مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

المركز التربوي للبحوث والإنماء مكتب البحوث التربوية رئيسة وحدة المشاريع حنان منعم

إن اتخاذ القرارات العقلانية الملائمة، في مجال ما، يستوجب توفر المعلومات الموضوعية حول هذا المجال. وتظهر حاجة صانعي القرار التربوي إلى معلومات، على مستوى عال من المصداقية والدقة والتحاليل،  ُشخص تطور النظام التعليمي وتبين الاتجاهات المرتقبة بما تحمله من إيجابيات وسلبيات. من هنا أهمية المؤشر التربوي الذي ببنيته وتضمنه لمتغيرات مترابطة، يختصر المعلومات دون تشويهها، يوفر إمكانية المقارنات مع معايير محددة، يُعرّف الإشكاليات غير المقبولة ويجيب عن الأسئلة التي تؤدي إلى تبني خيارات معينة.

إن قاعدة المعلومات التربوية كانت وستبقى في سلم أولويات المركز التربوي للبحوث والإنماء، وهي تتجدد وتنمو وتتطور سنوياً. وفي استثمار ومعالجة هذه المعطيات تُستخلص المؤشرات التربوية التي تُعتبر وسيلة تشخيص للنظام التربوي وأدائه.

وبمتابعة تطور المؤشرات تتحدد المسارات التي سلكها النظام التعليمي حتى الآن والتي تسمح بترقب مساراته المستقبلية، وكل صورة في الحاضر تتضمن خطوطاً من الماضي وخطوطاً للمستقبل.

وقد صدر عن وحدة المشاريع في مكتب البحوث التربوية منشورة حول ''مؤشرات النظام التعليمي اللبناني ٢٠٠٠- ٢٠٠٢'' و دراسة حول ''تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات : ١٩٩٦-١٩٩٧ / ٢٠٠٠- ٢٠٠١''. كما عملت الوحدة على تشخيص النظام التعليمي بمختلف مؤشراته وفي رسم ترقباته المستقبلية في ''مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع ٢٠٠٤/ ٢٠١٥''.

 

١-  التطور

على مستوى لبنان، بلغت نسبة زيادة التلاميذ، لجميع المراحل التعليمية، خلال خمس سنوات ٢,٥ ٪ ومعدل  التطور السنوي ٠,٦١٪.

- وتزايدت حصة القطاع الرسمي، منذ سنة ١٩٩٧- ١٩٩٨ حتى سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، من ٣٤,٤٨ ٪ إلى  ٣٩,٠٤ ٪ وذلك على حساب قطاع التعليم الخاص غير المجاني الذي تراجع من ٥٣,٣٦ ٪ إلى ٤٨,٣٢ ٪، وقد راوح قطاع التعليم الخاص المجاني مكانه تقريباً (رسم بياني رقم ١).

 

 

 

(رسم بياني رقم ١): تطور عدد التلاميذ حسب القطاعات التعليمية
 

 

 

 

 

 

بالنسبة إلى الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي في لبنان،انخفض عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية،  خلال خمس سنوات بنسبة ٣,٩٥ ٪ وتراجع سنويا بمعدل بلغ ١ ٪.

أما على صعيد القطاعات، فراوح حجم هذه المرحلة في القطاع الرسمي مكانه، الاّ إنه شهد تطوراً مختلفاً من محافظة الى أخرى، فقد بلغ في بيروت الحد الأقصى في التدني (١٩٪) وفي البقاع والنبطية الحد الأدنى ( ١,٤ ٪). وقد تميزت محافظة الشمال بزيادة بلغت ٨,١ ٪ والضواحي ٢,٤ (رسم بياني رقم ٢).

 

 

 

(رسم بياني رقم ٢): تطور تلاميذ القطاع الرسمي في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتراجع عدد تلاميذ القطاع الخاص غير المجاني بنسبة ١٢ ٪ خلال خمس سنوات، وانخفض سنويا بمعدل ٣,٢ ٪ . وشهدت جميع المحافظات تناقصاً في هذا القطاع، خاصة البقاع (٢٧,٧ ٪) وبيروت (١٩ ٪) (رسم بياني رقم ٣).

 

(رسم بياني رقم ٣): تطور تلاميذ القطاع الخاص المدفوع في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتزايد حجم القطاع الخاص المجاني خلال سنتين ٣,٤٩٪  وسجلت النبطية زيادة بلغت ١٢,٧٤ ٪ بينما سجل تناقص في بيروت ٢,٨٤ ٪ والبقاع ٠,٠٤ ٪ ) رسم بياني رقم ٤).

 

(رسم بياني رقم ٤ ): تطور تلاميذ القطاع الخاص المجاني في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وبالنظر إلى متغير الجنس، فقد تراجعت نسب الإناث في لبنان (٢,٤ ٪)  وتزايدت نسبة الذكور ( ٢,٥ ٪)  وشمل هذا الواقع جميع المحافظات. ويعود السبب إلى الهيكلية الديموغرافية للسكان إذ إن معدلات الالتحاق المدرسي عند الإناث تفوق معدلات الذكور.
بالنسبة إلى الحلقة الثالثة من التعليم الأساسي ازداد حجم تلاميذ هذه المرحلة في لبنان، بنسبة ١٦,٨ ٪، خلال خمس سنوات، وبمعدل تطور سنوي بلغ ٤ ٪ .
أما على صعيد القطاعات، فكانت الزيادة في القطاع الرسمي أعلى من المستوى الوطني وبلغت ٣٢,٧ ٪ وسجل معدل التطور السنوي ٧,٣ ٪، وكان تطور القطاع الخاص غير المجاني ضئيلا مقارنة مع القطاع الرسمي إذ بلغت زيادته ٥,٢ ٪ وتطوره السنوي ١,٣٪ .
بالنسبة إلى المرحلة الثانوية، شهدت هذه المرحلة مقارنة مع المراحل التعليمية الأخرى الزيادات الأعلى خلال خمس سنوات. وكانت على مستوى لبنان ٢٢,٧٩ ٪ وتراوحت في المحافظات من ٥٢,٤٠ ٪ في النبطية إلى ٣,٨٩ ٪ في الضواحي.

في القطاع الرسمي بلغت الزيادة أقصاها في الشمال (٩٠,١٠ ٪) ثم النبطية (٦٢,١٢ ٪)، فجبل لبنان (٥٣,٩٣ ٪)، فالبقاع (٥٣,٢٣)، فالجنوب (٤٥,٨٩ ٪)، فبيروت (٪ ٢٦,٩٨ ٪) وأخيراً الضواحي (٩,٨٤ ٪).
ويُستدل من تطور التلاميذ حسب المراحل التعليمية أن التناقص يصيب المرحلة الابتدائية بينما تتزايد المرحلة المتوسطة وبنسبة أعلى، المرحلة الثانوية (رسم بياني رقم  ٥
).

 

(رسم بياني رقم ٥ ): تطور عدد التلاميذ حسب المراحل التعليمية

 

 

 

 

 

 

 

وبالنسبة إلى تطور التعليم المهني والتقني خلال أربع سنوات، فقد تراجع حجم المرحلة المتوسطة أو ما يوازيها في هذا القطاع بنسبة ٥ ٪، وطال التراجع على هذا المستوى جميع المحافظات ما عدا ضواحي بيروت وجبل لبنان، حيث سجلت زيادة بلغت على التوالي ١٠,٠٧ ٪ و ١١,١٦ ٪ .

 

أما التعليم الثانوي، فقد تزايد بنسبة ١٠,٨١ ٪ على مستوى لبنان، وبلغ هذا التزايد معظم المحافظات وكان أقصاها في البقاع ٣٩,٦٦ ٪، كما سُجل تراجع في أعداد التلاميذ في الضواحي و في جبل لبنان ٣,٣٣ ٪ و ٢,٥٠ ٪.

كما أن نسبة تلاميذ المرحلة الثانوية من التعليم المهني تشكل ٢٥ ٪ من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني معا، يقابلها ٣ ٪ للمرحلة المتوسطة المهنية من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني (رسم بياني رقم ٦ ورقم ٧).

