التّدريب المستمرّ من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

 

التّدريب المستمرّ
من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

عملية التعلّم ثالوث قوامه المعلّمِ أولاً والتلميذ ثانياً والمعرفة ثالثاً. وقد أجمعت آراء ودراسات الباحثين في علم التربية وعلم النفس وعلم النفس الإجتماعي على أن المتعلّم هو محور هذه العملية الصعبة والدقيقة في آن. ثمّ إنه مهما تكن المناهج التعليمية مدروسة ومهما تطورَّت الوسائل التربوية وتعدّدَت فلا يمكنها أن تفيد المتعلّم أو أن تؤدي به إلى النجاح إذا لم يتسلّمَ زمامها معلّمِ تدرَّب على استعمالها وتطبيقها. وعلم التربية المرتكز على البحوث من جهة وخبرة المعلّمين من جهة ثانية أدرك المعلّمِ هو الموجِه.وعملية التوجيه  orientation بحاجة إلى التّدريب على استعمال الطرائق والأساليب الناشطة méthodes actives وعلى بناء استراتيجيات تعليمية فعّالة stratégies d'enseignement
 

الواقع الميداني
بناء عليه، قام المركز التربوي للبحوث والإنماء بعملية مسح شاملة في المدارس الرسمية وعلى أرض الواقع لتشخيص   مكامن الخلل والضعف ولتحديد حاجات المعلّمِين. فأظهر الواقع الميداني état de lieux الحاجة إلى الإعداد الأساسي  ( formation initiale de base) وإلى إعادة التأهيل وتطوير بعض المفاهيم القديمة وتحديثها والتمكين من المهنة( professionnalisation du méteir d\emseignant ) أو إلى التحفيز (motivitiation).
كما تبيّن من خلال دراسة الواقع الميدانيّ أن ما يعيق عملية التعلّم وما يتسبّب في تدنّي مستوى التعليم هو الصعوبات التعلّمية التي يعاني منها بعض المتعلّمين والتي تظهر على مستوى طرائق التعليم واستراتيجياتهméthodes et stratégies ولقد أظهر الواقع الميداني أيضاً أننا، بصورة إجمالية، لا نزال نلجأ إلى الأساليب التي ترتكز على محورية المعلّم وسلبية  المتعلم. المعلّم هو الملقّن والمتعلّم يتلقى المعلومات ويسمع المحاضرات ثم يُحاول أن يُخزّنها في ذاكرته (mémorisation). وهي أساليب ومفاهيم تقليدية لا تركز على محورية المتعلّم ( ne focalisent par sur l'apprenant )
انطلاقاً من هذا الواقع ومن كل هذه المعطيات بَدَت عملية التّدريب المستمرّ حاجة ملّحة وضرورة قصوى. بُذِلت من أجلها جهود كبيرة من قبل جميع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي وخصوصاً مكتب الإعداد التّدريب في المركز التربوي.للبحوث والإنماء وانطلق مشروع التّدريب المستمرّ سنة 2003-2004
 

