المكتبة الوطنية في لبنان

المكتبة الوطنية في لبنان
 

يٍعد لبنان وطن الحرف والحضارة والغنى الثقافي، لم تتأتَ له تلك الاهمية إلا عبر أدبائه وشعرائه ومؤرخيه بالإضافة إلى الإرث التاريخي الكبير وغناه بالحضارات والثقافات المتعاقبة. لهذا لا بدّ وأن يودع هذا الإرث في مكان يكون بالنسبة للبنان مرجعاً ثقافياً لاغنى عنه، وللبنانيين والزائرين محجة للتزود بانتاجات الفكر الإنساني.
هذا ما يدعو الى وجود مكتبة عامة تليق بهذا الإرث الفكري والثقافي العظيم أسوةً بدول العالم المتقدمة. وهذا ليس بالأمر الصعب حدوثه، ولكن أن نجد أنه ليس هناك من مكان بَعد يجمع هذا التراث في مكتبة وطنية، فالأمر لا يستهان به ويجدر الوقوف عنده والمطالبة به لأن المكتبة الوطينة وبتعريفها هي ''مؤسسة ثقافية اجتماعية توجد في مجتمع من المجتمعات وتهدف إلى خدمته من طريق جمع المواد الثقافية التي تساعد ذلك المجتمع أفراداً وجماعات على زيادة ثقافته وترقية حصيلته الحضارية وتحقيق متعته، وتسليم تلك المواد المعرفية للأجيال القادمة سليمة متطورة ومنظمة لحسن الإفادة منها''.

''المكتبة الوطنية تاريخ فكري بلا حفظ!!...''

مع عدم توافر مكان للمكتبة الوطنية في لبنان، ذهبت إلى وزارة الثقافة حيث التقيت ''السيد رامز إسبر'' رئيس مصلحة المكتبة الوطنية في لبنان والذي عرض واقع المكتبة الوطنية وقدم لمحة تاريخية وعامة عن وضع المكتبة في لبنان.

حدّثنا عن تاريخ المكتبة الوطنية في لبنان:
لقد تأسست المكتبة الوطنية في لبنان عام ١٩٢٠ على يد الكونت ''فيليب دو طرزي''، وكانت مكتبة خاصة به ثم انتقلت بطلب منه إلى الدولة وأصبحت تسمى ''دار الكتب الوطنية''، وبقيت في ساحة النجمة حتى اندلاع الحرب اللبنانية، وما تبقى من الكتب الموجودة فيها وضّب في صناديق كرتونية حيث أودعت في مبنى الأونيسكو، وبقيت حتى العام ١٩٩٥ ، ومن ثم انتقلت إلى مستودع استأجرته وزارة الثقافة في سن الفيل،عام ٢٠٠٠ تم نقل هذه الكتب إلى مبنى في الجامعة اللبنانية في الحدث، وثم تأسست جمعية تسمّى ''المؤسسة الوطنية للمكتبة''  استأجرت مبنى في حرم مرفأ بيروت ومن ثم تلقّت وزارة الثقافة هبة من الوكالة الدولية الفرنكفونية ما مكّن من إعادة تأهيل هذه الكتب وتصنيفها وفهرستها.
مؤخراً تلقّت الدولة اللبنانية هبة من أمير قطر بقيمة ٢٥ مليون دولار لتأمين مبنى وتجهيزات مكتبة، وهو كلية الحقوق سابقاً في الصنايع وقد شرّعت وزارة الثقافة حالياً بوضع الأسس والخرائط اللازمة لإعداد مبنى ملائم للمكتبة الوطنية.

ما يعني أنه ليس هنالك من مبنى للمكتبة الوطنية بَعد بالمعنى الفعلي للكلمة؟
حالياً هذا هو الواقع، وبذلك فهي حالياً لا تقوم بالدور المطلوب الذي تلعبه المكتبات الوطنية في العالم!
 

برأيك ما هو الدور الذي تلعبه المكتبة الوطنية على صعيد الدولة والفكر والثقافة؟
المكتبة الوطنية هي ذاكرة الوطن، وهي المكان الذي يرتاده طلاب العلم والمعرفة والثقافة، وبالتالي فهي تلعب دوراً بنّاءً في تقدم وثقافة الشعوب، والجدير ذكره أنّ جميع دول العالم المتحضّرة تملك مكتبات وطنية.
 

هذا الوضع يعتبر مأساوياً لعدم وجود مبنى بَعد لمكتبة وطنية، لِما برأيك هذا التأخير؟ ومتى ستقام المكتبة؟
إنّ وزارة الثقافة، وريثما يُعدّ المكان المناسب لمكتبة وطنية تليق بلبنان لم تقف مكتوفة الأيدي، وإنما عمَدت وبالإتفاق مع الوكالة الدولية الفرنكفونية وبهبة منها إلى إنشاء ١٤ مكتبة عامة. ومن ثم ارتفع هذا العدد ليصل إلى ٢٢ مكتبة عامة موزعة في المناطق اللبنانية، وبالإضافة إلى حوالى ١٠٠ مكتبة عامة أهلية أضحت شريكة مع وزارة الثقافة وهناك مشروع قانون في مجلس النواب يرمي إلى جعل المكتبة الوطنية مؤسسة عامة بدلاً من كونها الآن إدارة عامة.
 

كم عُمر بعض الكتب الموجودة في المكتبة؟
هناك الكثيرمن الكتب القديمة والتي يعود بعضها للعام ١٧٠٠ م، بالإضافة إلى بعض المخطوطات الموضوعة في وزارة الدفاع.
 

المكتبة الوطنية في بعقلين ''سجناً في الماضي، مركزاً للفكر والثقافة في الحاضر''
خلال زيارة المكتبة الوطنية في بعقلين وجدنا أن الوضع مختلف تماماً، من حيث الموقع والمبنى والكتب والزوار، فالجو ملائم ومتوافق بين هذه الأمور، لتنفتح شهيتك على القراءة، والتزود بالمعرفة، ولا يغفل على أحد الموقع المتميزالذي تحتله المكتبة في جبل لبنان، فيشعر مَن يدخلها بجو مهَيأ من الهدوء والسكينة. حيث الكتب المنظمة على الأرف والتي تعج بها المكتبة، فيخالجك شعور بأنك مندفع لقراءة عناوين الكتب على كثرتها، ولا يغفل عليك الاحساس بالنظام الذي يسري بين الموظفين وجودة الخدمة التي تقدمها المكتبة. كل هذه التفاصيل تساعد إلى حد كبير على ترقية الجو الثقافي والمساهمة في نشر المعرفة بأفضل صورة.
 

مبنى المكتبة الأثري:
يعود تدشين المبنى الأثري الذي تشغله المكتبة الوطنية اليوم إلى العام ١٨٩٧ ، وكان يعرف ب''سراي بعقلين''، حيث بني في عهد المتصرّفية ليكون مقراً للقائمقام آنذاك. واستخدمته الدولة اللبنانية قبل تحويله إلى المكتبة الوطنية مخفراً للدرك وسجناً.
 

تأسيس المكتبة الوطنية:
تأسست المكتبة الوطنية بمبادرة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وعلى نفقته الخاصة، حيث رمم المبنى وأعده بما يتناسب مع دوره الجديد، وزوده بالكتب والمنشورات ومختلف الأجهزة الضرورية ووفر له فريق العمل المتخصص. وفي عام ١٩٩٧ قدّم المكتبة إلى وزارة الثقافة وبذلك أصبحت مؤسسة رسمية.
 

فريق العمل:
يتألف من مدير المكتبة، ومجموعة من الموظفين المتعاقدين مع وزارة الثقافة، يتمتعون بكفاءة عالية وخبرات واسعة، ويخضعون لتدريب متواصل، يتقنون عملهم ويقدمون أفضل الخدمات المكتبية والمرجعية والمعلوماتية. اضافة إلى ثلاثة موظفين تؤمّنَ رواتبهم جمعية أصدقاء المكتبة.
 

طبيعة خدمات المكتبة الوطنية:
مجانية. وليس هناك أي نوع من أنواع الاشتراك. الخدمات التي توفرها المكتبة هي خدمات قرائية تقليدية، خدمات استرجاع المعلومات والبحث في قواعد المعلومات المبرمجة، والأنظمة الآلية عبر الانترنت بالإضافة إلى الخدمات المساندة والدائمة كالتصوير والمسح الضوئي والإعارة الخارجية.

