خطّةَ التعليم للجميع

د. منى دياب رئيسة وحدة المناهج في المركز التربوي للبحوث والإنماء

"تربية مستدامة" "لتَنمية مستدامة"

 

عقد في "ريو ديجينيرو" في البرازيل سنة 199٢ مؤتمر قمّةَ الأرض الأولى للتنمية المستدامة، ثم تبع ذلك سنة 2002 مؤتمر قمة الأرض الثانية الذي عقد في ''جوهنسبرغ'' جنوب إفريقيا، وقد خلص هذا المؤتمر الى أن التّنَمية المستدامة هي الهدف الأساس لتحقيق تقدم اجتماعي أو اقتصادي ملموس في جميع دول العالم ومناطقه، وبشكلّ خاص للحدّ من الفقر والبطالة واستنزاف الموارد الطبيعيّةَ والحدّ من التضرُّر البيئي.

ولأهمّيَة الموضوع خصَّصت الأمم المتحدة عقدًا كاملاً من (2005- 2014) لجعل التّنَمية المستدامة هدفًا تربويًا.غايته الاهتمام بالموارد البشريّةَ في الدرجة الأولى، فأقرته  في 20 ديسمبر 2002بقرار رقم 254/57، وقد شمل هذا القرار جميع فئات المجتمع بين متعلّمِ ومعلّمِ، لتوجيه جميع الشرائح الاجتماعية إلى توحيد الرؤية التربويّةَ، وتعزيز التوازن بين الحاجات والموارد، حفظاً لحقوق الأجيال القادمة، وهذا أكثر ما يرتكز على التعلّمُ الأخلاقي لاحترام التضامن على المستويات الوطنيّةَ والإقليميّةَ والدّوليّةَ.

 

من هنا نستطيع القول أن ''التّنَمية المستدامة'' ''تربية مستدامة''، خصوصًا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأهداف التعليم للجميع  (مؤتمر داكار 2000)، وبالأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ (نيويورك 2000) وعقد الأمم المتحدة لمحو ألأميّةَ (2003-2012)، ومع خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع (2003-2005 لبنان) والتي لحظت في بنودها مقرّرات المؤتمرات الآنفة الذكر، كما لحظت الخصوصيّةَ اللبنانيّةَ وواقعها الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، وما نتج من هذه الأوضاع من إشكاليّات في بنود خطّةَ التعليم للجميع.

لحظت الخطّة في بنودها نتائج التقرير التقييمي لعام 2000 باحتساب المؤشِّرات على مستويات عدّة، وأقرَّتها كأهداف لخطّة التعليم للجميع، منها:

  • رعاية الطفولة المبكرة التي وردت في بنود عقد الأمم المتّحَدة، حيث لحظت الخطّة توسيع الرعاية وتحسينها في تلك المرحلة للفئة العمريّةَ من ثلاث سنوات إلى ست سنوات. )مع زيادة حصص التعليم لتشمل 50٪ من أعداد أطفال هذه المرحلة).
  • إلزاميَّة التعليم الأساسي إذ بلغت نسبة الالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائيّةَ 91,23 ٪. حيث أقرَّت الخطّةَ ضرورة تأمين تعليم إلزامي وجيّدِ لكلّ الفئات الاجتماعية وعلى كلّ الأراضي اللبنانيّةَ. حيث يغطّي التعليم الرسمي 60 ٪ من تلامذة هذه المرحلة.
  • الاهتمام بالقرائيّةَ لدى الشباب والراشدين (ألأميّةَ):

وذلك بوضع دراسة تقويميّةَ لبرامج محو ألأميّةَ الحاليّةَ ومن ثمّ تطويرها، ومتابعة النتائج للوصول إلى الإفادة

من الاستثمار البشري في الخطّةَ التنمويّةَ المرتقبة.

هذا بالإضافة إلى كلّ مايتعلّقَ بالتّرَبية، من تأمين معلّمِين وتدريبهم، والترفيع الميسَّر وإعادة المتسرّبِين، والعمل على الحدّ من التسرُّب الذي يعدّ أوسع أبواب الارتداد إلى ألأميّةَ، ومن الأهمية بمكان أن يُشار إلى البنود المتوازية والمتوازنة بين خطّةَ التعليم للجميع، وبين استراتيجيَّة ''التَّنمية المستدامة'' المتوافق عليها في عقد الأمم المتّحَدة وهي:

أ-  نصَّ عقد الأمم المتّحَدة على:

  1. وضع سياسات وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتحقيق رفاهيّةَ الإنسان وفي الوقت نفسه وقف هدر الموارد الطبيعيّةَ.
  2. الحدّ من الفقر.
  3. المساواة بين الجنسين.
  4. المحافظة على البيئة.
  5. تطوير التعليم والتعلّمُ والتوجّهُ المهني (تعلّمُ مدى الحياة).
  6. جودة التعليم.
  7. نشر الديمقراطيّةَ.
  8. حقوق الإنسان.

ب-  في خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع:

  1. إلزاميّةَ التعليم حتى عمر 12سنة كمرحلة أولى وحتى عمر 15 سنة كمرحلة ثانية. وهي أهمّ بند من بنود التّنَمية البشريّةَ والاستثمار البشري للحدّ من الفقر.
  2. هيكلّيّةَ تتمتّعَ بالمرونة، وتطمح إلى التكامل مع مختلف فروع التعليم ومستوياته. كما لحظت مسارًا للتعليم النظامي وآخر للتعليم غير النظامي.(التطوير المستمر للقدرات البشريّةَ).
  3. تحديث مناهج التعليم وتضمينها قيمًا ومعارف ومهارات ومواقف متعلّقة بالبيئة والصحَّة والمساواة بين الجنسين.
  4. جعل المتعلّمِ محور العمليّةَ التربويّةَ.
  5. وضع معايير للأساتذة ولمديري المدارس.
  6. العمل على ترشيد الإنفاق (وقف الهدر).
  7. تجويد التعليم وتأهيل أفراد الهيئة التعليميّةَ.
  8. تجويد مواصفات البناء المدرسي.

ج- المكوّنِات المتوازية بين خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع والتّرَبية من أجل التنمية المستدامة ومدى أنسجامها مع عقد الأمم المتّحَدة:

مكوّنِ أول:  اعتمدت خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع على استخدام العملية التربويَّة كوعاء لتحقيق "التَّنمية المستدامة"، عبر سياسات وخطط وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتغيير نمط التفكير التقليدي، وإنتاج ما هو متقارب مع حاجات العصر، ويتماشى مع سوق العمل:

المدخلات:

  1. تحديث المناهج وتحويلها من التراكم الكمي، إلى النشاط التطبيقي، للإفادة منها في حل المشكلات الحياتية. أي إعادة توجيه أنماط التعلّمُ والتعليم الناشط الهادف إلى التنمية المستدامة على المستويات التعليميّةَ والتدريبية كافة  (تعلّمُ مدى الحياة).
  2. تحويل التعليم وربطه بالمهن الإنتاجية العالميّةَ، وبشرائح المجتمع كافة.

تبرز الحاجة اليوم إلى مهن لها علاقة بالتكنولوجيا وبإدارتها وبتقنيات الاتصال وإنتاج المعلومات.

من منا كان يتصور أن مهنة الطبيب والمهندس والمحامي والأستاذ التي تلقى إقبالاً، لا تدرُّ مدخولاً كما مهنة تقنيات المعلومات والإعلان، التي تدرُّ مدخولاً أكبر من تلك المهن التي كانت في ما مضى مهنة لطبقة معينة أطلق عليها "النخبة" -Elite- .

إن المستقبل المهني في لبنان غير واضح المعالم، وإذا كان الاتجاه إلى المعلوماتيّةَ والتكنولوجيا هو السائد، فإن النجاح في أي من المهن هذه، يعتمد بالدرجة الأولى بعد الدراسة الأكاديميَّة على الجهد الشخصي، لزيادة الثقافة والمخزون المحلي للاختصاص ثم لحاجة سوق العمل.

