مبادئ عامة لتعليم التاريخ وإعطاء الدروس نموذج: درس للسنة الثانوية الأولى
إن تعليم التاريخ ضرورة لمعرفة قصة وجود الإنسان على الأرض، وقصة إنجازاته الحضارية، وعلاقات الشعوب ببعضها. وبخاصة لمرافقة تطور الأحداث حتى وصل العالم إلى ما هو عليه اليوم. إن تاريخ الشعب هو بمثابة هوية هذا الشعب، وتأكيد على حقه بأرضه، وبالعيش. وهو بالتالي تركيز للمواطنية الواعية، حتى يعرف المواطن تاريخ وطنه ويخلص له بوعي وقناعة. إن معرفة أخبار الماضي تسمح ببناء الحاضر، والإعداد للمستقبل على أساس التجربة والخبرة، وذلك بالإفادة من عبر الماضي. وقد ثبت ان من يعرف التاريخ هو اكثر وعياً من سواه، واقل عرضة للوقوع في الأخطاء. |
على عاتق معلم التاريخ مسؤوليات علمية وأخلاقية وإنسانية ووطنية كبيرة، عليه أن ينقل المعلومات لتلاميذه بصدق وأمانة، مؤكداً على صحة أخبار الماضي وصدقها بصورة علمية، على المعلم أن يفيد من أحداث الماضي ويعرف كيف يأخذ العبرة للحاضر والمستقبل، عليه أن يعرف كيف يربط الماضي بالحاضر متى كان ذلك ممكناً، إنما دون أن يعكس الحاضر على الماضي، أي دون أن يحرّف أخبار الماضي لمصلحة الحاضر.
على معلم التاريخ أن يؤكد على الشعور الإنساني والأخلاقي. على التعاون بين الشعوب والتأكيد على القيم الأخلاقية بإدانته مظاهر الظلم والاستبداد، والإشادة بمن يحترم الوطن والإنسان ويخلص للقيم الأخلاقية.
على معلم التاريخ أن يكون غير محازب وغير متحزّب. بل أن يكون معتدلاً محايداً، إنما الحياد لا يعني السلبية وبصورة خاصة تجاه القضايا الأخلاقية والوطنية، فيدعها تمرّ كأنها لا تعنيه، بل ليكن إيجابيا يركز على ما فيه الصدق والخير.
كثيراً ما يشكو التلاميذ من مادة التاريخ، يعتبرون الدرس مملاً وصعباً، يرهق الذاكرة ولا يدعو إلى التفكير والمنطق. وثمة كثيرون يعتبرون مادة التاريخ ثانوية، كذلك فان مناهج التعليم، لسبب من الأسباب، أهملت مادة التاريخ فلم تخصص لتعليمها الوقت الكافي واللازم. على معلم التاريخ أن يواجه هذه الصعوبات، ليجعل درس التاريخ جذاباً مفيداً، وليؤكد أن هذه المادة ليست دون غيرها من المواد كقيمة علمية بحاجة إلى التفكير الواعي والمنطق السليم.
بإمكان معلم التاريخ أن يبعد الملل عن تلاميذه باستخدام وسائل كافية للإيضاح من خرائط وصور ونصوص، أن يعرف كيف يشرك التلاميذ بالبحث وبالتفكير، يطرح عليهم الأسئلة، يضعهم خلال إعطاء الدرس أمام القضايا الصعبة والمصيرية، يدعوهم إلى التفكير بأمرها، وبالبحث عن حلول لها، ثم يكمل البحث ويعطي الحلّ، ويؤكد للتلاميذ اتساع مجال التاريخ بحيث يشمل نشاطات البشر، ومجالات تفكيرهم كافة، وما من مادة كالتاريخ تحتاج إلى سعة المعرفة. يوزع معلم التاريخ طرائق التعليم حسب المراحل والصفوف والدروس، على أن يحرص في كل المراحل على اعتماد الوسائل الإيضاحية، والدقة والوضوح في شرح الدرس، وذلك باعتماد مبادئ عامة من حيث طريقة الكلام بهدوء وبوضوح، والتأكيد على الحرص على مصلحة التلاميذ، واعتماد اللوح الأسود، وتمضية معظم وقت الدرس وقوفاً بل تحركاً أمام التلاميذ، وعلى المعلم أن يلعب أيضاً دور الممثل إلى حدّ ما أمام تلاميذه، فيفرح للأحداث المفرحة، ويحزن مع المحزنة، وينبغي أن تتطور طريقة إعطاء الدروس حسب الصفوف والمراحل كما ذكرنا وذلك حسب المبادئ الآتية:
- في كل المراحل وفي جميع الصفوف والدروس، يستعين باللوح الأسود، يكتب عليه موضوع الدرس، والصفحة في كتاب التلميذ، يستعين بوسائل الإيضاح من صور ورسوم ونصوص وخرائط، فالخريطة ضرورية في معظم الدروس، ومن المستحسن للمعلم الذي يستطيع أن يرسم خريطة على جانب من اللوح الأسود يعيّن عليها أسماء المواقع والأمكنة التي ترد في النص. مستعملاً الطبشور الملوّن. كذلك يضع على اللوح الأسود تصحيحاً للدروس يرافق الشرح وذلك بان يكتب عنوان المقطع الذي يشرحه، وابرز الأفكار، ثم ينتقل من مقطع إلى آخر حتى ينتهي الدرس.
