما بينّت الدراسات التي اجراها كل من ليلي فيلمور، ولويس ماير(١٩٩٢) على ما يكتسبه المتعلمون الذين ينخرطون او يشاركون في عمل المجموعات.

وأشارت الدراسات هذه الى الأفضلية التي تسجل لصالح طرائق النقاش في المجموعات الصغيرة في الوصول الى أهدافها ضمن ظروف ملائمة، والى التغيرات التي يسهل حدوثها على مستوى التكيف الشخصي والاجتماعي، بالإضافة الى ان التلاميذ يتعلمون في مجموعات المناقشة الصغيرة بطريقة أسرع وبدقة اكثر اذا تمت مقارنتهم بتلاميذ يستخدمون طرائق تربوية أخرى.

لماذا نستخدم طريقة المناقشة؟

يستطيع المعلم ان يختار الطريقة التي يراها ملائمة ضمن الظروف والمعطيات البيئية والتعلمية. وان ما يؤثر على اختيار الطريقة هو نوعية المادة وقدرات التلاميذ ورغباتهم والوسائل والتجهيزات المتاحة والغايات والأهداف التي يصبو إليها ومعرفة المعلم بالطرائق وتقنيات استخدامها، وخبرته السابقة.

أما طريقة المناقشة فإن المعلم يستخدمها اذا رغب بـ :

  • زيادة تفاعل التلاميذ اللفظي في ما بينهم وفي علاقاتهم معه (مهارات التواصل)
  • إضافة المرونة الى قدراته المهنية من خلال تنويع التقنيات التي يستخدمها.
  • تمتين الصداقات والعلاقات الثنائية والجماعية بين التلاميذ (Sympathy) (التعاطف)
  • خلق جو مريح بعيد عن الضغط والإكراه، وتعزيز النمو النفسي والاجتماعي (الثقة بالنفس، التعاون، التسامح،العزم، تسهيل التعلم).
  • مساعدة التلاميذ على تبني نماذج تعلم مسؤولة ترتكز على الاعتماد المتبادل بعضهم على بعض.

حسنات طريقة المناقشة

أشارت منظمة الأبحاث حول الموارد البشرية  (Humrro) الى حسنات طريقة المناقشة وأكدت على فوائد المناقشة في المجموعات الصغيرة بحيث تحيلنا الى الاستنتاج بأن مثل هذه التقنيات فعّالة جداً في تعزيز الدافعية على التعلم، وتطوير الاتجاهات الإيجابية نحو استخدام مضامين المواد الأكاديمية، وتنمية مهارات حل المشكلات. واذا دعم المعلم هذه الطريقة بحسنات المحاضرة او الإلقاء فسيتوصل الى نتاجات افضل في مجال تثبيت المعلومات والمفاهيم وفي تطوير مهارات سلوكية مثل تحمل المسؤولية وتبادل الخبرات( ١)

وتشير المنظمة في أبحاثها الى خمسة مواقف تربوية تعتبرها الأفضل لتطبيق هذه الطريقة وهي :

  1. زيادة التعمق في فهم مضمون المادة التعليمية واستيعابها.
  2. تعزيز الدافعية للتعلم وتوفير مشاركة افضل للتلاميذ في الدرس.
  3. تنمية مواقف ايجابية نحو استخدام المعلومات المكتسبة من الدرس.
  4. تطوير مهارات حل المشكلات المرتبطة بمضمون الدرس.
  5. توفير الممارسات العملية الاجرائية لاستخدامها في تطبيق المعلومات والمفاهيم في وضعيات اجتماعية وفي حل مشكلات الحياة الواقعية.

وتجدر الإشارة الى ان اشتراك التلاميذ الفعلي في "المناقشة" يوجب على المعلم ان يأخذ بالاعتبار ضرورة تطوير نظرته الى المتعلمين والى طبيعة العمل المسهل لتوارد الأفكار وتبادلها. فالمناقشة عملية تعلم ناشطة، تؤمن تفاعل التلميذ والمعلم داخل الصف، وتسمح للمتعلمين بأن يكتشفوا أفكارهم الحقيقية بدلاً من ان يرددوا الأفكار المتداولة أمامهم.  

دور المعلم في هذه الطريقة

ان تحليل المفاهيم المرتبطة بطريقة المناقشة والمرتكزة الى التفاعل والإجراءات، والأدوار، وبنية المجموعة وتماسكها، يقودنا الى الاستنتاج بأن للمعلم أدواراً متعددة، فحيناً يكون ملاحظاً أو مسجلاً (Recorder) يلعب دور المشارك الفعلي، واحياناً أخرى يتخذ دور القائد (Leader) أو دور المسهل (Facilitator) او دور الوسيط (Mediator) وهدفه من كل ذلك مساعدة التلاميذ على ان يفكروا بطريقة نقدية في خبراتهم، ويعملوا على اكتشاف المنظورات الأخرى (Perspectives) ويتوصلوا الى معرفة كيفية  اكتسابهم المعلومات وتثبيتها في مجال خبراتهم الشخصية.

مواصفات المعلم الجيد في طريقة المناقشة

ان رأي المعلم بهذه الطريقة واقتناعه بها هما الدعامة الأساسية لنجاحها، بالإضافة الى تمتعه بمهارات أساسية في التواصل والنقاش والمداخلات وادارة الموارد البشرية والتشجيع. كما ينبغي على المعلم ان تتولد لديه قناعات راسخة بقدرات المتعلمين وطاقاتهم وبضرورة مساعدتهم على ان يطوروا أنفسهم من خلال النقاش والتفكير النقدي والتحليل.

مواصفات النقاش الجيد

عند التكلم على المناقشة الجيدة، لا بد من التعرض الى ثلاثة مستويات متدرجة لاستثمار فاعلية هذه الطريقة ولتحقيق أهدافها.

1- التحضير للمناقشة

وتتطلب وضع الهدف العام ثم الأهداف التعلمية المرجوة من المناقشة اخذين بالاعتبار استعدادات المتعلمين للنقاش وتبادل الأفكار. ثم يتم تقرير المجموعات وعدد اعضاء كل مجموعة.