القرن الواحد والعشرون رائد في علوم التكنولوجيا والمعلوماتيّةَ، ولبنان هو الدولة الثانية بعد الإمارات في استخدام الإنترنت، وعدد الكلّيات والمعاهد التي تدرّسِ المعلوماتيّةَ بفروعها يفوق 85 ٪ من مجموع عدد الكلّيات في كلّ الجامعات في لبنان (دليل الجامعات والمعاهد في لبنان) لأنه اصبح ضرورةً - حتى الطبيب هو بحاجة للمعلوماتية - ولكن ما ينقصنا هو التّخَطيط، لأن ما تم حتى اليوم في عالم تعليم المعلوماتيّةَ، تم بناء على توجيه عالمي بدأ بالتقليد، وأصبح جزءًا من الحياة العلميّةَ والعملية لعبت فيه الصدفة والعفوية دورًا رئيسًا. لذلك فإن ارتباط التكنولوجيا والمعلوماتيَّة وفروعها واختصاصاتها أمر ضروري في كلّ المهن بدءًا من الطبّ حتى تصميم شبكات المياه في أصغر المرافق المنزلية.

مكوّنِ ثان:  التّخَطيط

يبدأ التّخَطيط من الهدف التنموي الرامي إلى زيادة الإنتاج والقدرة على تحسين نوعيته.

وهذا يتطلب التدريب المستمر، لمتابعة ومواكبة واستخدام اكثر المستحدثات التكنولوجيّةَ، والمعلوماتيّةَ للتهيؤ للتغيّرُات الدّوليّةَ السريعة - إداريّاً وميكأنيكيّاً وثقافيّاً.

مكوّنِ ثالث: الإحصاءات

الافادة من المعلومات والإحصاءات: ميزة الإنترنت أنها مساحة حرَّة وديمقراطيّةَ ومفتوحة للجميع، وغير مرتبطة لا بنظام ولا بسلطة، والمهم هو الإفادة من معلومات الإنترنت واستخدامها حيث يجب، لبناء حلول لمشاكلّنا والاتعاظ بها. (إعلان صفاء: الإنترنت المعرفة النافعة 1999) فالمعلومات وحدها ليست معرفة، بل تبقى مجموعة من المعطيات الأرشيفيَّة، إلى أن نقرر نحن ما سنفعل بها ونحدد استعمالاتها وكيفيّةَ الإفادة منها لتحقيق التّنَمية.

ونجاح هذه التّنَمية المستدامة، لا يتوقف فقط على هذه المعطيات، بل بعد أن تتحرك هذه المعطيات ضمن الالتزامات المخطّطَ لها لتسير وفق جداول زمنية وتنفيذيّةَ يحتاج إليها المجتمع.

مكوّنِ رابع:  القضاء على ألأميةَّ: (عقد الامم المتحدة 2003-2012)

من هنا يبرز أهمّ هدفٍ تنموي، هو القرائيّةَ فكيف سنصل إلى المعلومة المفيدة ونحن لا نقرأ؟

لذا كان من أهداف ''مؤتمر جوميتين'' ومعايير التّرَبية في منظّمَة الأونيسكو، هو تعزيز القرائيّةَ، كطريق أوحد وموحّدَ للوصول إلى شموليّةَ المعرفة وعالميّةَ المعلومات. وهذا واقع لا مفر منه للوصول إلى المعرفة المباشرة، ومن هنا نبدأ )نسبة ألأميّةَ في لبنان 13,8 ٪ وشبه ألأمّيين 24,6٪(  لذا انصب اهتمام التّنَمية المستدامة على القضاء على ألأميّةَ في لبنان ضمن خطة التّنَمية المستدامة تربية مستدامة.

التّنَمية هي المشاركة في الوطن الواحد، والمشاركة بين القارات، ولا سبيل للوصول إلى أي واحدة منهما الا اذا بدأنا بما نسميه نحن ''محو ألأميَّة'' ويسميه العالم المتحضر ''القرائيّةَ''. وذلك عبر برامج حديثة وناشطة، تعمّ كلّ الوطن لإنجاز عقد محو ألأميّةَ في ٢01٢ فنكون قد وفينا بعهودنا تجاه المؤسسات الدّوليَّة. ويلعب الإعلام دورًا رئيسًّا في إعادة الاعتبار للقراءة والكتابة، اللتين هما الوعاء الحقيقي لكلّ المعلومات أينما توافرت، وحيثما وجدت، فبدون اللّغُة وأدواتها قراءة وكتابة، لا طريق للإفادة من أي معلومة مهما بدت نافرة. واللّغُة هي وعاء النص والكلمة التي تنقل المعلومة إلى العالم.

مكوّنِ خامس:  الإعلام

تفيد الإحصاءات أن ثلثي سكّان لبنان يشاهدون الشبكات الفضائية و 100 ٪ يشاهدون الأقنية المحليَّة. فماذا لو خصصنا ساعتين في كلّ قناة تلفزيونية لبثّ مواد تعليميّةَ ثقافيَّة تساعد على تغيير مسار المجتمع نحو الافضل، خصوصًا في موضوعات المساواة وعدم التمييز، وحلّ النِّزاعات، والتَّربية الصحِّيَّة والبيئيَّة، والتّرَبية الجنسيّةَ، وحقوق الإنسان ....

من فضل الإعلام، أنه سمح لنا بالعيش في العالم كلّه، وفي القارات الخمس، وتحت البحار وفوق قمم الجبال ... بل والعودة بالزمن إلى الوراء ومراقبة الديناصورات كما العيش في عالم افتراضي لم يأتِ بعد.لذا فهو أنجع الوسائل لنشر المفاهيم والمعرفة.

مكوّنِ سابع:  الحرّيِةَّ:  أهمّ قيمة إنسانية سامية.

إن مبدأي الحرّيِةَّ والديمقراطيّةَ هما من مرتكزات التّنَمية المستدامة، اللتين تدرسان عبر أنشطة تربويّةَ تعنى بحقوق الإنسان، ونبذ العنف والمساواة و''التّرَبية من أجل السلام''.

''الفرد لا يستطيع اختيار السلام لو أجبر على الحرب''. ونحن نسعى من ناحية لجعل الجيل الجديد يسير في طريق "التّنَمية المستدامة"، طريق التطوّر والإنتعاش الاقتصادي، ونضع من ناحية أخرى المعوقات في طريقه، ونفرض عليه شروطًا تعجيزية، أقلها الانغلاق والتقوقع، فكيف يمارس حريته وكيف سيفيد من نظامه الديمقراطي، إذا حرمناه من الليبيرالية المعرفية مشاركة وإفادة، لخلق عالم جديد ومتحضِّر يرتكز على عنصر الشباب المعتزّ بمواطنيته، القادر على التغيير الثقافي.

وأخيرًا دعونا نخرج من الوهم القاتل بأننا القدوة، فالمخابرة بين القارات أسرع من مهاتفة بين حي وآخر في لبنان. ودعونا نشكر العقول الخلاّقة التي ربطت العالم بالإنترنت فايقظت فينا حبّ الاطّلاع والمعرفة وحضَّتنا على قراءة لغتنا ولغتهم، وقادتنا إلى فهم المعاني الجميلة فاستخدمنا حرّيِتنا بديمقراطيةَّ أوصلتنا إلى ممارسة حقوقنا كبشر، وقادتنا إلى البحث عن الأمن والسلام ونبذ العنف وفتح صفحة جديدة من التعاون نتبادل من خلالها ومن خلال اختراعهم هذا، كلمة شكر نابعة من العرفان بالجميل فنحقق التّنَمية وندعو أن تكون مستدامة، فالاستدامة هي المتابعة ذات الجدوى الاحترازيّةَ لاستباق الهفوات التي قد تنجم عن التطبيق، والتي قد لاتكون قد لحظت في الخطّةَ الأساسيّةَ .