 

(رسم بياني رقم ٦ ): توزع تلاميذ المرحلة المتوسطة على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

(رسم بياني رقم ٧ ): توزع تلاميذ المرحلة الثانوية على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

٢-  الالتحاق المدرسي وتكافؤ الفرص

تُعتمد في المجال التربوي رزمة من المؤشرات التي تحمل الدلالات القياسية لمستوى تطور النظام التربوي من حيث مدى تغطيته وتلبيته الطلب على التعليم،ومن حيث فعاليته وعائداته ومخرجاته...

- معدل القبول الصافي والإجمالي في الصف الأول الأساسي إن معدل القبول في الصف الأول الأساسي يؤشر من جهة، إلى مدى ومستوى الالتحاق بالمرحلة الاساسية، ومن جهة، أخرى إلى إمكانية النظام التعليمي في تأمين هذا الالتحاق.

يُسجل المعدل الإجمالي على المستوى الوطني ١٠٩,٢ ٪ والمعدل الصافي ٩٠,٥ ٪. ويدل الفرق بين المعدل الإجمالي والصافي إلى تواجد تلاميذ في هذا الصف يتجاوز عمرهم الست سنوات أو هم اصغر من العمر المقرر، كما يمكن القول أن الالتحاق بالصف الأول الأساسي يصل تقريبا إلى مستوى الشمولية والإشباع.

بالنظر إلى متغير الجنس، لا تختلف المعدلات كثيرا بالنسبة إلى المعدل الوطني العام، إنما نشهد تفاوتا غير متوازن على مستوى المحافظات : فإذا تجاوز معدل الذكور في محافظة ما معدل الإناث نرى هذه المعدلات تنعكس في محافظة أخرى.

- معدل الالتحاق العام والصافي في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.

 تُعتمد كثيرا نسب الالتحاق المدرسي للدلالة على مستوى المشاركة في مرحلة تعليمية معينة.

ويُسجل معدل الالتحاق الخام في لبنان في المرحلة الابتدائية من عمر ٦ إلى ١٢ سنة ١٠٤,٧ ٪ ومعدل  الالتحاق الصافي ٩١,٥ ٪.

بالنظر إلى متغير الجنس، يتجاوز معدل الالتحاق العام عند الذكور ١٠٥,٤ ٪ معدل الإناث ١٠٤,٠ ٪، بينما ينخفض معدل الالتحاق الصافي عند الذكور ( ٩٠,٨ ٪) عن معدل الإناث (٩٢,٢ ٪).

أما على صعيد المحافظات، فتسجل معدلات الالتحاق الخام والصافية في محافظتي الجنوب والنبطية المعدلات الأدنى بين المحافظات.

وبالنسبة إلى الالتحاق المدرسي تبعا لكل صف ولكل عمر مواز له، يتبين بوضوح انخفاض المعدلات العامة على مستوى لبنان، كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى وذلك في جميع المراحل التعليمية. وفي المرحلة الابتدائية، ينطلق معدل الالتحاق العام من ١٠٩,٢ ٪ في الصف الأول الأساسي لعمر ست سنوات ويصل إلى ٩١ ٪ في الصف السادس الأساسي لعمر ١١ سنة. ويتميز الصف الرابع الأساسي عن غيره من صفوف السلم التعليمي، إذ يفوق معدل الالتحاق العام بهذا الصف جميع الصفوف الأخرى بينما يتناقص معدله الصافي بالتدريج مع باقي الصفوف. وهذا يؤشر بوضوح إلى ارتفاع نسبة الإعادة أو الرسوب في هذا الصف كما سنبين في فقرة الفعالية الداخلية للنظام.

 

٣-  الفعالية الداخلية للنظام في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي

يعتمد التخطيط التربوي على مؤشرات محددة (الترفيع والرسوب والتسرب)، لرسم صورة واضحة عن مخرجات وعائدات النظام التربوي ولقياس فعاليته الداخلية.

وتعتبر هذه المؤشرات الوسائل المفتاح لمتابعة أفواج التلاميذ من صف لآخر ضمن مرحلة تعليمية معينة، وهنا يمكن طرح أسئلة كثيرة نذكر منها مثلا:

-  في أي صف من صفوف المرحلة ترتفع نسب الإعادة أو نسب التسرب اكثر من غيره؟

-  هل أن مشكلة هذه المرحلة هي في تضخم الإعادة أو في التسرب الكثيف؟

-  مَن من الإناث أو الذكور يسجل نسباً أعلى في الإعادة أو في التسرب؟

-  في أية محافظة من المحافظات تتدنى الفاعلية عن المستوى الوطني العام؟

في لبنان، تتراجع نسبة الترفيع من ٩٣,٧١ ٪ في الصف الأول الأساسي إلى ٨٣,٠٨ ٪ في الصف الرابع الأساسي. وقد حذت هذه النسبة المنحى ذاته قبل سنة ولو بنسب أعلى وهي ٩٥,٠٨ ٪ للصف الأول و ٨٩,٢١ ٪ للصف الرابع.

بالنظر إلى متغير الجنس، تفوق نسبة الترفيع عند الإناث النسبة عند الذكور في جميع صفوف المرحلة الابتدائية وفي جميع المحافظات.

على صعيد المحافظات، تنخفض نسب الترفيع في محافظتي الشمال والبقاع وفي جميع صفوف المرحلة عن المعدل العام، بينما ترتفع النسب عن هذا المعدل في باقي المحافظات. كما يُسجّلِ الصف الرابع تراجعاً في الترفيع في جميع المحافظات.

في التعليم الرسمي، يسجل هنا أيضا الصف الرابع النسبة الأدنى مقارنة مع الصفوف الأخرى. فمن ٩٢,٠٥ في الصف الأول إلى ٧٠,٤٢ ٪ في الصف الرابع.  كما أن نسب الترفيع تراجعت في هذا القطاع عمّا كانت عليه قبل سنة.

أما في التعليم الخاص المجاني فتتدنى نسب الترفيع بالتدرج من صف إلى صف أعلى. فمن ٩٤,٩٦ ٪ في الأول الأساسي إلى ٨٥,٤٧ ٪. ويختلف الوضع في التعليم الخاص غير المجاني إذ إن الترفيع يُحافظ تقريباً على نسبه في صفوف هذه المرحلة إلا في الصف السادس حيث يتعدى المئة بسبب توافد التلاميذ عليه. إن القصور الذي يمثله الصّف الرابع الأساسي يتميز به قطاع التعليم الرسمي بشكل خاص كما يطول التعليم الخاص المجاني (رسم بياني رقم ٨).

 

( رسم بياني رقم ٨ ): معدل التلاميذ المترفعين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ترتفع نسبة الرسوب في لبنان كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.  ويتميز الرابع الأساسي بارتفاع نسبته عن باقي الصفوف إذ بلغت ١٤,٤٦ ٪ بينما تراوحت من ٤,٨٧٪ (الأول)  إلى ١٠ ٪ (السادس). وتسجل الإناث نسباً أدنى من نسب الذكور في جميع الصفوف.  كما ترتفع نسب الإعادة في الشمال والبقاع عن المعدل العام لجميع الصفوف وفي الجنوب والنبطية لصفوف الرابع والخامس والسادس.

في التعليم الرسمي، تتجاوز نسب الرسوب المعدل العام في لبنان. فمن ٧,٣٠ ٪ للأول إلى ١٨,٦٧ ٪ للسادس ويتميز الرابع بنسبة عالية تطال ٢٨,١٩ ٪ كما يتميز الشمال الرسمي بنسب إعادة مرتفعة جاوزت ٣٣,٤٣ ٪ في الرابع.

