مقترحات لتطوير الدعم التعلّمي في سبيل الوقاية من الفشل المدرسي

بعد المباشرة بتطبيق المناهج الجديدة، اصبح من الضروري مواكبتها ببرامج تربوية حديثة تُحسّنِ العملية التربوية بمجملها وخاصة التحصيل التعلّمي لدى التلامذة للحد من الفشل المدرسي المؤدي الى الرسوب والإعادة والتسرب.

سوف نعرض في هذا المقال بعض البرامج التي تسهم في دعم تطبيق المناهج التعليمية الجديدة التي تساعد على تجويد نوعية التعليم وتحسين مخرجات النظام التربوي.

اولاً: برنامج الرعاية المدرسية

١-التعريف بالبرنامج وأهميته

يتوجه هذا البرنامج لكل التلامذة الذين يحتاجون إلى الرعاية المدرسية خارج أوقات الدوام المدرسي. ذلك إنّ كثافة مضامين المناهج التعليمية الجديدة وتوفير مناخ يسهل تطبيقها يتطلّب من المدرسة تأمين رعاية خاصة للتلامذة تعوّض نقص الرعاية العائليّة وتساعدهم على تحسين تحصيلهم التعلّمي. تُتَرجَم هذه الرعاية من خلال إشراف مدرسي مباشر على النشاطات التي تنجز داخل الصف وما يتبعها من أعمال مطلوب إنجازها من قبل التلامذة خارج الصف وفي البيت خاصة في ما يتعلق بالدروس والوظائف.

٢- أهداف البرنامج:

- إزالة الفروقات في مستويات التحصيل التعلمي.
- تيسير عملية التعلم والمساهمة في إنجاح تطبيق المناهج التعليمية الجديدة.
- تدعيم المعرفة والثقة والمهارات والكفايات عند المتعلم.
- إكساب التلامذة ثقافة واسعة تساعدهم في حياتهم اليومية.
- تحسين أداء التلامذة داخل الصف.
- تعويض عن تقصير الأهل في المشاركة بتثبيت عملية التعلّم على عاتق المدرسة.
- تحويل العملية التعليمية من تلقين وحفظ إلى تفاعل وبحث عن المعرفة.
- مساعدة بعض المعلمين الذين لم يتلقوا إعداداً مهنياً كافياً.

٣- الفئات المستهدفة

يمكن أن يكون برنامج الرعاية المدرسية اختيارياً ويصبح الزامياً اذا وُجِد نقص في الرعاية داخل البيت. وهذا ما يتطلب علاقة وثيقة بين الأهل والمدرسة ومعرفة حقيقية بمستوى الأهل وطبيعة أعمالهم اليومية. ومن الأنسب توجيه استمارة إلى الأهل تساعد على توضيح هذه العلاقة.
يمكن أن يغطي هذا البرنامج مختلف حلقات التعليم الأساسي خلال العام الدراسي بكامله.

٤- آلية تطبيق برنامج الرعاية المدرسية

يُنفّذَ هذا البرنامج خارج أوقات الدوام المدرسي. ويتم تنفيذه يومياً خلال مدة ساعتين تقريباً، يقوم التلامذة خلالها بتنفيذ نشاطات مختلفة تُشكِّل جزءًا من تحصيلهم التعلمي بإشراف متطوعين من طلاب الجامعات الذين يجاورون بيئة المدرسة.

يكون دور هؤلاء الطلاب:

- توضيح ما لم يفهمه التلامذة من شرح داخل الصف.
- مراقبة النشاطات التعليمية المطلوب تحضيرها.
- توفير مناخ يسهل عملية التفاعل التربوي الإيجابيعند التلامذة.
- تحسين عملية التعلم من خلال تطبيق الطرق الناشطة.

٥- مستلزمات تطبيق برنامج الرعاية المدرسية
العناصر البشرية:
- طلاب جامعيون من مختلف الاختصاصات ومتطوعون للقيام بهذا الدور يختلف عددهم وفاقاً لعدد التلامذة الذين يحتاجون لهذه الرعاية.
- عدد من معلمي الصفوف يواكبون أعمال هؤلاء الطلاب المتطوعين ويعاونونهم في أداء مهمتهم على اكمل وجه.
العناصر المادية:
- غرف صفوف ذات مساحات واسعة تتميّز بالشروط الصحيّة. والانارة الكافية والتدفئة خلال فصل الشتاء.
- مرونة في التحرك داخل الصف تسمح للمشرفين على تطبيق البرنامج بالتنقل بين التلامذة بسهولة والوصول إليهم عند الحاجة.
- مكتبة تحتوي على بعض الوسائل التربوية الحديثة كالقواميس وكتب المطالعة ودفاتر التطبيقات والأدلة التربوية...