المخرجات:  الدخول إلى الألفية الثالثة

ومع كثرة الأسباب والاهداف أختصر القول بما يأتي:

لتحقيق التّنَمية المستدامة نحن بحاجة إلى لبنان جديد. الألفية الثالثة بدأت في العالم ولكنها لم تدخل عقولنا بعد، بل بالكاد نفتح الأبواب ونطل عليها من بعيد.

علينا أن نقتنع بأن الحروب، وأعمال العنف هما من الآثار التاريخيّةَ والتفوُّق مرتبط بالعلم والانفتاح والحرّيِاّت والانعتاق من التراث الثقافي الضيّقِ، إلى المنظار الثقافي العالمي الشامل. هذا هو الانتصار الحقيقي.

والتطوُّر رهن بالتقدم العلمي والتصنيع الاقتصادي وهو مرتبط عضويّاً بديمقراطيّةَ الحكم والحرّيِاّت الاقتصاديّةَ الذي سيوصلنا إلى حرّيِةَّ تقرير المصير.

  • وقد جاء في نهاية عرض الخطّةَ مايأتي وهو إيجاز لتزاوج متين بين التنمية المستدامة - تربية مستدامة وما نتوقّعَه حتى عام 2015 وفيه:
  • حصول جميع الأطفال من عمر ثلاث سنوات حتى عمر خمس سنوات على مقاعد في مرحلة الروضة.
  • تحقيق الزامية التعليم الأساسي من عمر ست سنوات الى خمس عشرة سنة مع تنويع مساراته: عادي، معمق، مسرع.
  • تأمين التعليم للأولاد والشباب الذين هم خارج المدرسة.
  • تأمين التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • توسيع فرص التعليم المهني والتقني وجعله متوازناً مع التعليم العام، وأكثر ارتباطاً بعملية التنمية.
  • توفير الفرص التعليمية قرائيّاً ومهنيّاً وحياتيّاً للشباب والكبار، مع خفض الأمية القرائية بين الكبار بنسبة 50 ٪.
  • تحسين ظروف العملية التعليمية لجهة الأبنية والتجهيزات والمعلمين والمناهج.
  • تطوير البنى الإدارية للتعليم العام والمهني.

أخيرًا:  نستطيع القول أمام طروحات خطّةَ التعليم للجميع، أنها تربية مستدامة لتنمية مستدامة .

 

الملحق 1:

أ-  اهداف التعليم للجميع  (داكار، ابريل/ نيسأن 2000)

  1. تحسين وتوسيع الرعاية والتّرَبية في مرحلة الطفولة المبكرة.
  2. تمكن جميع الأطفال من تعليم ابتدائي مجاني والزامي بحلول العام 2015.
  3. ضمان تلبية حاجات التعلّمُ للصغار والراشدين كافة.
  4. تحقيق تحسن بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية للكبار بحلول العام 2015.
  5. إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول العام 2005 ، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول العام 2015.
  6. تحسين الجوانب النوعية للتعليم كافة (القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأساسية للحياة).

ب-  الأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ  (نيويورك، سبتمبر / أيلول 2000)

  1. مكافحة الفقر المدقع والجوع.
  2. توافر التعليم الابتدائي للجميع (Pauvreté).
  3. تشجيع المساواة بين الجنسين وتفعيل دور المرأة.
  4. خفض نسبة الوفيات لدى الاطفال دون الخمس سنوات.
  5. تحسين صحة الأم.
  6. مكافحة فيروس نقص المناعة البشري- الإيدز (السيدا)  والملاريا وغيرها من الأمراض السارية.
  7. تحقيق الاستدامة البيئيّةَ.
  8. تطوير الشراكة الدّوليّةَ من أجل التّنَمية.

 

ج-  عقد الأمم المتحدة لمكافحة ألأميّةَ (2003 /2012)

تبنت الامم المتحدة هذا العقد في إطار الجهود الدّوليّةَ لتحقيق أهداف التعليم للجميع وخطة العمل التي تم الاتفاق عليها بين الدول في داكار (ابريل/نيسأن 2000). وتمثل محو ألأميّةَ مفتاحًا لتمكين الافراد من مواكبة مجتمعات المعرفة، والتركيز على الاجيال القادمة بواسطة الاهتمام بالاطفال في الوقت الراهن، كما أن محو ألأميّةَ الكتابية والتواصل بواسطة اللغات المختلفة يسهم في تبادل الخبرات بين الشعوب والمجتمعات. وهذا يشكلّ عاملاً أساسيّاً للتعلم بين الكبار والصغار في مجالات مختلفة، ومن هنا كان محو ألأميّةَ الخطوة الأولى للتنمية والتعلّمُ مدى الحياة.

 

المراجع:

  1. راجع الملحق(1).
  2. الإحصاء المركزي (ألأمّيين من عمر 15-45).
  3. الإحصاء المركزي  (يقرأ ويكتب ولا يستطيع الإجابة عن استمارة مبدئية).
  4. اليونسكو (2006)، دور التعليم والتدريب في التّنَمية المستدامة: الأبعاد "الاجتماعية والاقتصاديَّة والبيئيَّة" العدد 6، سلسلة دراسات التعليم والتدريب التقني والمهني. ك 2 2006  - بيروت.
  5. اليونسكو ( 2005)، الإطار المرجعي الدولي لفعاليات عقد الامم المتحدة للتربية من أجل التّنَمية المستدامة - القاهرة 2005

 

خطّةَ التعليم للجميع

د. منى دياب رئيسة وحدة المناهج في المركز التربوي للبحوث والإنماء

"تربية مستدامة" "لتَنمية مستدامة"

 

عقد في "ريو ديجينيرو" في البرازيل سنة 199٢ مؤتمر قمّةَ الأرض الأولى للتنمية المستدامة، ثم تبع ذلك سنة 2002 مؤتمر قمة الأرض الثانية الذي عقد في ''جوهنسبرغ'' جنوب إفريقيا، وقد خلص هذا المؤتمر الى أن التّنَمية المستدامة هي الهدف الأساس لتحقيق تقدم اجتماعي أو اقتصادي ملموس في جميع دول العالم ومناطقه، وبشكلّ خاص للحدّ من الفقر والبطالة واستنزاف الموارد الطبيعيّةَ والحدّ من التضرُّر البيئي.

ولأهمّيَة الموضوع خصَّصت الأمم المتحدة عقدًا كاملاً من (2005- 2014) لجعل التّنَمية المستدامة هدفًا تربويًا.غايته الاهتمام بالموارد البشريّةَ في الدرجة الأولى، فأقرته  في 20 ديسمبر 2002بقرار رقم 254/57، وقد شمل هذا القرار جميع فئات المجتمع بين متعلّمِ ومعلّمِ، لتوجيه جميع الشرائح الاجتماعية إلى توحيد الرؤية التربويّةَ، وتعزيز التوازن بين الحاجات والموارد، حفظاً لحقوق الأجيال القادمة، وهذا أكثر ما يرتكز على التعلّمُ الأخلاقي لاحترام التضامن على المستويات الوطنيّةَ والإقليميّةَ والدّوليّةَ.

 

من هنا نستطيع القول أن ''التّنَمية المستدامة'' ''تربية مستدامة''، خصوصًا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأهداف التعليم للجميع  (مؤتمر داكار 2000)، وبالأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ (نيويورك 2000) وعقد الأمم المتحدة لمحو ألأميّةَ (2003-2012)، ومع خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع (2003-2005 لبنان) والتي لحظت في بنودها مقرّرات المؤتمرات الآنفة الذكر، كما لحظت الخصوصيّةَ اللبنانيّةَ وواقعها الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، وما نتج من هذه الأوضاع من إشكاليّات في بنود خطّةَ التعليم للجميع.