مصادر الإقتناء والتزويد:
- الشراء: يتم بناء على رأي لجنة الاقتناء والتزويد، ومن موازنة جمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.
- الإهداءات: ترد من المؤلفين والمبدعين وبعض دور النشر والأهالي والأصدقاء.
- الهبات: من جمعيات ومؤسسات لبنانية ومواطنين من المناطق اللبنانية كافة. ومن مراكز ثقافية وبعثات ثقافية وديبلوماسية عربية ودولية، مثلاً ''البعثة الثقافية الفرنسية، الأسكوا، معهد غوتيه للنشر...''. ومن معالي النائب وليد جنبلاط حيث يزود المكتبة الوطنية بأعداد كبيرة من المراجع والكتب والدوريات المحلية والعربية باللغات الثلاث (عربي،فرنسي،إنجليزي).

أقسام المكتبة الرئيسة :يتألف مبنى المكتبة الوطنية من طابقين، أرضي وطابق أول. ويحوي الأقسام الآتية:

قسم المكتبة العامة: الرواد من سن ١٥ وما فوق. عدد المسجلين على السجلات الخاصة بالرواد ٢٨٢٦٠ زائراً لعام ٢٠٠٦ . وتختلف أنواع رواد المكتبة بين طلاب، وزوار قراء، أو باحثين. بالإضافة إلى الزوار المختلفين نجد زواراً دائمين يواظبون عل المجيء إلى المكتبة باستمرار. يتوافد الرواد إلى المكتبة من المناطق اللبنانية كافة.وتختلف أسباب زيارة هؤلاء الرواد من :قراءة إلى إجراء أبحاث، إلى زوار لبضع دقائق. كما تختلف نوعياتهم، وأغلبها من طلاب مدارس، إلى باحثين، إلى رواد ذوي حاجات مختلفة. وأكثر الكتب المطلوبة حاليا في هذا القسم تتناول:
العولمة-الخصخصة-الرسم-البنوك-الموازنة.
وبما أن أغلب رواد المكتبة هم من طلاب المدارس، لذلك يخصص لهم دوام خاص، ويأتون من مناطق لبنانبة مختلفة تقوم المكتبة بتحضير ما يسألون عنه من أبحاث أو دراسات أو كتب ويأتون مع المشرفين عليهم من الأساتذة. ويكون دوام المكتبة مخصصاً فقط لزيارة الطلاب في فترة ما قبل الظهر شتاءً.
يتألف قسم المكتبة العامة من غرف عدة منظمة ومنسقة لتستوعب أعداد الرواد الوافدين إليها. حيث الكتب منظمة على الأرف بحسب نوعها من كتب: أدبية-علمية-تاريخية- موسوعات... بشكل يستطيع معه الزائر الحصول عليها بسهولة. وإن طلب كتاباً ما ولم يعرف مكانه، حينها لا يتوانى موظفو القسم عن خدمته بأي طريقة ممكنة.
قسم مكتبة الأطفال والناشئة: روادها من عمر ٣ سنوات حتى ١٤ سنة، يأتون إليها من مناطق لبنانية مختلفة. أما أغلب الزوار فهم من مناطق قريبة من المكتبة. تتألف مكتبة الأطفال والناشئة من ٣ غرف، الأولى تحتوي على موسوعات ومجلات وقصص ومراجع بالإضافة إلى كتب الأشغال ودوريات للأطفال حتى عمر السادسة، وتحتوي هذه الغرفة على كراسي يجلس عليها الأطفال للإستماع إلى القصص أو للقيام بالرسم والأشغال اليدوية. الغرفة الثانية مخصصة للألعاب ويوجد فيها زاوية للمسرحيات الغنائية، وقراءة القصص. أما الغرفة الثالثة فهي مخصصة لمشاهدة الفيديو والرسوم المتحركة وتحتوي على مجلات للأطفال باللغات الثلاث.
ويتوسط الغرفة درج إلى غرفة صغيرة مخصصة للمرحلة المتوسطة.
الجدير ذكره أن موظفي هذا القسم هم على اطلاع دائم على الإنترنت ويقومون بسحب المواضيع التوثيقية، أو أي موضوع جديد حتى يكون متوافراً اذا ما طلبه أحد الأطفال. وإن ما يجعل قسم الأطفال والناشئة متميزاً كونه مزيناً بالألعاب ومزخرفاً بحسب عمر رواده الأطفال.
قسم التوثيق والأرشيف: يضم أعدادا كبيرة من الدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية(باللغات الثلاث).

قسم التصنيف والأرشفة: مجموعة من المتخصصات ذوات الكفاءة مهمتهن الأساسية: تصنيف ما يرد إلى المكتبة وفهرسته من مشروع مكننة فهارس المكتبة من أوعية المعلومات وإعداد الفهارس اللازمة لها. كما تنفيذ مشروع مكننة فهارس المكتبة.

القسم الإداري: إدارة الشؤون المكتبية والطباعة والمحفوظات والمراسلات والعلاقات العامة.
قسم الخدمات العامة: أعمال الصيانة والحراسة والنظافة العامة وغيرها.

قاعدة معلومات المكتبة:
توفيراً للجهد والوقت وانسجاماً مع التطور التكنولوجي، بدأت المكتبة بتنفيذ مشروع مكننة فهارسها اعتباراً من العام ١٩٩٨ . واعتمدت بداية قاعدة معلومات أشرفت عليها شركة  متخصصة هي Advanced Computer & Telecommunication ومنذ العام ٢٠٠٤ اعتمدت المكتبة نظاماً آخر هو نظام Berytos بالتعاون مع شركةberytos Engineering  وبدعم من النائبين نعمة طعمة ونبيل البستاني.
 

الدوام الرسمي للمكتبة:
كل أيام الأسبوع ما عدا الأحد من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساءً.
يوم السبت يتم جمع فريق العمل الصباحي والمسائي في دوام واحد لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، فيعتمد دوام خاص من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الرابعة بعد الظهر.
 

المكتبة الوطنية ورشة ثقافية متجددة ودائمة
''السيد أسعد ملاك'' مدير المكتبة الوطنية في بعقلين، في وقفة على أهم أهداف المكتبة وعن خدماتها الثقافية والفكرية...
''بالإضافة إلى الخدمات الثقافية، تنظم المكتبة الوطنية نشاطات متنوعة، تتناول النواحي التربوية والصحية والبيئية. كما تنظم معرض كتب ومعارض فنية. هذه النشاطات تلقى إقبالاً وترحيباً من المجتمع الذي يحيط بالمكتبة. أما ما يتعلق بمقتنيات المكتبة فإننا نعمل دائماً على إغنائها بهدف تلبية حاجات الرواد في مختلف المواضيع، وفي نظرنا الأمر المهم الذي نقوم به بشكل دائم هو إيجاد حوافز لارتياد المكتبة والإفادة منها، والإقبال على المطالعة. ومن برامج عملنا الأساسية، التعاون مع الجامعات والثانويات والمعاهد والمدارس حيث نستقبل الطلاب في المكتبة العامة ومكتبة الأطفال الناشئة بمواعيد تحدد مسبقاً حيث نكون حضرنا ما يخدم المواضيع التي يريدون أن يتطرقوا إليها في أبحاثهم، كما تنظم برامج تثقيفية خاصة للطلاب من مختلف المراحل، وأحياناً كثيرة ندعو كتاباً ومختصين للإلتقاء بهم وتناول ما يخدم مسيرتهم التعليمية، وما يسهم في توسيع ثقافتهم وإغنائها. ونعتبر أن الأساتذة والطلاب بمثابة العمود الفقري للمكتبة الوطنية حيث يشكلون النسبة الأعلى من روادها. وما يدعو للارتياح أيضاً أن المكتبة الوطنية تستقبل العديد من الباحثين وطلاب المعرفة ليس فقط من مناطق الشوف بل من العديد من المناطق اللبنانية. وما يسعدنا أيضاً هو تعريف الرواد بالتسهيلات التي تقدمها المكتبة للتجاوب مع حاجاتهم دونما أية تعقيدات إدارية ودون أي بدل مادي.
ويضيف السيد أسعد ملاك أن الهدف الأساسي هو دائماً خدمة الرواد وتأمين مصادر المعرفة لهم.
ولا ننسى أن المكتبة تتعاون مع العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية اللبنانية والعربية والأجنبية. وقد افتتح فيها حديثاً الملتقى الثقافي الأميركي، وهذا الملتقى يندرج ضمن مكتب المعلومات والذي يشمل أيضاً مكتباً بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والملحقية الثقافية في سفارة فرنسا في لبنان. وكثيراً ما نستضيف كتاباً أجانب يلتقون مع الطلاب والأساتذة. ويشمل التعاون أيضاً مع معهد ''غوتيه'' وجمعية السبيل ومختلف المؤسسات المعنية بالشأن العام.
 