2- تنفيذ المناقشة

ان أول خطوة عند التنفيذ هي ان يبادر المعلم الى جذب انتباه المتعلمين باستخدام التقنية التي يراها مناسبة، كالترحيب والقاء التحية او القاء السلام او النحنحة او اشارة صغيرة...ثم يوضح هدف اللقاء وأهميته ، ويربط ذلك بالمعلومات السابقة والخبرات الماضية وبالخطوات المستقبلية. ثم يذكر المتعلمين بأصول النقاش وقواعده، ويستخرج الأسئلة او المحاور الرئيسية موضوع النقاش. وان المهمة الأصعب التي يواجهها المعلم هي في قدرته على فهم النقاش واستراتيجياته بشكل جيد كي يسمح للجميع بالمشاركة العادلة والمتوازنة وتبادل الأفكار بالإضافة الى صعوبة أخرى تتمثل في مهاراته لرفع مستوى النقاش وتعديل مساره وتوجيهه نحو الغاية المنشودة منه إذا لزم الأمر.

3- ختام المناقشة

قبل اختتام المناقشة يتوجب على المعلم ان يكون حذراً في إدارة الوقت،و يلخص الحوار، ويبين مدى تقدم الأفراد في الوصول الى الهدف، ويربط ما اكتسبوه مؤخراً بالمعارف السابقة. وعليه أن يحدد أخيراً كل ما يحتاج المتعلمون الى معرفته ويعين المهام والأعمال المطلوبة منهم قبل موعد الاجتماع التالي.

كيف تدير حلقة "مناقشة"؟

باختصار كلي، إن الخطوات التالية قد تساعدك كثيراً في ادارة نقاش المجموعة الصغيرة اذا ما كلفت بإدارتها.

 كيف تدير حلقة "مناقشة":

  • اجتذب انتباه المتعلمين واهتمامهم.
  • بلغ المتعلمين بهدف المناقشة وبأهميتها وبحدودها.
  • اربط معلومات المتعلمين وخبراتهم السابقة بالموضوع او بما سيتعلمونه.
  • ذكر أعضاء مجموعة المناقشة)المشاركين) بقواعد المناقشة الجيدة.
  • عيّن محركاً (قائداً) للمجموعة ومسجلاً اذا كانت المجموعة صغيرة العدد.
  • نظم وراقب المشاركة والاستيعاب.
  • اربط ما تم مناقشته بالمعرفة السابقة.
  • اربط النقاش بما سيحصل تالياً (تتوقع حدوثه) وحاول :
  1. ان تثير تفكير المتعلمين
  2. ان تسيطر على ذاتك في أثناء الحديث وفي الوقت المخصص لك
  3. ان تكون عند الضرورة مسهلاً للتعلم او خبيراً في العلاقات الإنسانية، او شارحاً وموضحاً، او ملخصاً.
  4. ان تحسّن مهارات التواصل بين المجموعة
  5. ان تكون ديمقراطياً وعادلاً.
  6. أن تعين المكان وترتبه وتوزع الأمكنة وتحدد الوقت، على ان يلي ذلك وضع تصور لخطط المناقشة.
  7. اطلب رأي المشاركين أخيرا بالمناقشة ككل.

المميزات التربوية والمهنية لطريقة المناقشة

سنتعرض عند الحديث عن المميزات التربوية والمهنية لطريقة النقاش الى تأثيراتها في عمل كل من المعلمين والمتعلمين ومدى ملاءمتها لحاجات الفئة الأولى الشخصية والتعليمية والمهنية ولحاجات الفئة الثانية التعلمية والشخصية والاجتماعية.

فمن حسنات هذه الطريقة على المعلمين هي في ملاءمتها لحاجات المعلم الشخصية الى التخطيط وادارة المجموعات وادارة النقاش، بالإضافة الى حاجته الى التنظيم والبحث عن الاختلاف والتغيير والمشاركة والتعاطف والى تجنب الخجل والفشل والحيرة والاستهزاء. ومن الناحية الوظيفية والمهنية فإنها تلبي حاجة المعلم الى إقامة علاقات جيدة مع تلاميذه وحاجته الى نجاحهم ومساعدتهم أكاديمياً واجتماعياً وإكسابهم مهارات التفكير النقدي للمعلومات والأفكار لإصدار الأحكام والقرارات وللقيام بأدوارهم الاجتماعية.

ومن حسناتها بالنسبة الى المتعلمين تلبية حاجاتهم الى اكتساب المعارف والمعلومات، والى احترام الآخرين وموافقتهم والتوافق معهم، والفوز بإعجاب الآخرين والحاجة الى المساعدة والتعاون والاعتماد على الآخر.

وتبدو هذه الطريقة بالنسبة الى موراي (Murray) جيدة وملائمة للمتعلمين الذين يتصفون بخصائص معينة وبحاجات مثل:

  • الحاجة إلى العرض (Exposition) من خلال إعطاء المعلومات إلى الآخرين.
  • الحاجة إلى الاستعراض (Exhibition) من خلال جذب انتياه الآخرين إليهم.
  • الحاجة الى التمايز  (Cognizance) من اجل الحصول على كلمات المديح والتقدير.
  • الحاجة إلى السيطرة (Control) والقيادة (Leadership) والإشراف التي تظهر عندما يسيطر أحد الأعضاء على المجموعة ويحركها مكا يشاء.
  • الحاجة إلى التعاطف (Empphaty) من أجل بلورة صداقات زعلاقة احتماعية.