- في الصفوف الابتدائية حيث تكون المعلومات جديدة بالنسبة للتلميذ، يعرض المعلم المعلومات، بشكل قصة إذا أمكن، يتكلم بهدوء وبوضوح، يتوقف من وقت إلى آخر يسأل التلاميذ، يطلب إلى أحدهم أن يعيد بعض الأفكار أو المعلومات التي وردت، وذلك ليتأكد من مدى مرافقة التلاميذ للشرح وفهمهم له. بعد أن ينتهي شرح الدرس، يطرح بعض الأسئلة، ثم يطلب إلى تلميذ أن يقرأ النص في الكتاب، فيشرح الأفكار الرئيسة، والكلمات الصعبة، ويحرص على إشراك التلاميذ. فيتأكد من انهم جميعاً يرافقون الدرس.
- أما في المرحلة المتوسطة، فيكون التلاميذ على درجة من المعرفة، ومن إدراك إحداث الماضي، فيختلط الدرس بين شرح الأستاذ وطرحه الأسئلة لإشراك التلاميذ في العمل ودعوتهم إلى التفكير، ولا مانع من قراءة بعض النصوص، وقراءة النص في كتاب التلميذ وشرح ما فيه من صعوبة.
- في الصفوف الثانوية يكون التلميذ قد بلغ درجة متقدمة من المعرفة والوعي. وقد اصبح اكثر قدرة على التفكير وشرح الأحداث وتحليلها، واكتشاف ما فيها من عبر. فعلى المعلم أن يبين للتلاميذ، بل يجعلهم يكتشفون، أن مادة التاريخ لا تقلّ أهمية عن غيرها من مواد، بل ربما تدعو اكثر من غيرها إلى التفكير والتحليل والبحث. كذلك بإمكان المعلم في المرحلة الثانوية أن يعود التلاميذ على استخلاص المعلومات الرئيسة وكتابتها، وذلك تحضيراً للمرحلة الجامعية.
- إن مسؤوليات المعلم وبصورة خاصة معلم التاريخ كبيرة جدا، فهو يجب أن يتحلى بميزات أدبية وأخلاقية وعلمية راقية، أن يكون بمستوى مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والوطنية، وان يكون واسع الثقافة، شامل المعرفة، ملماً بالأحداث المعاصرة. لا يكتفي في عمله بكتاب التلميذ، بل يرجع إلى مراجع ومصادر رصينة. حتى يتمكن من شرح الدرس بوضوح، وحتى يستطيع ان يجيب بصدق على ما يمكن أن يطرح التلاميذ من أسئلة، وبصورة خاصة في المرحلة الثانوية.
- على المعلم أن يحضر الدرس مسبقاً، يقرأ كتاب التلميذ، ومراجع أخرى، يحضر تصميماً للدرس، ومن الافضل أن يكون ذلك على بطاقات حتى يمكن الاحتفاظ بها والإفادة منها من سنة إلى سنة.
- مراحل إعطاء الدرس
- طرح أسئلة عن الدرس السابق للتأكد من مدى استيعاب التلاميذ للدرس. ولتوضيح ما لم يفهمه التلاميذ. وضع علامة، لان العلامة تشجع التلميذ، وتعطيه مزيداً من الجدية.