ماهي المفاهيم التربوية التي يرتكز عليها مشروع التّدريب المستمرّ؟
يرتكز المشروع على مفاهيم تربوية حديثة أثبتت جدواها وفعاليتها الأكاديمية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مفهوم بناء التعلّم (constructivisme ) والمعرفية ( cognitivisme) الذي يساعد المتعلّمين على اكتشاف المعرفة وبنائها بأنفسهم.كما يولي المسؤولون عن المشروع اهتماماً كبيراً بالتربية الفارقية( pédagogie différenciée ) ذلك أن الفارقية بين المتعلّمين هي إحدى الأسباب الرئيسة التي تعوق عملية التعلّم ثمّ إن هندسة التّدريب  تقتضي أن يوجّه المعلّم المتعلّمين بحيث يصبح كل تلميذ قادراً على التعلّم.فتعدد استراتيجيات التعليم يسهّ لِ وصول المعرفة إلى جميع فئات المتعلّمِين وليس فقط إلى النخبة من بينهم، حيث تنطلق جميع هذه المفاهيم من محوريّة المتعلّم.
وعملية التّدريب المستمرّ تُساعد المعلّم على الإفادة من خبرات الآخرين كما تمكِّنه من تطوير مؤهلاته التربوية والتعلّمية  . بالإضافة إلى تملّكه كفايات( compétence) أكاديمية مهنية جديدة >كما أنّ الدورات التدّريبية تدفع المعلّمِ إلى مراجعة الحسابات والنقد الذاتي( autocritique ) بغية تصحيح الأخطاء وتخطي الرتابة وتكرار الذات والمَلَل وصولاً إلى القدرة على التّدريب الذاتي (autoformation ) كما تفسح له المجال لكي يكتسب كيفية تطبيق الطرائق الناشطة( méthodes actives) إنها عملية تبادل المعارف وتجدّد دائم!

ما هو دور المعلّمِ وما هي الأهداف التي يجب أن يسعى إلى بلوغها لكي يجعل من المتعلّم محور العملية التعلّمية؟
من خلال التّدريب المستمرّ، يدرك المعلم أن مهمته تقتضي:

  • مساعدة التلميذ وبصورة خاصة في مرحلة التعليم الأساسي لكي يشعر بالراحة والأمان ويشجعه على أن يكون قادراً على المشاركة مع الآخرين(participation et travaux de groupe)
  • على المعلّمِ أن ينُمّي عند المتعلّ مِ القدرة على بناء المعرفة بنفسه.
  • أن يحثّ المتعلّم على التفكير réflexion وأن يجعله قادراً على الفهم ثم التحليل والإنتاج. .(compréhension analyse et production)
  • أن يساعده على بناء شخصيته الممّيزة وعلى أن يكون مستقلاً( autonome)
  • أن ينمّي عند المتعلّمِ القدرات ومهارات التفكير.
  • أن يساعده على تفتح مواهبه وطاقاته وأن يجعله قادراً على الخلق الإبداع من خلال الأنشطة اللاصفّية وخصوصاً في مجالات الفنون.
  • أن ينمّي عنده حب الثقافة والاطلاع من خلال المطالعة والبحث ( travaux et recherche )
  •  أن يعمل على إثارة فضوله العلميّ (curiosité scientifique )
  • أن يجعل منه مواطناً مسؤولاً يَعي حقوقه وواجباته.
  • أن يشجعه على اتخاذ المواقف الملائمة.
  • أن يساعده على اختيار مهنة المستقبل خصوصاً في المرحلة الثانوية.

أخيراً وبكلمة مختصرة، المعلّم هو الموّجه والمحفّز والمشرف وليس المحاضر والملقّن. وهو الذي يتمكّن من اعتماد أسلوب التربية من أجل النجاح ( pédagogie de la réussite)
إن هذا العدد من المجلة التربوية يمكّن مديري المدارس والمفتشين التربويين والمعلّمين الاطلاع على بعض ما يجري على هذا الصعيد. وقد حاول مكتب الإعداد والتّدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء تسليط الضوء على المشروع من خلال مقالات وشهادات بعض المدرّبين والمفتّشين التربويين ومسؤولي مراكز الموارد فكان هذا العدد صدى لما يجري في مراكز التّدريب لكي يُصار إلى تحسين أداء الجميع. ومما لا شك فيه أن المهمة كبيرة والأهداف نبيلة ونجاح هذا العمل النبيل مرهون بتضافر قوى جميع المسؤولين عنه: مديري المدارس، المسؤولين في مراكز الموارد، المدرّبين، المعلّمين، مديري دور المعلّمين، المفتّشين التربوييّن... فالنقد الذاتي وعمليّة التقييم شرطان أساسيان من شروط التقدم والتطور.
 ومن البديهي القول إن فعالية هذه العملية التربوية تتطلب التقييم الدائم ( évaluation continue ) والمرافق لعملية التّدريب والمواكب لها وذلك بالاعتماد على معايير للتقييم (critères d'évaluation) تأخذ بعين الاعتبار تحسين نوعية التّدريب والتعليم. هذا العدد أراده مكتب الإعداد والتّدريب بمثابة إعلام تربوي ترويجي لهذا المشروع الحيوي ودعوة لمديري المدارس لتسهيل مهمّة المعلّمين الذين يرغبون الالتحاق بمراكز التّدريب. هي أيضاً دعوة إلى جميع المعلّمين للمشاركة الكثيفة والفعّالة!
والمجلّة التربوية تدعو جميع المعلّمِين والمدرّبين الذين شاركوا في هذه العمليّة إلى التعبير عن آرائهم وتدوين شهاداتهم بتقارير( rapports de stages )  ستأخذ بعين الاعتبار  سنعمل على نشر المفيد منها. فعمليّة تقييم المشروع (évaluation du projet ) شهادات جميع المشاركين فيه.

