الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

المفتش التربوي أمل زين الدينالصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

إرشادات للمربين وللأهل

تطرح من قبل المعلمات والمعلمين والعاملين في الحقل التربوي تساؤلات عدة حول موضوعَيْ الصعوبات التعلمية (learning disabilities) والاضطرابات التعلمية (learning disorders) لدى التلاميذ في الحلقتين الأولى والثانية الأساسيتين بشكل خاص وفي باقي الحلقات والمراحل بشكل عام، وللإجابة عن هذه التساؤلات نضع بين أيدي القارئ الكريم هذا المقال الذي استندنا في كتابته إلى أساسين: الأول نظري والثاني عملي واقعي ينطلق من مشاهداتنا ومتابعتنا لهذا الموضوع من خلال التفتيش التربوي ومن معاناة المعلمين مع تلامذتهم ذوي الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية وتجربتهم في هذا المجال.

 

أولاً: في الصعوبات التعلمية: (Learning Disabilities)

١ -التعريف

إن مفهوم الصعوبات التعلّمية كما ورد في مقالة للسيدة ليلى عاقوري ديراني في كتاب "الصعوبات التعلمية" واسع جداً يطول كل إنسان في مشواره مع المعرفة، إذ إن كل فرد لديه صعوبات تعلّمية في مرحلة من المراحل(١). "وعندما تكون هذه الصعوبات عابرة"، تقول السيدة ريم نشابة معوض في كتابها "الولد المختلف"، فهي لا تحتاج إلا إلى تدخل ظرفي، أما إذا كانت ثابتة وعميقة فهي بحاجة إلى مساعدة مختصة (٢).

 

وجاء في تعريف اللجنة الوطنية في الولايات المتحدة لمصطلح "الصعوبات التعلمية" أنها: "مجموعة متباينة من الاضطرابات التي تظهر من خلال صعوبة في اكتساب القدرات السمعية والكلامية والقرائية والكتابية التحليلية والحسابية وفي استخدام هذه القدرات" (٣).

"وكما اختلفت التعاريف اختلفت التسميات، فقد بدأ الأمر بتسمية الولد الذي يعاني من اضطرابات إدراكية أساسية بالولد "ذي الخلل الوظيفي الدماغي البسيط" (minimal brain dysfunction)، ثم اعتمدت تسمية "المتعلم البطيء"، (slow learner)، و"المتعلم المتعسّر في القراءة" (dyslexa)، وهو تعسّر كان يشمل فئة معينة فقط. واعتمدت أيضاً تسمية "الإعاقة في الإدراك" قبل أن تُعتمد حالياً هذه التسمية: "ذو الصعوبات التعلمية" التسمية الأساسية والشاملة" (٤).

أفراد هذه الفئة هم أناس أسوياء لا يختلفون عن غيرهم من التلاميذ سوى في الاستيعاب والتعلّم واكتساب المهارات المدرسية.

 

٢- أنواع الصعوبات التعلمية:

تقسم الصعوبات التعلمية إلى قسمين:

أ- الصعوبات التعلمية النمائية،

ب- الصعوبات التعلمية الأكاديمية.

تنتج عن كلا النوعين وترتبط بهما الصعوبات في المجال الاجتماعي ونورد في ما يأتي، ووفقاً للمصادر المعتمدة، لوائح تفصيلية لكل من هذه الصعوبات.

 

الصعوبات التعلمية النمائية

صعوبات  في التفكير

صعوبات في اللغة

صعوبات في التركيز

صعوبات في التذكر

صعوبات في الإدراك

ضعف القدرة على تنظيم الأفكار، وبالتالي يحتاج إلى وقت كبير للقيام بذلك.

تأخر في اللغة المحكية بالنسبة للأقران.

بعض التلاميذ الذين يعانون صعوبات تعلمية قد يعانون إضافة إلى ذلك اضطراب كثرة الحركة وقلّة الإنتباه (ADHD).

اضطراب في الذاكرة: لا يتذكر ما اكتسبه في المدرسة، لا يتذكر وظائفه، إلخ...

صعوبة في الإدراك البصري: صعوبة في تمييز الإتجاهات، والإنتقال من الشمال إلى اليمين، وتمييز الأشكال والأرقام والحروف وصعوبة سَلسَلة الأرقام بترتيبها الصحيح.

محدودية في عملية التفكير

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في الإدراك السمعي: يحتاج  إلى وقت أطول لاكتساب المعلومات السمعية، صعوبة في تمييز الكلمات والأحرف المشابهة صوتياً.

ضعف التخطيط لحلّ المشكلات

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في التناسق الجسدي ومشاكل في قدرات العضلات ينتج عنها صعوبة في الادراك الحسي الحركي.

ضعف المعارف العامة

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

------------------------------

------------------------------

 

 

ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الجداول الثلاثة مستقاة من مقالة بعنوان ''صعوبات التعلم: مفهومها وأسبابها وخصائصها'' للكاتب قيس ابراهيم المقدادي من كتاب ''الصعوبات التعلمية'' ص ٤٦ - ٥٠ وكتاب ''الولد المختلف'' ص ٥٢ - ٥٤، علماً أنه أحياناً ترد المعلومات بحرفيتها.

الصعوبات التعلمية الأكاديمية

التهجّي

القراءة

الكتابة

الحساب

ضعف القدرة على اكتساب قوانين التهجي.

صعوبة في ربط الأحرف بالأصوات بسبب عدم قدرته على التمييز السمعي بين هذه الأصوات.

الخط: بطء في الكتابة وأخطاء في النسخ وخط سيىء غير واضح. قد يعكس كتابة الحروف فتبدو كما في المرآة؛ قد يخلط بين الاتجاهات فيبدأ من اليسار بدلاً من اليمين؛ صعوبة في الإلتزام بالكتابة على خط واحد.

صعوبة في القدرات الإدراكية: تمييز الأرقام وكتابتها، عكس الأرقام.

 

صعوبة في ربط الأحرف أو فصلها بسبب ضعفه في التمييز البصري.

الإملاء: أخطاء إملائية عديدة بسبب صعوبة في الإدراك السمعي أو البصري للأصوات والحروف.

صعوبة في إتقان مفاهيم الجمع والطرح والضرب والقسمة الخاصة بالعمليات الحسابية الأساسية، وإتقان جدول الضرب.

 

صعوبة في إدراك الكلمات بسبب عدم قدرته على تحويل الأحرف إلى كلمات ذات معنى.

كل هذه الصعوبات تؤدي إلى ارتكاب التلميذ أخطاء في القراءة وما يعرف بـ Dyslexia)) منها:

عدم تمييزالتلميذ للكلمات ويكون ذلك بادخاله أحرفاً أو حذفها أو قلبها.

الإنشاء: صعوبة في تأليف الجمل الجديدة ولا سيما المفصلة منها, وفي الإتيان بالأفكار المناسبة للموضوع ولا سيما المبتكرة منها وبالإضافة إلى صعوبة في تنظيم الأفكار وسلسلتها.

صعوبة لغوية: صعوبة في تسمية العمليات وتحويل الكمات إلى إشارات حسابية وفهم مسائل حسابية.

 

عدم فهم التلميذ الكلمات أو النص المعطى للقراءة، ويكون ذلك بسبب عدم قدرته على ربط الأحرف.

 

صعوبة حسابية: التسلسل، التحليل.

 

قراءة الجمل بطريقة سريعة وغير واضحة.

 

 

 

قراءة الجمل بطريقة بطيئة, كلمة فكلمة أخرى وهكذا.

 

 

 

تكرار بعض الكلمات أكثر من مرة دون مبرر.

 

 

 

صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة.

 

 

 

 

صعوبات تعلمية متعلقة بقناة التعبير اللفظي وقناة التعبير الكتابي

قناة التعبير اللفظي

قناة التعبير الكتابي

يتكلم بلهجة مترددة وخجولة.

يضغط بشدة على القلم.

يستمتع بالموضوعات غير اللفظية كالفن والتربية والرياضة.

يخرج الحروف عن مسارها التتابعي.

يجد صعوبة في الإجابة على السؤال شفهياً.

يضل في تسلسل حروف الكلمة.

يواجه صعوبة في إعادة قصة سمعها أو قرأها.

لا يميز بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

يبدو وكانه لا يجد الكلمات المناسبة للتعبير.

يجد صعوبة في تسلسل أيام الأسبوع وتتابع الأشهر.

يرتكب أخطاء متكررة في التهجئة.

تكون أفكاره غير واضحة وغير مترابطة أثناء كتابة قصة.

يعاني في معاني الكلمات والجمل.

يفتقر إلى التنويع في بناء الجمل.

يجد صعوبة في الإجابة على أسئلة الإستنتاج.

نادراً ما يستخدم الجمل التي تعبر عن موضوع الفقرة أثناء الكتابة.

يجد صعوبة في التواصل مع زملائه في النقاش.

قدرة منخفضة في الكتابة عندما يقع تحت ضغط تحديد الزمن.

يفقد الرغبة في الدروس ذات النمط الحواري.

------------------

يستخدم الإشارات بصورة متكررة للإشارة إلى الإجابات الصحيحة.

------------------

 

ملاحظة: تجدر الإشارة إلى أن مشكلة التعسّر في القراءة والكتابة (Dyslexia) هي مشكلة شائعة لا تعكس مستوى الذكاء الحقيقي لدى الطفل ويمكن تعريفها بأن العمر القرائي للطفل (reading age) يكون دون العمر الزمني (chronological age) بـ ١٨ شهراً تقريباً، وهي ليست مرضاً وليس لها دواء.

نتيجة للصعوبات التعلمية النمائية والأكاديمية، يعاني التلميذ صعوبات اجتماعية نفسية تؤثر في تطوره كشخص سوي فاعل في مجتمعه، قادر على التواصل والإنتاج. من هذه الصعوبات المفهوم المتدني للذات أي قلة الثقة بالنفس والاتكالية، أي الاعتماد على الآخرين والانسحاب الاجتماعي، إضافة إلى السلوك المضطرب بشكل عام.

 

كما وتجدر الإشارة إلى أن توافر واحدة أو أكثر من هذه الصفات عند تلميذ ما، لا يعني ببساطة أنه من ذوي الصعوبات التعلمية، بل يجب إجراء اختبارات عدة متخصصة للتأكد من ذلك.

 

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

هنالك مدرستان على هذا الصعيد: الفلسفة الذهنية (Cognitive Theory) تعتمد التدريب الذهني طريقاً للمعالجة، نظراً لأن التلاميذ ذوي الصعوبات التعلمية يحتاجون إلى تعلّم طرائق خاصة لاكتساب المعلومات والوصول إلى استقلالية ذاتية، ويعطى ذلك من خلال ثلاث نقاط أساسية: تغيير طريقة تفكيرهم، اعطاؤهم خططاً للتعليم وتعليمهم المبادرة الذاتية.

من جهة أخرى، هنالك الفلسفة السلوكية (Behavioral Theory) التي تقوم على تغيير سلوك ظاهر عند التلميذ، ثم العمل على سلوك آخر، وذلك حتى يتم تحقيق الأهداف المتوخاة.

استناداً إلى ذلك، هنالك برامج متخصصة تعالج مختلف الحالات، وهي على الشكل الآتي:

أ- برامج التدريب الذاتي:

تعالج صعوبات عدم القدرة على اكتساب المعلومات وعدم تنظيم الوقت والدرس وعدم التحليل.

الاكتشاف المبكر للصعوبات يسرّع في علاجها

 

 

 

من هذه البرامج:

- برنامج التفكير بصوت عال: يعتمد على التفكير المتسلسل للوصول إلى النتيجة الصحيحة (عند إعطاء أي عمل للتلميذ، يجب عليه التوصل إلى الهدف خلال المراحل الآتية: ما المشكلة؟ كيف أحلّها؟ هل أستعمل خطتي؟ كيف كان أدائي؟).

-  برنامج التنظيم الذاتي: ترتكز هذه الطريقة على المراحل الآتية: أفكر، أخطط، أقرأ، أحلّل، أكتب، أكافىء نفسي.

