درس تطبيقي في مادة اللغة العربيّة وآدابها حول قصيدة "الجسر" للشاعر خليل حاوي
السنة الأولى الثانويّة.
موضوع الدرس: قراءة منهجيّة لقصيدة "الجسر" للشاعر خليل حاوي(1)
المحور: الأدب ، ماهيّته وعناصره.
الأهداف العامة للدرس:
- ربط المفاهيم بالقيم : التمييز بين معالم الحضارة والتخلّف، ربط الأدب بالحياة وبالمجتمع.
- تذوّق الإبداع الأدبي وتحديد عناصره : القدرة على التخيّل وتفسير المعاني التضمينيّة والرموز.
الأهداف الخاصة للدرس:
- اكساب المتعلّم مهارات القراءة المنهجيّة في تحليل النصوص : الحواشي، الدلالات والمفاهيم الحقول المعجميّة، أنواع النصوص، أنماط النصوص، بنية النص، أساليب الكتابة.
المجالات:
- المجال الشفهي: شرح القصيدة وطرح أسئلة شفهيّة، اجابات شفهيّة .
- المجال الكتابي: طرح اسئلة خطية، اجابات خطيّة، تصحيح خطي (وتدوين التلاميذ المعلومات على دفتر المادة).
مدّة الدرس: درس يعطى في ثلاث حصص .
مدّة الحصّة خمسون دقيقة.
تقسم الحصص الى مرحلتين (2+1) أو ثلاث مراحل (1+1+1)
نوع المستندات:
- نص قصيدة "الجسر" للشاعر خليل حاوي
التأكّد من أنّ النص كامل (النص مجتزأ في بعض الكتب الدراسيّة)، والتأكّد من ضبط الحركات ووضع علامات الوقف وترقيم الاسطر.
- دفتر تحضير المعلم ودفتر العلامات.
- دفتر تحضير المتعلّم.
- اللوح الجداري .
الجسر
وكفاني أنّ لي أطفالَ أترابي ولي في حبّهم خمر وزادْ من حصاد الحقل عندي ما كفاني وكفاني أنّ لي عيد الحصادْ ، ٥ أنّ لي عيدا وعيدْ كلّما ضوّأ في القرية مصباح جديدْ غير أنّي ما حملت الحبّ للموتى طيوبا ، ذهبا ، خمرا ، كنوزْ طفلهم يولد خفّاشا عجوز ١٠ أين من يفني ويحيي ويعيد يتولّى خلقه طفلا جديد غسله بالزيت والكبريت من نتن الصديد ؟! أين من يفني ويحيي ويعيد ١٥ يتولّى خلق فرخ النسر من نسل العبيد ؟! أنكر الطفل أباه أمّه ليس فيه منهما شبه بعيد ! ما له ينشقّ فينا البيت بيتين ؟! ٢٠ ويجري البحر ما بين جديد وعتيقْ صرخة ، تقطيع أرحام، وتمزيق عروق، كيف نبقى تحت سقف واحد وبحارٌ بيننا .. سورٌ .. ٢٥ وصحراء رماد بارد وجليد ؟! ومتى نطفر من قبو وسجن ؟! ومتى ، ربّاه ، نشتدّ ونبني بيدينا بيتنا الحرّ الجديد ؟!