في التعليم الخاص المجاني،يُصيب الرسوب الصف الرابع بأعلى نسبة وهي ٨,٩٩ ٪ وتتراوح بأدناها في الصف الأول في بيروت ٣,٦٢ ٪، أقصاها في الصف الرابع ١١,٤٥ ٪ في الشمال. كما يُسجل الرسوب في هذا الصف، في التعليم الخاص غير المجاني، أعلى نسبة ٣,٥ ٪ وما يلي الصف السادس ٣,٨٦ ٪ (رسم بياني رقم ٩).

(رسم بياني رقم ٩ ): معدل التلاميذ المعيدين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

تسجل نسبة التسرب ١,٤٢ ٪ في الأول الأساسي ثم تتراجع إلى ٠,٨٤ ٪ و ٠,٨٥ ٪ في الصفين اللاحقين وتعود لترتفع إلى ٢,٤٦ ٪ في الرابع و ٣,٠٣ ٪ في الخامس و ٣,٩٦ ٪ في السادس. هذا على مستوى لبنان. ونشير إلى انه تكمن صعوبة في احتساب نسبة التسرب حسب القطاعات بسبب تجوال التلاميذ ونزوحهم من قطاع الى آخر خلال السنوات المنهجية للمرحلة الابتدائية (رسم بياني رقم ١٠).

 

(رسم بياني رقم ١٠ ): معدل التلاميذ المتسربين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

 

ترتكز الفعالية الداخلية للنظام التربوي على العلاقة القائمة بين الداخلين والخارجين من التلاميذ، بحيث تزداد فعالية النظام كلما ازداد حجم الخارجين منه بالنسبة إلى الداخلين اليه. و المرحلة الابتدائية لا تخلو من التلاميذ المعيدين والمتسربين والذين أمضوا سنوات تعليمية بدون جدوى، مما يقلص من حجم المخرجات ومن فعالية النظام ويرفع بالتالي من كلفة التعليم. وعند دراسة مسيرة فوج وهمي من ١٠٠٠ تلميذ في المرحلة الابتدائية، باعتماد مؤشرات سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، نتوقع النتائج الآتية للسنة الدراسية ٢٠٠٨- ٢٠٠٩:

- عدد المتخرجين: ٨١٠ للذكور، ٨٩٧ للإناث و ٨٧٠ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- عدد السنوات المتوقعة لإنهاء المرحلة : ٦,٦٢ للذكور، ٦,٤٣ للإناث و ٦,٤٤ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الكفاءة : ٠,٧٧ للذكور، ٠,٨٦ للإناث و ٠,٨٣ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الهدر : ١,٣٠ للذكور، ١,١٦ للإناث و ١,٢٢ لمجموع تلاميذ المرحلة.

استخلاص أهم المشكلات:

نستخلص مما تقدم، بالنسبة للمرحلة الابتدائية (الحلقتان الأولى والثانية من التعليم الأساسي) ما يأتي:

من الجانب الكمّي:

يُشكل تلاميذ هذه المرحلة ٥٠,٢٦ ٪ من تلاميذ لبنان

- بلغت حصة القطاع الرسمي من مجموع التلاميذ ٣٦,٥٤ ٪

- يتضاءل حجم هذه المرحلة عبر السنوات بتضاؤل الولادات في لبنان كما تؤشر على هذا الواقع المعطيات الديموغرافية. وقد انخفضت أعداد التلاميذ في جميع المحافظات ولكل القطاعات باستثناء الشمال (٨,١ ٪) وضواحي بيروت ( ٢,٤ ٪ ) في القطاع الرسمي.

-  بالمقابل تزايدَ عدد المعلمين، ولجميع المراحل التعليمية، وسُجلت الزيادات القصوى في القطاع الرسمي مقارنة مع القطاعات الأخرى.

-  تراجَعَ عدد المدارس في لبنان، للمراحل كافة؛ إنما تميز القطاع الرسمي بزيادة ١٣ مدرسة.

من الجانب النوعي:

-  تنخفض معدلات الالتحاق في مرحلة التعليم الأساسي كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.

-  تراجعت معدلات الترفيع، من صف الى آخر، في السنة الثانية (٢٠٠١ – ٢٠٠٢) من تطبيق المنهجية الجديدة مقارنة مع السنة الأولى (٢٠٠٠- ٢٠٠١).

-  ارتفعت معدلات الرسوب والتسرب عن السنة السابقة.

-  بالمقارنة بين القطاعات، تُسجّلِ معدلات الرسوب النسب الأعلى في القطاع الرسمي.

-  تَميّزَ الصف الرابع في الحلقة الثانية بارتفاع معدلات الرسوب، مقارنة مع باقي صفوف المرحلة وذلك خلال العامين الأولين لتطبيق المنهجية الجديدة. ونشهد هذه الظاهرة خاصة في القطاع الرسمي، ثم بنسبة أدنى في القطاع الخاص المجاني، وأخيراً في القطاع الخاص غير المجاني.

-  تبرز فروقات متفاوتة بين المناطق بالنسبة لمعدلات الرسوب والتسرب وتُسجّلَ أقصاها في محافظتي الشمال والبقاع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع:
- تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات ١٩٩٦ - ١٩٩٧ - ٢٠٠٠ - ٢٠٠١، المركز التربوي للبحوث والإنماء، مكتب البحوث التربوية- وحدة المشاريع.

مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

المركز التربوي للبحوث والإنماء مكتب البحوث التربوية رئيسة وحدة المشاريع حنان منعم

إن اتخاذ القرارات العقلانية الملائمة، في مجال ما، يستوجب توفر المعلومات الموضوعية حول هذا المجال. وتظهر حاجة صانعي القرار التربوي إلى معلومات، على مستوى عال من المصداقية والدقة والتحاليل،  ُشخص تطور النظام التعليمي وتبين الاتجاهات المرتقبة بما تحمله من إيجابيات وسلبيات. من هنا أهمية المؤشر التربوي الذي ببنيته وتضمنه لمتغيرات مترابطة، يختصر المعلومات دون تشويهها، يوفر إمكانية المقارنات مع معايير محددة، يُعرّف الإشكاليات غير المقبولة ويجيب عن الأسئلة التي تؤدي إلى تبني خيارات معينة.

إن قاعدة المعلومات التربوية كانت وستبقى في سلم أولويات المركز التربوي للبحوث والإنماء، وهي تتجدد وتنمو وتتطور سنوياً. وفي استثمار ومعالجة هذه المعطيات تُستخلص المؤشرات التربوية التي تُعتبر وسيلة تشخيص للنظام التربوي وأدائه.

وبمتابعة تطور المؤشرات تتحدد المسارات التي سلكها النظام التعليمي حتى الآن والتي تسمح بترقب مساراته المستقبلية، وكل صورة في الحاضر تتضمن خطوطاً من الماضي وخطوطاً للمستقبل.

وقد صدر عن وحدة المشاريع في مكتب البحوث التربوية منشورة حول ''مؤشرات النظام التعليمي اللبناني ٢٠٠٠- ٢٠٠٢'' و دراسة حول ''تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات : ١٩٩٦-١٩٩٧ / ٢٠٠٠- ٢٠٠١''. كما عملت الوحدة على تشخيص النظام التعليمي بمختلف مؤشراته وفي رسم ترقباته المستقبلية في ''مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع ٢٠٠٤/ ٢٠١٥''.

 

١-  التطور

على مستوى لبنان، بلغت نسبة زيادة التلاميذ، لجميع المراحل التعليمية، خلال خمس سنوات ٢,٥ ٪ ومعدل  التطور السنوي ٠,٦١٪.

- وتزايدت حصة القطاع الرسمي، منذ سنة ١٩٩٧- ١٩٩٨ حتى سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، من ٣٤,٤٨ ٪ إلى  ٣٩,٠٤ ٪ وذلك على حساب قطاع التعليم الخاص غير المجاني الذي تراجع من ٥٣,٣٦ ٪ إلى ٤٨,٣٢ ٪، وقد راوح قطاع التعليم الخاص المجاني مكانه تقريباً (رسم بياني رقم ١).