ثانياً: برنامج الدعم المدرسي
يتوجه هذا البرنامج بصورة خاصة إلى التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلمية. أما المتفوقون والموهوبون فسيخصص لهم لاحقاً برنامج خاص بهم.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
تهدف المناهج التعليمية الجديدة إلى جعل المتعلم محور عملية التعلم. ولتحقيق هذا الهدف على المعلم أن يعير اهتمامه لكل المتعلمين في الصف دون استثناء، آخذاً في الاعتبار الفروقات الفردية بينهم، وعليه ان يتكيف مع تنوع مستوياتهم ورغباتهم خلال العملية التربوية، كما عليه ان يستخدم التقييم كأداة لتحسين ادائه التربوي وليس فقط لتصنيف المتعلمين في الصف. وهذا ما يؤمن له النجاح في مهمته.
لذلك فإن عملية التربية والتعليم تشمل مستويات المتعلمين كافة، لا سيما الذين هم بحاجة إلى دعم إن تأخروا أو تعثروا. من هنا ضرورة إيجاد حلول مناسبة للذين يعانون من صعوبات تعلمية.
ويأتي مفهوم الدعم المدرسي نتيجة لما يواجهه المعلم أثناء العملية التعليمية من مشاكل وصعوبات، فيشعر بالحاجة إلى تقديم العون للمتعلم المقصر بمختلف الوسائل الكفيلة لتحقيق الأهداف المرجوة.
٢- أهداف تطبيق البرنامج
يهدف هذا البرنامج إلى:
- تحقيق أهداف المناهج التعليمية الجديدة التي تُركِّز على اعداد انسان نام نمواً شاملاً متكاملاً، ويتمتع بصفات المواطن الانسان المنتج والمنفتح على محيطه وعلى العالم.
- تزويد المتعلم بالقدرات والكفايات المناسبة التي تتلاءم مع أهداف المناهج الجديدة ومتطلبات سوق العمل.
- التغلّب على الصعوبات التعلمية التي تواجه المتعلم خلال عملية التحصيل التعلمي وتعيق مساره الطبيعي ضمن الهيكلية التعليمية.
- جعل الدعم المدرسي محفّزِاً لتحسين عملية التعلم مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الفردية.
- التخفيف من النسب العالية في التأخر الدراسي والرسوب والتسرب التي يعاني منها نظامنا التربوي.
- مساعدة المعلم، من خلال أدائه اليومي، على اكتشاف الفروقات الفردية لدى التلامذة واخذها بالاعتبار.
- تمتين العلاقة بين الأهل والمدرسة بشكل دائم.
٣- الفئات المستهدفة
يطبق برنامج الدعم المدرسي خلال العام الدراسي على التلامذة المقصرين في مادة أو اكثر أو الذين يعانون من صعوبات تعلمية من مختلف الأنواع والمستويات. وتختلف مدة تطبيقه وفاقاً لحاجة المتعلم، وهو إلزامي لمن يحتاجه ويجب أن يحصل ضمن حرم المدرسة وخارج أوقات الدوام المدرسي بمشاركة أفراد الهيئة التعليمية وأختصاصيين نفسيين واجتماعيين. ويمكن الاستعانة المدرسة إذا وُجدوا.
٤- آلية تطبيق برنامج الدعم المدرسي
من المهم اعتبار عمليتيّ التقييم المدرسي والدعم المدرسي أمرين متلازمين في عملية التعلم والتعليم. كذلك، من المهم أن يعرف المعلم الكفايات المطلوب تحقيقها وان يُطلع التلميذ عليها لاعتماد تقنيات مناسبة تستعمل في خطة التدريس.
وقد حددت لجنة التقييم والامتحانات آلية تطبيق عملية الدعم المدرسي؛ يجب أن تكون هذه الآلية واضحة ومحددة لكي تكون فاعلة ومنتجة. فالمعلم الذي يواجه الصعوبات التعلّمية أثناء قيامه بعمله عليه أن يستعين أولاً باستاذ موجّه كفوء يتمتع بالمؤهلات الضرورية لمهمة التوجيه التربوي، يستطيع اكتشاف طبيعة الصعوبات التعلّمية وتشخيصها وايجاد الحلول المناسبة لمعالجتها بالتعاون مع الأهل والإدارة والمعلم.
يُطبّقَ الدعم الفردي على المتعلم المقصر في اللغات والرياضيات والعلوم في الحلقات الثلاث الأولى والثانية والثالثة من مرحلة التعليم الأساسي. يتم هذا الدعم ضمن مجموعات ذات حاجات مشتركة ويُطبق في كل مادة يتدنى فيها معدل المتعلم عن ١٠/ ٢٠ وفق الصعوبات التي يواجهها  والتي يُبينها جدول الكفايات وملاحظات المعلم في تقييم المتعلم.
يتم الدعم المدرسي في المرحلة الثانوية على أساس الوحدة التعليمية وذلك عن طريق توزيع الصف إلى مجموعتين تقوم كل منهما بما يتطلبه الدعم من سد الثغرات في كفاية لم تتحقق كل عناصرها. يستفيد من هذا الدعم المتعلم المقصر الذي يواجه صعوبات في تحقيق كفاية ما ضمن المواد الدراسية الآتية: اللغات والعلوم والرياضيات. تُخصص ساعة لكل مادة في الأسبوع. وخلال فترة زمنية يحددها مجلس معلمي الصف للقيام بهذه العملية.
ولكي يُعطي الدعم المدرسي النتائج المرجوة منه في تحسين أداء المتعلم لا بد من العمل على:
- اختيار المعلمين الذين سيقومون بالدعم المدرسي وفق معايير دقيقة وموحدة وإخضاعهم لدورة تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي لمواد اللغات والرياضيات والعلوم.
- في نهاية الفصل الدراسي الأول يُحدد المعلمون التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلّمية ونفسية واجتماعية؛ أو الذين يُظهرون تفوقاً ملحوظاً وذكاءً حاداً بناءً على التقييم الدوري.
- إبلاغ أولياء أمور التلامذة بالمشاكل والصعوبات التي يعانون منها لمساعدة إدارة المدرسة في وضع الحلول المناسبة لهم.
- تصنيف التلامذة المحتاجين للدعم بحسب الصعوبات التي يعانون منها.وبعدها يبدأ دور الموجه التربوي للصف (مربي الصف) في العمل على تعزيز ثقة التلميذ بنفسه ليستطيع تجاوز الحالات التي تؤثر على قدراته الاستيعابية، وبذلك يكون الموجه التربوي وسيطاً بين التلميذ والفريق المدرسي التربوي وأهل المتعلم.
- وضع برنامج الدعم المدرسي من قبل إدارة المدرسة بالاتفاق مع المعلمين الذين خضعوا لدورات تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي، وتوزيع التلامذة على مجموعات ذات حاجات مشتركة (لغات، رياضيات وعلوم).
- يبدأ الدعم المدرسي بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول ضمن برنامج خاص.
- تخصص حصة دراسية واحدة يومياً لدعم المجموعات التي تشكلت حول الكفايات والتي تتطلب دعماً في الحلقتين الأولى والثانية من مرحلة التعليم الأساسي في المدرسة المتوسطة التي تضم هاتين الحلقتين. أما في الحلقة الثالثة فيمكن تأمين حصة الدعم خارج أوقات الدوام الرسمي في توقيت تحدده إدارة المدرسة في المدارس ذات الدوامين، يمكن تحديد مركز دعم موحد لعدة مدارس متجاورة بالاتفاق بين إدارات هذه المدارس والمعلمين وأهالي التلامذة.
- يمكن تأمين الدعم المدرسي خلال العطل المدرسية بعد موافقة أهالي التلامذة والجهات الرسمية المعنية.
- تُحتسَب حصص الدعم المدرسي من النصاب القانوني للمعلم.
- ان تأمين الدعم المدرسي في المدارس الرسمية خلال العطلة الصيفية يتطلب ما يأتي:
تعديل القرار رقم 2000/666 تاريخ 2000/11/14  لجهة اعطاء تعويضات مالية من صندوق المدرسة او من صناديق مجالس الاهل للمعلمين المكلفين بتطبيق برنامج الدعم المدرسي.
و تعليق النتائج المدرسية للتلامذة الذين يخضعون لدورة الدعم المدرسي حتى بداية العام الدراسي التالي، حيث تجرى لهم امتحانات في مواد الدعم، تضاف علاماتها إلى المعدلات السابقة وتعلن النتائج المدرسية النهائية.

٥- إرشادات تربوية ضرورية لتطبيق برامج الدعم المدرسي بشكل جيد
- تحتاج برامج الدعم المدرسي إلى معلمين تابعوا دورات مهنية محورها الإرشاد التربوي.
- على المعلم أن يستعمل أدوات متنوعة في القياس والتقييم ليكون الحكم على أداء المتعلم اكثر شمولاً، بحيث تساعده هذه الأدوات على تقييم مدى تطور الكفاية من خلال التطبيق أو التحليل أو التوليف.
- من الممكن اعتماد التلفزيون التربوي في الدعم المدرسي وذلك من خلال إعداد برنامج دعم شامل في مختلف المواد التعليمية.
- على المعلم أن يعي جيداً أن المنهج بأهدافه ومحتوياته وأنشطته ووسائل التدريس وطرائقه وأساليب التقييم تتكامل كلها مع قطبي التعليم: المتعلم والمعلم من جهة، والمدرسة والأهل من جهة أخرى.
- يمكن إعادة العمل بنظام الإكمال للمتعلمين الذين ينالون ١٠/ ٢٠ وما فوق كمعدل نهائي، وتتدنى علاماتهم في مواد اللغات أوالرياضيات أو العلوم عن ١٠/ ٢٠ ، على أن يخضعوا خلال العطلة الصيفية  لدورات دعم مدرسي، وتجرى لهم امتحانات الإكمال مع بداية العام الدراسي التالي.
- على المعلم أن يستوعب بوضوح هدف التقييم ووظائفه الأساسية، وما يجب أن يقيّمِ وكيف يطبق نظام التقييم في المناهج الجديدة مع مراعاة التوقيت المناسب للتقييم.