تمنّياتنا أن تثمر الجهود وأن يكلّلَ هذا المشروع التربوي المهم بالنجاح!

ميني الزعنّي كلنك

التّدريب المستمرّ من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

 

التّدريب المستمرّ
من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

عملية التعلّم ثالوث قوامه المعلّمِ أولاً والتلميذ ثانياً والمعرفة ثالثاً. وقد أجمعت آراء ودراسات الباحثين في علم التربية وعلم النفس وعلم النفس الإجتماعي على أن المتعلّم هو محور هذه العملية الصعبة والدقيقة في آن. ثمّ إنه مهما تكن المناهج التعليمية مدروسة ومهما تطورَّت الوسائل التربوية وتعدّدَت فلا يمكنها أن تفيد المتعلّم أو أن تؤدي به إلى النجاح إذا لم يتسلّمَ زمامها معلّمِ تدرَّب على استعمالها وتطبيقها. وعلم التربية المرتكز على البحوث من جهة وخبرة المعلّمين من جهة ثانية أدرك المعلّمِ هو الموجِه.وعملية التوجيه  orientation بحاجة إلى التّدريب على استعمال الطرائق والأساليب الناشطة méthodes actives وعلى بناء استراتيجيات تعليمية فعّالة stratégies d'enseignement
 

الواقع الميداني
بناء عليه، قام المركز التربوي للبحوث والإنماء بعملية مسح شاملة في المدارس الرسمية وعلى أرض الواقع لتشخيص   مكامن الخلل والضعف ولتحديد حاجات المعلّمِين. فأظهر الواقع الميداني état de lieux الحاجة إلى الإعداد الأساسي  ( formation initiale de base) وإلى إعادة التأهيل وتطوير بعض المفاهيم القديمة وتحديثها والتمكين من المهنة( professionnalisation du méteir d\emseignant ) أو إلى التحفيز (motivitiation).
كما تبيّن من خلال دراسة الواقع الميدانيّ أن ما يعيق عملية التعلّم وما يتسبّب في تدنّي مستوى التعليم هو الصعوبات التعلّمية التي يعاني منها بعض المتعلّمين والتي تظهر على مستوى طرائق التعليم واستراتيجياتهméthodes et stratégies ولقد أظهر الواقع الميداني أيضاً أننا، بصورة إجمالية، لا نزال نلجأ إلى الأساليب التي ترتكز على محورية المعلّم وسلبية  المتعلم. المعلّم هو الملقّن والمتعلّم يتلقى المعلومات ويسمع المحاضرات ثم يُحاول أن يُخزّنها في ذاكرته (mémorisation). وهي أساليب ومفاهيم تقليدية لا تركز على محورية المتعلّم ( ne focalisent par sur l'apprenant )
انطلاقاً من هذا الواقع ومن كل هذه المعطيات بَدَت عملية التّدريب المستمرّ حاجة ملّحة وضرورة قصوى. بُذِلت من أجلها جهود كبيرة من قبل جميع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي وخصوصاً مكتب الإعداد التّدريب في المركز التربوي.للبحوث والإنماء وانطلق مشروع التّدريب المستمرّ سنة 2003-2004
 

