موسيقى الأخوين رحباني

موسيقى الأخوين رحباني

عاصي الرحباني وهو يعزفعاصي ومنصور صفحة مضيئة ومدرسة فنية تميزت بالفرادة ولونتها الطبيعة اللبنانية فعرف الفن معهما طعماًًً جديداً يجمع بين الأصالة والحداثة، بين الكلمة العذبة النابعة من القلب وعفوية الألحان التي يخيّل الى كل سامع ان هذه الباقة من الأغنيات والأعمال الرائدة قد صيغت من أجله ومن أجل من يحب وما يحلم به ليس فقط على المستوى العاطفي بل تعدته الى كل ما يسمو بالانسان نحو القيم الحضارية والوطنية بكل ما للكلمة من معنى.

 

1- معاني المدرسة الرحبانية وتوجهاتها:

تميّز عاصي ومنصور بعفوية مطلقة وذوق ليس فيه أي التباس وبرهافة حس قلّ نظيرها فتوصلا إلى معرفة أقرب السبل التي تصلهما بقلوب الناس دونما تكلفة وتصنّع لذا لاقت أعمالهما صدىً واهتماماً بالغين لدى الكبار والصغار نظراً لما تضمنته من مواضيع ومعاني وصور شعرية جديدة وضعت في قالب نغمي ساحر مع ما يحمله من إتقان للعمل الموسيقي على المستوى التقني، إن لجهة الأوركسترا والآلات الموسيقية التي تم إدخالها حديثاً (الأوبوا،الأكورديون،الكلارينيت،آلات النفخ النحاسية، الفلوت،آلات إيقاعية...الخ)، أو لجهة التوزيع الموسيقي الذي تميز بالدقة والسلاسة،ومن ثم التعاون مع أصحاب الأصوات الجميلة التي استطاعت أن توصل الرسالة بأمانة إلى آذان المستمعين وقلوبهم.آلة الغيتار

2- هل للمدرسة الرحبانية اهداف تعليمية لها علاقة بالمناهج؟

نعم وبكل بساطة،ومن خلال العديد من الأمثلة المستوحاة من الموسيقى الرحبانية وانطلاقاً من الأهداف الكبرى للتربية التي ترمي الى بناء شخصية الفرد بأبعادها كافة: العقلية والجسدية والانفعالية والنفسية والاجتماعية...الخ، وبناء المواطن المتفاعل مع بيئته الصغرى والكبرى. وهنا تجدر الإشارة إلى السعي الدؤوب لدى الرحابنة على إرساء مفاهيم وقواعد انسانية ووطنية دامغة عبر العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والبرامج الغنائية على انواعها،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:

 

 مفاهيم وقواعد وطنية من خلال:

‌أ. عودة العسكر" وخصوصاً في أغنية "هلي عالريح يا رايتنا العالية" حيث نسمع وقعًا لموسيقى "المارش العسكري-Marche Militaire" وضرب الآلات الإيقاعية (الطبول) والآلات النافخة النحاسية التي تستخدم لدى الفرق الموسيقية العسكرية والتي تلهم العسكر في الحرب وتساعد على إعطائهم الروح المعنوية العالية وترفع من الجهوزية القتالية لديهم.

وتضمنت هذه الأوبريت أيضَا أغنيات على جانب من الرقة في التعبير كأغنية "بتتلج الدني" وأغنية "لا تخافي سالم غفيان مش بردان"، واستخدمت هنا الآلات الوترية بتعبير موسيقي هادئ يعبّر عن أحاسيس الحزن وفقدان الحبيب في المعركة.

‌ب. أما في مسرحية فخر الدين فتطالعنا أغنية "بييّ راح مع العسكر" حيث تشارك الآلات الوترية مع آلات الفلوت والاكورديون، الآلات النحاسية النافخة والصنوج والطبول التي تضفي حماسًا بالغًا لدى المستمع وتضعه في صورة معبرة ومؤثرة عن حقبة مهمة من تاريخ لبنان.

وقد ألهبت هذه الأعمال صدور اللبنانيين وغيرهم لما حملته من وصف مؤثر لاحداث ولسيرة رجالات أبطال من لبنان ولمعاناة اللبنانيين على مشاربهم كافة.