ثالثاً: برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
هذا البرنامج موجه لكل التلامذة الذين يعانون من جميع أنواع الفشل المدرسي.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
يرتكز هذا البرنامج على إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي في كل قضاء وحيث تدعو الحاجة. تتمتع هذه المراكز بالخصوصيات الآتية:
- تُطبّقِ مناهج تعليمية خاصة بها.
- تُنظّم دورات في التأهيل بالإضافة الى التعليم الاكاديمي .
- تطبق دواماً مدرسياً أطول مما هو محدد في أنظمة مدارس التعليم العام.
- تحتاج إلى هيئة إدارية وتعليمية معدة إعداداً خاصاً.
٢- أهداف البرنامج
يهدف إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي إلى:
- إعداد التلامذة الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم في صفوف عادية، ومساعدتهم على الانخراط من جديد في النظام التربوي العام إذا أمكن.
- إكسابهم مهارات حياتية تخولهم الدخول إلى سوق العمل حين تتوفر لهم فرصٌ تحوّلهم الى مواطنين منتجين للحد من بطالة الشباب الذين حرموا من التعليم  الأساسي.
- مساعدة التلامذة في التغلب على مشاكلهم الخاصة.
٣- الفئات المستهدفة
ينتسب الى هذه المراكز المتعلمون الذين يعانون من فشل مدرسي وتسرب ورسوب لأكثر من مرة. يخضع هؤلاء لبرامج خاصة يُشرف عليها اختصاصيون في اختصاصات متنوعة: طبية، نفسية، اجتماعية وتربوية.
٤- آلية تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
- ينفذ هذا البرنامج في مراكز نموذجية تتمتع بمواصفات هندسية خاصة بها، على أن تراعى في البناء خصائص المدرسة الشاملة التي تجمع بين التعليم العام والتدريب المهني.
- تضم هذه المراكز هيئة تعليمية متعددة الاختصاصات من مهنية وتعليم عام، إلى جانب موجهين تربويينة يتابعون التلامذة المسجّلَين طيلة وجودهم في المركز، وبعد تخرجهم منه.
- تُطبّقَ في هذا المركز مناهج تعليمية مرنة وفقاً لحالة كل منتسب.
٥- مستلزمات تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي

  • العناصر البشرية

- ينتسب إلى هذا المركز الأولاد الذين هم في عمر ١٦ سنة وما دون وممّن واجهوا صعوبات ومشاكل دراسية.
- يعمل في هذه المراكز مدربون يتمتعون بكفاءات خاصة تؤهلهم لمساعدة المنتسبين في التغلب على الصعوبات والمشاكل التي واجهتهم خلال متابعة دراستهم الأكاديمية.

  • العناصر المادية

- تُنشأ هذه المراكز في مناطق محورية في كل مركز قضاء على الأقل وحيث تدعو الحاجة.
- تكوّنِ هذه المراكز لجنة تنفيذية: تضم المركز التربوي للبحوث والإنماء، المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، ومديرية الأرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي.
- تُحدد مواصفات البناء طبقاً لمواصفات بناء المدارس الشاملة.
- تستقبل هذه المراكز المسجّلين والمنتسبين طيلة السنة من دون انقطاع. على أن تتوافر فيها مشاغل حرفية وقاعات واسعة وفقاً لاحتياجات تطبيق المنهج المقترح.

بهذا المقال وما قد نشر في العدد السابق نكون قد انهينا تشخيص بعض المشكلات التي يعاني منها النظام التربوي اللبناني، وكيفية الحدّ من انتشارها. نأمل أن تأخذ هذه المقترحات طريقها الى حيّز التطبيق من خلال تعاون أساتذة قطاعي التعليم الخاص والرسمي الأكاديمي والمهني في نشر ثقافة التقييم بشكل دقيق وموضوعي وأن يتمّ تبادل الخبرات  المشتركة بينهما.

صورة لتلاميذ من داخل الصف

المراجع:

  1. مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع (2004-2005) ، وزارة التربية. والتعليم العالي، بيروت ٢٠٠٤
  2.  الدعم المدرسي في المناهج التعليمية الجديدة، المركز التربوي للبحوث. والإنماء، بيروت ٢٠٠٤
  3. أسس تقييم التحصيل المدرسي في المراحل التعليمية الأساسية والثانوية، . المركز التربوي للبحوث والإنماء، بيروت ١٩٩٩

المركز التربوي للبحوث والإنماء
مساعد رئيسة المركز في الشؤون التربوية
 د. صادر يوسف

مقترحات لتطوير الدعم التعلّمي في سبيل الوقاية من الفشل المدرسي

بعد المباشرة بتطبيق المناهج الجديدة، اصبح من الضروري مواكبتها ببرامج تربوية حديثة تُحسّنِ العملية التربوية بمجملها وخاصة التحصيل التعلّمي لدى التلامذة للحد من الفشل المدرسي المؤدي الى الرسوب والإعادة والتسرب.

سوف نعرض في هذا المقال بعض البرامج التي تسهم في دعم تطبيق المناهج التعليمية الجديدة التي تساعد على تجويد نوعية التعليم وتحسين مخرجات النظام التربوي.

اولاً: برنامج الرعاية المدرسية

١-التعريف بالبرنامج وأهميته

يتوجه هذا البرنامج لكل التلامذة الذين يحتاجون إلى الرعاية المدرسية خارج أوقات الدوام المدرسي. ذلك إنّ كثافة مضامين المناهج التعليمية الجديدة وتوفير مناخ يسهل تطبيقها يتطلّب من المدرسة تأمين رعاية خاصة للتلامذة تعوّض نقص الرعاية العائليّة وتساعدهم على تحسين تحصيلهم التعلّمي. تُتَرجَم هذه الرعاية من خلال إشراف مدرسي مباشر على النشاطات التي تنجز داخل الصف وما يتبعها من أعمال مطلوب إنجازها من قبل التلامذة خارج الصف وفي البيت خاصة في ما يتعلق بالدروس والوظائف.

٢- أهداف البرنامج:

- إزالة الفروقات في مستويات التحصيل التعلمي.
- تيسير عملية التعلم والمساهمة في إنجاح تطبيق المناهج التعليمية الجديدة.
- تدعيم المعرفة والثقة والمهارات والكفايات عند المتعلم.
- إكساب التلامذة ثقافة واسعة تساعدهم في حياتهم اليومية.
- تحسين أداء التلامذة داخل الصف.
- تعويض عن تقصير الأهل في المشاركة بتثبيت عملية التعلّم على عاتق المدرسة.
- تحويل العملية التعليمية من تلقين وحفظ إلى تفاعل وبحث عن المعرفة.
- مساعدة بعض المعلمين الذين لم يتلقوا إعداداً مهنياً كافياً.

