تطور الوسيلة التعليمية كي تتلاءم مع المناهج الجديدة
تطور الوسيلة التعليمية
كي تتلاءم مع المناهج الجديدة
إن الهدف من هذا المقال هو دعم العملية التربوية النشطة، التي ترتكز في مسارها على الأعمال التطبيقية التي يجب إنعاشها في العملية التعليمية. إننا ندعو إلى إنتاج ما يلزم من وسائل تعليمية حتى في أسوأ الظروف وأقساها.
لقد اعتدنا على التمييز بين الدروس التطبيقية أو العملية والدروس النظرية . ففي الواقع يجب ألا نفصل بين الاثنين لأن الدروس النظرية ليست الا خلاصة للأعمال التطبيقية، وما استنتجناه منها من ملاحظات ومبادىء ونظريات تتكرر عندما تكون الظروف ذاتها.
أحد تعاريف الوسائل التعليمية الحديثة:
''إنها مجموعة من المواد والأدوات والأجهزة أو قنوات الاتصال الملائمة للمواقف التعليمية المطروحة، يستخدمها المعلم أو المتعلم لاستيعاب المحتوى المعرفي بإتقان ومهارة وجو مشوق، وصولاً إلى تعلّم أفضل لعدد كبير من المتعلمين في أقصر وقت، بأقل جهد وأوفر كلفة.''
تصنيف الوسائل التعليمية:
لقد صنفت الوسائل التعليمية بطرق مختلفة؛ بحسب الحواس المتفاعلة، بحسب الأسعار، وبحسب المراحل التاريخية. لكن أهم تصنيف هو الذي يعود ل ''ادغار دايل'' وقد صنفها كالآتي:
- الوسائل المجردة، كالرموز المجردة والرموز المصورة.
- الوسائل شبه المحسوسة كالتسجيلات الصوتية والصور الثابتة والمتحركة.
- الوسائل المحسوسة كالمعارض والمتاحف والرحلات التعليمية والنماذج والعينات والخبرات العملية المباشرة وغير المباشرة.
لقد حرص واضعو المناهج الجديدة وكل من عمل فيها، على أن يكون التلميذ هو المحور الأساس في العملية التربوية النشطة وأن تشكل الأعمال التطبيقية النسبة الأعلى في التعليم، هذه النسبة التي تعلو وتنخفض بتأثيرعوامل عدة أهمها:
الانسان |
|
المادة |
|
المكان |
|
الزمان |
إن التعليم من طريق العمل المباشر يؤدي إلى اكتساب خبرات تمكن المتعلم من استخدامها بطريقة أفضل في مختلف المواقف الحياتية.
نجاح الوسيلة التعليمية يعتمد على:
- طريقة اختيارها.
- مدى ملاءمتها للموقف التعلّمي.
- مهارة المعلم والتلميذ في تصميم الوسيلة وصنعها.
مصادرالوسائل التعليمية
- البيئة.
- العمل المدرسي للمعلم أو للتلاميذ.
- الأسواق المحلية.
- الأسواق العالمية.
البيئة
- نماذج.
- عينات.
- رحلات تعليمية.
- مشاهدات.
أهم المواد المستعملة في إنتاج الوسيلة التعليمية الزهيدة الكلفة على سبيل المثال لا الحصر:
- البوليستيرين (البلاستيك الرغوي).
- القناني البلاستيكية على أنواعها.
- سدادات القناني: بلاستيكية، مطاطية، فلينية...
- ''الفلكرو'' (شليخ شلاخ).
- الشرائط المعدنية : حديد، نحاس، ألومينيوم، فولاذ...
- علاقة ثياب سلكية معدنية.
- أنابيب شرب المرطبات (شاليمون).
- الأشياش الخشبية.
- مساويك الأسنان.
- ورق الألومينيوم.
- ورق الطباعة الناسخة.
- الورق المقوى (الكارتون على أنواعه).
- أكياس النايلون.
- علب الجبنة الأسطوانية.
- العلب المعدنية على أنواعها.
- أنابيب المصل البلاستيكية.
- الحقن الطبية البلاستيكية بمختلف الأحجام.
- الرمل المنخول.
- البحص الصغير.
