الرحلات المدرسية التوأمة بين الترفيه والافادة التربوية

   الرحلات المدرسية
التوأمة بين الترفيه والإفادة التربوية
 

تحتل الرحلات المدرسية مكاناً مهماً في اهتمامات إدارات المدارس وتُرصد لها ميزانيات سنوية يدفعها
الأهل إن من خلال القسط المدرسي السنوي أم من خلال كل رحلة على حده، وفي كلتا الحالتين تزيد هذه
النشاطات عبئاً مادياً على كاهل الأهل كما وتحتل جزءاً من أوقات الدوام المدرسي وتأخذ قسطاً لا يستهان به
من مجهود الإدارة والتلاميذ على حد سواء، ما يحتم علينا التفكير بطريقة منهجية ومدروسة للإفادة منها تربوياً
من دون خسارة الجانب الترفيهي الذي يجب أن يبقى هدفاً مشروعاً لهذه الرحلات.

                                                                                                                         

الهدف التربوي

يخطىء من يظن أن الهدف الأوحد للرحلات المدرسية هو التسلية، فالمدرسة هي قبل كل شيء مؤسسة تربوية تتحمل مسؤولية بناء شخصية التلميذ على المستويات العلمية والثقافية والنفسية والمعرفية كافة بناءً سليماً وموجهاً إلى تحقيق غايات إنسانية وتثقيفية وتنموية وتكوينية، ومن هذا المنطلق لا يجوز الاستسهال في التعاطي مع أي جزء من الأجزاء التي تتكون منها هذه المؤسسة، فكل الأجزاء تتكامل من أجل تحقيق الأهداف العليا، وفي هذا الإطار لا يجوز النظر إلى النشاطات الترفيهية نظرة دونية أو غير تربوية بل لى العكس من ذلك إذ يجب التعامل معها كجزء متمّ للعملية التربوية له خصوصيته الترفيهية لكنه لا يقل أهمية عن غيره من الجوانب العلمية والمعرفية وهو يدخل ضمن إطار التربية غير المقصودة وغير المباشرة التي لها فعاليتها وتأثيرها التربويين في تكوين شخصية التلميذ. تعتبر الرحلات النشاط المدرسي الأكثر شيوعاً بين المدارس الخاصة والرسمية على السواء، مع الإشارة إلى أنها تُعتمد في المدارس الخاصة أكثر من المدارس الرسمية وذلك بسبب وفرة الإمكانيات المادية أولاً وسهولة اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات ثانياً، كما أن عدد هذه الرحلات يختلف بين مدرسة وأخرى فبعض المدارس يقوم بتنظيم رحلة واحدة سنوياً خصوصاً في فصل الربيع، فيما تقوم مدارس أخرى بتنظيم أكثر من رحلة إلى أكثر من موقع وفي أوقات مختلفة من العام الدراسي. تشير الوقائع إلى أن معظم المدارس تتعامل مع موضوع الرحلات من زاوية التسلية والترفيه عن النفس والراحة  الاستجمام والخروج عن الروتين المدرسي والنظام الصارم، وتعتبر هذه المدارس أن الرحلة هي متنفس ضروري، وهي محطة ينتظرها التلميذ بفارغ الصبر لكي يلهو ويلعب ويأكل ويشرب على هواه لكي يزور مناطق جديدة لم يكن يعرفها سابقاً. ومما لا شك  فيه أن هذا التوصيف صحيح، لكننا وإن نظرنا من زاوية  الإفادة التربوية لتوجب علينا البحث إضافة إلى العناصر
المكونة للرحلات كما هي معتمدة حالياً عن عناصر إضافية تسهم في إغناء تجارب التلميذ وخبراته الحياتية وتشكل استمراراً لما يتعلمه في المدرسة من دون المسّ بالثوابت الترفيهية الأساسية التي يحبها التلميذ ومن دون تحويل الرحلة الى درس خارج الصف. فكيف يتم تنظيم هذا النوع من الرحلات عملياً ؟
تنظيم الرحلات
