شهادة حيّة

رفيق علي أحمدرفيق علي أحمد ممثّل بارع أوكل إليه منصور الرحباني دور سقراط في ''آخر أيام سقراط'' رفيق علي أحمد وفيّ ومخلص. شهادته صادقة، نابعة من القلب لا مكان فيها للتكلّف والتصنّع.
 

                                                                                                                                                                                                       المجلة التربوية

سبع ومخول

 

يومها، لم يكُ في القرية تلفزيون، كان الراديو. حيث يتحلّق أهل الحي أكثر ما يتحلّقون في سهراتهم لسماع برنامج ''سبع ومخوُّل'' للأخوين رحباني. وتتعالى المناداة من بيت إلى بيت: '' يا فلان حطّ الإذاعة على سبع ومخوُّل''
 

وآخر يصرخ على شرفة منزله: ''يا ولد روح لعند عمّك وقل له: حطّ الراديو عاسبع ومخوُّل''.
 

جمع من الأعمار يتحلّق حول هذه الآلة العجيبة بآذان مرهفة السّمع وعيون ملؤها الدهشة. شاخصة ناظرة في الوجوه، ثم يتعالى الضحك ويسود المرح والفرح بين الحاضرين وإذا همس ولد أثناء البرنامج، رمقه الجميع بنظرة مؤنّبة وأمسك أحد الحاضرين بفردة حذائه مهَدّداً بالضرب إذا أعادها هو أو غيره.
 

فتح والدي مرّة غطاء الراديو لتبديل البطاريات فنظر أخي الأصغر إلى داخله وقال: ''هيدا بيت سبع ومخول!'' ضحك الجميع، أما أنا فنما عندي حلم أن أراهما في الحقيقة. ولم أكُ أدرك أنّ لتحقيق الأحلام درب شاق وطويل.
 

بدأت مّمثلاً ودخلت معهد الفنون، قسم المسرح، وعملت مع مخرجين عديدين وكنت أدرك أن مشاركتي في المسرح الرحباني بَعيد المنال. إذ إنّ على العاملين في مسرحهم أن يكونوا ذوي أصوات جميلة إلى جانب كونهم ممثلين. أما أنا فلم أدرس الموسيقى باحتراف ففي صوتي ''نشاز محبّب'' كما قال لي العزيز منصور الرحباني حين التقيت به في ''آخرأيام سقراط'' التي كرّمني بلعب دور ''سقراط'' فيها. وأدّعي بأنني صرت واحداً من العائلة الرحبانية الكبيرة.
 

ما وجد أخوان يعيشان معاً ويكتبان معاً الشعر العامي والفصيح في آن، يلحّنان الألحان الشعبية والكلاسيكية بالجودة والإتقان أنفسهما. مطّلِعَين عارِفَين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية العربية والعالمية، مغرِقَين في روح الوجدان والهّم الشعبي المحليّ ومسموعان في بقاع الأرض كلّها.
يخيّل للناظر والمستمع إلى مسرح الرحباني أن الفكرة العامة متخيلة وأنهما يكتبان ويحكيان عن وطن مثالي غير قابل للتحقيق. موطنه الخيال، وإنما في الحقيقة قد ابتكرا هذه الفكرة المتخيلة ليكون مجالهما أرحب في تشريح مشاكل وقضايا الوطن والمجتمع بواقعية مؤلمة، من أجل تغيير نحو الأفضل.

 

المسرح الرحباني بظاهره يمكن أن نراه ''حدّوُثة أطفال'' إنما من خلال المعالجة والحبكة الدرامية والحوار البسيط الشفاف في عمقه، فإننا نرى الفكر الفلسفي واللاهوت وأمور السياسة والحياة، الفقر، الظلم، الديكتاتورية، والحرّية. كل هذا وأكثر محبوك، مسبوك ومصبوغ بلغة شعرية وموسيقية، تسمعها الأذن لتلامس العقل والروح.
 

