الدخول الى الروضة والمدرسة : مشكلات وحاجات
الدخول الى الروضة والمدرسة : مشكلات وحاجات
الذهاب الى المدرسة ليس حدثاً عابراً بالنسبة للطفل واهله. انه عملية عبور كبرى لا تقل في دلالاتها عن مرحلة المراهقة(١). لاول مرة يخرج الطفل من عالم الأسرة المحدود مهما كان اتساعه، الى عالم المدينة . ولاول مرة يصبح هناك مرجعية مجتمعية أساسية في حياته في موازنة مرجعية الأسرة وبالتفاعل معها . انه بداية الخروج من قانون الوالدين والعلاقات الأولية الى قانون المدينة الذي يشكل الدخول في العضوية المجتمعية. مرجعية المعلم وقانون المدرسة يدخلان على المرجعية الوالدية وقانون الأسرة الكثير من الدينامية تعديلاً واثراء ومشاركة . الطفل لم يعد حكراً على والديه. عليه التعامل مع هذا العالم الجديد بمرجعيته وأنظمته وعلاقاته وتفاعلاته . وابرز ما يدخل على عالم الطفل هو معيار الأداء، بينما الى الان يعيش بناء لمعيار البنوة. وقد يتكامل هذان المعياران في نوع من التعزيز والاثراء المتبادل الذي يطلق عليه عمليات النمو، او هما متعارضان بمقادير متفاوتة مما يلقي على الطفل أعباء نفسية لها وزنها .
الدخول الى الروضة
لعل غالبية المشكلات التي يعاني منها الأطفال والاهل والمعلمون حين الذهاب الى الروضة، تعود الى عدم تهيئة الطفل لهذا الانتقال من الأسرة الى عالم الروضة. ومن الأمور التي على الوالدين القيام بها قبل بدء الدراسة بوقت ليس بقصير، هي ان يصطحبوا الطفل الى الروضة والمكوث فيها لبعض الوقت لتعريف الطفل الى المعلمة والى الصف والملعب والألعاب وذلك لمرّات عدة. وعندما يحين يوم دخول الروضة، على الوالدين ان يصطحبا الطفل ويجعلاه يدخل ويتركاه بعد توديعه مباشرة، حتى وان بكى، اما اذا تمهّل الوالدان في مغادرة المكان فان الطفل سوف لن يشعر بالامان. إذ إن الفطام النفسي لا يقتصر على الطفل وحده، بل هو ينسحب على الاهل (الأم أو الوالدين كليهما) ايضاً. الى أي حد تمكن هؤلاء من الانفصال النفسي النسبي عن الطفل كي يسمحا له بالاستقلالية والانفتاح على عالم المجتمع وتقبل تدخل مرجعية نفسية ومعنوية واجتماعية سواهما والاعتراف بسلطتها التي ستتقاسم سلطتهما على الطفل منذ لحظة عبوره عتبة المدرسة؟ مسألة حيوية بدورها لتقرير مصير نمو الطفل وبناء كيانه الذاتي. اذ لا دخول ممكن في قانون المدينة وعضوية المجتمع الا بمقدار قبول الوالدين بسلطة مؤسسية على طفلهما ومن خلاله عليهما ذاتياً ومعنوياً. واذا لم يتم هذا القبول، فالاغلب ان تتعثر عملية الانتماء هذه بمقادير متفاوتة ومعها قد تتعثر عملية النمو النفسي للطفل.
تجد معلمات الروضة بعض الاطفال الذين لا يمكن مؤاساتهم وهم يظلون يبكون لفترات طويلة ويصعب عليهم الانخراط في النشاط الصفي. ومثل هؤلاء الاطفال يعبرون عن تعلق غير صحي بالأم. وتكون الأم هنا كنموذج للشخص المتعلّقَ به وكيف يعمل هذا النموذج. يعني ذلك أن الطفل قد بدأ يبني منذ السنة الأولى، من خلال تفاعلاته يوماً تلو الاخر، فكرة عامة عن استجابية وإمكانية الأم. لهذا، فإن الطفل الذي كوّن بعض الشكوك العامة حول امكانية الحصول على امه، سوف يكون قلقاً إذا ما حاول استكشاف أي موقف جديد على مسافة من هذه الام، وعلى العكس من ذلك لو انتهت خبرات الطفل الى : ''امي تحبني وسوف تكون دائماً موجودة كلما احتجت اليها''، فإنه سوف يمضي في استكشاف العالم بمزيد من الحماس والشجاعة(٢).