لحظت الخطّة في بنودها نتائج التقرير التقييمي لعام 2000 باحتساب المؤشِّرات على مستويات عدّة، وأقرَّتها كأهداف لخطّة التعليم للجميع، منها:

  • رعاية الطفولة المبكرة التي وردت في بنود عقد الأمم المتّحَدة، حيث لحظت الخطّة توسيع الرعاية وتحسينها في تلك المرحلة للفئة العمريّةَ من ثلاث سنوات إلى ست سنوات. )مع زيادة حصص التعليم لتشمل 50٪ من أعداد أطفال هذه المرحلة).
  • إلزاميَّة التعليم الأساسي إذ بلغت نسبة الالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائيّةَ 91,23 ٪. حيث أقرَّت الخطّةَ ضرورة تأمين تعليم إلزامي وجيّدِ لكلّ الفئات الاجتماعية وعلى كلّ الأراضي اللبنانيّةَ. حيث يغطّي التعليم الرسمي 60 ٪ من تلامذة هذه المرحلة.
  • الاهتمام بالقرائيّةَ لدى الشباب والراشدين (ألأميّةَ):

وذلك بوضع دراسة تقويميّةَ لبرامج محو ألأميّةَ الحاليّةَ ومن ثمّ تطويرها، ومتابعة النتائج للوصول إلى الإفادة

من الاستثمار البشري في الخطّةَ التنمويّةَ المرتقبة.

هذا بالإضافة إلى كلّ مايتعلّقَ بالتّرَبية، من تأمين معلّمِين وتدريبهم، والترفيع الميسَّر وإعادة المتسرّبِين، والعمل على الحدّ من التسرُّب الذي يعدّ أوسع أبواب الارتداد إلى ألأميّةَ، ومن الأهمية بمكان أن يُشار إلى البنود المتوازية والمتوازنة بين خطّةَ التعليم للجميع، وبين استراتيجيَّة ''التَّنمية المستدامة'' المتوافق عليها في عقد الأمم المتّحَدة وهي:

أ-  نصَّ عقد الأمم المتّحَدة على:

  1. وضع سياسات وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتحقيق رفاهيّةَ الإنسان وفي الوقت نفسه وقف هدر الموارد الطبيعيّةَ.
  2. الحدّ من الفقر.
  3. المساواة بين الجنسين.
  4. المحافظة على البيئة.
  5. تطوير التعليم والتعلّمُ والتوجّهُ المهني (تعلّمُ مدى الحياة).
  6. جودة التعليم.
  7. نشر الديمقراطيّةَ.
  8. حقوق الإنسان.

ب-  في خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع:

  1. إلزاميّةَ التعليم حتى عمر 12سنة كمرحلة أولى وحتى عمر 15 سنة كمرحلة ثانية. وهي أهمّ بند من بنود التّنَمية البشريّةَ والاستثمار البشري للحدّ من الفقر.
  2. هيكلّيّةَ تتمتّعَ بالمرونة، وتطمح إلى التكامل مع مختلف فروع التعليم ومستوياته. كما لحظت مسارًا للتعليم النظامي وآخر للتعليم غير النظامي.(التطوير المستمر للقدرات البشريّةَ).
  3. تحديث مناهج التعليم وتضمينها قيمًا ومعارف ومهارات ومواقف متعلّقة بالبيئة والصحَّة والمساواة بين الجنسين.
  4. جعل المتعلّمِ محور العمليّةَ التربويّةَ.
  5. وضع معايير للأساتذة ولمديري المدارس.
  6. العمل على ترشيد الإنفاق (وقف الهدر).
  7. تجويد التعليم وتأهيل أفراد الهيئة التعليميّةَ.
  8. تجويد مواصفات البناء المدرسي.

ج- المكوّنِات المتوازية بين خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع والتّرَبية من أجل التنمية المستدامة ومدى أنسجامها مع عقد الأمم المتّحَدة:

مكوّنِ أول:  اعتمدت خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع على استخدام العملية التربويَّة كوعاء لتحقيق "التَّنمية المستدامة"، عبر سياسات وخطط وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتغيير نمط التفكير التقليدي، وإنتاج ما هو متقارب مع حاجات العصر، ويتماشى مع سوق العمل:

المدخلات:

  1. تحديث المناهج وتحويلها من التراكم الكمي، إلى النشاط التطبيقي، للإفادة منها في حل المشكلات الحياتية. أي إعادة توجيه أنماط التعلّمُ والتعليم الناشط الهادف إلى التنمية المستدامة على المستويات التعليميّةَ والتدريبية كافة  (تعلّمُ مدى الحياة).
  2. تحويل التعليم وربطه بالمهن الإنتاجية العالميّةَ، وبشرائح المجتمع كافة.

تبرز الحاجة اليوم إلى مهن لها علاقة بالتكنولوجيا وبإدارتها وبتقنيات الاتصال وإنتاج المعلومات.

من منا كان يتصور أن مهنة الطبيب والمهندس والمحامي والأستاذ التي تلقى إقبالاً، لا تدرُّ مدخولاً كما مهنة تقنيات المعلومات والإعلان، التي تدرُّ مدخولاً أكبر من تلك المهن التي كانت في ما مضى مهنة لطبقة معينة أطلق عليها "النخبة" -Elite- .

إن المستقبل المهني في لبنان غير واضح المعالم، وإذا كان الاتجاه إلى المعلوماتيّةَ والتكنولوجيا هو السائد، فإن النجاح في أي من المهن هذه، يعتمد بالدرجة الأولى بعد الدراسة الأكاديميَّة على الجهد الشخصي، لزيادة الثقافة والمخزون المحلي للاختصاص ثم لحاجة سوق العمل.

القرن الواحد والعشرون رائد في علوم التكنولوجيا والمعلوماتيّةَ، ولبنان هو الدولة الثانية بعد الإمارات في استخدام الإنترنت، وعدد الكلّيات والمعاهد التي تدرّسِ المعلوماتيّةَ بفروعها يفوق 85 ٪ من مجموع عدد الكلّيات في كلّ الجامعات في لبنان (دليل الجامعات والمعاهد في لبنان) لأنه اصبح ضرورةً - حتى الطبيب هو بحاجة للمعلوماتية - ولكن ما ينقصنا هو التّخَطيط، لأن ما تم حتى اليوم في عالم تعليم المعلوماتيّةَ، تم بناء على توجيه عالمي بدأ بالتقليد، وأصبح جزءًا من الحياة العلميّةَ والعملية لعبت فيه الصدفة والعفوية دورًا رئيسًا. لذلك فإن ارتباط التكنولوجيا والمعلوماتيَّة وفروعها واختصاصاتها أمر ضروري في كلّ المهن بدءًا من الطبّ حتى تصميم شبكات المياه في أصغر المرافق المنزلية.

مكوّنِ ثان:  التّخَطيط

يبدأ التّخَطيط من الهدف التنموي الرامي إلى زيادة الإنتاج والقدرة على تحسين نوعيته.

وهذا يتطلب التدريب المستمر، لمتابعة ومواكبة واستخدام اكثر المستحدثات التكنولوجيّةَ، والمعلوماتيّةَ للتهيؤ للتغيّرُات الدّوليّةَ السريعة - إداريّاً وميكأنيكيّاً وثقافيّاً.

مكوّنِ ثالث: الإحصاءات

الافادة من المعلومات والإحصاءات: ميزة الإنترنت أنها مساحة حرَّة وديمقراطيّةَ ومفتوحة للجميع، وغير مرتبطة لا بنظام ولا بسلطة، والمهم هو الإفادة من معلومات الإنترنت واستخدامها حيث يجب، لبناء حلول لمشاكلّنا والاتعاظ بها. (إعلان صفاء: الإنترنت المعرفة النافعة 1999) فالمعلومات وحدها ليست معرفة، بل تبقى مجموعة من المعطيات الأرشيفيَّة، إلى أن نقرر نحن ما سنفعل بها ونحدد استعمالاتها وكيفيّةَ الإفادة منها لتحقيق التّنَمية.

ونجاح هذه التّنَمية المستدامة، لا يتوقف فقط على هذه المعطيات، بل بعد أن تتحرك هذه المعطيات ضمن الالتزامات المخطّطَ لها لتسير وفق جداول زمنية وتنفيذيّةَ يحتاج إليها المجتمع.

