المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية - الحلول التربوية المقترحة

المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية
الحلول التربوية المقترحة

 


الحقيبة المدرالدكتور نبيل قسطنطين أخصائي الإدارة التربوية عضو مجلس الأخصائيين في المركز التربوي للبحوث والإنماءسية، الشنطة، بيت الكتب، حاملة الكتب، كلها اسماء لمشكلة واحدة، والّهمّ كبير يرافق التلميذ منذ اليوم الأول للمدرسة. هل استدرك النظام التربوي في لبنان هذه المسألة؟ هل لا تزال الحقيبة المدرسية حاجة  لا يمكن الاستغناء عنها؟ وهل يمكن استبدالها بوسيلة أصغر بكثير مثل قاعدة المعلومات المحمولة (USB) (DVD) (CD) والتي قد لا يزيد وزنها عن ٢٥ غراماً؟ مثال مشروع شركة Microsoftوما هو الحل؟
هذا ما سنحاو
ل إدراكه معاً في هذه المقالة، علّنا نبعد عن الطفل اللبناني شبح الانعكاسات الصحية والتربوية والنفسية التي ما زالت تسببها له الحقيبة المدرسية.

أولاً - الأهداف العامة للمناهج الجديدة
جاء في مقدمة الأهداف العامة للمناهج الجديدة للتعليم ما قبل الجامعي ما نصُّه: انطلاقاً من مجموعة المبادئ العامة الفكرية والإنسانية والوطنية والاجتماعية: تتوخى المناهج تنمية شخصية التلميذ اللبناني كفرد صالح ومنتج في مجتمع ديمقراطي حرّ، وكمواطن مدني ملتزم بالقوانين، ومؤمن بمبادئ ومرتكزات الوطن، يستجيب لضرورات بناء مجتمع متقدم ومتكامل يتلاحم فيه أبناؤه في مناخ من الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.

ثانياً - الاستنتاجات المستوحاة من المبادئ العامة
أ- تشكل هذه المبادئ مرتكزات فلسفة أو رؤية أو استراتيجية تربوية، من الواجب التوقف عندها.
ب- إن تحقيق الأهداف التي تتوخاها المناهج من أجل تنمية التلميذ كي يصبح مواطناً صالحاً ومنتجاً، تستوجب أيضاً أن يكون هذا المواطن بصحة جيدة معافى من كل علّةَ يمكن أن تقف عائقاً في طريق نموه العقلي، وتمنع عنه قدرته في العطاء المناسب والممارسة المطلوبة.

تلميذتان يحملان الحقيبة المدرسية

ثالثاً - المستلزمات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف
يفترض بالذين عملوا على اختيار هذه المبادئ، أن يكونوا على علم وإدراك بالمستلزمات الضرورية التي تساعد على تحقيقها، وأهمها:

  1. خطة تربوية تمّ إعداد ونشر خطة النهوض التربوي بتاريخ(١٩٩٤/٨/١٧)
  2. الهيكلية التعليمية المنسجمة مع طموحات الرؤية التربوية وضعت وصدرت بتاريخ 25/10/1995 والتي تشتمل على ما يأتي:
  • تحديد المواد والأنشطة المناسبة لكل مرحلة وحلقة وصف،lبدءاً من الحضانة ( ٣ سنوات) ولغاية نهاية المرحلة الثانوية ( ١٨ سنة).
  • تحديد عدد ساعات التدريس لكل مادة من المواد المقررة، أسبوعياً ( ٣٠ أو ٣٥ ساعة).
  • تحديد أيام التدريس الفعلية والحصص  الأسبوعية ١٦٥ يوماً بما فيها أيام الامتحانات.
  • توزيع ساعات التدريس اليومية  والأسبوعية.
  1.  نظام تقييم متطور يعتمد على أسلوب القياس بالكفايات (Compétence) بدلاً من الأهداف سابقاً Objectifs انطلاقاً من قياس فهم المحتوى أو المضمون المعرفي (Savoir- Contenu) صولاً إلى القدرة على تطبيق هذه المعرفة (Savoir - Faire ) بحيث ننتهي إلى قياس الكفاية المحددة المركبة في معظم الأحيان من مجموعة من القدرات المتداخلة في ما بينها (capacités Intégrées) وهذا ما نعمل على تطويره حالياً مع تطوير المناهج.
  2.  المناهج المدروسة التي تأتي على قياس الهيكلية المرسومة.(وضعت وصدرت بموجب المرسوم ١٠٢٢٧ تاريخ ٨ . أيار ١٩٩٧)
  3.  الكتب المدرسية التي تحتوي مضامين علمية تربوية، تترجم احتياجات وقدرات التلميذ العقلية والعمرية في المستويات والمراحل كافة. (صدرت وبوشر بتدريسها في بداية العام الدراسي ١٩٩٨-١٩٩٩-)
  4.  المعلم المتخصص والكفؤ (إعداد، تدريب مستمر، الخ...).
  5.  الإدارة التربوية الحكيمة (الحاجة إلى جهاز بشري متخصص وكفؤ يلبي احتياجات هيكلية حديثة ومتطورة تواكب عصر المعلومات والاتصالات).
  6.  البناء المدرسي الذي يتمتع بالمواصفات الهندسية والتربوية المساعدة على خلق جوّ صحي تربوي تعلّمُي مناسب.
  7.  المختبرات على أنواعها وأهمها في مجال المعلوماتية حيث يمكن من خلالها أن نستغني إلى حد بعيد عن بقية المختبرات.
  8.  التجهيزات المدرسية المناسبة (مقاعد التلاميذ، الطاولات الخ...).
    فتاة وولد وهما يحضران الكتب والشنطة المدرسية