والسؤال الذي يطرح هنا هو هل من سلبيات لهذه الطريقة ؟ يشير بعض التربويين الى ان ابرز سيئات هذه الطريقة هي في عقد حلقات نقاش دون وضع تصورات مسبقة أو توقعات أو مفاهيم اذ تتحول الحلقة عندئذ الى مضيعة للوقت وتخلق جواً مليئاً بالتوتر والانفعالات السلبية وسوء التفاهم. كما ان إدارة المناقشة بخفة ولا مبالاة او بتسلط قد يؤديان ايضاً الى ضياع الوقت واشمئزاز المشاركين ورفضهم (Delluchi 1993, Battischi 1990, Ments 1983)  اما واطسن  (Watson 1983) فقد أشار الى بعض السلبيات بعد ان أجرى دراسة مكثفة حول هذه الطريقة واشرف على تسعين درساً باللغة الإنكليزية في المرحلة الثانوية. وهذه اهم الانتقادات:

  1. لم يتم اختبار او مساءلة المتعلمين عن المعارف والمعلومات المكتسبة.
  2. لقد استخدم المعلمون أنفسهم المهارات العقلية العليا من تعميمات ووضع فرضيات واستخلاصات وليس المتعلمون.
  3. لقد استأثر المعلمون بأكثرية الوقت المخصّص للمناقشة.

وبيّن في خلاصته حول الموضوع بأن المعلمين المشاركين فضلوا تطبيق المناقشة الجماعية للصف بأكمله حيث تنتهي بسؤال وجواب (Q - R) بين المعلم والتلاميذ او أحياناً بشكل من أشكال التسميع (Recitation) .

اما في لبنان فإن تطبيق طريقة النقاش ما زالت في بداياتها في مشاريع التدريب والدورات التدريبية التي نفذها المركز التربوي للبحوث والإنماء ولا سيما في دورات مديري المدارس الرسمية الابتدائية والمتوسطة، ودورات إعداد مدربين لجميع الحلقات، وحالياً في مشروع التدريب المستمر للمعلمين في القطاع الرسمي، حيث يتم اعتبارها طريقة أساسية في التخطيط والتنظيم للدورات وفي عمليات التدريب وفي صياغة أنظمة ومراحل المشروع والإشراف عل تنفيذه. ونتيجة لذلك، فإن الدراسات حول هذه الطريقة نادرة ولم نستطع الحصول على دراسات أو أبحاث تناولت هذا الموضوع، وأملنا ان نتوصل الى دراسة مدى فاعلية هذه الطريقة وغيرها من الطرائق الناشطة في ميدان التدريب وميدان التعليم في المستقبل القريب.

التقويم

ان عملية تقويم "المناقشة" صعبة جداً ومعقدة، ويتطلب تنفيذها مهارات متقدمة، وبإمكان المدرب أو المعلم ذي الكفايات المتعددة ان يتبع عدة نماذج، وأبرزها طرائق التقويم التقليدية، كاختبارات المقال الخطية والاختبارات الموضوعية لقياس مكتسبات المعلمين/المتدربين المعرفية فقط. ولكن الصعوبة تكمن في قياس مدى مشاركة المتدربين / المعلمين في المناقشة ومستوى تفاعلهم مع الآخرين وكيفية التعاون ومدى ملاءمة جو النقاش والموضوع مع رغباتهم وتصوراتهم واتجاهاتهم. ولذلك، نقدم مجموعة من بطاقات التقويم المستخدمة في تقدير الأفراد لدورهم ترتكز على التقويم الذاتي والملاحظات السريعة والمعمقة لكيفية تنفيذ طريقة المناقشة وتقييم مدى ما اكتسبه المشاركون من مهارات ومعلومات واتجاهات.

هوامش:

1- دراسة جوان كون( ١٩٩٢) و كلارك (١٩٨٧)

2- أي سؤال وجواب (Question et réponse)

مراجع أجنبية:

  1. Donald C. orlich and al .Teaching strategies , A Guide to Better Instruction. Heat and company, Toronto, 1994
  2. Donald R . Cruickshank . Deborah L . Banier , Kim K . Metcalf the Act of Teaching. Second Edition. MeGrow Hill.1999
  3. Gary D.Borich , Hastin L. Tombari . Educational Psychology, A contemporary, 2nd edition. Addison - Wesley Educational - Publishers Inc.1997 Longman
  4. Teaching and training Methods for Management Development. International labour office. Geneva 1985

 

 

 

( نماذج بطاقات التقييم الخاصة بالمقال في الصفحتين الآتيتين)

بطاقة تقييم ذاتي

الاسم: ................................................

التعليمات: اجب عن السؤال الأول بعدد المرات التي شاركت شفهياً في المناقشة ، (يمكنك وضع علامة ١ في كل مرة تتشارك بالمناقشة ثم اجمعها بعد المناقشة). ضع علامة * أمام العبارة التي تصف تفاعلك مع كل سؤال .

١- اذكر عدد المرات التي شاركت بها شفهياً في المناقشة

- - - - - - - - مرة

2- إلى أي مدى شاركت في المناقشة ؟

              أ- لقد سيطرت كلياً على جو المناقشة

              ب- شاركت تماماً كما شارك الآخرون

              ج- ليس تماماً كما كنت أتمنى

3- إلى أي حد تتمنى أن تكون مساهمتك اكثر في نقاش المجموعة ؟

              أ - أود أن أشارك اكثر

              ب- لقد شاركت كما كنت أتمنى تماماً

              ج- أود لو كانت مشاركتي اقل

٤- إلى أي مدى تشجع مجموعتك جميع أفرادها للمشاركة الكلية ؟

              أ- تشجع المجموعة كل فرد للمشاركة الكلية

              ب-  تحاول المجموعة أن تشجع جميع الأفراد للمشاركة اكثر

              ج-  لا تشجع المجموعة الأفراد على المشاركة

 

تقييم مناقشة

بطاقة ملاحظة لمشرف أو مراقب

1- ما هو الهدف الذي حاولت "المناقشة" أن تحققه ؟

- حل مشكلة ، أم التحقق من الآراء والمعلومات أم تحسين التواصل أم المراجعة للمعلومات.