٣- الفئات المستهدفة

يمكن أن يكون برنامج الرعاية المدرسية اختيارياً ويصبح الزامياً اذا وُجِد نقص في الرعاية داخل البيت. وهذا ما يتطلب علاقة وثيقة بين الأهل والمدرسة ومعرفة حقيقية بمستوى الأهل وطبيعة أعمالهم اليومية. ومن الأنسب توجيه استمارة إلى الأهل تساعد على توضيح هذه العلاقة.
يمكن أن يغطي هذا البرنامج مختلف حلقات التعليم الأساسي خلال العام الدراسي بكامله.

٤- آلية تطبيق برنامج الرعاية المدرسية

يُنفّذَ هذا البرنامج خارج أوقات الدوام المدرسي. ويتم تنفيذه يومياً خلال مدة ساعتين تقريباً، يقوم التلامذة خلالها بتنفيذ نشاطات مختلفة تُشكِّل جزءًا من تحصيلهم التعلمي بإشراف متطوعين من طلاب الجامعات الذين يجاورون بيئة المدرسة.

يكون دور هؤلاء الطلاب:

- توضيح ما لم يفهمه التلامذة من شرح داخل الصف.
- مراقبة النشاطات التعليمية المطلوب تحضيرها.
- توفير مناخ يسهل عملية التفاعل التربوي الإيجابيعند التلامذة.
- تحسين عملية التعلم من خلال تطبيق الطرق الناشطة.

٥- مستلزمات تطبيق برنامج الرعاية المدرسية
العناصر البشرية:
- طلاب جامعيون من مختلف الاختصاصات ومتطوعون للقيام بهذا الدور يختلف عددهم وفاقاً لعدد التلامذة الذين يحتاجون لهذه الرعاية.
- عدد من معلمي الصفوف يواكبون أعمال هؤلاء الطلاب المتطوعين ويعاونونهم في أداء مهمتهم على اكمل وجه.
العناصر المادية:
- غرف صفوف ذات مساحات واسعة تتميّز بالشروط الصحيّة. والانارة الكافية والتدفئة خلال فصل الشتاء.
- مرونة في التحرك داخل الصف تسمح للمشرفين على تطبيق البرنامج بالتنقل بين التلامذة بسهولة والوصول إليهم عند الحاجة.
- مكتبة تحتوي على بعض الوسائل التربوية الحديثة كالقواميس وكتب المطالعة ودفاتر التطبيقات والأدلة التربوية...

ثانياً: برنامج الدعم المدرسي
يتوجه هذا البرنامج بصورة خاصة إلى التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلمية. أما المتفوقون والموهوبون فسيخصص لهم لاحقاً برنامج خاص بهم.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
تهدف المناهج التعليمية الجديدة إلى جعل المتعلم محور عملية التعلم. ولتحقيق هذا الهدف على المعلم أن يعير اهتمامه لكل المتعلمين في الصف دون استثناء، آخذاً في الاعتبار الفروقات الفردية بينهم، وعليه ان يتكيف مع تنوع مستوياتهم ورغباتهم خلال العملية التربوية، كما عليه ان يستخدم التقييم كأداة لتحسين ادائه التربوي وليس فقط لتصنيف المتعلمين في الصف. وهذا ما يؤمن له النجاح في مهمته.
لذلك فإن عملية التربية والتعليم تشمل مستويات المتعلمين كافة، لا سيما الذين هم بحاجة إلى دعم إن تأخروا أو تعثروا. من هنا ضرورة إيجاد حلول مناسبة للذين يعانون من صعوبات تعلمية.
ويأتي مفهوم الدعم المدرسي نتيجة لما يواجهه المعلم أثناء العملية التعليمية من مشاكل وصعوبات، فيشعر بالحاجة إلى تقديم العون للمتعلم المقصر بمختلف الوسائل الكفيلة لتحقيق الأهداف المرجوة.
٢- أهداف تطبيق البرنامج
يهدف هذا البرنامج إلى:
- تحقيق أهداف المناهج التعليمية الجديدة التي تُركِّز على اعداد انسان نام نمواً شاملاً متكاملاً، ويتمتع بصفات المواطن الانسان المنتج والمنفتح على محيطه وعلى العالم.
- تزويد المتعلم بالقدرات والكفايات المناسبة التي تتلاءم مع أهداف المناهج الجديدة ومتطلبات سوق العمل.
- التغلّب على الصعوبات التعلمية التي تواجه المتعلم خلال عملية التحصيل التعلمي وتعيق مساره الطبيعي ضمن الهيكلية التعليمية.
- جعل الدعم المدرسي محفّزِاً لتحسين عملية التعلم مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الفردية.
- التخفيف من النسب العالية في التأخر الدراسي والرسوب والتسرب التي يعاني منها نظامنا التربوي.
- مساعدة المعلم، من خلال أدائه اليومي، على اكتشاف الفروقات الفردية لدى التلامذة واخذها بالاعتبار.
- تمتين العلاقة بين الأهل والمدرسة بشكل دائم.
٣- الفئات المستهدفة
يطبق برنامج الدعم المدرسي خلال العام الدراسي على التلامذة المقصرين في مادة أو اكثر أو الذين يعانون من صعوبات تعلمية من مختلف الأنواع والمستويات. وتختلف مدة تطبيقه وفاقاً لحاجة المتعلم، وهو إلزامي لمن يحتاجه ويجب أن يحصل ضمن حرم المدرسة وخارج أوقات الدوام المدرسي بمشاركة أفراد الهيئة التعليمية وأختصاصيين نفسيين واجتماعيين. ويمكن الاستعانة المدرسة إذا وُجدوا.
٤- آلية تطبيق برنامج الدعم المدرسي
من المهم اعتبار عمليتيّ التقييم المدرسي والدعم المدرسي أمرين متلازمين في عملية التعلم والتعليم. كذلك، من المهم أن يعرف المعلم الكفايات المطلوب تحقيقها وان يُطلع التلميذ عليها لاعتماد تقنيات مناسبة تستعمل في خطة التدريس.
وقد حددت لجنة التقييم والامتحانات آلية تطبيق عملية الدعم المدرسي؛ يجب أن تكون هذه الآلية واضحة ومحددة لكي تكون فاعلة ومنتجة. فالمعلم الذي يواجه الصعوبات التعلّمية أثناء قيامه بعمله عليه أن يستعين أولاً باستاذ موجّه كفوء يتمتع بالمؤهلات الضرورية لمهمة التوجيه التربوي، يستطيع اكتشاف طبيعة الصعوبات التعلّمية وتشخيصها وايجاد الحلول المناسبة لمعالجتها بالتعاون مع الأهل والإدارة والمعلم.
يُطبّقَ الدعم الفردي على المتعلم المقصر في اللغات والرياضيات والعلوم في الحلقات الثلاث الأولى والثانية والثالثة من مرحلة التعليم الأساسي. يتم هذا الدعم ضمن مجموعات ذات حاجات مشتركة ويُطبق في كل مادة يتدنى فيها معدل المتعلم عن ١٠/ ٢٠ وفق الصعوبات التي يواجهها  والتي يُبينها جدول الكفايات وملاحظات المعلم في تقييم المتعلم.
يتم الدعم المدرسي في المرحلة الثانوية على أساس الوحدة التعليمية وذلك عن طريق توزيع الصف إلى مجموعتين تقوم كل منهما بما يتطلبه الدعم من سد الثغرات في كفاية لم تتحقق كل عناصرها. يستفيد من هذا الدعم المتعلم المقصر الذي يواجه صعوبات في تحقيق كفاية ما ضمن المواد الدراسية الآتية: اللغات والعلوم والرياضيات. تُخصص ساعة لكل مادة في الأسبوع. وخلال فترة زمنية يحددها مجلس معلمي الصف للقيام بهذه العملية.
ولكي يُعطي الدعم المدرسي النتائج المرجوة منه في تحسين أداء المتعلم لا بد من العمل على:
- اختيار المعلمين الذين سيقومون بالدعم المدرسي وفق معايير دقيقة وموحدة وإخضاعهم لدورة تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي لمواد اللغات والرياضيات والعلوم.
- في نهاية الفصل الدراسي الأول يُحدد المعلمون التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلّمية ونفسية واجتماعية؛ أو الذين يُظهرون تفوقاً ملحوظاً وذكاءً حاداً بناءً على التقييم الدوري.
- إبلاغ أولياء أمور التلامذة بالمشاكل والصعوبات التي يعانون منها لمساعدة إدارة المدرسة في وضع الحلول المناسبة لهم.
- تصنيف التلامذة المحتاجين للدعم بحسب الصعوبات التي يعانون منها.وبعدها يبدأ دور الموجه التربوي للصف (مربي الصف) في العمل على تعزيز ثقة التلميذ بنفسه ليستطيع تجاوز الحالات التي تؤثر على قدراته الاستيعابية، وبذلك يكون الموجه التربوي وسيطاً بين التلميذ والفريق المدرسي التربوي وأهل المتعلم.
- وضع برنامج الدعم المدرسي من قبل إدارة المدرسة بالاتفاق مع المعلمين الذين خضعوا لدورات تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي، وتوزيع التلامذة على مجموعات ذات حاجات مشتركة (لغات، رياضيات وعلوم).
- يبدأ الدعم المدرسي بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول ضمن برنامج خاص.
- تخصص حصة دراسية واحدة يومياً لدعم المجموعات التي تشكلت حول الكفايات والتي تتطلب دعماً في الحلقتين الأولى والثانية من مرحلة التعليم الأساسي في المدرسة المتوسطة التي تضم هاتين الحلقتين. أما في الحلقة الثالثة فيمكن تأمين حصة الدعم خارج أوقات الدوام الرسمي في توقيت تحدده إدارة المدرسة في المدارس ذات الدوامين، يمكن تحديد مركز دعم موحد لعدة مدارس متجاورة بالاتفاق بين إدارات هذه المدارس والمعلمين وأهالي التلامذة.
- يمكن تأمين الدعم المدرسي خلال العطل المدرسية بعد موافقة أهالي التلامذة والجهات الرسمية المعنية.
- تُحتسَب حصص الدعم المدرسي من النصاب القانوني للمعلم.
- ان تأمين الدعم المدرسي في المدارس الرسمية خلال العطلة الصيفية يتطلب ما يأتي:
تعديل القرار رقم 2000/666 تاريخ 2000/11/14  لجهة اعطاء تعويضات مالية من صندوق المدرسة او من صناديق مجالس الاهل للمعلمين المكلفين بتطبيق برنامج الدعم المدرسي.
و تعليق النتائج المدرسية للتلامذة الذين يخضعون لدورة الدعم المدرسي حتى بداية العام الدراسي التالي، حيث تجرى لهم امتحانات في مواد الدعم، تضاف علاماتها إلى المعدلات السابقة وتعلن النتائج المدرسية النهائية.