إضافة إلى ذلك فإن ما تقدمه رياض الأطفال من مهارات ومعارف تلبي حاجة الطفل الى المعرفة. اذ ان الطفل لا يحتاج الى من يستثير رغبته المعرفية، فالاثارة والبحث عنها على شكل معرفة، تنتظم تدريجياً وهي من خصائص الكائن العضوي النظرية. وقد بينت أبحاث الدماغ الحديثة ان العقل البشري يحب المعرفة والتعلم والاطلاع. ولكن تتضح الحاجة المعرفية بمقدار تجاوب المجتمع وتقديم المثيرات المناسبة للطفل. الطفل يريد ان يعرف كي يكبر ويسيطر على عالمه ويحسن التعامل معه. لذلك فهي لا ترتبط بكمية المعلومات فقط، بل تتجاوزها الى الممارسة لاكتساب المهارات. والطفل على هذا الصعيد منخرط في ورشة تدريب دائم على أدواره المستقبلية، حتى ان لعبه ليس عبثياً كما يُظن في كثير من الأحيان بل انه نوع من التمرين وتنمية المهارات. والفضول المعرفي أصيل لدى الطفل وإذا ووجه بالصد فذلك بسبب عدم
فعالية الوسائط والمؤسسات وما تقدمه كجواب. وما تمنحه من اجابات عن تساؤلات الطفل ورغباته المعرفية. ومن المعلوم ان غنى او فقر المحيط الأسري والاجتماعي بالمثيرات الثقافية منذ السنوات الأولى من عمر الطفل يلعب دوراً حاسماً ويشكل المدخل الأكيد للنجاح الدراسي والفكري والعلمي اللاحق. ولا بد من ان نضيف هنا دور الاسرة والام على الخصوص في تنمية معارف الطفل قبل دخوله الروضة. ونسمع في بعض الاحيان تعليقات الوالدين على نجاح اطفالهم في امتحان الدخول الى الروضة. ان هذا الامر جدي جداً. ذلك ان للاسرة دوراً
اساسياً في تنمية معرفة الطفل واستثارة ذكائه. من خلال تعريفه بكل الأمور الموجودة في بيئته. على سبيل المثال نذكر مثلاً: التفاحة حمراء قشرتها ملساء وطعمها حلو وفي داخلها بزور، الخ...
كما لا بد لنا من الاشارة الى ان الام او الوالدين يجب ان يتواجدا امام الروضة قبل خروج الطفل والا يجعلاه ينتظرهما، بل عليهما انتظاره لان في الامر شعور الطفل بالامان والتعلق (الصحيح(٣).
الدخول إلى المدرسة الابتدائية
عندما يدخل الطفل الى المدرسة، يتغير أسلوب حياته فيميل إلى الاستقرار الانفعالي والانضباط. ويسير النمو في هذه المرحلة مع التطور في جوانب متعددة من النشاطات الحسية والحركية والمعرفية والاجتماعية والأخلاقية، ويعتقد كوهلبرج- وهو أحد العلماء البارزين في دراسة الارتقاء في الجانب الأخلاقي- ان جوانب الوداعة والتهذيب في السلوك التي تميز هذه السن تأتي مصاحبة او ناتجة عن انبثاق مبدأ أخلاقي جديد في حياة الطفل مؤداه ان لكل شيء مقابلاً : التصرف الأحمق يؤدي إلى العقاب والتصرف المهذب يتلوه شيء طيب. وتلعب جماعات الأصدقاء واللعب في هذه السن دوراً مهماً من حيث تطبيع بعض الصراعات والخلافات بسبب الولاء للأقران وما يفرضه هذا الولاء احياناً من متطلبات تتعارض مع الوالدين. وتتصاعد أهمية الولاء لجماعات الأصدقاء كلما تقدم الطفل في العمر حتى يصل إلى حده الأقصى في مرحلة المراهقة(٤).