مكوّنِ رابع:  القضاء على ألأميةَّ: (عقد الامم المتحدة 2003-2012)

من هنا يبرز أهمّ هدفٍ تنموي، هو القرائيّةَ فكيف سنصل إلى المعلومة المفيدة ونحن لا نقرأ؟

لذا كان من أهداف ''مؤتمر جوميتين'' ومعايير التّرَبية في منظّمَة الأونيسكو، هو تعزيز القرائيّةَ، كطريق أوحد وموحّدَ للوصول إلى شموليّةَ المعرفة وعالميّةَ المعلومات. وهذا واقع لا مفر منه للوصول إلى المعرفة المباشرة، ومن هنا نبدأ )نسبة ألأميّةَ في لبنان 13,8 ٪ وشبه ألأمّيين 24,6٪(  لذا انصب اهتمام التّنَمية المستدامة على القضاء على ألأميّةَ في لبنان ضمن خطة التّنَمية المستدامة تربية مستدامة.

التّنَمية هي المشاركة في الوطن الواحد، والمشاركة بين القارات، ولا سبيل للوصول إلى أي واحدة منهما الا اذا بدأنا بما نسميه نحن ''محو ألأميَّة'' ويسميه العالم المتحضر ''القرائيّةَ''. وذلك عبر برامج حديثة وناشطة، تعمّ كلّ الوطن لإنجاز عقد محو ألأميّةَ في ٢01٢ فنكون قد وفينا بعهودنا تجاه المؤسسات الدّوليَّة. ويلعب الإعلام دورًا رئيسًّا في إعادة الاعتبار للقراءة والكتابة، اللتين هما الوعاء الحقيقي لكلّ المعلومات أينما توافرت، وحيثما وجدت، فبدون اللّغُة وأدواتها قراءة وكتابة، لا طريق للإفادة من أي معلومة مهما بدت نافرة. واللّغُة هي وعاء النص والكلمة التي تنقل المعلومة إلى العالم.

مكوّنِ خامس:  الإعلام

تفيد الإحصاءات أن ثلثي سكّان لبنان يشاهدون الشبكات الفضائية و 100 ٪ يشاهدون الأقنية المحليَّة. فماذا لو خصصنا ساعتين في كلّ قناة تلفزيونية لبثّ مواد تعليميّةَ ثقافيَّة تساعد على تغيير مسار المجتمع نحو الافضل، خصوصًا في موضوعات المساواة وعدم التمييز، وحلّ النِّزاعات، والتَّربية الصحِّيَّة والبيئيَّة، والتّرَبية الجنسيّةَ، وحقوق الإنسان ....

من فضل الإعلام، أنه سمح لنا بالعيش في العالم كلّه، وفي القارات الخمس، وتحت البحار وفوق قمم الجبال ... بل والعودة بالزمن إلى الوراء ومراقبة الديناصورات كما العيش في عالم افتراضي لم يأتِ بعد.لذا فهو أنجع الوسائل لنشر المفاهيم والمعرفة.

مكوّنِ سابع:  الحرّيِةَّ:  أهمّ قيمة إنسانية سامية.

إن مبدأي الحرّيِةَّ والديمقراطيّةَ هما من مرتكزات التّنَمية المستدامة، اللتين تدرسان عبر أنشطة تربويّةَ تعنى بحقوق الإنسان، ونبذ العنف والمساواة و''التّرَبية من أجل السلام''.

''الفرد لا يستطيع اختيار السلام لو أجبر على الحرب''. ونحن نسعى من ناحية لجعل الجيل الجديد يسير في طريق "التّنَمية المستدامة"، طريق التطوّر والإنتعاش الاقتصادي، ونضع من ناحية أخرى المعوقات في طريقه، ونفرض عليه شروطًا تعجيزية، أقلها الانغلاق والتقوقع، فكيف يمارس حريته وكيف سيفيد من نظامه الديمقراطي، إذا حرمناه من الليبيرالية المعرفية مشاركة وإفادة، لخلق عالم جديد ومتحضِّر يرتكز على عنصر الشباب المعتزّ بمواطنيته، القادر على التغيير الثقافي.

وأخيرًا دعونا نخرج من الوهم القاتل بأننا القدوة، فالمخابرة بين القارات أسرع من مهاتفة بين حي وآخر في لبنان. ودعونا نشكر العقول الخلاّقة التي ربطت العالم بالإنترنت فايقظت فينا حبّ الاطّلاع والمعرفة وحضَّتنا على قراءة لغتنا ولغتهم، وقادتنا إلى فهم المعاني الجميلة فاستخدمنا حرّيِتنا بديمقراطيةَّ أوصلتنا إلى ممارسة حقوقنا كبشر، وقادتنا إلى البحث عن الأمن والسلام ونبذ العنف وفتح صفحة جديدة من التعاون نتبادل من خلالها ومن خلال اختراعهم هذا، كلمة شكر نابعة من العرفان بالجميل فنحقق التّنَمية وندعو أن تكون مستدامة، فالاستدامة هي المتابعة ذات الجدوى الاحترازيّةَ لاستباق الهفوات التي قد تنجم عن التطبيق، والتي قد لاتكون قد لحظت في الخطّةَ الأساسيّةَ .

المخرجات:  الدخول إلى الألفية الثالثة

ومع كثرة الأسباب والاهداف أختصر القول بما يأتي:

لتحقيق التّنَمية المستدامة نحن بحاجة إلى لبنان جديد. الألفية الثالثة بدأت في العالم ولكنها لم تدخل عقولنا بعد، بل بالكاد نفتح الأبواب ونطل عليها من بعيد.

علينا أن نقتنع بأن الحروب، وأعمال العنف هما من الآثار التاريخيّةَ والتفوُّق مرتبط بالعلم والانفتاح والحرّيِاّت والانعتاق من التراث الثقافي الضيّقِ، إلى المنظار الثقافي العالمي الشامل. هذا هو الانتصار الحقيقي.

والتطوُّر رهن بالتقدم العلمي والتصنيع الاقتصادي وهو مرتبط عضويّاً بديمقراطيّةَ الحكم والحرّيِاّت الاقتصاديّةَ الذي سيوصلنا إلى حرّيِةَّ تقرير المصير.

  • وقد جاء في نهاية عرض الخطّةَ مايأتي وهو إيجاز لتزاوج متين بين التنمية المستدامة - تربية مستدامة وما نتوقّعَه حتى عام 2015 وفيه:
  • حصول جميع الأطفال من عمر ثلاث سنوات حتى عمر خمس سنوات على مقاعد في مرحلة الروضة.
  • تحقيق الزامية التعليم الأساسي من عمر ست سنوات الى خمس عشرة سنة مع تنويع مساراته: عادي، معمق، مسرع.
  • تأمين التعليم للأولاد والشباب الذين هم خارج المدرسة.
  • تأمين التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • توسيع فرص التعليم المهني والتقني وجعله متوازناً مع التعليم العام، وأكثر ارتباطاً بعملية التنمية.
  • توفير الفرص التعليمية قرائيّاً ومهنيّاً وحياتيّاً للشباب والكبار، مع خفض الأمية القرائية بين الكبار بنسبة 50 ٪.
  • تحسين ظروف العملية التعليمية لجهة الأبنية والتجهيزات والمعلمين والمناهج.
  • تطوير البنى الإدارية للتعليم العام والمهني.

أخيرًا:  نستطيع القول أمام طروحات خطّةَ التعليم للجميع، أنها تربية مستدامة لتنمية مستدامة .

 

الملحق 1:

أ-  اهداف التعليم للجميع  (داكار، ابريل/ نيسأن 2000)

  1. تحسين وتوسيع الرعاية والتّرَبية في مرحلة الطفولة المبكرة.
  2. تمكن جميع الأطفال من تعليم ابتدائي مجاني والزامي بحلول العام 2015.
  3. ضمان تلبية حاجات التعلّمُ للصغار والراشدين كافة.
  4. تحقيق تحسن بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية للكبار بحلول العام 2015.
  5. إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول العام 2005 ، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول العام 2015.
  6. تحسين الجوانب النوعية للتعليم كافة (القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأساسية للحياة).