تبدأ الخطوة الأولى في المدرسة عندما تقوم الإدارة بتكليف أحد المنسقين أو المعلمين أو الموظفين مسؤولية تنظيم الرحلة، فيكون عمل هذا المسؤول هو التخطيط والتنسيق الإشراف على الرحلة منذ بدايتها وحتى العودة إلى المدرسة  ويتمحور عمله حول مجموعة عناصر هي الآتية:
١- اختيار الأماكن والمواقع.
إن اختيار الأماكن التي ستتضمنها الرحلة هو من أهم العناصر التي يجب دراستها وتقييم الجدوى والفائدة الناتجة عنها بالنسبة للتلاميذ، وهنا لا بد من توأمة الجانبين التربوي والترفيهي من خلال خلق التوازن بين ما هو مسل وما هو مفيد، فإن تمّ اختيار مدينة ملاه ومطعم لتناول الغداء كمحطات أساسية لرحلة يحبها التلاميذ كثيراً، وهذا أمر طبيعي، لا بد في المقابل من زيارة متحف أو محمية طبيعية أو موقع أثري
أو مصنع أو مؤسسة (مرفأ، مطار، ثكنة عسكرية،...إلخ).
٢- تحضير المضمون العلمي والمعرفي للرحلة
يقوم المشرف أو المسؤول عن الرحلة وبمساعدة من يلزمه من المنسقين في الأقسام كافة بوضع مخطط تربوي للرحلة يتضمّن المواقع المقصودة وكيفية الإفادة منها في إغناء ثقافة التلميذ وربطها قدر الإمكان بالمواد التعليمية وبالمحاور التي يدرسها التلاميذ في المدرسة، أو دراسة إمكانية الإفادة منها كخبرات مستقلة بحد ذاتها من خلال ارتباطها بواقع التلميذ ما يساعده على تفتح آفاقه واكتسابه كمّاً من المعلومات والمعارف الجديدة. إن زيارة المواقع الأثرية يمكن ربطها بسهولة بمادتي التاريخ والحضارات، وزيارة المناطق اللبنانية المختلفة يمكن ربطها بمواد الجغرافيا والاقتصاد والبيئة والعلوم وزيارة المصانع تعرّ  فِ التلميذ على أهمية الصناعة ودورها في حياة الإنسان وزيارة المؤسسات المدنية والعسكرية تسهم في التنشئة المدنية والتربية الوطنية للتلميذ وترتبط بمحاور ودروس يتعلمها في صفه. كل ذلك يمكن أن يكون مفيداً للتلميذ إذا وُضع ضمن سياقه التربوي المدروس من قبل أصحاب الإختصاص في المدرسة، وذلك من خلال: أ- شرح أهمية الأماكن المقصودة في الرحلة وضرورة الإنتباه إلى ما تمثله علمياً ومعرفياً قبل الإنطلاق. ب-خلق حوافز معنوية للتلاميذ الناشطين في الرحلة علمياً وثقافياً كمنحهم تقديرات أو مكافآت رمزية أو تقديرهم بطريقة ما لتشجيع رفاقهم على الحذو حذوهم في  الرحلات المقبلة.ج- تقييم نتائج الرحلة مع التلاميذ لمعرفة مدى استفادتهممنها كمصدر لمعلومات جديدة لم يكونوا على علم بها  من قبل.
نموذج تنظيم رحلة
وللتفصيل أكثر نأخذ كمثال رحلة قررت أن تقوم بها إحدى  المدارس إلى البقاع وتتضمن زيارات إلى المواقع الآتية: نهر العاصي، قلعة بعلبك، بحيرة القرعون، فتلك هي أهم المواقع لسياحية في البقاع ومن الطبيعي أن يفكّر أي سائح أو زائر
بزيارتها. يمكن أن تقوم أي مدرسة بزيارة هذه المواقع  والعودة إلى المدرسة في اليوم التالي والاكتفاء بسؤال التلاميذهل أعجبتكم الرحلة؟ والإجابة سوف تكون حتماً نعم. لكننا  ستطيع أن نجعل التلميذ مستفيداً من رحلته هذه إضافة إلى تمتعه بها، وذلك من  لال إضافة بعض العناصر العلمية إلى ذا النشاط قبل وخلال وبعد الرحلة وذلك بحسب الشكل  الآتي:
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:
 
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.  - يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي: أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:  