٥- إرشادات تربوية ضرورية لتطبيق برامج الدعم المدرسي بشكل جيد
- تحتاج برامج الدعم المدرسي إلى معلمين تابعوا دورات مهنية محورها الإرشاد التربوي.
- على المعلم أن يستعمل أدوات متنوعة في القياس والتقييم ليكون الحكم على أداء المتعلم اكثر شمولاً، بحيث تساعده هذه الأدوات على تقييم مدى تطور الكفاية من خلال التطبيق أو التحليل أو التوليف.
- من الممكن اعتماد التلفزيون التربوي في الدعم المدرسي وذلك من خلال إعداد برنامج دعم شامل في مختلف المواد التعليمية.
- على المعلم أن يعي جيداً أن المنهج بأهدافه ومحتوياته وأنشطته ووسائل التدريس وطرائقه وأساليب التقييم تتكامل كلها مع قطبي التعليم: المتعلم والمعلم من جهة، والمدرسة والأهل من جهة أخرى.
- يمكن إعادة العمل بنظام الإكمال للمتعلمين الذين ينالون ١٠/ ٢٠ وما فوق كمعدل نهائي، وتتدنى علاماتهم في مواد اللغات أوالرياضيات أو العلوم عن ١٠/ ٢٠ ، على أن يخضعوا خلال العطلة الصيفية  لدورات دعم مدرسي، وتجرى لهم امتحانات الإكمال مع بداية العام الدراسي التالي.
- على المعلم أن يستوعب بوضوح هدف التقييم ووظائفه الأساسية، وما يجب أن يقيّمِ وكيف يطبق نظام التقييم في المناهج الجديدة مع مراعاة التوقيت المناسب للتقييم.

ثالثاً: برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
هذا البرنامج موجه لكل التلامذة الذين يعانون من جميع أنواع الفشل المدرسي.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
يرتكز هذا البرنامج على إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي في كل قضاء وحيث تدعو الحاجة. تتمتع هذه المراكز بالخصوصيات الآتية:
- تُطبّقِ مناهج تعليمية خاصة بها.
- تُنظّم دورات في التأهيل بالإضافة الى التعليم الاكاديمي .
- تطبق دواماً مدرسياً أطول مما هو محدد في أنظمة مدارس التعليم العام.
- تحتاج إلى هيئة إدارية وتعليمية معدة إعداداً خاصاً.
٢- أهداف البرنامج
يهدف إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي إلى:
- إعداد التلامذة الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم في صفوف عادية، ومساعدتهم على الانخراط من جديد في النظام التربوي العام إذا أمكن.
- إكسابهم مهارات حياتية تخولهم الدخول إلى سوق العمل حين تتوفر لهم فرصٌ تحوّلهم الى مواطنين منتجين للحد من بطالة الشباب الذين حرموا من التعليم  الأساسي.
- مساعدة التلامذة في التغلب على مشاكلهم الخاصة.
٣- الفئات المستهدفة
ينتسب الى هذه المراكز المتعلمون الذين يعانون من فشل مدرسي وتسرب ورسوب لأكثر من مرة. يخضع هؤلاء لبرامج خاصة يُشرف عليها اختصاصيون في اختصاصات متنوعة: طبية، نفسية، اجتماعية وتربوية.
٤- آلية تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
- ينفذ هذا البرنامج في مراكز نموذجية تتمتع بمواصفات هندسية خاصة بها، على أن تراعى في البناء خصائص المدرسة الشاملة التي تجمع بين التعليم العام والتدريب المهني.
- تضم هذه المراكز هيئة تعليمية متعددة الاختصاصات من مهنية وتعليم عام، إلى جانب موجهين تربويينة يتابعون التلامذة المسجّلَين طيلة وجودهم في المركز، وبعد تخرجهم منه.
- تُطبّقَ في هذا المركز مناهج تعليمية مرنة وفقاً لحالة كل منتسب.
٥- مستلزمات تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي

  • العناصر البشرية

- ينتسب إلى هذا المركز الأولاد الذين هم في عمر ١٦ سنة وما دون وممّن واجهوا صعوبات ومشاكل دراسية.
- يعمل في هذه المراكز مدربون يتمتعون بكفاءات خاصة تؤهلهم لمساعدة المنتسبين في التغلب على الصعوبات والمشاكل التي واجهتهم خلال متابعة دراستهم الأكاديمية.