ب-  الأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ  (نيويورك، سبتمبر / أيلول 2000)

  1. مكافحة الفقر المدقع والجوع.
  2. توافر التعليم الابتدائي للجميع (Pauvreté).
  3. تشجيع المساواة بين الجنسين وتفعيل دور المرأة.
  4. خفض نسبة الوفيات لدى الاطفال دون الخمس سنوات.
  5. تحسين صحة الأم.
  6. مكافحة فيروس نقص المناعة البشري- الإيدز (السيدا)  والملاريا وغيرها من الأمراض السارية.
  7. تحقيق الاستدامة البيئيّةَ.
  8. تطوير الشراكة الدّوليّةَ من أجل التّنَمية.

 

ج-  عقد الأمم المتحدة لمكافحة ألأميّةَ (2003 /2012)

تبنت الامم المتحدة هذا العقد في إطار الجهود الدّوليّةَ لتحقيق أهداف التعليم للجميع وخطة العمل التي تم الاتفاق عليها بين الدول في داكار (ابريل/نيسأن 2000). وتمثل محو ألأميّةَ مفتاحًا لتمكين الافراد من مواكبة مجتمعات المعرفة، والتركيز على الاجيال القادمة بواسطة الاهتمام بالاطفال في الوقت الراهن، كما أن محو ألأميّةَ الكتابية والتواصل بواسطة اللغات المختلفة يسهم في تبادل الخبرات بين الشعوب والمجتمعات. وهذا يشكلّ عاملاً أساسيّاً للتعلم بين الكبار والصغار في مجالات مختلفة، ومن هنا كان محو ألأميّةَ الخطوة الأولى للتنمية والتعلّمُ مدى الحياة.

 

المراجع:

  1. راجع الملحق(1).
  2. الإحصاء المركزي (ألأمّيين من عمر 15-45).
  3. الإحصاء المركزي  (يقرأ ويكتب ولا يستطيع الإجابة عن استمارة مبدئية).
  4. اليونسكو (2006)، دور التعليم والتدريب في التّنَمية المستدامة: الأبعاد "الاجتماعية والاقتصاديَّة والبيئيَّة" العدد 6، سلسلة دراسات التعليم والتدريب التقني والمهني. ك 2 2006  - بيروت.
  5. اليونسكو ( 2005)، الإطار المرجعي الدولي لفعاليات عقد الامم المتحدة للتربية من أجل التّنَمية المستدامة - القاهرة 2005

 

خطّةَ التعليم للجميع

د. منى دياب رئيسة وحدة المناهج في المركز التربوي للبحوث والإنماء

"تربية مستدامة" "لتَنمية مستدامة"

 

عقد في "ريو ديجينيرو" في البرازيل سنة 199٢ مؤتمر قمّةَ الأرض الأولى للتنمية المستدامة، ثم تبع ذلك سنة 2002 مؤتمر قمة الأرض الثانية الذي عقد في ''جوهنسبرغ'' جنوب إفريقيا، وقد خلص هذا المؤتمر الى أن التّنَمية المستدامة هي الهدف الأساس لتحقيق تقدم اجتماعي أو اقتصادي ملموس في جميع دول العالم ومناطقه، وبشكلّ خاص للحدّ من الفقر والبطالة واستنزاف الموارد الطبيعيّةَ والحدّ من التضرُّر البيئي.

ولأهمّيَة الموضوع خصَّصت الأمم المتحدة عقدًا كاملاً من (2005- 2014) لجعل التّنَمية المستدامة هدفًا تربويًا.غايته الاهتمام بالموارد البشريّةَ في الدرجة الأولى، فأقرته  في 20 ديسمبر 2002بقرار رقم 254/57، وقد شمل هذا القرار جميع فئات المجتمع بين متعلّمِ ومعلّمِ، لتوجيه جميع الشرائح الاجتماعية إلى توحيد الرؤية التربويّةَ، وتعزيز التوازن بين الحاجات والموارد، حفظاً لحقوق الأجيال القادمة، وهذا أكثر ما يرتكز على التعلّمُ الأخلاقي لاحترام التضامن على المستويات الوطنيّةَ والإقليميّةَ والدّوليّةَ.

 

من هنا نستطيع القول أن ''التّنَمية المستدامة'' ''تربية مستدامة''، خصوصًا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأهداف التعليم للجميع  (مؤتمر داكار 2000)، وبالأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ (نيويورك 2000) وعقد الأمم المتحدة لمحو ألأميّةَ (2003-2012)، ومع خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع (2003-2005 لبنان) والتي لحظت في بنودها مقرّرات المؤتمرات الآنفة الذكر، كما لحظت الخصوصيّةَ اللبنانيّةَ وواقعها الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، وما نتج من هذه الأوضاع من إشكاليّات في بنود خطّةَ التعليم للجميع.

لحظت الخطّة في بنودها نتائج التقرير التقييمي لعام 2000 باحتساب المؤشِّرات على مستويات عدّة، وأقرَّتها كأهداف لخطّة التعليم للجميع، منها:

  • رعاية الطفولة المبكرة التي وردت في بنود عقد الأمم المتّحَدة، حيث لحظت الخطّة توسيع الرعاية وتحسينها في تلك المرحلة للفئة العمريّةَ من ثلاث سنوات إلى ست سنوات. )مع زيادة حصص التعليم لتشمل 50٪ من أعداد أطفال هذه المرحلة).
  • إلزاميَّة التعليم الأساسي إذ بلغت نسبة الالتحاق بالمدارس في المرحلة الابتدائيّةَ 91,23 ٪. حيث أقرَّت الخطّةَ ضرورة تأمين تعليم إلزامي وجيّدِ لكلّ الفئات الاجتماعية وعلى كلّ الأراضي اللبنانيّةَ. حيث يغطّي التعليم الرسمي 60 ٪ من تلامذة هذه المرحلة.
  • الاهتمام بالقرائيّةَ لدى الشباب والراشدين (ألأميّةَ):

وذلك بوضع دراسة تقويميّةَ لبرامج محو ألأميّةَ الحاليّةَ ومن ثمّ تطويرها، ومتابعة النتائج للوصول إلى الإفادة

من الاستثمار البشري في الخطّةَ التنمويّةَ المرتقبة.

هذا بالإضافة إلى كلّ مايتعلّقَ بالتّرَبية، من تأمين معلّمِين وتدريبهم، والترفيع الميسَّر وإعادة المتسرّبِين، والعمل على الحدّ من التسرُّب الذي يعدّ أوسع أبواب الارتداد إلى ألأميّةَ، ومن الأهمية بمكان أن يُشار إلى البنود المتوازية والمتوازنة بين خطّةَ التعليم للجميع، وبين استراتيجيَّة ''التَّنمية المستدامة'' المتوافق عليها في عقد الأمم المتّحَدة وهي:

أ-  نصَّ عقد الأمم المتّحَدة على:

  1. وضع سياسات وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتحقيق رفاهيّةَ الإنسان وفي الوقت نفسه وقف هدر الموارد الطبيعيّةَ.
  2. الحدّ من الفقر.
  3. المساواة بين الجنسين.
  4. المحافظة على البيئة.
  5. تطوير التعليم والتعلّمُ والتوجّهُ المهني (تعلّمُ مدى الحياة).
  6. جودة التعليم.
  7. نشر الديمقراطيّةَ.
  8. حقوق الإنسان.