وقد ألحقت المكتبة الوطنية منذ العام ١٩٩٧ بوزارة الثقافة بناءً لرغبة مؤسسها رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ وليد جنبلاط. وإن تطويرها يعتمد كما كان دائماً على تقديمات مؤسسها، ووزارة الثقافة، وجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.في لبنان التي تضم نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن العام، كما تلقى دعماً من بلدية بعقلين وإتحاد بلديات الشوف - السويجاني، ومختلف البلديات في منطقة الشوف.
أما عن تعاون المكتبة مع المكتبات الأخرى فبإمكاني القول إن المكتبة الوطنية هي عضو في جمعية المكتبات اللبنانية، وتتعاون مع مختلف المكتبات العامة في لبنان. أخيراً أقول إن المكتبة الوطنية هي مكتبة الوطن كل الوطن.
إن المكتبة الوطنية في بعقلين هي رمز للعلم والثقافة وتبقى دوافع تأسيسها خير دليل على ما تقوم به من عملية تحفيز وإحياء الفكر والثقافة، والتي تدعو إلى تلبية الحاجة الثقافية وتفعيل الحركة الثقافية وتطويرها والمساهمة في التوعية الاجتماعية. ويبقى شعارها ''امتلك الإرادة...تمتلك القدرة''.
تظل المكتبة مكاناً لإغناء القلب وإثراء الروح بتراث فكري ومعرفي. وقد تجمع المكتبة كتباً قليلة أو كثيرة، أو تكون ذات أنواع كتب متعددة. وقد تختلف مكتبة في زاوية المنزل عن مكتبة المدرسة، وعن مكتبة الجامعة، وعن أي مكتبة أخرى سواءً أكان ذلك بالحجم أم بالشكل، إنما يبقى المضمون والهدف واحداً، ألا وهو الارتقاء بالفكر نحو قمة التعلم والثقافة، لنبذ الجهل والأمية، كل هذا يجعل من المكتبة مرجعاً موثقاً لتاريخ بلد ما ومجتمع ما وحضارة ما.

معلومات عامة

• أقدم المكتبات بمعناها العام وجدت في كل من مصر وبلاد الرافدين في الزمن القديم كونها مهد الحضارة والإنسانية التي تتطلب المكتبة لتوثيق المنجزات الإنسانية وحفظها، والمكتبة حينها كانت ضرورة من مستلزمات الحضارة.
• أهم مكتبة موجودة في بعلبك كان يملكها عبد الحسين مرتضى، الذي توفي عام ٢٠٠٦ ، وهي مكتبة ضخمة وخاصة. ويوجد فيها ما يزيد عن مئة ألف كتاب ودورية.
• قانون الإيداع يفرض على كل ناشر أن كل منشور، مطبوعة، مجلة... مهما كان نوعه أن يضع نسختين عن هذه المنشورة في المكتبة الوطنية لتبقى صورة أو مرآة لتعكس تاريخ الوطن.
• بيان للأونيسكو نشر عام ١٩٤٩ حول ماهية المكتبة العامة وأهدافها يشير إلى أن ''المكتبة العامة ذات الإمكانيات الكاملة يجب أن تقدم الكتب والنشرات والصحف والخرائط والصور والأفلام والنصوص الموسيقية والتسجيلات الصوتية، وأن ترشد قراءها وروادها إلى طرائق استعمال هذه المواد وهذه الدلالات''.
  

أهداف المكتبة:
١ - هدف تعليمي تثقيفي: وذلك لتشجيع التعليم على كافة مستويات الناس.
٢ - هدف تقني فني: للتزود بالمهارات وترقية الحس الفني.
٣ - هدف اجتماعي بيئي :لتمتين الروابط الإنسانية وحماية البيئة.
 

أهم أنواع المكتبات الموجودة في العالم:

• المكتبة العامة: مخصصة للجمهور بشكل عام، يقصدها الجميع من دون استثناء، وهي بالتالي مؤسسة ثقافية وخدماتها مجانية على أن توائم مواد بيئتها الاجتماعية.
• المكتبة الوطنية: حديثة النشأة نسبياً وهي عبارة عن مؤسسة اجتماعية كبرى أوجدتها الدولة لتكون مستودعاً لنشاطها الرسمي في حقل البحث والتأليف والنشر، وتعتبر المكتبة الوطنية مقر الإيداع وحفظ التراث القومي.
• المكتبة الحكومية: هدف تأسيسها تسهيل عمل الباحثين والمخترعين وتنشيط الإبداع في شتى مجالات المعرفة.
• المكتبات الفنية: وهي المكتبات المتخصصة بالموضوعات الفنية البحتة. من معارض فنية، أو معاهد فنية، على اختلاف أنواعها من موسيقى، ورسم،وتصوير.

المكتبة الوطنية في لبنان

المكتبة الوطنية في لبنان
 

يٍعد لبنان وطن الحرف والحضارة والغنى الثقافي، لم تتأتَ له تلك الاهمية إلا عبر أدبائه وشعرائه ومؤرخيه بالإضافة إلى الإرث التاريخي الكبير وغناه بالحضارات والثقافات المتعاقبة. لهذا لا بدّ وأن يودع هذا الإرث في مكان يكون بالنسبة للبنان مرجعاً ثقافياً لاغنى عنه، وللبنانيين والزائرين محجة للتزود بانتاجات الفكر الإنساني.
هذا ما يدعو الى وجود مكتبة عامة تليق بهذا الإرث الفكري والثقافي العظيم أسوةً بدول العالم المتقدمة. وهذا ليس بالأمر الصعب حدوثه، ولكن أن نجد أنه ليس هناك من مكان بَعد يجمع هذا التراث في مكتبة وطنية، فالأمر لا يستهان به ويجدر الوقوف عنده والمطالبة به لأن المكتبة الوطينة وبتعريفها هي ''مؤسسة ثقافية اجتماعية توجد في مجتمع من المجتمعات وتهدف إلى خدمته من طريق جمع المواد الثقافية التي تساعد ذلك المجتمع أفراداً وجماعات على زيادة ثقافته وترقية حصيلته الحضارية وتحقيق متعته، وتسليم تلك المواد المعرفية للأجيال القادمة سليمة متطورة ومنظمة لحسن الإفادة منها''.

''المكتبة الوطنية تاريخ فكري بلا حفظ!!...''

مع عدم توافر مكان للمكتبة الوطنية في لبنان، ذهبت إلى وزارة الثقافة حيث التقيت ''السيد رامز إسبر'' رئيس مصلحة المكتبة الوطنية في لبنان والذي عرض واقع المكتبة الوطنية وقدم لمحة تاريخية وعامة عن وضع المكتبة في لبنان.

حدّثنا عن تاريخ المكتبة الوطنية في لبنان:
لقد تأسست المكتبة الوطنية في لبنان عام ١٩٢٠ على يد الكونت ''فيليب دو طرزي''، وكانت مكتبة خاصة به ثم انتقلت بطلب منه إلى الدولة وأصبحت تسمى ''دار الكتب الوطنية''، وبقيت في ساحة النجمة حتى اندلاع الحرب اللبنانية، وما تبقى من الكتب الموجودة فيها وضّب في صناديق كرتونية حيث أودعت في مبنى الأونيسكو، وبقيت حتى العام ١٩٩٥ ، ومن ثم انتقلت إلى مستودع استأجرته وزارة الثقافة في سن الفيل،عام ٢٠٠٠ تم نقل هذه الكتب إلى مبنى في الجامعة اللبنانية في الحدث، وثم تأسست جمعية تسمّى ''المؤسسة الوطنية للمكتبة''  استأجرت مبنى في حرم مرفأ بيروت ومن ثم تلقّت وزارة الثقافة هبة من الوكالة الدولية الفرنكفونية ما مكّن من إعادة تأهيل هذه الكتب وتصنيفها وفهرستها.
مؤخراً تلقّت الدولة اللبنانية هبة من أمير قطر بقيمة ٢٥ مليون دولار لتأمين مبنى وتجهيزات مكتبة، وهو كلية الحقوق سابقاً في الصنايع وقد شرّعت وزارة الثقافة حالياً بوضع الأسس والخرائط اللازمة لإعداد مبنى ملائم للمكتبة الوطنية.