أ- إخبار قصص وأحداث حصلت مع التلاميذ أثناء الرحلة، هذا النشاط يعتبر من أهم الأنشطة التي تسهم في تقوية ملكات التخيل والتعبير والتذكر خصوصاً في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.
ب- نشاط في الرسم والتعبير بالألوان على الورق حول الأماكن التي تمت زيارتها بحيث يرسم كل تلميذصورة لنهر العاصي انطباعاته، ما يسهم في تعزيز قدرته على التعبير بالأشكال والرسومات ويمكن أن يترافق ذلك مع
تعليق بالكلام الوصفي المكتوب إلى جانب هذه الرسومات ما يعزّز قدرات االإبداع الكتابي والوصفي لدى التلميذ. ثم يتم انتقاء الرسومات المميزة تمهيداً لعرضها لاحقاً في المعارض الفنية التي تقام في
المدارس عادة، وبذلك تكون هذه الرسومات مرتبطة بالواقع التعليمي وبالخبرات الخاصة بالتلاميذ وليست مجرد رسومات غير محددة الأهداف.
ج- إنتاج وسائل تربوية إيضاحية حول المشاهدات التي تم اختبارها ومعاينتها خلال الرحلة، (مجسمات لقلعة بعلبك أو لسدّ وبحيرة القرعون أو لنهر العاصي بحيث تكون هذه المجسمات أقرب إلى الحقيقة والواقع
كونها ناتجة عن مشاهدة حية للمكان موضوع المجسم).
د - كتابة موضوع حول الرحلة، بحيث يقوم جميع التلاميذ بكتابة مواضيع إنشائية حول انطباعاتهم ومكتسباتهم العلمية التي حصلوا عليها خلال الرحلة ويتم عرض أفضل موضوع أمام التلاميذ والتنويه بكاتبه ما يحفّز بقية التلاميذ على بذل مجهود إضافي في الرحلات القادمة والتعامل مع الجانب العلمي من الرحلة بجدية أكبر.  إن الاهتمام بالمنحى التربوي للرحلات المدرسية هوخطوة على طريق تفعيل العملية التربوية بكل جوانبها بحيث بات من الضروري التفكير جدياً باستثمار وقت التلميذ في المدرسة وخارجها بما يقدم الفائدة العلمية والتربوية له وذلك من خلال ربط كل الأنشطة بالأهداف التربوية، خصوصاً وأن الرحلات تحتل حيزاً مهماً من الأنشطة المدرسية. واستطراداً، إن التعاطي مع الترفيه والتسلية بوصفهما وسيلة وليس غاية هو أحد أهم العناصر التي ترتكز عليها التجارب التربوية الحديثة خصوصاً في المراحل الأولى من التعليم  • صورة لبعلبك - التاريخ والحضارةصورة لبحيرة القرعون وجبل الشيخ                                                   

الرحلات المدرسية التوأمة بين الترفيه والافادة التربوية

   الرحلات المدرسية
التوأمة بين الترفيه والإفادة التربوية
 

تحتل الرحلات المدرسية مكاناً مهماً في اهتمامات إدارات المدارس وتُرصد لها ميزانيات سنوية يدفعها
الأهل إن من خلال القسط المدرسي السنوي أم من خلال كل رحلة على حده، وفي كلتا الحالتين تزيد هذه
النشاطات عبئاً مادياً على كاهل الأهل كما وتحتل جزءاً من أوقات الدوام المدرسي وتأخذ قسطاً لا يستهان به
من مجهود الإدارة والتلاميذ على حد سواء، ما يحتم علينا التفكير بطريقة منهجية ومدروسة للإفادة منها تربوياً
من دون خسارة الجانب الترفيهي الذي يجب أن يبقى هدفاً مشروعاً لهذه الرحلات.

                                                                                                                         

