درس تطبيقي في الفلسفة العامة التقاطع بين العلم والفلسفة
درس تطبيقي في الفلسفة العامة
التقاطع بين العلم والفلسفة
|
|
الحصّة الأولى (خمسون دقيقة)
الهدف الخاص: اكتشاف معارف المتعلّمين بخصوص مفهومَي العلم والفلسفة ومميّزات كلّ منهما، وحثّهم على استجلاء هذه المعارف بصفةٍ شخصيّة، مستعينين بما اكتسبوه من معارف في فصول سابقة، وبالمصادر المتنوّعة التي يكونون قد اطّلعوا عليها.
١ - يتمّ توزيع طلاّب الصف على أربع مجموعات مع مراعاة خيارات كلّ منهم قدر المستطاع.
أ - المجموعة الأولى: تُجيب عن إشكاليّة خاصة بالعلم تُصاغ على الشكل الآتي: ما هي حقيقة العلم كممارسة فكريّة، وما هي بالتالي خاصيّات المعرفة العلميّة؟
ب - المجموعة الثانية: تُجيب عن إشكاليّة خاصة بالفلسفة تُصاغ كما يلي: ما هي طبيعة الفلسفة كممارسة فكريّة، وما هي بالتالي خاصيّات المعرفة الفلسفيّة ؟
ج - المجموعة الثالثة: تُجيب عن الإشكاليّة التالية: ما الذي يميّز العلم عن الممارسات الفكريّة الأخرى (الفلسفة - الدين - الفنّ - الخرافة...) من حيث الموضوعات والمناهج والنتائج؟
د - المجموعة الرابعة: تُجيب عن الإشكاليّة التالية: ما الذي يميّز الفلسفة عن غيرها من الممارسات الفكريّة، وبخاصةٍ عن العلم من حيث الموضوعات والمناهج والنتائج ؟
٢ - يتولّى طالب في كل مجموعة (Moniteur) توليف محصّلة ما تداوله هو ورفاقه ، ويدوّنه في عدد من النقاط.
الحصّة الثانية (خمسون دقيقة)
الهدف الخاص: توليف أفكار المجموعتين الأولى والثالثة وتبويبها.
١ - يدوّن الطالبان المكلّفان في المجموعتين أفكار مجموعتيهما على اللوح ويتمّ تبويبها بتوجيه من الأستاذ، مع الأخذ بملاحظات الطلاّب الآخرين، وذلك وفق أبواب رئيسة ثلاثة: الموضوع الخاص، والمنهج المتبع، والنتائج المتحقّقة.
٢ - هذه المحصّلة تَعْرض بالطبع، واستناداً إلى المعارف التي يُفْترض أن يكون الطلاب قد حصّلوها، مجموعة نقاط يُتوقّع أن تكون أبرزها:
أ - المعرفة العلميّة قصديّة ومنظّمة أكثر من المعرفة العاميّة (La connaissance vulgaire) .
ب - المعرفة العلمية مختلفة عن غيرها، فلكل علم موضوعه الخاص: الرياضيات مثلاً تدرس الكميات المتصلة والمنفصلة، والطبيعيات تدرس الكائنات الطبيعية على اختلافها، والبيولوجيا تدرس الكائنات الحية، وعلم الاجتماع يدرس الظاهرة الاجتماعية...
ج - المنهج المتّبع في دراسة هذه العلوم يختلف بين علم وآخر: الرياضيات تعتمد المنهج الافتراضي-الاستدلالي (La méthode hypothético-déductive) والطبيعيّات تعتمد المنهج الاختباري (La méthode expérimentale)، بينما يلجأ علم الاجتماع إلى الإحصاء (La statistique).
د - النتائج المتحقّقة تختلف هي أيضاً بين علم وآخر: نتائج ظاهرة وملموسة في الرياضيات والطبيعيات، بينما ليست كذلك في العلوم الانسانية عامة.
هـ - يتميّز العلم عن الممارسات الفكرية الأخرى:
- الفلسفة، ابنة الاندهاش، تتسم بالشمولية والمنطق
- الدين، يجمع بين المعتقدات وبين الممارسات. الأديان السماوية تتسم بمصدرها الإلهي.
- الفن، يرتبط بالمعتقدات الدينية والاجتماعية، وهو قديم قِدَم المجتمعات.
- الخرافة (Le Mythe) تخرج عن نطاق الواقع والمعقول.
٣ - يستخلص المعلم بمشاركة من الطلاب أسباب التباين في النتائج بالاستدلال على أنها عائدة بشكل أساسي إلى إلمنهج المتبع والخاص بكل علم أو كل ممارسة فكرية أخرى.
الحصّة الثالثة (خمسون دقيقة)
الهدف الخاص: توليف أفكار المجموعتين الثانية والرابعة وتبويبها.
- يدوّن الطالبان المكلفّان في المجموعتين أفكار رفاقهما على اللوح، ويتم تبويبها بتوجيه من المعلم وباشتراك الطلاب الآخرين وفق عناوين رئيسة ثلاثة: مفهوم الفلسفة وتطوّر هذا المفهوم عبر العصور، و منهج البحث الفلسفي، ثم أهمية الفلسفة وضرورتها.
- تتضمّن هذه المحصّلة مجموعة نقاط تتم بلورتها بإشراف المعلم، ومن أبرزها:
أ - الأصل الأتيمولوجي لكلمة "فلسفة" (Philo-sophia) حب الحكمة، صداقة الحكمة. ارتباط هذه النشأة "ببيتاغور" (Pythagore)
ب - الإشارة الى محطات أساسية بارزة في تطور مفهوم الفلسفة:
- سقراط (Socrate) التركيز على معرفة النفس من خلال شعاره الشهير: "إعرفْ نفسكَ"
- افلاطون (Platon) البحث عن الحقيقة التي هي في المُثُل.