كانا طفلين، لم تغادر براءة الطفولة منصور الذي عرفته حين تجالسه يعيدك طفلاً بحديثه البسيط وحين تتركه تدرك أن في بساطة الحديث عمق الفكر وفلسفة الكبار. هربا من درب الأعمار، فلم يتركا موضوعاً إلاّ وطرقاه، ولم يتركا مفردة في اللغة الاَ وزيّناها وأهدياها لنا عربون أمل. ''إن سألونا وين كنتو، ليش ما كبرتو إنتو منقلن نسينا''.
 

ولكن القدر لا ينسى إنما في غفلة عنه عاش الأخوان رحباني بيننا عمرًا، ومعهما كانت الحياة أحلى وأغنى. فبفضلهما أحببنا القرية بمثلها العليا والمدينة بتناقضاتها. أصبحت مخيّلتنا أوسع مدى، حاكينا القمر والشجر، الجبل والبحر. أنِسنا الأماكن فصارت بشراً نحاكيه، رَسَما لنا شخصيات صرنا نسميها في حياتنا مدلج ومرهج. زيّون وهب الريح ولكل شخصية من إسمها نصيب.
 

وعيا الطفولة في الكبار مذكريننا بالتسامح والمحبة والعدل، أرجعانا إلى الجذور لنعرف قيمة عبق الزهر والحلم الذي من خلالهما رأينا واقعنا المؤلم فحّفزانا للتغيير لتحقيق الأقانيم الثلاثة، الحق والخير والجمال.

الأخوان رحباني روح واحدة في جسدين. قالها لي الحبيب منصور:''عاصي بعدو معي ما راح. بعدني بكتب وبلحّن أنا وإياه''.
 

نسيت أن أخبركم في بداية الحديث أنه: بالإضافة إلى برنامج ''سبع ومخوّل'' في القرية. كان هناك برنامج آخر يُمنع فيه الكلام هو ''سحب'' اليانصيب الوطني حيث كان أكثر الرجال يمزّقون أوراقهم الخاسرة عند نهاية البرنامج. أما أنا فلم يكُ لدي ورقة، يومها، كانت ورقتي هي الحلم بأن أكون ممثلاً. عملت واجتهدت وضحيّت لتحقيق ذلك. وحين دعاني الحبيب منصور الرحباني لأقوم بدور ''سقراط'' في رائعته ''آخر أيام سقراط''، عاد البرنامجان إلى حيث ذاكرتي رأيت منصور الرحباني حقيقة أمام عيني وليس عبر الراديو وراودني إحساس آخر بأني ربحت جائزة في اليانصيب.

 

                                                                                                                                                                                        رفيق علي أحمد

شهادة حيّة

رفيق علي أحمدرفيق علي أحمد ممثّل بارع أوكل إليه منصور الرحباني دور سقراط في ''آخر أيام سقراط'' رفيق علي أحمد وفيّ ومخلص. شهادته صادقة، نابعة من القلب لا مكان فيها للتكلّف والتصنّع.
 

                                                                                                                                                                                                       المجلة التربوية

سبع ومخول

 

يومها، لم يكُ في القرية تلفزيون، كان الراديو. حيث يتحلّق أهل الحي أكثر ما يتحلّقون في سهراتهم لسماع برنامج ''سبع ومخوُّل'' للأخوين رحباني. وتتعالى المناداة من بيت إلى بيت: '' يا فلان حطّ الإذاعة على سبع ومخوُّل''
 

وآخر يصرخ على شرفة منزله: ''يا ولد روح لعند عمّك وقل له: حطّ الراديو عاسبع ومخوُّل''.
 

جمع من الأعمار يتحلّق حول هذه الآلة العجيبة بآذان مرهفة السّمع وعيون ملؤها الدهشة. شاخصة ناظرة في الوجوه، ثم يتعالى الضحك ويسود المرح والفرح بين الحاضرين وإذا همس ولد أثناء البرنامج، رمقه الجميع بنظرة مؤنّبة وأمسك أحد الحاضرين بفردة حذائه مهَدّداً بالضرب إذا أعادها هو أو غيره.
 