- إعطاء الدرس الجديد: الكتابة على اللوح الأسود اسم الدرس، ورقم الصفحة في كتاب التلميذ، وضع الخرائط والمستندات اللازمة، بدء الدرس بأسئلة تمهيدية.
- شرح الدرس، الإفادة من المستندات، شرح الدرس مقطعاً مقطعاً مع كتابة العناوين والأفكار الرئيسة على اللوح الأسود، طرح الأسئلة للتأكد من مرافقة التلاميذ للدرس.
من المستحسن أيضاً قراءة بعض المستندات وشرحها ومناقشتها. كذلك بإمكان المعلم أن يشرح موضوعاً أو يقص قصة صغيرة أو يورد خبراً ما بجانب الدرس. ففي ذلك فائدة توضيحية، وعامل مساعد لإزالة الضجر أو التقليل منه.
بعد الانتهاء من شرح الدرس، ملء الوقت الباقي من حصة الدرس، لقراءة الدرس في كتاب التلميذ في الصفوف الابتدائية، كذلك في الصفوف المتوسطة. أو شرح بعض المستندات الواردة في الكتاب من نصوص أو صور أو خرائط.
أما في الصفوف الثانوية فمن الأفضل قراءة النص ومناقشته أو شرح مستند: صورة، رسم، خريطة، طرح أسئلة، إجابة على أسئلة التلاميذ. حتى لو كان بين الأسئلة ما يتعلق بالأحداث الحاضرة الكبرى في البلاد أو في غيرها.
نموذج: درس للسنة الأولى الثانوية
مقدمة لدروس هذا الصف في تاريخ الحضارات
عصور ما قبل التاريخ (La Préhistoire) وفنون المغاور
المستندات :
- خريطة العالم الجغرافية.
- خريطة تاريخية لوجود البشر على الأرض خلال عصور "ما قبل التاريخ".
- صور لأدوات ولرسوم تعود إلى عصور "ما قبل التاريخ".
يبدأ الدرس بقراءة النص
"إن لله خلق جميع المخلوقات، منح الإنسان الكمال في الروح وفي الجسد. وضعه في مكان جميل نسميه الجنة الأرضية في مكان ما من آسيا، ربما في جنة عدن. وكان ذلك منذ ٩٦٣ سنة ق.م لكن آدم وحواء خالفا أمر الرب فغضب منهما وسلّط عليهما آلام الحياة والموت" ( Levi Alvarès père - Esquisses Historiques - Paris 1855)
وجاء في كتاب آخر وهو "مختصر تاريخ لبنان" لمؤلفه لحد صعب خاطر، سنة ١٩١٤ : "إن التاريخ القديم يتضمن ذكرالحوادث التي وقعت منذ بدء التاريخ سنة ٤٠٠٤ ق.م إلى حين انقسام المملكة الرومانية سنة ٣٣٧ م".
- ثم يطرح المعلم سؤالاً: بحسب هذا النصّ كم هو عمر الإنسان على الأرض؟
- ثم يطرح سؤالاً آخر: بحسب معلوماتكم، أو بحسب العلم في عصرنا، ماذا يقول العلماء عن وجود الإنسان على الأرض؟
- ويتابع المعلم طرح الأسئلة حتى الوصول إلى كلمة "ما قبل التاريخ (La Préhistoire) فيوضح ان هذه الكلمة دخلت القاموس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
- يطلب إلى التلاميذ ان يعطوا تعريفاً لكلمة "ما قبل التاريخ". وأخيراً يختصر الأجوبة بقوله: إن عصور "ما قبل التاريخ" هي العصور القديمة والطويلة التي عاش فيها الإنسان ولم يترك أثراً مكتوباً، هي عصور ما قبل الكتابة.
- ثم يطرح أسئلة أخرى: على ماذا اعتمد المؤرخون لكتابة أخبار البشر في تلك العصور؟
- اعتمدوا على الأدوات المكتشفة.
- ولماذا عرفت بالعصور الحجرية؟ لان الحجر كان من أهم الأدوات التي استخدمها الإنسان القديم، والحجر قاوم التلف، وظل شاهداً على تاريخ ذلك الإنسان.
