مجد لبنان وأمومة أرضه

 

شلاّل من لبنان                                      زارِعُ الحقل في البكور

من السهل جدًا التغنّي بالوطن وبطبيعته! ولكن من الصعب جدًا الحفاظ على هذه الطبيعة. لست اليوم بحالة نفسية تسمح لي بالغناء أو التغنّي. نفسي حزينة! نفسي كئيبة! إن المشاهد والصور التي نراها كل يوم على شاشات وسائل الإعلام المرئية انحفرت في عقلي الباطني، إنّها سبب كآبتي. مشاهد طبيعة بلادي الخضراء المتّشحة اليوم بالسّواد والظلام. إنّه الألم النفسي الذي جعلني اليوم مرهفة الحسّ. "من الأعماق أصرخ" وأناديكم. أسألكم. أجيبوني. ألا تتألّمون معي لأنّ لبنان الذي وهبه لله نعمة الماء والهواء النقيّ والغابات... لبنان اليوم ظمآن، وبردان وجائع ومريض. لبنان يختنق. فقولوا لي. بربّكِم. أجيبوني يا أهل التربية والثقافة ويا أيّها القيّمون على البيئة والزراعة. ألا تجنحون معي نحو الرومنسيّة؟

وهل يمكننا ذكر الطبيعة:  دون ذكر الرومنسيين أمثال هوغو (Hugo) وروسّو (Rousseau) ولامارتين (Lamartine) وشاتوبريان (Chateaubriand) وشكسبير (Schakespeare) وغوته (Goethe) إلخ...؟

ولكن مالي وما لهؤلاء الرومنسيين الغربيين؟ إنّني أحبّهم. وقد اعترف النقّاد بأنّ شعراءنا قد تأثّروا بكتاباتهم. ويقول رزوق فرج رزوق في مقدّمة كتابه  "الياس أبو شبكة وشعرِه"  أنّ أبا شبكة  "هو أحد روّاد الرومنسيّة البارزين في شعرنا المعاصر".

سألتزم الصمت إذًا وأترك ابا شبكة يتكلّم!

"الألحان" مجموعة شعريّة تضمّ أربع عشرة قصيدة صدرت عام 1941 ، "في الزمن الذي كان فيه  قلب أبي شبكة ناعمًا بحب"  ليلى "يخفق مطمئنًا فرحًا".

فلنستمع إلى الراعي يترنّم بمديح الطبيعة، ويتحدث عن حبه للأرض التي ستكون للأبناء غدًا.

 

"حُقولُنا سُهُولُنا              كُلّهُا طَرَب كُلّهُا غنى

الشَّمس فيها دَهَب                 والسَّواقي مُنى"

"جبالُنا نُحِبّهُا          هذي العيونُ قّلْبُها        هذي الجِنانُ خِصبُها

حُلِيُّها             التفاح            والعِنبْ

أَلْحانُها            الرّيِاح            في القَصبَ

  وكلّهُا             لنا                 وللبنين بعْدَنا"

وفي أحضان الطبيعة يجدُ الإنسان، الفرح بعد الحزن والرجاء بعد اليأس والابتسامة بعد الدمعة:

"أّرْجِعْ لنا ما كانْ                          يا دَهْرُ في لبنان

   كانتْ لنا                                   أحلامُنا والمُنى

وكان صَفْوُ الزمان

كانَ الضميرُ الهَني                          من كنزِنا المُزمِنِ

وراحةُ الوجدانْ                              وكانَ... كانَ الأمانْ

 والعَيشُ حلوَ الجنى

 يا دَهْرُ "أّرْجِعْ لنا

  ما كانْ في لبنان".

*************************************

"زارِعُ الحقلِ في البكور                  عَيْشُكَ الدّهَرُ أَخْضَرُ

أنتَ في هيكلِ الزهورْ                      فيلسوفٌ مُفَكِّرُ

 

يا بعيدًا عن البشر                           أَنتَ لا تَعرِفُ الشرور

تَعرِف الماءَ والحجر                        والأعاصيرَ والزهورْ"

 

بَعد أن استمعنا إلى أبي شبكة لِنُصغِ إلى بعض من أدب الاستاذ إدمون رزق في قصائد نثرية اخترناها من كتابه  "رنين الفرح". علّنَا نفرح! علّنَا نبتسِم! رُبما الفرح والحزن توأمان! ربّما.