ماهي المفاهيم التربوية التي يرتكز عليها مشروع التّدريب المستمرّ؟
يرتكز المشروع على مفاهيم تربوية حديثة أثبتت جدواها وفعاليتها الأكاديمية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مفهوم بناء التعلّم (constructivisme ) والمعرفية ( cognitivisme) الذي يساعد المتعلّمين على اكتشاف المعرفة وبنائها بأنفسهم.كما يولي المسؤولون عن المشروع اهتماماً كبيراً بالتربية الفارقية( pédagogie différenciée ) ذلك أن الفارقية بين المتعلّمين هي إحدى الأسباب الرئيسة التي تعوق عملية التعلّم ثمّ إن هندسة التّدريب  تقتضي أن يوجّه المعلّم المتعلّمين بحيث يصبح كل تلميذ قادراً على التعلّم.فتعدد استراتيجيات التعليم يسهّ لِ وصول المعرفة إلى جميع فئات المتعلّمِين وليس فقط إلى النخبة من بينهم، حيث تنطلق جميع هذه المفاهيم من محوريّة المتعلّم.
وعملية التّدريب المستمرّ تُساعد المعلّم على الإفادة من خبرات الآخرين كما تمكِّنه من تطوير مؤهلاته التربوية والتعلّمية  . بالإضافة إلى تملّكه كفايات( compétence) أكاديمية مهنية جديدة >كما أنّ الدورات التدّريبية تدفع المعلّمِ إلى مراجعة الحسابات والنقد الذاتي( autocritique ) بغية تصحيح الأخطاء وتخطي الرتابة وتكرار الذات والمَلَل وصولاً إلى القدرة على التّدريب الذاتي (autoformation ) كما تفسح له المجال لكي يكتسب كيفية تطبيق الطرائق الناشطة( méthodes actives) إنها عملية تبادل المعارف وتجدّد دائم!

ما هو دور المعلّمِ وما هي الأهداف التي يجب أن يسعى إلى بلوغها لكي يجعل من المتعلّم محور العملية التعلّمية؟
من خلال التّدريب المستمرّ، يدرك المعلم أن مهمته تقتضي:

  • مساعدة التلميذ وبصورة خاصة في مرحلة التعليم الأساسي لكي يشعر بالراحة والأمان ويشجعه على أن يكون قادراً على المشاركة مع الآخرين(participation et travaux de groupe)
  • على المعلّمِ أن ينُمّي عند المتعلّ مِ القدرة على بناء المعرفة بنفسه.
  • أن يحثّ المتعلّم على التفكير réflexion وأن يجعله قادراً على الفهم ثم التحليل والإنتاج. .(compréhension analyse et production)
  • أن يساعده على بناء شخصيته الممّيزة وعلى أن يكون مستقلاً( autonome)
  • أن ينمّي عند المتعلّمِ القدرات ومهارات التفكير.
  • أن يساعده على تفتح مواهبه وطاقاته وأن يجعله قادراً على الخلق الإبداع من خلال الأنشطة اللاصفّية وخصوصاً في مجالات الفنون.
  • أن ينمّي عنده حب الثقافة والاطلاع من خلال المطالعة والبحث ( travaux et recherche )
  •  أن يعمل على إثارة فضوله العلميّ (curiosité scientifique )
  • أن يجعل منه مواطناً مسؤولاً يَعي حقوقه وواجباته.
  • أن يشجعه على اتخاذ المواقف الملائمة.
  • أن يساعده على اختيار مهنة المستقبل خصوصاً في المرحلة الثانوية.