  • العناصر المادية

- تُنشأ هذه المراكز في مناطق محورية في كل مركز قضاء على الأقل وحيث تدعو الحاجة.
- تكوّنِ هذه المراكز لجنة تنفيذية: تضم المركز التربوي للبحوث والإنماء، المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، ومديرية الأرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي.
- تُحدد مواصفات البناء طبقاً لمواصفات بناء المدارس الشاملة.
- تستقبل هذه المراكز المسجّلين والمنتسبين طيلة السنة من دون انقطاع. على أن تتوافر فيها مشاغل حرفية وقاعات واسعة وفقاً لاحتياجات تطبيق المنهج المقترح.

بهذا المقال وما قد نشر في العدد السابق نكون قد انهينا تشخيص بعض المشكلات التي يعاني منها النظام التربوي اللبناني، وكيفية الحدّ من انتشارها. نأمل أن تأخذ هذه المقترحات طريقها الى حيّز التطبيق من خلال تعاون أساتذة قطاعي التعليم الخاص والرسمي الأكاديمي والمهني في نشر ثقافة التقييم بشكل دقيق وموضوعي وأن يتمّ تبادل الخبرات  المشتركة بينهما.

صورة لتلاميذ من داخل الصف

المراجع:

  1. مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع (2004-2005) ، وزارة التربية. والتعليم العالي، بيروت ٢٠٠٤
  2.  الدعم المدرسي في المناهج التعليمية الجديدة، المركز التربوي للبحوث. والإنماء، بيروت ٢٠٠٤
  3. أسس تقييم التحصيل المدرسي في المراحل التعليمية الأساسية والثانوية، . المركز التربوي للبحوث والإنماء، بيروت ١٩٩٩

المركز التربوي للبحوث والإنماء
مساعد رئيسة المركز في الشؤون التربوية
 د. صادر يوسف

مقترحات لتطوير الدعم التعلّمي في سبيل الوقاية من الفشل المدرسي

بعد المباشرة بتطبيق المناهج الجديدة، اصبح من الضروري مواكبتها ببرامج تربوية حديثة تُحسّنِ العملية التربوية بمجملها وخاصة التحصيل التعلّمي لدى التلامذة للحد من الفشل المدرسي المؤدي الى الرسوب والإعادة والتسرب.

سوف نعرض في هذا المقال بعض البرامج التي تسهم في دعم تطبيق المناهج التعليمية الجديدة التي تساعد على تجويد نوعية التعليم وتحسين مخرجات النظام التربوي.

اولاً: برنامج الرعاية المدرسية

١-التعريف بالبرنامج وأهميته

يتوجه هذا البرنامج لكل التلامذة الذين يحتاجون إلى الرعاية المدرسية خارج أوقات الدوام المدرسي. ذلك إنّ كثافة مضامين المناهج التعليمية الجديدة وتوفير مناخ يسهل تطبيقها يتطلّب من المدرسة تأمين رعاية خاصة للتلامذة تعوّض نقص الرعاية العائليّة وتساعدهم على تحسين تحصيلهم التعلّمي. تُتَرجَم هذه الرعاية من خلال إشراف مدرسي مباشر على النشاطات التي تنجز داخل الصف وما يتبعها من أعمال مطلوب إنجازها من قبل التلامذة خارج الصف وفي البيت خاصة في ما يتعلق بالدروس والوظائف.

٢- أهداف البرنامج:

- إزالة الفروقات في مستويات التحصيل التعلمي.
- تيسير عملية التعلم والمساهمة في إنجاح تطبيق المناهج التعليمية الجديدة.
- تدعيم المعرفة والثقة والمهارات والكفايات عند المتعلم.
- إكساب التلامذة ثقافة واسعة تساعدهم في حياتهم اليومية.
- تحسين أداء التلامذة داخل الصف.
- تعويض عن تقصير الأهل في المشاركة بتثبيت عملية التعلّم على عاتق المدرسة.
- تحويل العملية التعليمية من تلقين وحفظ إلى تفاعل وبحث عن المعرفة.
- مساعدة بعض المعلمين الذين لم يتلقوا إعداداً مهنياً كافياً.

٣- الفئات المستهدفة

يمكن أن يكون برنامج الرعاية المدرسية اختيارياً ويصبح الزامياً اذا وُجِد نقص في الرعاية داخل البيت. وهذا ما يتطلب علاقة وثيقة بين الأهل والمدرسة ومعرفة حقيقية بمستوى الأهل وطبيعة أعمالهم اليومية. ومن الأنسب توجيه استمارة إلى الأهل تساعد على توضيح هذه العلاقة.
يمكن أن يغطي هذا البرنامج مختلف حلقات التعليم الأساسي خلال العام الدراسي بكامله.

٤- آلية تطبيق برنامج الرعاية المدرسية

يُنفّذَ هذا البرنامج خارج أوقات الدوام المدرسي. ويتم تنفيذه يومياً خلال مدة ساعتين تقريباً، يقوم التلامذة خلالها بتنفيذ نشاطات مختلفة تُشكِّل جزءًا من تحصيلهم التعلمي بإشراف متطوعين من طلاب الجامعات الذين يجاورون بيئة المدرسة.

يكون دور هؤلاء الطلاب:

- توضيح ما لم يفهمه التلامذة من شرح داخل الصف.
- مراقبة النشاطات التعليمية المطلوب تحضيرها.
- توفير مناخ يسهل عملية التفاعل التربوي الإيجابيعند التلامذة.
- تحسين عملية التعلم من خلال تطبيق الطرق الناشطة.

٥- مستلزمات تطبيق برنامج الرعاية المدرسية
العناصر البشرية:
- طلاب جامعيون من مختلف الاختصاصات ومتطوعون للقيام بهذا الدور يختلف عددهم وفاقاً لعدد التلامذة الذين يحتاجون لهذه الرعاية.
- عدد من معلمي الصفوف يواكبون أعمال هؤلاء الطلاب المتطوعين ويعاونونهم في أداء مهمتهم على اكمل وجه.
العناصر المادية:
- غرف صفوف ذات مساحات واسعة تتميّز بالشروط الصحيّة. والانارة الكافية والتدفئة خلال فصل الشتاء.
- مرونة في التحرك داخل الصف تسمح للمشرفين على تطبيق البرنامج بالتنقل بين التلامذة بسهولة والوصول إليهم عند الحاجة.
- مكتبة تحتوي على بعض الوسائل التربوية الحديثة كالقواميس وكتب المطالعة ودفاتر التطبيقات والأدلة التربوية...