يضاف إلى كل ذلك اعتماد طرائق تدريس حديثة حوَّلت العملية التعلُّمية من عملية تلقينية إلى عملية تكوينية (Formative ) فالطرائق السابقة كانت تركِّز على حفظ المعلومات، ومن ثمَّ تفريغها في امتحانات خطية، تقاس بالعلامات، من دون التأكد من فهمها أو من القدرة على تطبيقها. أمّاَ مع الطرائق الحديثة الناشطة (Méthodes Actives) التي فرضتها المناهج الجديدة، والتي  تهدف إلى تكوين شخصية التلميذ، والسعي إلى أن يكتسب هذا التلميذ المعرفة في المدرسة (الصف، المختبرات، الأنشطة، الخ...) والعمل على تطبيقها، ليعود إلى البيت مرتاحاً إلى حد بعيد من هموم الدرس والحفظ، حيث من المفترض أن يحمل التلميذ من وإلى البيت ما قلّ من الكتب ودلَّ، إلى أن تنتهي العملية التعلّمُية بحسب ما هو مخطط لها، من دون الاتكال على الأهل والدروس الخصوصية، والكل يعلم المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية التي تتكبدها العائلة مجتمعة في مثل هذه الحالة.

رابعاً- المعلوماتية والمناهج الجديدة
لقد واكبت المناهج الجديدة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولذلك أضافت إلى المواد التعلّمُية جملة من المواد الإجرائية وأهمها مادة المعلوماتية. فأين نحن من الأهداف التي وضعها معدو هذه المادة؟ وهل تمكنت المدرسة الرسمية أولاً من تدريس هذه المادة؟ أين نحن، وبعد مرور حوالى تسع سنوات على تطبيق المناهج الجديدة من اعتماد تكنولوجيا المعلومات  والاتصالات في التعليم ICT?
 lين نحن من المدرسة الالكترونية e.Scholl والتعلم عن بعد Distance learning أو التدريب عن بعد Distance training?
هناك جهود جبارة بذلتها وزارة التربية والتعليم العالي من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتربية، والوحدات العاملة في الوزارة كافة، من أجل تعميم المعلوماتية في الإدارة والمدارس، ولكن يبقى دون تنفيذ ذلك بالكامل عقبات أهمها العناصر البشرية الكفوءة.صورة عن الإرهاق الجسدي للتميذ وهو يحمل حقيبته المدرسية الثقيلة

 

بناءً على ما تقدم، يأتي السؤال الأهم:
هل يستطيع التلميذ الموجوع أو المتألم لأي سبب كان، أن يتعلم بشكل طبيعي؟ وتحديداً في مرحلة التعليم الأساسي؟
وإذا كان دور الطبيب في البيت أو في المدرسة أن يشّخص الحالة ليضع يده على الأسباب ويصف العلاج، فما هو دور المدرسة؟ إذا كانت الأسباب ناتجة عن الحقيبة المدرسية؟
الجواب واضح جداً؛ فانطلاقاً من المبدأ القائل، بأن العملية التعلُّمية هي سلسلة مترابطة تبدأ بفلسفة النظام التعليمي أو الاستراتيجية، أو الخطة التربوية، وتنتهي بتكوين تلميذ مواطن صالح، فمن البديهي أن تهتز هذه السلسلة عند حصول أي خلل في واحدة أو أكثر من حلقاتها.
الحقيبة المدرسية، حجمها، وزنها، شكلها، تركيبتها، كل ذلك يأتي نتيجة ظروف وتراكمات تحول دون تطبيق كل ما خطط له، إن مشروع المناهج الجديدة نفِّذ، وإن كانت هناك بعض الملاحظات، وعملية تطويرها أيضاً قائمة ولكن دونها عقبات.
وإن افترضنا نظرياً بأن طرائق التدريس الحديثة تساعد على حل موضوع الحقيبة المدرسية، فهل تمكنت الإدارة التربوية من تأمين كل مستلزمات طرائق التدريس؟
نسارع إلى القول، كلاّ،َ ولأسباب بات يعرفها الجميع، وأهمها انعكاس النظام السياسي العام على النظام التربوي، والتي في جزء منها سمحت لأن يكون للأوجاع والمشاكل الصحية عند التلميذ انعكاسات تعلُّمية تربوية، كانت سبباً مهماً لرسوبه، وكرهه للمدرسة أو تسربه في سن مبكرة، أو في التأثير على سلوكه وطباعه وتحطيم أحلامه ومستقبله.

