قياس التحصيل التعلّمي في خدمة المناهج
قياس التحصيل التعلّمي في خدمة المناهج
يُشكل تقييم التعلّم جزءاً مكملاً للعملية التربوية ومتلازماً مع كل مرحلة من مراحل التعليم. لهذا فإن عملية التقييم بإجراءاتها المتنوعة تكتسب أهمية كبرى وتؤدي أدواراً فعالة على المستويات الآتية:
- تشخيص تعلّم التلميذ واكتشاف ما يعترضه من مشاكل وعقبات.
- معرفة قدرة المتعلم وقابليته واستعداده لنوع معين من التعلم.
- ترشيد التعليم بما يتناسب من وسائل وتجهيزات وأدوات.
- معرفة مدى تحقّق الأهداف المرسومة.
- الكشف عن فعالية الأجهزة التربوية، البشرية منها والمادية.
- قياس جودة التعليم من خلال مؤشرات محددة.
- رسم سياسات التنمية البشرية في قطاع التربية والتعليم (الحد من الرسوب، الحد من التسرب، الحد من الهدر...).
ولا بد لعملية التقييم من اعتماد أسس نظرية سليمة في بنائها لكي نقيس بدقة ووضوح ما نبغي قياسه على مستوى مخرجات التعلم. وهذا يقتضي تحديد مبادئ التقييم وأشكاله أو أنماطه.
وبعد أن تمّ تطبيق مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وبعد وضع نظام التقييم الجديد موضع التنفيذ وبخاصة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي حيث اعتمد نظام الترفيع الميسّر، أصبح من الضروري قياس مستويات التحصيل التعلمي لتلاميذ السنة الثالثة الاساسية من هذا التعليم، وصولاً إلى تحديد مدى التقدّم الذي أُحرز في مجال اكتساب الكفايات التعلميّة الأساسية، وكانت قد طرحت بعض الاشكاليات التي يمكن تلخيصها كالآتي :
- عدم توافر معطيات كافية عن مستويات التحصيل التعلمي لتلاميذ الصف الثالث الأساسي.
- عدم القيام بهذا القياس بصورة دورية.
- نسبة عالية من الرسوب بالرغم من الترفيع الميسَّر في الصف الثالث الأساسي ( ٦,٥ ٪) وارتفاع النسبة إلى ( ١٤,٥ ٪) في الصف الرابع الأساسي(١)
لذلك، قامت وحدة التخطيط في مكتب البحوث التربوية بإجراء دراسة تتناول قياس مستويات تحصيل تلاميذ السنة الثالثة الذين رُفعوا إلى الصف الرابع من التعليم الأساسي للعام الدراسي (٢٠٠٣ - ٢٠٠٤) في مواد اللغة العربية واللغة الأجنبية الأساسية (الفرنسية أو الإنكليزية)
والرياضيات والعلوم والاجتماعيات، وفي الكفايات الأساسية للتلاميذ في تلك المجالات.
منهجية الدراسة:
هي وصفية تعتمد إطاراً نظرياً وآخر ميدانياً، مع تحليل للنتائج المحصلة، وهذا يقتضي اختيار عينات وإعداد أدوات البحث الميداني، مع مكننة المعلومات وتحليل المعطيات وتفسيرها.
- الإطار النظري:
يتناول هذا الشق دراسة مناهج الصف الثالث الأساسي المرتكزة على مبادئ عامة في المستويات الأساسية الآتية:
- المستوى الفكري.
- المستوى الوطني.
- المستوى الاجتماعي.
وإذ ترتكز على هذه المبادئ ترمي إلى تحقيق هدفين: بناء شخصية الفرد القادرة على تحقيق ذاتها وتحمل المسؤولية والالتزام الأخلاقي والتعامل مع الآخرين بروح المواطنية المسؤولة والمشاركة الإنسانية وذلك في الميادين الآتية:
- الميدان الذهني المعرفي (المعارف والمهارات).
- الميدان العاطفي الوجداني (القيم والمواقف).
- الميدان الحركي (السلوك).
إضافة إلى اكتسابه مهارات وقيم ضرورية في تكوين مواقفه.
- الإطار الميداني:
ويشمل اختيار العينات وإعداد الأدوات.
تم اختيار العينة، استناداً إلى إحصاءات دائرة الإحصاء التربوي في المركز التربوي للبحوث والإنماء.