يبدو لنا أن الأستاذ رزق ليس فقط خطيبًا وليس فقط تربويًا، ومعلِّمًا رسولاً، أو محاميًا لامعًا... (السُبحة طويلة...) ، بل رومنسيّ سالَ قلبُه شعرًا. فلنكن في السكوت. فلنُصغِ.  يقول رزق في "ظمأ الأرض": "وإذ يتمادى الجفاء بين الأرض والسماء، ويَسترسِل الربُ في غضبه، تتنادى السهولُ والجبال، تتداعى الصخورُ والرمالِ، إجماعًا على التوبةِ والصلاة... إذ ذاك تخشع الأودية، القممُ الشمّاء تنحني، ويرتفع دعاء التُربة المحرومة: بُحّ صوتي، يا لله، جفّ حلقي من العطش وأصبحتُ كالجثة الهامدة، لا قطرة تهمي ولا سحابة ترقّ لبؤسي فتنهمر" .

وفي "بيت الشخاريب"  يقول الأستاذ إدمون رزق: "مرةً أدركَني الليلُ في بيت الشخاريب، فأشفقتُ من تَركِهِ، وآليت أّن أنام فيه... إلاّ عرزال أني لبِثتُ الهَجْعَتَين على شرفتِه، تستوقفني لوحاتٌ لا تملّ: ضوء القمر يغمر البلدة ضبابٌ شفّاف يتخلّل السطوح، يراوِدُ المنازل، ثم يولّي هاربًا..."

هذا العدد من المجلة التربوية خصّصناه للأمومة. الأرض هي الأم، والمرأة هي الأم والأخت والجدة والزوجة والحبيبة: "وجه أمي وجه أمّتي" يقول جبران خليل جبران. فالمرأة هي من دون شك، واهبة الحياة، والمربية. لذلك نلاحظ أنها تنجح بخاصةٍ في حقلَي التربية والتعليم. ربما أن لله وهبَها نعمتَي الصَبر والحنان!

المجلة التربوية تحيي نساء لبنان وتتمنى أن يكون للمرأة المقام الذي تستحق في بلادنا وفي مختلف المجالات. كما تتمنى ألاّ تُشَوّه صورة المرأة اللبنانية في وسائل الإعلام وفي الإعلان. المرأة ليست سِلعة! المرأة رمز الحنان والصمت والجمال! من يشوّهِ صورتّها يُسهم في انحطاط المجتمع! إنها حجر الزاوية لبناء التنمية المستدامة بكل جوانبها وتشعباتها.

إننا متأكدون أن جبران خليل جبران يبكي في قبرهِ على كل ما يحصل من انتهاكات للأمومة. ونصرخ قائلين مُستغيثين: ويلٌ لأمةٍ تحرق غاباتها! ويلٌ لأمةٍ تشوّهِ صورة المرأة!

وأخيرًا وليس آخرًا، نذكِّر بأن لبنان احتلَّ موقع نائب رئيس الفرنكوفونية في مدينة مونترو السويسرية. لذلك كان "ملف الفرنكوفونية" في عَددنا هذا.

 

كما كان ملف  "التربية من أجل التنمية المستدامة"  الذي شارك في إعداده تربويون واختصاصيون، رافقوا التجربة منذ بدايتها وعملوا بجد ونشاط على هذا الموضوع وشاركوا معنا في إعداد هذا الملف حيث تُقَدّرَ لَهم جهودُهم وأعمالهم القيمة، التي تمت وفاقاً لتوجيهات الهيئة التربوية للمجلة برئاسة الدكتورة ليلى مليحة رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، التي تذكّرنا دائماً بأنه قد:  "حان وقت الحصاد ويجب أن نضع  (الشَليم) او الزؤان جانبًا".