ما يعني أنه ليس هنالك من مبنى للمكتبة الوطنية بَعد بالمعنى الفعلي للكلمة؟
حالياً هذا هو الواقع، وبذلك فهي حالياً لا تقوم بالدور المطلوب الذي تلعبه المكتبات الوطنية في العالم!
 

برأيك ما هو الدور الذي تلعبه المكتبة الوطنية على صعيد الدولة والفكر والثقافة؟
المكتبة الوطنية هي ذاكرة الوطن، وهي المكان الذي يرتاده طلاب العلم والمعرفة والثقافة، وبالتالي فهي تلعب دوراً بنّاءً في تقدم وثقافة الشعوب، والجدير ذكره أنّ جميع دول العالم المتحضّرة تملك مكتبات وطنية.
 

هذا الوضع يعتبر مأساوياً لعدم وجود مبنى بَعد لمكتبة وطنية، لِما برأيك هذا التأخير؟ ومتى ستقام المكتبة؟
إنّ وزارة الثقافة، وريثما يُعدّ المكان المناسب لمكتبة وطنية تليق بلبنان لم تقف مكتوفة الأيدي، وإنما عمَدت وبالإتفاق مع الوكالة الدولية الفرنكفونية وبهبة منها إلى إنشاء ١٤ مكتبة عامة. ومن ثم ارتفع هذا العدد ليصل إلى ٢٢ مكتبة عامة موزعة في المناطق اللبنانية، وبالإضافة إلى حوالى ١٠٠ مكتبة عامة أهلية أضحت شريكة مع وزارة الثقافة وهناك مشروع قانون في مجلس النواب يرمي إلى جعل المكتبة الوطنية مؤسسة عامة بدلاً من كونها الآن إدارة عامة.
 

كم عُمر بعض الكتب الموجودة في المكتبة؟
هناك الكثيرمن الكتب القديمة والتي يعود بعضها للعام ١٧٠٠ م، بالإضافة إلى بعض المخطوطات الموضوعة في وزارة الدفاع.
 

المكتبة الوطنية في بعقلين ''سجناً في الماضي، مركزاً للفكر والثقافة في الحاضر''
خلال زيارة المكتبة الوطنية في بعقلين وجدنا أن الوضع مختلف تماماً، من حيث الموقع والمبنى والكتب والزوار، فالجو ملائم ومتوافق بين هذه الأمور، لتنفتح شهيتك على القراءة، والتزود بالمعرفة، ولا يغفل على أحد الموقع المتميزالذي تحتله المكتبة في جبل لبنان، فيشعر مَن يدخلها بجو مهَيأ من الهدوء والسكينة. حيث الكتب المنظمة على الأرف والتي تعج بها المكتبة، فيخالجك شعور بأنك مندفع لقراءة عناوين الكتب على كثرتها، ولا يغفل عليك الاحساس بالنظام الذي يسري بين الموظفين وجودة الخدمة التي تقدمها المكتبة. كل هذه التفاصيل تساعد إلى حد كبير على ترقية الجو الثقافي والمساهمة في نشر المعرفة بأفضل صورة.
 

مبنى المكتبة الأثري:
يعود تدشين المبنى الأثري الذي تشغله المكتبة الوطنية اليوم إلى العام ١٨٩٧ ، وكان يعرف ب''سراي بعقلين''، حيث بني في عهد المتصرّفية ليكون مقراً للقائمقام آنذاك. واستخدمته الدولة اللبنانية قبل تحويله إلى المكتبة الوطنية مخفراً للدرك وسجناً.
 

تأسيس المكتبة الوطنية:
تأسست المكتبة الوطنية بمبادرة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وعلى نفقته الخاصة، حيث رمم المبنى وأعده بما يتناسب مع دوره الجديد، وزوده بالكتب والمنشورات ومختلف الأجهزة الضرورية ووفر له فريق العمل المتخصص. وفي عام ١٩٩٧ قدّم المكتبة إلى وزارة الثقافة وبذلك أصبحت مؤسسة رسمية.
 

فريق العمل:
يتألف من مدير المكتبة، ومجموعة من الموظفين المتعاقدين مع وزارة الثقافة، يتمتعون بكفاءة عالية وخبرات واسعة، ويخضعون لتدريب متواصل، يتقنون عملهم ويقدمون أفضل الخدمات المكتبية والمرجعية والمعلوماتية. اضافة إلى ثلاثة موظفين تؤمّنَ رواتبهم جمعية أصدقاء المكتبة.
 

طبيعة خدمات المكتبة الوطنية:
مجانية. وليس هناك أي نوع من أنواع الاشتراك. الخدمات التي توفرها المكتبة هي خدمات قرائية تقليدية، خدمات استرجاع المعلومات والبحث في قواعد المعلومات المبرمجة، والأنظمة الآلية عبر الانترنت بالإضافة إلى الخدمات المساندة والدائمة كالتصوير والمسح الضوئي والإعارة الخارجية.

مصادر الإقتناء والتزويد:
- الشراء: يتم بناء على رأي لجنة الاقتناء والتزويد، ومن موازنة جمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.
- الإهداءات: ترد من المؤلفين والمبدعين وبعض دور النشر والأهالي والأصدقاء.
- الهبات: من جمعيات ومؤسسات لبنانية ومواطنين من المناطق اللبنانية كافة. ومن مراكز ثقافية وبعثات ثقافية وديبلوماسية عربية ودولية، مثلاً ''البعثة الثقافية الفرنسية، الأسكوا، معهد غوتيه للنشر...''. ومن معالي النائب وليد جنبلاط حيث يزود المكتبة الوطنية بأعداد كبيرة من المراجع والكتب والدوريات المحلية والعربية باللغات الثلاث (عربي،فرنسي،إنجليزي).

أقسام المكتبة الرئيسة :يتألف مبنى المكتبة الوطنية من طابقين، أرضي وطابق أول. ويحوي الأقسام الآتية:

قسم المكتبة العامة: الرواد من سن ١٥ وما فوق. عدد المسجلين على السجلات الخاصة بالرواد ٢٨٢٦٠ زائراً لعام ٢٠٠٦ . وتختلف أنواع رواد المكتبة بين طلاب، وزوار قراء، أو باحثين. بالإضافة إلى الزوار المختلفين نجد زواراً دائمين يواظبون عل المجيء إلى المكتبة باستمرار. يتوافد الرواد إلى المكتبة من المناطق اللبنانية كافة.وتختلف أسباب زيارة هؤلاء الرواد من :قراءة إلى إجراء أبحاث، إلى زوار لبضع دقائق. كما تختلف نوعياتهم، وأغلبها من طلاب مدارس، إلى باحثين، إلى رواد ذوي حاجات مختلفة. وأكثر الكتب المطلوبة حاليا في هذا القسم تتناول:
العولمة-الخصخصة-الرسم-البنوك-الموازنة.
وبما أن أغلب رواد المكتبة هم من طلاب المدارس، لذلك يخصص لهم دوام خاص، ويأتون من مناطق لبنانبة مختلفة تقوم المكتبة بتحضير ما يسألون عنه من أبحاث أو دراسات أو كتب ويأتون مع المشرفين عليهم من الأساتذة. ويكون دوام المكتبة مخصصاً فقط لزيارة الطلاب في فترة ما قبل الظهر شتاءً.
يتألف قسم المكتبة العامة من غرف عدة منظمة ومنسقة لتستوعب أعداد الرواد الوافدين إليها. حيث الكتب منظمة على الأرف بحسب نوعها من كتب: أدبية-علمية-تاريخية- موسوعات... بشكل يستطيع معه الزائر الحصول عليها بسهولة. وإن طلب كتاباً ما ولم يعرف مكانه، حينها لا يتوانى موظفو القسم عن خدمته بأي طريقة ممكنة.
قسم مكتبة الأطفال والناشئة: روادها من عمر ٣ سنوات حتى ١٤ سنة، يأتون إليها من مناطق لبنانية مختلفة. أما أغلب الزوار فهم من مناطق قريبة من المكتبة. تتألف مكتبة الأطفال والناشئة من ٣ غرف، الأولى تحتوي على موسوعات ومجلات وقصص ومراجع بالإضافة إلى كتب الأشغال ودوريات للأطفال حتى عمر السادسة، وتحتوي هذه الغرفة على كراسي يجلس عليها الأطفال للإستماع إلى القصص أو للقيام بالرسم والأشغال اليدوية. الغرفة الثانية مخصصة للألعاب ويوجد فيها زاوية للمسرحيات الغنائية، وقراءة القصص. أما الغرفة الثالثة فهي مخصصة لمشاهدة الفيديو والرسوم المتحركة وتحتوي على مجلات للأطفال باللغات الثلاث.
ويتوسط الغرفة درج إلى غرفة صغيرة مخصصة للمرحلة المتوسطة.
الجدير ذكره أن موظفي هذا القسم هم على اطلاع دائم على الإنترنت ويقومون بسحب المواضيع التوثيقية، أو أي موضوع جديد حتى يكون متوافراً اذا ما طلبه أحد الأطفال. وإن ما يجعل قسم الأطفال والناشئة متميزاً كونه مزيناً بالألعاب ومزخرفاً بحسب عمر رواده الأطفال.
قسم التوثيق والأرشيف: يضم أعدادا كبيرة من الدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية(باللغات الثلاث).

قسم التصنيف والأرشفة: مجموعة من المتخصصات ذوات الكفاءة مهمتهن الأساسية: تصنيف ما يرد إلى المكتبة وفهرسته من مشروع مكننة فهارس المكتبة من أوعية المعلومات وإعداد الفهارس اللازمة لها. كما تنفيذ مشروع مكننة فهارس المكتبة.

القسم الإداري: إدارة الشؤون المكتبية والطباعة والمحفوظات والمراسلات والعلاقات العامة.
قسم الخدمات العامة: أعمال الصيانة والحراسة والنظافة العامة وغيرها.

قاعدة معلومات المكتبة:
توفيراً للجهد والوقت وانسجاماً مع التطور التكنولوجي، بدأت المكتبة بتنفيذ مشروع مكننة فهارسها اعتباراً من العام ١٩٩٨ . واعتمدت بداية قاعدة معلومات أشرفت عليها شركة  متخصصة هي Advanced Computer & Telecommunication ومنذ العام ٢٠٠٤ اعتمدت المكتبة نظاماً آخر هو نظام Berytos بالتعاون مع شركةberytos Engineering  وبدعم من النائبين نعمة طعمة ونبيل البستاني.
 

الدوام الرسمي للمكتبة:
كل أيام الأسبوع ما عدا الأحد من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساءً.
يوم السبت يتم جمع فريق العمل الصباحي والمسائي في دوام واحد لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، فيعتمد دوام خاص من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الرابعة بعد الظهر.
 

المكتبة الوطنية ورشة ثقافية متجددة ودائمة
''السيد أسعد ملاك'' مدير المكتبة الوطنية في بعقلين، في وقفة على أهم أهداف المكتبة وعن خدماتها الثقافية والفكرية...
''بالإضافة إلى الخدمات الثقافية، تنظم المكتبة الوطنية نشاطات متنوعة، تتناول النواحي التربوية والصحية والبيئية. كما تنظم معرض كتب ومعارض فنية. هذه النشاطات تلقى إقبالاً وترحيباً من المجتمع الذي يحيط بالمكتبة. أما ما يتعلق بمقتنيات المكتبة فإننا نعمل دائماً على إغنائها بهدف تلبية حاجات الرواد في مختلف المواضيع، وفي نظرنا الأمر المهم الذي نقوم به بشكل دائم هو إيجاد حوافز لارتياد المكتبة والإفادة منها، والإقبال على المطالعة. ومن برامج عملنا الأساسية، التعاون مع الجامعات والثانويات والمعاهد والمدارس حيث نستقبل الطلاب في المكتبة العامة ومكتبة الأطفال الناشئة بمواعيد تحدد مسبقاً حيث نكون حضرنا ما يخدم المواضيع التي يريدون أن يتطرقوا إليها في أبحاثهم، كما تنظم برامج تثقيفية خاصة للطلاب من مختلف المراحل، وأحياناً كثيرة ندعو كتاباً ومختصين للإلتقاء بهم وتناول ما يخدم مسيرتهم التعليمية، وما يسهم في توسيع ثقافتهم وإغنائها. ونعتبر أن الأساتذة والطلاب بمثابة العمود الفقري للمكتبة الوطنية حيث يشكلون النسبة الأعلى من روادها. وما يدعو للارتياح أيضاً أن المكتبة الوطنية تستقبل العديد من الباحثين وطلاب المعرفة ليس فقط من مناطق الشوف بل من العديد من المناطق اللبنانية. وما يسعدنا أيضاً هو تعريف الرواد بالتسهيلات التي تقدمها المكتبة للتجاوب مع حاجاتهم دونما أية تعقيدات إدارية ودون أي بدل مادي.
ويضيف السيد أسعد ملاك أن الهدف الأساسي هو دائماً خدمة الرواد وتأمين مصادر المعرفة لهم.
ولا ننسى أن المكتبة تتعاون مع العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية اللبنانية والعربية والأجنبية. وقد افتتح فيها حديثاً الملتقى الثقافي الأميركي، وهذا الملتقى يندرج ضمن مكتب المعلومات والذي يشمل أيضاً مكتباً بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والملحقية الثقافية في سفارة فرنسا في لبنان. وكثيراً ما نستضيف كتاباً أجانب يلتقون مع الطلاب والأساتذة. ويشمل التعاون أيضاً مع معهد ''غوتيه'' وجمعية السبيل ومختلف المؤسسات المعنية بالشأن العام.
 

وقد ألحقت المكتبة الوطنية منذ العام ١٩٩٧ بوزارة الثقافة بناءً لرغبة مؤسسها رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ وليد جنبلاط. وإن تطويرها يعتمد كما كان دائماً على تقديمات مؤسسها، ووزارة الثقافة، وجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.في لبنان التي تضم نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن العام، كما تلقى دعماً من بلدية بعقلين وإتحاد بلديات الشوف - السويجاني، ومختلف البلديات في منطقة الشوف.
أما عن تعاون المكتبة مع المكتبات الأخرى فبإمكاني القول إن المكتبة الوطنية هي عضو في جمعية المكتبات اللبنانية، وتتعاون مع مختلف المكتبات العامة في لبنان. أخيراً أقول إن المكتبة الوطنية هي مكتبة الوطن كل الوطن.
إن المكتبة الوطنية في بعقلين هي رمز للعلم والثقافة وتبقى دوافع تأسيسها خير دليل على ما تقوم به من عملية تحفيز وإحياء الفكر والثقافة، والتي تدعو إلى تلبية الحاجة الثقافية وتفعيل الحركة الثقافية وتطويرها والمساهمة في التوعية الاجتماعية. ويبقى شعارها ''امتلك الإرادة...تمتلك القدرة''.
تظل المكتبة مكاناً لإغناء القلب وإثراء الروح بتراث فكري ومعرفي. وقد تجمع المكتبة كتباً قليلة أو كثيرة، أو تكون ذات أنواع كتب متعددة. وقد تختلف مكتبة في زاوية المنزل عن مكتبة المدرسة، وعن مكتبة الجامعة، وعن أي مكتبة أخرى سواءً أكان ذلك بالحجم أم بالشكل، إنما يبقى المضمون والهدف واحداً، ألا وهو الارتقاء بالفكر نحو قمة التعلم والثقافة، لنبذ الجهل والأمية، كل هذا يجعل من المكتبة مرجعاً موثقاً لتاريخ بلد ما ومجتمع ما وحضارة ما.

