التقييم الذاتي أداة للنهوض بالمؤسسات التربوية
التقييم الذاتي
أداة للنهوض بالمؤسسات التربوية
إن إدخال ثقافة التقييم الذاتي من خلال العمل اليومي، يؤمن رؤية واضحة تسمح للعاملين في المؤسسة بناء قدراتهم وتحديث آلية عملهم وخدماتهم وفقاً لنوعية وانتاجية افضل. وقد اثبتت الدراسات في هذا المجال اهمية تطبيق التقييم الذاتي، اذ انه يسلط الضوء على واقع المؤسسة ويكشف مواقع الضعف والقوة داخلها، مما يساعد على تطوير هذا الواقع نحو الافضل من خلال وضع خطة تسمح بتنمية وتجديد الكفاءات العاملة في المؤسسة والارتقاء بها الى افضل المستويات.
ولما كان تطوير المؤسسات التربوية بموظفيها وآلية عملهم، يتطلب مشروعاً واضح الاهداف من داخل آلية علمية معرفية وعملية، فانه يمكن اعتبار عملية التقييم الذاتي مشروعاً ضرورياً في هذا الاتجاه، يشكل البوصلة التي تحدد وجهة الطريق والمرآة التي تعكس بوضوح الصورة الحقيقية لواقع كل مؤسسة.
أهداف تطبيق التقييم الذاتي في المؤسسات التربوية
ان تطبيق التقييم الذاتي في المؤسسات التربوية يتيح تحقيق الاهداف الآتية:
- تشخيص واقع المؤسسة ووضع خطة لتطويرها وتحديثها والارتقاء بها الى افضل المستويات، من خلال تقديم التوصيات والمقترحات التي من شأنها معالجة السلبيات ووضع الحلول المناسبة لها، مع تدعيم ما تم الكشف عنه من ايجابيات والعمل على ترسيخها وتطويرها.
- تحديد معايير التقييم الذاتي الاكثر ملاءمة لحاجات العملية التربوية ونظام المؤسسة وحاجات المجتمع لتفي بالغرض المطلوب.
- دراسة المدخلات وتحليل العمليات والمخرجات في كل مؤسسة تربوية وابراز دور كل منها.
- تعزيز الدور الأكاديمي لاظهار الوجه الحقيقي والعملاني للمؤسسة في الاوساط التربوية والعامة.
- تحديد مستوى وكفاءة العاملين في المؤسسة ومدى مساهمتهم في العملية التربوية، وتعزيز قدراتهم وطاقاتهم من خلال التنمية المهنية مع اشراكهم شخصياً في مشروع التقييم الذاتي لكسب المعارف والخبرات.
- تحديد مدى مطابقة الخدمات التي تؤمنها المؤسسة مع حاجات النظام التربوي.
- تحديد مدى كفاية الامكانيات المادية، ومساندتها لتنفيذ البرامج والمناهج التعليمية الحالية والمستقبلية.
- تعزيز الدور الاعلامي لكل مؤسسة من خلال اعداد برامج اعلامية هدفها نشر التجدد التربوي الحاصل فيها، مع ضرورة اظهار الوجه الحقيقي والعملاني.
- فتح مجالات التعاون والتنسيق مع المؤسسات التربوية من جامعات ومراكز بحوث وتعزيز فرص تبادل الخبرات العلمية في الأوساط التربوية العامة.
- الوصول الى اقتراحات تساعد في حل المشكلات وتنهض بالعمل داخل كل مؤسسة تربوية.