|
٣٠ يعبرون الجسر في الصبح خفافًا أضلعي امتدّت لهم جسرًا وطيد من كهوف الشرق ، من مستنقع الشرق الى الشرق الجديد أضلعي امتدّت لهم جسرًا وطيد. 35 سوف يمضون وتبقى صنمًا خلّفه الكهّانُ للريح التي توسِعُهُ جَلْدًا وحرقا فارغ الكفّين ، مصلوبًا ، وحيد في ليالي الثلج والأفق رماد ٤٠ ورمادُ النّار ، والخبزُ رماد جامد الدمعة في ليل السّهاد ويوافيك مع الصبح البريدْ : صفحة الأخبار .. كم تجترّ ما فيها تفلّيها .. تعيد .. ! ٤٥ سوف يمضون وتبقى فارغ الكفّين ، مصلوبا ، وحيد .'' إخرسي يا بومة تقرع صدري بومة التاريخ مني ما تريدْ ؟ في صناديقي كنوزٌ لا تبيدْ: ٥٠ فرحي في كلّ ما أطعمت من جوهر عمري فرح الأيدي التي أعطت وإيمان وذكرى، إنّ لي جمرًا وخمرا إنّ لي أطفالَ أترابي ٥٥ ولي في حبّهم خمرٌ وزاد من حصاد الحقل عندي ما كفاني وكفاني أنّ لي عيد الحصاد، يا معاد الثلج لن أخشاك لي خمرٌ وجمرٌ للمعاد(2) |
- فتح الكتاب على صفحة "النص"، أو توزيع أوراق النص على التلاميذ.
- دفترا التحضير والعلامات جاهزان أمام المعلّم، ودفتر التدوين جاهز أمام المتعلّم.
- يكتب المعلّم الأهداف الخاصة على اللوح ويسجّلها المتعلّم على دفتره.
- يتبعها حوار صغير :
- للتأكّد من أنّ المتعلّم قرأ النص (يطرح المعلّم اسئلة على المتعلّمين ويدوّن على دفتره اشارات مشاركة + ، ... )
- للتحفيز على الاهتمام بالنص ومضمونه.
- وضعيّة القول : المرسل، المرسل اليه، المرسلة (من هو الشاعر؟ من ايّ ديوان استلّت القصيدة؟ الى من يتوجّه الشاعر؟ ما هي الرسالة ؟ من يواجه من ؟ ماذا تمثّل البومة؟ كيف سيواجه الشاعر التخلّف؟ لماذا انتحر الشاعر خليل حاوي ؟ هل انتصرت البومة؟ أليست الأجيال الفتيّة التي آمن بها الشاعر كفيلة بأن تردّ له الثقة بهذا الإيمان ؟ ماذا عليها أن تفعل ؟ لنقرأ وصيّة الشاعر لنا.)
- ملاحظة النسق الكتابي (نظام التفعيلة ، القافية ، الإيقاع)
- من المستحسن أن يقرأ المعلّم النص في المرّة الأولى ليركّز على صحّة القراءة (الحركات الإعرابيّة وعلامات الوقف)، والصوت الواضح، ومخارج الحروف، والنبر والتنغيم، وتمثيل المعنى...
- تبدأ القراءة الجهريّة للتلاميذ : ينتقي المعلم التلميذ بشكل غير متسلسل. ويقرأ كل تلميذ مقطعا من القصيدة. يتوقّف الأستاذ عند كل مقطع ليطرح أسئلة في الفهم والدلالات والقواعد الوظيفيّة، كما يتوقّف عند الرموز والمعاني التضمينيّة للمفردات والتعابير، بدءا بدراسة حواشي النص. يدوّن المعلم المعلومات الهامة على اللوح، ويدوّن التلاميذ المعلومات مع التفاصيل على الدفاتر.
- الجسر: التواصل، الربط، الممرّ، العبور، وسيلة انتقال من ضفّة الى أخرى .
- القصيدة رمزيّة، والرمز يومىء ، يشير، يوحي، ولا يفسّر. يحشد الصور فتكثر التداعيات والتأمّلات والأبعاد الفكريّة والجماليّة.
- قد يكون الجسر عبورا فوق نهر الرماد الى شاطىء الحضارة ! والرماد والحريق والتجدّد حلقات سلسلة واحدة في أسطورة الفينيق ، الطائر الذي يبعث حيّا من رماده . فهل يبعث نهر الحياة متدفّقا من نهر الرماد ؟ هل تتحوّل العبوديّة الى حريّة ؟
- انتهى نظم المطوّلة التي تنتمي اليها هذه القصيدة في العام ١٩٥٧ . والموضوع ما يزال مطروحا وبقوّة على الفكر العربي الحديث وعلى أجيال عصرنا.