- برنامج حلّ المسائل: يعتمد طريقة تعليم التلميذ حل مسائل حسابية من خلال المراحل الآتية: قراءة المسألة، وضع دائرة حول كل رقم، وضع خط تحت كل فعل، رسم المسألة بجمع الاسم والرقم، كتابة الجملة الحسابية، حلّ المسألة.

ب-  برنامج الخطط التنظيمية:

هو عبارة عن مجموعة خطط تساعد التلميذ على تذكر الكلمات أو الأحرف أو الجمل من خلال ربطها بصور حسية ملموسة أو رموز لافتة أو ربطها بعبارة معينة مثل كلمة "عمم صكبنرع" (الأحرف الأولى لسلسة جبال لبنان الغربية) أو "دفرونميا" (الأحرف الأولى لأسماء المتصرفين في لبنان).

ج - برنامج التدريب المباشر:

يعتمد على تغيير سلوك معين عند التلميذ. تبدأ العملية بخطوات عدة لإحداث التغيير المطلوب في سلوك بسيط، وعند تحقق الهدف ومكأفاة التلميذ، يبدأ العمل على سلوك آخر لديه، وهكذا دواليك.

د- بعض البرامج السلوكية الأخرى:

-  برنامج تعليم المفاهيم بشكل فردي ومختص بالحاسوب: تعليم مفهوم الأرقام أو الرموز أو القياس أو الأشكال،

- البرنامج الإدراكي الحركي: يركّز على التمييز البصري من خلال التدريب على الاتجاهات والرموز،

 - البرنامج اللغوي الفونولوجي: يركّز على التمييز السمعي بين الأحرف والكلمات واستيعاب معنى الكلمات والجمل، حثُّ الأطفال للانتباه إلى الأصوات في اللغة، القراءة بصوت عال من كتب جيدة،

 - البرنامج الحسّي: يركّز على تحسس الولد الأحرف والأرقام والرموز ليكشف اتجاهها الصحيح.

ثانياً: في الاضطرابات التواصلية (Communicative Disorders)

١- التعريف:

عرّفت الحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة هذه الاضطرابات على أنها "اضطرابات في التعبير أو في اللفظ أو في قواعد اللغة أو في الصوت... كلها تؤثر سلباً في واجبات الولد الأكاديمية وقدرته على التعلّم" (٥).. أسباب هذه الاضطرابات قد تكون عضوية (تأخر عقلي - شلل دماغي - توحد -  صعوبة محددة في اللغة - خلل دماغي - ضعف في السمع) أو مكتسبة (إهمال بيئي-  اضطرابات عاطفية أو سلوكية أو مرض معين)..

٢- أنواع الاضطرابات التواصلية:

هنالك ثلاثة أنواع من الاضطرابات التواصلية، وهي الآتية:

أ- اضطراب في اللغة وهو اضطراب في القدرة على استيعاب المعلومات وتركيب الجمل.

ب- اضطراب في النطق وهو اضطراب في القدرة على إرسال المعلومات بسبب صعوبة في اللفظ.

ج- اضطراب في اللغة والنطق معاً.

بالنسبة لذوي الاضطرابات اللغوية، فقد تتمثّل في واحد أو أكثر من الاضطرابات الآتية:

أ- الاضطرابات في الأصوات :(phonology) حذف بعض الأحرف من كلمة أو إدخال بعضها عليها أو تبديل الأحرف.

ب- الاضطرابات في الصرف (:morphology) تشمل قواعد اللغة مثل تصريف الأفعال، المثنى والجمع والمفرد، المذكر والمؤنث.

ج- الاضطرابات في النحو (:syntax) جمع الكلمات لتأليف جمل. تعتبر هذه من أعقد العمليات في التطور اللغوي.

د- الاضطرابات في دلالة الألفاظ (:semantics) إيجاد معنى للكلمات والعبارات المستعملة/معرفة طريقة استعمال الاستفهام والنفي وكلمات الربط وتسلسل الأفكار خلال التعبير.

هـ- الاضطرابات البرغماتية: اضطرابات في النواحي العملية والاجتماعية والحياتية عند استعمال اللغة (مواجهة صعوبة في التعبير عن ظروف حياته).. أما على صعيد الاضطرابات النطقية، فهي تتمثل في واحد أو اكثر من الاضطرابات الآتية:

دور المعلم يسبق ويرافق دور الأخصائي

 

 

 

 

أ- الاضطرابات في اللفظ :(articulation disorders) وهذه شائعة في المدارس تتراوح بين اضطراب خفيف بحرف أو حرفين إلى اضطراب شديد، بحيث يكون لفظ معظم الأحرف في الكلمات غير واضح، ويؤدي ذلك إلى انزعاج الولد ويؤثر على ثقته بنفسه.

ب- الاضطرابات في الصوت :(voice disorders) تشمل درجة الصوت ورنينه ونوعيته.

ج- الاضطرابات في الطلاقة :(fluency disorders) التأتأة إحدى أهم أنواع هذه الاضطرابات.

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

البرامج المعتمدة للمعالجة هي الآتية:

أ- البرنامج الطبيعي: التدريب في البيت أو المطعم أو أي مكان عام،

ب- برنامج التواصل البديلي: استخدام صور أو إشارات للتعبير أو لوحات تواصل،

ج- البرنامج الحاسوبي: استخدام الحاسوب للتدريب على النطق واللغة،

د- البرنامج الاجتماعي التواصلي: يتعلم التلميذ من خلاله مهارات تواصلية مثل المبادرة والمحادثة،

هـ-  البرنامج الفردي غير المباشر: استخدام اللعب، البطاقات وغيرها من الوسائل والتحدث عنها..

ثالثاً: هل البرامج وحدها كافية للمعالجة، وما هو دور المربي والأهل؟ إرشادات لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية.

مما لا شك فيه أن البرامج كافة التي أدرجت أعلاه لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية مهمة ويتحقق للتلميذ بفضلها مهارات عدّة وتقدّم ملموس، إنما يكون ذلك كله من خلال العمل التكاملي بين المربي والأهل والمختص، وهذا ما تؤكده الأبحاث والنظريات كافة. ومن المهم تشخيص حالة التلاميذ في السنوات المبكرة (من الولادة حتى ٥ سنوات) ومحاولة التخفيف من صعوباتهم. والأهم من ذلك إعطاؤهم الثقة بقدراتهم وتشجيعهم على المثابرة بشتى الوسائل الإيجابية، لأن الكثير من ذوي الصعوبات التعلّمية يعانون حالة اكتئاب وخمول إذا فقدوا دوافعهم للتقدم"(٦).

يلعب المعلم، قبل الاخصائيين، دوراً مهماً في معالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية، ومن المهم على هذا الصعيد أن يشترك المعلم والأخصائي في المعالجة، ومن المهم أيضاً أن يعي المعلم بعض المبادىء الأساسية في عمله على صعيد اللغة والحساب. في مقالتها بعنوان "صعوبات النطق واللغة: المؤشرات التحذيرية والوسائل المبكرة" تورد السيدة سلمى جبر مولوي المبادىء الآتية:

- "إعطاء نموذج لغوي سليم للأطفال. لذلك عليهن (أي المعلمات) أن يستعملن في أحاديثهن إلى الأطفال جملاً قصيرة وسليمة. وعليهن أيضاً أن يعدن ما قاله الأطفال بصيغة أفضل من دون أن يغيرن المعاني الموجودة. يمكنهن إضافة معلومة واحدة لجملة الطفل (كلمة جديدة، صفة...)

- إيجاد سبل لإثارة اهتمام الأطفال باللغة عبر ألعاب وقصص طريفة مأخوذة من عالمهم.

- تقديم اللغة بجو ترفيهي مسلّ وليس بأسلوب "أعد". فاللغة هدفها التواصل لا الإعادة.

- مكافأة كل محاولة تعبير شفهية ولو لم تكن سليمة. في هذه الحالة إعادة الجملة بالأسلوب الموصوف أعلاه من دون طلب الإعادة.

- الاستماع إلى مضمون الكلام بحالات التأتأة وليس إلى الشكل.

- إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن فكرته من دون مقاطعته أو استعجاله. كما يطلب من التلامذة الإلتزام بهذه القواعد وآداب الحديث.

- عدم السماح للآخرين بالسخرية.

- عدم نطق الكلمة بطريقة خاطئة (بتصرف).

- عدم إظهار الانزعاج عند تلعثم الولد في الصف بل قبول الكلام كما هو..

- عدم معاقبة الطفل إذا تلعثم.

- عدم مكافأة الطفل باعطائه أهمية زائدة إذا تلعثم.

- عدم إعفاء الطفل من التسميع إذا تلعثم بل التسميع له أولاً قبل أن يبدأ بالتوتر.

- عدم إعطاء نصائح مثل "تكلم ببطء" أو"خذ نفس"(٧).

- إعطاء مادة الرياضيات بشكل ممتع ومسلّ (عدم العمل على الكتاب صفحة صفحة وترك المجال للإبداع والربط بين الرياضيات والحياة اليومية، تجنّب الروتين والإكثار من البطاقات والألعاب والوسائل والتشويق).

- عدم إحباط التلميذ باعطائه علامات منخفضة بل العمل على إعطائه فرصاً للنجاح.

- التنبه إلى أنواع الذكاء المختلفة: وفقاً للنظرة الحديثة في الذكاء، هنالك أنواع عدة منه أوردها الكاتب جون غراي على الشكل الآتي: الذكاء الأكاديمي، العاطفي، الجسدي، الفني، الإبداعي، العملي، الحدسي والمتفوق.

التواصل مع رفاق الصف يسهم في التخلّص من الصعوبات

 

 

 

 

أهم هذه الأنواع الذكاء العاطفي الذي يعّرف بأنه "القدرة على خلق علاقات سليمة مع الآخرين والمحافظة عليها، فالإنسان الذي يتحلّى بنسبة عالية من الذكاء العاطفي يدرك كيف يفكر الآخرون. كيف يشعرون، ويستطيع أن يضع نفسه مكانهم وأن يتفهم وجهة نظرهم. إنها قدرة للاتصال والتواصل وللعطف على الآخرين، وهذه القدرة تفيدهم كثيراً ليس فقط في علاقاتهم الشخصية بل أيضاً في مجال عملهم" (٨).

تقول السيدة ريتا مرهج في دراستها عن "النظرة الجديدة في الذكاء والتعليم" المنشورة في كتاب "الصعوبات التعلمية" أنه مؤخراً بدأت مدارس عدة في الولايات المتحدة الأميركية إدخال مادة تنمية الذكاء العاطفي ضمن المناهج الدراسية من خلال "حصص يومية أطلق عليها أسماء مختلفة مثل (Self Science) أو (Social Development) أو (Social and Emotional Learning) تهدف إلى شيء واحد، وهو تطوير الكفاءة الاجتماعية والعاطفية عند الطفل كجزء لا يتجزأ من التربية الاعتيادية"(٩).

- إشراك الأهل: يجب مساعدة الوالدين على تقبّل وتفهّم طبيعة صعوبات التعلّم وتأثيرها على الطفل، كما يجب إشراكهم في البرامج المعتمدة مع التلميذ لمعالجة وضعه وتدريبه وتعليمه. في هذا المجال، يترتب على الأهل تشجيع ولدهم لتحقيق هدف ولو بسيط وقراءة القصص معه وتشجيعه على الاختلاط بالآخرين والتركيز على نقاط قوته وإعطاؤه فرصاً لإكتشاف مواهبه.

- التنّبه إلى التنمية النفس حركية للطفل (Psychomotor development) وهذه عبارة عن "مجموعة نشاطات تساعد على تنمية الجسد من خلال الحركة. هدفها معرفة حسية ودقيقة للجسم وتنظيم علاقته مع التوجه الزماني والمكاني"(١٠).

رابعاً: الاضطرابات العاطفية أو السلوكية

١- التعريف:

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات عاطفية أو سلوكية هم أولئك الذين "يعانون حالة الاضطراب العاطفي أو السلوكي غير الملائم لعمر الشخص الزمني ومجتمعه وسلالته. هذا الاضطراب يؤثر سلباً في تطوره التربوي، وتتضمن مهاراته التربوية مهارات أكاديمية ومهنية واجتماعية وشخصية"(١١).