المعايير الواجب اعتمادها لبناء ادوات التقييم الذاتي
ان تنفيذ عملية التقييم الذاتي بعد اعداد الادوات اللازمة لها، يجب ان تأخذ بعين الاعتبار مطابقة المهام المحددة في النصوص التشريعية مع الواقع والتركيز على معايير أكاديمية وادارية ومالية واضحة، علمية ودقيقة، يمكن تحديدها وفقاً لما يأتي:
١- معيار الأهداف ٢- معيار المهام ٣- معيار الخدمات ٤- معيار المخرجات ٥- معيار المصادر المالية ٦- معيار الادارة والتنظيم |
٧- معيار التخطيط للمستقبل ٨- معيار النصوص التشريعية والتنظيمية ومدى ملاءمتها مع تطور حاجات المؤسسة التربوية المنوي تقييمها. ٩- معيار الكفاءة المهنية المتخصصة ١٠ - معيار التدريب والتنمية المهنية
|
١١- معيار الجودة في العمل ١٢ - معيار الاستعداد والنقد الذاتي ١٣ - معيار الرقابة والمتابعة ١٤ -معيار الالتزام بالدوام الانتاجي ١٥ - معيار ترشيد النفقات
|
ومن المؤكد ان اعتماد هذه المعايير في بناء ادوات التقييم الذاتي، يتطلب من المسؤولين الاداريين مهارات قيادية معينة اهمها:
- تأمين جو من الثقة والامان داخل المؤسسة بحيث يتمكن كل عامل من التعبير عن رأيه بحرية واعطاء الاجوبة الموضوعية للوصول الى تشخيص دقيق لواقع المؤسسة.
- الالتزام بالنتائج التي توصل اليها التشخيص ولو جاءت سلبية.
- التقيد بمعيار الجودة ونشر ثقافتها داخل المؤسسة.
- اعتماد الانفتاح والتواصل البناء مع العاملين من اجل انجاح عملية التقييم الذاتي.
- الاستفادة من تجارب الآخرين عن طريق اقتباس افضل الممارسات واكثرها ملاءمة لواقع المؤسسة.
مجالات التقييم الذاتي في المؤسسات التربوية
اضافة الى الاهداف والمعايير، يتم التقييم الذاتي في المؤسسات التربوية وفقاً للمجالات التالية:
- ثقافة ادارة النظم الخارجية ومدى تطابقها مع واقع المؤسسة.
- البيئة الخارجية ومدى تفاعلها مع المؤسسة.
- علاقة المستفيدين بالمؤسسة وخدماتها.
- مدى تطابق استراتيجية المؤسسة مع النظام التربوي اللبناني.
- مصادر التمويل وكيفية استعمالها.
- سلم الاولويات من خلال تنفيذ المشاريع وخطط العمل.
- آلية التطبيق والمراقبة والمتابعة.
- التشريعات التنظيمية للمؤسسة.
- طرق معالجة الصعوبات والمعوقات.
- فعالية الادارة وانتاجية المسؤولين عن المؤسسة.
- تطابق الاهداف العامة للمؤسسة مع اهداف النظام التربوي اللبناني.
- تطابق اهداف مضمون المناهج التعليمية المطبقة في المؤسسة مع مضمون المناهج التعليمية الوطنية.
- كيفية اختيار العناصر البشرية العاملة في المؤسسة.
- مدى وحجم التفاعل القائم بين هذه العناصربالمستويات التربوية والادارية وبالتالي العملانية.
- علاقة الخدمات المنتجة مع آلية الانماء التربوي وتطويرها على ارض الواقع.
- خطة التمويل الذاتي.
- مضمون التدريب المستمر للعاملين في المؤسسة.
أخيراً نؤكد على تطبيق التقييم الذاتي في المؤسسات التربوية لأنه الأداة الضرورية للنهوض بها ووقفة رائدة مع النفس تسمح للمسؤولين فيها تبصر الطريق الواجب سلوكها، واعداد خطة عمل لتطوير مواطن التحسين بالتعاون مع جميع العاملين فيها، وصولاً الى تقديم افضل الخدمات التي تراعي معايير الجودة والكلفة من اجل تربية ناجحة تؤسس لمستقبل زاهر للوطن.
ان تطبيق التقييم الذاتي في مختلف المؤسسات التربوية، باعتباره اداة موضوعية للنهوض بها، من شأنه ان يزود المسؤولين الاداريين بمقاربة دقيقة ومنهجية لتقييم ادائهم، مبنية على وقائع وليس على اساس افتراضات او تمنيات، ويفسح في المجال لتوجيه الرؤية والاهداف واختيار التوجهات الاساسية للتطوير، ولتنظيم سلسلة من الورش والندوات من اجل اطلاق مسيرة الاصلاح والتجديد في المؤسسات التربوية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
1-Vogler Jean, L'évaluation, Hachette, Paris, 1997
2-Bonora D. OniseP, L'évaluation individuelle dans ses divers cadres institutionnels, Paris, 1991