 

خامساً - الحلول المقترحة:
لقد توصّل المشاركون في ورشة العمل التي أقيمت حول الحقيبة المدرسية، في قصر الأونسكو بتاريخ  200/3/13 بدعوة من المركز التربوي للبحوث والإنماء، إلى استخلاص التوصيات الآتية:
العمل على دمج كتب بعض المواد الدراسية وخصوصاً l في الحلقة الأولى، وذلك عبر اعتماد التربية التكاملية التي تطبق في عدد قليل من مدارسنا على سبيل التجربة.

  • اعتماد المواصفات الدولية الملائمة للحقيبة المدرسية التي  يمكن أن تصدر عن الجهات الرسمية المسؤولة.
  • احترام الحد المسموح به طبياً لوزن الحقيبة المدرسية  ١٠ ٪ من وزن التلميذ
  • مراقبة المدرسة لما يحمله التلاميذ من كتب ولوازم بشكل  لا يتعدى ما تتطلبه واجباته اليومية، مع تخصيص خزانة لكل تلميذ يمكنه استعمالها لوضع كتبه فيها إذا أمكن ذلك.
  • التوزيع الجيد لجدول الدروس بحيث لا تتكثّفَ المواد التي تتطلب كتباً ودفاتر في يوم واحد.
  • التأكيد على دور الأهل في اختيار الحقيبة واللوازم المناسبة صحياً ومراقبة محتوياتها يومياً.
  • العمل على تعميم الكشف الطبي الدوري بحيث يشمل العمود الفقري مع تأمين بطاقة صحية لكل تلميذ بحيث يتم الاهتمام بالتلميذ الذي لديه استعداد للإصابة بمشكلات في عموده الفقري.
  • العمل على تخصيص الطوابق السفلى في المدارس  لصفوف المرحلة الابتدائية.
  • تعميم القواعد الصحية السليمة لحمل الحقائب المدرسية بواسطة وسائل الإعلام.
  • فتح أبواب المدرسة في وقت مبكر صباحاً كي لا ينتظر التلميذ خارجاً.
  • العمل مستقبلاً على تجزئة بعض الكتب إلى قسمين أو l ثلاثة بحيث يخفف ذلك من وزن الحقيبة المدرسية.
    تلاميذ يرتدون زيًا موحدًا ويحملون شنطًا مدرسية
  • تقليص عدد الدفاتر المدرسية المطلوبة واعتماد دفاتر خفيفة  ١٠٠ صفحة بدل ٣٠٠
  • تحاشي استخدام ''المطرات'' التي تتسع لأكثر من ٥٠٠  غرام، والأفضل تأمين مياه الشرب من المدرسة.
  • استكمال ورشة العمل هذه بإجراء دراسات ميدانية تتناول l مختلف نواحي مشكلة الحقيبة المدرسية، والتي تمّ بنتيجتها حتى الآن:

- تطوير مناهج مرحلة الروضة والحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.
- اعتماد ICT كوسيلة دعم للتعلّم في المدرسة والبيت، من  دون الاستغناء كلياً عن الكتب والحقيبة المدرسية.
- فتح النادي المدرسي وتعزيز دوره.


خاتمة
مهما تطورت وتقدمت تقنيات المعلومات والاتصالات، لا يمكن الاستغناء عن المعلم أولاً، ولا عن المدرسة، ولا عن الكتاب، وتبقى الأجهزة والتقنيات وسائل في يد من اخترعها ويطورها، ونعني به الإنسان الآمر الناهي. وفي الختام نود القول، بأنه لو قدّر لوزارة التربية من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، أن تنفذ جميع ما خطط له، ولو تم تحقيق الأهداف المرسومة، لما كانت التربية على ما هي عليه اليوم
?

المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية - الحلول التربوية المقترحة

المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية
الحلول التربوية المقترحة

 


الحقيبة المدرالدكتور نبيل قسطنطين أخصائي الإدارة التربوية عضو مجلس الأخصائيين في المركز التربوي للبحوث والإنماءسية، الشنطة، بيت الكتب، حاملة الكتب، كلها اسماء لمشكلة واحدة، والّهمّ كبير يرافق التلميذ منذ اليوم الأول للمدرسة. هل استدرك النظام التربوي في لبنان هذه المسألة؟ هل لا تزال الحقيبة المدرسية حاجة  لا يمكن الاستغناء عنها؟ وهل يمكن استبدالها بوسيلة أصغر بكثير مثل قاعدة المعلومات المحمولة (USB) (DVD) (CD) والتي قد لا يزيد وزنها عن ٢٥ غراماً؟ مثال مشروع شركة Microsoftوما هو الحل؟
هذا ما سنحاو
ل إدراكه معاً في هذه المقالة، علّنا نبعد عن الطفل اللبناني شبح الانعكاسات الصحية والتربوية والنفسية التي ما زالت تسببها له الحقيبة المدرسية.

أولاً - الأهداف العامة للمناهج الجديدة
جاء في مقدمة الأهداف العامة للمناهج الجديدة للتعليم ما قبل الجامعي ما نصُّه: انطلاقاً من مجموعة المبادئ العامة الفكرية والإنسانية والوطنية والاجتماعية: تتوخى المناهج تنمية شخصية التلميذ اللبناني كفرد صالح ومنتج في مجتمع ديمقراطي حرّ، وكمواطن مدني ملتزم بالقوانين، ومؤمن بمبادئ ومرتكزات الوطن، يستجيب لضرورات بناء مجتمع متقدم ومتكامل يتلاحم فيه أبناؤه في مناخ من الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.