مجد لبنان وأمومة أرضه

 

شلاّل من لبنان                                      زارِعُ الحقل في البكور

من السهل جدًا التغنّي بالوطن وبطبيعته! ولكن من الصعب جدًا الحفاظ على هذه الطبيعة. لست اليوم بحالة نفسية تسمح لي بالغناء أو التغنّي. نفسي حزينة! نفسي كئيبة! إن المشاهد والصور التي نراها كل يوم على شاشات وسائل الإعلام المرئية انحفرت في عقلي الباطني، إنّها سبب كآبتي. مشاهد طبيعة بلادي الخضراء المتّشحة اليوم بالسّواد والظلام. إنّه الألم النفسي الذي جعلني اليوم مرهفة الحسّ. "من الأعماق أصرخ" وأناديكم. أسألكم. أجيبوني. ألا تتألّمون معي لأنّ لبنان الذي وهبه لله نعمة الماء والهواء النقيّ والغابات... لبنان اليوم ظمآن، وبردان وجائع ومريض. لبنان يختنق. فقولوا لي. بربّكِم. أجيبوني يا أهل التربية والثقافة ويا أيّها القيّمون على البيئة والزراعة. ألا تجنحون معي نحو الرومنسيّة؟

وهل يمكننا ذكر الطبيعة:  دون ذكر الرومنسيين أمثال هوغو (Hugo) وروسّو (Rousseau) ولامارتين (Lamartine) وشاتوبريان (Chateaubriand) وشكسبير (Schakespeare) وغوته (Goethe) إلخ...؟

ولكن مالي وما لهؤلاء الرومنسيين الغربيين؟ إنّني أحبّهم. وقد اعترف النقّاد بأنّ شعراءنا قد تأثّروا بكتاباتهم. ويقول رزوق فرج رزوق في مقدّمة كتابه  "الياس أبو شبكة وشعرِه"  أنّ أبا شبكة  "هو أحد روّاد الرومنسيّة البارزين في شعرنا المعاصر".

سألتزم الصمت إذًا وأترك ابا شبكة يتكلّم!

"الألحان" مجموعة شعريّة تضمّ أربع عشرة قصيدة صدرت عام 1941 ، "في الزمن الذي كان فيه  قلب أبي شبكة ناعمًا بحب"  ليلى "يخفق مطمئنًا فرحًا".

فلنستمع إلى الراعي يترنّم بمديح الطبيعة، ويتحدث عن حبه للأرض التي ستكون للأبناء غدًا.

 

"حُقولُنا سُهُولُنا              كُلّهُا طَرَب كُلّهُا غنى

الشَّمس فيها دَهَب                 والسَّواقي مُنى"

"جبالُنا نُحِبّهُا          هذي العيونُ قّلْبُها        هذي الجِنانُ خِصبُها

حُلِيُّها             التفاح            والعِنبْ

أَلْحانُها            الرّيِاح            في القَصبَ

  وكلّهُا             لنا                 وللبنين بعْدَنا"

وفي أحضان الطبيعة يجدُ الإنسان، الفرح بعد الحزن والرجاء بعد اليأس والابتسامة بعد الدمعة:

"أّرْجِعْ لنا ما كانْ                          يا دَهْرُ في لبنان

   كانتْ لنا                                   أحلامُنا والمُنى

وكان صَفْوُ الزمان

كانَ الضميرُ الهَني                          من كنزِنا المُزمِنِ

وراحةُ الوجدانْ                              وكانَ... كانَ الأمانْ

 والعَيشُ حلوَ الجنى

 يا دَهْرُ "أّرْجِعْ لنا

  ما كانْ في لبنان".

*************************************

"زارِعُ الحقلِ في البكور                  عَيْشُكَ الدّهَرُ أَخْضَرُ

أنتَ في هيكلِ الزهورْ                      فيلسوفٌ مُفَكِّرُ

 

يا بعيدًا عن البشر                           أَنتَ لا تَعرِفُ الشرور

تَعرِف الماءَ والحجر                        والأعاصيرَ والزهورْ"

 

بَعد أن استمعنا إلى أبي شبكة لِنُصغِ إلى بعض من أدب الاستاذ إدمون رزق في قصائد نثرية اخترناها من كتابه  "رنين الفرح". علّنَا نفرح! علّنَا نبتسِم! رُبما الفرح والحزن توأمان! ربّما.