وتتسم هذه السن بالهدوء حيث يعمل الطفل خلالها على تنظيم ما تعلمه سابقاً. وهو سن ''اللماذا''، ''كيف يعمل هذا الشيء؟''، ''ولماذا نستخدم هذا؟''.
تؤثر المدرسة تأثيراً كبيراً على نمو الطفل الاجتماعي وأنماط سلوكه وشخصيته. فعن طريق المدرسة، يتدرب على أنماط التفاعل الاجتماعي مع أفراد آخرين بطريقة تختلف عن مستوى التعامل مع الأسرة، فيتدرب الطفل على الأخذ والعطاء والتنافس والتعاون والكفاح والمثابرة. إن المدرسة بيئة حافلة بأنواع المنافسات والخبرات وفيها يمارس الطفل الميول والهوايات ويتدرب على مبدأ الحقوق والواجبات، فدور المدرسة مهم في تزويد الأطفال بالخبرات الاجتماعية وصقل وتنمية الميول والمهارات والقدرات وفي تطبيع الطفل على الكثير من قواعد السلوك الاجتماعي والأخلاقي.
وبالنسبة إلى بعض الباحثين يعتبر الدخول إلى المدرسة الابتدائية ''الفطام العاطفي الثاني''. فالطفل في المدرسة الابتدائية يجب أن يصبح قادراً على تركيز انتباهه نصف ساعة على الأقل حول موضوع معين، ثم ان توزيع الوقت دقيق وهناك الخضوع للقوانين المدرسية، فالمدرسة هي المكان والوسيلة التي يتم فيها تقييم مستوى الطفل العقلي. ولكن يلاحظ رسوب بعض التلاميذ بالرغم من تمتعهم بمستوى طبيعي من الذكاء. والدخول الى المدرسة الابتدائية الذي يكون في سن السادسة ورياض الأطفال في سن الثالثة او الرابعة ثم الدخول الى التعليم المتوسط والثانوي في سن الحادية عشرة، هذه السن لم تحدد عشوائياً بل انها حددت بناء على النضج العقلي الذي يرافق كل سن من عمر الطفل. ولكن ظهور اضطرابات التعلم تكشف عن مشكلات نفسية لم تكن ظاهرة حتى الآن بالرغم من الذكاء الطبيعي الذي يتمتع به الطفل. وفي مثل هذه الحالات
يجب دراسة شخصية الطفل مثل الاضطرابات النفس-جسدية (Psycho-somatique) (التبول اللاإرادي، التأتأة، اكل الاظافر، ...) والاضطرابات السلوكية (الغضب، الميول غير الاجتماعية، البلادة ...) وكذلك يجب دراسة الحالة الاسرية، ترتيب موقع الطفل في الاسرة، العلاقات بين الاخوة والخلافات مع افراد الاسرة والطريقة التي يحاول الطفل من خلالها حل هذه المشكلات او عدم مواجهتها والفطام العاطفي غير السليم .
ولكن يجب الا ننسى ان بعض جذور هذه الاضطرابات قد يعود للمدرسة نفسها، فقد يكون مثلاً مستوى الصف العلمي اعلى من مستوى التلميذ او انه صف يحوي اعداداً كبيرة من التلاميذ. او قد يكون سبب الاضطرابات عائداً الى مشاكل اسرية كبيرة.
وقد يكون الطفل مضطرباً بسبب الوضع الصحي الذي يتعرض له احد افراد الاسرة او عدم ايجاد الامان في الاسرة او أي موقف يمكن ان يهدد تماسك الاسرة ويؤدي الى تفككها مثل انفصال الوالدين والطلاق والبطالة. كلها قضايا كبرى يشعر بها الطفل بعمق وتؤثر حتماً على عمله الدراسي .