ثانياً - الاستنتاجات المستوحاة من المبادئ العامة
أ- تشكل هذه المبادئ مرتكزات فلسفة أو رؤية أو استراتيجية تربوية، من الواجب التوقف عندها.
ب- إن تحقيق الأهداف التي تتوخاها المناهج من أجل تنمية التلميذ كي يصبح مواطناً صالحاً ومنتجاً، تستوجب أيضاً أن يكون هذا المواطن بصحة جيدة معافى من كل علّةَ يمكن أن تقف عائقاً في طريق نموه العقلي، وتمنع عنه قدرته في العطاء المناسب والممارسة المطلوبة.

تلميذتان يحملان الحقيبة المدرسية

ثالثاً - المستلزمات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف
يفترض بالذين عملوا على اختيار هذه المبادئ، أن يكونوا على علم وإدراك بالمستلزمات الضرورية التي تساعد على تحقيقها، وأهمها:

  1. خطة تربوية تمّ إعداد ونشر خطة النهوض التربوي بتاريخ(١٩٩٤/٨/١٧)
  2. الهيكلية التعليمية المنسجمة مع طموحات الرؤية التربوية وضعت وصدرت بتاريخ 25/10/1995 والتي تشتمل على ما يأتي:
  • تحديد المواد والأنشطة المناسبة لكل مرحلة وحلقة وصف،lبدءاً من الحضانة ( ٣ سنوات) ولغاية نهاية المرحلة الثانوية ( ١٨ سنة).
  • تحديد عدد ساعات التدريس لكل مادة من المواد المقررة، أسبوعياً ( ٣٠ أو ٣٥ ساعة).
  • تحديد أيام التدريس الفعلية والحصص  الأسبوعية ١٦٥ يوماً بما فيها أيام الامتحانات.
  • توزيع ساعات التدريس اليومية  والأسبوعية.
  1.  نظام تقييم متطور يعتمد على أسلوب القياس بالكفايات (Compétence) بدلاً من الأهداف سابقاً Objectifs انطلاقاً من قياس فهم المحتوى أو المضمون المعرفي (Savoir- Contenu) صولاً إلى القدرة على تطبيق هذه المعرفة (Savoir - Faire ) بحيث ننتهي إلى قياس الكفاية المحددة المركبة في معظم الأحيان من مجموعة من القدرات المتداخلة في ما بينها (capacités Intégrées) وهذا ما نعمل على تطويره حالياً مع تطوير المناهج.
  2.  المناهج المدروسة التي تأتي على قياس الهيكلية المرسومة.(وضعت وصدرت بموجب المرسوم ١٠٢٢٧ تاريخ ٨ . أيار ١٩٩٧)
  3.  الكتب المدرسية التي تحتوي مضامين علمية تربوية، تترجم احتياجات وقدرات التلميذ العقلية والعمرية في المستويات والمراحل كافة. (صدرت وبوشر بتدريسها في بداية العام الدراسي ١٩٩٨-١٩٩٩-)
  4.  المعلم المتخصص والكفؤ (إعداد، تدريب مستمر، الخ...).
  5.  الإدارة التربوية الحكيمة (الحاجة إلى جهاز بشري متخصص وكفؤ يلبي احتياجات هيكلية حديثة ومتطورة تواكب عصر المعلومات والاتصالات).
  6.  البناء المدرسي الذي يتمتع بالمواصفات الهندسية والتربوية المساعدة على خلق جوّ صحي تربوي تعلّمُي مناسب.
  7.  المختبرات على أنواعها وأهمها في مجال المعلوماتية حيث يمكن من خلالها أن نستغني إلى حد بعيد عن بقية المختبرات.
  8.  التجهيزات المدرسية المناسبة (مقاعد التلاميذ، الطاولات الخ...).
    فتاة وولد وهما يحضران الكتب والشنطة المدرسية

يضاف إلى كل ذلك اعتماد طرائق تدريس حديثة حوَّلت العملية التعلُّمية من عملية تلقينية إلى عملية تكوينية (Formative ) فالطرائق السابقة كانت تركِّز على حفظ المعلومات، ومن ثمَّ تفريغها في امتحانات خطية، تقاس بالعلامات، من دون التأكد من فهمها أو من القدرة على تطبيقها. أمّاَ مع الطرائق الحديثة الناشطة (Méthodes Actives) التي فرضتها المناهج الجديدة، والتي  تهدف إلى تكوين شخصية التلميذ، والسعي إلى أن يكتسب هذا التلميذ المعرفة في المدرسة (الصف، المختبرات، الأنشطة، الخ...) والعمل على تطبيقها، ليعود إلى البيت مرتاحاً إلى حد بعيد من هموم الدرس والحفظ، حيث من المفترض أن يحمل التلميذ من وإلى البيت ما قلّ من الكتب ودلَّ، إلى أن تنتهي العملية التعلّمُية بحسب ما هو مخطط لها، من دون الاتكال على الأهل والدروس الخصوصية، والكل يعلم المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية التي تتكبدها العائلة مجتمعة في مثل هذه الحالة.

