التقرير الفني حول تطوير هيكلية التعليم ومناهجه
التقرير الفني حول تطوير هيكلية التعليم ومناهجه
ان الندوات التي دعت اليها رئاسة المركز التربوي للبحوث والانماء في اطار تطوير المناهج قد تمت وفق ما خُطط لها دون أية معوقات تذكر. لقد تحققت جميع أهدافها المرسومة والمعلنة الا وهي استقصاء رأي المؤسسات التربوية في هيكلية التعليم وفي صعوبات تطبيق مناهج سنة ١٩٩٧ . لقد كان تجاوب المؤسسات المذكورة متعاوناً وحضورها مميزاً والتزامها شبه تام، وقد أغنانا التداول مع ممثلي هذه المؤسسات بمعرفة شاملة لواقع الحال التعليمي في المواضيع التي طرحت عليهم وتلك التي أثاروها بأنفسهم.
نجزئ عرضنا التالي إلى بابين، الأول وفيه تقديم لأهم الاشكاليات في الهيكلية والتي احتجنا إلى استبيان الرأي فيها، ويقدم الثاني اقتراحاً لتطوير الهيكلية الجديدة بعد إعادة النظر في مفرداتها وتحديدها وفق واقع الحال الفعلي.
الاشكاليات وحلولها المقترحة:
١- مرحلة الروضة
اشكاليات مرحلة الروضة صارت معروفة وهي مطروحة بجدية في المدارس الرسمية. لقد تم اعتماد سن الرابعة لدخول هذه المرحلة إلا ان قرارات وزارية لاحقة ألغت مفاعيل هذا المبدأ وجعلت من يتم الرابعة خلال العام الدراسي مؤهلاً لدخول مرحلة الروضة وهذا ما سمح باختلاط عمري بين الأطفال بفارق سنة وهو ما يثير الكثير من المشاكل الاجتماعية والمعرفية والتربوية.
ولما كان ظن البعض بان هذا التسامح من الوزارة يهدف إلى إدخال جميع الأطفال المؤهلين إلى المؤسسة التربوية، ومنعاً لأية تجاوزات مستقبلية لمراسيم المناهج، رأى المجتمعون ان يعتمد سن الثلاث سنوات لدخول مرحلة الروضة كما هو معمول به في المؤسسات الخاصة، على ان تمتد هذه المرحلة إلى ثلاث سنوات تعليمية. لقد ظهر ميل شديد لدى معظم المؤسسات إلى اعتبار السنة النهائية من مرحلة الروضة مدخلاً إلى التعليم الأساسي بالمعنى المتعارف عليه بالتمهيدي.
٢- مرحلة التعليم الأساسي:
تغطي مرحلة التعليم الأساسي المرحلة العمرية من سن ٦ سنوات حتى ١٥ سنة.
يرتبط التعليم الأساسي بالعناصر المكونة لشخصية المتعلم. فمن الجهة النمائية يغطي المرحلة العمرية الموازية لتطور العمليات العيانية (المشاهدة) فالذهنية، ومن الجهة الاجتماعية يقابل مرحلة التعليم الإلزامي كما هي محددة حالياً في معظم البلدان.
يقسم التعليم الأساسي إلى ثلاث حلقات، الأولى (عمرالولد ٦ - ٩ سنوات) حيث يتكامل نمو التلميذ في مختلف مكونات شخصيته وحيث يؤثر كل مكوّن في المكونات الأخرى اما دفعاً أو اعاقة.
الثانية (من ٩ - ١٢) وترتبط بالمرحلة النفسية، مرحلة العمليات الحسية المعممة، حيث يعتمد الولد على ما يقوم به فعلياً ليمتطيه من أجل التعميم والتجريد. وتشكل الحلقتان المرحلة الابتدائية.
الثالثة (من ١٢ - ١٥) تتسارع، خلال هذه الحقبة العمرية، العمليات المؤدية إلى بروز العمليات الذهنية المعقدة والمسماة العمليات المنطقية/الرياضية. وتُسمى هذه الحلقة بالمرحلة المتوسطة.
٣- مرحلة التعليم الثانوي:
اشكالات عدة طُرحت حول التعليم الثانوي، يتعلق معظمها بعدد المواد التعليمية والسنة الأولى المشتركة والانتقال بين الفروع.
لم تبرز مطالبة بتعديل في فروع السنة النهائية لمرحلة التعليم الثانوي أو في فرعي السنة الثانية منها.