 

آلة الأكورديونالمفاهيم والروابط الاجتماعية:

فقد أعطاها الأخوان رحباني الحيز الأكبر من اعمالهما ونذكر على سبيل المثال:

  •  مسرحية جسر القمر: وأغنية "القمر بيضوي عالناس" حيث يضعنا الرحابنة أمام شريحتين من المجتمع اللبناني تفرقهما العداوة: أهل القاطع وأهل القاطع الآخر، وجاءت فيروز بعذوبة صوتها وبانسياب موسيقي نغمي لآلة الناي كنسمة لطيفة من جبال ووديان ومنحنيات لبناننا الحبيب مع جمل لحنية معبرة وكأنك أمام لوحة جميلة، من ليلة قمرية في ضيعة جسر القمر، البلدة اللبنانية الحالمة، وكانت هذه الأغنية لتحاول أن تقرب ما فرّقته الضغينة والأنانية... الخ

 

المفاهيم والقواعد الأخلاقية من خلال:

  • مسرحية بترا ( تضحية الملك بابنته بعد خطفها من قبل الأعداء من دون ان يساوم على الدفاع عن الوطن.)

آلة الغيتارالعمل على بناء المخيلة من خلال:

  • أغنية "نحنا والقمر جيران" حيث جاء صوت آلة البيانو برنين خافت كأنه يعبّر عن خطوات خجولة باقترابه شيئًا فشيئًا وهو قد أطل علينا من خلف التلال "بيته خلف تلالنا" ليسترق السمع في ليلة قمرية ثم يقترب أكثر فأكثر حينما تبدأ بقية الآلات بالعزف الواحدة تلو الأخرى: الكونترباص(Contrebasse)، ثم الغيثارة(Guitare) ثم الآكورديون(Accordéon) وكأنهم انتظروا طلوع القمر ليزوروا جيرانهم أصحاب البيت القرميدي "نازل بقرميدنا".

 

العودة إلى الطبيعة: أغنيات "تحت العريشة"، "ما أحلى الرجعة بكير"، "خذني ازرعني بأرض لبنان"

  • أغنية "تحت العريشة": وتطالعنا فيها آلات الناي والفلوت والأكورديون بطريقة عزف الـ Staccato حيث تعطى صوتًا برّاقًا وكأن نسمة من هواء لبنان قد مرّت في حنايا أوراق العنب الندية بعد لمعانها تحت أشعة شمس الصباح.
  • أما أغنية "ما أحلى الرجعة بكير" فما من مستمع إلا ولفته صوت الناي في مطلع الأغنية وكأنه يسأل عن "الدرب" نحو الكروم، فيأتي الجواب من مجموعة الآلات الوترية (Strings)، وكأنها تدله على الطريق مرافقة إياه ويتبعها صوت آلة البزق بنقراته التي تدل على تنقل العصافير على الشوك المحاذي للدرب آملة بمرافقة الناي والوتريات، وهنا أيضًا لا بد لنا من ذكر أغنية "خذني ازرعني بأرض لبنان" التي تمهد في مطلعها الوتريات لآلة الأكورديون حيث ينساب صوته وكأنه يتسلق الجبال ويعبر المروج والوديان في صورة لحنية معبّرة وهادفة إلى أن تبدأ السيدة فيروز بالغناء وكأنه السؤال والجواب بينها وبين الآلات الوترية التي تعود وتعزف جملاً انسيابية فيُخال إليك أنها تعبر المروج وتتسّلق الجبال.صورة لالة البيانو بلون اسود

 

العمل الفريقي (Travail en Groupe)

ولفتهم أيضا العمل الفريقي من خلال إعطاء دور مميز للإنشاد الجماعي (الكورس) Chorale مثال "الموشحات الأندلسية" – "أغنية الحرية" – "مطرح ما النسمات بتودّينا"...الخ.

إنها حالة موسيقية هادفة جمعت بين الجمال والانسجام والتكامل بين الكلمة واللحن والأداء فَحريٌّ بنا السعي إلى إحياء وتعزيز دور هذه الأعمال الرحبانية كافة من خلال المناهج كي تسهم مباشرة في إعداد أجيال المتعلمين وتزيد من تعلّق اللبنانيين بوطنهم والتفاني من أجله.