ب-  في خطّةَ العمل الوطنيّةَ للتعليم للجميع:

  1. إلزاميّةَ التعليم حتى عمر 12سنة كمرحلة أولى وحتى عمر 15 سنة كمرحلة ثانية. وهي أهمّ بند من بنود التّنَمية البشريّةَ والاستثمار البشري للحدّ من الفقر.
  2. هيكلّيّةَ تتمتّعَ بالمرونة، وتطمح إلى التكامل مع مختلف فروع التعليم ومستوياته. كما لحظت مسارًا للتعليم النظامي وآخر للتعليم غير النظامي.(التطوير المستمر للقدرات البشريّةَ).
  3. تحديث مناهج التعليم وتضمينها قيمًا ومعارف ومهارات ومواقف متعلّقة بالبيئة والصحَّة والمساواة بين الجنسين.
  4. جعل المتعلّمِ محور العمليّةَ التربويّةَ.
  5. وضع معايير للأساتذة ولمديري المدارس.
  6. العمل على ترشيد الإنفاق (وقف الهدر).
  7. تجويد التعليم وتأهيل أفراد الهيئة التعليميّةَ.
  8. تجويد مواصفات البناء المدرسي.

ج- المكوّنِات المتوازية بين خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع والتّرَبية من أجل التنمية المستدامة ومدى أنسجامها مع عقد الأمم المتّحَدة:

مكوّنِ أول:  اعتمدت خطّةَ العمل الوطنيةَّ للتعليم للجميع على استخدام العملية التربويَّة كوعاء لتحقيق "التَّنمية المستدامة"، عبر سياسات وخطط وبرامج تربويّةَ وعلميّةَ وثقافيّةَ لتغيير نمط التفكير التقليدي، وإنتاج ما هو متقارب مع حاجات العصر، ويتماشى مع سوق العمل:

المدخلات:

  1. تحديث المناهج وتحويلها من التراكم الكمي، إلى النشاط التطبيقي، للإفادة منها في حل المشكلات الحياتية. أي إعادة توجيه أنماط التعلّمُ والتعليم الناشط الهادف إلى التنمية المستدامة على المستويات التعليميّةَ والتدريبية كافة  (تعلّمُ مدى الحياة).
  2. تحويل التعليم وربطه بالمهن الإنتاجية العالميّةَ، وبشرائح المجتمع كافة.

تبرز الحاجة اليوم إلى مهن لها علاقة بالتكنولوجيا وبإدارتها وبتقنيات الاتصال وإنتاج المعلومات.

من منا كان يتصور أن مهنة الطبيب والمهندس والمحامي والأستاذ التي تلقى إقبالاً، لا تدرُّ مدخولاً كما مهنة تقنيات المعلومات والإعلان، التي تدرُّ مدخولاً أكبر من تلك المهن التي كانت في ما مضى مهنة لطبقة معينة أطلق عليها "النخبة" -Elite- .

إن المستقبل المهني في لبنان غير واضح المعالم، وإذا كان الاتجاه إلى المعلوماتيّةَ والتكنولوجيا هو السائد، فإن النجاح في أي من المهن هذه، يعتمد بالدرجة الأولى بعد الدراسة الأكاديميَّة على الجهد الشخصي، لزيادة الثقافة والمخزون المحلي للاختصاص ثم لحاجة سوق العمل.

القرن الواحد والعشرون رائد في علوم التكنولوجيا والمعلوماتيّةَ، ولبنان هو الدولة الثانية بعد الإمارات في استخدام الإنترنت، وعدد الكلّيات والمعاهد التي تدرّسِ المعلوماتيّةَ بفروعها يفوق 85 ٪ من مجموع عدد الكلّيات في كلّ الجامعات في لبنان (دليل الجامعات والمعاهد في لبنان) لأنه اصبح ضرورةً - حتى الطبيب هو بحاجة للمعلوماتية - ولكن ما ينقصنا هو التّخَطيط، لأن ما تم حتى اليوم في عالم تعليم المعلوماتيّةَ، تم بناء على توجيه عالمي بدأ بالتقليد، وأصبح جزءًا من الحياة العلميّةَ والعملية لعبت فيه الصدفة والعفوية دورًا رئيسًا. لذلك فإن ارتباط التكنولوجيا والمعلوماتيَّة وفروعها واختصاصاتها أمر ضروري في كلّ المهن بدءًا من الطبّ حتى تصميم شبكات المياه في أصغر المرافق المنزلية.

مكوّنِ ثان:  التّخَطيط

يبدأ التّخَطيط من الهدف التنموي الرامي إلى زيادة الإنتاج والقدرة على تحسين نوعيته.

وهذا يتطلب التدريب المستمر، لمتابعة ومواكبة واستخدام اكثر المستحدثات التكنولوجيّةَ، والمعلوماتيّةَ للتهيؤ للتغيّرُات الدّوليّةَ السريعة - إداريّاً وميكأنيكيّاً وثقافيّاً.

مكوّنِ ثالث: الإحصاءات

الافادة من المعلومات والإحصاءات: ميزة الإنترنت أنها مساحة حرَّة وديمقراطيّةَ ومفتوحة للجميع، وغير مرتبطة لا بنظام ولا بسلطة، والمهم هو الإفادة من معلومات الإنترنت واستخدامها حيث يجب، لبناء حلول لمشاكلّنا والاتعاظ بها. (إعلان صفاء: الإنترنت المعرفة النافعة 1999) فالمعلومات وحدها ليست معرفة، بل تبقى مجموعة من المعطيات الأرشيفيَّة، إلى أن نقرر نحن ما سنفعل بها ونحدد استعمالاتها وكيفيّةَ الإفادة منها لتحقيق التّنَمية.

ونجاح هذه التّنَمية المستدامة، لا يتوقف فقط على هذه المعطيات، بل بعد أن تتحرك هذه المعطيات ضمن الالتزامات المخطّطَ لها لتسير وفق جداول زمنية وتنفيذيّةَ يحتاج إليها المجتمع.

مكوّنِ رابع:  القضاء على ألأميةَّ: (عقد الامم المتحدة 2003-2012)

من هنا يبرز أهمّ هدفٍ تنموي، هو القرائيّةَ فكيف سنصل إلى المعلومة المفيدة ونحن لا نقرأ؟

لذا كان من أهداف ''مؤتمر جوميتين'' ومعايير التّرَبية في منظّمَة الأونيسكو، هو تعزيز القرائيّةَ، كطريق أوحد وموحّدَ للوصول إلى شموليّةَ المعرفة وعالميّةَ المعلومات. وهذا واقع لا مفر منه للوصول إلى المعرفة المباشرة، ومن هنا نبدأ )نسبة ألأميّةَ في لبنان 13,8 ٪ وشبه ألأمّيين 24,6٪(  لذا انصب اهتمام التّنَمية المستدامة على القضاء على ألأميّةَ في لبنان ضمن خطة التّنَمية المستدامة تربية مستدامة.

التّنَمية هي المشاركة في الوطن الواحد، والمشاركة بين القارات، ولا سبيل للوصول إلى أي واحدة منهما الا اذا بدأنا بما نسميه نحن ''محو ألأميَّة'' ويسميه العالم المتحضر ''القرائيّةَ''. وذلك عبر برامج حديثة وناشطة، تعمّ كلّ الوطن لإنجاز عقد محو ألأميّةَ في ٢01٢ فنكون قد وفينا بعهودنا تجاه المؤسسات الدّوليَّة. ويلعب الإعلام دورًا رئيسًّا في إعادة الاعتبار للقراءة والكتابة، اللتين هما الوعاء الحقيقي لكلّ المعلومات أينما توافرت، وحيثما وجدت، فبدون اللّغُة وأدواتها قراءة وكتابة، لا طريق للإفادة من أي معلومة مهما بدت نافرة. واللّغُة هي وعاء النص والكلمة التي تنقل المعلومة إلى العالم.

مكوّنِ خامس:  الإعلام

تفيد الإحصاءات أن ثلثي سكّان لبنان يشاهدون الشبكات الفضائية و 100 ٪ يشاهدون الأقنية المحليَّة. فماذا لو خصصنا ساعتين في كلّ قناة تلفزيونية لبثّ مواد تعليميّةَ ثقافيَّة تساعد على تغيير مسار المجتمع نحو الافضل، خصوصًا في موضوعات المساواة وعدم التمييز، وحلّ النِّزاعات، والتَّربية الصحِّيَّة والبيئيَّة، والتّرَبية الجنسيّةَ، وحقوق الإنسان ....