- وخليل حاوي من شعراء الحداثة البارزين، وقصيدته هذه شاعت على لسان المتعلّمين فأصبحت نشيدا لمناهضة التخلّف ورموزه. وهو الشاعر الذي هاله دخول الدبابات الإسرائليّة الى بيروت، العاصمة الحبيبة، عرين الحريّة والنضال ، موطن الشباب الأبي المثقّف والملتزم، طلاّب الشاعر المعلّم في الجامعات ... فما كان من فكره المضطرب الرافض الى أن وضع حدا لحياته فأصمتت الرصاصة الجسد ولكنّها مثل حريق الفينيق، كانت مهد قيام الرسالة، فشاعت ''الجسر'' أنشودة نضال على كل لسان .
- شرح المعاني التضمينيّة للمفردات والتعابير بحسب ورودها في سياق النص (على سبيل المثال لا الحصر):
- مصباح جديد (٦) : الولادة، الأطفال، الجيل الفتي، موعد مع المستقبل. الشاعر لم يتزوّج وهو يفرح كلّما كثر أولاد أترابه، فهو يعتبرهم أولاده بالذات .
- يجري البحر ما بين جديد وعتيق (٢٠): الحضارة والتخلّف، العتيق بمعن البالي المهترىء، والجديد بمعنى الحضارة والتقدّم ... والبحر هو المسافة بين الضفّتين، ضفّة التخلّف وضفّة الحضارة. وطبيعيّ أن يكون الشاعر جسر العبور بين الضفّتين.
- الخبز رماد (٤٠) : الخبز هو القوت اليومي الأساسي للحياة، هو الغذاء، باعث الحيويّة والنشاط في الأجساد. والرماد بقايا الاحتراق ، باعث القحل ، عامل الاختناق، الجفاف في الحلق . وتأتي هذه الصورة تكملة "للأفق رماد وللنار رماد" في "ليالي الثلج"، ثلاثيّة البرد والجوع والعطش التي تهدّد وجود الشاعر.
- بومة التاريخ (٤٨) : الصورة الأكثر تعبيرا عن السلفيّة والتخلّف والنعيب. الصفحة السوداء التي تحيط بالذاكرة وتشدّها الى الماضي الأليم وليس الى الماضي المشرق . والتي تسدّ آفاق المستقبل والحلم بالتغيير والانتفاضة على الحاضر البائس. إنّه الصراع المزمن بين الحضارة والتخلّف. والبومة هي الطائر الأسود الذي يطلق في الليالي نعيبا مزعجا ممهّدا للحظ السيّء وأصبح هذا الطائر رمزا للشؤم والبلاء .
- فرحي في كل ما أعطيت من جوهر عمري (50-51): شتّان ما بين العطاء من جوهر العمر، من الذات، من كيان الإنسان الأعمق ، من المحبّة والقيم والمثل ، من المبادىء الأساسيّة المتسامية التي يقوم عليها الجنس البشري، وبين العطاء مما يفيض عن الإنسان أو يكون هامشيّا بالنسبة الى الكيان كالمال والعطايا الماديّة. فالفرح الحقيقي هو العطاء من الكيان من الجوهر، وهذا ما يفرح الشاعر ويسعده.
- الحقول المعجميّة
إمكانيّة رقم ١: يطرح المعلّم السؤال التالي على التلاميذ ويعطيهم مدة عشر دقائق لتحضيره في الصف: استخرج من النص الحقل المعجمي للتخلّف والحقل المعجمي للحضارة وتكلّم من خلالهما على القضيّة التي يطرحها الشاعر في قصيدته .
- يطلب المعلّم الى بعض التلاميذ قراءة ما حضّروه ويضع اشارات مشاركة .
- يعطي المعلّم الإجابة كنموذج كتابي.
- إمكانيّة رقم ٢: يطلب المعلّم الى احد التلاميذ الوقوف امام اللوح ووضع خط عامودي بالطبشور الأبيض يقسم اللوح قسمين. يكتب في اعلى القسم الأوّل عبارة "الحقل المعجمي للتخلّف" وفي أعلى القسم الثاني عبارة "الحقل المعجمي للحضارة".