ان الذين طالبوا بجعل السنة الأولى فرعين (علمي وأدبي) انما فعلوا ذلك رغبة منهم في مجاراة ميول التلاميذ وسعياً وراء عدم التسرب المدرسي بسبب عوائق تعلمية. فإذا ما بُتّ موضوع تيسير أمر التلاميذ بمختلف اتجاهاتهم بطريقة ايجابية تختفي المطالبة السابقة أو تتقلص إلى حدودها الدنيا.
أما الذين طالبوا بتيسير أمر الانتقال بين الفروع العلمية والانسانية فان مطلبهم على العموم انحصر في السماح لتلاميذ في الفرع العلمي في السنة الثانية بالالتحاق بفرعي الاقتصاد والاجتماع أو الآداب والانسانيات. اما المطالبة بالانتقال في الاتجاه المعاكس فانها لم تعرض بوضوح.
إن المسألة في مرحلة التعليم الثانوي لا تتعلق بطبيعته أو مقوماته أو فروعه أو تقسيماته، بل تنحصر في مسالكه، وان الحل يأتي باعتماد طريقة للترفيع متناسبة مع رغبة المؤسسات ورغبة الأهل دون المساس بطبيعة اعداد الانسان المواطن المطلوبة في التعليم العام.
٤- العلاقة مع التعليم المهني والتقني
ان العلاقة التي تربط بين التعليم العام والتعليم المهني والتقني ما زالت هي هي لجهة الانتقال من التعليم الأساسي في حلقته الثالثة إلى التعليم المهني او الانتقال إلى التعليم التقني للذين يحملون شهادة البريفيه أو حتى إفادة ترشيح. لم يبدِ الحضور أي حماس لطروحات تتعلق بالانتقال العكسي من التعليم المهني والتقني إلى التعليم العام.
٥- التجديدات التربوية
طُرحت في لقاءات الفريق الفني مع الهيئة التربوية الوطنية مواضيع تتعلق باعداد المواطن من أجل احترام بيئته ومجتمعه وكيانه الجسدي والتعاطي بهذه المواضيع بوعي ودراية. وقد اظهر الحضور حماساً لهذه الطروحات ورغبة في تصنيف المواضيع المختلفة وترتيبها بتدرج وادخالها كجزء لا يتجزأ من المواد التعليمية الأخرى.
أما التربية الشمولية فقد أضحت نهجاً تعليمياً يُطبّق اختبارياً في عدد من المدارس الرسمية والخاصة في الحلقة الأولى. ورغم الايجابية التي تحدث بها الباحثون فإن الاتجاه العام ينحو بمنحى انتظار نتائج تقييم هذا الاختبار من اجل تعميم فائدته.
٦- المواد الاجرائية
ان الاشكاليات التي طرحها تنفيذ تعليم المواد الاجرائية التي أُدخلت حديثا في مناهج سنة ١٩٩٧ (المعلوماتية والتكنولوجيا) تتوافق إلى حد بعيد مع تلك التي طرحت سابقاً مع المواد الاجرائية الأخرى كالفنون والرياضة، وخلاصتها عدم توفر المعلم أو المختبر (الآلات والوسائل) أو المساحات.
أكد المشاركون على أهمية المواد الاجرائية وفعاليتها في اعداد المتعلمين كما ظهر ميل إلى اعادة توصيف هذه المواد بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من التعليم وكذلك بالنسبة إلى النشاطات اللاصفية باعتبارها ركناً أساسياً من أركان التعليم.
٧- اللغة الأجنبية الثانية
تدرّسِ المؤسسات الخاصة اللغة الأجنبية الثانية وفق ما هو وارد في المناهج الحالية ابتداء من السنة السابعة الأساسية وحتى قبلها. وتقع الاشكالية في عدم تدريس هذه المادة في بعض المدارس الرسمية وبالتالي أضحت مادة غير واردة في الامتحانات الرسمية. وعليه فقد فقدت الادارات الحماس للموضوع واغفلها مديرو المدارس الرسمية نهائياً الا في ما ندر.
إن القرار الوزاري المتعلق بعدم دفع أجور ساعات اللغة الاجنبية الثانية من موازنة وزارة التربية قد شكل ضربة قاضية اذ أُسقِط تعليم هذه المادة تقريباً من جميع المدارس الرسمية.
غير ان المؤسسات المشاركة في الهيئة التربوية الوطنية والباحثين التربويين قد أكدوا على أهمية هذا الموضوع واعتبروه هدفاً أساساً من أهداف التعليم.