- قضبان الغرافيت المستخرجة من البطاريات الكهربائية المستهلكة.
- البالونات المطاطية.
- المحارم الورقية.
- الأنابيب الكرتونية.
- المحولات الكهربائية الخارجة عن الخدمة.
- المحركات الكهربائية الصغيرة.
- القطع المغناطيسية.
- الإسفنج.
- كرات الطاولة (بينغ بونغ).
- قماش شبكي (تول).
- شبك منخل.
- خراطيش الحبر الفارغة.
- أقلام الحبر الناشف.
- الكرات الزجاجية والفولاذية (كلل).
- العجلات الدحراجية (رولمان).
- قضبان المظلات (الشماسي) الفولاذية.
- الأزرار بمختلف الأحجام والأشكال.
- بطاقات تعبئة الخلوي البلاستيكية.
- السلاسل المعدنية.
- بكرات الخيطان المستهلكة أو الفارغة.
- العلب البلاستيكية الشفافة.
- أسطوانات الحاسوب.
- مطاط العجلات...
أدوات عمل بسيطة لتحضير وسائل تعليمية وإنتاجها:
أ- أدوات القصّ والقطع والنشر:
المقطع، المقصّ، المشرط، المسطرة (للورق والكرتون)
منشار المعادن، المشرط (للخشب الطري كخشب البالزا مثلا)
المقصّ، المقطع، منشار المعادن (للمعدن) المنشار (للخشب).
ب- أدوات الثقب والنقر:
الدبوس، الإبرة، المخرز، قلم الرصاص (للورق والكرتون)
المخرز، المسمار، المثقاب اليدوي، المثقاب الكهربائي (للخشب)
المسمار، المخرز، المثقاب اليدوي ، المثقاب الكهربائي (للمعدن)
المثقاب، الشيش المحمى (للبلاستيك).
ج- أدوات الصقل والتنعيم:
ورق البرداخ والمبارد (للخشب).
ورق السنبادج والمبارد (للمعادن).
ورق البرداخ ، ورق السنبادج، القماش (للبلاستيك).
د- أدوات الشد والجمع:
الملازم المنقولة والثابتة، الحبل المجدول، البراغي والمسامير، التباشيم ، الأزرار والكبسون والكبش.
والخيطان والسحاب والفيلكرو، الخوابير والألسنة والتشبيك والتعقيد والنسج والربط ولحام القصدير...
هـ- مواد اللصق:
الصمغ العربي، النشاء المطبوخ، الغراء (للورق).
الغراء و''الأوهو'' والشمع الحراري (للخشب ).
الكلوروفورم (للبليكسيغلاس).
السيليكون (للزجاج).
الباتيكس (للجلد).
أصماغ ومواد مصنعة متنوعة لاصقة لمواد متعددة كالألتيكو والأرالديت والإسمنت وغيرها...
لقد حرصنا على عرض أمثلة مأخوذة من برنامج العلوم (فيزياء كيمياء وعلوم الحياة). ثلاثة اختبارات من كل مادة وفي الوقت الفعلي الاجرائي. وقد تبيّن أن أطولها لا يتعدى مدة العشرين دقيقة بالاضافة إلى تحضير الوسيلة. وهذا ما يدحض النظرية الشائعة التي تقول بأن الاختبار العملي يتطلب وقتاً اضافياً ما يجعل منه مضيعة للوقت في وضع نكون نحن فيه بأمس الحاجة إليه. إذ إن ما يبينه الاختبار في أي مادة يغني عن حصة أو حصتين بالكامل لشرح ما يجري وما نحصل عليه من نتائج لهذا الاختبار. مع العلم أن هنالك حثاّ على تحضير الوسيلة الاختبارية من قبل المعلم أو المتعلم أو بمشاركة الاثنين معاً، ما يجعل من هذا الاختبار عملية مشوقة تجعلنا نترقب بشغف نتائجها حتى وإن فشلت. فقد يدفعنا حب الفضول العلمي إلى الذهاب بعيداً والعمل الدؤوب توخياً للنجاح. هذا ما يرسخ المفهوم العلمي من أهداف، وسائل، نتائج وتطوير مستقبلي.