 

 

 

(رسم بياني رقم ١): تطور عدد التلاميذ حسب القطاعات التعليمية
 

 

 

 

 

 

بالنسبة إلى الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي في لبنان،انخفض عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية،  خلال خمس سنوات بنسبة ٣,٩٥ ٪ وتراجع سنويا بمعدل بلغ ١ ٪.

أما على صعيد القطاعات، فراوح حجم هذه المرحلة في القطاع الرسمي مكانه، الاّ إنه شهد تطوراً مختلفاً من محافظة الى أخرى، فقد بلغ في بيروت الحد الأقصى في التدني (١٩٪) وفي البقاع والنبطية الحد الأدنى ( ١,٤ ٪). وقد تميزت محافظة الشمال بزيادة بلغت ٨,١ ٪ والضواحي ٢,٤ (رسم بياني رقم ٢).

 

 

 

(رسم بياني رقم ٢): تطور تلاميذ القطاع الرسمي في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتراجع عدد تلاميذ القطاع الخاص غير المجاني بنسبة ١٢ ٪ خلال خمس سنوات، وانخفض سنويا بمعدل ٣,٢ ٪ . وشهدت جميع المحافظات تناقصاً في هذا القطاع، خاصة البقاع (٢٧,٧ ٪) وبيروت (١٩ ٪) (رسم بياني رقم ٣).

 

(رسم بياني رقم ٣): تطور تلاميذ القطاع الخاص المدفوع في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتزايد حجم القطاع الخاص المجاني خلال سنتين ٣,٤٩٪  وسجلت النبطية زيادة بلغت ١٢,٧٤ ٪ بينما سجل تناقص في بيروت ٢,٨٤ ٪ والبقاع ٠,٠٤ ٪ ) رسم بياني رقم ٤).

 

(رسم بياني رقم ٤ ): تطور تلاميذ القطاع الخاص المجاني في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وبالنظر إلى متغير الجنس، فقد تراجعت نسب الإناث في لبنان (٢,٤ ٪)  وتزايدت نسبة الذكور ( ٢,٥ ٪)  وشمل هذا الواقع جميع المحافظات. ويعود السبب إلى الهيكلية الديموغرافية للسكان إذ إن معدلات الالتحاق المدرسي عند الإناث تفوق معدلات الذكور.
بالنسبة إلى الحلقة الثالثة من التعليم الأساسي ازداد حجم تلاميذ هذه المرحلة في لبنان، بنسبة ١٦,٨ ٪، خلال خمس سنوات، وبمعدل تطور سنوي بلغ ٤ ٪ .
أما على صعيد القطاعات، فكانت الزيادة في القطاع الرسمي أعلى من المستوى الوطني وبلغت ٣٢,٧ ٪ وسجل معدل التطور السنوي ٧,٣ ٪، وكان تطور القطاع الخاص غير المجاني ضئيلا مقارنة مع القطاع الرسمي إذ بلغت زيادته ٥,٢ ٪ وتطوره السنوي ١,٣٪ .
بالنسبة إلى المرحلة الثانوية، شهدت هذه المرحلة مقارنة مع المراحل التعليمية الأخرى الزيادات الأعلى خلال خمس سنوات. وكانت على مستوى لبنان ٢٢,٧٩ ٪ وتراوحت في المحافظات من ٥٢,٤٠ ٪ في النبطية إلى ٣,٨٩ ٪ في الضواحي.

في القطاع الرسمي بلغت الزيادة أقصاها في الشمال (٩٠,١٠ ٪) ثم النبطية (٦٢,١٢ ٪)، فجبل لبنان (٥٣,٩٣ ٪)، فالبقاع (٥٣,٢٣)، فالجنوب (٤٥,٨٩ ٪)، فبيروت (٪ ٢٦,٩٨ ٪) وأخيراً الضواحي (٩,٨٤ ٪).
ويُستدل من تطور التلاميذ حسب المراحل التعليمية أن التناقص يصيب المرحلة الابتدائية بينما تتزايد المرحلة المتوسطة وبنسبة أعلى، المرحلة الثانوية (رسم بياني رقم  ٥
).

 

(رسم بياني رقم ٥ ): تطور عدد التلاميذ حسب المراحل التعليمية

 

 

 

 

 

 

 

وبالنسبة إلى تطور التعليم المهني والتقني خلال أربع سنوات، فقد تراجع حجم المرحلة المتوسطة أو ما يوازيها في هذا القطاع بنسبة ٥ ٪، وطال التراجع على هذا المستوى جميع المحافظات ما عدا ضواحي بيروت وجبل لبنان، حيث سجلت زيادة بلغت على التوالي ١٠,٠٧ ٪ و ١١,١٦ ٪ .

 

أما التعليم الثانوي، فقد تزايد بنسبة ١٠,٨١ ٪ على مستوى لبنان، وبلغ هذا التزايد معظم المحافظات وكان أقصاها في البقاع ٣٩,٦٦ ٪، كما سُجل تراجع في أعداد التلاميذ في الضواحي و في جبل لبنان ٣,٣٣ ٪ و ٢,٥٠ ٪.

كما أن نسبة تلاميذ المرحلة الثانوية من التعليم المهني تشكل ٢٥ ٪ من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني معا، يقابلها ٣ ٪ للمرحلة المتوسطة المهنية من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني (رسم بياني رقم ٦ ورقم ٧).

 

(رسم بياني رقم ٦ ): توزع تلاميذ المرحلة المتوسطة على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

(رسم بياني رقم ٧ ): توزع تلاميذ المرحلة الثانوية على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

٢-  الالتحاق المدرسي وتكافؤ الفرص

تُعتمد في المجال التربوي رزمة من المؤشرات التي تحمل الدلالات القياسية لمستوى تطور النظام التربوي من حيث مدى تغطيته وتلبيته الطلب على التعليم،ومن حيث فعاليته وعائداته ومخرجاته...

- معدل القبول الصافي والإجمالي في الصف الأول الأساسي إن معدل القبول في الصف الأول الأساسي يؤشر من جهة، إلى مدى ومستوى الالتحاق بالمرحلة الاساسية، ومن جهة، أخرى إلى إمكانية النظام التعليمي في تأمين هذا الالتحاق.

يُسجل المعدل الإجمالي على المستوى الوطني ١٠٩,٢ ٪ والمعدل الصافي ٩٠,٥ ٪. ويدل الفرق بين المعدل الإجمالي والصافي إلى تواجد تلاميذ في هذا الصف يتجاوز عمرهم الست سنوات أو هم اصغر من العمر المقرر، كما يمكن القول أن الالتحاق بالصف الأول الأساسي يصل تقريبا إلى مستوى الشمولية والإشباع.

بالنظر إلى متغير الجنس، لا تختلف المعدلات كثيرا بالنسبة إلى المعدل الوطني العام، إنما نشهد تفاوتا غير متوازن على مستوى المحافظات : فإذا تجاوز معدل الذكور في محافظة ما معدل الإناث نرى هذه المعدلات تنعكس في محافظة أخرى.

- معدل الالتحاق العام والصافي في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.

 تُعتمد كثيرا نسب الالتحاق المدرسي للدلالة على مستوى المشاركة في مرحلة تعليمية معينة.

ويُسجل معدل الالتحاق الخام في لبنان في المرحلة الابتدائية من عمر ٦ إلى ١٢ سنة ١٠٤,٧ ٪ ومعدل  الالتحاق الصافي ٩١,٥ ٪.

بالنظر إلى متغير الجنس، يتجاوز معدل الالتحاق العام عند الذكور ١٠٥,٤ ٪ معدل الإناث ١٠٤,٠ ٪، بينما ينخفض معدل الالتحاق الصافي عند الذكور ( ٩٠,٨ ٪) عن معدل الإناث (٩٢,٢ ٪).

أما على صعيد المحافظات، فتسجل معدلات الالتحاق الخام والصافية في محافظتي الجنوب والنبطية المعدلات الأدنى بين المحافظات.