٢- أنواع الاضطرابات العاطفية أو السلوكية:

أ- الاضطرابات الخارجية :(external disorders)*

  • الاضطراب في التصرف :(conduct disorder) يرفض التلميذ ما يطلب منه ويزعج الآخرين بالضرب أو الصراخ أو الغضب.
  • العدوانية الاجتماعية (الانحراف) .( socialized aggression)* النشاط المفرط وقلة الانتباه (ADHD)، وتقسم إلى فئتين:

١- النشاط المفرط وقلة الانتباه: يعاني التلميذ في هذه الحالة جملة من السلوكيات مثل كثرة الحركة والكلام وقلة التركيز وعدم إنهاء العمل في الوقت المطلوب، إضافة إلى الغضب السريع، مقاطعة الآخرين وحب المغامرات، مزاجي وعشوائي في تصرفاته، قد يكون اتكالياً.

٢- قلة الانتباه :(ADHD) يعاني التلميذ حالة من الشرود وعدم التركيز في العمل، وينسى ويضيّع الأشياء. هو دائماً بحاجة للمتابعة لإنهاء عمله في الوقت المحدد.

ب- الاضطرابات الداخلية ( internal disorders):*

  • القلق  :(anxiety) يكون التلميذ خائفاً قلقاً، قليل الثقة بالنفس، يبكي بسرعة وبلا مبرر. قد يشعر برفض أهله له فيحزن ويكتئب لأنه لا يشعر بالاستقرار.
  • الانعزال (withdrawal) يكون الولد غير اجتماعي، ولا يحب الاختلاط بالآخرين.
  • السلوك الذهاني  :(psychotic behavior) وهو من الحالات الشديدة، ويشمل حالة انفصام الشخصية (schizophrenia) وحالة التوحّد (autism) "اضطراب شامل تطوّري يؤثر في التواصل الشفهي وغير الشفهي وفي العلاقات الاجتماعية". غالباً ما يظهر قبل عمر الثلاث سنوات ويؤثر في التطور التربوي للتلميذ(١٢).

للحركة واللعب والرياضة دورهم الايجابي أيضاً٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

أ- برامج السيطرة الذاتية:

  • برنامج التفكير بصوتٍ عالٍ: للتوصل إلى سيطرة ذاتية (العدّ).
  • برنامج المراقبة الذاتية: يراقب التلميذ سلوكه السيء ويكتشف نسبته ويحاول السيطرة عليه.

ب- برامج المهارات الاجتماعية: برامج تعلّم مهارات اجتماعية عديدة مثل التواصل والمشاركة والحوار وأخذ أدوار.

ج- برامج الاسترخاء.

د- البرامج السلوكية.

هـ-  برنامج حلّ الصراعات.

خامساً: إرشادات للمربين بالنسبة لذوي قلة الانتباه والنشاط الدائم:(١٣)

١- التدريب على تركيز الانتباه: أي توجيه انتباه التلميذ نحو المثيرات المهمة ذات الصلة بموضوع الدرس وترك باقي المثيرات، ويتضمن ذلك:

- لفت انتباه التلميذ إلى المثيرات المهمة حتى يركز عليها، وذلك من طريق تلوينها أو وضع خطوط تحتها.

- اختيار المثيرات غير المألوفة مع تقليل عددها وإزالة تعقيداتها حتى ينتبه التلميذ إليها ويستوعبها،

- توظيف أكثر من حاسة ونشاط في الانتباه، مثل الاستعانة بالعين والسمع في تعلم القراءة والكتابة وإضافة اللمس في الدروس العملية والفنية،

- عرض المواد العلمية على شكل مجموعات متجانسة،

- الاستعانة بالخبرات السابقة للتلميذ والانطلاق منها لتقديم خبرات تربوية جديدة.

٢- زيادة مدة الإنتباه: وذلك بطريقة تدريجية بالإجراءات الآتية:

- تحديد هدف إجرائي يسهل تنفيذه وتقويمه وقياسه (شرح درس لمدة نصف ساعة)،

- استخدام ساعة توقيت لقياس مدة الانتباه لدى التلميذ،

- توفير فترات راحة بين مهام التدريب على تركيز الانتباه (المذكور أعلاه)،

- تعزيز ومكافأة الزيادة في مدة الانتباه بالتشجيع.

٣- زيادة المرونة في نقل الانتباه: يتضمن ذلك اتخاذ الإجراءات الآتية:

- إعطاء وقت كاف لانتقال التلميذ من مثير إلى آخر بعد أن يستوعب الأول،

- التقليل التدريجي من مدة انتقال الانتباه من مثير إلى آخر.

٤- تحسين تسلسل عملية الانتباه:

- زيادة عدد الفقرات التعليمية التي ينتبه إليها التلميذ تدريجياً،

- وضع عناصر المهمة العلاجية (الفقرات التعليمية المطلوب زيادة مدة الانتباه إليها) في شكل وحدات يسهل تعلمها مثل الحروف المتجانسة مع بعضها (ب،ت،ث) إلخ، أي إخضاعها لمبادىء تداعي المعاني الخمسة التي وضعها أرسطو وهي: التشابه/ التضاد/ التجاور في الزمان والمكان/، فيسهل الربط السريع بينها والانتباه إليها كمجموعة.

- التكرار والتدريب حتى يسيطر التلميذ على المهمة التعليمية.

استراتيجيات علاج النشاط الزائد:

- تعديل السلوك غير المرغوب فيه من طريق استخدام مبدأ الثواب والعقاب،

- تقديم النموذج السلوكي المتزن،

- الهدوء والثبات الانفعالي مع التلميذ وعدم الثورة في وجهه،

- اللجوء إلى التوجيه البسيط،

- إفساح المجال أمام التلميذ لتفريغ انفعالاته في لعب مفيد وهادىء،

- تجزئة المهام التربوية والدراسية، اللعب المفيد لتفريغ الانفعالات

- استشارة الطبيب في نوعية الغذاء للتلميذ.

إضافة إلى ذلك، يتم التاكيد على التعامل مع التلميذ كفرد له خصائصه الجسدية وقدراته العقلية وسماته الخاصة واحترام إمكانياته واعتماد مبدأ التشجيع المستمر وتدريبه على مراقبة سلوكه وأدائه ذاتياً.

الخاتمة:

أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، من المهم أن نؤمن لهم حاجتهم من الرعاية والألفة والمحبة كي نضمن إيصالهم إلى شط الأمان نفسياً واجتماعياً وتربوياً. إن الأدوار التي يلعبها الأهلون كما المربون في حياة التلاميذ هي على قدر بالغ من الأهمية وتصل بالمجتمع إما إلى الإنحدار والإنهيار وإما إلى تكوين الذات الفردية والاجتماعية فيكون بذلك انتصار للأوطان والشعوب.

المراجع:

١. ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى، ٢٠٠٤

٢. د. ليلى عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،

٣. د. محمود، أمان. د. صابر، سامية. بعض الخصائص النفسية والسلوكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم. مجلة الطفولة العربية، العدد ١٩، حزيران ٢٠٠٤.

الهوامش:

١- د. ليلي عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،  ص ٢٠،

٢- ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى ٢٠٠٤،  ص ٤٥،

٣- المرجع السابق ص. ٤٦

٤- المرجع السابق ص. ٤٦

٥- المرجع السابق ص. ٦١١٠١ - المرجع السابق ص. ٦٣

٧- الصعوبات التعلمية، ص. ٨٩

٨- المرجع السابق ص. ١٤٢

٩- المرجع السابق ص. ١٤٣

١٠  المرجع السابق ص. ١٩٨

١١- الولد المختلف، ص. ٧٢

١٢- المرجع السابق ص. ١٧٥

١٣- هذه الارشادات وردت في مقالة للكاتب قيس ابراهيم المقدادي قي كتاب "الصعوبات التعلمية"

الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

المفتش التربوي أمل زين الدينالصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

إرشادات للمربين وللأهل

تطرح من قبل المعلمات والمعلمين والعاملين في الحقل التربوي تساؤلات عدة حول موضوعَيْ الصعوبات التعلمية (learning disabilities) والاضطرابات التعلمية (learning disorders) لدى التلاميذ في الحلقتين الأولى والثانية الأساسيتين بشكل خاص وفي باقي الحلقات والمراحل بشكل عام، وللإجابة عن هذه التساؤلات نضع بين أيدي القارئ الكريم هذا المقال الذي استندنا في كتابته إلى أساسين: الأول نظري والثاني عملي واقعي ينطلق من مشاهداتنا ومتابعتنا لهذا الموضوع من خلال التفتيش التربوي ومن معاناة المعلمين مع تلامذتهم ذوي الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية وتجربتهم في هذا المجال.

 

أولاً: في الصعوبات التعلمية: (Learning Disabilities)

١ -التعريف

إن مفهوم الصعوبات التعلّمية كما ورد في مقالة للسيدة ليلى عاقوري ديراني في كتاب "الصعوبات التعلمية" واسع جداً يطول كل إنسان في مشواره مع المعرفة، إذ إن كل فرد لديه صعوبات تعلّمية في مرحلة من المراحل(١). "وعندما تكون هذه الصعوبات عابرة"، تقول السيدة ريم نشابة معوض في كتابها "الولد المختلف"، فهي لا تحتاج إلا إلى تدخل ظرفي، أما إذا كانت ثابتة وعميقة فهي بحاجة إلى مساعدة مختصة (٢).

 

وجاء في تعريف اللجنة الوطنية في الولايات المتحدة لمصطلح "الصعوبات التعلمية" أنها: "مجموعة متباينة من الاضطرابات التي تظهر من خلال صعوبة في اكتساب القدرات السمعية والكلامية والقرائية والكتابية التحليلية والحسابية وفي استخدام هذه القدرات" (٣).

"وكما اختلفت التعاريف اختلفت التسميات، فقد بدأ الأمر بتسمية الولد الذي يعاني من اضطرابات إدراكية أساسية بالولد "ذي الخلل الوظيفي الدماغي البسيط" (minimal brain dysfunction)، ثم اعتمدت تسمية "المتعلم البطيء"، (slow learner)، و"المتعلم المتعسّر في القراءة" (dyslexa)، وهو تعسّر كان يشمل فئة معينة فقط. واعتمدت أيضاً تسمية "الإعاقة في الإدراك" قبل أن تُعتمد حالياً هذه التسمية: "ذو الصعوبات التعلمية" التسمية الأساسية والشاملة" (٤).

أفراد هذه الفئة هم أناس أسوياء لا يختلفون عن غيرهم من التلاميذ سوى في الاستيعاب والتعلّم واكتساب المهارات المدرسية.

 

٢- أنواع الصعوبات التعلمية:

تقسم الصعوبات التعلمية إلى قسمين:

أ- الصعوبات التعلمية النمائية،

ب- الصعوبات التعلمية الأكاديمية.

تنتج عن كلا النوعين وترتبط بهما الصعوبات في المجال الاجتماعي ونورد في ما يأتي، ووفقاً للمصادر المعتمدة، لوائح تفصيلية لكل من هذه الصعوبات.

 

الصعوبات التعلمية النمائية

صعوبات  في التفكير

صعوبات في اللغة

صعوبات في التركيز

صعوبات في التذكر

صعوبات في الإدراك

ضعف القدرة على تنظيم الأفكار، وبالتالي يحتاج إلى وقت كبير للقيام بذلك.

تأخر في اللغة المحكية بالنسبة للأقران.

بعض التلاميذ الذين يعانون صعوبات تعلمية قد يعانون إضافة إلى ذلك اضطراب كثرة الحركة وقلّة الإنتباه (ADHD).

اضطراب في الذاكرة: لا يتذكر ما اكتسبه في المدرسة، لا يتذكر وظائفه، إلخ...

صعوبة في الإدراك البصري: صعوبة في تمييز الإتجاهات، والإنتقال من الشمال إلى اليمين، وتمييز الأشكال والأرقام والحروف وصعوبة سَلسَلة الأرقام بترتيبها الصحيح.