الاقتراحات:
١- مراحل التعليم
تُعتبر وحدة التعليم هي الحلقة، وهي حقبة من ثلاث سنوات تعليمية. يدخل المتعلم اليها في السنة الأولى بشروط ويتخرج منها في نهاية السنة الثالثة اذا ما نجح في اختبار تحصيل تعليمي مُقَنّن، يحدّد المركز التربوي للبحوث والإنماء إطاره ومواضيعه وأسئلته سنوياً. وينقسم التعليم إلى ثلاث مراحل حسب طبيعته:
- مرحلة الروضة: مرحلة تحضير الولد للعيش مع الجماعة وتدريب جسده على نمو متوازن وتدريبه على القيام بالعاب أو اداءات منتظمة.
الانتساب إلى مرحلة الروضة حر لكل من أتم الثالثة. مدتها ثلاث سنوات تعليمية. تُعتبر السنة الثالثة منها سنة تمهيدية بمعنى تأهيل الولد لمتابعة تعلمه في المرحلة التالية من جميع النواحي ولا سيما القراءة والكتابة والمحادثة والتعرف الى الاعداد وكتابتها.على ان هذا الاقتراح لم يلقَ تأييداً عاماً بسبب تضارب الآراء حول الموضوع، لذلك يقترح الفريق الفني بان تُوضع منهج السنة الثالثة من هذه الحلقة بحذر.
- مرحلة التعليم الأساسي: انها مرحلة تعليم الزامي لكل الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٦ سنوات و ١٥ سنة، وتكافُئِي بمعنى جعل فرص التعلم فيها متكافئة لجميع فئات الشعب وفي جميع المدارس الرسمية والخاصة. يُحضَّر المتعلم في هذه المرحلة لكي يتمتع بثقافة معرفية تؤهله للعيش بسلام مع نفسه ومع الآخرين وتمكنه من اختيار توجهه للتعليم العام أو المهني والتقني وتسمح له بمتابعة التعلّم الذاتي. كما تُنمّى قدراته الجسدية ويدرَّب رياضيا مما يسمح له بالحفاظ على صحته وسلامته. كذلك يتدرب المتعلم من اجل اكتساب انماط مشكورة من السلوك السليم الاجتماعي والشخصي.
يقسَّم التعليم الأساسي إلى ثلاث حلقات مدة كل واحدة منها ثلاث سنوات بحيث يدخل السنة الأولى من اتم السادسة من عمره قبل نهاية تشرين الثاني من السنة التي ينتسب فيها إلى المدرسة.
وفي ختام الحلقة الثالثة يتقدم المتعلمون إلى امتحان نهاية مرحلة التعليم الأساسي للحصول على الشهادة التي تؤهلهم الدخول إلى مرحلة التعليم الثانوي. أما الذين يرسبون فإنه يمكن السماح لهم بالاعادة الا اذا تجاوزوا سن الثامنة عشرة فيتوجهون عند ذلك إلى اختيار مهنة والتدرّب عليها.
- مرحلة التعليم الثانوي العام: مرحلة تعليم توجيهي. يدخلها من نال شهادة نهاية التعليم الأساسي ولم يتجاوز سن الثامنة عشرة. تهدف إلى تمكين المتعلم وأهله ومعلميه للتأكد من ميوله واختيار طريق مستقبله بتروٍ ووعي. لذلك يعطى المتعلم في هذه المرحلة الفرصة للاطلاع الشامل على مختلف الفروع المهنية والتقنية والابحاث المستقبلية ويُعطى أيضاً حرية الانتقال بين مختلف التفرعات حتى يكتشف سبيله.
وعلى هذا الأساس رأى المجتمعون ان يبقى الحال على ما هو في المرحلة الثانوية على ان يعطى المتعلم حرية أوسع للانتقال بين الفروع ولا سيما من السنة الثانية – فرع العلوم باتجاه السنة الثالثة في فرعي الآداب والانسانيات أو الاجتماع والاقتصاد وذلك بعد خضوع المتعلم لامتحان استكمالي في المواد التي يتضمّنها منهج السنة الثانية الثانوية فرع الانسانيات.