الهدف التربوي

يخطىء من يظن أن الهدف الأوحد للرحلات المدرسية هو التسلية، فالمدرسة هي قبل كل شيء مؤسسة تربوية تتحمل مسؤولية بناء شخصية التلميذ على المستويات العلمية والثقافية والنفسية والمعرفية كافة بناءً سليماً وموجهاً إلى تحقيق غايات إنسانية وتثقيفية وتنموية وتكوينية، ومن هذا المنطلق لا يجوز الاستسهال في التعاطي مع أي جزء من الأجزاء التي تتكون منها هذه المؤسسة، فكل الأجزاء تتكامل من أجل تحقيق الأهداف العليا، وفي هذا الإطار لا يجوز النظر إلى النشاطات الترفيهية نظرة دونية أو غير تربوية بل لى العكس من ذلك إذ يجب التعامل معها كجزء متمّ للعملية التربوية له خصوصيته الترفيهية لكنه لا يقل أهمية عن غيره من الجوانب العلمية والمعرفية وهو يدخل ضمن إطار التربية غير المقصودة وغير المباشرة التي لها فعاليتها وتأثيرها التربويين في تكوين شخصية التلميذ. تعتبر الرحلات النشاط المدرسي الأكثر شيوعاً بين المدارس الخاصة والرسمية على السواء، مع الإشارة إلى أنها تُعتمد في المدارس الخاصة أكثر من المدارس الرسمية وذلك بسبب وفرة الإمكانيات المادية أولاً وسهولة اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات ثانياً، كما أن عدد هذه الرحلات يختلف بين مدرسة وأخرى فبعض المدارس يقوم بتنظيم رحلة واحدة سنوياً خصوصاً في فصل الربيع، فيما تقوم مدارس أخرى بتنظيم أكثر من رحلة إلى أكثر من موقع وفي أوقات مختلفة من العام الدراسي. تشير الوقائع إلى أن معظم المدارس تتعامل مع موضوع الرحلات من زاوية التسلية والترفيه عن النفس والراحة  الاستجمام والخروج عن الروتين المدرسي والنظام الصارم، وتعتبر هذه المدارس أن الرحلة هي متنفس ضروري، وهي محطة ينتظرها التلميذ بفارغ الصبر لكي يلهو ويلعب ويأكل ويشرب على هواه لكي يزور مناطق جديدة لم يكن يعرفها سابقاً. ومما لا شك  فيه أن هذا التوصيف صحيح، لكننا وإن نظرنا من زاوية  الإفادة التربوية لتوجب علينا البحث إضافة إلى العناصر
المكونة للرحلات كما هي معتمدة حالياً عن عناصر إضافية تسهم في إغناء تجارب التلميذ وخبراته الحياتية وتشكل استمراراً لما يتعلمه في المدرسة من دون المسّ بالثوابت الترفيهية الأساسية التي يحبها التلميذ ومن دون تحويل الرحلة الى درس خارج الصف. فكيف يتم تنظيم هذا النوع من الرحلات عملياً ؟
تنظيم الرحلات
تبدأ الخطوة الأولى في المدرسة عندما تقوم الإدارة بتكليف أحد المنسقين أو المعلمين أو الموظفين مسؤولية تنظيم الرحلة، فيكون عمل هذا المسؤول هو التخطيط والتنسيق الإشراف على الرحلة منذ بدايتها وحتى العودة إلى المدرسة  ويتمحور عمله حول مجموعة عناصر هي الآتية:
١- اختيار الأماكن والمواقع.
إن اختيار الأماكن التي ستتضمنها الرحلة هو من أهم العناصر التي يجب دراستها وتقييم الجدوى والفائدة الناتجة عنها بالنسبة للتلاميذ، وهنا لا بد من توأمة الجانبين التربوي والترفيهي من خلال خلق التوازن بين ما هو مسل وما هو مفيد، فإن تمّ اختيار مدينة ملاه ومطعم لتناول الغداء كمحطات أساسية لرحلة يحبها التلاميذ كثيراً، وهذا أمر طبيعي، لا بد في المقابل من زيارة متحف أو محمية طبيعية أو موقع أثري
أو مصنع أو مؤسسة (مرفأ، مطار، ثكنة عسكرية،...إلخ).
٢- تحضير المضمون العلمي والمعرفي للرحلة
يقوم المشرف أو المسؤول عن الرحلة وبمساعدة من يلزمه من المنسقين في الأقسام كافة بوضع مخطط تربوي للرحلة يتضمّن المواقع المقصودة وكيفية الإفادة منها في إغناء ثقافة التلميذ وربطها قدر الإمكان بالمواد التعليمية وبالمحاور التي يدرسها التلاميذ في المدرسة، أو دراسة إمكانية الإفادة منها كخبرات مستقلة بحد ذاتها من خلال ارتباطها بواقع التلميذ ما يساعده على تفتح آفاقه واكتسابه كمّاً من المعلومات والمعارف الجديدة. إن زيارة المواقع الأثرية يمكن ربطها بسهولة بمادتي التاريخ والحضارات، وزيارة المناطق اللبنانية المختلفة يمكن ربطها بمواد الجغرافيا والاقتصاد والبيئة والعلوم وزيارة المصانع تعرّ  فِ التلميذ على أهمية الصناعة ودورها في حياة الإنسان وزيارة المؤسسات المدنية والعسكرية تسهم في التنشئة المدنية والتربية الوطنية للتلميذ وترتبط بمحاور ودروس يتعلمها في صفه. كل ذلك يمكن أن يكون مفيداً للتلميذ إذا وُضع ضمن سياقه التربوي المدروس من قبل أصحاب الإختصاص في المدرسة، وذلك من خلال: أ- شرح أهمية الأماكن المقصودة في الرحلة وضرورة الإنتباه إلى ما تمثله علمياً ومعرفياً قبل الإنطلاق. ب-خلق حوافز معنوية للتلاميذ الناشطين في الرحلة علمياً وثقافياً كمنحهم تقديرات أو مكافآت رمزية أو تقديرهم بطريقة ما لتشجيع رفاقهم على الحذو حذوهم في  الرحلات المقبلة.ج- تقييم نتائج الرحلة مع التلاميذ لمعرفة مدى استفادتهممنها كمصدر لمعلومات جديدة لم يكونوا على علم بها  من قبل.
نموذج تنظيم رحلة
وللتفصيل أكثر نأخذ كمثال رحلة قررت أن تقوم بها إحدى  المدارس إلى البقاع وتتضمن زيارات إلى المواقع الآتية: نهر العاصي، قلعة بعلبك، بحيرة القرعون، فتلك هي أهم المواقع لسياحية في البقاع ومن الطبيعي أن يفكّر أي سائح أو زائر
بزيارتها. يمكن أن تقوم أي مدرسة بزيارة هذه المواقع  والعودة إلى المدرسة في اليوم التالي والاكتفاء بسؤال التلاميذهل أعجبتكم الرحلة؟ والإجابة سوف تكون حتماً نعم. لكننا  ستطيع أن نجعل التلميذ مستفيداً من رحلته هذه إضافة إلى تمتعه بها، وذلك من  لال إضافة بعض العناصر العلمية إلى ذا النشاط قبل وخلال وبعد الرحلة وذلك بحسب الشكل  الآتي:
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:
 
