ناديا صيقلي

لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية
ناديا صيقلي

ولدت ناديا صيقلي سنة ١٩٣٦، درست في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) وفي الخارج (فرنسا وسواها...) أقامت معارض عديدة كما شاركت بمعارض جماعية كثيرة.لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية ناديا صيقلي

تنتمي الفنانة إلى مرحلة الحداثة، وبالفعل فقد انتقلت من الأكاديمية اللبنانية إلى أوروبا تراقب التبدلات الفنية المتسارعة في المجالات الثقافية والتشكيلية وتنهل منها وتندهش بها. لقد انتمت صيقلي إلى رعيل لبناني وعى زمانه الفني وحضوره الإبداعي داخل الوطن، حيث اتجهت، من خلال ذلك، إلى صياغة لوحة تستمد مقومات الحداثة من الأصداء الأوروبية مع تطعيمها بالمؤثرات المحلية.

لكن لفنانة لم ترتح إلى بلوغها هذه المرحلة من الصياغة، فعملت على الولوج إلى المجال الاختباري، فوجدت ضالتها في اعتناق التجريدية الغنائية والعاطفية، تلك المدرسة التي تُماهي بين التجريد الذاتي وبين التأثر بالطبيعة، لا سيما وأن الضوء والمفردات الطبيعية يعبق بها لبنان بامتياز.

يُعدّ هذه الخيار في المنتصف الثاني من القرن الماضي عملاً بديهياً، لكنه مغامرة في الوقت ذاته، وتتأتى بداهته من الاستغراق في الانفعال الذاتي الساعي أبدًا نحو تجديد مستدام للحداثة، وعن فعل ذاتي وشخصاني في هذا المجال، فلا رغبة في التكرار، ولا استكانة إلى النتيجة التي توصلت اليها التجربة، بل قلق مستمر يؤسس لعملية تفتيش دائم، وهذا ما يؤكد المغامره في هذا الخيار؛ إذ إن الطبيعة منهل الإنسان والحضن الذي يركن إليه في حالاته الوجدانية المختلفة. ولكن مفردات الطبيعة حسبما أكدته التجربة الانطباعية، ذات صلة واضحة بالواقع. والمغامرة هي في ''تسطيح'' هذا واقع وإدماجه بالمؤثرات العاطفية للفنان، هذا ما فعله شفيق عبود، وهذا ما أكدته ناديا صيقلي، وهذا ما تبديه لوحتها المنشورة أعلاه، كأنما هي إرادة تنتزع عمق ارتداد بول سيزان الفنان الفرنسي الشهير على الانطباعية، وهو ما سمي ''بالضرورات'' الابداعية أي تحوير الأشكال خدمة للعمل الفني، وهو ما ذهبت به الفنانة في "تشهيراتها"* المسوقة في العمل وقد استلهمتها من تقنية سيزان.

لكن المعالجة الذكية التي امتاز بها العمل الفني يؤكد نجاح الفنانة في الطلوع من ''التهشير'' ذي النزعة التكعيبية الذي اكتشفه سيزان باتجاه الحداثة المؤكدة في ''التسطيح" التجريدي الذي يعتنقه عمل الفنانة.

التهشير'': خطوط متوازية شبه متلاصقة تبغي تعبئة مساحة معينة بالخطوطة الناشئة عن القلم أو عن ريشة الرسام. أخذت من كلمة"Hachures" الفرنسية ولا مرادف لها باللغة العربية يطابق معناها ومدلولاتها الفنية.
 

د. عادل قديح

ناديا صيقلي

لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية
ناديا صيقلي

ولدت ناديا صيقلي سنة ١٩٣٦، درست في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) وفي الخارج (فرنسا وسواها...) أقامت معارض عديدة كما شاركت بمعارض جماعية كثيرة.لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية ناديا صيقلي

تنتمي الفنانة إلى مرحلة الحداثة، وبالفعل فقد انتقلت من الأكاديمية اللبنانية إلى أوروبا تراقب التبدلات الفنية المتسارعة في المجالات الثقافية والتشكيلية وتنهل منها وتندهش بها. لقد انتمت صيقلي إلى رعيل لبناني وعى زمانه الفني وحضوره الإبداعي داخل الوطن، حيث اتجهت، من خلال ذلك، إلى صياغة لوحة تستمد مقومات الحداثة من الأصداء الأوروبية مع تطعيمها بالمؤثرات المحلية.

لكن لفنانة لم ترتح إلى بلوغها هذه المرحلة من الصياغة، فعملت على الولوج إلى المجال الاختباري، فوجدت ضالتها في اعتناق التجريدية الغنائية والعاطفية، تلك المدرسة التي تُماهي بين التجريد الذاتي وبين التأثر بالطبيعة، لا سيما وأن الضوء والمفردات الطبيعية يعبق بها لبنان بامتياز.