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     رئيس قسم الفنون
  في المركز التربوي للبحوث والإنماء
                                                                                                                                                                                       جوزيف سجعان

 

 

 

موسيقى الأخوين رحباني

موسيقى الأخوين رحباني

عاصي الرحباني وهو يعزفعاصي ومنصور صفحة مضيئة ومدرسة فنية تميزت بالفرادة ولونتها الطبيعة اللبنانية فعرف الفن معهما طعماًًً جديداً يجمع بين الأصالة والحداثة، بين الكلمة العذبة النابعة من القلب وعفوية الألحان التي يخيّل الى كل سامع ان هذه الباقة من الأغنيات والأعمال الرائدة قد صيغت من أجله ومن أجل من يحب وما يحلم به ليس فقط على المستوى العاطفي بل تعدته الى كل ما يسمو بالانسان نحو القيم الحضارية والوطنية بكل ما للكلمة من معنى.

 

1- معاني المدرسة الرحبانية وتوجهاتها:

تميّز عاصي ومنصور بعفوية مطلقة وذوق ليس فيه أي التباس وبرهافة حس قلّ نظيرها فتوصلا إلى معرفة أقرب السبل التي تصلهما بقلوب الناس دونما تكلفة وتصنّع لذا لاقت أعمالهما صدىً واهتماماً بالغين لدى الكبار والصغار نظراً لما تضمنته من مواضيع ومعاني وصور شعرية جديدة وضعت في قالب نغمي ساحر مع ما يحمله من إتقان للعمل الموسيقي على المستوى التقني، إن لجهة الأوركسترا والآلات الموسيقية التي تم إدخالها حديثاً (الأوبوا،الأكورديون،الكلارينيت،آلات النفخ النحاسية، الفلوت،آلات إيقاعية...الخ)، أو لجهة التوزيع الموسيقي الذي تميز بالدقة والسلاسة،ومن ثم التعاون مع أصحاب الأصوات الجميلة التي استطاعت أن توصل الرسالة بأمانة إلى آذان المستمعين وقلوبهم.آلة الغيتار

2- هل للمدرسة الرحبانية اهداف تعليمية لها علاقة بالمناهج؟

نعم وبكل بساطة،ومن خلال العديد من الأمثلة المستوحاة من الموسيقى الرحبانية وانطلاقاً من الأهداف الكبرى للتربية التي ترمي الى بناء شخصية الفرد بأبعادها كافة: العقلية والجسدية والانفعالية والنفسية والاجتماعية...الخ، وبناء المواطن المتفاعل مع بيئته الصغرى والكبرى. وهنا تجدر الإشارة إلى السعي الدؤوب لدى الرحابنة على إرساء مفاهيم وقواعد انسانية ووطنية دامغة عبر العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والبرامج الغنائية على انواعها،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:

 

 مفاهيم وقواعد وطنية من خلال:

‌أ. عودة العسكر" وخصوصاً في أغنية "هلي عالريح يا رايتنا العالية" حيث نسمع وقعًا لموسيقى "المارش العسكري-Marche Militaire" وضرب الآلات الإيقاعية (الطبول) والآلات النافخة النحاسية التي تستخدم لدى الفرق الموسيقية العسكرية والتي تلهم العسكر في الحرب وتساعد على إعطائهم الروح المعنوية العالية وترفع من الجهوزية القتالية لديهم.

وتضمنت هذه الأوبريت أيضَا أغنيات على جانب من الرقة في التعبير كأغنية "بتتلج الدني" وأغنية "لا تخافي سالم غفيان مش بردان"، واستخدمت هنا الآلات الوترية بتعبير موسيقي هادئ يعبّر عن أحاسيس الحزن وفقدان الحبيب في المعركة.

‌ب. أما في مسرحية فخر الدين فتطالعنا أغنية "بييّ راح مع العسكر" حيث تشارك الآلات الوترية مع آلات الفلوت والاكورديون، الآلات النحاسية النافخة والصنوج والطبول التي تضفي حماسًا بالغًا لدى المستمع وتضعه في صورة معبرة ومؤثرة عن حقبة مهمة من تاريخ لبنان.

وقد ألهبت هذه الأعمال صدور اللبنانيين وغيرهم لما حملته من وصف مؤثر لاحداث ولسيرة رجالات أبطال من لبنان ولمعاناة اللبنانيين على مشاربهم كافة.