يبدو لنا أن الأستاذ رزق ليس فقط خطيبًا وليس فقط تربويًا، ومعلِّمًا رسولاً، أو محاميًا لامعًا... (السُبحة طويلة...) ، بل رومنسيّ سالَ قلبُه شعرًا. فلنكن في السكوت. فلنُصغِ.  يقول رزق في "ظمأ الأرض": "وإذ يتمادى الجفاء بين الأرض والسماء، ويَسترسِل الربُ في غضبه، تتنادى السهولُ والجبال، تتداعى الصخورُ والرمالِ، إجماعًا على التوبةِ والصلاة... إذ ذاك تخشع الأودية، القممُ الشمّاء تنحني، ويرتفع دعاء التُربة المحرومة: بُحّ صوتي، يا لله، جفّ حلقي من العطش وأصبحتُ كالجثة الهامدة، لا قطرة تهمي ولا سحابة ترقّ لبؤسي فتنهمر" .

وفي "بيت الشخاريب"  يقول الأستاذ إدمون رزق: "مرةً أدركَني الليلُ في بيت الشخاريب، فأشفقتُ من تَركِهِ، وآليت أّن أنام فيه... إلاّ عرزال أني لبِثتُ الهَجْعَتَين على شرفتِه، تستوقفني لوحاتٌ لا تملّ: ضوء القمر يغمر البلدة ضبابٌ شفّاف يتخلّل السطوح، يراوِدُ المنازل، ثم يولّي هاربًا..."

هذا العدد من المجلة التربوية خصّصناه للأمومة. الأرض هي الأم، والمرأة هي الأم والأخت والجدة والزوجة والحبيبة: "وجه أمي وجه أمّتي" يقول جبران خليل جبران. فالمرأة هي من دون شك، واهبة الحياة، والمربية. لذلك نلاحظ أنها تنجح بخاصةٍ في حقلَي التربية والتعليم. ربما أن لله وهبَها نعمتَي الصَبر والحنان!

المجلة التربوية تحيي نساء لبنان وتتمنى أن يكون للمرأة المقام الذي تستحق في بلادنا وفي مختلف المجالات. كما تتمنى ألاّ تُشَوّه صورة المرأة اللبنانية في وسائل الإعلام وفي الإعلان. المرأة ليست سِلعة! المرأة رمز الحنان والصمت والجمال! من يشوّهِ صورتّها يُسهم في انحطاط المجتمع! إنها حجر الزاوية لبناء التنمية المستدامة بكل جوانبها وتشعباتها.

إننا متأكدون أن جبران خليل جبران يبكي في قبرهِ على كل ما يحصل من انتهاكات للأمومة. ونصرخ قائلين مُستغيثين: ويلٌ لأمةٍ تحرق غاباتها! ويلٌ لأمةٍ تشوّهِ صورة المرأة!

وأخيرًا وليس آخرًا، نذكِّر بأن لبنان احتلَّ موقع نائب رئيس الفرنكوفونية في مدينة مونترو السويسرية. لذلك كان "ملف الفرنكوفونية" في عَددنا هذا.

 

كما كان ملف  "التربية من أجل التنمية المستدامة"  الذي شارك في إعداده تربويون واختصاصيون، رافقوا التجربة منذ بدايتها وعملوا بجد ونشاط على هذا الموضوع وشاركوا معنا في إعداد هذا الملف حيث تُقَدّرَ لَهم جهودُهم وأعمالهم القيمة، التي تمت وفاقاً لتوجيهات الهيئة التربوية للمجلة برئاسة الدكتورة ليلى مليحة رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، التي تذكّرنا دائماً بأنه قد:  "حان وقت الحصاد ويجب أن نضع  (الشَليم) او الزؤان جانبًا".

