المرحلة التجريبيّةَ لمناهج مرحلة الروضة المطوَّرة
تحقيق: نهى أبي حبيب
غرازيلا باسيل
المرحلة التجريبيّةَ
المناهج مرحلة الروضة المطوَّرة
قامت مندوبَتا المجلة التربويّةَ باستطلاع رأي بعض التربويين في مدارس المصطفى (تحويطة الغدير) حول تطبيق مناهج مرحلة الروضة المطوّرة. وقد ظهرت مؤشّرات إيجابيّة تناولت المقاربة المتّبعة ومدى فعاليّتها في العمَليّة التربويّةَ كما تمحورت الأسئلة حول موضوع آليّةَ التطبيق.
المجلّة التربويّة: هل من إيجابيّاَت على صعيد تطبيق المناهج الجديدة المطوّرة؟
السيدة نهى الحسيني: المناهج الجديدة المطوّرة المبنيّة على أساس المقاربة بالكفايات ساعدت على عدم تجزئة الأنشطة إلى وحدات صغيرة منفصلة عن الإنتاج النهائي المنتظر من التلميذ وأعطت أهميّة خاصّة للوضعيّات المأخوذة من مواقف في حياة الطفل اليوميّة وهذه المناهج أعطت بعدًا تربويّاً للتقويم بحيث أصبح منظّما لعمليّةَ التعلّمُ ومصحّحِاً لمسارها.
السيدة هدى الزين (مدرّسة في صف الروضة الثالثة): إن الاستراتجية التعلميّة / التعليميّة في المناهج الجديدة المطوّرة التي تستدعي أن يكون الطفل ناشطًا فاعلاً ومشاركًا وباحثًا ومبدعًا أثبتت فعاليّتها في بناء شخصيّة الطفل وإثارة رغبته في التعلّم.
أمّا في ما يتعلّق بالتّقويم، فلم يعد يقتصر على إصدار عشوائي للأحكام بل أصبح يرتكز على معايير ومؤشّرات يمثّل اكتسابها شرطًا ضروريّاً لاعتبار الكفاية مكتسبة، كما أنّ عملية التقويم هذه تساعد المعلّمِ كما المتعلّمِ على تحديد موضع الأخطاء والصعوبات فيباشر عندئذ إلى تقديم المساعدة ( إفراديّاً أو جماعيّاً) لتحقيق الأهداف المطلوبة.
وقد لاحظتُ اهتمامًا بارزًا من قبل الأطفال بالأنشطة الصفيّة واللاصفيّة وتغييرًا جذريّاً في سلوكهم ما أثار تساؤل وإعجاب الأهالي.
المجلّة التربويّةَ: ما الفرق بين منهج الروضة الصادر سنة١٩٩٧ والمنهج الجديد المطوَّر؟
السيدة نهى الحسيني: إنّ توحيد المسار بين القطاعين الرسميّ والخاص وجَعْل مرحلة الروضة تمتدّ على ثلاث سنوات بدل سنتين، وبعد إدراج الأهداف المتعلقة بعمليّتي القراءة والكتابة وغيرها...
نلاحظ أنّ المناهج الجديدة المطوَّرة مطابقة للمرحلة العمرية لطفل هذه المرحلة وهي إلى ذلك تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الطفل وخصائص نموّه الجسديّ، الحركيّ، الاجتماعيّ، العاطفيّ، الذهنيّ واللّغويّ وحاجاته الأساسيّة وميوله واستعدادته بما يحقّق التنمية المتكاملة المتوازنة التي تساعده على تكوين صورة إيجابية عن نفسه واكتشاف قدراته وتطويرها.
المجلّة التربويّةَ: ما هي فائدة بطاقات الأنشطة التعلّيُميّةَ والتقويميّةَ؟
السيدة نهى الحسيني والمدرّسِة هدى الزين: إنّ بطاقات الأنشطة التعليميّة والأنشطة التقويميّةَ بما تتضمّنه من استراتيجيات كإعطاء أهميّةَ خاصَّة للوضعيَّة المُشكِلَة، المُستمدّة من الحياة اليوميّة، وكيفيّة جمع المعلومات واستثمارها والتمارين التطبيقيّة ومعايير التقويم وتحديدها، كل هذا يساعد المعلّمِات على بناء أنشطتهنّ بطريقة علميّة ومشوّقة ويعمل على تزويد الطفل بمهارات عدّة، كمهارات التواصل والتعبير ومهارات التفكير النقدي والتفكير الإبداعي ومهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات وهذا ما يتيح له فرصة تكوين صورة إيجابية عن ذاته وينمّيِ لديه الثقة بالنفس، والإحساس بالأستقلالية، والقدرة على التحكُّم بانفعالاته وسلوكه
المجلّة التربويّةَ: وماذا عن آليّةَ التطبيق المعتمدة؟
السيدة نهى الحسيني: بعد متابعة الدورة التدريبية التي أقامها المركز التربوي للبحوث والإنماء لمنسّقي ومدرّسي المدارس التجريبيّة في إطار مشروع تطوير المناهج الجديدة، قامت مسّق اللّغة الفرنسيّة بتعميم محتوى الدورة على الجهاز التعليمي في المؤسسة ضمن لقاء تربوي دام يومين حيث نوقشت جميع النقاط التي أُقرّت خلال الدورة وجرى القيام بمقارنتها مع المنهجيّة المتّبَعة سابقًا لاستخلاص أوجه الشبه والاختلاف ومن ثم جرى تحضير خطّة عمل للعام الدراسي الحالي واختيار شعبتين من مرحلة الروضة استعدادًا للقيام بهذه التجربة.
وقد لاحظنا خلال هذه الفترة الوجيزة أن تغييرًا طرأ على سلوكيّات الأطفال ومردّ ذلك إلى الاستراتجية المعتمدة في تطوير المناهج التي تلعب دورًا بنّاءً في عملية رعاية الطفل وتعليمه وتلبية حاجاته واهتماماته وتساعد على تنميته بشكل متكامل وِفق الأسس السليمة.
المجلّة التربويّةَ: ماذا عن الحاجة إلى دورات تدريبيّة للمعلّمِين؟
السيدة عطاف كريّمِ: (منسقّة اللّغة العربيّة في المؤسسة) إنّ توقيت الدورات التدريبيّة بعد مطلع السنة الدراسية أعاق تطبيق المناهج الجديدة المطورّة لأننا اضطُررنا إلى الالتزام بخطّة التدريس المرسومة مسبقًا للعام الدراسي٢٠١٠- ٢٠٠٩ وذلك تفاديًا لإبطاء عمليّة التدريس، ومع ذلك فقد قمنا باستثمار النقاط التي رأيناها مجدية في الاستراتجية البنائية المتبنّاة كالوضعَّية المُشكِلَة ودمج الأهداف للوصول إلى الكفاية المطلوبة.
لكنّنَا نأمل بتطبيق المناهج المطوّرة في السنة القادمة بعد القيام بعملية تدريب معمّقة للمعلّمِات ليصبح التطبيق أكثر جديّة وفعاليّة. الأطفال يلاحظون، يسألون، يتحدّثون، يلمسون، يقارنون ويستنتجون...
وبالتالي يتعلّمَون بشكلٍ أفضل وأكثر فعاليّةَ.
تعزيز مهارات التعلّمُ الذاتي يسهم في إعداد الطفل للمدرسة، ويساعده على اكتساب خبرات جديدة وإطلاق طاقاته الإبداعية .