اعتُمدت المدرسة كوحدة لاختيار العينة بطريقة الاختيار العشوائي الطبقي العنقودي، الذي أخذ بعين الاعتبار قطاع التعليم (رسمي/خاص) والمحافظات الست. وقد شكّلت العينة ٢٪ من مجموع المدارس التي تحتوي هيكليتها الصف الثالث الأساسي أي حوالى ٤٤ مدرسة، ثم تمّ عشوائياً اختيار شعبة واحدة من هذا الصف في كل مدرسة وبلغ عدد تلاميذ العينة ١١٦٧ تلميذاً.
أما بالنسبة للأدوات، فقد شُكلت سبع لجان فنية لإعداد الاختبارات، لجنة لكل مادة تعليمية تمثلت بعضو من الهيئة الأكاديمية للمادة التعليمية في المركز التربوي للبحوث والإنماء، وعضو من التفتيش التربوي، ومعلم من معلمي الثالث الأساسي.
صَمّمت اللجان الفنية سبعة اختبارات اعتمدت في وضعها الأسس الآتية :
- اعتماد الأسئلة المقفلة ونصف المقفلة مع مراعاة خصوصية المادة التعليمية.
- الكفايات الموصوفة في أدلة التقييم العائدة لكل مادة تعليمية.
- المستويات المعرفية وفقاً لتصنيف ''بلوم Bloom " وهي: التذكّر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، تقييم الانتاج الشخصي.
- مراعاة تثقيل علامات الاختبارات بشكل متوازن بين المستويات المعرفية المذكورة أعلاه.
- تحديد درجة الإتقان بـ ٨٠ ٪ من مجموع قيمة كل اختبار، انسجاماً مع مبدأ التقييم الوارد في القرار رقم ٦٦٦ /م/ ٢٠٠٠ ، تاريخ .٢٠٠٠/١١/١٤.
الاختبارات:
١- اختبار مادة اللغة العربية: مدته ٦٠ دقيقة.
تضمن هذا الاختبار جزأين:
- جزء شفهي لقياس مجال كفايات الإصغاء والفهم، وهو عبارة عن نص مسجل يرافقه أسئلة حول النص، عددها ستة وقيمتها ٤٠ ٪ من الاختبار.
- جزء ثان كتابي، انطلق من نص مكتوب ومحرك وأسئلة حول النص، إضافة إلى أسئلة في التصريف والإعراب، عددها ستة وقيمتها ٦٠ ٪ من الاختبار.
٢- اختبار مادة اللغة الفرنسية : مدته ٦٠ دقيقة.
تضمّن اختبار مادة اللغة الفرنسية جزأين :
- جزء شفهي، لقياس مجال كفايات الإصغاء والفهم، انطلق كما في اللغة العربية من نص مسجل، يرافقه أسئلة حول النص، عددها ستة وقيمة هذا الجزء ٤٠ ٪ من الاختبار.
- جزء كتابي، لقياس كفايات القراءة والكتابة، انطلاقاً من نص مكتوب يرافقه أسئلة حول النص، عددها أحد عشر سؤالاً، إضافة إلى أسئلة في التعبير وتأليف الجمل، بناء على شريط من الرسوم. قيمة هذا الجزء ٦٠ ٪ من الاختبار.
٣- اختبار مادة اللغة الإنكليزية: مدته ٦٠ دقيقة.
يتألف هذا الاختبار كما في اللغتين العربية والفرنسية من جزأين:
- جزء شفهي، لقياس كفايات الإصغاء والفهم، قيمته ٤٠ ٪ من الاختبار. ينطلق من نص مسجل على شريط، ترافقه أسئلة حول النص وعددها خمسة.
- جزء كتابي، لقياس كفايات القراءة والفهم والتعبير، قيمته ٦٠ ٪ من الاختبار، وهو عبارة عن نص مكتوب ترافقه أسئلة حول النص، عددها خمسة ومعظمها من النمط المفتوح.
٤- اختبار مادة الرياضيات: مدته ٤٥ دقيقة.
يتألف هذا الاختبار من أربعة عشر سؤالاً لقياس كفايات مجالات ثلاثة وهي :
- معرفة العدد وأنشطة عددية: سبعة أسئلة قيمتها ٥٠ ٪ من الاختبار.