محدودية في عملية التفكير

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في الإدراك السمعي: يحتاج  إلى وقت أطول لاكتساب المعلومات السمعية، صعوبة في تمييز الكلمات والأحرف المشابهة صوتياً.

ضعف التخطيط لحلّ المشكلات

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في التناسق الجسدي ومشاكل في قدرات العضلات ينتج عنها صعوبة في الادراك الحسي الحركي.

ضعف المعارف العامة

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

------------------------------

------------------------------

 

 

ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الجداول الثلاثة مستقاة من مقالة بعنوان ''صعوبات التعلم: مفهومها وأسبابها وخصائصها'' للكاتب قيس ابراهيم المقدادي من كتاب ''الصعوبات التعلمية'' ص ٤٦ - ٥٠ وكتاب ''الولد المختلف'' ص ٥٢ - ٥٤، علماً أنه أحياناً ترد المعلومات بحرفيتها.

الصعوبات التعلمية الأكاديمية

التهجّي

القراءة

الكتابة

الحساب

ضعف القدرة على اكتساب قوانين التهجي.

صعوبة في ربط الأحرف بالأصوات بسبب عدم قدرته على التمييز السمعي بين هذه الأصوات.

الخط: بطء في الكتابة وأخطاء في النسخ وخط سيىء غير واضح. قد يعكس كتابة الحروف فتبدو كما في المرآة؛ قد يخلط بين الاتجاهات فيبدأ من اليسار بدلاً من اليمين؛ صعوبة في الإلتزام بالكتابة على خط واحد.

صعوبة في القدرات الإدراكية: تمييز الأرقام وكتابتها، عكس الأرقام.

 

صعوبة في ربط الأحرف أو فصلها بسبب ضعفه في التمييز البصري.

الإملاء: أخطاء إملائية عديدة بسبب صعوبة في الإدراك السمعي أو البصري للأصوات والحروف.

صعوبة في إتقان مفاهيم الجمع والطرح والضرب والقسمة الخاصة بالعمليات الحسابية الأساسية، وإتقان جدول الضرب.

 

صعوبة في إدراك الكلمات بسبب عدم قدرته على تحويل الأحرف إلى كلمات ذات معنى.

كل هذه الصعوبات تؤدي إلى ارتكاب التلميذ أخطاء في القراءة وما يعرف بـ Dyslexia)) منها:

عدم تمييزالتلميذ للكلمات ويكون ذلك بادخاله أحرفاً أو حذفها أو قلبها.

الإنشاء: صعوبة في تأليف الجمل الجديدة ولا سيما المفصلة منها, وفي الإتيان بالأفكار المناسبة للموضوع ولا سيما المبتكرة منها وبالإضافة إلى صعوبة في تنظيم الأفكار وسلسلتها.

صعوبة لغوية: صعوبة في تسمية العمليات وتحويل الكمات إلى إشارات حسابية وفهم مسائل حسابية.

 

عدم فهم التلميذ الكلمات أو النص المعطى للقراءة، ويكون ذلك بسبب عدم قدرته على ربط الأحرف.

 

صعوبة حسابية: التسلسل، التحليل.

 

قراءة الجمل بطريقة سريعة وغير واضحة.

 

 

 

قراءة الجمل بطريقة بطيئة, كلمة فكلمة أخرى وهكذا.

 

 

 

تكرار بعض الكلمات أكثر من مرة دون مبرر.

 

 

 

صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة.

 

 

 

 

صعوبات تعلمية متعلقة بقناة التعبير اللفظي وقناة التعبير الكتابي

قناة التعبير اللفظي

قناة التعبير الكتابي

يتكلم بلهجة مترددة وخجولة.

يضغط بشدة على القلم.

يستمتع بالموضوعات غير اللفظية كالفن والتربية والرياضة.

يخرج الحروف عن مسارها التتابعي.

يجد صعوبة في الإجابة على السؤال شفهياً.

يضل في تسلسل حروف الكلمة.

يواجه صعوبة في إعادة قصة سمعها أو قرأها.

لا يميز بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

يبدو وكانه لا يجد الكلمات المناسبة للتعبير.

يجد صعوبة في تسلسل أيام الأسبوع وتتابع الأشهر.

يرتكب أخطاء متكررة في التهجئة.

تكون أفكاره غير واضحة وغير مترابطة أثناء كتابة قصة.

يعاني في معاني الكلمات والجمل.

يفتقر إلى التنويع في بناء الجمل.

يجد صعوبة في الإجابة على أسئلة الإستنتاج.

نادراً ما يستخدم الجمل التي تعبر عن موضوع الفقرة أثناء الكتابة.

يجد صعوبة في التواصل مع زملائه في النقاش.

قدرة منخفضة في الكتابة عندما يقع تحت ضغط تحديد الزمن.

يفقد الرغبة في الدروس ذات النمط الحواري.

------------------

يستخدم الإشارات بصورة متكررة للإشارة إلى الإجابات الصحيحة.

------------------

 

ملاحظة: تجدر الإشارة إلى أن مشكلة التعسّر في القراءة والكتابة (Dyslexia) هي مشكلة شائعة لا تعكس مستوى الذكاء الحقيقي لدى الطفل ويمكن تعريفها بأن العمر القرائي للطفل (reading age) يكون دون العمر الزمني (chronological age) بـ ١٨ شهراً تقريباً، وهي ليست مرضاً وليس لها دواء.

نتيجة للصعوبات التعلمية النمائية والأكاديمية، يعاني التلميذ صعوبات اجتماعية نفسية تؤثر في تطوره كشخص سوي فاعل في مجتمعه، قادر على التواصل والإنتاج. من هذه الصعوبات المفهوم المتدني للذات أي قلة الثقة بالنفس والاتكالية، أي الاعتماد على الآخرين والانسحاب الاجتماعي، إضافة إلى السلوك المضطرب بشكل عام.

 

كما وتجدر الإشارة إلى أن توافر واحدة أو أكثر من هذه الصفات عند تلميذ ما، لا يعني ببساطة أنه من ذوي الصعوبات التعلمية، بل يجب إجراء اختبارات عدة متخصصة للتأكد من ذلك.

 

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

هنالك مدرستان على هذا الصعيد: الفلسفة الذهنية (Cognitive Theory) تعتمد التدريب الذهني طريقاً للمعالجة، نظراً لأن التلاميذ ذوي الصعوبات التعلمية يحتاجون إلى تعلّم طرائق خاصة لاكتساب المعلومات والوصول إلى استقلالية ذاتية، ويعطى ذلك من خلال ثلاث نقاط أساسية: تغيير طريقة تفكيرهم، اعطاؤهم خططاً للتعليم وتعليمهم المبادرة الذاتية.

من جهة أخرى، هنالك الفلسفة السلوكية (Behavioral Theory) التي تقوم على تغيير سلوك ظاهر عند التلميذ، ثم العمل على سلوك آخر، وذلك حتى يتم تحقيق الأهداف المتوخاة.

استناداً إلى ذلك، هنالك برامج متخصصة تعالج مختلف الحالات، وهي على الشكل الآتي:

أ- برامج التدريب الذاتي:

تعالج صعوبات عدم القدرة على اكتساب المعلومات وعدم تنظيم الوقت والدرس وعدم التحليل.

الاكتشاف المبكر للصعوبات يسرّع في علاجها

 

 

 

من هذه البرامج:

- برنامج التفكير بصوت عال: يعتمد على التفكير المتسلسل للوصول إلى النتيجة الصحيحة (عند إعطاء أي عمل للتلميذ، يجب عليه التوصل إلى الهدف خلال المراحل الآتية: ما المشكلة؟ كيف أحلّها؟ هل أستعمل خطتي؟ كيف كان أدائي؟).

-  برنامج التنظيم الذاتي: ترتكز هذه الطريقة على المراحل الآتية: أفكر، أخطط، أقرأ، أحلّل، أكتب، أكافىء نفسي.

- برنامج حلّ المسائل: يعتمد طريقة تعليم التلميذ حل مسائل حسابية من خلال المراحل الآتية: قراءة المسألة، وضع دائرة حول كل رقم، وضع خط تحت كل فعل، رسم المسألة بجمع الاسم والرقم، كتابة الجملة الحسابية، حلّ المسألة.

ب-  برنامج الخطط التنظيمية:

هو عبارة عن مجموعة خطط تساعد التلميذ على تذكر الكلمات أو الأحرف أو الجمل من خلال ربطها بصور حسية ملموسة أو رموز لافتة أو ربطها بعبارة معينة مثل كلمة "عمم صكبنرع" (الأحرف الأولى لسلسة جبال لبنان الغربية) أو "دفرونميا" (الأحرف الأولى لأسماء المتصرفين في لبنان).

ج - برنامج التدريب المباشر:

يعتمد على تغيير سلوك معين عند التلميذ. تبدأ العملية بخطوات عدة لإحداث التغيير المطلوب في سلوك بسيط، وعند تحقق الهدف ومكأفاة التلميذ، يبدأ العمل على سلوك آخر لديه، وهكذا دواليك.

د- بعض البرامج السلوكية الأخرى:

-  برنامج تعليم المفاهيم بشكل فردي ومختص بالحاسوب: تعليم مفهوم الأرقام أو الرموز أو القياس أو الأشكال،

- البرنامج الإدراكي الحركي: يركّز على التمييز البصري من خلال التدريب على الاتجاهات والرموز،

 - البرنامج اللغوي الفونولوجي: يركّز على التمييز السمعي بين الأحرف والكلمات واستيعاب معنى الكلمات والجمل، حثُّ الأطفال للانتباه إلى الأصوات في اللغة، القراءة بصوت عال من كتب جيدة،

 - البرنامج الحسّي: يركّز على تحسس الولد الأحرف والأرقام والرموز ليكشف اتجاهها الصحيح.

ثانياً: في الاضطرابات التواصلية (Communicative Disorders)

١- التعريف:

عرّفت الحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة هذه الاضطرابات على أنها "اضطرابات في التعبير أو في اللفظ أو في قواعد اللغة أو في الصوت... كلها تؤثر سلباً في واجبات الولد الأكاديمية وقدرته على التعلّم" (٥).. أسباب هذه الاضطرابات قد تكون عضوية (تأخر عقلي - شلل دماغي - توحد -  صعوبة محددة في اللغة - خلل دماغي - ضعف في السمع) أو مكتسبة (إهمال بيئي-  اضطرابات عاطفية أو سلوكية أو مرض معين)..

٢- أنواع الاضطرابات التواصلية:

هنالك ثلاثة أنواع من الاضطرابات التواصلية، وهي الآتية:

أ- اضطراب في اللغة وهو اضطراب في القدرة على استيعاب المعلومات وتركيب الجمل.

ب- اضطراب في النطق وهو اضطراب في القدرة على إرسال المعلومات بسبب صعوبة في اللفظ.

ج- اضطراب في اللغة والنطق معاً.

بالنسبة لذوي الاضطرابات اللغوية، فقد تتمثّل في واحد أو أكثر من الاضطرابات الآتية:

أ- الاضطرابات في الأصوات :(phonology) حذف بعض الأحرف من كلمة أو إدخال بعضها عليها أو تبديل الأحرف.

ب- الاضطرابات في الصرف (:morphology) تشمل قواعد اللغة مثل تصريف الأفعال، المثنى والجمع والمفرد، المذكر والمؤنث.

ج- الاضطرابات في النحو (:syntax) جمع الكلمات لتأليف جمل. تعتبر هذه من أعقد العمليات في التطور اللغوي.

د- الاضطرابات في دلالة الألفاظ (:semantics) إيجاد معنى للكلمات والعبارات المستعملة/معرفة طريقة استعمال الاستفهام والنفي وكلمات الربط وتسلسل الأفكار خلال التعبير.