2- كيف كانت مميزات المناقشة ؟

              أ- هل كان التفاعل بين المعلم والمتعلمين أم بين المتعلمين أنفسهم ؟

              ب - هل كان دور المعلم:

                            1- مسهلاً للنقاش والتعلم                           2- مشاركاً                         3- ملاحظاً                      4- مسجلاً

              ج- هل جرى النقاش في مجموعات صغيرة أم للصف بأكمله؟

              د- إذا كانت المجموعة صغيرة ، فكيف تم تشكيلها؟

              ه- كيف رتبت الوسائل والأدوات المادية؟

٣- ما هي القدرات ذات العلاقة بالمناقشة التي أشركها المعلم؟

٤- ما هي الحاجات الشخصية والتربوية التي أشبعتها المناقشة بشكل مرضٍ لدى المعلمين والمتعلمين؟

٥- إلى أي مدى تناغمت ''المناقشة'' مع نتائج الأبحاث حول هذه الطريقة؟

٦- إلى أي مدى برأيك حصل التعلم وأشبعت الحاجات؟

 

نموذج تقييم (تقييم ذاتي) "مناقشة" (نسبة فعالية المشاركة الفردية)

المجموعة :

الاسم :

تعليمات: ارسم دائرة حول الرقم الذي تعتبره مناسباً لمشاركتك) من ١ إلى ٥ ) على كل سؤال من الأسئلة التالية :

 

المعيار

غير فاعل إطلاقاً

غير فاعل قليلاً

لست متأكداً

فاعل قليلاً

فاعل جداً

ما هي درجة الفاعلية لهذه الحلقة من النقاش؟

1

2

3

4

5

ما مدى فاعلية خلفية الحدث التي جعلتك مهتماً بموضوع النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت المشاركة موزعة بين أعضاء المجموعة؟

1

2

3

4

5

هل كانت مجموعتك فعالة في العمل معاً في خلاصات النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت القرارات التي توصلت إليها المجموعة فعالة؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في الأخذ بعين الاعتبار كا فكرة تقدمت بها؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في تسهيل دورك للتعبير عن رأيك؟

1

2

3

4

5

إلى مدى كنت فعالاً في تشجيع الآخرين على الكلام والمشاركة؟

1

2

3

4

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما هما افضل نقطتين تمت معالجتهما؟

..............................................................................................................................................................................................................................

وما هما المشكلتان اللتان واجهتهما مجموعتك ؟ ............................................................................................................

................................................................................................................

 

 

قائمة ملاحظة سريعة (النقاش-المجموعة)

تقييم عمل المجموعة

الاسم : ...............................................

التعليمات : من اجل تقييم المجموعة ، ضع علامة * أمام العبارة الناقصة التي تصف تفاعلك؟

1- اعتقد بان المناقشة:

              أ- أعطت لكل عضو الفرصة ليشارك بحرية

              ب -سمحت تقريباً لكل عضو بأن يشارك بحرية

              ج -قد سيطرت عليها مجموعة قليلة (استأثرت بالكلام)

2- بالنسبة إلى مشاركتي في المناقشة ، فإنني:

              أ -شاركت بشكل جيد

              ب- كنت أستطيع أن أشارك بشكل افضل

              ج- لم أشارك إطلاقاً

3- إن قائد المجموعة:

              أ- شجع لمشاركة أوسع من الأعضاء

              ب- اختار أفراداً معينين للمشاركة

              ج-  استأثر بالمناقشة وحده معظم الوقت

 

طريقة المناقشة

حنا عوكر رئيس دائرتي الإعداد والتدريب المركز التربوي للبحوث والإنماءكثيراً ما يميل الناس الى الكلام والتعبير عن آرائهم وانفعالاتهم، وفي المدرسة كذلك فإننا نلاحظ ميل المعلمين الى الاستئثار بالكلام والشرح معظم أوقات حصص التعليم، وهذا ما أشار إليه فلاندرز الوقت يقضيه المعلم في الكلام. / حين كشف بأن أكثر من ثلثي (3/2) الوقت يقضيه المعلم في كلام.

فهل تتعب من الإصغاء إلى الآخرين؟ وهل تتضايق وتتأفف في مقعدك بعد الإصغاء لفترة معينة؟ وقد يصادف أحياناً بأنك تعرف مضمون المحاضرة او محتوى ما يقال أمامك، فيصبح الإصغاء مملاً الى حد بعيد. وهنا تسأل عن سبب وجودك السلبي، ولماذا لا يسمح لك بالكلام والمناقشة والمشاركة؟ وبالتالي، أليس من حقك كفرد ان تعبر عن رأيك؟

ومن جهة أخرى يشير علماء الاجتماع الى ان نمو المجموعة وتماسكها يتمّان من خلال عملية تطورية متسلسلة وبالتفاعل بين أعضائها. وفي غرفة الصف، الكبيرة والصغيرة، نلاحظ جميعاً نقصاً كبيراً في الاستجابات والتفاعل، وقلة حماس في الجو التعلمي في أثناء تطبيق طرائق أخرى غير نقاش المجموعات. واذا كانت هذه الفقرات المأخوذة من نظريات متنوعة حول الجماعة ونموها صحيحة، فهل يستطيع المعلم ان يُفيد من المناقشة في غرفة الصف ويطبق اجراءاتها لتحقيق نمو الجماعة وتماسكها؟

 

تحديد المناقشة

فما هي طريقة المناقشة اذاً؟ وكيف يمكن ان تطبق في ميدان التعلم والتعليم ؟ يمكننا ان نشير أولاً الى ان المناقشة ليست مجرد اجتماع في ممرات لتبادل أطراف الحديث، وليست اجتماعاً طارئاً تديره قلة من أفراد المجموعة، كما لا يمكن اعتبارها نوعاً من النشاط غالباً ما نطلق عليه اسم "النقاش"، كمثل المعلم الذي يطلب من تلاميذه قراءة صفحة او عدة صفحات كي تناقش في اليوم التالي. ولسوء الحظ، ان ما يطلبه المعلم ما هو الا امتحان محاضرة او حفظ وسرد الوقائع التي تصل الى ما يسمى"بالتسميع".