- يطلب المعلّم الى احد التلاميذ أن يقرأ النص ويتوقف عند المفردات والتعابير التي تندرج تحت أحد العنوانين . وتسجّل المفردة او العبارة في الخانة المناسبة على اللوح .
- ملاحظة: عند اشتمال العبارة على أكثر من كلمتين، توضع كلمات السياق (التي تحيط بالكلمة الأساس) داخل قوسين. دراسة الحقول المعجميّة في قصيدة "الجسر":
- تقوم قصيدة "الجسر" على وحدة تأليفيّة أسلوبيّة ومعنويّة هي التضاد. وهذه الوحدة العضويّة تتجلّى في أبرز مظاهرها في الحقول المعجميّة ونمط النص وبنيته. كما تنعكس في الصور البيانيّة. أمّا الحقول المعجميّة فيمكن تصنيفها في محورين يقومان على التباين: السلفيّة والتخلّف ومظاهرهما من جهة، و البعث والحضارة ومعالمهما من جهة أخرى .
- تندرج في الحقل المعجمي للسلفيّة والتخلّف المفردات والتعابير الآتية: الموتى (7)، خفاشا (9)عجوز(9)، نتن الصديد (13)، نسل العبيد (16)، عتيق (20)، قبو(27)، سجن (27)، كهوف الشرق (32)، مستنقع الشرق (32)، بومة (47)، بومة التاريخ (48)، الأفق رماد (39)، رماد النار، الخبز رماد(40)، معاد الثلج.
- تندرج في الحقل المعجمي للبعث و الحضارة المفردات، والتعابير الآتية : عيد الحصاد (4)، مصباح جديد (6)، يفني ، يحيي، يعيد (14)، خلقه ، طفلا جديد (11)، غسله بالزيت والكبريت (12)، خلق فرخ النسر (15)، جديد (20)، صرخة ، تقطيع أرحام (21)، تمزيق عروق (22)، نطفر (27)، نشتدّ ، نبني بيدينا بيتنا (28)، بيتنا الحرّ الجديد (29)، يعبرون الجسر (30)، الشرق الجديد (33)، أطفال أترابي (1)، جمرا وخمرا (53).
- بالمقابل تتجلى رموز الحضارة في المفردات والتعابير الدالة على الطفولة "الأطفال، طفل جديد، فرخ النسر"، و على التجدّد "مصباح جديد"، عائلة جديدة خميرة المستقبل الواعد، التغيير ، البراءة... على لحظة الخلق مع كل ما تحتويه من ألم وما تعبّر عنه من انفصال عن الماضي '' تقطيع أرحام، تمزيق عروق، صرخة" يتبعها التطهير ب"الزيت والكبريت" وكأنّها إعادة التكوين "يفني، يحيي، يعيد". أمّا عيد الحصاد، فرمز الخير والبركة والعطاء والجنى، بوجه الجوع والعوز.. وما الجمر والخمر، سوى تدفئة الشتاء بوجه ليالي الثلج. ويتعالى البنيان "نبني بيدينا، بيتنا الحرّ الجديد"، بوجه أقبية الذل وكهوف الهوان.
- يُعطى التلاميذ عشر دقائق لتحضير السؤال الآتي:
- عيّن أقسام النص بالعودة الى وضعيّة القول (المرسل، المرسل اليه، المرسلة)، وصيغ الأفعال .
- تصميم إجابة مقترحة
القسم الثاني : (10-18)، صيغة الغائب ، الاستفهام ، الإنكاري، الفعل المضارع. انتقال من الخاص الى العام.
القسم الثالث:(19-29)، صيغة جمع المتكلمين "نحن"، الفعل المضارع: الحاضر والمستقبل .
القسم الرابع : (30-34، جمع الغائبين (يعبرون) + المتكلّم المفرد (ياء المتكلّم*: أضلعي امتدّت. المضارع والماضي (جسر العبور)
القسم الخامس: (35-46)، صيعة المخاطب المذكّر، المضارع.