رابعاً- المعلوماتية والمناهج الجديدة
لقد واكبت المناهج الجديدة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولذلك أضافت إلى المواد التعلّمُية جملة من المواد الإجرائية وأهمها مادة المعلوماتية. فأين نحن من الأهداف التي وضعها معدو هذه المادة؟ وهل تمكنت المدرسة الرسمية أولاً من تدريس هذه المادة؟ أين نحن، وبعد مرور حوالى تسع سنوات على تطبيق المناهج الجديدة من اعتماد تكنولوجيا المعلومات  والاتصالات في التعليم ICT?
 lين نحن من المدرسة الالكترونية e.Scholl والتعلم عن بعد Distance learning أو التدريب عن بعد Distance training?
هناك جهود جبارة بذلتها وزارة التربية والتعليم العالي من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتربية، والوحدات العاملة في الوزارة كافة، من أجل تعميم المعلوماتية في الإدارة والمدارس، ولكن يبقى دون تنفيذ ذلك بالكامل عقبات أهمها العناصر البشرية الكفوءة.صورة عن الإرهاق الجسدي للتميذ وهو يحمل حقيبته المدرسية الثقيلة

 

بناءً على ما تقدم، يأتي السؤال الأهم:
هل يستطيع التلميذ الموجوع أو المتألم لأي سبب كان، أن يتعلم بشكل طبيعي؟ وتحديداً في مرحلة التعليم الأساسي؟
وإذا كان دور الطبيب في البيت أو في المدرسة أن يشّخص الحالة ليضع يده على الأسباب ويصف العلاج، فما هو دور المدرسة؟ إذا كانت الأسباب ناتجة عن الحقيبة المدرسية؟
الجواب واضح جداً؛ فانطلاقاً من المبدأ القائل، بأن العملية التعلُّمية هي سلسلة مترابطة تبدأ بفلسفة النظام التعليمي أو الاستراتيجية، أو الخطة التربوية، وتنتهي بتكوين تلميذ مواطن صالح، فمن البديهي أن تهتز هذه السلسلة عند حصول أي خلل في واحدة أو أكثر من حلقاتها.
الحقيبة المدرسية، حجمها، وزنها، شكلها، تركيبتها، كل ذلك يأتي نتيجة ظروف وتراكمات تحول دون تطبيق كل ما خطط له، إن مشروع المناهج الجديدة نفِّذ، وإن كانت هناك بعض الملاحظات، وعملية تطويرها أيضاً قائمة ولكن دونها عقبات.
وإن افترضنا نظرياً بأن طرائق التدريس الحديثة تساعد على حل موضوع الحقيبة المدرسية، فهل تمكنت الإدارة التربوية من تأمين كل مستلزمات طرائق التدريس؟
نسارع إلى القول، كلاّ،َ ولأسباب بات يعرفها الجميع، وأهمها انعكاس النظام السياسي العام على النظام التربوي، والتي في جزء منها سمحت لأن يكون للأوجاع والمشاكل الصحية عند التلميذ انعكاسات تعلُّمية تربوية، كانت سبباً مهماً لرسوبه، وكرهه للمدرسة أو تسربه في سن مبكرة، أو في التأثير على سلوكه وطباعه وتحطيم أحلامه ومستقبله.

 

خامساً - الحلول المقترحة:
لقد توصّل المشاركون في ورشة العمل التي أقيمت حول الحقيبة المدرسية، في قصر الأونسكو بتاريخ  200/3/13 بدعوة من المركز التربوي للبحوث والإنماء، إلى استخلاص التوصيات الآتية:
العمل على دمج كتب بعض المواد الدراسية وخصوصاً l في الحلقة الأولى، وذلك عبر اعتماد التربية التكاملية التي تطبق في عدد قليل من مدارسنا على سبيل التجربة.

  • اعتماد المواصفات الدولية الملائمة للحقيبة المدرسية التي  يمكن أن تصدر عن الجهات الرسمية المسؤولة.
  • احترام الحد المسموح به طبياً لوزن الحقيبة المدرسية  ١٠ ٪ من وزن التلميذ
  • مراقبة المدرسة لما يحمله التلاميذ من كتب ولوازم بشكل  لا يتعدى ما تتطلبه واجباته اليومية، مع تخصيص خزانة لكل تلميذ يمكنه استعمالها لوضع كتبه فيها إذا أمكن ذلك.
  • التوزيع الجيد لجدول الدروس بحيث لا تتكثّفَ المواد التي تتطلب كتباً ودفاتر في يوم واحد.
  • التأكيد على دور الأهل في اختيار الحقيبة واللوازم المناسبة صحياً ومراقبة محتوياتها يومياً.
  • العمل على تعميم الكشف الطبي الدوري بحيث يشمل العمود الفقري مع تأمين بطاقة صحية لكل تلميذ بحيث يتم الاهتمام بالتلميذ الذي لديه استعداد للإصابة بمشكلات في عموده الفقري.
  • العمل على تخصيص الطوابق السفلى في المدارس  لصفوف المرحلة الابتدائية.
  • تعميم القواعد الصحية السليمة لحمل الحقائب المدرسية بواسطة وسائل الإعلام.
  • فتح أبواب المدرسة في وقت مبكر صباحاً كي لا ينتظر التلميذ خارجاً.
  • العمل مستقبلاً على تجزئة بعض الكتب إلى قسمين أو l ثلاثة بحيث يخفف ذلك من وزن الحقيبة المدرسية.
    تلاميذ يرتدون زيًا موحدًا ويحملون شنطًا مدرسية
  • تقليص عدد الدفاتر المدرسية المطلوبة واعتماد دفاتر خفيفة  ١٠٠ صفحة بدل ٣٠٠
  • تحاشي استخدام ''المطرات'' التي تتسع لأكثر من ٥٠٠  غرام، والأفضل تأمين مياه الشرب من المدرسة.
  • استكمال ورشة العمل هذه بإجراء دراسات ميدانية تتناول l مختلف نواحي مشكلة الحقيبة المدرسية، والتي تمّ بنتيجتها حتى الآن:

- تطوير مناهج مرحلة الروضة والحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.
- اعتماد ICT كوسيلة دعم للتعلّم في المدرسة والبيت، من  دون الاستغناء كلياً عن الكتب والحقيبة المدرسية.
- فتح النادي المدرسي وتعزيز دوره.


خاتمة
مهما تطورت وتقدمت تقنيات المعلومات والاتصالات، لا يمكن الاستغناء عن المعلم أولاً، ولا عن المدرسة، ولا عن الكتاب، وتبقى الأجهزة والتقنيات وسائل في يد من اخترعها ويطورها، ونعني به الإنسان الآمر الناهي. وفي الختام نود القول، بأنه لو قدّر لوزارة التربية من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، أن تنفذ جميع ما خطط له، ولو تم تحقيق الأهداف المرسومة، لما كانت التربية على ما هي عليه اليوم
?

المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية - الحلول التربوية المقترحة

المناهج الجديدة والحقيبة المدرسية
الحلول التربوية المقترحة

 


الحقيبة المدرالدكتور نبيل قسطنطين أخصائي الإدارة التربوية عضو مجلس الأخصائيين في المركز التربوي للبحوث والإنماءسية، الشنطة، بيت الكتب، حاملة الكتب، كلها اسماء لمشكلة واحدة، والّهمّ كبير يرافق التلميذ منذ اليوم الأول للمدرسة. هل استدرك النظام التربوي في لبنان هذه المسألة؟ هل لا تزال الحقيبة المدرسية حاجة  لا يمكن الاستغناء عنها؟ وهل يمكن استبدالها بوسيلة أصغر بكثير مثل قاعدة المعلومات المحمولة (USB) (DVD) (CD) والتي قد لا يزيد وزنها عن ٢٥ غراماً؟ مثال مشروع شركة Microsoftوما هو الحل؟
هذا ما سنحاو
ل إدراكه معاً في هذه المقالة، علّنا نبعد عن الطفل اللبناني شبح الانعكاسات الصحية والتربوية والنفسية التي ما زالت تسببها له الحقيبة المدرسية.

أولاً - الأهداف العامة للمناهج الجديدة
جاء في مقدمة الأهداف العامة للمناهج الجديدة للتعليم ما قبل الجامعي ما نصُّه: انطلاقاً من مجموعة المبادئ العامة الفكرية والإنسانية والوطنية والاجتماعية: تتوخى المناهج تنمية شخصية التلميذ اللبناني كفرد صالح ومنتج في مجتمع ديمقراطي حرّ، وكمواطن مدني ملتزم بالقوانين، ومؤمن بمبادئ ومرتكزات الوطن، يستجيب لضرورات بناء مجتمع متقدم ومتكامل يتلاحم فيه أبناؤه في مناخ من الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.

ثانياً - الاستنتاجات المستوحاة من المبادئ العامة
أ- تشكل هذه المبادئ مرتكزات فلسفة أو رؤية أو استراتيجية تربوية، من الواجب التوقف عندها.
ب- إن تحقيق الأهداف التي تتوخاها المناهج من أجل تنمية التلميذ كي يصبح مواطناً صالحاً ومنتجاً، تستوجب أيضاً أن يكون هذا المواطن بصحة جيدة معافى من كل علّةَ يمكن أن تقف عائقاً في طريق نموه العقلي، وتمنع عنه قدرته في العطاء المناسب والممارسة المطلوبة.

تلميذتان يحملان الحقيبة المدرسية

ثالثاً - المستلزمات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف
يفترض بالذين عملوا على اختيار هذه المبادئ، أن يكونوا على علم وإدراك بالمستلزمات الضرورية التي تساعد على تحقيقها، وأهمها:

  1. خطة تربوية تمّ إعداد ونشر خطة النهوض التربوي بتاريخ(١٩٩٤/٨/١٧)
  2. الهيكلية التعليمية المنسجمة مع طموحات الرؤية التربوية وضعت وصدرت بتاريخ 25/10/1995 والتي تشتمل على ما يأتي:
  • تحديد المواد والأنشطة المناسبة لكل مرحلة وحلقة وصف،lبدءاً من الحضانة ( ٣ سنوات) ولغاية نهاية المرحلة الثانوية ( ١٨ سنة).
  • تحديد عدد ساعات التدريس لكل مادة من المواد المقررة، أسبوعياً ( ٣٠ أو ٣٥ ساعة).
  • تحديد أيام التدريس الفعلية والحصص  الأسبوعية ١٦٥ يوماً بما فيها أيام الامتحانات.
  • توزيع ساعات التدريس اليومية  والأسبوعية.
  1.  نظام تقييم متطور يعتمد على أسلوب القياس بالكفايات (Compétence) بدلاً من الأهداف سابقاً Objectifs انطلاقاً من قياس فهم المحتوى أو المضمون المعرفي (Savoir- Contenu) صولاً إلى القدرة على تطبيق هذه المعرفة (Savoir - Faire ) بحيث ننتهي إلى قياس الكفاية المحددة المركبة في معظم الأحيان من مجموعة من القدرات المتداخلة في ما بينها (capacités Intégrées) وهذا ما نعمل على تطويره حالياً مع تطوير المناهج.
  2.  المناهج المدروسة التي تأتي على قياس الهيكلية المرسومة.(وضعت وصدرت بموجب المرسوم ١٠٢٢٧ تاريخ ٨ . أيار ١٩٩٧)
  3.  الكتب المدرسية التي تحتوي مضامين علمية تربوية، تترجم احتياجات وقدرات التلميذ العقلية والعمرية في المستويات والمراحل كافة. (صدرت وبوشر بتدريسها في بداية العام الدراسي ١٩٩٨-١٩٩٩-)
  4.  المعلم المتخصص والكفؤ (إعداد، تدريب مستمر، الخ...).
  5.  الإدارة التربوية الحكيمة (الحاجة إلى جهاز بشري متخصص وكفؤ يلبي احتياجات هيكلية حديثة ومتطورة تواكب عصر المعلومات والاتصالات).
  6.  البناء المدرسي الذي يتمتع بالمواصفات الهندسية والتربوية المساعدة على خلق جوّ صحي تربوي تعلّمُي مناسب.
  7.  المختبرات على أنواعها وأهمها في مجال المعلوماتية حيث يمكن من خلالها أن نستغني إلى حد بعيد عن بقية المختبرات.
  8.  التجهيزات المدرسية المناسبة (مقاعد التلاميذ، الطاولات الخ...).
    فتاة وولد وهما يحضران الكتب والشنطة المدرسية

يضاف إلى كل ذلك اعتماد طرائق تدريس حديثة حوَّلت العملية التعلُّمية من عملية تلقينية إلى عملية تكوينية (Formative ) فالطرائق السابقة كانت تركِّز على حفظ المعلومات، ومن ثمَّ تفريغها في امتحانات خطية، تقاس بالعلامات، من دون التأكد من فهمها أو من القدرة على تطبيقها. أمّاَ مع الطرائق الحديثة الناشطة (Méthodes Actives) التي فرضتها المناهج الجديدة، والتي  تهدف إلى تكوين شخصية التلميذ، والسعي إلى أن يكتسب هذا التلميذ المعرفة في المدرسة (الصف، المختبرات، الأنشطة، الخ...) والعمل على تطبيقها، ليعود إلى البيت مرتاحاً إلى حد بعيد من هموم الدرس والحفظ، حيث من المفترض أن يحمل التلميذ من وإلى البيت ما قلّ من الكتب ودلَّ، إلى أن تنتهي العملية التعلّمُية بحسب ما هو مخطط لها، من دون الاتكال على الأهل والدروس الخصوصية، والكل يعلم المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية التي تتكبدها العائلة مجتمعة في مثل هذه الحالة.

رابعاً- المعلوماتية والمناهج الجديدة
لقد واكبت المناهج الجديدة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولذلك أضافت إلى المواد التعلّمُية جملة من المواد الإجرائية وأهمها مادة المعلوماتية. فأين نحن من الأهداف التي وضعها معدو هذه المادة؟ وهل تمكنت المدرسة الرسمية أولاً من تدريس هذه المادة؟ أين نحن، وبعد مرور حوالى تسع سنوات على تطبيق المناهج الجديدة من اعتماد تكنولوجيا المعلومات  والاتصالات في التعليم ICT?
 lين نحن من المدرسة الالكترونية e.Scholl والتعلم عن بعد Distance learning أو التدريب عن بعد Distance training?
هناك جهود جبارة بذلتها وزارة التربية والتعليم العالي من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتربية، والوحدات العاملة في الوزارة كافة، من أجل تعميم المعلوماتية في الإدارة والمدارس، ولكن يبقى دون تنفيذ ذلك بالكامل عقبات أهمها العناصر البشرية الكفوءة.صورة عن الإرهاق الجسدي للتميذ وهو يحمل حقيبته المدرسية الثقيلة

 