كيف توصّل العلماء إلى اكتشاف عصور ما قبل التاريخ؟
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر قامت الشعوب الأوروبية وبخاصة في فرنسا وإنكلترا بمشاريع عمرانية كثيرة، وتم خلاله اكتشاف أدوات ترجع إلى القديم البعيد، إلى مئات ألوف السنين، وهي ليست من صنع الطبيعة بل إن يداً صنعتها، والمخلوق القادر على الصنع هو الإنسان، فقال العلماء إن الإنسان موجود على الأرض، بل إن لله أوجد الإنسان منذ مئات الألوف من السنين، كما أوجد النبات والأسماك والطيور منذ ملايين السنين، وازدهر علم الجيولوجيا، وكثرت الاكتشافات ولا سيما عن بقايا البشر، وعن أعمال الإنسان، وفي ضوء المكتشفات، قسّم المؤرخون ماضي وجود الإنسان على الأرض بين عصرين أساسيين هما: عصر
ما قبل التاريخ (La Préhistoire) وعصرالتاريخ (L'Histoire) وقسّم المؤرخون كلاً منهما إلى أدوار ثانوية.
- علام اعتمد المؤرخون لتقسيم تلك العصور ولكتابة تاريخها؟
- اعتمدوا على الأدوات المكتشفة والأزمنة التاريخية، فقسموا عصر ما قبل التاريخ إلى ثلاثة أزمنة رئيسة:
- العصر البليوليتي القديم (Le Paléolithique ancien) منذ وجود الإنسان على الأرض حتى ١٠٠ ألف سنة ق.م.
- العصر البليوليتي الوسيط (Le Paléolithique moyen) بين ١٠٠ ألف سنة و ٤٠ ألف سنة ق.م.
- العصر البليوليتي الحديث (أو الأعلى) (Le Paléolithique supérieur) من ٤٠ ألف سنة إلى ١٠ آلاف سنة ق.م.
- ثم العصر النيوليتي (Le Néolithique) أو الحجري الحديث من ١٠ آلاف سنة حتى ٤ آلاف سنة ق.م. بدأ الإنسان يستقر، يتعاطى الزراعة وتربية الحيوانات، ويبني المساكن، فتكّون المجتمع.
- هل ينطبق هذا التقسيم الزمني(ما قبل التاريخ، والتاريخ) على كل مناطق الأرض؟
- كلا، ينطبق فقط على شرق البحر المتوسط (الشرق الأوسط).
- ماذا يقول العلماء عن تاريخ وجود الإنسان على الأرض، وعلام اعتمدوا؟
- اعتمد العلماء على ما تم اكتشافه من بقايا الإنسان. واهم المكتشفات يعود آخرها إلى سبعة ملايين سنة. أبرزها :
- إنسان بكين (Sinanthrope) يرجع إلى ٥٠٠ ألف سنة.
- إنسان جاوا (Pithécanthrope) يرجع إلى ٧٠٠ ألف سنة.
- إنسان شمال أفريقيا (Atlanthrope) يرجع إلى ٧٠٠ ألف سنة.
- إنسان جنوب أفريقيا (Australopithèque) يرجع إلى مليون سنة.
- إنسان الحبشة، تم اكتشافه منذ سنوات في منطقة "هدار" في الحبشة وهو يرجع إلى نحو أربعة ملايين سنة، أطلقوا عليه اسم لوسي، وتم منذ سنوات اكتشاف إنسان في وسط أفريقيا يعود إلى نحو سبعة ملايين سنة.
كيف تطورت معارف الإنسان ومتى استقر؟
كان الإنسان أولاً خاضعاً للطبيعة، يتنقل بحثاً عن الأكل من نبات وثمار وحيوان. تطور مع الوقت، سكن المغاور، صنع الأدوات لتسهيل عيشه وطورها حسب الحاجة، كان معظمها وأفضلها من الحجر، فعُرفت العصور القديمة بالحجرية. كذلك طوّر الإنسان معارفه، مال إلى الفنون ، بدأت مظاهر العبادة منذ نحو ٥٠ ألف سنة.