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.  - يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي: أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:  

أ- إخبار قصص وأحداث حصلت مع التلاميذ أثناء الرحلة، هذا النشاط يعتبر من أهم الأنشطة التي تسهم في تقوية ملكات التخيل والتعبير والتذكر خصوصاً في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.
ب- نشاط في الرسم والتعبير بالألوان على الورق حول الأماكن التي تمت زيارتها بحيث يرسم كل تلميذصورة لنهر العاصي انطباعاته، ما يسهم في تعزيز قدرته على التعبير بالأشكال والرسومات ويمكن أن يترافق ذلك مع
تعليق بالكلام الوصفي المكتوب إلى جانب هذه الرسومات ما يعزّز قدرات االإبداع الكتابي والوصفي لدى التلميذ. ثم يتم انتقاء الرسومات المميزة تمهيداً لعرضها لاحقاً في المعارض الفنية التي تقام في
المدارس عادة، وبذلك تكون هذه الرسومات مرتبطة بالواقع التعليمي وبالخبرات الخاصة بالتلاميذ وليست مجرد رسومات غير محددة الأهداف.
ج- إنتاج وسائل تربوية إيضاحية حول المشاهدات التي تم اختبارها ومعاينتها خلال الرحلة، (مجسمات لقلعة بعلبك أو لسدّ وبحيرة القرعون أو لنهر العاصي بحيث تكون هذه المجسمات أقرب إلى الحقيقة والواقع
كونها ناتجة عن مشاهدة حية للمكان موضوع المجسم).
د - كتابة موضوع حول الرحلة، بحيث يقوم جميع التلاميذ بكتابة مواضيع إنشائية حول انطباعاتهم ومكتسباتهم العلمية التي حصلوا عليها خلال الرحلة ويتم عرض أفضل موضوع أمام التلاميذ والتنويه بكاتبه ما يحفّز بقية التلاميذ على بذل مجهود إضافي في الرحلات القادمة والتعامل مع الجانب العلمي من الرحلة بجدية أكبر.  إن الاهتمام بالمنحى التربوي للرحلات المدرسية هوخطوة على طريق تفعيل العملية التربوية بكل جوانبها بحيث بات من الضروري التفكير جدياً باستثمار وقت التلميذ في المدرسة وخارجها بما يقدم الفائدة العلمية والتربوية له وذلك من خلال ربط كل الأنشطة بالأهداف التربوية، خصوصاً وأن الرحلات تحتل حيزاً مهماً من الأنشطة المدرسية. واستطراداً، إن التعاطي مع الترفيه والتسلية بوصفهما وسيلة وليس غاية هو أحد أهم العناصر التي ترتكز عليها التجارب التربوية الحديثة خصوصاً في المراحل الأولى من التعليم  • صورة لبعلبك - التاريخ والحضارةصورة لبحيرة القرعون وجبل الشيخ                                                   