معلومات عامة

• أقدم المكتبات بمعناها العام وجدت في كل من مصر وبلاد الرافدين في الزمن القديم كونها مهد الحضارة والإنسانية التي تتطلب المكتبة لتوثيق المنجزات الإنسانية وحفظها، والمكتبة حينها كانت ضرورة من مستلزمات الحضارة.
• أهم مكتبة موجودة في بعلبك كان يملكها عبد الحسين مرتضى، الذي توفي عام ٢٠٠٦ ، وهي مكتبة ضخمة وخاصة. ويوجد فيها ما يزيد عن مئة ألف كتاب ودورية.
• قانون الإيداع يفرض على كل ناشر أن كل منشور، مطبوعة، مجلة... مهما كان نوعه أن يضع نسختين عن هذه المنشورة في المكتبة الوطنية لتبقى صورة أو مرآة لتعكس تاريخ الوطن.
• بيان للأونيسكو نشر عام ١٩٤٩ حول ماهية المكتبة العامة وأهدافها يشير إلى أن ''المكتبة العامة ذات الإمكانيات الكاملة يجب أن تقدم الكتب والنشرات والصحف والخرائط والصور والأفلام والنصوص الموسيقية والتسجيلات الصوتية، وأن ترشد قراءها وروادها إلى طرائق استعمال هذه المواد وهذه الدلالات''.
  

أهداف المكتبة:
١ - هدف تعليمي تثقيفي: وذلك لتشجيع التعليم على كافة مستويات الناس.
٢ - هدف تقني فني: للتزود بالمهارات وترقية الحس الفني.
٣ - هدف اجتماعي بيئي :لتمتين الروابط الإنسانية وحماية البيئة.
 

أهم أنواع المكتبات الموجودة في العالم:

• المكتبة العامة: مخصصة للجمهور بشكل عام، يقصدها الجميع من دون استثناء، وهي بالتالي مؤسسة ثقافية وخدماتها مجانية على أن توائم مواد بيئتها الاجتماعية.
• المكتبة الوطنية: حديثة النشأة نسبياً وهي عبارة عن مؤسسة اجتماعية كبرى أوجدتها الدولة لتكون مستودعاً لنشاطها الرسمي في حقل البحث والتأليف والنشر، وتعتبر المكتبة الوطنية مقر الإيداع وحفظ التراث القومي.
• المكتبة الحكومية: هدف تأسيسها تسهيل عمل الباحثين والمخترعين وتنشيط الإبداع في شتى مجالات المعرفة.
• المكتبات الفنية: وهي المكتبات المتخصصة بالموضوعات الفنية البحتة. من معارض فنية، أو معاهد فنية، على اختلاف أنواعها من موسيقى، ورسم،وتصوير.

المكتبة الوطنية في لبنان

المكتبة الوطنية في لبنان
 

يٍعد لبنان وطن الحرف والحضارة والغنى الثقافي، لم تتأتَ له تلك الاهمية إلا عبر أدبائه وشعرائه ومؤرخيه بالإضافة إلى الإرث التاريخي الكبير وغناه بالحضارات والثقافات المتعاقبة. لهذا لا بدّ وأن يودع هذا الإرث في مكان يكون بالنسبة للبنان مرجعاً ثقافياً لاغنى عنه، وللبنانيين والزائرين محجة للتزود بانتاجات الفكر الإنساني.
هذا ما يدعو الى وجود مكتبة عامة تليق بهذا الإرث الفكري والثقافي العظيم أسوةً بدول العالم المتقدمة. وهذا ليس بالأمر الصعب حدوثه، ولكن أن نجد أنه ليس هناك من مكان بَعد يجمع هذا التراث في مكتبة وطنية، فالأمر لا يستهان به ويجدر الوقوف عنده والمطالبة به لأن المكتبة الوطينة وبتعريفها هي ''مؤسسة ثقافية اجتماعية توجد في مجتمع من المجتمعات وتهدف إلى خدمته من طريق جمع المواد الثقافية التي تساعد ذلك المجتمع أفراداً وجماعات على زيادة ثقافته وترقية حصيلته الحضارية وتحقيق متعته، وتسليم تلك المواد المعرفية للأجيال القادمة سليمة متطورة ومنظمة لحسن الإفادة منها''.

''المكتبة الوطنية تاريخ فكري بلا حفظ!!...''

مع عدم توافر مكان للمكتبة الوطنية في لبنان، ذهبت إلى وزارة الثقافة حيث التقيت ''السيد رامز إسبر'' رئيس مصلحة المكتبة الوطنية في لبنان والذي عرض واقع المكتبة الوطنية وقدم لمحة تاريخية وعامة عن وضع المكتبة في لبنان.

حدّثنا عن تاريخ المكتبة الوطنية في لبنان:
لقد تأسست المكتبة الوطنية في لبنان عام ١٩٢٠ على يد الكونت ''فيليب دو طرزي''، وكانت مكتبة خاصة به ثم انتقلت بطلب منه إلى الدولة وأصبحت تسمى ''دار الكتب الوطنية''، وبقيت في ساحة النجمة حتى اندلاع الحرب اللبنانية، وما تبقى من الكتب الموجودة فيها وضّب في صناديق كرتونية حيث أودعت في مبنى الأونيسكو، وبقيت حتى العام ١٩٩٥ ، ومن ثم انتقلت إلى مستودع استأجرته وزارة الثقافة في سن الفيل،عام ٢٠٠٠ تم نقل هذه الكتب إلى مبنى في الجامعة اللبنانية في الحدث، وثم تأسست جمعية تسمّى ''المؤسسة الوطنية للمكتبة''  استأجرت مبنى في حرم مرفأ بيروت ومن ثم تلقّت وزارة الثقافة هبة من الوكالة الدولية الفرنكفونية ما مكّن من إعادة تأهيل هذه الكتب وتصنيفها وفهرستها.
مؤخراً تلقّت الدولة اللبنانية هبة من أمير قطر بقيمة ٢٥ مليون دولار لتأمين مبنى وتجهيزات مكتبة، وهو كلية الحقوق سابقاً في الصنايع وقد شرّعت وزارة الثقافة حالياً بوضع الأسس والخرائط اللازمة لإعداد مبنى ملائم للمكتبة الوطنية.

ما يعني أنه ليس هنالك من مبنى للمكتبة الوطنية بَعد بالمعنى الفعلي للكلمة؟
حالياً هذا هو الواقع، وبذلك فهي حالياً لا تقوم بالدور المطلوب الذي تلعبه المكتبات الوطنية في العالم!
 

برأيك ما هو الدور الذي تلعبه المكتبة الوطنية على صعيد الدولة والفكر والثقافة؟
المكتبة الوطنية هي ذاكرة الوطن، وهي المكان الذي يرتاده طلاب العلم والمعرفة والثقافة، وبالتالي فهي تلعب دوراً بنّاءً في تقدم وثقافة الشعوب، والجدير ذكره أنّ جميع دول العالم المتحضّرة تملك مكتبات وطنية.
 

هذا الوضع يعتبر مأساوياً لعدم وجود مبنى بَعد لمكتبة وطنية، لِما برأيك هذا التأخير؟ ومتى ستقام المكتبة؟
إنّ وزارة الثقافة، وريثما يُعدّ المكان المناسب لمكتبة وطنية تليق بلبنان لم تقف مكتوفة الأيدي، وإنما عمَدت وبالإتفاق مع الوكالة الدولية الفرنكفونية وبهبة منها إلى إنشاء ١٤ مكتبة عامة. ومن ثم ارتفع هذا العدد ليصل إلى ٢٢ مكتبة عامة موزعة في المناطق اللبنانية، وبالإضافة إلى حوالى ١٠٠ مكتبة عامة أهلية أضحت شريكة مع وزارة الثقافة وهناك مشروع قانون في مجلس النواب يرمي إلى جعل المكتبة الوطنية مؤسسة عامة بدلاً من كونها الآن إدارة عامة.
 

كم عُمر بعض الكتب الموجودة في المكتبة؟
هناك الكثيرمن الكتب القديمة والتي يعود بعضها للعام ١٧٠٠ م، بالإضافة إلى بعض المخطوطات الموضوعة في وزارة الدفاع.
 