فما الفرق اذاً بين كل من المحاضرة والتسميع والمناقشة؟ ان الفرق الواضح هو بطبيعة الحال "حجم المجموعة"، الذي يظهر كعلامة فارقة، فالمحاضرة تتوجه الى كل المجموعات، صغيرها وكبيرها، ويمكن تعريفها بسلسلة من الإجراءات والمحتوى يعرضها المعلم او يلقيها من دون ان تتطلب مشاركة المتعلمين الفعالة. وبدوره فإن "التسميع" يستوجب ''التبادل'' بين شخص وآخر، اما المناقشات فإنها تقوم على مستويات عليا من التفاعل بين الأعضاء المشاركين.

وتقرأ احياناً نشرات ودوريات، وتتحدث مرات أخرى إلى أساتذة ومعلمين، وتفاجأ حين تكتشف بأنهم يعتبرون التسميع ''مناقشة". فالتسميع لا يمكن ان يكون مناقشة، اذ ان الأخيرة تتطلب، وانطلاقاً من تحديدها، تبادلاً للأفكار والآراء، وتعلماً ناشطاً، ومشاركة من جميع الأعضاء.

فالمناقشة عملية تعلم ناشطة يتم في اثنائها تفاعل التلميذ مع أقرانه، وتفاعل التلميذ و/ أو التلاميذ مع المعلم في غرفة الصف، بينما يكون نشاط التلميذ في المحاضرة والتسميع سلبياً. كما انها تتيح له بأن يكتشف آراءه ويحددها، ويعبّر عنها، لا ان يقتصر دوره على تكرار الأفكار التي تطرح أمامه.

فالمناقشة اذاً، وكما يشير Gruick Shank في كتابه (Act of Teaching) "وضعية تعلمية حيث يتناقش المعلم والمتعلمون ويتشاركون الأفكار واللآراء والمعلومات، والإجراءات الآيلة الى صوغ حل لمشكلة ما".

ولتوضيح طريقة المناقشة وتمييزها عن الطرائق الأخرى، نشير الى أنها تتضمن النقاط الآتية:

  1. اجتماع عدد صغير من المتعلمين (من ٤ الى ٨)
  2. عرض مشكلة او طرح موضوع عام
  3. تقديم الأفكار والمعلومات وتبادلها مع الآخرين وتقييمها
  4. المحافظة على المسار الموجه نحو غاية او هدف معين (غالباً ما يختاره المشاركون ويكون متصلاً بالمشكلة)
  5. التفاعل اللفظي - الموضوعي والانفعالي  (Affective)

الأهداف التعليمية وعقلانية الطريقة

والسؤال الذي نطرحه هنا، هو هل ان مؤيدي طريقة المناقشة يستطيعون تبرير ادعاءاتهم بأن المناقشة في المجموعات الصغيرة ذات فعالية عالية؟

بالطبع، يستطيعون ذلك، اذا كانت مهمة المجموعة الصغيرة المشاركة تتطلب مستويات عليا من التفكير، او الوصول الى اتخاذ قرارات معينة، او وضع اجراءات حلول لمشكلة ما، او تشكيل انماط سلوك واتجاهات ايجابية، كما بينّت الدراسات التي اجراها كل من ليلي فيلمور، ولويس ماير(١٩٩٢) على ما يكتسبه المتعلمون الذين ينخرطون او يشاركون في عمل المجموعات.

وأشارت الدراسات هذه الى الأفضلية التي تسجل لصالح طرائق النقاش في المجموعات الصغيرة في الوصول الى أهدافها ضمن ظروف ملائمة، والى التغيرات التي يسهل حدوثها على مستوى التكيف الشخصي والاجتماعي، بالإضافة الى ان التلاميذ يتعلمون في مجموعات المناقشة الصغيرة بطريقة أسرع وبدقة اكثر اذا تمت مقارنتهم بتلاميذ يستخدمون طرائق تربوية أخرى.

لماذا نستخدم طريقة المناقشة؟

يستطيع المعلم ان يختار الطريقة التي يراها ملائمة ضمن الظروف والمعطيات البيئية والتعلمية. وان ما يؤثر على اختيار الطريقة هو نوعية المادة وقدرات التلاميذ ورغباتهم والوسائل والتجهيزات المتاحة والغايات والأهداف التي يصبو إليها ومعرفة المعلم بالطرائق وتقنيات استخدامها، وخبرته السابقة.

أما طريقة المناقشة فإن المعلم يستخدمها اذا رغب بـ :

  • زيادة تفاعل التلاميذ اللفظي في ما بينهم وفي علاقاتهم معه (مهارات التواصل)
  • إضافة المرونة الى قدراته المهنية من خلال تنويع التقنيات التي يستخدمها.
  • تمتين الصداقات والعلاقات الثنائية والجماعية بين التلاميذ (Sympathy) (التعاطف)
  • خلق جو مريح بعيد عن الضغط والإكراه، وتعزيز النمو النفسي والاجتماعي (الثقة بالنفس، التعاون، التسامح،العزم، تسهيل التعلم).
  • مساعدة التلاميذ على تبني نماذج تعلم مسؤولة ترتكز على الاعتماد المتبادل بعضهم على بعض.

حسنات طريقة المناقشة

أشارت منظمة الأبحاث حول الموارد البشرية  (Humrro) الى حسنات طريقة المناقشة وأكدت على فوائد المناقشة في المجموعات الصغيرة بحيث تحيلنا الى الاستنتاج بأن مثل هذه التقنيات فعّالة جداً في تعزيز الدافعية على التعلم، وتطوير الاتجاهات الإيجابية نحو استخدام مضامين المواد الأكاديمية، وتنمية مهارات حل المشكلات. واذا دعم المعلم هذه الطريقة بحسنات المحاضرة او الإلقاء فسيتوصل الى نتاجات افضل في مجال تثبيت المعلومات والمفاهيم وفي تطوير مهارات سلوكية مثل تحمل المسؤولية وتبادل الخبرات( ١)

وتشير المنظمة في أبحاثها الى خمسة مواقف تربوية تعتبرها الأفضل لتطبيق هذه الطريقة وهي :

  1. زيادة التعمق في فهم مضمون المادة التعليمية واستيعابها.
  2. تعزيز الدافعية للتعلم وتوفير مشاركة افضل للتلاميذ في الدرس.
  3. تنمية مواقف ايجابية نحو استخدام المعلومات المكتسبة من الدرس.
  4. تطوير مهارات حل المشكلات المرتبطة بمضمون الدرس.
  5. توفير الممارسات العملية الاجرائية لاستخدامها في تطبيق المعلومات والمفاهيم في وضعيات اجتماعية وفي حل مشكلات الحياة الواقعية.