ثانياً: برنامج الدعم المدرسي
يتوجه هذا البرنامج بصورة خاصة إلى التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلمية. أما المتفوقون والموهوبون فسيخصص لهم لاحقاً برنامج خاص بهم.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
تهدف المناهج التعليمية الجديدة إلى جعل المتعلم محور عملية التعلم. ولتحقيق هذا الهدف على المعلم أن يعير اهتمامه لكل المتعلمين في الصف دون استثناء، آخذاً في الاعتبار الفروقات الفردية بينهم، وعليه ان يتكيف مع تنوع مستوياتهم ورغباتهم خلال العملية التربوية، كما عليه ان يستخدم التقييم كأداة لتحسين ادائه التربوي وليس فقط لتصنيف المتعلمين في الصف. وهذا ما يؤمن له النجاح في مهمته.
لذلك فإن عملية التربية والتعليم تشمل مستويات المتعلمين كافة، لا سيما الذين هم بحاجة إلى دعم إن تأخروا أو تعثروا. من هنا ضرورة إيجاد حلول مناسبة للذين يعانون من صعوبات تعلمية.
ويأتي مفهوم الدعم المدرسي نتيجة لما يواجهه المعلم أثناء العملية التعليمية من مشاكل وصعوبات، فيشعر بالحاجة إلى تقديم العون للمتعلم المقصر بمختلف الوسائل الكفيلة لتحقيق الأهداف المرجوة.
٢- أهداف تطبيق البرنامج
يهدف هذا البرنامج إلى:
- تحقيق أهداف المناهج التعليمية الجديدة التي تُركِّز على اعداد انسان نام نمواً شاملاً متكاملاً، ويتمتع بصفات المواطن الانسان المنتج والمنفتح على محيطه وعلى العالم.
- تزويد المتعلم بالقدرات والكفايات المناسبة التي تتلاءم مع أهداف المناهج الجديدة ومتطلبات سوق العمل.
- التغلّب على الصعوبات التعلمية التي تواجه المتعلم خلال عملية التحصيل التعلمي وتعيق مساره الطبيعي ضمن الهيكلية التعليمية.
- جعل الدعم المدرسي محفّزِاً لتحسين عملية التعلم مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الفردية.
- التخفيف من النسب العالية في التأخر الدراسي والرسوب والتسرب التي يعاني منها نظامنا التربوي.
- مساعدة المعلم، من خلال أدائه اليومي، على اكتشاف الفروقات الفردية لدى التلامذة واخذها بالاعتبار.
- تمتين العلاقة بين الأهل والمدرسة بشكل دائم.
٣- الفئات المستهدفة
يطبق برنامج الدعم المدرسي خلال العام الدراسي على التلامذة المقصرين في مادة أو اكثر أو الذين يعانون من صعوبات تعلمية من مختلف الأنواع والمستويات. وتختلف مدة تطبيقه وفاقاً لحاجة المتعلم، وهو إلزامي لمن يحتاجه ويجب أن يحصل ضمن حرم المدرسة وخارج أوقات الدوام المدرسي بمشاركة أفراد الهيئة التعليمية وأختصاصيين نفسيين واجتماعيين. ويمكن الاستعانة المدرسة إذا وُجدوا.
٤- آلية تطبيق برنامج الدعم المدرسي
من المهم اعتبار عمليتيّ التقييم المدرسي والدعم المدرسي أمرين متلازمين في عملية التعلم والتعليم. كذلك، من المهم أن يعرف المعلم الكفايات المطلوب تحقيقها وان يُطلع التلميذ عليها لاعتماد تقنيات مناسبة تستعمل في خطة التدريس.
وقد حددت لجنة التقييم والامتحانات آلية تطبيق عملية الدعم المدرسي؛ يجب أن تكون هذه الآلية واضحة ومحددة لكي تكون فاعلة ومنتجة. فالمعلم الذي يواجه الصعوبات التعلّمية أثناء قيامه بعمله عليه أن يستعين أولاً باستاذ موجّه كفوء يتمتع بالمؤهلات الضرورية لمهمة التوجيه التربوي، يستطيع اكتشاف طبيعة الصعوبات التعلّمية وتشخيصها وايجاد الحلول المناسبة لمعالجتها بالتعاون مع الأهل والإدارة والمعلم.
يُطبّقَ الدعم الفردي على المتعلم المقصر في اللغات والرياضيات والعلوم في الحلقات الثلاث الأولى والثانية والثالثة من مرحلة التعليم الأساسي. يتم هذا الدعم ضمن مجموعات ذات حاجات مشتركة ويُطبق في كل مادة يتدنى فيها معدل المتعلم عن ١٠/ ٢٠ وفق الصعوبات التي يواجهها  والتي يُبينها جدول الكفايات وملاحظات المعلم في تقييم المتعلم.
يتم الدعم المدرسي في المرحلة الثانوية على أساس الوحدة التعليمية وذلك عن طريق توزيع الصف إلى مجموعتين تقوم كل منهما بما يتطلبه الدعم من سد الثغرات في كفاية لم تتحقق كل عناصرها. يستفيد من هذا الدعم المتعلم المقصر الذي يواجه صعوبات في تحقيق كفاية ما ضمن المواد الدراسية الآتية: اللغات والعلوم والرياضيات. تُخصص ساعة لكل مادة في الأسبوع. وخلال فترة زمنية يحددها مجلس معلمي الصف للقيام بهذه العملية.
ولكي يُعطي الدعم المدرسي النتائج المرجوة منه في تحسين أداء المتعلم لا بد من العمل على:
- اختيار المعلمين الذين سيقومون بالدعم المدرسي وفق معايير دقيقة وموحدة وإخضاعهم لدورة تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي لمواد اللغات والرياضيات والعلوم.
- في نهاية الفصل الدراسي الأول يُحدد المعلمون التلامذة الذين يعانون من صعوبات تعلّمية ونفسية واجتماعية؛ أو الذين يُظهرون تفوقاً ملحوظاً وذكاءً حاداً بناءً على التقييم الدوري.
- إبلاغ أولياء أمور التلامذة بالمشاكل والصعوبات التي يعانون منها لمساعدة إدارة المدرسة في وضع الحلول المناسبة لهم.
- تصنيف التلامذة المحتاجين للدعم بحسب الصعوبات التي يعانون منها.وبعدها يبدأ دور الموجه التربوي للصف (مربي الصف) في العمل على تعزيز ثقة التلميذ بنفسه ليستطيع تجاوز الحالات التي تؤثر على قدراته الاستيعابية، وبذلك يكون الموجه التربوي وسيطاً بين التلميذ والفريق المدرسي التربوي وأهل المتعلم.
- وضع برنامج الدعم المدرسي من قبل إدارة المدرسة بالاتفاق مع المعلمين الذين خضعوا لدورات تدريبية متخصصة في التقييم التربوي والدعم المدرسي، وتوزيع التلامذة على مجموعات ذات حاجات مشتركة (لغات، رياضيات وعلوم).
- يبدأ الدعم المدرسي بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول ضمن برنامج خاص.
- تخصص حصة دراسية واحدة يومياً لدعم المجموعات التي تشكلت حول الكفايات والتي تتطلب دعماً في الحلقتين الأولى والثانية من مرحلة التعليم الأساسي في المدرسة المتوسطة التي تضم هاتين الحلقتين. أما في الحلقة الثالثة فيمكن تأمين حصة الدعم خارج أوقات الدوام الرسمي في توقيت تحدده إدارة المدرسة في المدارس ذات الدوامين، يمكن تحديد مركز دعم موحد لعدة مدارس متجاورة بالاتفاق بين إدارات هذه المدارس والمعلمين وأهالي التلامذة.
- يمكن تأمين الدعم المدرسي خلال العطل المدرسية بعد موافقة أهالي التلامذة والجهات الرسمية المعنية.
- تُحتسَب حصص الدعم المدرسي من النصاب القانوني للمعلم.
- ان تأمين الدعم المدرسي في المدارس الرسمية خلال العطلة الصيفية يتطلب ما يأتي:
تعديل القرار رقم 2000/666 تاريخ 2000/11/14  لجهة اعطاء تعويضات مالية من صندوق المدرسة او من صناديق مجالس الاهل للمعلمين المكلفين بتطبيق برنامج الدعم المدرسي.
و تعليق النتائج المدرسية للتلامذة الذين يخضعون لدورة الدعم المدرسي حتى بداية العام الدراسي التالي، حيث تجرى لهم امتحانات في مواد الدعم، تضاف علاماتها إلى المعدلات السابقة وتعلن النتائج المدرسية النهائية.