القسم السادس: (47-59)، المخاطب المؤنّث، صيغة الأمر.
- يصار بعدها الى تحديد الكلمة الموضوع في النص (الجسر)، والكلمة المفتاح والفكرة الرئيسة والأفكارالفرعيّة والروابط في كل قسم، ووضع عنوان لكل قسم، من خلال الحوار وطرح الأسئلة الشفويّة .
- من المفيد اعطاء هذا القسم الأخير كتحضير منزلي كتابي.
- نوع النص
- الأدب الوجداني الغنائي: العواطف القوميّة والوطنيّة، المشاعر الصادقة القويّة المؤمنة بحركة الحياة المتطوّرة، النزعة الذاتية، الأدب الملتزم .
- نمط النص
- يمكن أعطاء اسئلة تحضير منزلي تتناول نمط النص ووظيفة الكلام.
- في الأقسام الأربعة الأولى تقاطع الوصف (الداخلي والخارجي) والسرد .
- في القسمين الخامس والسادس : نمط برهاني (استعمال الوصف من أجل البرهان)
- إنّ دراسة هذا القسم يتطلّب حصّة مستقلّة . ومن الأفضل تطبيق هذه الكفاية على نص نثري .
- أساليب الكتابة
- إنّ دراسة أساليب الكتابة تتناول التعيين والتضمين (كثافة الرموز)، الصور البيانيّة والمحسنات البديعيّة، ودراسة الجملة (النواة، البسيطة، المركّبة، الخبريّة والإنشائيّة) والقواعدالوظيفيّة والإيقاع والوزن.
- الرموز: تطرقنا الى بعضها سابقا ونشير هنا الى أمثلة اضافيّة عليها:
- الطيوب ومعانيها(8): تحنيط الموتى ورش الكفن بالروائح العطرة. وتمثّل هنا رفض الشاعر مديح التخلّف والسلفيّة وتمجيدهما وإحياءهما .
- مشهد الصلب وأبعاده الدينيّة والإنسانيّة (38) : وضع المصلوب "فارغ الكفين"، والعزلة "وحيد" وأشدّ الميتات هولا "مصلوبا". يتمثّل موت المسيح المعلّم على الصليب. قدر المنقذين والثائرين والرافضين للخنوع والتسلّط والجهل أن يموتوا شهداء .
- ويمكننا أن نقف مليًا أمام المعاني الضمنيّة للجمر والخمر والأطفال والرماد والجديد والعتيق.
- الصور البيانيّة
- لي في حبّهم خمر وزاد: كناية عن الديمومة والاستمرار والحماية. فالخمر نشوة الحياة وطيبها، وله كذلك معنى ديني (دم المسيح في الذبيحة الإلهيّة)، ويحمل معنى الدفء والحرارة في أيّام الشتاء ... حب الأطفال حماية للشاعر وإيمان بالمستقبل وحرارة عاطفيّة هي غذاء للروح ودعوة للاستمرار.
- كلّما ضوّأ في القرية مصباح جديد: مجاز مرسل (بيت جديد، الجزء مكان الكل).
- نسل العبيد : كناية عن العبوديّة النفسيّة المرتبطة بالتخلّف والذلّ والهوان.
- نطفر (27) : استعارة ، بمعنى نَثور.
- أضلعي امتدت لهم جسرا: تشبيه حذفت منه الأداة. وظيفته الإشارة الى وسيلة العبور الرمزيّة من الجهل الى المعرفة، من العبوديّة الى التخلّف . تشبيه معنوي بمادي لتبسيط الفكرة وتصويرها والتركيز على دور الشاعر في عمليّة العبور هذه .
- جامد الدمعة .. ليل السهاد .. استعارة الخبز رماد : تشبيه بليغ.
- المحسنات البديعية:
- التركيز على الطباق "جديد وعتيق" (20) "من كهوف الشرق، من مستنقع الشرق الى الشرق الجديد" (32+33)، "يمضون وتبقى" (35)
إنّ كثافة الصور البيانيّة والتضمين تعبّر عن رقيّ الفن الأدبي وكثافة الصور والإيحاء. وبينما تلجأ نظريّة الفن للفن الى كثافة الصور بهدف الجمال الفني المجرّد، نرى هنا أنّ كثافة الصّور عمّقت التزام الشاعر بمجتمعه وبالدفاع عن قضيّة حضاريّة آمن بها الشاعر ووقف حياته عليها .