هـ- الاضطرابات البرغماتية: اضطرابات في النواحي العملية والاجتماعية والحياتية عند استعمال اللغة (مواجهة صعوبة في التعبير عن ظروف حياته).. أما على صعيد الاضطرابات النطقية، فهي تتمثل في واحد أو اكثر من الاضطرابات الآتية:

دور المعلم يسبق ويرافق دور الأخصائي

 

 

 

 

أ- الاضطرابات في اللفظ :(articulation disorders) وهذه شائعة في المدارس تتراوح بين اضطراب خفيف بحرف أو حرفين إلى اضطراب شديد، بحيث يكون لفظ معظم الأحرف في الكلمات غير واضح، ويؤدي ذلك إلى انزعاج الولد ويؤثر على ثقته بنفسه.

ب- الاضطرابات في الصوت :(voice disorders) تشمل درجة الصوت ورنينه ونوعيته.

ج- الاضطرابات في الطلاقة :(fluency disorders) التأتأة إحدى أهم أنواع هذه الاضطرابات.

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

البرامج المعتمدة للمعالجة هي الآتية:

أ- البرنامج الطبيعي: التدريب في البيت أو المطعم أو أي مكان عام،

ب- برنامج التواصل البديلي: استخدام صور أو إشارات للتعبير أو لوحات تواصل،

ج- البرنامج الحاسوبي: استخدام الحاسوب للتدريب على النطق واللغة،

د- البرنامج الاجتماعي التواصلي: يتعلم التلميذ من خلاله مهارات تواصلية مثل المبادرة والمحادثة،

هـ-  البرنامج الفردي غير المباشر: استخدام اللعب، البطاقات وغيرها من الوسائل والتحدث عنها..

ثالثاً: هل البرامج وحدها كافية للمعالجة، وما هو دور المربي والأهل؟ إرشادات لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية.

مما لا شك فيه أن البرامج كافة التي أدرجت أعلاه لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية مهمة ويتحقق للتلميذ بفضلها مهارات عدّة وتقدّم ملموس، إنما يكون ذلك كله من خلال العمل التكاملي بين المربي والأهل والمختص، وهذا ما تؤكده الأبحاث والنظريات كافة. ومن المهم تشخيص حالة التلاميذ في السنوات المبكرة (من الولادة حتى ٥ سنوات) ومحاولة التخفيف من صعوباتهم. والأهم من ذلك إعطاؤهم الثقة بقدراتهم وتشجيعهم على المثابرة بشتى الوسائل الإيجابية، لأن الكثير من ذوي الصعوبات التعلّمية يعانون حالة اكتئاب وخمول إذا فقدوا دوافعهم للتقدم"(٦).

يلعب المعلم، قبل الاخصائيين، دوراً مهماً في معالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية، ومن المهم على هذا الصعيد أن يشترك المعلم والأخصائي في المعالجة، ومن المهم أيضاً أن يعي المعلم بعض المبادىء الأساسية في عمله على صعيد اللغة والحساب. في مقالتها بعنوان "صعوبات النطق واللغة: المؤشرات التحذيرية والوسائل المبكرة" تورد السيدة سلمى جبر مولوي المبادىء الآتية:

- "إعطاء نموذج لغوي سليم للأطفال. لذلك عليهن (أي المعلمات) أن يستعملن في أحاديثهن إلى الأطفال جملاً قصيرة وسليمة. وعليهن أيضاً أن يعدن ما قاله الأطفال بصيغة أفضل من دون أن يغيرن المعاني الموجودة. يمكنهن إضافة معلومة واحدة لجملة الطفل (كلمة جديدة، صفة...)

- إيجاد سبل لإثارة اهتمام الأطفال باللغة عبر ألعاب وقصص طريفة مأخوذة من عالمهم.

- تقديم اللغة بجو ترفيهي مسلّ وليس بأسلوب "أعد". فاللغة هدفها التواصل لا الإعادة.

- مكافأة كل محاولة تعبير شفهية ولو لم تكن سليمة. في هذه الحالة إعادة الجملة بالأسلوب الموصوف أعلاه من دون طلب الإعادة.

- الاستماع إلى مضمون الكلام بحالات التأتأة وليس إلى الشكل.

- إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن فكرته من دون مقاطعته أو استعجاله. كما يطلب من التلامذة الإلتزام بهذه القواعد وآداب الحديث.

- عدم السماح للآخرين بالسخرية.

- عدم نطق الكلمة بطريقة خاطئة (بتصرف).

- عدم إظهار الانزعاج عند تلعثم الولد في الصف بل قبول الكلام كما هو..

- عدم معاقبة الطفل إذا تلعثم.

- عدم مكافأة الطفل باعطائه أهمية زائدة إذا تلعثم.

- عدم إعفاء الطفل من التسميع إذا تلعثم بل التسميع له أولاً قبل أن يبدأ بالتوتر.

- عدم إعطاء نصائح مثل "تكلم ببطء" أو"خذ نفس"(٧).

- إعطاء مادة الرياضيات بشكل ممتع ومسلّ (عدم العمل على الكتاب صفحة صفحة وترك المجال للإبداع والربط بين الرياضيات والحياة اليومية، تجنّب الروتين والإكثار من البطاقات والألعاب والوسائل والتشويق).

- عدم إحباط التلميذ باعطائه علامات منخفضة بل العمل على إعطائه فرصاً للنجاح.

- التنبه إلى أنواع الذكاء المختلفة: وفقاً للنظرة الحديثة في الذكاء، هنالك أنواع عدة منه أوردها الكاتب جون غراي على الشكل الآتي: الذكاء الأكاديمي، العاطفي، الجسدي، الفني، الإبداعي، العملي، الحدسي والمتفوق.

التواصل مع رفاق الصف يسهم في التخلّص من الصعوبات

 

 

 

 

أهم هذه الأنواع الذكاء العاطفي الذي يعّرف بأنه "القدرة على خلق علاقات سليمة مع الآخرين والمحافظة عليها، فالإنسان الذي يتحلّى بنسبة عالية من الذكاء العاطفي يدرك كيف يفكر الآخرون. كيف يشعرون، ويستطيع أن يضع نفسه مكانهم وأن يتفهم وجهة نظرهم. إنها قدرة للاتصال والتواصل وللعطف على الآخرين، وهذه القدرة تفيدهم كثيراً ليس فقط في علاقاتهم الشخصية بل أيضاً في مجال عملهم" (٨).

تقول السيدة ريتا مرهج في دراستها عن "النظرة الجديدة في الذكاء والتعليم" المنشورة في كتاب "الصعوبات التعلمية" أنه مؤخراً بدأت مدارس عدة في الولايات المتحدة الأميركية إدخال مادة تنمية الذكاء العاطفي ضمن المناهج الدراسية من خلال "حصص يومية أطلق عليها أسماء مختلفة مثل (Self Science) أو (Social Development) أو (Social and Emotional Learning) تهدف إلى شيء واحد، وهو تطوير الكفاءة الاجتماعية والعاطفية عند الطفل كجزء لا يتجزأ من التربية الاعتيادية"(٩).

- إشراك الأهل: يجب مساعدة الوالدين على تقبّل وتفهّم طبيعة صعوبات التعلّم وتأثيرها على الطفل، كما يجب إشراكهم في البرامج المعتمدة مع التلميذ لمعالجة وضعه وتدريبه وتعليمه. في هذا المجال، يترتب على الأهل تشجيع ولدهم لتحقيق هدف ولو بسيط وقراءة القصص معه وتشجيعه على الاختلاط بالآخرين والتركيز على نقاط قوته وإعطاؤه فرصاً لإكتشاف مواهبه.

- التنّبه إلى التنمية النفس حركية للطفل (Psychomotor development) وهذه عبارة عن "مجموعة نشاطات تساعد على تنمية الجسد من خلال الحركة. هدفها معرفة حسية ودقيقة للجسم وتنظيم علاقته مع التوجه الزماني والمكاني"(١٠).

رابعاً: الاضطرابات العاطفية أو السلوكية

١- التعريف:

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات عاطفية أو سلوكية هم أولئك الذين "يعانون حالة الاضطراب العاطفي أو السلوكي غير الملائم لعمر الشخص الزمني ومجتمعه وسلالته. هذا الاضطراب يؤثر سلباً في تطوره التربوي، وتتضمن مهاراته التربوية مهارات أكاديمية ومهنية واجتماعية وشخصية"(١١).

٢- أنواع الاضطرابات العاطفية أو السلوكية:

أ- الاضطرابات الخارجية :(external disorders)*

  • الاضطراب في التصرف :(conduct disorder) يرفض التلميذ ما يطلب منه ويزعج الآخرين بالضرب أو الصراخ أو الغضب.
  • العدوانية الاجتماعية (الانحراف) .( socialized aggression)* النشاط المفرط وقلة الانتباه (ADHD)، وتقسم إلى فئتين:

١- النشاط المفرط وقلة الانتباه: يعاني التلميذ في هذه الحالة جملة من السلوكيات مثل كثرة الحركة والكلام وقلة التركيز وعدم إنهاء العمل في الوقت المطلوب، إضافة إلى الغضب السريع، مقاطعة الآخرين وحب المغامرات، مزاجي وعشوائي في تصرفاته، قد يكون اتكالياً.

٢- قلة الانتباه :(ADHD) يعاني التلميذ حالة من الشرود وعدم التركيز في العمل، وينسى ويضيّع الأشياء. هو دائماً بحاجة للمتابعة لإنهاء عمله في الوقت المحدد.

ب- الاضطرابات الداخلية ( internal disorders):*

  • القلق  :(anxiety) يكون التلميذ خائفاً قلقاً، قليل الثقة بالنفس، يبكي بسرعة وبلا مبرر. قد يشعر برفض أهله له فيحزن ويكتئب لأنه لا يشعر بالاستقرار.
  • الانعزال (withdrawal) يكون الولد غير اجتماعي، ولا يحب الاختلاط بالآخرين.
  • السلوك الذهاني  :(psychotic behavior) وهو من الحالات الشديدة، ويشمل حالة انفصام الشخصية (schizophrenia) وحالة التوحّد (autism) "اضطراب شامل تطوّري يؤثر في التواصل الشفهي وغير الشفهي وفي العلاقات الاجتماعية". غالباً ما يظهر قبل عمر الثلاث سنوات ويؤثر في التطور التربوي للتلميذ(١٢).

للحركة واللعب والرياضة دورهم الايجابي أيضاً٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

أ- برامج السيطرة الذاتية:

  • برنامج التفكير بصوتٍ عالٍ: للتوصل إلى سيطرة ذاتية (العدّ).
  • برنامج المراقبة الذاتية: يراقب التلميذ سلوكه السيء ويكتشف نسبته ويحاول السيطرة عليه.

ب- برامج المهارات الاجتماعية: برامج تعلّم مهارات اجتماعية عديدة مثل التواصل والمشاركة والحوار وأخذ أدوار.

ج- برامج الاسترخاء.

د- البرامج السلوكية.

هـ-  برنامج حلّ الصراعات.

خامساً: إرشادات للمربين بالنسبة لذوي قلة الانتباه والنشاط الدائم:(١٣)

١- التدريب على تركيز الانتباه: أي توجيه انتباه التلميذ نحو المثيرات المهمة ذات الصلة بموضوع الدرس وترك باقي المثيرات، ويتضمن ذلك:

- لفت انتباه التلميذ إلى المثيرات المهمة حتى يركز عليها، وذلك من طريق تلوينها أو وضع خطوط تحتها.

- اختيار المثيرات غير المألوفة مع تقليل عددها وإزالة تعقيداتها حتى ينتبه التلميذ إليها ويستوعبها،

- توظيف أكثر من حاسة ونشاط في الانتباه، مثل الاستعانة بالعين والسمع في تعلم القراءة والكتابة وإضافة اللمس في الدروس العملية والفنية،

- عرض المواد العلمية على شكل مجموعات متجانسة،

- الاستعانة بالخبرات السابقة للتلميذ والانطلاق منها لتقديم خبرات تربوية جديدة.

٢- زيادة مدة الإنتباه: وذلك بطريقة تدريجية بالإجراءات الآتية:

- تحديد هدف إجرائي يسهل تنفيذه وتقويمه وقياسه (شرح درس لمدة نصف ساعة)،

- استخدام ساعة توقيت لقياس مدة الانتباه لدى التلميذ،

- توفير فترات راحة بين مهام التدريب على تركيز الانتباه (المذكور أعلاه)،

- تعزيز ومكافأة الزيادة في مدة الانتباه بالتشجيع.