قبل التطرق إلى الوسيلة التعلمية، علينا التطلع إلى التحضير الفكري والمهاراتي عند المعلّم كما عند المتعلّم. إن لذلك تأثيراً كبيراً على سير العملية التربوية الهادفة.فكثيراً ما يطرح سؤال، أي انسان نريد؟ نريد انساناً يحترم الماضي، يعمل في الحاضر، لتطوير المستقبل.
لقد قلب التطور التكنولوجي السريع، في أي مجال من مجالات العلم المفاهيم القديمة، من دون أن يبين أنها كانت على خطأ. لأنه لولاها لما أصبحنا في هذه المرحلة ولولا عملنا الحاضر والدؤوب لما أشرق أمامنا المستقبل بكل ما فيه من أمل وحياة.
كل ذلك في سبيل رفاهية الانسان واحترام كينونته وبيئته والطبيعة التي يحيا ضمنها، وتعزيز التواصل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.
قبل البدء في التعلم على تحضير وسيلة تربوية علمية أو غير علمية علينا معرفة ما يحيط بنا من مواد خام، نصف مصنعة او مصنعة. وما لها من خصائص وميزات وأن نتآلف معها، وهذا لا يتم الا من طريق التمرُّس والاختبار.
فالتلميذ في مرحلة التعليم الأساسي يتعرف إلى أشياء بسيطة تحيط به كالورق والاقلام. فيتعلم ويتمرس على طي الأوراق وتجعيدها أو تمزيقها. هذه الأفعال تبدأ بطيئة مترددة وغير واثقة ، لا تلبث في ما بعد أن تصبح عادة سهلة تُكرَّر من دون تردد. كذلك بالنسبة للقلم ففي البداية يمسك التلميذ به بطريقة غير صحيحة وغير مألوفة وإذا أمسكه جيدا فقد يضغط به على الورقة بشكل غير مألوف إلى أن يتعلم الكثابة.
كلما نما الإنسان، كلما تعرف إلى مواد وأدوات أكثر فأكثر، وكلما تفاعل معها، كلما اكتشف أشياء وخصائص وميزات جديدة يوظفها في ما بعد، في ظروف أخرى مشابهة أو مختلفة، فيوسع معرفته بالمادة وظروف تشغيلها.
أخلص بالقول لأوكِّد أنه لا يمكن بين ليلة وضحاها، أن تجعل من المعلّم أو من المتعلّم إنساناً يمكنه تحضير الوسيلة التربوية، أكانت علمية أم غيرعلمية وبطريقة عملية، مفيدة وهادفة . لذلك علينا أن نبدأ الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وعندما تتبع العملية التربوية فعلاً الطريقة النشطة نرى أن الأجيال سوف تتحسن شيئا فشيئا لتصل مستقبلاً إلى المستوى الذى نتوخاه.
من هنا فإن الوقت اللازم لبلوغ هذا التمني يعود للإدارة التربوية التي بامكانها تسريع تطوير العمل التربوي إن من ناحية التدريب المكثف وهذا ما نحن بصدد القيام به، أو من ناحية قيام المعارض العامة والخاصة، أو من ناحية تأهيل المناهج وتجديدها بصورة متواصلة، منعاً لحصول فجوات فيما لو طالت مدة تطوير هذه المناهج كما حصل خلال الأربعين سنة الماضية ...
١- عرض لأمثلة عن اختبارات الفيزياء
تشغل الكهرباء ومفاعيلها حيزاً مهماً من محاور الفيزياء في التعليم الأساسي، لذلك كان لا بد لنا أن نخص هذا المحور ببعض الأنشطة والوسائل التي أتت على الشكل الآتي:
أ- صنع مفتاح أو قابس كهربائي:
المواد اللازمة: قطعة خشبية صغيرة (٦سم × ٤سم × ٢سم)
مشبك ورق قياس متوسط - سوار مطاطي - أربعة مسامير طول (٢ سم) - سلك كهربائي رفيع.