وتنتشر ظاهرة الاطفال المضطربين فالطفل المضطرب هو الذي يلمس كل شيء، لا يستطيع المكوث في مكان معين، يحرك رجليه ويديه دائماً ، لا يستطيع تركيز انتباهه، لا يستطيع الاستماع الى شرح المعلم، كما انه لا يستطيع انجاز فروضه المدرسية ويتميز هذا الطفل باختلاجات عصبية في اثناء اللعب والقراءة ويظهر هذا ايضاً في اضطراب مزاجه.
وتثير بداية الحياة المدرسية ردات فعل عنيفة حيث صعوبات التكيّف يمكن ان تدوم طويلاً. والتربية في الأسرة تلعب دوراً مهماً في قدرة الطفل على هذا التكيّف. ولكن نلاحظ في بعض الاحيان ردات فعل وخشية وخوفاً وعنفاً، بسبب الانقطاع عن المنزل الذي لم يهيء الطفل للعلاقات الاجتماعية او التي قد تدل على وجود مشكلات انفعالية حقيقية.
ولكن غالباً ما نرى الامر يتعلق بردات فعل فردية، فالاطفال الذين يعانون من القلق او الخجل سوف يكون من الصعب عليهم التكيّف وسيكونون عرضة لسلوكيات غير متوقعة (يخافون أن يصلوا متأخرين أو أن ينسوا قلمهم أو ممحاتهم ويستيقظون مبكراً ويرفضون الذهاب إلى المدرسة إذا نسيت الام أن تحضر لهم ما طلبته المعلمة ).
وفي حال الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة والذي قد تظهر عليه أعراض نفس - جسدية (Psycho-somatique) مثل التقيؤ أو آلام البطن أو آلام الرأس... فإن على الأهل أن يساندوه حتى يذهب إلى المدرسة. أما في حال بقي في المنزل فإن عليه البقاء في سريره وعدم السماح له بالتسلية سواء بمشاهدة التلفزيون او الجلوس أمام الكمبيوتر وهكذا قد لا يطلب البقاء في المنزل في المرات القادمة لانه يكون قد ضجر من البقاء بمفرده.
كما أننا لا بد من أن نشير إلى أهمية فطور الصباح، لان الدماغ يحتاج إلى كميات كبيرة من السكر ليعمل (إذ إن الدماغ يستهلك في حال الراحة ٥٠٠ غرام من السكر)، فكيف إذا كان على التلميذ أن ينتبه ويركز ويتعلم ... والأسرة التي تعطي فطور الصباح أهمية على باقي وجبات اليوم هي أسرة يستطيع أبناؤها العمل بجد في الصف.
كما أننا لا بد أن نؤكد أهمية التغذية وتوازنها وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، لأن تأثير التغذية على مرحلة الطفولة يرجع إلى كونها العامل الأساسي والمحدد لتطوير النمو الطبيعي للطفل ووقايته من المرض من خلال تقوية جهازه المناعي، كما أن اختلالها ينعكس سلبياً على صحة الطفل على نحو قد يصيبه بعاهات مزمنة، هذا بالإضافة إلى أن نقص اليود يؤدي إلى التخلف العقلي والبلاهة والعته والصمم ونقص الكالسيوم يؤدي إلى الكساح وضيق القفص الصدري وعظام الحوض وتشوه العمود الفقري، أما الإفراط في السكريات فيؤدي إلى التهيج الحركي وتسوس الأسنان .
واختلال الأغذية يضعف من قدرات الطفل على التحصيل الدراسي والأداء المدرسي بمستويات قد تؤدي إلى تخلفه وعجزه عن استكمال مساراته التعليمية، إذ يؤدي نقص الحديد إلى ضعف القدرة على الفهم والتركيز والاستيعاب والتذكر وتصيب السمنة الأطفال بالخمول والكسل والتبلد الذهني والإجهاد ويقود الخمول إلى التعب وضعف القدرة على الفهم والتحصيل .
وقد لوحظ في كثير من الحالات أن الحرمان الكمي والنوعي في الغذاء يجعل التعلم عملاً شاقاً وغير مثمر.