أخيراً وبكلمة مختصرة، المعلّم هو الموّجه والمحفّز والمشرف وليس المحاضر والملقّن. وهو الذي يتمكّن من اعتماد أسلوب التربية من أجل النجاح ( pédagogie de la réussite)
إن هذا العدد من المجلة التربوية يمكّن مديري المدارس والمفتشين التربويين والمعلّمين الاطلاع على بعض ما يجري على هذا الصعيد. وقد حاول مكتب الإعداد والتّدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء تسليط الضوء على المشروع من خلال مقالات وشهادات بعض المدرّبين والمفتّشين التربويين ومسؤولي مراكز الموارد فكان هذا العدد صدى لما يجري في مراكز التّدريب لكي يُصار إلى تحسين أداء الجميع. ومما لا شك فيه أن المهمة كبيرة والأهداف نبيلة ونجاح هذا العمل النبيل مرهون بتضافر قوى جميع المسؤولين عنه: مديري المدارس، المسؤولين في مراكز الموارد، المدرّبين، المعلّمين، مديري دور المعلّمين، المفتّشين التربوييّن... فالنقد الذاتي وعمليّة التقييم شرطان أساسيان من شروط التقدم والتطور.
 ومن البديهي القول إن فعالية هذه العملية التربوية تتطلب التقييم الدائم ( évaluation continue ) والمرافق لعملية التّدريب والمواكب لها وذلك بالاعتماد على معايير للتقييم (critères d'évaluation) تأخذ بعين الاعتبار تحسين نوعية التّدريب والتعليم. هذا العدد أراده مكتب الإعداد والتّدريب بمثابة إعلام تربوي ترويجي لهذا المشروع الحيوي ودعوة لمديري المدارس لتسهيل مهمّة المعلّمين الذين يرغبون الالتحاق بمراكز التّدريب. هي أيضاً دعوة إلى جميع المعلّمين للمشاركة الكثيفة والفعّالة!
والمجلّة التربوية تدعو جميع المعلّمِين والمدرّبين الذين شاركوا في هذه العمليّة إلى التعبير عن آرائهم وتدوين شهاداتهم بتقارير( rapports de stages )  ستأخذ بعين الاعتبار  سنعمل على نشر المفيد منها. فعمليّة تقييم المشروع (évaluation du projet ) شهادات جميع المشاركين فيه.

تمنّياتنا أن تثمر الجهود وأن يكلّلَ هذا المشروع التربوي المهم بالنجاح!

ميني الزعنّي كلنك

التّدريب المستمرّ من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

 

التّدريب المستمرّ
من الواقع الميداني إلى بلوغ الأهداف

عملية التعلّم ثالوث قوامه المعلّمِ أولاً والتلميذ ثانياً والمعرفة ثالثاً. وقد أجمعت آراء ودراسات الباحثين في علم التربية وعلم النفس وعلم النفس الإجتماعي على أن المتعلّم هو محور هذه العملية الصعبة والدقيقة في آن. ثمّ إنه مهما تكن المناهج التعليمية مدروسة ومهما تطورَّت الوسائل التربوية وتعدّدَت فلا يمكنها أن تفيد المتعلّم أو أن تؤدي به إلى النجاح إذا لم يتسلّمَ زمامها معلّمِ تدرَّب على استعمالها وتطبيقها. وعلم التربية المرتكز على البحوث من جهة وخبرة المعلّمين من جهة ثانية أدرك المعلّمِ هو الموجِه.وعملية التوجيه  orientation بحاجة إلى التّدريب على استعمال الطرائق والأساليب الناشطة méthodes actives وعلى بناء استراتيجيات تعليمية فعّالة stratégies d'enseignement
 