وتجدر الإشارة الى ان اشتراك التلاميذ الفعلي في "المناقشة" يوجب على المعلم ان يأخذ بالاعتبار ضرورة تطوير نظرته الى المتعلمين والى طبيعة العمل المسهل لتوارد الأفكار وتبادلها. فالمناقشة عملية تعلم ناشطة، تؤمن تفاعل التلميذ والمعلم داخل الصف، وتسمح للمتعلمين بأن يكتشفوا أفكارهم الحقيقية بدلاً من ان يرددوا الأفكار المتداولة أمامهم.  

دور المعلم في هذه الطريقة

ان تحليل المفاهيم المرتبطة بطريقة المناقشة والمرتكزة الى التفاعل والإجراءات، والأدوار، وبنية المجموعة وتماسكها، يقودنا الى الاستنتاج بأن للمعلم أدواراً متعددة، فحيناً يكون ملاحظاً أو مسجلاً (Recorder) يلعب دور المشارك الفعلي، واحياناً أخرى يتخذ دور القائد (Leader) أو دور المسهل (Facilitator) او دور الوسيط (Mediator) وهدفه من كل ذلك مساعدة التلاميذ على ان يفكروا بطريقة نقدية في خبراتهم، ويعملوا على اكتشاف المنظورات الأخرى (Perspectives) ويتوصلوا الى معرفة كيفية  اكتسابهم المعلومات وتثبيتها في مجال خبراتهم الشخصية.

مواصفات المعلم الجيد في طريقة المناقشة

ان رأي المعلم بهذه الطريقة واقتناعه بها هما الدعامة الأساسية لنجاحها، بالإضافة الى تمتعه بمهارات أساسية في التواصل والنقاش والمداخلات وادارة الموارد البشرية والتشجيع. كما ينبغي على المعلم ان تتولد لديه قناعات راسخة بقدرات المتعلمين وطاقاتهم وبضرورة مساعدتهم على ان يطوروا أنفسهم من خلال النقاش والتفكير النقدي والتحليل.

مواصفات النقاش الجيد

عند التكلم على المناقشة الجيدة، لا بد من التعرض الى ثلاثة مستويات متدرجة لاستثمار فاعلية هذه الطريقة ولتحقيق أهدافها.

1- التحضير للمناقشة

وتتطلب وضع الهدف العام ثم الأهداف التعلمية المرجوة من المناقشة اخذين بالاعتبار استعدادات المتعلمين للنقاش وتبادل الأفكار. ثم يتم تقرير المجموعات وعدد اعضاء كل مجموعة.

2- تنفيذ المناقشة

ان أول خطوة عند التنفيذ هي ان يبادر المعلم الى جذب انتباه المتعلمين باستخدام التقنية التي يراها مناسبة، كالترحيب والقاء التحية او القاء السلام او النحنحة او اشارة صغيرة...ثم يوضح هدف اللقاء وأهميته ، ويربط ذلك بالمعلومات السابقة والخبرات الماضية وبالخطوات المستقبلية. ثم يذكر المتعلمين بأصول النقاش وقواعده، ويستخرج الأسئلة او المحاور الرئيسية موضوع النقاش. وان المهمة الأصعب التي يواجهها المعلم هي في قدرته على فهم النقاش واستراتيجياته بشكل جيد كي يسمح للجميع بالمشاركة العادلة والمتوازنة وتبادل الأفكار بالإضافة الى صعوبة أخرى تتمثل في مهاراته لرفع مستوى النقاش وتعديل مساره وتوجيهه نحو الغاية المنشودة منه إذا لزم الأمر.

3- ختام المناقشة

قبل اختتام المناقشة يتوجب على المعلم ان يكون حذراً في إدارة الوقت،و يلخص الحوار، ويبين مدى تقدم الأفراد في الوصول الى الهدف، ويربط ما اكتسبوه مؤخراً بالمعارف السابقة. وعليه أن يحدد أخيراً كل ما يحتاج المتعلمون الى معرفته ويعين المهام والأعمال المطلوبة منهم قبل موعد الاجتماع التالي.

كيف تدير حلقة "مناقشة"؟

باختصار كلي، إن الخطوات التالية قد تساعدك كثيراً في ادارة نقاش المجموعة الصغيرة اذا ما كلفت بإدارتها.

 كيف تدير حلقة "مناقشة":

  • اجتذب انتباه المتعلمين واهتمامهم.
  • بلغ المتعلمين بهدف المناقشة وبأهميتها وبحدودها.
  • اربط معلومات المتعلمين وخبراتهم السابقة بالموضوع او بما سيتعلمونه.
  • ذكر أعضاء مجموعة المناقشة)المشاركين) بقواعد المناقشة الجيدة.
  • عيّن محركاً (قائداً) للمجموعة ومسجلاً اذا كانت المجموعة صغيرة العدد.
  • نظم وراقب المشاركة والاستيعاب.
  • اربط ما تم مناقشته بالمعرفة السابقة.
  • اربط النقاش بما سيحصل تالياً (تتوقع حدوثه) وحاول :
  1. ان تثير تفكير المتعلمين
  2. ان تسيطر على ذاتك في أثناء الحديث وفي الوقت المخصص لك
  3. ان تكون عند الضرورة مسهلاً للتعلم او خبيراً في العلاقات الإنسانية، او شارحاً وموضحاً، او ملخصاً.
  4. ان تحسّن مهارات التواصل بين المجموعة
  5. ان تكون ديمقراطياً وعادلاً.
  6. أن تعين المكان وترتبه وتوزع الأمكنة وتحدد الوقت، على ان يلي ذلك وضع تصور لخطط المناقشة.
  7. اطلب رأي المشاركين أخيرا بالمناقشة ككل.