 

آلة الأكورديونالمفاهيم والروابط الاجتماعية:

فقد أعطاها الأخوان رحباني الحيز الأكبر من اعمالهما ونذكر على سبيل المثال:

  •  مسرحية جسر القمر: وأغنية "القمر بيضوي عالناس" حيث يضعنا الرحابنة أمام شريحتين من المجتمع اللبناني تفرقهما العداوة: أهل القاطع وأهل القاطع الآخر، وجاءت فيروز بعذوبة صوتها وبانسياب موسيقي نغمي لآلة الناي كنسمة لطيفة من جبال ووديان ومنحنيات لبناننا الحبيب مع جمل لحنية معبرة وكأنك أمام لوحة جميلة، من ليلة قمرية في ضيعة جسر القمر، البلدة اللبنانية الحالمة، وكانت هذه الأغنية لتحاول أن تقرب ما فرّقته الضغينة والأنانية... الخ

 

المفاهيم والقواعد الأخلاقية من خلال:

  • مسرحية بترا ( تضحية الملك بابنته بعد خطفها من قبل الأعداء من دون ان يساوم على الدفاع عن الوطن.)

آلة الغيتارالعمل على بناء المخيلة من خلال:

  • أغنية "نحنا والقمر جيران" حيث جاء صوت آلة البيانو برنين خافت كأنه يعبّر عن خطوات خجولة باقترابه شيئًا فشيئًا وهو قد أطل علينا من خلف التلال "بيته خلف تلالنا" ليسترق السمع في ليلة قمرية ثم يقترب أكثر فأكثر حينما تبدأ بقية الآلات بالعزف الواحدة تلو الأخرى: الكونترباص(Contrebasse)، ثم الغيثارة(Guitare) ثم الآكورديون(Accordéon) وكأنهم انتظروا طلوع القمر ليزوروا جيرانهم أصحاب البيت القرميدي "نازل بقرميدنا".

 

العودة إلى الطبيعة: أغنيات "تحت العريشة"، "ما أحلى الرجعة بكير"، "خذني ازرعني بأرض لبنان"

  • أغنية "تحت العريشة": وتطالعنا فيها آلات الناي والفلوت والأكورديون بطريقة عزف الـ Staccato حيث تعطى صوتًا برّاقًا وكأن نسمة من هواء لبنان قد مرّت في حنايا أوراق العنب الندية بعد لمعانها تحت أشعة شمس الصباح.
  • أما أغنية "ما أحلى الرجعة بكير" فما من مستمع إلا ولفته صوت الناي في مطلع الأغنية وكأنه يسأل عن "الدرب" نحو الكروم، فيأتي الجواب من مجموعة الآلات الوترية (Strings)، وكأنها تدله على الطريق مرافقة إياه ويتبعها صوت آلة البزق بنقراته التي تدل على تنقل العصافير على الشوك المحاذي للدرب آملة بمرافقة الناي والوتريات، وهنا أيضًا لا بد لنا من ذكر أغنية "خذني ازرعني بأرض لبنان" التي تمهد في مطلعها الوتريات لآلة الأكورديون حيث ينساب صوته وكأنه يتسلق الجبال ويعبر المروج والوديان في صورة لحنية معبّرة وهادفة إلى أن تبدأ السيدة فيروز بالغناء وكأنه السؤال والجواب بينها وبين الآلات الوترية التي تعود وتعزف جملاً انسيابية فيُخال إليك أنها تعبر المروج وتتسّلق الجبال.صورة لالة البيانو بلون اسود

 

العمل الفريقي (Travail en Groupe)

ولفتهم أيضا العمل الفريقي من خلال إعطاء دور مميز للإنشاد الجماعي (الكورس) Chorale مثال "الموشحات الأندلسية" – "أغنية الحرية" – "مطرح ما النسمات بتودّينا"...الخ.

إنها حالة موسيقية هادفة جمعت بين الجمال والانسجام والتكامل بين الكلمة واللحن والأداء فَحريٌّ بنا السعي إلى إحياء وتعزيز دور هذه الأعمال الرحبانية كافة من خلال المناهج كي تسهم مباشرة في إعداد أجيال المتعلمين وتزيد من تعلّق اللبنانيين بوطنهم والتفاني من أجله.