الرحلات المدرسية التوأمة بين الترفيه والافادة التربوية

   الرحلات المدرسية
التوأمة بين الترفيه والإفادة التربوية
 

تحتل الرحلات المدرسية مكاناً مهماً في اهتمامات إدارات المدارس وتُرصد لها ميزانيات سنوية يدفعها
الأهل إن من خلال القسط المدرسي السنوي أم من خلال كل رحلة على حده، وفي كلتا الحالتين تزيد هذه
النشاطات عبئاً مادياً على كاهل الأهل كما وتحتل جزءاً من أوقات الدوام المدرسي وتأخذ قسطاً لا يستهان به
من مجهود الإدارة والتلاميذ على حد سواء، ما يحتم علينا التفكير بطريقة منهجية ومدروسة للإفادة منها تربوياً
من دون خسارة الجانب الترفيهي الذي يجب أن يبقى هدفاً مشروعاً لهذه الرحلات.

                                                                                                                         

الهدف التربوي

يخطىء من يظن أن الهدف الأوحد للرحلات المدرسية هو التسلية، فالمدرسة هي قبل كل شيء مؤسسة تربوية تتحمل مسؤولية بناء شخصية التلميذ على المستويات العلمية والثقافية والنفسية والمعرفية كافة بناءً سليماً وموجهاً إلى تحقيق غايات إنسانية وتثقيفية وتنموية وتكوينية، ومن هذا المنطلق لا يجوز الاستسهال في التعاطي مع أي جزء من الأجزاء التي تتكون منها هذه المؤسسة، فكل الأجزاء تتكامل من أجل تحقيق الأهداف العليا، وفي هذا الإطار لا يجوز النظر إلى النشاطات الترفيهية نظرة دونية أو غير تربوية بل لى العكس من ذلك إذ يجب التعامل معها كجزء متمّ للعملية التربوية له خصوصيته الترفيهية لكنه لا يقل أهمية عن غيره من الجوانب العلمية والمعرفية وهو يدخل ضمن إطار التربية غير المقصودة وغير المباشرة التي لها فعاليتها وتأثيرها التربويين في تكوين شخصية التلميذ. تعتبر الرحلات النشاط المدرسي الأكثر شيوعاً بين المدارس الخاصة والرسمية على السواء، مع الإشارة إلى أنها تُعتمد في المدارس الخاصة أكثر من المدارس الرسمية وذلك بسبب وفرة الإمكانيات المادية أولاً وسهولة اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات ثانياً، كما أن عدد هذه الرحلات يختلف بين مدرسة وأخرى فبعض المدارس يقوم بتنظيم رحلة واحدة سنوياً خصوصاً في فصل الربيع، فيما تقوم مدارس أخرى بتنظيم أكثر من رحلة إلى أكثر من موقع وفي أوقات مختلفة من العام الدراسي. تشير الوقائع إلى أن معظم المدارس تتعامل مع موضوع الرحلات من زاوية التسلية والترفيه عن النفس والراحة  الاستجمام والخروج عن الروتين المدرسي والنظام الصارم، وتعتبر هذه المدارس أن الرحلة هي متنفس ضروري، وهي محطة ينتظرها التلميذ بفارغ الصبر لكي يلهو ويلعب ويأكل ويشرب على هواه لكي يزور مناطق جديدة لم يكن يعرفها سابقاً. ومما لا شك  فيه أن هذا التوصيف صحيح، لكننا وإن نظرنا من زاوية  الإفادة التربوية لتوجب علينا البحث إضافة إلى العناصر
المكونة للرحلات كما هي معتمدة حالياً عن عناصر إضافية تسهم في إغناء تجارب التلميذ وخبراته الحياتية وتشكل استمراراً لما يتعلمه في المدرسة من دون المسّ بالثوابت الترفيهية الأساسية التي يحبها التلميذ ومن دون تحويل الرحلة الى درس خارج الصف. فكيف يتم تنظيم هذا النوع من الرحلات عملياً ؟