المميزات التربوية والمهنية لطريقة المناقشة

سنتعرض عند الحديث عن المميزات التربوية والمهنية لطريقة النقاش الى تأثيراتها في عمل كل من المعلمين والمتعلمين ومدى ملاءمتها لحاجات الفئة الأولى الشخصية والتعليمية والمهنية ولحاجات الفئة الثانية التعلمية والشخصية والاجتماعية.

فمن حسنات هذه الطريقة على المعلمين هي في ملاءمتها لحاجات المعلم الشخصية الى التخطيط وادارة المجموعات وادارة النقاش، بالإضافة الى حاجته الى التنظيم والبحث عن الاختلاف والتغيير والمشاركة والتعاطف والى تجنب الخجل والفشل والحيرة والاستهزاء. ومن الناحية الوظيفية والمهنية فإنها تلبي حاجة المعلم الى إقامة علاقات جيدة مع تلاميذه وحاجته الى نجاحهم ومساعدتهم أكاديمياً واجتماعياً وإكسابهم مهارات التفكير النقدي للمعلومات والأفكار لإصدار الأحكام والقرارات وللقيام بأدوارهم الاجتماعية.

ومن حسناتها بالنسبة الى المتعلمين تلبية حاجاتهم الى اكتساب المعارف والمعلومات، والى احترام الآخرين وموافقتهم والتوافق معهم، والفوز بإعجاب الآخرين والحاجة الى المساعدة والتعاون والاعتماد على الآخر.

وتبدو هذه الطريقة بالنسبة الى موراي (Murray) جيدة وملائمة للمتعلمين الذين يتصفون بخصائص معينة وبحاجات مثل:

  • الحاجة إلى العرض (Exposition) من خلال إعطاء المعلومات إلى الآخرين.
  • الحاجة إلى الاستعراض (Exhibition) من خلال جذب انتياه الآخرين إليهم.
  • الحاجة الى التمايز  (Cognizance) من اجل الحصول على كلمات المديح والتقدير.
  • الحاجة إلى السيطرة (Control) والقيادة (Leadership) والإشراف التي تظهر عندما يسيطر أحد الأعضاء على المجموعة ويحركها مكا يشاء.
  • الحاجة إلى التعاطف (Empphaty) من أجل بلورة صداقات زعلاقة احتماعية.

والسؤال الذي يطرح هنا هو هل من سلبيات لهذه الطريقة ؟ يشير بعض التربويين الى ان ابرز سيئات هذه الطريقة هي في عقد حلقات نقاش دون وضع تصورات مسبقة أو توقعات أو مفاهيم اذ تتحول الحلقة عندئذ الى مضيعة للوقت وتخلق جواً مليئاً بالتوتر والانفعالات السلبية وسوء التفاهم. كما ان إدارة المناقشة بخفة ولا مبالاة او بتسلط قد يؤديان ايضاً الى ضياع الوقت واشمئزاز المشاركين ورفضهم (Delluchi 1993, Battischi 1990, Ments 1983)  اما واطسن  (Watson 1983) فقد أشار الى بعض السلبيات بعد ان أجرى دراسة مكثفة حول هذه الطريقة واشرف على تسعين درساً باللغة الإنكليزية في المرحلة الثانوية. وهذه اهم الانتقادات:

  1. لم يتم اختبار او مساءلة المتعلمين عن المعارف والمعلومات المكتسبة.
  2. لقد استخدم المعلمون أنفسهم المهارات العقلية العليا من تعميمات ووضع فرضيات واستخلاصات وليس المتعلمون.
  3. لقد استأثر المعلمون بأكثرية الوقت المخصّص للمناقشة.

وبيّن في خلاصته حول الموضوع بأن المعلمين المشاركين فضلوا تطبيق المناقشة الجماعية للصف بأكمله حيث تنتهي بسؤال وجواب (Q - R) بين المعلم والتلاميذ او أحياناً بشكل من أشكال التسميع (Recitation) .

اما في لبنان فإن تطبيق طريقة النقاش ما زالت في بداياتها في مشاريع التدريب والدورات التدريبية التي نفذها المركز التربوي للبحوث والإنماء ولا سيما في دورات مديري المدارس الرسمية الابتدائية والمتوسطة، ودورات إعداد مدربين لجميع الحلقات، وحالياً في مشروع التدريب المستمر للمعلمين في القطاع الرسمي، حيث يتم اعتبارها طريقة أساسية في التخطيط والتنظيم للدورات وفي عمليات التدريب وفي صياغة أنظمة ومراحل المشروع والإشراف عل تنفيذه. ونتيجة لذلك، فإن الدراسات حول هذه الطريقة نادرة ولم نستطع الحصول على دراسات أو أبحاث تناولت هذا الموضوع، وأملنا ان نتوصل الى دراسة مدى فاعلية هذه الطريقة وغيرها من الطرائق الناشطة في ميدان التدريب وميدان التعليم في المستقبل القريب.

التقويم

ان عملية تقويم "المناقشة" صعبة جداً ومعقدة، ويتطلب تنفيذها مهارات متقدمة، وبإمكان المدرب أو المعلم ذي الكفايات المتعددة ان يتبع عدة نماذج، وأبرزها طرائق التقويم التقليدية، كاختبارات المقال الخطية والاختبارات الموضوعية لقياس مكتسبات المعلمين/المتدربين المعرفية فقط. ولكن الصعوبة تكمن في قياس مدى مشاركة المتدربين / المعلمين في المناقشة ومستوى تفاعلهم مع الآخرين وكيفية التعاون ومدى ملاءمة جو النقاش والموضوع مع رغباتهم وتصوراتهم واتجاهاتهم. ولذلك، نقدم مجموعة من بطاقات التقويم المستخدمة في تقدير الأفراد لدورهم ترتكز على التقويم الذاتي والملاحظات السريعة والمعمقة لكيفية تنفيذ طريقة المناقشة وتقييم مدى ما اكتسبه المشاركون من مهارات ومعلومات واتجاهات.