الواقع الميداني
بناء عليه، قام المركز التربوي للبحوث والإنماء بعملية مسح شاملة في المدارس الرسمية وعلى أرض الواقع لتشخيص   مكامن الخلل والضعف ولتحديد حاجات المعلّمِين. فأظهر الواقع الميداني état de lieux الحاجة إلى الإعداد الأساسي  ( formation initiale de base) وإلى إعادة التأهيل وتطوير بعض المفاهيم القديمة وتحديثها والتمكين من المهنة( professionnalisation du méteir d\emseignant ) أو إلى التحفيز (motivitiation).
كما تبيّن من خلال دراسة الواقع الميدانيّ أن ما يعيق عملية التعلّم وما يتسبّب في تدنّي مستوى التعليم هو الصعوبات التعلّمية التي يعاني منها بعض المتعلّمين والتي تظهر على مستوى طرائق التعليم واستراتيجياتهméthodes et stratégies ولقد أظهر الواقع الميداني أيضاً أننا، بصورة إجمالية، لا نزال نلجأ إلى الأساليب التي ترتكز على محورية المعلّم وسلبية  المتعلم. المعلّم هو الملقّن والمتعلّم يتلقى المعلومات ويسمع المحاضرات ثم يُحاول أن يُخزّنها في ذاكرته (mémorisation). وهي أساليب ومفاهيم تقليدية لا تركز على محورية المتعلّم ( ne focalisent par sur l'apprenant )
انطلاقاً من هذا الواقع ومن كل هذه المعطيات بَدَت عملية التّدريب المستمرّ حاجة ملّحة وضرورة قصوى. بُذِلت من أجلها جهود كبيرة من قبل جميع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي وخصوصاً مكتب الإعداد التّدريب في المركز التربوي.للبحوث والإنماء وانطلق مشروع التّدريب المستمرّ سنة 2003-2004
 

ماهي المفاهيم التربوية التي يرتكز عليها مشروع التّدريب المستمرّ؟
يرتكز المشروع على مفاهيم تربوية حديثة أثبتت جدواها وفعاليتها الأكاديمية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مفهوم بناء التعلّم (constructivisme ) والمعرفية ( cognitivisme) الذي يساعد المتعلّمين على اكتشاف المعرفة وبنائها بأنفسهم.كما يولي المسؤولون عن المشروع اهتماماً كبيراً بالتربية الفارقية( pédagogie différenciée ) ذلك أن الفارقية بين المتعلّمين هي إحدى الأسباب الرئيسة التي تعوق عملية التعلّم ثمّ إن هندسة التّدريب  تقتضي أن يوجّه المعلّم المتعلّمين بحيث يصبح كل تلميذ قادراً على التعلّم.فتعدد استراتيجيات التعليم يسهّ لِ وصول المعرفة إلى جميع فئات المتعلّمِين وليس فقط إلى النخبة من بينهم، حيث تنطلق جميع هذه المفاهيم من محوريّة المتعلّم.
وعملية التّدريب المستمرّ تُساعد المعلّم على الإفادة من خبرات الآخرين كما تمكِّنه من تطوير مؤهلاته التربوية والتعلّمية  . بالإضافة إلى تملّكه كفايات( compétence) أكاديمية مهنية جديدة >كما أنّ الدورات التدّريبية تدفع المعلّمِ إلى مراجعة الحسابات والنقد الذاتي( autocritique ) بغية تصحيح الأخطاء وتخطي الرتابة وتكرار الذات والمَلَل وصولاً إلى القدرة على التّدريب الذاتي (autoformation ) كما تفسح له المجال لكي يكتسب كيفية تطبيق الطرائق الناشطة( méthodes actives) إنها عملية تبادل المعارف وتجدّد دائم!