٣- زيادة المرونة في نقل الانتباه: يتضمن ذلك اتخاذ الإجراءات الآتية:

- إعطاء وقت كاف لانتقال التلميذ من مثير إلى آخر بعد أن يستوعب الأول،

- التقليل التدريجي من مدة انتقال الانتباه من مثير إلى آخر.

٤- تحسين تسلسل عملية الانتباه:

- زيادة عدد الفقرات التعليمية التي ينتبه إليها التلميذ تدريجياً،

- وضع عناصر المهمة العلاجية (الفقرات التعليمية المطلوب زيادة مدة الانتباه إليها) في شكل وحدات يسهل تعلمها مثل الحروف المتجانسة مع بعضها (ب،ت،ث) إلخ، أي إخضاعها لمبادىء تداعي المعاني الخمسة التي وضعها أرسطو وهي: التشابه/ التضاد/ التجاور في الزمان والمكان/، فيسهل الربط السريع بينها والانتباه إليها كمجموعة.

- التكرار والتدريب حتى يسيطر التلميذ على المهمة التعليمية.

استراتيجيات علاج النشاط الزائد:

- تعديل السلوك غير المرغوب فيه من طريق استخدام مبدأ الثواب والعقاب،

- تقديم النموذج السلوكي المتزن،

- الهدوء والثبات الانفعالي مع التلميذ وعدم الثورة في وجهه،

- اللجوء إلى التوجيه البسيط،

- إفساح المجال أمام التلميذ لتفريغ انفعالاته في لعب مفيد وهادىء،

- تجزئة المهام التربوية والدراسية، اللعب المفيد لتفريغ الانفعالات

- استشارة الطبيب في نوعية الغذاء للتلميذ.

إضافة إلى ذلك، يتم التاكيد على التعامل مع التلميذ كفرد له خصائصه الجسدية وقدراته العقلية وسماته الخاصة واحترام إمكانياته واعتماد مبدأ التشجيع المستمر وتدريبه على مراقبة سلوكه وأدائه ذاتياً.

الخاتمة:

أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، من المهم أن نؤمن لهم حاجتهم من الرعاية والألفة والمحبة كي نضمن إيصالهم إلى شط الأمان نفسياً واجتماعياً وتربوياً. إن الأدوار التي يلعبها الأهلون كما المربون في حياة التلاميذ هي على قدر بالغ من الأهمية وتصل بالمجتمع إما إلى الإنحدار والإنهيار وإما إلى تكوين الذات الفردية والاجتماعية فيكون بذلك انتصار للأوطان والشعوب.

المراجع:

١. ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى، ٢٠٠٤

٢. د. ليلى عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،

٣. د. محمود، أمان. د. صابر، سامية. بعض الخصائص النفسية والسلوكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم. مجلة الطفولة العربية، العدد ١٩، حزيران ٢٠٠٤.

الهوامش:

١- د. ليلي عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،  ص ٢٠،

٢- ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى ٢٠٠٤،  ص ٤٥،

٣- المرجع السابق ص. ٤٦

٤- المرجع السابق ص. ٤٦

٥- المرجع السابق ص. ٦١١٠١ - المرجع السابق ص. ٦٣

٧- الصعوبات التعلمية، ص. ٨٩

٨- المرجع السابق ص. ١٤٢

٩- المرجع السابق ص. ١٤٣

١٠  المرجع السابق ص. ١٩٨

١١- الولد المختلف، ص. ٧٢

١٢- المرجع السابق ص. ١٧٥

١٣- هذه الارشادات وردت في مقالة للكاتب قيس ابراهيم المقدادي قي كتاب "الصعوبات التعلمية"

الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

المفتش التربوي أمل زين الدينالصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

إرشادات للمربين وللأهل

تطرح من قبل المعلمات والمعلمين والعاملين في الحقل التربوي تساؤلات عدة حول موضوعَيْ الصعوبات التعلمية (learning disabilities) والاضطرابات التعلمية (learning disorders) لدى التلاميذ في الحلقتين الأولى والثانية الأساسيتين بشكل خاص وفي باقي الحلقات والمراحل بشكل عام، وللإجابة عن هذه التساؤلات نضع بين أيدي القارئ الكريم هذا المقال الذي استندنا في كتابته إلى أساسين: الأول نظري والثاني عملي واقعي ينطلق من مشاهداتنا ومتابعتنا لهذا الموضوع من خلال التفتيش التربوي ومن معاناة المعلمين مع تلامذتهم ذوي الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية وتجربتهم في هذا المجال.

 

أولاً: في الصعوبات التعلمية: (Learning Disabilities)

١ -التعريف

إن مفهوم الصعوبات التعلّمية كما ورد في مقالة للسيدة ليلى عاقوري ديراني في كتاب "الصعوبات التعلمية" واسع جداً يطول كل إنسان في مشواره مع المعرفة، إذ إن كل فرد لديه صعوبات تعلّمية في مرحلة من المراحل(١). "وعندما تكون هذه الصعوبات عابرة"، تقول السيدة ريم نشابة معوض في كتابها "الولد المختلف"، فهي لا تحتاج إلا إلى تدخل ظرفي، أما إذا كانت ثابتة وعميقة فهي بحاجة إلى مساعدة مختصة (٢).

 

وجاء في تعريف اللجنة الوطنية في الولايات المتحدة لمصطلح "الصعوبات التعلمية" أنها: "مجموعة متباينة من الاضطرابات التي تظهر من خلال صعوبة في اكتساب القدرات السمعية والكلامية والقرائية والكتابية التحليلية والحسابية وفي استخدام هذه القدرات" (٣).

"وكما اختلفت التعاريف اختلفت التسميات، فقد بدأ الأمر بتسمية الولد الذي يعاني من اضطرابات إدراكية أساسية بالولد "ذي الخلل الوظيفي الدماغي البسيط" (minimal brain dysfunction)، ثم اعتمدت تسمية "المتعلم البطيء"، (slow learner)، و"المتعلم المتعسّر في القراءة" (dyslexa)، وهو تعسّر كان يشمل فئة معينة فقط. واعتمدت أيضاً تسمية "الإعاقة في الإدراك" قبل أن تُعتمد حالياً هذه التسمية: "ذو الصعوبات التعلمية" التسمية الأساسية والشاملة" (٤).

أفراد هذه الفئة هم أناس أسوياء لا يختلفون عن غيرهم من التلاميذ سوى في الاستيعاب والتعلّم واكتساب المهارات المدرسية.

 

٢- أنواع الصعوبات التعلمية:

تقسم الصعوبات التعلمية إلى قسمين:

أ- الصعوبات التعلمية النمائية،

ب- الصعوبات التعلمية الأكاديمية.

تنتج عن كلا النوعين وترتبط بهما الصعوبات في المجال الاجتماعي ونورد في ما يأتي، ووفقاً للمصادر المعتمدة، لوائح تفصيلية لكل من هذه الصعوبات.

 

الصعوبات التعلمية النمائية

صعوبات  في التفكير

صعوبات في اللغة

صعوبات في التركيز

صعوبات في التذكر

صعوبات في الإدراك

ضعف القدرة على تنظيم الأفكار، وبالتالي يحتاج إلى وقت كبير للقيام بذلك.

تأخر في اللغة المحكية بالنسبة للأقران.

بعض التلاميذ الذين يعانون صعوبات تعلمية قد يعانون إضافة إلى ذلك اضطراب كثرة الحركة وقلّة الإنتباه (ADHD).

اضطراب في الذاكرة: لا يتذكر ما اكتسبه في المدرسة، لا يتذكر وظائفه، إلخ...

صعوبة في الإدراك البصري: صعوبة في تمييز الإتجاهات، والإنتقال من الشمال إلى اليمين، وتمييز الأشكال والأرقام والحروف وصعوبة سَلسَلة الأرقام بترتيبها الصحيح.

محدودية في عملية التفكير

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في الإدراك السمعي: يحتاج  إلى وقت أطول لاكتساب المعلومات السمعية، صعوبة في تمييز الكلمات والأحرف المشابهة صوتياً.

ضعف التخطيط لحلّ المشكلات

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

صعوبة في التناسق الجسدي ومشاكل في قدرات العضلات ينتج عنها صعوبة في الادراك الحسي الحركي.

ضعف المعارف العامة

------------------

------------------

 

------------------

------------------

----------

 

------------------------

----------------------

------------------------------

------------------------------

 

 

ملاحظة: المعلومات الواردة في هذه الجداول الثلاثة مستقاة من مقالة بعنوان ''صعوبات التعلم: مفهومها وأسبابها وخصائصها'' للكاتب قيس ابراهيم المقدادي من كتاب ''الصعوبات التعلمية'' ص ٤٦ - ٥٠ وكتاب ''الولد المختلف'' ص ٥٢ - ٥٤، علماً أنه أحياناً ترد المعلومات بحرفيتها.

الصعوبات التعلمية الأكاديمية

التهجّي

القراءة

الكتابة

الحساب

ضعف القدرة على اكتساب قوانين التهجي.

صعوبة في ربط الأحرف بالأصوات بسبب عدم قدرته على التمييز السمعي بين هذه الأصوات.

الخط: بطء في الكتابة وأخطاء في النسخ وخط سيىء غير واضح. قد يعكس كتابة الحروف فتبدو كما في المرآة؛ قد يخلط بين الاتجاهات فيبدأ من اليسار بدلاً من اليمين؛ صعوبة في الإلتزام بالكتابة على خط واحد.

صعوبة في القدرات الإدراكية: تمييز الأرقام وكتابتها، عكس الأرقام.

 

صعوبة في ربط الأحرف أو فصلها بسبب ضعفه في التمييز البصري.

الإملاء: أخطاء إملائية عديدة بسبب صعوبة في الإدراك السمعي أو البصري للأصوات والحروف.

صعوبة في إتقان مفاهيم الجمع والطرح والضرب والقسمة الخاصة بالعمليات الحسابية الأساسية، وإتقان جدول الضرب.

 

صعوبة في إدراك الكلمات بسبب عدم قدرته على تحويل الأحرف إلى كلمات ذات معنى.

كل هذه الصعوبات تؤدي إلى ارتكاب التلميذ أخطاء في القراءة وما يعرف بـ Dyslexia)) منها:

عدم تمييزالتلميذ للكلمات ويكون ذلك بادخاله أحرفاً أو حذفها أو قلبها.

الإنشاء: صعوبة في تأليف الجمل الجديدة ولا سيما المفصلة منها, وفي الإتيان بالأفكار المناسبة للموضوع ولا سيما المبتكرة منها وبالإضافة إلى صعوبة في تنظيم الأفكار وسلسلتها.

صعوبة لغوية: صعوبة في تسمية العمليات وتحويل الكمات إلى إشارات حسابية وفهم مسائل حسابية.

 

عدم فهم التلميذ الكلمات أو النص المعطى للقراءة، ويكون ذلك بسبب عدم قدرته على ربط الأحرف.

 

صعوبة حسابية: التسلسل، التحليل.

 

قراءة الجمل بطريقة سريعة وغير واضحة.

 

 

 

قراءة الجمل بطريقة بطيئة, كلمة فكلمة أخرى وهكذا.

 

 

 

تكرار بعض الكلمات أكثر من مرة دون مبرر.

 

 

 

صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة.

 

 

 

 

صعوبات تعلمية متعلقة بقناة التعبير اللفظي وقناة التعبير الكتابي

قناة التعبير اللفظي

قناة التعبير الكتابي

يتكلم بلهجة مترددة وخجولة.

يضغط بشدة على القلم.

يستمتع بالموضوعات غير اللفظية كالفن والتربية والرياضة.

يخرج الحروف عن مسارها التتابعي.

يجد صعوبة في الإجابة على السؤال شفهياً.

يضل في تسلسل حروف الكلمة.

يواجه صعوبة في إعادة قصة سمعها أو قرأها.

لا يميز بين الحروف الصغيرة والكبيرة.