٢ - الترفيع
إن معالجة التسرب المدرسي منوطة بادارة التعليم كما بواضعي المناهج. إنها مسألة اجتماعية اقتصادية حري بنا حلها مهما كان الثمن. أضف إلى ذلك عدم ''شعبية'' أي قرار غير مبني على استيعاب التلاميذ وتفهمهم وتوجيههم. في مقابل ذلك سمعنا في الندوات وكنا قرأنا في المقالات قبلها ما هو الموقف السلبي للمؤسسات وللتفتيش التربوي في ما يخص الترفيع الآلي والترفيع الميسَّر. وعندما سألنا مناهضي الترفيع الآلي أو الميسر عن جدية إعادة تلميذ لسنته الدراسية اذا رسب وعن الأذى الذي يصيب الصف المدرسي من قبل وجود فروقات كبيرة بين اعمار التلاميذ متأتية من تكرار الرسوب والاعادة لا سيما في مرحلتي الروضة والتعليم الأساسي فلم يرفضوا الاعادة ولم يؤيدوا وجود فروقات بين الأعمار وهذان أمران متناقضان ويدلان على ان الحل ليس موجوداً إلا اذا واكب الدعم المدرسي الترفيع الميسّر أو الآلي.
شكت بعض المؤسسات التربوية وفي محادثات جانبية، من تدخل الأهالي ورفضهم إعادة أولادهم لسنة دراسية تحت تأثير عوامل متنوعة. وقد رأى الفريق الفني انه بالامكان عدم اغفال رغبة الأهل، بالابقاء على المبدأين السابقين، ولكن ضمن شروط الدعم المعرفي والمدرسي، وتنظيم التعليم بما يتوافق مع ذلك واعتماد التقييم سبيلاً لتصحيح المسار عند التلميذ والتدريب المستمر منهجاً لدعم المعلم في مواجهة الصعوبات التعليمية لتلاميذه. وفي ما يأتي سنعرض الخطوط العريضة للهيكلية المقترحة واقتراحات من أجل الدعم المدرسي..
٣ - السلّم التعليمي في التعليم العام
الحلقة هي وحدة التعليم في لبنان، كل حلقة تتألف من ثلاث سنوات، الحلقة الأولى تتطابق مع مرحلة الروضة، والحلقات الثلاث التالية مع مرحلة التعليم الأساسي والحلقة الخامسة الأخيرة مع مرحلة التعليم الثانوي.
تتناسب هذه الحلقات مع مراحل التطور النفسي/المعرفي.
المرحلة النفسية/المعرفية |
سن المتعلم |
حلقات التعليم |
نوع التعليم |
الحدسية يبدأ فيها الميل الاجتماعي في سن الرابعة |
من ٣ – ٤ سنوات إلى ٥ – ٦ سنوات |
الروضة حلقة واحدة |
التعليم الحر |
العمليات الحسية/الحركية |
من ٦ إلى ٩ سنوات |
الحلقة الأولى |
التعليم الأساسي |
العمليات الحسية المعممة |
من ٩ إلى ١٢ سنوات |
الحلقة الثانية |
|
العمليات المجردة |
من ١٢ إلى ١٥- ١٦ سنة |
الحلقة الثالثة |
|
المراهقة الثانية والنضوج العقلي |
من ١٥ إلى ١٨ سنة |
حلقة واحدة وأربعة فروع نهائية |
التعليم الثانوي |
٤ - بناء المناهج
تبنى مناهج كل حلقة على كفايات تعليمية محددة مسبقاً، غايتها توصيف المتعلم بما هو قادر على تنفيذه فعلياً في بيئته؛ وتشكل هذه الكفايات مرجعية أساسية من أجل وضع المحتوى وتحديد الساعات المخصصة للمواد، مما يمنع الكيفية في التوزيع ويؤمن التناسق بين المواد ويحل مسألة أفضلية المواد بشكل موضوعي.
من الطبيعي ان تتكامل هذه الكفايات لتشكل في نهاية مرحلة التعليم الأساسي مجموعة توصيفية تبين الناتج المنتظر من العملية التعليمية.
٥ - منع التسرب
يدخل المتعلم حلقة التعليم، ويستمر فيها ثلاث سنوات، يخضع في ختامها إلى امتحان مدرسي مقونن ولا ينتقل إلى الحلقة التي تليها الا من نجح في هذا الامتحان أي برهن أنه قادر على تحقيق الكفايات المحددة مسبقاً.
بعض التأخر، قد يصيب المتعلم في سنة دراسية أو فصل أو درس، وعليه وجُب ان يدعم كما هو وارد أدناه حتى يستوي والصف على سواء. فإذا لم يحصل ذلك يجب ترفيعه وتحمّل وضعِه لعام دراسي آخر علّ تبدل المعلم أو النضوج الجسدي أو الوجداني يحمل تحولاً في تعلم الولد ويُسرّعِ في تطويره.