هوامش:

1- دراسة جوان كون( ١٩٩٢) و كلارك (١٩٨٧)

2- أي سؤال وجواب (Question et réponse)

مراجع أجنبية:

  1. Donald C. orlich and al .Teaching strategies , A Guide to Better Instruction. Heat and company, Toronto, 1994
  2. Donald R . Cruickshank . Deborah L . Banier , Kim K . Metcalf the Act of Teaching. Second Edition. MeGrow Hill.1999
  3. Gary D.Borich , Hastin L. Tombari . Educational Psychology, A contemporary, 2nd edition. Addison - Wesley Educational - Publishers Inc.1997 Longman
  4. Teaching and training Methods for Management Development. International labour office. Geneva 1985

 

 

 

( نماذج بطاقات التقييم الخاصة بالمقال في الصفحتين الآتيتين)

بطاقة تقييم ذاتي

الاسم: ................................................

التعليمات: اجب عن السؤال الأول بعدد المرات التي شاركت شفهياً في المناقشة ، (يمكنك وضع علامة ١ في كل مرة تتشارك بالمناقشة ثم اجمعها بعد المناقشة). ضع علامة * أمام العبارة التي تصف تفاعلك مع كل سؤال .

١- اذكر عدد المرات التي شاركت بها شفهياً في المناقشة

- - - - - - - - مرة

2- إلى أي مدى شاركت في المناقشة ؟

              أ- لقد سيطرت كلياً على جو المناقشة

              ب- شاركت تماماً كما شارك الآخرون

              ج- ليس تماماً كما كنت أتمنى

3- إلى أي حد تتمنى أن تكون مساهمتك اكثر في نقاش المجموعة ؟

              أ - أود أن أشارك اكثر

              ب- لقد شاركت كما كنت أتمنى تماماً

              ج- أود لو كانت مشاركتي اقل

٤- إلى أي مدى تشجع مجموعتك جميع أفرادها للمشاركة الكلية ؟

              أ- تشجع المجموعة كل فرد للمشاركة الكلية

              ب-  تحاول المجموعة أن تشجع جميع الأفراد للمشاركة اكثر

              ج-  لا تشجع المجموعة الأفراد على المشاركة

 

تقييم مناقشة

بطاقة ملاحظة لمشرف أو مراقب

1- ما هو الهدف الذي حاولت "المناقشة" أن تحققه ؟

- حل مشكلة ، أم التحقق من الآراء والمعلومات أم تحسين التواصل أم المراجعة للمعلومات.

2- كيف كانت مميزات المناقشة ؟

              أ- هل كان التفاعل بين المعلم والمتعلمين أم بين المتعلمين أنفسهم ؟

              ب - هل كان دور المعلم:

                            1- مسهلاً للنقاش والتعلم                           2- مشاركاً                         3- ملاحظاً                      4- مسجلاً

              ج- هل جرى النقاش في مجموعات صغيرة أم للصف بأكمله؟

              د- إذا كانت المجموعة صغيرة ، فكيف تم تشكيلها؟

              ه- كيف رتبت الوسائل والأدوات المادية؟

٣- ما هي القدرات ذات العلاقة بالمناقشة التي أشركها المعلم؟

٤- ما هي الحاجات الشخصية والتربوية التي أشبعتها المناقشة بشكل مرضٍ لدى المعلمين والمتعلمين؟

٥- إلى أي مدى تناغمت ''المناقشة'' مع نتائج الأبحاث حول هذه الطريقة؟

٦- إلى أي مدى برأيك حصل التعلم وأشبعت الحاجات؟

 

نموذج تقييم (تقييم ذاتي) "مناقشة" (نسبة فعالية المشاركة الفردية)

المجموعة :

الاسم :

تعليمات: ارسم دائرة حول الرقم الذي تعتبره مناسباً لمشاركتك) من ١ إلى ٥ ) على كل سؤال من الأسئلة التالية :

 

المعيار

غير فاعل إطلاقاً

غير فاعل قليلاً

لست متأكداً

فاعل قليلاً

فاعل جداً

ما هي درجة الفاعلية لهذه الحلقة من النقاش؟

1

2

3

4

5

ما مدى فاعلية خلفية الحدث التي جعلتك مهتماً بموضوع النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت المشاركة موزعة بين أعضاء المجموعة؟

1

2

3

4

5

هل كانت مجموعتك فعالة في العمل معاً في خلاصات النقاش؟

1

2

3

4

5

هل كانت القرارات التي توصلت إليها المجموعة فعالة؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في الأخذ بعين الاعتبار كا فكرة تقدمت بها؟

1

2

3

4

5

هل كانت المجموعة فعالة في تسهيل دورك للتعبير عن رأيك؟

1

2

3

4

5

إلى مدى كنت فعالاً في تشجيع الآخرين على الكلام والمشاركة؟

1

2

3

4

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما هما افضل نقطتين تمت معالجتهما؟

..............................................................................................................................................................................................................................

وما هما المشكلتان اللتان واجهتهما مجموعتك ؟ ............................................................................................................

................................................................................................................

 

 

قائمة ملاحظة سريعة (النقاش-المجموعة)

تقييم عمل المجموعة

الاسم : ...............................................

التعليمات : من اجل تقييم المجموعة ، ضع علامة * أمام العبارة الناقصة التي تصف تفاعلك؟

1- اعتقد بان المناقشة:

              أ- أعطت لكل عضو الفرصة ليشارك بحرية

              ب -سمحت تقريباً لكل عضو بأن يشارك بحرية

              ج -قد سيطرت عليها مجموعة قليلة (استأثرت بالكلام)

2- بالنسبة إلى مشاركتي في المناقشة ، فإنني:

              أ -شاركت بشكل جيد

              ب- كنت أستطيع أن أشارك بشكل افضل

              ج- لم أشارك إطلاقاً

3- إن قائد المجموعة:

              أ- شجع لمشاركة أوسع من الأعضاء

              ب- اختار أفراداً معينين للمشاركة

              ج-  استأثر بالمناقشة وحده معظم الوقت