يبدو وكانه لا يجد الكلمات المناسبة للتعبير.

يجد صعوبة في تسلسل أيام الأسبوع وتتابع الأشهر.

يرتكب أخطاء متكررة في التهجئة.

تكون أفكاره غير واضحة وغير مترابطة أثناء كتابة قصة.

يعاني في معاني الكلمات والجمل.

يفتقر إلى التنويع في بناء الجمل.

يجد صعوبة في الإجابة على أسئلة الإستنتاج.

نادراً ما يستخدم الجمل التي تعبر عن موضوع الفقرة أثناء الكتابة.

يجد صعوبة في التواصل مع زملائه في النقاش.

قدرة منخفضة في الكتابة عندما يقع تحت ضغط تحديد الزمن.

يفقد الرغبة في الدروس ذات النمط الحواري.

------------------

يستخدم الإشارات بصورة متكررة للإشارة إلى الإجابات الصحيحة.

------------------

 

ملاحظة: تجدر الإشارة إلى أن مشكلة التعسّر في القراءة والكتابة (Dyslexia) هي مشكلة شائعة لا تعكس مستوى الذكاء الحقيقي لدى الطفل ويمكن تعريفها بأن العمر القرائي للطفل (reading age) يكون دون العمر الزمني (chronological age) بـ ١٨ شهراً تقريباً، وهي ليست مرضاً وليس لها دواء.

نتيجة للصعوبات التعلمية النمائية والأكاديمية، يعاني التلميذ صعوبات اجتماعية نفسية تؤثر في تطوره كشخص سوي فاعل في مجتمعه، قادر على التواصل والإنتاج. من هذه الصعوبات المفهوم المتدني للذات أي قلة الثقة بالنفس والاتكالية، أي الاعتماد على الآخرين والانسحاب الاجتماعي، إضافة إلى السلوك المضطرب بشكل عام.

 

كما وتجدر الإشارة إلى أن توافر واحدة أو أكثر من هذه الصفات عند تلميذ ما، لا يعني ببساطة أنه من ذوي الصعوبات التعلمية، بل يجب إجراء اختبارات عدة متخصصة للتأكد من ذلك.

 

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

هنالك مدرستان على هذا الصعيد: الفلسفة الذهنية (Cognitive Theory) تعتمد التدريب الذهني طريقاً للمعالجة، نظراً لأن التلاميذ ذوي الصعوبات التعلمية يحتاجون إلى تعلّم طرائق خاصة لاكتساب المعلومات والوصول إلى استقلالية ذاتية، ويعطى ذلك من خلال ثلاث نقاط أساسية: تغيير طريقة تفكيرهم، اعطاؤهم خططاً للتعليم وتعليمهم المبادرة الذاتية.

من جهة أخرى، هنالك الفلسفة السلوكية (Behavioral Theory) التي تقوم على تغيير سلوك ظاهر عند التلميذ، ثم العمل على سلوك آخر، وذلك حتى يتم تحقيق الأهداف المتوخاة.

استناداً إلى ذلك، هنالك برامج متخصصة تعالج مختلف الحالات، وهي على الشكل الآتي:

أ- برامج التدريب الذاتي:

تعالج صعوبات عدم القدرة على اكتساب المعلومات وعدم تنظيم الوقت والدرس وعدم التحليل.

الاكتشاف المبكر للصعوبات يسرّع في علاجها

 

 

 

من هذه البرامج:

- برنامج التفكير بصوت عال: يعتمد على التفكير المتسلسل للوصول إلى النتيجة الصحيحة (عند إعطاء أي عمل للتلميذ، يجب عليه التوصل إلى الهدف خلال المراحل الآتية: ما المشكلة؟ كيف أحلّها؟ هل أستعمل خطتي؟ كيف كان أدائي؟).

-  برنامج التنظيم الذاتي: ترتكز هذه الطريقة على المراحل الآتية: أفكر، أخطط، أقرأ، أحلّل، أكتب، أكافىء نفسي.

- برنامج حلّ المسائل: يعتمد طريقة تعليم التلميذ حل مسائل حسابية من خلال المراحل الآتية: قراءة المسألة، وضع دائرة حول كل رقم، وضع خط تحت كل فعل، رسم المسألة بجمع الاسم والرقم، كتابة الجملة الحسابية، حلّ المسألة.

ب-  برنامج الخطط التنظيمية:

هو عبارة عن مجموعة خطط تساعد التلميذ على تذكر الكلمات أو الأحرف أو الجمل من خلال ربطها بصور حسية ملموسة أو رموز لافتة أو ربطها بعبارة معينة مثل كلمة "عمم صكبنرع" (الأحرف الأولى لسلسة جبال لبنان الغربية) أو "دفرونميا" (الأحرف الأولى لأسماء المتصرفين في لبنان).

ج - برنامج التدريب المباشر:

يعتمد على تغيير سلوك معين عند التلميذ. تبدأ العملية بخطوات عدة لإحداث التغيير المطلوب في سلوك بسيط، وعند تحقق الهدف ومكأفاة التلميذ، يبدأ العمل على سلوك آخر لديه، وهكذا دواليك.

د- بعض البرامج السلوكية الأخرى:

-  برنامج تعليم المفاهيم بشكل فردي ومختص بالحاسوب: تعليم مفهوم الأرقام أو الرموز أو القياس أو الأشكال،

- البرنامج الإدراكي الحركي: يركّز على التمييز البصري من خلال التدريب على الاتجاهات والرموز،

 - البرنامج اللغوي الفونولوجي: يركّز على التمييز السمعي بين الأحرف والكلمات واستيعاب معنى الكلمات والجمل، حثُّ الأطفال للانتباه إلى الأصوات في اللغة، القراءة بصوت عال من كتب جيدة،

 - البرنامج الحسّي: يركّز على تحسس الولد الأحرف والأرقام والرموز ليكشف اتجاهها الصحيح.

ثانياً: في الاضطرابات التواصلية (Communicative Disorders)

١- التعريف:

عرّفت الحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة هذه الاضطرابات على أنها "اضطرابات في التعبير أو في اللفظ أو في قواعد اللغة أو في الصوت... كلها تؤثر سلباً في واجبات الولد الأكاديمية وقدرته على التعلّم" (٥).. أسباب هذه الاضطرابات قد تكون عضوية (تأخر عقلي - شلل دماغي - توحد -  صعوبة محددة في اللغة - خلل دماغي - ضعف في السمع) أو مكتسبة (إهمال بيئي-  اضطرابات عاطفية أو سلوكية أو مرض معين)..

٢- أنواع الاضطرابات التواصلية:

هنالك ثلاثة أنواع من الاضطرابات التواصلية، وهي الآتية:

أ- اضطراب في اللغة وهو اضطراب في القدرة على استيعاب المعلومات وتركيب الجمل.

ب- اضطراب في النطق وهو اضطراب في القدرة على إرسال المعلومات بسبب صعوبة في اللفظ.

ج- اضطراب في اللغة والنطق معاً.

بالنسبة لذوي الاضطرابات اللغوية، فقد تتمثّل في واحد أو أكثر من الاضطرابات الآتية:

أ- الاضطرابات في الأصوات :(phonology) حذف بعض الأحرف من كلمة أو إدخال بعضها عليها أو تبديل الأحرف.

ب- الاضطرابات في الصرف (:morphology) تشمل قواعد اللغة مثل تصريف الأفعال، المثنى والجمع والمفرد، المذكر والمؤنث.

ج- الاضطرابات في النحو (:syntax) جمع الكلمات لتأليف جمل. تعتبر هذه من أعقد العمليات في التطور اللغوي.

د- الاضطرابات في دلالة الألفاظ (:semantics) إيجاد معنى للكلمات والعبارات المستعملة/معرفة طريقة استعمال الاستفهام والنفي وكلمات الربط وتسلسل الأفكار خلال التعبير.

هـ- الاضطرابات البرغماتية: اضطرابات في النواحي العملية والاجتماعية والحياتية عند استعمال اللغة (مواجهة صعوبة في التعبير عن ظروف حياته).. أما على صعيد الاضطرابات النطقية، فهي تتمثل في واحد أو اكثر من الاضطرابات الآتية:

دور المعلم يسبق ويرافق دور الأخصائي

 

 

 

 

أ- الاضطرابات في اللفظ :(articulation disorders) وهذه شائعة في المدارس تتراوح بين اضطراب خفيف بحرف أو حرفين إلى اضطراب شديد، بحيث يكون لفظ معظم الأحرف في الكلمات غير واضح، ويؤدي ذلك إلى انزعاج الولد ويؤثر على ثقته بنفسه.

ب- الاضطرابات في الصوت :(voice disorders) تشمل درجة الصوت ورنينه ونوعيته.

ج- الاضطرابات في الطلاقة :(fluency disorders) التأتأة إحدى أهم أنواع هذه الاضطرابات.

٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

البرامج المعتمدة للمعالجة هي الآتية:

أ- البرنامج الطبيعي: التدريب في البيت أو المطعم أو أي مكان عام،

ب- برنامج التواصل البديلي: استخدام صور أو إشارات للتعبير أو لوحات تواصل،

ج- البرنامج الحاسوبي: استخدام الحاسوب للتدريب على النطق واللغة،

د- البرنامج الاجتماعي التواصلي: يتعلم التلميذ من خلاله مهارات تواصلية مثل المبادرة والمحادثة،

هـ-  البرنامج الفردي غير المباشر: استخدام اللعب، البطاقات وغيرها من الوسائل والتحدث عنها..

ثالثاً: هل البرامج وحدها كافية للمعالجة، وما هو دور المربي والأهل؟ إرشادات لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية.

مما لا شك فيه أن البرامج كافة التي أدرجت أعلاه لمعالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية مهمة ويتحقق للتلميذ بفضلها مهارات عدّة وتقدّم ملموس، إنما يكون ذلك كله من خلال العمل التكاملي بين المربي والأهل والمختص، وهذا ما تؤكده الأبحاث والنظريات كافة. ومن المهم تشخيص حالة التلاميذ في السنوات المبكرة (من الولادة حتى ٥ سنوات) ومحاولة التخفيف من صعوباتهم. والأهم من ذلك إعطاؤهم الثقة بقدراتهم وتشجيعهم على المثابرة بشتى الوسائل الإيجابية، لأن الكثير من ذوي الصعوبات التعلّمية يعانون حالة اكتئاب وخمول إذا فقدوا دوافعهم للتقدم"(٦).

يلعب المعلم، قبل الاخصائيين، دوراً مهماً في معالجة الصعوبات التعلمية والاضطرابات التواصلية، ومن المهم على هذا الصعيد أن يشترك المعلم والأخصائي في المعالجة، ومن المهم أيضاً أن يعي المعلم بعض المبادىء الأساسية في عمله على صعيد اللغة والحساب. في مقالتها بعنوان "صعوبات النطق واللغة: المؤشرات التحذيرية والوسائل المبكرة" تورد السيدة سلمى جبر مولوي المبادىء الآتية:

- "إعطاء نموذج لغوي سليم للأطفال. لذلك عليهن (أي المعلمات) أن يستعملن في أحاديثهن إلى الأطفال جملاً قصيرة وسليمة. وعليهن أيضاً أن يعدن ما قاله الأطفال بصيغة أفضل من دون أن يغيرن المعاني الموجودة. يمكنهن إضافة معلومة واحدة لجملة الطفل (كلمة جديدة، صفة...)

- إيجاد سبل لإثارة اهتمام الأطفال باللغة عبر ألعاب وقصص طريفة مأخوذة من عالمهم.

- تقديم اللغة بجو ترفيهي مسلّ وليس بأسلوب "أعد". فاللغة هدفها التواصل لا الإعادة.

- مكافأة كل محاولة تعبير شفهية ولو لم تكن سليمة. في هذه الحالة إعادة الجملة بالأسلوب الموصوف أعلاه من دون طلب الإعادة.

- الاستماع إلى مضمون الكلام بحالات التأتأة وليس إلى الشكل.

- إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن فكرته من دون مقاطعته أو استعجاله. كما يطلب من التلامذة الإلتزام بهذه القواعد وآداب الحديث.