ما هو دور المعلّمِ وما هي الأهداف التي يجب أن يسعى إلى بلوغها لكي يجعل من المتعلّم محور العملية التعلّمية؟
من خلال التّدريب المستمرّ، يدرك المعلم أن مهمته تقتضي:

  • مساعدة التلميذ وبصورة خاصة في مرحلة التعليم الأساسي لكي يشعر بالراحة والأمان ويشجعه على أن يكون قادراً على المشاركة مع الآخرين(participation et travaux de groupe)
  • على المعلّمِ أن ينُمّي عند المتعلّ مِ القدرة على بناء المعرفة بنفسه.
  • أن يحثّ المتعلّم على التفكير réflexion وأن يجعله قادراً على الفهم ثم التحليل والإنتاج. .(compréhension analyse et production)
  • أن يساعده على بناء شخصيته الممّيزة وعلى أن يكون مستقلاً( autonome)
  • أن ينمّي عند المتعلّمِ القدرات ومهارات التفكير.
  • أن يساعده على تفتح مواهبه وطاقاته وأن يجعله قادراً على الخلق الإبداع من خلال الأنشطة اللاصفّية وخصوصاً في مجالات الفنون.
  • أن ينمّي عنده حب الثقافة والاطلاع من خلال المطالعة والبحث ( travaux et recherche )
  •  أن يعمل على إثارة فضوله العلميّ (curiosité scientifique )
  • أن يجعل منه مواطناً مسؤولاً يَعي حقوقه وواجباته.
  • أن يشجعه على اتخاذ المواقف الملائمة.
  • أن يساعده على اختيار مهنة المستقبل خصوصاً في المرحلة الثانوية.

أخيراً وبكلمة مختصرة، المعلّم هو الموّجه والمحفّز والمشرف وليس المحاضر والملقّن. وهو الذي يتمكّن من اعتماد أسلوب التربية من أجل النجاح ( pédagogie de la réussite)
إن هذا العدد من المجلة التربوية يمكّن مديري المدارس والمفتشين التربويين والمعلّمين الاطلاع على بعض ما يجري على هذا الصعيد. وقد حاول مكتب الإعداد والتّدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء تسليط الضوء على المشروع من خلال مقالات وشهادات بعض المدرّبين والمفتّشين التربويين ومسؤولي مراكز الموارد فكان هذا العدد صدى لما يجري في مراكز التّدريب لكي يُصار إلى تحسين أداء الجميع. ومما لا شك فيه أن المهمة كبيرة والأهداف نبيلة ونجاح هذا العمل النبيل مرهون بتضافر قوى جميع المسؤولين عنه: مديري المدارس، المسؤولين في مراكز الموارد، المدرّبين، المعلّمين، مديري دور المعلّمين، المفتّشين التربوييّن... فالنقد الذاتي وعمليّة التقييم شرطان أساسيان من شروط التقدم والتطور.
 ومن البديهي القول إن فعالية هذه العملية التربوية تتطلب التقييم الدائم ( évaluation continue ) والمرافق لعملية التّدريب والمواكب لها وذلك بالاعتماد على معايير للتقييم (critères d'évaluation) تأخذ بعين الاعتبار تحسين نوعية التّدريب والتعليم. هذا العدد أراده مكتب الإعداد والتّدريب بمثابة إعلام تربوي ترويجي لهذا المشروع الحيوي ودعوة لمديري المدارس لتسهيل مهمّة المعلّمين الذين يرغبون الالتحاق بمراكز التّدريب. هي أيضاً دعوة إلى جميع المعلّمين للمشاركة الكثيفة والفعّالة!
والمجلّة التربوية تدعو جميع المعلّمِين والمدرّبين الذين شاركوا في هذه العمليّة إلى التعبير عن آرائهم وتدوين شهاداتهم بتقارير( rapports de stages )  ستأخذ بعين الاعتبار  سنعمل على نشر المفيد منها. فعمليّة تقييم المشروع (évaluation du projet ) شهادات جميع المشاركين فيه.

تمنّياتنا أن تثمر الجهود وأن يكلّلَ هذا المشروع التربوي المهم بالنجاح!

ميني الزعنّي كلنك