ويلاحظ على بعض الأطفال وخصوصاً في الطفولة المبكرة انهم يفتقرون إلى الطاقة للعمل النافع وانهم في حاجة إلى النوم أثناء النهار، وهنا يحسن استقصاء العوامل المنزلية التي تسهم في حدوث ذلك .
كما أن الضوضاء تهيج الكثير من الأطفال وينجم هذا التهيج عن استجابات فيزيولوجية بالإمكان قياسها مثل نقص العصارة المعدية وتناقص تقلصات المعدة وزيادة التوتر العضلي وارتفاع ضغط الدم وسرعة نبضات القلب وزيادة استهلاك الطاقة. وكثيراً ما يؤدي الى تناقص الأداء وتكرار الوقوع في الخطأ .
وقد بينت الدراسات ايضاً ان الاشخاص الذين يعيشون في اماكن نظيفة هم اقل تعرضاً لامراض الجهاز التنفسي من الذين يعيشون في أماكن ملوثة إذ هم معرضون للاصابة بهذه الأمراض. اضافة الى التغذية فهناك المناخ الاسري - الثقافي الذي يلعب دوراً مهماً في نجاح العملية التعليمية / التعلمية وما يوفره من نمو معرفي وعاطفي واساليب تفكير وتعامل مع الوقائع والحقائق ونظم علاقات وتوقعات يجعل الذهاب الى المدرسة عملية طبيعية تمثل استمراراً لتاريخ الحياة الاسرية، مما يوفر شروط التوافق مع عالم المدرسة والنجاح في التحصيل في آن واحد.
ويأتي التلميذ الى المدرسة حاملاً معه نمواً معيناً من خلال عمليتي النضج والتعلم ويخضع فيها الى متطلبات الواقع لحياة المجموعة المدرسية والتي تجعل منها المكان الامثل لتعلم الحياة الاجتماعية وتقهقر الأنوية والذاتية.
ومن الضروري ان يكون عمل المعلم (المربي) موجّهِاً وكابحاً في الوقت نفسه وان يشكل عقبة امام رغبات الطفل وهو يواجه الواقع مع هواياته اذ ان المعلم يكمل ''لا'' الوالدين وبخاصة ''لا'' الاب . فإنعدام السلطة مضر كما زيادتها(٥)
ويتألم الاطفال من انعدام سلطة الكبار وقد يستجيبون بشكل ذهني لهذه العلاقة المتصفة بالقلق. ولكن نستطيع ان نقول ان كل مرب ناضج يستطيع ان يميز بين الحرية وترك الحبل على الغارب. وكل مرب يلجأ الى القمع (التهديد، العقاب، الابتزاز العاطفي ...) يبرهن عن افتقاره للسلطة، ذلك ان السلطة قوة داخلية تفرض نفسها بنفسها.
وحول العلاقات بين المعلم والتلاميذ تبين ان ادراك التلاميذ لحقيقة المعلم المتعاطف الذي يتصف بالموضوعية هي التي تعطي الامان والاتزان في العلاقة العاطفية.
واذا تفحصنا التعابير التي يستخدمها التلاميذ لوصف المعلم المتعاطف والمعلم غير المتعاطف فيظهر لنا ان صفة المعلم المهمة بالنسبة الى التلاميذ هي التعاطف أي الاستعداد العاطفي الايجابي، أو اهتمام المعلم بالتلاميذ وبعملهم. واذا احب المعلم تلاميذه فسيحبونه واذا احترمهم سيحترمونه واذا اهتم بهم سيهتمون به . والعكس نجده عند المعلم المنفر الذي يظهر برودة وعدم اهتمام بالتلاميذ وهذا ما يشكل اساساً لبناء المشاعر السلبية.
المراجع :
١- مصطفى حجازي ، الصحة النفسية، المركز الثقافي العربي، المغرب، ٢٠٠٠.
٢- (1978) Bowlby j., attachement et perte, PUF, Paris
٣- مريم سليم، علم نفس النمو، دار النهضة العربية، بيروت، ٢٠٠٢.
٤- (1997) Bee, H. Psychologie du développement de Boeck université - Paris, Bruxelles
٥- (1981) Dolto, F., l'enfant en souffrance, PUF, Paris