٥- إرشادات تربوية ضرورية لتطبيق برامج الدعم المدرسي بشكل جيد
- تحتاج برامج الدعم المدرسي إلى معلمين تابعوا دورات مهنية محورها الإرشاد التربوي.
- على المعلم أن يستعمل أدوات متنوعة في القياس والتقييم ليكون الحكم على أداء المتعلم اكثر شمولاً، بحيث تساعده هذه الأدوات على تقييم مدى تطور الكفاية من خلال التطبيق أو التحليل أو التوليف.
- من الممكن اعتماد التلفزيون التربوي في الدعم المدرسي وذلك من خلال إعداد برنامج دعم شامل في مختلف المواد التعليمية.
- على المعلم أن يعي جيداً أن المنهج بأهدافه ومحتوياته وأنشطته ووسائل التدريس وطرائقه وأساليب التقييم تتكامل كلها مع قطبي التعليم: المتعلم والمعلم من جهة، والمدرسة والأهل من جهة أخرى.
- يمكن إعادة العمل بنظام الإكمال للمتعلمين الذين ينالون ١٠/ ٢٠ وما فوق كمعدل نهائي، وتتدنى علاماتهم في مواد اللغات أوالرياضيات أو العلوم عن ١٠/ ٢٠ ، على أن يخضعوا خلال العطلة الصيفية  لدورات دعم مدرسي، وتجرى لهم امتحانات الإكمال مع بداية العام الدراسي التالي.
- على المعلم أن يستوعب بوضوح هدف التقييم ووظائفه الأساسية، وما يجب أن يقيّمِ وكيف يطبق نظام التقييم في المناهج الجديدة مع مراعاة التوقيت المناسب للتقييم.

ثالثاً: برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
هذا البرنامج موجه لكل التلامذة الذين يعانون من جميع أنواع الفشل المدرسي.
١- التعريف بالبرنامج وأهميته
يرتكز هذا البرنامج على إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي في كل قضاء وحيث تدعو الحاجة. تتمتع هذه المراكز بالخصوصيات الآتية:
- تُطبّقِ مناهج تعليمية خاصة بها.
- تُنظّم دورات في التأهيل بالإضافة الى التعليم الاكاديمي .
- تطبق دواماً مدرسياً أطول مما هو محدد في أنظمة مدارس التعليم العام.
- تحتاج إلى هيئة إدارية وتعليمية معدة إعداداً خاصاً.
٢- أهداف البرنامج
يهدف إنشاء مراكز نموذجية للإستلحاق المدرسي إلى:
- إعداد التلامذة الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم في صفوف عادية، ومساعدتهم على الانخراط من جديد في النظام التربوي العام إذا أمكن.
- إكسابهم مهارات حياتية تخولهم الدخول إلى سوق العمل حين تتوفر لهم فرصٌ تحوّلهم الى مواطنين منتجين للحد من بطالة الشباب الذين حرموا من التعليم  الأساسي.
- مساعدة التلامذة في التغلب على مشاكلهم الخاصة.
٣- الفئات المستهدفة
ينتسب الى هذه المراكز المتعلمون الذين يعانون من فشل مدرسي وتسرب ورسوب لأكثر من مرة. يخضع هؤلاء لبرامج خاصة يُشرف عليها اختصاصيون في اختصاصات متنوعة: طبية، نفسية، اجتماعية وتربوية.
٤- آلية تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي
- ينفذ هذا البرنامج في مراكز نموذجية تتمتع بمواصفات هندسية خاصة بها، على أن تراعى في البناء خصائص المدرسة الشاملة التي تجمع بين التعليم العام والتدريب المهني.
- تضم هذه المراكز هيئة تعليمية متعددة الاختصاصات من مهنية وتعليم عام، إلى جانب موجهين تربويينة يتابعون التلامذة المسجّلَين طيلة وجودهم في المركز، وبعد تخرجهم منه.
- تُطبّقَ في هذا المركز مناهج تعليمية مرنة وفقاً لحالة كل منتسب.
٥- مستلزمات تطبيق برنامج المراكز النموذجية للاستلحاق المدرسي

  • العناصر البشرية

- ينتسب إلى هذا المركز الأولاد الذين هم في عمر ١٦ سنة وما دون وممّن واجهوا صعوبات ومشاكل دراسية.
- يعمل في هذه المراكز مدربون يتمتعون بكفاءات خاصة تؤهلهم لمساعدة المنتسبين في التغلب على الصعوبات والمشاكل التي واجهتهم خلال متابعة دراستهم الأكاديمية.

  • العناصر المادية

- تُنشأ هذه المراكز في مناطق محورية في كل مركز قضاء على الأقل وحيث تدعو الحاجة.
- تكوّنِ هذه المراكز لجنة تنفيذية: تضم المركز التربوي للبحوث والإنماء، المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، ومديرية الأرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي.
- تُحدد مواصفات البناء طبقاً لمواصفات بناء المدارس الشاملة.
- تستقبل هذه المراكز المسجّلين والمنتسبين طيلة السنة من دون انقطاع. على أن تتوافر فيها مشاغل حرفية وقاعات واسعة وفقاً لاحتياجات تطبيق المنهج المقترح.

بهذا المقال وما قد نشر في العدد السابق نكون قد انهينا تشخيص بعض المشكلات التي يعاني منها النظام التربوي اللبناني، وكيفية الحدّ من انتشارها. نأمل أن تأخذ هذه المقترحات طريقها الى حيّز التطبيق من خلال تعاون أساتذة قطاعي التعليم الخاص والرسمي الأكاديمي والمهني في نشر ثقافة التقييم بشكل دقيق وموضوعي وأن يتمّ تبادل الخبرات  المشتركة بينهما.

صورة لتلاميذ من داخل الصف

المراجع:

  1. مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع (2004-2005) ، وزارة التربية. والتعليم العالي، بيروت ٢٠٠٤
  2.  الدعم المدرسي في المناهج التعليمية الجديدة، المركز التربوي للبحوث. والإنماء، بيروت ٢٠٠٤
  3. أسس تقييم التحصيل المدرسي في المراحل التعليمية الأساسية والثانوية، . المركز التربوي للبحوث والإنماء، بيروت ١٩٩٩

المركز التربوي للبحوث والإنماء
مساعد رئيسة المركز في الشؤون التربوية
 د. صادر يوسف