- الجملة الشعريّة والإيقاع
- هذه القصيدة مبنيّة على تفعيلة بحر الرّمل (فاعلاتن). ويختلف عدد المرّات التي تتكرّر فيها التفعيلة من سطرالى سطر. فبينما السطر ٤٣ يتالّف من ثلاث تفعيلات وجزء من التفعيلة ويتألّف السطر ٤٤ من الجزء الأخير من هذه التفعيلة وتفعيلة اخرى.
- من المفيد إجراء تطبيقات على اللوح تبيّن النسق الكتابي للتفعيلات .
- التدرّج التصاعدي في التعبير عن الأفكار بإيقاع ينحسر أو يمتدّ بحسب مقتضيات الفكرة :
- يفني و يحيي ويعيد (وتيرة انفعالية سريعة الإفناء والإحياء وإعادة الخلق: رغبة الشاعر بالتخلّص سريعا من أطفال العبوديّة ليجعلهم اطفال الحريّة والحضارة الراقية)، يتولى خلقه طفلا جديد ... (جملة ممتدّة )
- كذلك الأمر بالنسبة الى : نطفر... نشتدّ ، نبني بيدينا بيتنا الحرّ الجديد (تدرّج تصاعدي إيقاع سريع) من كهوف الشرق، من مستنقع الشرق الى الشرق الجديد .. (تدرّج تصاعدي) .
- تبقى صنما..، فارغ الكفين، مصلوبا وحيد... (تدرّج انحداري). دور الحال في التعبير عن الألم والعزلة.
- دراسة الجملة المركّبة الممتدة (حال ونعت) في مطلع الفقرة الخامسة .
- تقاطع الجمل الخبريّة والإنشائيّة في الفقرة الأخيرة (47 الـ 58): جملتان إنشائيّتان تفيدان التحدي والمواجهة تحضنان أكثر من ست جمل خبريّة تؤكّد على هذا التحدي وتبرز عناصره ومقوماته .
- بالإمكان التأكيد على الوزن والإيقاع بتنويع الأمثلة على نظام التفعيلة، والموسيقى الخارجيّة والداخليّة للقصيدة، وتطويع العبارة، كثرة القوافي وتنويعها وتكرارها والجرس الموسيقي ...
- حروف المد أي الصوامت القصيرة والطويلة: "بحار بيننا .. سور.. وصحراء رماد بارد وجليد"، تتبعها الصوائت : "ومتى نطفر من قبو وسجن ومتى، ربّاه، نشتدّ ونبني بيدينا بيتنا الحرّ الجديد." (جمع الحروف المتقاربة المخارج: ت، ن، د: الأسنانيّة اللثويّة. وكذلك الشفويّة : بِي بَي : بيدينا ، بيتنا).
- دراسة الجمل الانشائية: الاستفهام والتعجب.
لا يمكننا تطبيق الكفايات الدراسيّة كلّها على نص واحد في حصص التدريس الفعلي، لذلك ننتقي الكفايات الأكثر ملاءمة لدراسة النص. على سبيل المثال: الحقول المعجميّة واساليب الكتابة في قصيدة "الجسر".
ويبقى التعبير الكتابي المستقى من نمط النص أو من القضايا التي يتناولها النص. وقد يشكّل موضوع مسابقة منزليّة أو صفيّة. ومن المفيد أن يتناول هنا موضوع مساهمة الشباب في مسيرة الحضارة.
(1) خليل حاوي (1925-1982) شاعر وناقد لبناني.
(2) خليل حاوي، نهر الرّماد ١٩٥٧ ، المجموعة الكاملة، الطبعة الثانية، دار العودة ، بيروت، ١٩٨٢ ص. ١٣٥ - ١٤٢.