بناءً على ما تقدم، يأتي السؤال الأهم:
هل يستطيع التلميذ الموجوع أو المتألم لأي سبب كان، أن يتعلم بشكل طبيعي؟ وتحديداً في مرحلة التعليم الأساسي؟
وإذا كان دور الطبيب في البيت أو في المدرسة أن يشّخص الحالة ليضع يده على الأسباب ويصف العلاج، فما هو دور المدرسة؟ إذا كانت الأسباب ناتجة عن الحقيبة المدرسية؟
الجواب واضح جداً؛ فانطلاقاً من المبدأ القائل، بأن العملية التعلُّمية هي سلسلة مترابطة تبدأ بفلسفة النظام التعليمي أو الاستراتيجية، أو الخطة التربوية، وتنتهي بتكوين تلميذ مواطن صالح، فمن البديهي أن تهتز هذه السلسلة عند حصول أي خلل في واحدة أو أكثر من حلقاتها.
الحقيبة المدرسية، حجمها، وزنها، شكلها، تركيبتها، كل ذلك يأتي نتيجة ظروف وتراكمات تحول دون تطبيق كل ما خطط له، إن مشروع المناهج الجديدة نفِّذ، وإن كانت هناك بعض الملاحظات، وعملية تطويرها أيضاً قائمة ولكن دونها عقبات.
وإن افترضنا نظرياً بأن طرائق التدريس الحديثة تساعد على حل موضوع الحقيبة المدرسية، فهل تمكنت الإدارة التربوية من تأمين كل مستلزمات طرائق التدريس؟
نسارع إلى القول، كلاّ،َ ولأسباب بات يعرفها الجميع، وأهمها انعكاس النظام السياسي العام على النظام التربوي، والتي في جزء منها سمحت لأن يكون للأوجاع والمشاكل الصحية عند التلميذ انعكاسات تعلُّمية تربوية، كانت سبباً مهماً لرسوبه، وكرهه للمدرسة أو تسربه في سن مبكرة، أو في التأثير على سلوكه وطباعه وتحطيم أحلامه ومستقبله.

 

خامساً - الحلول المقترحة:
لقد توصّل المشاركون في ورشة العمل التي أقيمت حول الحقيبة المدرسية، في قصر الأونسكو بتاريخ  200/3/13 بدعوة من المركز التربوي للبحوث والإنماء، إلى استخلاص التوصيات الآتية:
العمل على دمج كتب بعض المواد الدراسية وخصوصاً l في الحلقة الأولى، وذلك عبر اعتماد التربية التكاملية التي تطبق في عدد قليل من مدارسنا على سبيل التجربة.

  • اعتماد المواصفات الدولية الملائمة للحقيبة المدرسية التي  يمكن أن تصدر عن الجهات الرسمية المسؤولة.
  • احترام الحد المسموح به طبياً لوزن الحقيبة المدرسية  ١٠ ٪ من وزن التلميذ
  • مراقبة المدرسة لما يحمله التلاميذ من كتب ولوازم بشكل  لا يتعدى ما تتطلبه واجباته اليومية، مع تخصيص خزانة لكل تلميذ يمكنه استعمالها لوضع كتبه فيها إذا أمكن ذلك.
  • التوزيع الجيد لجدول الدروس بحيث لا تتكثّفَ المواد التي تتطلب كتباً ودفاتر في يوم واحد.
  • التأكيد على دور الأهل في اختيار الحقيبة واللوازم المناسبة صحياً ومراقبة محتوياتها يومياً.
  • العمل على تعميم الكشف الطبي الدوري بحيث يشمل العمود الفقري مع تأمين بطاقة صحية لكل تلميذ بحيث يتم الاهتمام بالتلميذ الذي لديه استعداد للإصابة بمشكلات في عموده الفقري.
  • العمل على تخصيص الطوابق السفلى في المدارس  لصفوف المرحلة الابتدائية.
  • تعميم القواعد الصحية السليمة لحمل الحقائب المدرسية بواسطة وسائل الإعلام.
  • فتح أبواب المدرسة في وقت مبكر صباحاً كي لا ينتظر التلميذ خارجاً.
  • العمل مستقبلاً على تجزئة بعض الكتب إلى قسمين أو l ثلاثة بحيث يخفف ذلك من وزن الحقيبة المدرسية.
    تلاميذ يرتدون زيًا موحدًا ويحملون شنطًا مدرسية
  • تقليص عدد الدفاتر المدرسية المطلوبة واعتماد دفاتر خفيفة  ١٠٠ صفحة بدل ٣٠٠
  • تحاشي استخدام ''المطرات'' التي تتسع لأكثر من ٥٠٠  غرام، والأفضل تأمين مياه الشرب من المدرسة.
  • استكمال ورشة العمل هذه بإجراء دراسات ميدانية تتناول l مختلف نواحي مشكلة الحقيبة المدرسية، والتي تمّ بنتيجتها حتى الآن:

- تطوير مناهج مرحلة الروضة والحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.
- اعتماد ICT كوسيلة دعم للتعلّم في المدرسة والبيت، من  دون الاستغناء كلياً عن الكتب والحقيبة المدرسية.
- فتح النادي المدرسي وتعزيز دوره.


خاتمة
مهما تطورت وتقدمت تقنيات المعلومات والاتصالات، لا يمكن الاستغناء عن المعلم أولاً، ولا عن المدرسة، ولا عن الكتاب، وتبقى الأجهزة والتقنيات وسائل في يد من اخترعها ويطورها، ونعني به الإنسان الآمر الناهي. وفي الختام نود القول، بأنه لو قدّر لوزارة التربية من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء، أن تنفذ جميع ما خطط له، ولو تم تحقيق الأهداف المرسومة، لما كانت التربية على ما هي عليه اليوم
?