وبالنسبة إلى الالتحاق المدرسي تبعا لكل صف ولكل عمر مواز له، يتبين بوضوح انخفاض المعدلات العامة على مستوى لبنان، كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى وذلك في جميع المراحل التعليمية. وفي المرحلة الابتدائية، ينطلق معدل الالتحاق العام من ١٠٩,٢ ٪ في الصف الأول الأساسي لعمر ست سنوات ويصل إلى ٩١ ٪ في الصف السادس الأساسي لعمر ١١ سنة. ويتميز الصف الرابع الأساسي عن غيره من صفوف السلم التعليمي، إذ يفوق معدل الالتحاق العام بهذا الصف جميع الصفوف الأخرى بينما يتناقص معدله الصافي بالتدريج مع باقي الصفوف. وهذا يؤشر بوضوح إلى ارتفاع نسبة الإعادة أو الرسوب في هذا الصف كما سنبين في فقرة الفعالية الداخلية للنظام.

 

٣-  الفعالية الداخلية للنظام في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي

يعتمد التخطيط التربوي على مؤشرات محددة (الترفيع والرسوب والتسرب)، لرسم صورة واضحة عن مخرجات وعائدات النظام التربوي ولقياس فعاليته الداخلية.

وتعتبر هذه المؤشرات الوسائل المفتاح لمتابعة أفواج التلاميذ من صف لآخر ضمن مرحلة تعليمية معينة، وهنا يمكن طرح أسئلة كثيرة نذكر منها مثلا:

-  في أي صف من صفوف المرحلة ترتفع نسب الإعادة أو نسب التسرب اكثر من غيره؟

-  هل أن مشكلة هذه المرحلة هي في تضخم الإعادة أو في التسرب الكثيف؟

-  مَن من الإناث أو الذكور يسجل نسباً أعلى في الإعادة أو في التسرب؟

-  في أية محافظة من المحافظات تتدنى الفاعلية عن المستوى الوطني العام؟

في لبنان، تتراجع نسبة الترفيع من ٩٣,٧١ ٪ في الصف الأول الأساسي إلى ٨٣,٠٨ ٪ في الصف الرابع الأساسي. وقد حذت هذه النسبة المنحى ذاته قبل سنة ولو بنسب أعلى وهي ٩٥,٠٨ ٪ للصف الأول و ٨٩,٢١ ٪ للصف الرابع.

بالنظر إلى متغير الجنس، تفوق نسبة الترفيع عند الإناث النسبة عند الذكور في جميع صفوف المرحلة الابتدائية وفي جميع المحافظات.

على صعيد المحافظات، تنخفض نسب الترفيع في محافظتي الشمال والبقاع وفي جميع صفوف المرحلة عن المعدل العام، بينما ترتفع النسب عن هذا المعدل في باقي المحافظات. كما يُسجّلِ الصف الرابع تراجعاً في الترفيع في جميع المحافظات.

في التعليم الرسمي، يسجل هنا أيضا الصف الرابع النسبة الأدنى مقارنة مع الصفوف الأخرى. فمن ٩٢,٠٥ في الصف الأول إلى ٧٠,٤٢ ٪ في الصف الرابع.  كما أن نسب الترفيع تراجعت في هذا القطاع عمّا كانت عليه قبل سنة.

أما في التعليم الخاص المجاني فتتدنى نسب الترفيع بالتدرج من صف إلى صف أعلى. فمن ٩٤,٩٦ ٪ في الأول الأساسي إلى ٨٥,٤٧ ٪. ويختلف الوضع في التعليم الخاص غير المجاني إذ إن الترفيع يُحافظ تقريباً على نسبه في صفوف هذه المرحلة إلا في الصف السادس حيث يتعدى المئة بسبب توافد التلاميذ عليه. إن القصور الذي يمثله الصّف الرابع الأساسي يتميز به قطاع التعليم الرسمي بشكل خاص كما يطول التعليم الخاص المجاني (رسم بياني رقم ٨).

 

( رسم بياني رقم ٨ ): معدل التلاميذ المترفعين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ترتفع نسبة الرسوب في لبنان كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.  ويتميز الرابع الأساسي بارتفاع نسبته عن باقي الصفوف إذ بلغت ١٤,٤٦ ٪ بينما تراوحت من ٤,٨٧٪ (الأول)  إلى ١٠ ٪ (السادس). وتسجل الإناث نسباً أدنى من نسب الذكور في جميع الصفوف.  كما ترتفع نسب الإعادة في الشمال والبقاع عن المعدل العام لجميع الصفوف وفي الجنوب والنبطية لصفوف الرابع والخامس والسادس.

في التعليم الرسمي، تتجاوز نسب الرسوب المعدل العام في لبنان. فمن ٧,٣٠ ٪ للأول إلى ١٨,٦٧ ٪ للسادس ويتميز الرابع بنسبة عالية تطال ٢٨,١٩ ٪ كما يتميز الشمال الرسمي بنسب إعادة مرتفعة جاوزت ٣٣,٤٣ ٪ في الرابع.

في التعليم الخاص المجاني،يُصيب الرسوب الصف الرابع بأعلى نسبة وهي ٨,٩٩ ٪ وتتراوح بأدناها في الصف الأول في بيروت ٣,٦٢ ٪، أقصاها في الصف الرابع ١١,٤٥ ٪ في الشمال. كما يُسجل الرسوب في هذا الصف، في التعليم الخاص غير المجاني، أعلى نسبة ٣,٥ ٪ وما يلي الصف السادس ٣,٨٦ ٪ (رسم بياني رقم ٩).

(رسم بياني رقم ٩ ): معدل التلاميذ المعيدين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

تسجل نسبة التسرب ١,٤٢ ٪ في الأول الأساسي ثم تتراجع إلى ٠,٨٤ ٪ و ٠,٨٥ ٪ في الصفين اللاحقين وتعود لترتفع إلى ٢,٤٦ ٪ في الرابع و ٣,٠٣ ٪ في الخامس و ٣,٩٦ ٪ في السادس. هذا على مستوى لبنان. ونشير إلى انه تكمن صعوبة في احتساب نسبة التسرب حسب القطاعات بسبب تجوال التلاميذ ونزوحهم من قطاع الى آخر خلال السنوات المنهجية للمرحلة الابتدائية (رسم بياني رقم ١٠).

 

(رسم بياني رقم ١٠ ): معدل التلاميذ المتسربين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

 

ترتكز الفعالية الداخلية للنظام التربوي على العلاقة القائمة بين الداخلين والخارجين من التلاميذ، بحيث تزداد فعالية النظام كلما ازداد حجم الخارجين منه بالنسبة إلى الداخلين اليه. و المرحلة الابتدائية لا تخلو من التلاميذ المعيدين والمتسربين والذين أمضوا سنوات تعليمية بدون جدوى، مما يقلص من حجم المخرجات ومن فعالية النظام ويرفع بالتالي من كلفة التعليم. وعند دراسة مسيرة فوج وهمي من ١٠٠٠ تلميذ في المرحلة الابتدائية، باعتماد مؤشرات سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، نتوقع النتائج الآتية للسنة الدراسية ٢٠٠٨- ٢٠٠٩:

- عدد المتخرجين: ٨١٠ للذكور، ٨٩٧ للإناث و ٨٧٠ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- عدد السنوات المتوقعة لإنهاء المرحلة : ٦,٦٢ للذكور، ٦,٤٣ للإناث و ٦,٤٤ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الكفاءة : ٠,٧٧ للذكور، ٠,٨٦ للإناث و ٠,٨٣ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الهدر : ١,٣٠ للذكور، ١,١٦ للإناث و ١,٢٢ لمجموع تلاميذ المرحلة.