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     رئيس قسم الفنون
  في المركز التربوي للبحوث والإنماء
                                                                                                                                                                                       جوزيف سجعان

 

 

 

موسيقى الأخوين رحباني

موسيقى الأخوين رحباني

عاصي الرحباني وهو يعزفعاصي ومنصور صفحة مضيئة ومدرسة فنية تميزت بالفرادة ولونتها الطبيعة اللبنانية فعرف الفن معهما طعماًًً جديداً يجمع بين الأصالة والحداثة، بين الكلمة العذبة النابعة من القلب وعفوية الألحان التي يخيّل الى كل سامع ان هذه الباقة من الأغنيات والأعمال الرائدة قد صيغت من أجله ومن أجل من يحب وما يحلم به ليس فقط على المستوى العاطفي بل تعدته الى كل ما يسمو بالانسان نحو القيم الحضارية والوطنية بكل ما للكلمة من معنى.

 

1- معاني المدرسة الرحبانية وتوجهاتها:

تميّز عاصي ومنصور بعفوية مطلقة وذوق ليس فيه أي التباس وبرهافة حس قلّ نظيرها فتوصلا إلى معرفة أقرب السبل التي تصلهما بقلوب الناس دونما تكلفة وتصنّع لذا لاقت أعمالهما صدىً واهتماماً بالغين لدى الكبار والصغار نظراً لما تضمنته من مواضيع ومعاني وصور شعرية جديدة وضعت في قالب نغمي ساحر مع ما يحمله من إتقان للعمل الموسيقي على المستوى التقني، إن لجهة الأوركسترا والآلات الموسيقية التي تم إدخالها حديثاً (الأوبوا،الأكورديون،الكلارينيت،آلات النفخ النحاسية، الفلوت،آلات إيقاعية...الخ)، أو لجهة التوزيع الموسيقي الذي تميز بالدقة والسلاسة،ومن ثم التعاون مع أصحاب الأصوات الجميلة التي استطاعت أن توصل الرسالة بأمانة إلى آذان المستمعين وقلوبهم.آلة الغيتار

2- هل للمدرسة الرحبانية اهداف تعليمية لها علاقة بالمناهج؟

نعم وبكل بساطة،ومن خلال العديد من الأمثلة المستوحاة من الموسيقى الرحبانية وانطلاقاً من الأهداف الكبرى للتربية التي ترمي الى بناء شخصية الفرد بأبعادها كافة: العقلية والجسدية والانفعالية والنفسية والاجتماعية...الخ، وبناء المواطن المتفاعل مع بيئته الصغرى والكبرى. وهنا تجدر الإشارة إلى السعي الدؤوب لدى الرحابنة على إرساء مفاهيم وقواعد انسانية ووطنية دامغة عبر العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والبرامج الغنائية على انواعها،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:

 

 مفاهيم وقواعد وطنية من خلال:

‌أ. عودة العسكر" وخصوصاً في أغنية "هلي عالريح يا رايتنا العالية" حيث نسمع وقعًا لموسيقى "المارش العسكري-Marche Militaire" وضرب الآلات الإيقاعية (الطبول) والآلات النافخة النحاسية التي تستخدم لدى الفرق الموسيقية العسكرية والتي تلهم العسكر في الحرب وتساعد على إعطائهم الروح المعنوية العالية وترفع من الجهوزية القتالية لديهم.

وتضمنت هذه الأوبريت أيضَا أغنيات على جانب من الرقة في التعبير كأغنية "بتتلج الدني" وأغنية "لا تخافي سالم غفيان مش بردان"، واستخدمت هنا الآلات الوترية بتعبير موسيقي هادئ يعبّر عن أحاسيس الحزن وفقدان الحبيب في المعركة.

‌ب. أما في مسرحية فخر الدين فتطالعنا أغنية "بييّ راح مع العسكر" حيث تشارك الآلات الوترية مع آلات الفلوت والاكورديون، الآلات النحاسية النافخة والصنوج والطبول التي تضفي حماسًا بالغًا لدى المستمع وتضعه في صورة معبرة ومؤثرة عن حقبة مهمة من تاريخ لبنان.

وقد ألهبت هذه الأعمال صدور اللبنانيين وغيرهم لما حملته من وصف مؤثر لاحداث ولسيرة رجالات أبطال من لبنان ولمعاناة اللبنانيين على مشاربهم كافة.