اما الامتحان التحصيلي في نهاية الحلقة، فهدفه ضبط الانتقال إلى أعلى، بعد ان تكون ادارة التعليم قد تأكدت من تحصيل المتعلم وفق نماذج من الأسئلة الممكنة التي يُفترض ان يؤمنها المركز التربوي كوسيلة أساسية من وسائل التعليم، وهو الذي وصفناه بأنه مقنن بمعنى صدوره عن جهة رسمية مسؤولة.
لا ينتقل إلى حلقة أعلى الا من نجح في بلوغ الكفايات المحددة مسبقاً في المناهج، إلا في مرحلة الروضة حيث يحق لكل من بلغ السادسة مغادرة الروضة ودخول السنة الأولى الأساسية.
٦ - الدعم المدرسي
ان مساعدة التلاميذ، الذين تعترضهم صعوبات تعلميّة محدودة في الزمان أو في بعض المواد، هي واجب روتيني يجب ان تقوم به ادارة التعليم تلقائياً. فالتعليم في حلقة ما هو تعاقد بين المؤسسة والمتعلم تتعهد فيه المؤسسة على ايصال المتعلم إلى تحقيق الأهداف المرسومة في المناهج، وانجاحه في الاختبار المقونن الخاص بالحلقة. وعليها لأجل ذلك، ان تستعمل آلية للدعم مناسبة، وهناك عدة طروحات تتعلق بهذا الموضع: كاعطاء دروس اضافية من قبل معلم الصف أو الاستنجاد بمعلم خبير أو بتعديل في مسار الدروس نفسه، اذا ظن ان السبيل المقترح في الكتاب أو في المناهج هو العائق التعليمي.
٧ - الوضع في مرحلة التعليم الثانوي
يدخل السنة الأولى من هذه المرحلة كل من يحمل شهادة نهاية التعليم الأساسي. تُعتبر السنة الأولى سنة ثقافة عامة يطّلَع فيها التلميذ على العلوم والمعارف كافة، وفي ختامها يتوجه إلى احد فرعي السنة الثانية كما هو معمول به، آخذين بالاعتبار رغبة أهله، وذلك بتطبيق تثقيل معين يختلف حسب توجهه؛ ولا يرسب الا من كان راسباً في جميع المواد ومهما كان التثقيل على ان يجرى التأكيد على هذا المنحى في تفاصيل المناهج. يبقى فرعا السنة الثانية على حالهما.
في نهاية السنة الثانية يستطيع المتعلم ان يختار الفرع الذي يناسبه. فإذا كان في الفرع العلمي في السنة الثانية انتقل إلى أحد الفرعين العلميين في السنة حسب رغبته. وإذا كان في فرع الانسانيات في السنة الثانية انتقل إلى فرع الاجتماع والاقتصاد أو فرع الآداب والانسانيات حسب رغبته أيضاً. أما اذا رغب المتعلم في الانتقال من فرع علمي (أو فرع الانسانيات) إلى أحد فرعي الانسانيات (أو فرعي العلوم) في السنة الثالثة وجب عليه استكمال ما ينقصه من معارف وكفايات قبل تحقيق هذا الانتقال.
٨ - اليوم الدراسي
إن المبدأ القائل بأن التعليم مسؤولية المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها الولد، كلام لا يمكن الالتزام به في واقع حال اليوم الدراسي. والسبب الحقيقي هو قصر هذا اليوم واقتصاره على ضخ المعلومات في فترة محددة وعدم متابعة تطورها وتطبيقها واكتسابها كما هو مطلوب أصلاً. ان الكثير من الاشكاليات التي وردت في نقاشات الهيئة التربوية الوطنية قد تجد حلولها في يوم مدرسي طويل، ينقسم فيه التعليم إلى تدريس أكاديمي بحت وتدريس مرتبط بالمواد الاجرائية والمختبرات والنشاطات اللاصفية وانجاز الفروض وتحضير الدروس وما إلى ذلك. واننا نرى انه قد حان الوقت من أجل التفكير الجدي بمثل هذا اليوم لا سيما اذا ما نُفّذِت السياسة العامة في تفعيل الادارة وزيادة عدد ساعات العمل إلى ما بعد الظهر وذلك لأن الدوام المدرسي مرتبط عضوياً بدوام العمل.
المركز التربوي للبحوث وإلانماء
منسّق الفريق الفني لتطوير هيكلية التعليم ومناهجه
د. ڤيكتور ملحم