استخلاص أهم المشكلات:

نستخلص مما تقدم، بالنسبة للمرحلة الابتدائية (الحلقتان الأولى والثانية من التعليم الأساسي) ما يأتي:

من الجانب الكمّي:

يُشكل تلاميذ هذه المرحلة ٥٠,٢٦ ٪ من تلاميذ لبنان

- بلغت حصة القطاع الرسمي من مجموع التلاميذ ٣٦,٥٤ ٪

- يتضاءل حجم هذه المرحلة عبر السنوات بتضاؤل الولادات في لبنان كما تؤشر على هذا الواقع المعطيات الديموغرافية. وقد انخفضت أعداد التلاميذ في جميع المحافظات ولكل القطاعات باستثناء الشمال (٨,١ ٪) وضواحي بيروت ( ٢,٤ ٪ ) في القطاع الرسمي.

-  بالمقابل تزايدَ عدد المعلمين، ولجميع المراحل التعليمية، وسُجلت الزيادات القصوى في القطاع الرسمي مقارنة مع القطاعات الأخرى.

-  تراجَعَ عدد المدارس في لبنان، للمراحل كافة؛ إنما تميز القطاع الرسمي بزيادة ١٣ مدرسة.

من الجانب النوعي:

-  تنخفض معدلات الالتحاق في مرحلة التعليم الأساسي كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.

-  تراجعت معدلات الترفيع، من صف الى آخر، في السنة الثانية (٢٠٠١ – ٢٠٠٢) من تطبيق المنهجية الجديدة مقارنة مع السنة الأولى (٢٠٠٠- ٢٠٠١).

-  ارتفعت معدلات الرسوب والتسرب عن السنة السابقة.

-  بالمقارنة بين القطاعات، تُسجّلِ معدلات الرسوب النسب الأعلى في القطاع الرسمي.

-  تَميّزَ الصف الرابع في الحلقة الثانية بارتفاع معدلات الرسوب، مقارنة مع باقي صفوف المرحلة وذلك خلال العامين الأولين لتطبيق المنهجية الجديدة. ونشهد هذه الظاهرة خاصة في القطاع الرسمي، ثم بنسبة أدنى في القطاع الخاص المجاني، وأخيراً في القطاع الخاص غير المجاني.

-  تبرز فروقات متفاوتة بين المناطق بالنسبة لمعدلات الرسوب والتسرب وتُسجّلَ أقصاها في محافظتي الشمال والبقاع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع:
- تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات ١٩٩٦ - ١٩٩٧ - ٢٠٠٠ - ٢٠٠١، المركز التربوي للبحوث والإنماء، مكتب البحوث التربوية- وحدة المشاريع.

مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

مؤشرات النظام التعليمي اللبناني

المركز التربوي للبحوث والإنماء مكتب البحوث التربوية رئيسة وحدة المشاريع حنان منعم

إن اتخاذ القرارات العقلانية الملائمة، في مجال ما، يستوجب توفر المعلومات الموضوعية حول هذا المجال. وتظهر حاجة صانعي القرار التربوي إلى معلومات، على مستوى عال من المصداقية والدقة والتحاليل،  ُشخص تطور النظام التعليمي وتبين الاتجاهات المرتقبة بما تحمله من إيجابيات وسلبيات. من هنا أهمية المؤشر التربوي الذي ببنيته وتضمنه لمتغيرات مترابطة، يختصر المعلومات دون تشويهها، يوفر إمكانية المقارنات مع معايير محددة، يُعرّف الإشكاليات غير المقبولة ويجيب عن الأسئلة التي تؤدي إلى تبني خيارات معينة.

إن قاعدة المعلومات التربوية كانت وستبقى في سلم أولويات المركز التربوي للبحوث والإنماء، وهي تتجدد وتنمو وتتطور سنوياً. وفي استثمار ومعالجة هذه المعطيات تُستخلص المؤشرات التربوية التي تُعتبر وسيلة تشخيص للنظام التربوي وأدائه.

وبمتابعة تطور المؤشرات تتحدد المسارات التي سلكها النظام التعليمي حتى الآن والتي تسمح بترقب مساراته المستقبلية، وكل صورة في الحاضر تتضمن خطوطاً من الماضي وخطوطاً للمستقبل.

وقد صدر عن وحدة المشاريع في مكتب البحوث التربوية منشورة حول ''مؤشرات النظام التعليمي اللبناني ٢٠٠٠- ٢٠٠٢'' و دراسة حول ''تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات : ١٩٩٦-١٩٩٧ / ٢٠٠٠- ٢٠٠١''. كما عملت الوحدة على تشخيص النظام التعليمي بمختلف مؤشراته وفي رسم ترقباته المستقبلية في ''مشروع خطة العمل الوطنية للتعليم للجميع ٢٠٠٤/ ٢٠١٥''.

 

١-  التطور

على مستوى لبنان، بلغت نسبة زيادة التلاميذ، لجميع المراحل التعليمية، خلال خمس سنوات ٢,٥ ٪ ومعدل  التطور السنوي ٠,٦١٪.

- وتزايدت حصة القطاع الرسمي، منذ سنة ١٩٩٧- ١٩٩٨ حتى سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، من ٣٤,٤٨ ٪ إلى  ٣٩,٠٤ ٪ وذلك على حساب قطاع التعليم الخاص غير المجاني الذي تراجع من ٥٣,٣٦ ٪ إلى ٤٨,٣٢ ٪، وقد راوح قطاع التعليم الخاص المجاني مكانه تقريباً (رسم بياني رقم ١).

 

 

 

(رسم بياني رقم ١): تطور عدد التلاميذ حسب القطاعات التعليمية
 

 

 

 

 

 

بالنسبة إلى الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي في لبنان،انخفض عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية،  خلال خمس سنوات بنسبة ٣,٩٥ ٪ وتراجع سنويا بمعدل بلغ ١ ٪.

أما على صعيد القطاعات، فراوح حجم هذه المرحلة في القطاع الرسمي مكانه، الاّ إنه شهد تطوراً مختلفاً من محافظة الى أخرى، فقد بلغ في بيروت الحد الأقصى في التدني (١٩٪) وفي البقاع والنبطية الحد الأدنى ( ١,٤ ٪). وقد تميزت محافظة الشمال بزيادة بلغت ٨,١ ٪ والضواحي ٢,٤ (رسم بياني رقم ٢).

 

 

 

(رسم بياني رقم ٢): تطور تلاميذ القطاع الرسمي في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتراجع عدد تلاميذ القطاع الخاص غير المجاني بنسبة ١٢ ٪ خلال خمس سنوات، وانخفض سنويا بمعدل ٣,٢ ٪ . وشهدت جميع المحافظات تناقصاً في هذا القطاع، خاصة البقاع (٢٧,٧ ٪) وبيروت (١٩ ٪) (رسم بياني رقم ٣).

 

(رسم بياني رقم ٣): تطور تلاميذ القطاع الخاص المدفوع في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وتزايد حجم القطاع الخاص المجاني خلال سنتين ٣,٤٩٪  وسجلت النبطية زيادة بلغت ١٢,٧٤ ٪ بينما سجل تناقص في بيروت ٢,٨٤ ٪ والبقاع ٠,٠٤ ٪ ) رسم بياني رقم ٤).

 

(رسم بياني رقم ٤ ): تطور تلاميذ القطاع الخاص المجاني في المحافظات

 

 

 

 

 

 

وبالنظر إلى متغير الجنس، فقد تراجعت نسب الإناث في لبنان (٢,٤ ٪)  وتزايدت نسبة الذكور ( ٢,٥ ٪)  وشمل هذا الواقع جميع المحافظات. ويعود السبب إلى الهيكلية الديموغرافية للسكان إذ إن معدلات الالتحاق المدرسي عند الإناث تفوق معدلات الذكور.
بالنسبة إلى الحلقة الثالثة من التعليم الأساسي ازداد حجم تلاميذ هذه المرحلة في لبنان، بنسبة ١٦,٨ ٪، خلال خمس سنوات، وبمعدل تطور سنوي بلغ ٤ ٪ .
أما على صعيد القطاعات، فكانت الزيادة في القطاع الرسمي أعلى من المستوى الوطني وبلغت ٣٢,٧ ٪ وسجل معدل التطور السنوي ٧,٣ ٪، وكان تطور القطاع الخاص غير المجاني ضئيلا مقارنة مع القطاع الرسمي إذ بلغت زيادته ٥,٢ ٪ وتطوره السنوي ١,٣٪ .
بالنسبة إلى المرحلة الثانوية، شهدت هذه المرحلة مقارنة مع المراحل التعليمية الأخرى الزيادات الأعلى خلال خمس سنوات. وكانت على مستوى لبنان ٢٢,٧٩ ٪ وتراوحت في المحافظات من ٥٢,٤٠ ٪ في النبطية إلى ٣,٨٩ ٪ في الضواحي.