- عدم السماح للآخرين بالسخرية.

- عدم نطق الكلمة بطريقة خاطئة (بتصرف).

- عدم إظهار الانزعاج عند تلعثم الولد في الصف بل قبول الكلام كما هو..

- عدم معاقبة الطفل إذا تلعثم.

- عدم مكافأة الطفل باعطائه أهمية زائدة إذا تلعثم.

- عدم إعفاء الطفل من التسميع إذا تلعثم بل التسميع له أولاً قبل أن يبدأ بالتوتر.

- عدم إعطاء نصائح مثل "تكلم ببطء" أو"خذ نفس"(٧).

- إعطاء مادة الرياضيات بشكل ممتع ومسلّ (عدم العمل على الكتاب صفحة صفحة وترك المجال للإبداع والربط بين الرياضيات والحياة اليومية، تجنّب الروتين والإكثار من البطاقات والألعاب والوسائل والتشويق).

- عدم إحباط التلميذ باعطائه علامات منخفضة بل العمل على إعطائه فرصاً للنجاح.

- التنبه إلى أنواع الذكاء المختلفة: وفقاً للنظرة الحديثة في الذكاء، هنالك أنواع عدة منه أوردها الكاتب جون غراي على الشكل الآتي: الذكاء الأكاديمي، العاطفي، الجسدي، الفني، الإبداعي، العملي، الحدسي والمتفوق.

التواصل مع رفاق الصف يسهم في التخلّص من الصعوبات

 

 

 

 

أهم هذه الأنواع الذكاء العاطفي الذي يعّرف بأنه "القدرة على خلق علاقات سليمة مع الآخرين والمحافظة عليها، فالإنسان الذي يتحلّى بنسبة عالية من الذكاء العاطفي يدرك كيف يفكر الآخرون. كيف يشعرون، ويستطيع أن يضع نفسه مكانهم وأن يتفهم وجهة نظرهم. إنها قدرة للاتصال والتواصل وللعطف على الآخرين، وهذه القدرة تفيدهم كثيراً ليس فقط في علاقاتهم الشخصية بل أيضاً في مجال عملهم" (٨).

تقول السيدة ريتا مرهج في دراستها عن "النظرة الجديدة في الذكاء والتعليم" المنشورة في كتاب "الصعوبات التعلمية" أنه مؤخراً بدأت مدارس عدة في الولايات المتحدة الأميركية إدخال مادة تنمية الذكاء العاطفي ضمن المناهج الدراسية من خلال "حصص يومية أطلق عليها أسماء مختلفة مثل (Self Science) أو (Social Development) أو (Social and Emotional Learning) تهدف إلى شيء واحد، وهو تطوير الكفاءة الاجتماعية والعاطفية عند الطفل كجزء لا يتجزأ من التربية الاعتيادية"(٩).

- إشراك الأهل: يجب مساعدة الوالدين على تقبّل وتفهّم طبيعة صعوبات التعلّم وتأثيرها على الطفل، كما يجب إشراكهم في البرامج المعتمدة مع التلميذ لمعالجة وضعه وتدريبه وتعليمه. في هذا المجال، يترتب على الأهل تشجيع ولدهم لتحقيق هدف ولو بسيط وقراءة القصص معه وتشجيعه على الاختلاط بالآخرين والتركيز على نقاط قوته وإعطاؤه فرصاً لإكتشاف مواهبه.

- التنّبه إلى التنمية النفس حركية للطفل (Psychomotor development) وهذه عبارة عن "مجموعة نشاطات تساعد على تنمية الجسد من خلال الحركة. هدفها معرفة حسية ودقيقة للجسم وتنظيم علاقته مع التوجه الزماني والمكاني"(١٠).

رابعاً: الاضطرابات العاطفية أو السلوكية

١- التعريف:

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات عاطفية أو سلوكية هم أولئك الذين "يعانون حالة الاضطراب العاطفي أو السلوكي غير الملائم لعمر الشخص الزمني ومجتمعه وسلالته. هذا الاضطراب يؤثر سلباً في تطوره التربوي، وتتضمن مهاراته التربوية مهارات أكاديمية ومهنية واجتماعية وشخصية"(١١).

٢- أنواع الاضطرابات العاطفية أو السلوكية:

أ- الاضطرابات الخارجية :(external disorders)*

  • الاضطراب في التصرف :(conduct disorder) يرفض التلميذ ما يطلب منه ويزعج الآخرين بالضرب أو الصراخ أو الغضب.
  • العدوانية الاجتماعية (الانحراف) .( socialized aggression)* النشاط المفرط وقلة الانتباه (ADHD)، وتقسم إلى فئتين:

١- النشاط المفرط وقلة الانتباه: يعاني التلميذ في هذه الحالة جملة من السلوكيات مثل كثرة الحركة والكلام وقلة التركيز وعدم إنهاء العمل في الوقت المطلوب، إضافة إلى الغضب السريع، مقاطعة الآخرين وحب المغامرات، مزاجي وعشوائي في تصرفاته، قد يكون اتكالياً.

٢- قلة الانتباه :(ADHD) يعاني التلميذ حالة من الشرود وعدم التركيز في العمل، وينسى ويضيّع الأشياء. هو دائماً بحاجة للمتابعة لإنهاء عمله في الوقت المحدد.

ب- الاضطرابات الداخلية ( internal disorders):*

  • القلق  :(anxiety) يكون التلميذ خائفاً قلقاً، قليل الثقة بالنفس، يبكي بسرعة وبلا مبرر. قد يشعر برفض أهله له فيحزن ويكتئب لأنه لا يشعر بالاستقرار.
  • الانعزال (withdrawal) يكون الولد غير اجتماعي، ولا يحب الاختلاط بالآخرين.
  • السلوك الذهاني  :(psychotic behavior) وهو من الحالات الشديدة، ويشمل حالة انفصام الشخصية (schizophrenia) وحالة التوحّد (autism) "اضطراب شامل تطوّري يؤثر في التواصل الشفهي وغير الشفهي وفي العلاقات الاجتماعية". غالباً ما يظهر قبل عمر الثلاث سنوات ويؤثر في التطور التربوي للتلميذ(١٢).

للحركة واللعب والرياضة دورهم الايجابي أيضاً٣- البرامج المعتمدة للمعالجة:

أ- برامج السيطرة الذاتية:

  • برنامج التفكير بصوتٍ عالٍ: للتوصل إلى سيطرة ذاتية (العدّ).
  • برنامج المراقبة الذاتية: يراقب التلميذ سلوكه السيء ويكتشف نسبته ويحاول السيطرة عليه.

ب- برامج المهارات الاجتماعية: برامج تعلّم مهارات اجتماعية عديدة مثل التواصل والمشاركة والحوار وأخذ أدوار.

ج- برامج الاسترخاء.

د- البرامج السلوكية.

هـ-  برنامج حلّ الصراعات.

خامساً: إرشادات للمربين بالنسبة لذوي قلة الانتباه والنشاط الدائم:(١٣)

١- التدريب على تركيز الانتباه: أي توجيه انتباه التلميذ نحو المثيرات المهمة ذات الصلة بموضوع الدرس وترك باقي المثيرات، ويتضمن ذلك:

- لفت انتباه التلميذ إلى المثيرات المهمة حتى يركز عليها، وذلك من طريق تلوينها أو وضع خطوط تحتها.

- اختيار المثيرات غير المألوفة مع تقليل عددها وإزالة تعقيداتها حتى ينتبه التلميذ إليها ويستوعبها،

- توظيف أكثر من حاسة ونشاط في الانتباه، مثل الاستعانة بالعين والسمع في تعلم القراءة والكتابة وإضافة اللمس في الدروس العملية والفنية،

- عرض المواد العلمية على شكل مجموعات متجانسة،

- الاستعانة بالخبرات السابقة للتلميذ والانطلاق منها لتقديم خبرات تربوية جديدة.

٢- زيادة مدة الإنتباه: وذلك بطريقة تدريجية بالإجراءات الآتية:

- تحديد هدف إجرائي يسهل تنفيذه وتقويمه وقياسه (شرح درس لمدة نصف ساعة)،

- استخدام ساعة توقيت لقياس مدة الانتباه لدى التلميذ،

- توفير فترات راحة بين مهام التدريب على تركيز الانتباه (المذكور أعلاه)،

- تعزيز ومكافأة الزيادة في مدة الانتباه بالتشجيع.

٣- زيادة المرونة في نقل الانتباه: يتضمن ذلك اتخاذ الإجراءات الآتية:

- إعطاء وقت كاف لانتقال التلميذ من مثير إلى آخر بعد أن يستوعب الأول،

- التقليل التدريجي من مدة انتقال الانتباه من مثير إلى آخر.

٤- تحسين تسلسل عملية الانتباه:

- زيادة عدد الفقرات التعليمية التي ينتبه إليها التلميذ تدريجياً،

- وضع عناصر المهمة العلاجية (الفقرات التعليمية المطلوب زيادة مدة الانتباه إليها) في شكل وحدات يسهل تعلمها مثل الحروف المتجانسة مع بعضها (ب،ت،ث) إلخ، أي إخضاعها لمبادىء تداعي المعاني الخمسة التي وضعها أرسطو وهي: التشابه/ التضاد/ التجاور في الزمان والمكان/، فيسهل الربط السريع بينها والانتباه إليها كمجموعة.

- التكرار والتدريب حتى يسيطر التلميذ على المهمة التعليمية.

استراتيجيات علاج النشاط الزائد:

- تعديل السلوك غير المرغوب فيه من طريق استخدام مبدأ الثواب والعقاب،

- تقديم النموذج السلوكي المتزن،

- الهدوء والثبات الانفعالي مع التلميذ وعدم الثورة في وجهه،

- اللجوء إلى التوجيه البسيط،

- إفساح المجال أمام التلميذ لتفريغ انفعالاته في لعب مفيد وهادىء،

- تجزئة المهام التربوية والدراسية، اللعب المفيد لتفريغ الانفعالات

- استشارة الطبيب في نوعية الغذاء للتلميذ.

إضافة إلى ذلك، يتم التاكيد على التعامل مع التلميذ كفرد له خصائصه الجسدية وقدراته العقلية وسماته الخاصة واحترام إمكانياته واعتماد مبدأ التشجيع المستمر وتدريبه على مراقبة سلوكه وأدائه ذاتياً.

الخاتمة:

أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، من المهم أن نؤمن لهم حاجتهم من الرعاية والألفة والمحبة كي نضمن إيصالهم إلى شط الأمان نفسياً واجتماعياً وتربوياً. إن الأدوار التي يلعبها الأهلون كما المربون في حياة التلاميذ هي على قدر بالغ من الأهمية وتصل بالمجتمع إما إلى الإنحدار والإنهيار وإما إلى تكوين الذات الفردية والاجتماعية فيكون بذلك انتصار للأوطان والشعوب.

المراجع:

١. ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى، ٢٠٠٤

٢. د. ليلى عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،

٣. د. محمود، أمان. د. صابر، سامية. بعض الخصائص النفسية والسلوكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم. مجلة الطفولة العربية، العدد ١٩، حزيران ٢٠٠٤.

الهوامش:

١- د. ليلي عاقوري ديراني، الصعوبات التعلمية، مؤسسة الحريري، بيروت ٢٠٠٢،  ص ٢٠،

٢- ريم نشابة معوض، الولد المختلف، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى ٢٠٠٤،  ص ٤٥،

٣- المرجع السابق ص. ٤٦

٤- المرجع السابق ص. ٤٦

٥- المرجع السابق ص. ٦١١٠١ - المرجع السابق ص. ٦٣

٧- الصعوبات التعلمية، ص. ٨٩

٨- المرجع السابق ص. ١٤٢

٩- المرجع السابق ص. ١٤٣

١٠  المرجع السابق ص. ١٩٨

١١- الولد المختلف، ص. ٧٢

١٢- المرجع السابق ص. ١٧٥

١٣- هذه الارشادات وردت في مقالة للكاتب قيس ابراهيم المقدادي قي كتاب "الصعوبات التعلمية"