فتح والدي مرّة غطاء الراديو لتبديل البطاريات فنظر أخي الأصغر إلى داخله وقال: ''هيدا بيت سبع ومخول!'' ضحك الجميع، أما أنا فنما عندي حلم أن أراهما في الحقيقة. ولم أكُ أدرك أنّ لتحقيق الأحلام درب شاق وطويل.
 

بدأت مّمثلاً ودخلت معهد الفنون، قسم المسرح، وعملت مع مخرجين عديدين وكنت أدرك أن مشاركتي في المسرح الرحباني بَعيد المنال. إذ إنّ على العاملين في مسرحهم أن يكونوا ذوي أصوات جميلة إلى جانب كونهم ممثلين. أما أنا فلم أدرس الموسيقى باحتراف ففي صوتي ''نشاز محبّب'' كما قال لي العزيز منصور الرحباني حين التقيت به في ''آخرأيام سقراط'' التي كرّمني بلعب دور ''سقراط'' فيها. وأدّعي بأنني صرت واحداً من العائلة الرحبانية الكبيرة.
 

ما وجد أخوان يعيشان معاً ويكتبان معاً الشعر العامي والفصيح في آن، يلحّنان الألحان الشعبية والكلاسيكية بالجودة والإتقان أنفسهما. مطّلِعَين عارِفَين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية العربية والعالمية، مغرِقَين في روح الوجدان والهّم الشعبي المحليّ ومسموعان في بقاع الأرض كلّها.
يخيّل للناظر والمستمع إلى مسرح الرحباني أن الفكرة العامة متخيلة وأنهما يكتبان ويحكيان عن وطن مثالي غير قابل للتحقيق. موطنه الخيال، وإنما في الحقيقة قد ابتكرا هذه الفكرة المتخيلة ليكون مجالهما أرحب في تشريح مشاكل وقضايا الوطن والمجتمع بواقعية مؤلمة، من أجل تغيير نحو الأفضل.

 

المسرح الرحباني بظاهره يمكن أن نراه ''حدّوُثة أطفال'' إنما من خلال المعالجة والحبكة الدرامية والحوار البسيط الشفاف في عمقه، فإننا نرى الفكر الفلسفي واللاهوت وأمور السياسة والحياة، الفقر، الظلم، الديكتاتورية، والحرّية. كل هذا وأكثر محبوك، مسبوك ومصبوغ بلغة شعرية وموسيقية، تسمعها الأذن لتلامس العقل والروح.
 

كانا طفلين، لم تغادر براءة الطفولة منصور الذي عرفته حين تجالسه يعيدك طفلاً بحديثه البسيط وحين تتركه تدرك أن في بساطة الحديث عمق الفكر وفلسفة الكبار. هربا من درب الأعمار، فلم يتركا موضوعاً إلاّ وطرقاه، ولم يتركا مفردة في اللغة الاَ وزيّناها وأهدياها لنا عربون أمل. ''إن سألونا وين كنتو، ليش ما كبرتو إنتو منقلن نسينا''.
 

ولكن القدر لا ينسى إنما في غفلة عنه عاش الأخوان رحباني بيننا عمرًا، ومعهما كانت الحياة أحلى وأغنى. فبفضلهما أحببنا القرية بمثلها العليا والمدينة بتناقضاتها. أصبحت مخيّلتنا أوسع مدى، حاكينا القمر والشجر، الجبل والبحر. أنِسنا الأماكن فصارت بشراً نحاكيه، رَسَما لنا شخصيات صرنا نسميها في حياتنا مدلج ومرهج. زيّون وهب الريح ولكل شخصية من إسمها نصيب.
 

وعيا الطفولة في الكبار مذكريننا بالتسامح والمحبة والعدل، أرجعانا إلى الجذور لنعرف قيمة عبق الزهر والحلم الذي من خلالهما رأينا واقعنا المؤلم فحّفزانا للتغيير لتحقيق الأقانيم الثلاثة، الحق والخير والجمال.