في القطاع الرسمي بلغت الزيادة أقصاها في الشمال (٩٠,١٠ ٪) ثم النبطية (٦٢,١٢ ٪)، فجبل لبنان (٥٣,٩٣ ٪)، فالبقاع (٥٣,٢٣)، فالجنوب (٤٥,٨٩ ٪)، فبيروت (٪ ٢٦,٩٨ ٪) وأخيراً الضواحي (٩,٨٤ ٪).
ويُستدل من تطور التلاميذ حسب المراحل التعليمية أن التناقص يصيب المرحلة الابتدائية بينما تتزايد المرحلة المتوسطة وبنسبة أعلى، المرحلة الثانوية (رسم بياني رقم  ٥
).

 

(رسم بياني رقم ٥ ): تطور عدد التلاميذ حسب المراحل التعليمية

 

 

 

 

 

 

 

وبالنسبة إلى تطور التعليم المهني والتقني خلال أربع سنوات، فقد تراجع حجم المرحلة المتوسطة أو ما يوازيها في هذا القطاع بنسبة ٥ ٪، وطال التراجع على هذا المستوى جميع المحافظات ما عدا ضواحي بيروت وجبل لبنان، حيث سجلت زيادة بلغت على التوالي ١٠,٠٧ ٪ و ١١,١٦ ٪ .

 

أما التعليم الثانوي، فقد تزايد بنسبة ١٠,٨١ ٪ على مستوى لبنان، وبلغ هذا التزايد معظم المحافظات وكان أقصاها في البقاع ٣٩,٦٦ ٪، كما سُجل تراجع في أعداد التلاميذ في الضواحي و في جبل لبنان ٣,٣٣ ٪ و ٢,٥٠ ٪.

كما أن نسبة تلاميذ المرحلة الثانوية من التعليم المهني تشكل ٢٥ ٪ من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني معا، يقابلها ٣ ٪ للمرحلة المتوسطة المهنية من مجموع تلاميذ هذه المرحلة من التعليم العام والمهني (رسم بياني رقم ٦ ورقم ٧).

 

(رسم بياني رقم ٦ ): توزع تلاميذ المرحلة المتوسطة على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

(رسم بياني رقم ٧ ): توزع تلاميذ المرحلة الثانوية على التعليم العام والتعليم المهني والتقني
(٪) (2002-2001)

 

 

 

 

 

 

 

 

٢-  الالتحاق المدرسي وتكافؤ الفرص

تُعتمد في المجال التربوي رزمة من المؤشرات التي تحمل الدلالات القياسية لمستوى تطور النظام التربوي من حيث مدى تغطيته وتلبيته الطلب على التعليم،ومن حيث فعاليته وعائداته ومخرجاته...

- معدل القبول الصافي والإجمالي في الصف الأول الأساسي إن معدل القبول في الصف الأول الأساسي يؤشر من جهة، إلى مدى ومستوى الالتحاق بالمرحلة الاساسية، ومن جهة، أخرى إلى إمكانية النظام التعليمي في تأمين هذا الالتحاق.

يُسجل المعدل الإجمالي على المستوى الوطني ١٠٩,٢ ٪ والمعدل الصافي ٩٠,٥ ٪. ويدل الفرق بين المعدل الإجمالي والصافي إلى تواجد تلاميذ في هذا الصف يتجاوز عمرهم الست سنوات أو هم اصغر من العمر المقرر، كما يمكن القول أن الالتحاق بالصف الأول الأساسي يصل تقريبا إلى مستوى الشمولية والإشباع.

بالنظر إلى متغير الجنس، لا تختلف المعدلات كثيرا بالنسبة إلى المعدل الوطني العام، إنما نشهد تفاوتا غير متوازن على مستوى المحافظات : فإذا تجاوز معدل الذكور في محافظة ما معدل الإناث نرى هذه المعدلات تنعكس في محافظة أخرى.

- معدل الالتحاق العام والصافي في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.

 تُعتمد كثيرا نسب الالتحاق المدرسي للدلالة على مستوى المشاركة في مرحلة تعليمية معينة.

ويُسجل معدل الالتحاق الخام في لبنان في المرحلة الابتدائية من عمر ٦ إلى ١٢ سنة ١٠٤,٧ ٪ ومعدل  الالتحاق الصافي ٩١,٥ ٪.

بالنظر إلى متغير الجنس، يتجاوز معدل الالتحاق العام عند الذكور ١٠٥,٤ ٪ معدل الإناث ١٠٤,٠ ٪، بينما ينخفض معدل الالتحاق الصافي عند الذكور ( ٩٠,٨ ٪) عن معدل الإناث (٩٢,٢ ٪).

أما على صعيد المحافظات، فتسجل معدلات الالتحاق الخام والصافية في محافظتي الجنوب والنبطية المعدلات الأدنى بين المحافظات.

وبالنسبة إلى الالتحاق المدرسي تبعا لكل صف ولكل عمر مواز له، يتبين بوضوح انخفاض المعدلات العامة على مستوى لبنان، كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى وذلك في جميع المراحل التعليمية. وفي المرحلة الابتدائية، ينطلق معدل الالتحاق العام من ١٠٩,٢ ٪ في الصف الأول الأساسي لعمر ست سنوات ويصل إلى ٩١ ٪ في الصف السادس الأساسي لعمر ١١ سنة. ويتميز الصف الرابع الأساسي عن غيره من صفوف السلم التعليمي، إذ يفوق معدل الالتحاق العام بهذا الصف جميع الصفوف الأخرى بينما يتناقص معدله الصافي بالتدريج مع باقي الصفوف. وهذا يؤشر بوضوح إلى ارتفاع نسبة الإعادة أو الرسوب في هذا الصف كما سنبين في فقرة الفعالية الداخلية للنظام.

 

٣-  الفعالية الداخلية للنظام في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي

يعتمد التخطيط التربوي على مؤشرات محددة (الترفيع والرسوب والتسرب)، لرسم صورة واضحة عن مخرجات وعائدات النظام التربوي ولقياس فعاليته الداخلية.

وتعتبر هذه المؤشرات الوسائل المفتاح لمتابعة أفواج التلاميذ من صف لآخر ضمن مرحلة تعليمية معينة، وهنا يمكن طرح أسئلة كثيرة نذكر منها مثلا:

-  في أي صف من صفوف المرحلة ترتفع نسب الإعادة أو نسب التسرب اكثر من غيره؟

-  هل أن مشكلة هذه المرحلة هي في تضخم الإعادة أو في التسرب الكثيف؟

-  مَن من الإناث أو الذكور يسجل نسباً أعلى في الإعادة أو في التسرب؟

-  في أية محافظة من المحافظات تتدنى الفاعلية عن المستوى الوطني العام؟

في لبنان، تتراجع نسبة الترفيع من ٩٣,٧١ ٪ في الصف الأول الأساسي إلى ٨٣,٠٨ ٪ في الصف الرابع الأساسي. وقد حذت هذه النسبة المنحى ذاته قبل سنة ولو بنسب أعلى وهي ٩٥,٠٨ ٪ للصف الأول و ٨٩,٢١ ٪ للصف الرابع.

بالنظر إلى متغير الجنس، تفوق نسبة الترفيع عند الإناث النسبة عند الذكور في جميع صفوف المرحلة الابتدائية وفي جميع المحافظات.