 

آلة الأكورديونالمفاهيم والروابط الاجتماعية:

فقد أعطاها الأخوان رحباني الحيز الأكبر من اعمالهما ونذكر على سبيل المثال:

  •  مسرحية جسر القمر: وأغنية "القمر بيضوي عالناس" حيث يضعنا الرحابنة أمام شريحتين من المجتمع اللبناني تفرقهما العداوة: أهل القاطع وأهل القاطع الآخر، وجاءت فيروز بعذوبة صوتها وبانسياب موسيقي نغمي لآلة الناي كنسمة لطيفة من جبال ووديان ومنحنيات لبناننا الحبيب مع جمل لحنية معبرة وكأنك أمام لوحة جميلة، من ليلة قمرية في ضيعة جسر القمر، البلدة اللبنانية الحالمة، وكانت هذه الأغنية لتحاول أن تقرب ما فرّقته الضغينة والأنانية... الخ

 

المفاهيم والقواعد الأخلاقية من خلال:

  • مسرحية بترا ( تضحية الملك بابنته بعد خطفها من قبل الأعداء من دون ان يساوم على الدفاع عن الوطن.)

آلة الغيتارالعمل على بناء المخيلة من خلال:

  • أغنية "نحنا والقمر جيران" حيث جاء صوت آلة البيانو برنين خافت كأنه يعبّر عن خطوات خجولة باقترابه شيئًا فشيئًا وهو قد أطل علينا من خلف التلال "بيته خلف تلالنا" ليسترق السمع في ليلة قمرية ثم يقترب أكثر فأكثر حينما تبدأ بقية الآلات بالعزف الواحدة تلو الأخرى: الكونترباص(Contrebasse)، ثم الغيثارة(Guitare) ثم الآكورديون(Accordéon) وكأنهم انتظروا طلوع القمر ليزوروا جيرانهم أصحاب البيت القرميدي "نازل بقرميدنا".

 

العودة إلى الطبيعة: أغنيات "تحت العريشة"، "ما أحلى الرجعة بكير"، "خذني ازرعني بأرض لبنان"

  • أغنية "تحت العريشة": وتطالعنا فيها آلات الناي والفلوت والأكورديون بطريقة عزف الـ Staccato حيث تعطى صوتًا برّاقًا وكأن نسمة من هواء لبنان قد مرّت في حنايا أوراق العنب الندية بعد لمعانها تحت أشعة شمس الصباح.
  • أما أغنية "ما أحلى الرجعة بكير" فما من مستمع إلا ولفته صوت الناي في مطلع الأغنية وكأنه يسأل عن "الدرب" نحو الكروم، فيأتي الجواب من مجموعة الآلات الوترية (Strings)، وكأنها تدله على الطريق مرافقة إياه ويتبعها صوت آلة البزق بنقراته التي تدل على تنقل العصافير على الشوك المحاذي للدرب آملة بمرافقة الناي والوتريات، وهنا أيضًا لا بد لنا من ذكر أغنية "خذني ازرعني بأرض لبنان" التي تمهد في مطلعها الوتريات لآلة الأكورديون حيث ينساب صوته وكأنه يتسلق الجبال ويعبر المروج والوديان في صورة لحنية معبّرة وهادفة إلى أن تبدأ السيدة فيروز بالغناء وكأنه السؤال والجواب بينها وبين الآلات الوترية التي تعود وتعزف جملاً انسيابية فيُخال إليك أنها تعبر المروج وتتسّلق الجبال.صورة لالة البيانو بلون اسود

 

العمل الفريقي (Travail en Groupe)

ولفتهم أيضا العمل الفريقي من خلال إعطاء دور مميز للإنشاد الجماعي (الكورس) Chorale مثال "الموشحات الأندلسية" – "أغنية الحرية" – "مطرح ما النسمات بتودّينا"...الخ.

إنها حالة موسيقية هادفة جمعت بين الجمال والانسجام والتكامل بين الكلمة واللحن والأداء فَحريٌّ بنا السعي إلى إحياء وتعزيز دور هذه الأعمال الرحبانية كافة من خلال المناهج كي تسهم مباشرة في إعداد أجيال المتعلمين وتزيد من تعلّق اللبنانيين بوطنهم والتفاني من أجله.

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     رئيس قسم الفنون
  في المركز التربوي للبحوث والإنماء
                                                                                                                                                                                       جوزيف سجعان