مجد لبنان وأمومة أرضه

 

شلاّل من لبنان                                      زارِعُ الحقل في البكور

من السهل جدًا التغنّي بالوطن وبطبيعته! ولكن من الصعب جدًا الحفاظ على هذه الطبيعة. لست اليوم بحالة نفسية تسمح لي بالغناء أو التغنّي. نفسي حزينة! نفسي كئيبة! إن المشاهد والصور التي نراها كل يوم على شاشات وسائل الإعلام المرئية انحفرت في عقلي الباطني، إنّها سبب كآبتي. مشاهد طبيعة بلادي الخضراء المتّشحة اليوم بالسّواد والظلام. إنّه الألم النفسي الذي جعلني اليوم مرهفة الحسّ. "من الأعماق أصرخ" وأناديكم. أسألكم. أجيبوني. ألا تتألّمون معي لأنّ لبنان الذي وهبه لله نعمة الماء والهواء النقيّ والغابات... لبنان اليوم ظمآن، وبردان وجائع ومريض. لبنان يختنق. فقولوا لي. بربّكِم. أجيبوني يا أهل التربية والثقافة ويا أيّها القيّمون على البيئة والزراعة. ألا تجنحون معي نحو الرومنسيّة؟

وهل يمكننا ذكر الطبيعة:  دون ذكر الرومنسيين أمثال هوغو (Hugo) وروسّو (Rousseau) ولامارتين (Lamartine) وشاتوبريان (Chateaubriand) وشكسبير (Schakespeare) وغوته (Goethe) إلخ...؟

ولكن مالي وما لهؤلاء الرومنسيين الغربيين؟ إنّني أحبّهم. وقد اعترف النقّاد بأنّ شعراءنا قد تأثّروا بكتاباتهم. ويقول رزوق فرج رزوق في مقدّمة كتابه  "الياس أبو شبكة وشعرِه"  أنّ أبا شبكة  "هو أحد روّاد الرومنسيّة البارزين في شعرنا المعاصر".

سألتزم الصمت إذًا وأترك ابا شبكة يتكلّم!

"الألحان" مجموعة شعريّة تضمّ أربع عشرة قصيدة صدرت عام 1941 ، "في الزمن الذي كان فيه  قلب أبي شبكة ناعمًا بحب"  ليلى "يخفق مطمئنًا فرحًا".

فلنستمع إلى الراعي يترنّم بمديح الطبيعة، ويتحدث عن حبه للأرض التي ستكون للأبناء غدًا.

 

"حُقولُنا سُهُولُنا              كُلّهُا طَرَب كُلّهُا غنى

الشَّمس فيها دَهَب                 والسَّواقي مُنى"

"جبالُنا نُحِبّهُا          هذي العيونُ قّلْبُها        هذي الجِنانُ خِصبُها

حُلِيُّها             التفاح            والعِنبْ

أَلْحانُها            الرّيِاح            في القَصبَ

  وكلّهُا             لنا                 وللبنين بعْدَنا"

وفي أحضان الطبيعة يجدُ الإنسان، الفرح بعد الحزن والرجاء بعد اليأس والابتسامة بعد الدمعة:

"أّرْجِعْ لنا ما كانْ                          يا دَهْرُ في لبنان

   كانتْ لنا                                   أحلامُنا والمُنى

وكان صَفْوُ الزمان

كانَ الضميرُ الهَني                          من كنزِنا المُزمِنِ

وراحةُ الوجدانْ                              وكانَ... كانَ الأمانْ

 والعَيشُ حلوَ الجنى

 يا دَهْرُ "أّرْجِعْ لنا

  ما كانْ في لبنان".

*************************************

"زارِعُ الحقلِ في البكور                  عَيْشُكَ الدّهَرُ أَخْضَرُ

أنتَ في هيكلِ الزهورْ                      فيلسوفٌ مُفَكِّرُ

 

يا بعيدًا عن البشر                           أَنتَ لا تَعرِفُ الشرور

تَعرِف الماءَ والحجر                        والأعاصيرَ والزهورْ"

 

بَعد أن استمعنا إلى أبي شبكة لِنُصغِ إلى بعض من أدب الاستاذ إدمون رزق في قصائد نثرية اخترناها من كتابه  "رنين الفرح". علّنَا نفرح! علّنَا نبتسِم! رُبما الفرح والحزن توأمان! ربّما.