متى وأين بلغ الإنسان القديم ذروة المعرفة في العصور الحجرية تلك؟
في جنوب غرب أوروبا، بصورة خاصة في جنوب فرنسا وشمال أسبانيا. وفي بعض المناطق من أوروبا الوسطى والشرقية، وصحراء أفريقيا.
هل من سبب لظهور حضارة في هذه المنطقة؟
ثمة أسباب طبيعية. فقد غطت المثالج شمال الأرض، وصلت إلى شمال أوروبا. فرحل الناس والحيوانات إلى جنوب غرب أوروبا حيث الطقس الدافئ. كثرت الحيوانات، فحصل الإنسان على قوته بسهولة وعاش في بحبوحة. وكثرت الجماعة البشرية وأصبحت لها أفكار وعبادة ونسبة من المعرفة.
ماذا يدلنا على ذلك؟
يعرض المعلم عدداً من المستندات عبارة عن رسوم وصور للأدوات وللرسوم الباقية. مثلاً تماثيل امرأة ترجع إلى نحو ٤٠ ألف سنة. تدل على عبادة الآلهة الأم. صور ملوّنة وجميلة جداً على جدران المغاور. فيها ألوان عديدة: (الأحمر، الأخضر، الكستنائي الأبيض والأسود).
هذا يعني أن الجماعة أصبحت لها أفكار، أمّنت العيش لشخص موهوب حتى يصوّر، أصبحت قادرة أن تحضر الألوان، أن تؤمن الضوء في الأمكنة المظلمة.
هناك صور في مغاور عميقة، يصعب الوصول إليها. فلماذا صوروا فيها؟
ربما اعتقدوا بالسحر، اكثروا من رسوم الحيوانات والصيادين. ربما اعتقدوا أنهم إذا صوروا صياداً يصطاد حيواناً فهذا يعني أن الصياد يصطاد الحيوان فعلاً.
هل من قيمة أخرى لهذه الصور؟
نعم، إنها مستند تاريخي يذكر الحيوانات التي كانت موجودة، كذلك أدوات الصيد التي كان يستخدمها الإنسان.
ما أهم المغاور الأثرية العائدة إلى تلك المرحلة؟
في فرنسا وإسبانيا مغاور كرومانيون، ايزي، لاسكو، مكدلينا، التميرا، سورميو. وفي لبنان مغارتي كسار عقيل وإنطلياس ، ونطوف في فلسطين.
يستعين المعلم بالخريطة لتحديد أمكنة المغاور، كذلك بصور الرسوم ليشرح جمال هذا الفن وقيمته. وبالمناسبة يستطيع المعلم أن يقص على التلاميذ قصة ما تشرح الموضوع وتسلّي التلاميذ. منها مثلاً اكتشاف مغارة لاسكو في منطقة دوردونيه (Dordogne) جنوب غرب فرنسا، حيث كان الصيادون فقدوا الكلب، نزل في حفرة عميقة، أتوا بالحبال ليخرجوه، نزل صياد في الحفرة فاكتشف المغارة، اخبر السلطات، فأسرع المتخصصون، درسوا المغارة، وهي اليوم بإشراف وزارة الثقافة، لكنها مقفلة أمام الناس. إنما تم بناء مغارة شبيهة لها وعليها رسوم مماثلة.
في الألف العاشر قبل الميلاد، توقف هذا الفن، انتهت هذه المرحلة الحضارية من دون ان يعرف المؤرخون السبب.
نص للقراءة
"وصل فن المغاور إلى درجة عالية من الرقي الفني والجمال، ثم توقف فجأة، هل جفت عبقرية ذلك الإنسان الفنان؟ هل انتهت حاجة ذلك الشعب إلى الفن؟ هل تقلصت موارد العيش، وزال الرخاء الاقتصادي. فلم يعد يتأمن للفنان ظرف العطاء، هل أتى شعب غريب وسيطر على هذا الشعب الفنان؟ " أسئلة مطروحة تنتظر الجواب.
بتصرف عن كتاب "Histoire générale de l'art, Flammarion P.P 31- "32
- مناقشة النص إذا سمح الوقت. ودعوة التلاميذ إلى التفكير بمضمونه.
- على المعلم أن يقرأ كثيراً حول هذا الموضوع ليتمكن من شرح الدرس والإجابة على الأسئلة الكثيرة التي سيطرحها التلاميذ.