- قياس وأنشطة هندسية: خمسة أسئلة قيمتها ٣٥,٧ ٪ من الاختبار.
- حل المسائل : سؤالان اثنان قيمتهما ١٤,٣ ٪ من الاختبار.
وقد صيغ الاختبار في اللغات الثلاث العربية، الإنكليزية والفرنسية، ليتوافق مع لغة تعليم المادة في مدارس القطاعين، الرسمي والخاص.
٥- اختبار مادة العلوم: مدته ٤٥ دقيقة.
يتكوّن هذا الاختبار من ثمانية أسئلة صيغت لقياس الكفايات في مجالات ثلاثة :
- استعمال المعلومات المكتسبة: أربعة أسئلة قيمتها ٥٠٪ من الاختبار.
- التمرس بالتفكير العلمي: سؤالان اثنان (٣٧,٥ ٪ من الاختبار.)
- امتلاك تقنيات التواصل: سؤال واحد() ١٢,٥ ٪ من الاختبار.)
استبعد مجال امتلاك تقنيات إجراء التجارب لكونه عملياً، مما يطرح صعوبة كبرى في قياسه نظرياً.
كذلك صيغَ الاختبار في اللغات الثلاث العربية، الإنكليزية والفرنسية، تماشياً مع لغة تعليم المادة في المدارس الرسمية والخاصة.
٦- اختبار مادة الجغرافيا: مدته ٤٥ دقيقة.
يتألف هذا الاختبار من عشرة أسئلة صيغت لقياس الكفايات في مجالات ثلاثة :
- تحديد مواقع واتجاهات: ثلاثة أسئلة قيمتها (٣٠ ٪ من الاختبار.)
- استعمال مستندات: ثلاثة أسئلة قيمتها (٣٠ ٪ من الاختبار.)
- استعمال مصطلحات ومفاهيم: أربعة أسئلة قيمتها (٤٠٪ من الاختبار.)
أما بالنسبة للمستويات المعرفية فهي تتوزع كالآتي: ٤٠ ٪ للفهم، ٢٠ ٪ للتطبيق و (٤٠ ٪ للتحليل والتركيب.)
٧- اختبار مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية: مدته ٤٥ دقيقة.
يتألف هذا الاختبار من خمسة أسئلة موزّعة على كفايات مجالات ثلاثة وهي:
- استعمال مفردات ومصطلحات وتعابير: سؤالان قيمتهما (٤٠ ٪ من الاختبار.)
- قراءة المستندات : سؤالان قيمتهما (٤٠ ٪ من الاختبار.)
- مراقبة المحيط واتخاذ موقف إيجابي: سؤال واحد قيمته (٢٠ ٪ من الاختبار.)
وزعت هذه الأسئلة على المستويات المعرفية بنسبة ٤٠٪ للفهم، ٢٠ ٪ للتطبيق و ٤٠ ٪ للتحليل والتركيب.
وقد حاولت اللجان الفنية التقيد بالتعليمات الخاصة بإعداد الاختبارات، من حيث الشكل أي صياغة أسئلة مقفلة أو شبه مقفلة، مما يسهل عملية التقنيين وعملية الفرز الآلي. كذلك من حيث المضمون، أي تدرج الأسئلة في سلم المستويات المعرفية وفقاً لتصنيف ''بلوم''. وتوزيع قيمة كل اختبار على هذه المستويات بنسب متقاربة، بحيث لا تُهمل المستويات المعرفية العليا.
أما نتائج الدراسة فستنشر فور الانتهاء من استخراجها وتحليلها. ويمكن اعتبار هذه الدراسة مرحلة أولى وتجريبية، قبل وضع وتطوير اختبارات مقننة للتحصيل التعلمي، تقوم وحدة التخطيط في مكتب البحوث التربوية بالعمل عليها وفق أسس موضوعية، علمية، تربوية وتقنية. يمكن استخدام هذه الأدوات في المستقبل القريب دوريا وبشكل مستمر، وتكون بمتناول جميع المؤسسات التربوية عبر موقع المركز التربوي للبحوث والإنماء على الانترنت.
المرجع:
- مؤشرات النظام التعليمي اللبناني ٢٠٠١ - ٢٠٠٢ المركز التربوي للبحوث والإنماء