من فضل الإعلام، أنه سمح لنا بالعيش في العالم كلّه، وفي القارات الخمس، وتحت البحار وفوق قمم الجبال ... بل والعودة بالزمن إلى الوراء ومراقبة الديناصورات كما العيش في عالم افتراضي لم يأتِ بعد.لذا فهو أنجع الوسائل لنشر المفاهيم والمعرفة.

مكوّنِ سابع:  الحرّيِةَّ:  أهمّ قيمة إنسانية سامية.

إن مبدأي الحرّيِةَّ والديمقراطيّةَ هما من مرتكزات التّنَمية المستدامة، اللتين تدرسان عبر أنشطة تربويّةَ تعنى بحقوق الإنسان، ونبذ العنف والمساواة و''التّرَبية من أجل السلام''.

''الفرد لا يستطيع اختيار السلام لو أجبر على الحرب''. ونحن نسعى من ناحية لجعل الجيل الجديد يسير في طريق "التّنَمية المستدامة"، طريق التطوّر والإنتعاش الاقتصادي، ونضع من ناحية أخرى المعوقات في طريقه، ونفرض عليه شروطًا تعجيزية، أقلها الانغلاق والتقوقع، فكيف يمارس حريته وكيف سيفيد من نظامه الديمقراطي، إذا حرمناه من الليبيرالية المعرفية مشاركة وإفادة، لخلق عالم جديد ومتحضِّر يرتكز على عنصر الشباب المعتزّ بمواطنيته، القادر على التغيير الثقافي.

وأخيرًا دعونا نخرج من الوهم القاتل بأننا القدوة، فالمخابرة بين القارات أسرع من مهاتفة بين حي وآخر في لبنان. ودعونا نشكر العقول الخلاّقة التي ربطت العالم بالإنترنت فايقظت فينا حبّ الاطّلاع والمعرفة وحضَّتنا على قراءة لغتنا ولغتهم، وقادتنا إلى فهم المعاني الجميلة فاستخدمنا حرّيِتنا بديمقراطيةَّ أوصلتنا إلى ممارسة حقوقنا كبشر، وقادتنا إلى البحث عن الأمن والسلام ونبذ العنف وفتح صفحة جديدة من التعاون نتبادل من خلالها ومن خلال اختراعهم هذا، كلمة شكر نابعة من العرفان بالجميل فنحقق التّنَمية وندعو أن تكون مستدامة، فالاستدامة هي المتابعة ذات الجدوى الاحترازيّةَ لاستباق الهفوات التي قد تنجم عن التطبيق، والتي قد لاتكون قد لحظت في الخطّةَ الأساسيّةَ .

المخرجات:  الدخول إلى الألفية الثالثة

ومع كثرة الأسباب والاهداف أختصر القول بما يأتي:

لتحقيق التّنَمية المستدامة نحن بحاجة إلى لبنان جديد. الألفية الثالثة بدأت في العالم ولكنها لم تدخل عقولنا بعد، بل بالكاد نفتح الأبواب ونطل عليها من بعيد.

علينا أن نقتنع بأن الحروب، وأعمال العنف هما من الآثار التاريخيّةَ والتفوُّق مرتبط بالعلم والانفتاح والحرّيِاّت والانعتاق من التراث الثقافي الضيّقِ، إلى المنظار الثقافي العالمي الشامل. هذا هو الانتصار الحقيقي.

والتطوُّر رهن بالتقدم العلمي والتصنيع الاقتصادي وهو مرتبط عضويّاً بديمقراطيّةَ الحكم والحرّيِاّت الاقتصاديّةَ الذي سيوصلنا إلى حرّيِةَّ تقرير المصير.

  • وقد جاء في نهاية عرض الخطّةَ مايأتي وهو إيجاز لتزاوج متين بين التنمية المستدامة - تربية مستدامة وما نتوقّعَه حتى عام 2015 وفيه:
  • حصول جميع الأطفال من عمر ثلاث سنوات حتى عمر خمس سنوات على مقاعد في مرحلة الروضة.
  • تحقيق الزامية التعليم الأساسي من عمر ست سنوات الى خمس عشرة سنة مع تنويع مساراته: عادي، معمق، مسرع.
  • تأمين التعليم للأولاد والشباب الذين هم خارج المدرسة.
  • تأمين التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • توسيع فرص التعليم المهني والتقني وجعله متوازناً مع التعليم العام، وأكثر ارتباطاً بعملية التنمية.
  • توفير الفرص التعليمية قرائيّاً ومهنيّاً وحياتيّاً للشباب والكبار، مع خفض الأمية القرائية بين الكبار بنسبة 50 ٪.
  • تحسين ظروف العملية التعليمية لجهة الأبنية والتجهيزات والمعلمين والمناهج.
  • تطوير البنى الإدارية للتعليم العام والمهني.

أخيرًا:  نستطيع القول أمام طروحات خطّةَ التعليم للجميع، أنها تربية مستدامة لتنمية مستدامة .

 

الملحق 1:

أ-  اهداف التعليم للجميع  (داكار، ابريل/ نيسأن 2000)

  1. تحسين وتوسيع الرعاية والتّرَبية في مرحلة الطفولة المبكرة.
  2. تمكن جميع الأطفال من تعليم ابتدائي مجاني والزامي بحلول العام 2015.
  3. ضمان تلبية حاجات التعلّمُ للصغار والراشدين كافة.
  4. تحقيق تحسن بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية للكبار بحلول العام 2015.
  5. إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول العام 2005 ، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول العام 2015.
  6. تحسين الجوانب النوعية للتعليم كافة (القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأساسية للحياة).

ب-  الأهداف الإنمائيّةَ للألفيّةَ  (نيويورك، سبتمبر / أيلول 2000)

  1. مكافحة الفقر المدقع والجوع.
  2. توافر التعليم الابتدائي للجميع (Pauvreté).
  3. تشجيع المساواة بين الجنسين وتفعيل دور المرأة.
  4. خفض نسبة الوفيات لدى الاطفال دون الخمس سنوات.
  5. تحسين صحة الأم.
  6. مكافحة فيروس نقص المناعة البشري- الإيدز (السيدا)  والملاريا وغيرها من الأمراض السارية.
  7. تحقيق الاستدامة البيئيّةَ.
  8. تطوير الشراكة الدّوليّةَ من أجل التّنَمية.

 

ج-  عقد الأمم المتحدة لمكافحة ألأميّةَ (2003 /2012)

تبنت الامم المتحدة هذا العقد في إطار الجهود الدّوليّةَ لتحقيق أهداف التعليم للجميع وخطة العمل التي تم الاتفاق عليها بين الدول في داكار (ابريل/نيسأن 2000). وتمثل محو ألأميّةَ مفتاحًا لتمكين الافراد من مواكبة مجتمعات المعرفة، والتركيز على الاجيال القادمة بواسطة الاهتمام بالاطفال في الوقت الراهن، كما أن محو ألأميّةَ الكتابية والتواصل بواسطة اللغات المختلفة يسهم في تبادل الخبرات بين الشعوب والمجتمعات. وهذا يشكلّ عاملاً أساسيّاً للتعلم بين الكبار والصغار في مجالات مختلفة، ومن هنا كان محو ألأميّةَ الخطوة الأولى للتنمية والتعلّمُ مدى الحياة.

 

المراجع:

  1. راجع الملحق(1).
  2. الإحصاء المركزي (ألأمّيين من عمر 15-45).
  3. الإحصاء المركزي  (يقرأ ويكتب ولا يستطيع الإجابة عن استمارة مبدئية).
  4. اليونسكو (2006)، دور التعليم والتدريب في التّنَمية المستدامة: الأبعاد "الاجتماعية والاقتصاديَّة والبيئيَّة" العدد 6، سلسلة دراسات التعليم والتدريب التقني والمهني. ك 2 2006  - بيروت.
  5. اليونسكو ( 2005)، الإطار المرجعي الدولي لفعاليات عقد الامم المتحدة للتربية من أجل التّنَمية المستدامة - القاهرة 2005