المكتبة الوطنية في بعقلين ''سجناً في الماضي، مركزاً للفكر والثقافة في الحاضر''
خلال زيارة المكتبة الوطنية في بعقلين وجدنا أن الوضع مختلف تماماً، من حيث الموقع والمبنى والكتب والزوار، فالجو ملائم ومتوافق بين هذه الأمور، لتنفتح شهيتك على القراءة، والتزود بالمعرفة، ولا يغفل على أحد الموقع المتميزالذي تحتله المكتبة في جبل لبنان، فيشعر مَن يدخلها بجو مهَيأ من الهدوء والسكينة. حيث الكتب المنظمة على الأرف والتي تعج بها المكتبة، فيخالجك شعور بأنك مندفع لقراءة عناوين الكتب على كثرتها، ولا يغفل عليك الاحساس بالنظام الذي يسري بين الموظفين وجودة الخدمة التي تقدمها المكتبة. كل هذه التفاصيل تساعد إلى حد كبير على ترقية الجو الثقافي والمساهمة في نشر المعرفة بأفضل صورة.
 

مبنى المكتبة الأثري:
يعود تدشين المبنى الأثري الذي تشغله المكتبة الوطنية اليوم إلى العام ١٨٩٧ ، وكان يعرف ب''سراي بعقلين''، حيث بني في عهد المتصرّفية ليكون مقراً للقائمقام آنذاك. واستخدمته الدولة اللبنانية قبل تحويله إلى المكتبة الوطنية مخفراً للدرك وسجناً.
 

تأسيس المكتبة الوطنية:
تأسست المكتبة الوطنية بمبادرة من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وعلى نفقته الخاصة، حيث رمم المبنى وأعده بما يتناسب مع دوره الجديد، وزوده بالكتب والمنشورات ومختلف الأجهزة الضرورية ووفر له فريق العمل المتخصص. وفي عام ١٩٩٧ قدّم المكتبة إلى وزارة الثقافة وبذلك أصبحت مؤسسة رسمية.
 

فريق العمل:
يتألف من مدير المكتبة، ومجموعة من الموظفين المتعاقدين مع وزارة الثقافة، يتمتعون بكفاءة عالية وخبرات واسعة، ويخضعون لتدريب متواصل، يتقنون عملهم ويقدمون أفضل الخدمات المكتبية والمرجعية والمعلوماتية. اضافة إلى ثلاثة موظفين تؤمّنَ رواتبهم جمعية أصدقاء المكتبة.
 

طبيعة خدمات المكتبة الوطنية:
مجانية. وليس هناك أي نوع من أنواع الاشتراك. الخدمات التي توفرها المكتبة هي خدمات قرائية تقليدية، خدمات استرجاع المعلومات والبحث في قواعد المعلومات المبرمجة، والأنظمة الآلية عبر الانترنت بالإضافة إلى الخدمات المساندة والدائمة كالتصوير والمسح الضوئي والإعارة الخارجية.

مصادر الإقتناء والتزويد:
- الشراء: يتم بناء على رأي لجنة الاقتناء والتزويد، ومن موازنة جمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.
- الإهداءات: ترد من المؤلفين والمبدعين وبعض دور النشر والأهالي والأصدقاء.
- الهبات: من جمعيات ومؤسسات لبنانية ومواطنين من المناطق اللبنانية كافة. ومن مراكز ثقافية وبعثات ثقافية وديبلوماسية عربية ودولية، مثلاً ''البعثة الثقافية الفرنسية، الأسكوا، معهد غوتيه للنشر...''. ومن معالي النائب وليد جنبلاط حيث يزود المكتبة الوطنية بأعداد كبيرة من المراجع والكتب والدوريات المحلية والعربية باللغات الثلاث (عربي،فرنسي،إنجليزي).

أقسام المكتبة الرئيسة :يتألف مبنى المكتبة الوطنية من طابقين، أرضي وطابق أول. ويحوي الأقسام الآتية:

قسم المكتبة العامة: الرواد من سن ١٥ وما فوق. عدد المسجلين على السجلات الخاصة بالرواد ٢٨٢٦٠ زائراً لعام ٢٠٠٦ . وتختلف أنواع رواد المكتبة بين طلاب، وزوار قراء، أو باحثين. بالإضافة إلى الزوار المختلفين نجد زواراً دائمين يواظبون عل المجيء إلى المكتبة باستمرار. يتوافد الرواد إلى المكتبة من المناطق اللبنانية كافة.وتختلف أسباب زيارة هؤلاء الرواد من :قراءة إلى إجراء أبحاث، إلى زوار لبضع دقائق. كما تختلف نوعياتهم، وأغلبها من طلاب مدارس، إلى باحثين، إلى رواد ذوي حاجات مختلفة. وأكثر الكتب المطلوبة حاليا في هذا القسم تتناول:
العولمة-الخصخصة-الرسم-البنوك-الموازنة.
وبما أن أغلب رواد المكتبة هم من طلاب المدارس، لذلك يخصص لهم دوام خاص، ويأتون من مناطق لبنانبة مختلفة تقوم المكتبة بتحضير ما يسألون عنه من أبحاث أو دراسات أو كتب ويأتون مع المشرفين عليهم من الأساتذة. ويكون دوام المكتبة مخصصاً فقط لزيارة الطلاب في فترة ما قبل الظهر شتاءً.
يتألف قسم المكتبة العامة من غرف عدة منظمة ومنسقة لتستوعب أعداد الرواد الوافدين إليها. حيث الكتب منظمة على الأرف بحسب نوعها من كتب: أدبية-علمية-تاريخية- موسوعات... بشكل يستطيع معه الزائر الحصول عليها بسهولة. وإن طلب كتاباً ما ولم يعرف مكانه، حينها لا يتوانى موظفو القسم عن خدمته بأي طريقة ممكنة.
قسم مكتبة الأطفال والناشئة: روادها من عمر ٣ سنوات حتى ١٤ سنة، يأتون إليها من مناطق لبنانية مختلفة. أما أغلب الزوار فهم من مناطق قريبة من المكتبة. تتألف مكتبة الأطفال والناشئة من ٣ غرف، الأولى تحتوي على موسوعات ومجلات وقصص ومراجع بالإضافة إلى كتب الأشغال ودوريات للأطفال حتى عمر السادسة، وتحتوي هذه الغرفة على كراسي يجلس عليها الأطفال للإستماع إلى القصص أو للقيام بالرسم والأشغال اليدوية. الغرفة الثانية مخصصة للألعاب ويوجد فيها زاوية للمسرحيات الغنائية، وقراءة القصص. أما الغرفة الثالثة فهي مخصصة لمشاهدة الفيديو والرسوم المتحركة وتحتوي على مجلات للأطفال باللغات الثلاث.
ويتوسط الغرفة درج إلى غرفة صغيرة مخصصة للمرحلة المتوسطة.
الجدير ذكره أن موظفي هذا القسم هم على اطلاع دائم على الإنترنت ويقومون بسحب المواضيع التوثيقية، أو أي موضوع جديد حتى يكون متوافراً اذا ما طلبه أحد الأطفال. وإن ما يجعل قسم الأطفال والناشئة متميزاً كونه مزيناً بالألعاب ومزخرفاً بحسب عمر رواده الأطفال.
قسم التوثيق والأرشيف: يضم أعدادا كبيرة من الدوريات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية(باللغات الثلاث).

قسم التصنيف والأرشفة: مجموعة من المتخصصات ذوات الكفاءة مهمتهن الأساسية: تصنيف ما يرد إلى المكتبة وفهرسته من مشروع مكننة فهارس المكتبة من أوعية المعلومات وإعداد الفهارس اللازمة لها. كما تنفيذ مشروع مكننة فهارس المكتبة.

القسم الإداري: إدارة الشؤون المكتبية والطباعة والمحفوظات والمراسلات والعلاقات العامة.
قسم الخدمات العامة: أعمال الصيانة والحراسة والنظافة العامة وغيرها.