يبدو لنا أن الأستاذ رزق ليس فقط خطيبًا وليس فقط تربويًا، ومعلِّمًا رسولاً، أو محاميًا لامعًا... (السُبحة طويلة...) ، بل رومنسيّ سالَ قلبُه شعرًا. فلنكن في السكوت. فلنُصغِ.  يقول رزق في "ظمأ الأرض": "وإذ يتمادى الجفاء بين الأرض والسماء، ويَسترسِل الربُ في غضبه، تتنادى السهولُ والجبال، تتداعى الصخورُ والرمالِ، إجماعًا على التوبةِ والصلاة... إذ ذاك تخشع الأودية، القممُ الشمّاء تنحني، ويرتفع دعاء التُربة المحرومة: بُحّ صوتي، يا لله، جفّ حلقي من العطش وأصبحتُ كالجثة الهامدة، لا قطرة تهمي ولا سحابة ترقّ لبؤسي فتنهمر" .

وفي "بيت الشخاريب"  يقول الأستاذ إدمون رزق: "مرةً أدركَني الليلُ في بيت الشخاريب، فأشفقتُ من تَركِهِ، وآليت أّن أنام فيه... إلاّ عرزال أني لبِثتُ الهَجْعَتَين على شرفتِه، تستوقفني لوحاتٌ لا تملّ: ضوء القمر يغمر البلدة ضبابٌ شفّاف يتخلّل السطوح، يراوِدُ المنازل، ثم يولّي هاربًا..."

هذا العدد من المجلة التربوية خصّصناه للأمومة. الأرض هي الأم، والمرأة هي الأم والأخت والجدة والزوجة والحبيبة: "وجه أمي وجه أمّتي" يقول جبران خليل جبران. فالمرأة هي من دون شك، واهبة الحياة، والمربية. لذلك نلاحظ أنها تنجح بخاصةٍ في حقلَي التربية والتعليم. ربما أن لله وهبَها نعمتَي الصَبر والحنان!

المجلة التربوية تحيي نساء لبنان وتتمنى أن يكون للمرأة المقام الذي تستحق في بلادنا وفي مختلف المجالات. كما تتمنى ألاّ تُشَوّه صورة المرأة اللبنانية في وسائل الإعلام وفي الإعلان. المرأة ليست سِلعة! المرأة رمز الحنان والصمت والجمال! من يشوّهِ صورتّها يُسهم في انحطاط المجتمع! إنها حجر الزاوية لبناء التنمية المستدامة بكل جوانبها وتشعباتها.

إننا متأكدون أن جبران خليل جبران يبكي في قبرهِ على كل ما يحصل من انتهاكات للأمومة. ونصرخ قائلين مُستغيثين: ويلٌ لأمةٍ تحرق غاباتها! ويلٌ لأمةٍ تشوّهِ صورة المرأة!

وأخيرًا وليس آخرًا، نذكِّر بأن لبنان احتلَّ موقع نائب رئيس الفرنكوفونية في مدينة مونترو السويسرية. لذلك كان "ملف الفرنكوفونية" في عَددنا هذا.

 

كما كان ملف  "التربية من أجل التنمية المستدامة"  الذي شارك في إعداده تربويون واختصاصيون، رافقوا التجربة منذ بدايتها وعملوا بجد ونشاط على هذا الموضوع وشاركوا معنا في إعداد هذا الملف حيث تُقَدّرَ لَهم جهودُهم وأعمالهم القيمة، التي تمت وفاقاً لتوجيهات الهيئة التربوية للمجلة برئاسة الدكتورة ليلى مليحة رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، التي تذكّرنا دائماً بأنه قد:  "حان وقت الحصاد ويجب أن نضع  (الشَليم) او الزؤان جانبًا".