تنظيم الرحلات
تبدأ الخطوة الأولى في المدرسة عندما تقوم الإدارة بتكليف أحد المنسقين أو المعلمين أو الموظفين مسؤولية تنظيم الرحلة، فيكون عمل هذا المسؤول هو التخطيط والتنسيق الإشراف على الرحلة منذ بدايتها وحتى العودة إلى المدرسة  ويتمحور عمله حول مجموعة عناصر هي الآتية:
١- اختيار الأماكن والمواقع.
إن اختيار الأماكن التي ستتضمنها الرحلة هو من أهم العناصر التي يجب دراستها وتقييم الجدوى والفائدة الناتجة عنها بالنسبة للتلاميذ، وهنا لا بد من توأمة الجانبين التربوي والترفيهي من خلال خلق التوازن بين ما هو مسل وما هو مفيد، فإن تمّ اختيار مدينة ملاه ومطعم لتناول الغداء كمحطات أساسية لرحلة يحبها التلاميذ كثيراً، وهذا أمر طبيعي، لا بد في المقابل من زيارة متحف أو محمية طبيعية أو موقع أثري
أو مصنع أو مؤسسة (مرفأ، مطار، ثكنة عسكرية،...إلخ).
٢- تحضير المضمون العلمي والمعرفي للرحلة
يقوم المشرف أو المسؤول عن الرحلة وبمساعدة من يلزمه من المنسقين في الأقسام كافة بوضع مخطط تربوي للرحلة يتضمّن المواقع المقصودة وكيفية الإفادة منها في إغناء ثقافة التلميذ وربطها قدر الإمكان بالمواد التعليمية وبالمحاور التي يدرسها التلاميذ في المدرسة، أو دراسة إمكانية الإفادة منها كخبرات مستقلة بحد ذاتها من خلال ارتباطها بواقع التلميذ ما يساعده على تفتح آفاقه واكتسابه كمّاً من المعلومات والمعارف الجديدة. إن زيارة المواقع الأثرية يمكن ربطها بسهولة بمادتي التاريخ والحضارات، وزيارة المناطق اللبنانية المختلفة يمكن ربطها بمواد الجغرافيا والاقتصاد والبيئة والعلوم وزيارة المصانع تعرّ  فِ التلميذ على أهمية الصناعة ودورها في حياة الإنسان وزيارة المؤسسات المدنية والعسكرية تسهم في التنشئة المدنية والتربية الوطنية للتلميذ وترتبط بمحاور ودروس يتعلمها في صفه. كل ذلك يمكن أن يكون مفيداً للتلميذ إذا وُضع ضمن سياقه التربوي المدروس من قبل أصحاب الإختصاص في المدرسة، وذلك من خلال: أ- شرح أهمية الأماكن المقصودة في الرحلة وضرورة الإنتباه إلى ما تمثله علمياً ومعرفياً قبل الإنطلاق. ب-خلق حوافز معنوية للتلاميذ الناشطين في الرحلة علمياً وثقافياً كمنحهم تقديرات أو مكافآت رمزية أو تقديرهم بطريقة ما لتشجيع رفاقهم على الحذو حذوهم في  الرحلات المقبلة.ج- تقييم نتائج الرحلة مع التلاميذ لمعرفة مدى استفادتهممنها كمصدر لمعلومات جديدة لم يكونوا على علم بها  من قبل.
نموذج تنظيم رحلة
وللتفصيل أكثر نأخذ كمثال رحلة قررت أن تقوم بها إحدى  المدارس إلى البقاع وتتضمن زيارات إلى المواقع الآتية: نهر العاصي، قلعة بعلبك، بحيرة القرعون، فتلك هي أهم المواقع لسياحية في البقاع ومن الطبيعي أن يفكّر أي سائح أو زائر
بزيارتها. يمكن أن تقوم أي مدرسة بزيارة هذه المواقع  والعودة إلى المدرسة في اليوم التالي والاكتفاء بسؤال التلاميذهل أعجبتكم الرحلة؟ والإجابة سوف تكون حتماً نعم. لكننا  ستطيع أن نجعل التلميذ مستفيداً من رحلته هذه إضافة إلى تمتعه بها، وذلك من  لال إضافة بعض العناصر العلمية إلى ذا النشاط قبل وخلال وبعد الرحلة وذلك بحسب الشكل  الآتي:
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:
 
أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.  - يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي: أ- يكلّفَ منسق قسم الإجتماعيات أو أحد أساتذة مادة التاريخ القيام ببحث تاريخي مختصر حول تاريخ قلعة بعلبك والأثار اليونانية والرومانية ومكانتها الحضارية والسياحية، ومهرجانات بعلبك الدولية ودورها الثقافي والفني والسياحي في العصر الحديث.
ب - يكلّف أحد أساتذة الجغرافيا القيام ببحث حول نهر العاصي وأهميته الحيوية بالنسبة للزراعة والري في سهل البقاع والمشاريع التي تعتمد على مياهه زراعياً وسياحياً.
ج- يكلّف أستاذ التكنولوجيا أو أحد أساتذة قسم العلوم القيام ببحث حول تحويل المياه إلى طاقة كهربائية وأهمية بناء السدود ودورها في تنشيط الإقتصاد...إلخ، ويتخلل البحث شرح عن طريقة عمل سد بحيرة القرعون وكيفية تفريغه من الماء وكيفية عمل محطة توليد الطاقة الكهربائية فيه. بعد مناقشة التقارير أو الأبحاث من قبل المشرف على الرحلة مع المنسقين المكلفين بها يتم تصويبها وتنقيحها تمهيداً لاعتمادها كمادة ثقافية علمية للرحلة، وهنا يمكن أن نسلك أحد طريقين، الأول من خلال نسخها وتوزيعها على التلاميذ المشاركين بالرحلة، والثاني من خلال شرحها أمام التلاميذ في كل محطة من محطات الرحلة أو خلال الانتقال بين مكان وآخر ويتم تكليف المعلمين المرافقين للتلاميذ بهذه المهمة. وفي الأيام الدراسية التالية بعد الرحلة يتم تنظيم أنشطة تقويمية مع التلاميذ ويمكن أن تكون بحسب الشكل الآتي:  

أ- إخبار قصص وأحداث حصلت مع التلاميذ أثناء الرحلة، هذا النشاط يعتبر من أهم الأنشطة التي تسهم في تقوية ملكات التخيل والتعبير والتذكر خصوصاً في الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.
ب- نشاط في الرسم والتعبير بالألوان على الورق حول الأماكن التي تمت زيارتها بحيث يرسم كل تلميذصورة لنهر العاصي انطباعاته، ما يسهم في تعزيز قدرته على التعبير بالأشكال والرسومات ويمكن أن يترافق ذلك مع
تعليق بالكلام الوصفي المكتوب إلى جانب هذه الرسومات ما يعزّز قدرات االإبداع الكتابي والوصفي لدى التلميذ. ثم يتم انتقاء الرسومات المميزة تمهيداً لعرضها لاحقاً في المعارض الفنية التي تقام في
المدارس عادة، وبذلك تكون هذه الرسومات مرتبطة بالواقع التعليمي وبالخبرات الخاصة بالتلاميذ وليست مجرد رسومات غير محددة الأهداف.
ج- إنتاج وسائل تربوية إيضاحية حول المشاهدات التي تم اختبارها ومعاينتها خلال الرحلة، (مجسمات لقلعة بعلبك أو لسدّ وبحيرة القرعون أو لنهر العاصي بحيث تكون هذه المجسمات أقرب إلى الحقيقة والواقع
كونها ناتجة عن مشاهدة حية للمكان موضوع المجسم).
د - كتابة موضوع حول الرحلة، بحيث يقوم جميع التلاميذ بكتابة مواضيع إنشائية حول انطباعاتهم ومكتسباتهم العلمية التي حصلوا عليها خلال الرحلة ويتم عرض أفضل موضوع أمام التلاميذ والتنويه بكاتبه ما يحفّز بقية التلاميذ على بذل مجهود إضافي في الرحلات القادمة والتعامل مع الجانب العلمي من الرحلة بجدية أكبر.  إن الاهتمام بالمنحى التربوي للرحلات المدرسية هوخطوة على طريق تفعيل العملية التربوية بكل جوانبها بحيث بات من الضروري التفكير جدياً باستثمار وقت التلميذ في المدرسة وخارجها بما يقدم الفائدة العلمية والتربوية له وذلك من خلال ربط كل الأنشطة بالأهداف التربوية، خصوصاً وأن الرحلات تحتل حيزاً مهماً من الأنشطة المدرسية. واستطراداً، إن التعاطي مع الترفيه والتسلية بوصفهما وسيلة وليس غاية هو أحد أهم العناصر التي ترتكز عليها التجارب التربوية الحديثة خصوصاً في المراحل الأولى من التعليم  • صورة لبعلبك - التاريخ والحضارةصورة لبحيرة القرعون وجبل الشيخ