قاعدة معلومات المكتبة:
توفيراً للجهد والوقت وانسجاماً مع التطور التكنولوجي، بدأت المكتبة بتنفيذ مشروع مكننة فهارسها اعتباراً من العام ١٩٩٨ . واعتمدت بداية قاعدة معلومات أشرفت عليها شركة  متخصصة هي Advanced Computer & Telecommunication ومنذ العام ٢٠٠٤ اعتمدت المكتبة نظاماً آخر هو نظام Berytos بالتعاون مع شركةberytos Engineering  وبدعم من النائبين نعمة طعمة ونبيل البستاني.
 

الدوام الرسمي للمكتبة:
كل أيام الأسبوع ما عدا الأحد من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساءً.
يوم السبت يتم جمع فريق العمل الصباحي والمسائي في دوام واحد لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، فيعتمد دوام خاص من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الرابعة بعد الظهر.
 

المكتبة الوطنية ورشة ثقافية متجددة ودائمة
''السيد أسعد ملاك'' مدير المكتبة الوطنية في بعقلين، في وقفة على أهم أهداف المكتبة وعن خدماتها الثقافية والفكرية...
''بالإضافة إلى الخدمات الثقافية، تنظم المكتبة الوطنية نشاطات متنوعة، تتناول النواحي التربوية والصحية والبيئية. كما تنظم معرض كتب ومعارض فنية. هذه النشاطات تلقى إقبالاً وترحيباً من المجتمع الذي يحيط بالمكتبة. أما ما يتعلق بمقتنيات المكتبة فإننا نعمل دائماً على إغنائها بهدف تلبية حاجات الرواد في مختلف المواضيع، وفي نظرنا الأمر المهم الذي نقوم به بشكل دائم هو إيجاد حوافز لارتياد المكتبة والإفادة منها، والإقبال على المطالعة. ومن برامج عملنا الأساسية، التعاون مع الجامعات والثانويات والمعاهد والمدارس حيث نستقبل الطلاب في المكتبة العامة ومكتبة الأطفال الناشئة بمواعيد تحدد مسبقاً حيث نكون حضرنا ما يخدم المواضيع التي يريدون أن يتطرقوا إليها في أبحاثهم، كما تنظم برامج تثقيفية خاصة للطلاب من مختلف المراحل، وأحياناً كثيرة ندعو كتاباً ومختصين للإلتقاء بهم وتناول ما يخدم مسيرتهم التعليمية، وما يسهم في توسيع ثقافتهم وإغنائها. ونعتبر أن الأساتذة والطلاب بمثابة العمود الفقري للمكتبة الوطنية حيث يشكلون النسبة الأعلى من روادها. وما يدعو للارتياح أيضاً أن المكتبة الوطنية تستقبل العديد من الباحثين وطلاب المعرفة ليس فقط من مناطق الشوف بل من العديد من المناطق اللبنانية. وما يسعدنا أيضاً هو تعريف الرواد بالتسهيلات التي تقدمها المكتبة للتجاوب مع حاجاتهم دونما أية تعقيدات إدارية ودون أي بدل مادي.
ويضيف السيد أسعد ملاك أن الهدف الأساسي هو دائماً خدمة الرواد وتأمين مصادر المعرفة لهم.
ولا ننسى أن المكتبة تتعاون مع العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية اللبنانية والعربية والأجنبية. وقد افتتح فيها حديثاً الملتقى الثقافي الأميركي، وهذا الملتقى يندرج ضمن مكتب المعلومات والذي يشمل أيضاً مكتباً بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والملحقية الثقافية في سفارة فرنسا في لبنان. وكثيراً ما نستضيف كتاباً أجانب يلتقون مع الطلاب والأساتذة. ويشمل التعاون أيضاً مع معهد ''غوتيه'' وجمعية السبيل ومختلف المؤسسات المعنية بالشأن العام.
 

وقد ألحقت المكتبة الوطنية منذ العام ١٩٩٧ بوزارة الثقافة بناءً لرغبة مؤسسها رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ وليد جنبلاط. وإن تطويرها يعتمد كما كان دائماً على تقديمات مؤسسها، ووزارة الثقافة، وجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.في لبنان التي تضم نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن العام، كما تلقى دعماً من بلدية بعقلين وإتحاد بلديات الشوف - السويجاني، ومختلف البلديات في منطقة الشوف.
أما عن تعاون المكتبة مع المكتبات الأخرى فبإمكاني القول إن المكتبة الوطنية هي عضو في جمعية المكتبات اللبنانية، وتتعاون مع مختلف المكتبات العامة في لبنان. أخيراً أقول إن المكتبة الوطنية هي مكتبة الوطن كل الوطن.
إن المكتبة الوطنية في بعقلين هي رمز للعلم والثقافة وتبقى دوافع تأسيسها خير دليل على ما تقوم به من عملية تحفيز وإحياء الفكر والثقافة، والتي تدعو إلى تلبية الحاجة الثقافية وتفعيل الحركة الثقافية وتطويرها والمساهمة في التوعية الاجتماعية. ويبقى شعارها ''امتلك الإرادة...تمتلك القدرة''.
تظل المكتبة مكاناً لإغناء القلب وإثراء الروح بتراث فكري ومعرفي. وقد تجمع المكتبة كتباً قليلة أو كثيرة، أو تكون ذات أنواع كتب متعددة. وقد تختلف مكتبة في زاوية المنزل عن مكتبة المدرسة، وعن مكتبة الجامعة، وعن أي مكتبة أخرى سواءً أكان ذلك بالحجم أم بالشكل، إنما يبقى المضمون والهدف واحداً، ألا وهو الارتقاء بالفكر نحو قمة التعلم والثقافة، لنبذ الجهل والأمية، كل هذا يجعل من المكتبة مرجعاً موثقاً لتاريخ بلد ما ومجتمع ما وحضارة ما.

معلومات عامة

• أقدم المكتبات بمعناها العام وجدت في كل من مصر وبلاد الرافدين في الزمن القديم كونها مهد الحضارة والإنسانية التي تتطلب المكتبة لتوثيق المنجزات الإنسانية وحفظها، والمكتبة حينها كانت ضرورة من مستلزمات الحضارة.
• أهم مكتبة موجودة في بعلبك كان يملكها عبد الحسين مرتضى، الذي توفي عام ٢٠٠٦ ، وهي مكتبة ضخمة وخاصة. ويوجد فيها ما يزيد عن مئة ألف كتاب ودورية.
• قانون الإيداع يفرض على كل ناشر أن كل منشور، مطبوعة، مجلة... مهما كان نوعه أن يضع نسختين عن هذه المنشورة في المكتبة الوطنية لتبقى صورة أو مرآة لتعكس تاريخ الوطن.
• بيان للأونيسكو نشر عام ١٩٤٩ حول ماهية المكتبة العامة وأهدافها يشير إلى أن ''المكتبة العامة ذات الإمكانيات الكاملة يجب أن تقدم الكتب والنشرات والصحف والخرائط والصور والأفلام والنصوص الموسيقية والتسجيلات الصوتية، وأن ترشد قراءها وروادها إلى طرائق استعمال هذه المواد وهذه الدلالات''.
  

أهداف المكتبة:
١ - هدف تعليمي تثقيفي: وذلك لتشجيع التعليم على كافة مستويات الناس.
٢ - هدف تقني فني: للتزود بالمهارات وترقية الحس الفني.
٣ - هدف اجتماعي بيئي :لتمتين الروابط الإنسانية وحماية البيئة.
 

أهم أنواع المكتبات الموجودة في العالم:

• المكتبة العامة: مخصصة للجمهور بشكل عام، يقصدها الجميع من دون استثناء، وهي بالتالي مؤسسة ثقافية وخدماتها مجانية على أن توائم مواد بيئتها الاجتماعية.
• المكتبة الوطنية: حديثة النشأة نسبياً وهي عبارة عن مؤسسة اجتماعية كبرى أوجدتها الدولة لتكون مستودعاً لنشاطها الرسمي في حقل البحث والتأليف والنشر، وتعتبر المكتبة الوطنية مقر الإيداع وحفظ التراث القومي.
• المكتبة الحكومية: هدف تأسيسها تسهيل عمل الباحثين والمخترعين وتنشيط الإبداع في شتى مجالات المعرفة.
• المكتبات الفنية: وهي المكتبات المتخصصة بالموضوعات الفنية البحتة. من معارض فنية، أو معاهد فنية، على اختلاف أنواعها من موسيقى، ورسم،وتصوير.