يُعدّ هذه الخيار في المنتصف الثاني من القرن الماضي عملاً بديهياً، لكنه مغامرة في الوقت ذاته، وتتأتى بداهته من الاستغراق في الانفعال الذاتي الساعي أبدًا نحو تجديد مستدام للحداثة، وعن فعل ذاتي وشخصاني في هذا المجال، فلا رغبة في التكرار، ولا استكانة إلى النتيجة التي توصلت اليها التجربة، بل قلق مستمر يؤسس لعملية تفتيش دائم، وهذا ما يؤكد المغامره في هذا الخيار؛ إذ إن الطبيعة منهل الإنسان والحضن الذي يركن إليه في حالاته الوجدانية المختلفة. ولكن مفردات الطبيعة حسبما أكدته التجربة الانطباعية، ذات صلة واضحة بالواقع. والمغامرة هي في ''تسطيح'' هذا واقع وإدماجه بالمؤثرات العاطفية للفنان، هذا ما فعله شفيق عبود، وهذا ما أكدته ناديا صيقلي، وهذا ما تبديه لوحتها المنشورة أعلاه، كأنما هي إرادة تنتزع عمق ارتداد بول سيزان الفنان الفرنسي الشهير على الانطباعية، وهو ما سمي ''بالضرورات'' الابداعية أي تحوير الأشكال خدمة للعمل الفني، وهو ما ذهبت به الفنانة في "تشهيراتها"* المسوقة في العمل وقد استلهمتها من تقنية سيزان.

لكن المعالجة الذكية التي امتاز بها العمل الفني يؤكد نجاح الفنانة في الطلوع من ''التهشير'' ذي النزعة التكعيبية الذي اكتشفه سيزان باتجاه الحداثة المؤكدة في ''التسطيح" التجريدي الذي يعتنقه عمل الفنانة.

التهشير'': خطوط متوازية شبه متلاصقة تبغي تعبئة مساحة معينة بالخطوطة الناشئة عن القلم أو عن ريشة الرسام. أخذت من كلمة"Hachures" الفرنسية ولا مرادف لها باللغة العربية يطابق معناها ومدلولاتها الفنية.
 

د. عادل قديح

ناديا صيقلي

لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية
ناديا صيقلي

ولدت ناديا صيقلي سنة ١٩٣٦، درست في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) وفي الخارج (فرنسا وسواها...) أقامت معارض عديدة كما شاركت بمعارض جماعية كثيرة.لوحة الغلاف للفنانة اللبنانية ناديا صيقلي

تنتمي الفنانة إلى مرحلة الحداثة، وبالفعل فقد انتقلت من الأكاديمية اللبنانية إلى أوروبا تراقب التبدلات الفنية المتسارعة في المجالات الثقافية والتشكيلية وتنهل منها وتندهش بها. لقد انتمت صيقلي إلى رعيل لبناني وعى زمانه الفني وحضوره الإبداعي داخل الوطن، حيث اتجهت، من خلال ذلك، إلى صياغة لوحة تستمد مقومات الحداثة من الأصداء الأوروبية مع تطعيمها بالمؤثرات المحلية.

لكن لفنانة لم ترتح إلى بلوغها هذه المرحلة من الصياغة، فعملت على الولوج إلى المجال الاختباري، فوجدت ضالتها في اعتناق التجريدية الغنائية والعاطفية، تلك المدرسة التي تُماهي بين التجريد الذاتي وبين التأثر بالطبيعة، لا سيما وأن الضوء والمفردات الطبيعية يعبق بها لبنان بامتياز.

يُعدّ هذه الخيار في المنتصف الثاني من القرن الماضي عملاً بديهياً، لكنه مغامرة في الوقت ذاته، وتتأتى بداهته من الاستغراق في الانفعال الذاتي الساعي أبدًا نحو تجديد مستدام للحداثة، وعن فعل ذاتي وشخصاني في هذا المجال، فلا رغبة في التكرار، ولا استكانة إلى النتيجة التي توصلت اليها التجربة، بل قلق مستمر يؤسس لعملية تفتيش دائم، وهذا ما يؤكد المغامره في هذا الخيار؛ إذ إن الطبيعة منهل الإنسان والحضن الذي يركن إليه في حالاته الوجدانية المختلفة. ولكن مفردات الطبيعة حسبما أكدته التجربة الانطباعية، ذات صلة واضحة بالواقع. والمغامرة هي في ''تسطيح'' هذا واقع وإدماجه بالمؤثرات العاطفية للفنان، هذا ما فعله شفيق عبود، وهذا ما أكدته ناديا صيقلي، وهذا ما تبديه لوحتها المنشورة أعلاه، كأنما هي إرادة تنتزع عمق ارتداد بول سيزان الفنان الفرنسي الشهير على الانطباعية، وهو ما سمي ''بالضرورات'' الابداعية أي تحوير الأشكال خدمة للعمل الفني، وهو ما ذهبت به الفنانة في "تشهيراتها"* المسوقة في العمل وقد استلهمتها من تقنية سيزان.

لكن المعالجة الذكية التي امتاز بها العمل الفني يؤكد نجاح الفنانة في الطلوع من ''التهشير'' ذي النزعة التكعيبية الذي اكتشفه سيزان باتجاه الحداثة المؤكدة في ''التسطيح" التجريدي الذي يعتنقه عمل الفنانة.

التهشير'': خطوط متوازية شبه متلاصقة تبغي تعبئة مساحة معينة بالخطوطة الناشئة عن القلم أو عن ريشة الرسام. أخذت من كلمة"Hachures" الفرنسية ولا مرادف لها باللغة العربية يطابق معناها ومدلولاتها الفنية.
 

د. عادل قديح