ب- صنع قاعدة مصباح كهربائي:
المواد اللازمة: مربع من الورق المقوى (الكرتون) بضلع (٤ سم) - سدادة قنينة مياه بلاستيكية - قطعة صغيرة من ورق الألومينيوم - سلك كهربائي رفيع - مادة لاصقة. (UHU)
ج- صنع محرّك كهربائي:
المواد اللازمة: - لوحة من الفلين أو الخشب(١٢ سم × ١٢ سم × ١سم) - ثمانية دبابيس - سدادة قنينة من الفلين أو قطعة بحجمها من البوليستيرين - مغناطيس صغير - سلك كهربائي مفرنش بقطر ٠,٣ ملم وطول ٣ م - سلك كهربائي رفيع بطول ٥٠ سم تقريباً.
٢- عرض لأمثلة عن اختبارات الكيمياء
للتفاعلات الكيميائية أثر مهم في حياة الإنسان اليومية، كإنتاج الغازات، التغيرات اللونية، التبادلات الحرارية وتحول مواد لها خصائص معينة إلى مواد أخرى ذات خصائص مختلفة من طريق التحليل والتركيب. لذا كان لا بد لنا من إلقاء الضوء على بعض الوسائل التي تساعد على ذلك:
أ- تحضير مؤشر لوني بسيط للأحماض والقلويات:
المواد اللازمة: - كوب فيه ١٠٠ ملل من الماء المقطر - وردة حمراء أو ورقة ملفوف أحمر أو بعض حبات البيلسان - مصدر حراري - قمع - نطافة قطن - قنينة عقاقير صغيرة فارغة - مادة حمضية - مادة قلوية - أنابيب تجارب .
ب- تحضير وعاء لتحليل الماء (فولطاميتر):
المواد اللازمة: - قنينة مياه بلاستيكية كبيرة أو أي وعاء بلاستيكي شفاف قطره بين ١٠ و ١٥ سم - قطبا غرافيت لبطاريتين تالفتين - سلكا توصيل كهربائي - لوحا بوليستيرين ٢٠ سم × ٢٠ سم × ١سم).
ج- تحضير آلة تبين مفعول الغاز الناتج عن التفاعل الكيميائي:
المواد اللازمة: - قنينة بلاستيكية صغيرة مع سدادتها - أنبوبة لمشروبات مرطبة أو تلك التي تكون داخل قلم الحبر الناشف - خيط عادي - قطعتا بوليستيرين حجمهما يتناسب مع حجم القنينة للعوم على الماء أو للتركيز فوق عجلات - كمية من الكلس - كمية من الخل - أربع عجلات خفيفة من
البلاستيك - محوران خشبيان )أشياش اللحم الخشبية( - قطعة قماش صغيرة.
٣- عرض لأمثلة عن اختبارات علوم الحياة
يقسم علم الأحياء بشكل عام إلى قسمين رئيسيين : - الكائن الحي وبيئته (الانتماء البيئي ، الجنس، الفئة ، المسكن، المناخ، الخ...) - الوظائف الحياتية للكائن الحي (تنفس، انتقال، تغذية، تكيف، الخ... ).
أ- تحضير نموذج يمثل جهاز التنفس الرئوي:
المواد اللازمة: - قنينة بلاستيكية كبيرة - بالونان من المطاط - سواران من المطاط - شريط لاصق شفاف - أنبوب زجاجي أو بلاستيكي بطول ١٠ سم وقطر ٠,٥ سم تقريباً.
ب- تحضير نموذج يمثل الحركة العضلية:
المواد اللازمة: قطعتان من البوليستيرين بطول ٣٠ سم وعرض ٦ سم - حقنتان طبيتان بلاستيكيتان كبيرتان سعة ١٠ ملل أو أكثر - أنبوب بلاستيكي مرن كأنبوب تهوية الأكواريوم أو المصل سلك معدني بطول ٣٠ سم .
ج- تحضير نموذج يبين طبيعة عمل الأنزيمات:
المواد اللازمة: - لوح من البوليستيرين (٣٠ سم × ٢٠ سم × ١سم) - أداة قص البوليستيرين بالسلك الحراري - ألوان مختلفة من الغواش المائي - ريش للتلوين.
يترك للمعلم أو للمتعلم حرية استعمال الوسيلة التربوية وتطويرها بالشكل الذي يراه مناسباً خدمة للهدف التعلمي الذي نتوخاه. مع العلم أن الأمثلة التي أتينا على ذكرها ليست حصرية ولا هي ثابتة. |