- أرسطو (Aristo) "الفلسفة هي دراسة الكائن من حيث هو كائن".
بعض المفاهيم الحديثة التي تركز على:
- - انفتاح الذهن مع غوسدورف (Gusdorf) وياسبرز (Jaspers) وغيرهما.
- - منهج التفكير مع كانط: (E, Kant) "لا نتعلم الفلسفة، بل نتعلم كيف نتفلسف".
- - التواضع والوعي القلق لمحدودية معارفنا مع مونتين (Montaigne) وشعاره ماذا أعرف؟ "وميرلو بونتي" (Merleau-Ponty) الذي يرى أن الفيلسوف هو الذي يعرف أنه لا يعرف شيئًا وغيرهما.
ج - المنهج الفلسفي يرتكز على أسس أهمها:
- طرح القضية (المسألة) موضوع البحث بوضوح تام.
- عرض تحليلي للنظريات المختلفة التي تناولت هذه القضية.
- إخضاع كل نظرية منها للفحص النقدي الموضوعي.
- توليف خلاصة قد تكون محصلة أكثر من نظرية عُرضت ونوقِشت.
د - الفلسفة مهمة وضرورية لانها تطرح قضايا الحياة الدنيوية، كما تطرح القضايا الماورائية (الحياة الأخرى - الخير والشر - الثواب والعقاب...)
- ليس بالامكان تجاهل الفلسفة لأن التساؤل حول جدواها هو فلسفة، والهزء منها هو فلسفة، وحتى رفضها هو فلسفة، فالانسان في كل هذه الحالات يتخذ موقفاً معيناً من البحث والتجربة الفلسفيين.
- لكل إنسان فلسفته:
- المؤمن له فلسفته: هو يعتقد أن للهّ هو المبدأ والغاية.
- المُلْحد له فلسفته: هو يرفض كل ما هو لاهوتي لأسباب تختلف باختلاف الملحدين.
- الوضْعي (Le positive) له أيضاً فلسفته: هو لا يأخذ إلاّ بما تؤكّده التجربة.
- اللاّمبالي له هو الآخر فلسفته: لا يعبأ بالمبادئ والقيم.
الحصّة الرابعة (خمسون دقيقة)
الهدف الخاص: توليف شامل يحدّد نقاط التقاطع بين العلم والفلسفة.
يقوم المعلّم بعرض جدول أول يبيّن التقاطع بين العلم والفلسفة مستخدماً الشرائح الشفّافة المصوّرة (Les transparents) ويتولى شرح النقاط التي يشملها هذا الجدول. وتشكل هذه النقاط الإجابات المطلوبة عن الإشكاليات التي طُرِحت على المجموعات الأربع، كما أنها مستخلصة من أفكار الطلاب مع التعديلات والإضافات التي ارتأى المعلم ضرورة إيرادها. (ويُسْتحسن وضع نسخة مصورة عن الجدول مع كل طالب)
التمايز بين العلم والفلسفة
1 - من حيث الموضوعات: |
|
المعرفة العلميّة |
المعرفة الفلسفيّة |
|
|
٢ - من حيث المنهج: |
|
المعرفة العلميّة |
المعرفة الفلسفيّة |
|
|
3 - من حيث النتائج: |
|
المعرفة العلميّة |
المعرفة الفلسفيّة |
|
|
التكامل بين الفلسفة والعلم
1. لكل منهما وظيفته: ليست الفلسفة بديلاً عن العلم ولا منافسة له.
2. فقدت الفلسفة بنسبة كبيرة وظيفتها المعرفية مع انفصال العلوم عنها.
3. للفلسفة دور نقدي لأسس العلوم ولطرائقها ولقيمتها ونتائجها.
4. الفلسفة تجمع العلوم الجزئية في كلٍّ منسق وفي نظام متناسق.
يعرض المعلم في مرحلة ثانية على شريحة شفافة أخرى ، جدولاً ثانياً يبيّن التقاطع بين المعرفة العلمية من جهة والمعرفة العامية من جهة أخرى. هذا الجدول هو على الشكل الآتي:
1- المعرفة العلميّة انقطاعٌ عن المعرفة العاميّة. |
|
المعرفة العلميّة |
المعرفة الفلسفيّة |
أ - تعتمد الفكر النقدي. ب - وضْعية، وواقعية. ج - معرفة موضوعية. د - معرفة ممتدة في الزمان والمكان. |
أ - معرفة متوارَثة لا نقد فيها. ب - تحْفل بالخرافات وبالتفسيرات اللاهوتية. ج - معرفة ذاتية إلى حد كبير. د - معرفة محدودة في أطر اجتماعية معينة. |
٢ - المعرفة العلمية تشكّل تتمّة للمعرفة العاميّة. |
أ - بعض الوصفات لجدّتنا أثبتت التحاليل المختبرية فعاليته. ب - ثمة تقنيات عملانية كان القائمون عليها يجهلون قواعدها ، أعاد العلماء بناءها. ج - المعرفة العلميّة تُكمل المعرفة العامية من خلال الانتقال ممّا هو تجريبي إلى ما هو منهجي. |
3 - الخلاصة |
أ - المعرفة العاميّة هي أشبه بالرأي (كما يقول أفلاطون)، هي تأمّل للظلال غير الحقيقية؛ بينما المعرفة العلمية تدخل إلى عالم المثل والحقائق الأبدية الثابتة. ب - الأجدر بنا ، عِوض الاكتفاء بتحليل هاتين المعرفتين ومقارنة الواحدة منهما بالأخرى، أن نعمّم ونبسّط تربية علميّة تجعل العلم في متناول أوسع شريحة من العامة. |
/p