الأخوان رحباني روح واحدة في جسدين. قالها لي الحبيب منصور:''عاصي بعدو معي ما راح. بعدني بكتب وبلحّن أنا وإياه''.
 

نسيت أن أخبركم في بداية الحديث أنه: بالإضافة إلى برنامج ''سبع ومخوّل'' في القرية. كان هناك برنامج آخر يُمنع فيه الكلام هو ''سحب'' اليانصيب الوطني حيث كان أكثر الرجال يمزّقون أوراقهم الخاسرة عند نهاية البرنامج. أما أنا فلم يكُ لدي ورقة، يومها، كانت ورقتي هي الحلم بأن أكون ممثلاً. عملت واجتهدت وضحيّت لتحقيق ذلك. وحين دعاني الحبيب منصور الرحباني لأقوم بدور ''سقراط'' في رائعته ''آخر أيام سقراط''، عاد البرنامجان إلى حيث ذاكرتي رأيت منصور الرحباني حقيقة أمام عيني وليس عبر الراديو وراودني إحساس آخر بأني ربحت جائزة في اليانصيب.

 

                                                                                                                                                                                        رفيق علي أحمد

شهادة حيّة

رفيق علي أحمدرفيق علي أحمد ممثّل بارع أوكل إليه منصور الرحباني دور سقراط في ''آخر أيام سقراط'' رفيق علي أحمد وفيّ ومخلص. شهادته صادقة، نابعة من القلب لا مكان فيها للتكلّف والتصنّع.
 

                                                                                                                                                                                                       المجلة التربوية

سبع ومخول

 

يومها، لم يكُ في القرية تلفزيون، كان الراديو. حيث يتحلّق أهل الحي أكثر ما يتحلّقون في سهراتهم لسماع برنامج ''سبع ومخوُّل'' للأخوين رحباني. وتتعالى المناداة من بيت إلى بيت: '' يا فلان حطّ الإذاعة على سبع ومخوُّل''
 

وآخر يصرخ على شرفة منزله: ''يا ولد روح لعند عمّك وقل له: حطّ الراديو عاسبع ومخوُّل''.
 

جمع من الأعمار يتحلّق حول هذه الآلة العجيبة بآذان مرهفة السّمع وعيون ملؤها الدهشة. شاخصة ناظرة في الوجوه، ثم يتعالى الضحك ويسود المرح والفرح بين الحاضرين وإذا همس ولد أثناء البرنامج، رمقه الجميع بنظرة مؤنّبة وأمسك أحد الحاضرين بفردة حذائه مهَدّداً بالضرب إذا أعادها هو أو غيره.
 

فتح والدي مرّة غطاء الراديو لتبديل البطاريات فنظر أخي الأصغر إلى داخله وقال: ''هيدا بيت سبع ومخول!'' ضحك الجميع، أما أنا فنما عندي حلم أن أراهما في الحقيقة. ولم أكُ أدرك أنّ لتحقيق الأحلام درب شاق وطويل.
 

بدأت مّمثلاً ودخلت معهد الفنون، قسم المسرح، وعملت مع مخرجين عديدين وكنت أدرك أن مشاركتي في المسرح الرحباني بَعيد المنال. إذ إنّ على العاملين في مسرحهم أن يكونوا ذوي أصوات جميلة إلى جانب كونهم ممثلين. أما أنا فلم أدرس الموسيقى باحتراف ففي صوتي ''نشاز محبّب'' كما قال لي العزيز منصور الرحباني حين التقيت به في ''آخرأيام سقراط'' التي كرّمني بلعب دور ''سقراط'' فيها. وأدّعي بأنني صرت واحداً من العائلة الرحبانية الكبيرة.
 