على صعيد المحافظات، تنخفض نسب الترفيع في محافظتي الشمال والبقاع وفي جميع صفوف المرحلة عن المعدل العام، بينما ترتفع النسب عن هذا المعدل في باقي المحافظات. كما يُسجّلِ الصف الرابع تراجعاً في الترفيع في جميع المحافظات.

في التعليم الرسمي، يسجل هنا أيضا الصف الرابع النسبة الأدنى مقارنة مع الصفوف الأخرى. فمن ٩٢,٠٥ في الصف الأول إلى ٧٠,٤٢ ٪ في الصف الرابع.  كما أن نسب الترفيع تراجعت في هذا القطاع عمّا كانت عليه قبل سنة.

أما في التعليم الخاص المجاني فتتدنى نسب الترفيع بالتدرج من صف إلى صف أعلى. فمن ٩٤,٩٦ ٪ في الأول الأساسي إلى ٨٥,٤٧ ٪. ويختلف الوضع في التعليم الخاص غير المجاني إذ إن الترفيع يُحافظ تقريباً على نسبه في صفوف هذه المرحلة إلا في الصف السادس حيث يتعدى المئة بسبب توافد التلاميذ عليه. إن القصور الذي يمثله الصّف الرابع الأساسي يتميز به قطاع التعليم الرسمي بشكل خاص كما يطول التعليم الخاص المجاني (رسم بياني رقم ٨).

 

( رسم بياني رقم ٨ ): معدل التلاميذ المترفعين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

ترتفع نسبة الرسوب في لبنان كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.  ويتميز الرابع الأساسي بارتفاع نسبته عن باقي الصفوف إذ بلغت ١٤,٤٦ ٪ بينما تراوحت من ٤,٨٧٪ (الأول)  إلى ١٠ ٪ (السادس). وتسجل الإناث نسباً أدنى من نسب الذكور في جميع الصفوف.  كما ترتفع نسب الإعادة في الشمال والبقاع عن المعدل العام لجميع الصفوف وفي الجنوب والنبطية لصفوف الرابع والخامس والسادس.

في التعليم الرسمي، تتجاوز نسب الرسوب المعدل العام في لبنان. فمن ٧,٣٠ ٪ للأول إلى ١٨,٦٧ ٪ للسادس ويتميز الرابع بنسبة عالية تطال ٢٨,١٩ ٪ كما يتميز الشمال الرسمي بنسب إعادة مرتفعة جاوزت ٣٣,٤٣ ٪ في الرابع.

في التعليم الخاص المجاني،يُصيب الرسوب الصف الرابع بأعلى نسبة وهي ٨,٩٩ ٪ وتتراوح بأدناها في الصف الأول في بيروت ٣,٦٢ ٪، أقصاها في الصف الرابع ١١,٤٥ ٪ في الشمال. كما يُسجل الرسوب في هذا الصف، في التعليم الخاص غير المجاني، أعلى نسبة ٣,٥ ٪ وما يلي الصف السادس ٣,٨٦ ٪ (رسم بياني رقم ٩).

(رسم بياني رقم ٩ ): معدل التلاميذ المعيدين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

تسجل نسبة التسرب ١,٤٢ ٪ في الأول الأساسي ثم تتراجع إلى ٠,٨٤ ٪ و ٠,٨٥ ٪ في الصفين اللاحقين وتعود لترتفع إلى ٢,٤٦ ٪ في الرابع و ٣,٠٣ ٪ في الخامس و ٣,٩٦ ٪ في السادس. هذا على مستوى لبنان. ونشير إلى انه تكمن صعوبة في احتساب نسبة التسرب حسب القطاعات بسبب تجوال التلاميذ ونزوحهم من قطاع الى آخر خلال السنوات المنهجية للمرحلة الابتدائية (رسم بياني رقم ١٠).

 

(رسم بياني رقم ١٠ ): معدل التلاميذ المتسربين في لبنان حسب الجنس والصف (2001 - 2002)

 

 

 

 

 

 

 

ترتكز الفعالية الداخلية للنظام التربوي على العلاقة القائمة بين الداخلين والخارجين من التلاميذ، بحيث تزداد فعالية النظام كلما ازداد حجم الخارجين منه بالنسبة إلى الداخلين اليه. و المرحلة الابتدائية لا تخلو من التلاميذ المعيدين والمتسربين والذين أمضوا سنوات تعليمية بدون جدوى، مما يقلص من حجم المخرجات ومن فعالية النظام ويرفع بالتالي من كلفة التعليم. وعند دراسة مسيرة فوج وهمي من ١٠٠٠ تلميذ في المرحلة الابتدائية، باعتماد مؤشرات سنة ٢٠٠١- ٢٠٠٢، نتوقع النتائج الآتية للسنة الدراسية ٢٠٠٨- ٢٠٠٩:

- عدد المتخرجين: ٨١٠ للذكور، ٨٩٧ للإناث و ٨٧٠ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- عدد السنوات المتوقعة لإنهاء المرحلة : ٦,٦٢ للذكور، ٦,٤٣ للإناث و ٦,٤٤ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الكفاءة : ٠,٧٧ للذكور، ٠,٨٦ للإناث و ٠,٨٣ لمجموع تلاميذ المرحلة.

- معدل الهدر : ١,٣٠ للذكور، ١,١٦ للإناث و ١,٢٢ لمجموع تلاميذ المرحلة.

استخلاص أهم المشكلات:

نستخلص مما تقدم، بالنسبة للمرحلة الابتدائية (الحلقتان الأولى والثانية من التعليم الأساسي) ما يأتي:

من الجانب الكمّي:

يُشكل تلاميذ هذه المرحلة ٥٠,٢٦ ٪ من تلاميذ لبنان

- بلغت حصة القطاع الرسمي من مجموع التلاميذ ٣٦,٥٤ ٪

- يتضاءل حجم هذه المرحلة عبر السنوات بتضاؤل الولادات في لبنان كما تؤشر على هذا الواقع المعطيات الديموغرافية. وقد انخفضت أعداد التلاميذ في جميع المحافظات ولكل القطاعات باستثناء الشمال (٨,١ ٪) وضواحي بيروت ( ٢,٤ ٪ ) في القطاع الرسمي.

-  بالمقابل تزايدَ عدد المعلمين، ولجميع المراحل التعليمية، وسُجلت الزيادات القصوى في القطاع الرسمي مقارنة مع القطاعات الأخرى.

-  تراجَعَ عدد المدارس في لبنان، للمراحل كافة؛ إنما تميز القطاع الرسمي بزيادة ١٣ مدرسة.

من الجانب النوعي:

-  تنخفض معدلات الالتحاق في مرحلة التعليم الأساسي كلما انتقلنا من صف إلى صف أعلى.

-  تراجعت معدلات الترفيع، من صف الى آخر، في السنة الثانية (٢٠٠١ – ٢٠٠٢) من تطبيق المنهجية الجديدة مقارنة مع السنة الأولى (٢٠٠٠- ٢٠٠١).

-  ارتفعت معدلات الرسوب والتسرب عن السنة السابقة.

-  بالمقارنة بين القطاعات، تُسجّلِ معدلات الرسوب النسب الأعلى في القطاع الرسمي.

-  تَميّزَ الصف الرابع في الحلقة الثانية بارتفاع معدلات الرسوب، مقارنة مع باقي صفوف المرحلة وذلك خلال العامين الأولين لتطبيق المنهجية الجديدة. ونشهد هذه الظاهرة خاصة في القطاع الرسمي، ثم بنسبة أدنى في القطاع الخاص المجاني، وأخيراً في القطاع الخاص غير المجاني.

-  تبرز فروقات متفاوتة بين المناطق بالنسبة لمعدلات الرسوب والتسرب وتُسجّلَ أقصاها في محافظتي الشمال والبقاع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع:
- تطور المؤشرات التربوية خلال خمس سنوات ١٩٩٦ - ١٩٩٧ - ٢٠٠٠ - ٢٠٠١، المركز التربوي للبحوث والإنماء، مكتب البحوث التربوية- وحدة المشاريع.