ما وجد أخوان يعيشان معاً ويكتبان معاً الشعر العامي والفصيح في آن، يلحّنان الألحان الشعبية والكلاسيكية بالجودة والإتقان أنفسهما. مطّلِعَين عارِفَين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية العربية والعالمية، مغرِقَين في روح الوجدان والهّم الشعبي المحليّ ومسموعان في بقاع الأرض كلّها.
يخيّل للناظر والمستمع إلى مسرح الرحباني أن الفكرة العامة متخيلة وأنهما يكتبان ويحكيان عن وطن مثالي غير قابل للتحقيق. موطنه الخيال، وإنما في الحقيقة قد ابتكرا هذه الفكرة المتخيلة ليكون مجالهما أرحب في تشريح مشاكل وقضايا الوطن والمجتمع بواقعية مؤلمة، من أجل تغيير نحو الأفضل.

 

المسرح الرحباني بظاهره يمكن أن نراه ''حدّوُثة أطفال'' إنما من خلال المعالجة والحبكة الدرامية والحوار البسيط الشفاف في عمقه، فإننا نرى الفكر الفلسفي واللاهوت وأمور السياسة والحياة، الفقر، الظلم، الديكتاتورية، والحرّية. كل هذا وأكثر محبوك، مسبوك ومصبوغ بلغة شعرية وموسيقية، تسمعها الأذن لتلامس العقل والروح.
 

كانا طفلين، لم تغادر براءة الطفولة منصور الذي عرفته حين تجالسه يعيدك طفلاً بحديثه البسيط وحين تتركه تدرك أن في بساطة الحديث عمق الفكر وفلسفة الكبار. هربا من درب الأعمار، فلم يتركا موضوعاً إلاّ وطرقاه، ولم يتركا مفردة في اللغة الاَ وزيّناها وأهدياها لنا عربون أمل. ''إن سألونا وين كنتو، ليش ما كبرتو إنتو منقلن نسينا''.
 

ولكن القدر لا ينسى إنما في غفلة عنه عاش الأخوان رحباني بيننا عمرًا، ومعهما كانت الحياة أحلى وأغنى. فبفضلهما أحببنا القرية بمثلها العليا والمدينة بتناقضاتها. أصبحت مخيّلتنا أوسع مدى، حاكينا القمر والشجر، الجبل والبحر. أنِسنا الأماكن فصارت بشراً نحاكيه، رَسَما لنا شخصيات صرنا نسميها في حياتنا مدلج ومرهج. زيّون وهب الريح ولكل شخصية من إسمها نصيب.
 

وعيا الطفولة في الكبار مذكريننا بالتسامح والمحبة والعدل، أرجعانا إلى الجذور لنعرف قيمة عبق الزهر والحلم الذي من خلالهما رأينا واقعنا المؤلم فحّفزانا للتغيير لتحقيق الأقانيم الثلاثة، الحق والخير والجمال.

الأخوان رحباني روح واحدة في جسدين. قالها لي الحبيب منصور:''عاصي بعدو معي ما راح. بعدني بكتب وبلحّن أنا وإياه''.
 

نسيت أن أخبركم في بداية الحديث أنه: بالإضافة إلى برنامج ''سبع ومخوّل'' في القرية. كان هناك برنامج آخر يُمنع فيه الكلام هو ''سحب'' اليانصيب الوطني حيث كان أكثر الرجال يمزّقون أوراقهم الخاسرة عند نهاية البرنامج. أما أنا فلم يكُ لدي ورقة، يومها، كانت ورقتي هي الحلم بأن أكون ممثلاً. عملت واجتهدت وضحيّت لتحقيق ذلك. وحين دعاني الحبيب منصور الرحباني لأقوم بدور ''سقراط'' في رائعته ''آخر أيام سقراط''، عاد البرنامجان إلى حيث ذاكرتي رأيت منصور الرحباني حقيقة أمام عيني وليس عبر الراديو وراودني إحساس آخر بأني ربحت جائزة في اليانصيب.

 

                                                                                                                                                                                        رفيق علي أحمد