''الحرب والجوع'': درس تطبيقي

         إعداد الاستاذ
           وسام مقلّد
دار الصادق للتربية والتعليم

درس تطبيقيّ في مادة
اللّغُة العربيّةَ حول نصّ
''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي

الصفّ: التّاسع.
الموضوع: قراءة منهجيّة لمقالة ''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي.
المحور: الأدب في التعبير عن المواقف الوجدانية.
المجالات:

  • المجال الشفهي: شرح المقالة وطرح أسئلة لإجابات شفهية.
  • المجال الكتابي: طرح أسئلة لإجابات خطية.

مدة الدرس: حصتان (مدة كل حصة ٥٠ دقيقة)
الأهداف العامة للدرس:

  • يربط المتعلّم بين مفهومي الحرب والجوع.
  • يربط الأدب بالحياة والمجتمع.
  • يتذّوق الإبداع الأدبي.
  • يكون قادرًا على التخيّل وتفسير المعاني ..

الأهداف الخاصّة:
يتمكّن المتعلّم في نهاية الدرس من أن:

  • يقرأ النص قراءة منهجية.
  • يجيب عن أسئلة حول النص وبشأنه.
  • يفسّر المعاني القاموسية والضمنية لاستخدامها في التعبير.
  • يستخرج الحقول المعجمية ودلالاتها.
  • يبين وظيفة الصور البلاغية.

الوسائل: لوحة/ نصّ ''الحرب والجوع.'' / اللوح الجداري والطبشور/ كمبيوتر/ أنترنت.
الاستراتيجيّة: العصف الذهني/ طرح السؤال وطلب الإجابة/ التقصّي

الحرب والجوع
الكآبة! إنها كلّ طفولتي. ولا تعجب فقد اتفق وكنت أيام الحرب العالمية الأولى، أشهد وأبصر مِقصلة الجوع، والسَغَبَ المِنْجَلَ، فلا بدع أن تغَشَّتْني الكآبة وتفشَّت في أعماقي لا كسديل أو ستار، بل كقِماط يلتَفّنُي من أنحائي.
رأيت الهول المجسم في الطرقات والأزقّة، وأبصرت بمشاعري كلها، حتى انقلبت - كما حَسِبتُني - ولست إلاّ عينًا، جاحظة، بل ليس القتل والقتال شيئًا بالنسبة إلى ما كنت أرى، فإرادة القتل في الحروب تخفّفِ وَقْعَ القتل.
أمّا حزَّةُ الألم الحقيقي فتكمن في المسغبة، في الجوع الذي لا يفتأ يطعنك، وأنت لا تستطيع له دفعًا، بكل نصاله، ليعود فيطعن ويطعن، كمعاصر هائلة تدور أسنانها على أشلاء حيّة، وتظلّ ماضية غُدوًّا ورواحًا، صباحَ مساءَ لمساءِ صباحَ وهكذا دواليك.
رأيت أطفالاً وأمّهات أدعوهم كذلك مجازًا، لأن الذي رأيت في الحقيقة: كان مومَياتِ جوعٍ، تُزْري بكل ما أبدعت ريشة ''رمبرانت'' الهولندي وما أعطت ريشة ''هولبين'' الألماني في تحفته ''رقص الموت''، وما جرت به ريشة ''روبنز'' الفلمنكي. أقول هذه الريشات مجتمعة تعجز عن نقل مَرْئِيّاَتي، بكلِّ ارتسامات تكشيرة الرُّعب في أخاديدها الغائرة. وأقلّ ما انحفر عميقًا في سرائري، منظر فتى اتفقت له لُقيمة أسرع إليها فَمُه وللحظته اقتحم على فمه فمٌ آخر والتزما عليها لينفكَّا وكلٌّ في فمه شَفَةُ الآخر يمضغها مشفوعة بدمعة، لا أدري أدمعة ترحٍ كانت أم دمعة فرح. فالذي ظلَّ في غائمة وعيي إنهما كانا يمضغان ويبكيان.

                                                                                        الشَّيخ عبد لله العلايلي

 

مقترح قبل بدء الحصَّة الأولى:

  • أن يزور المتعلّمِون معرضًا للرسم.
  • أو أن يستضيفوا رسامًا. وذلك لاكتشاف وشرح مفهوم ودلالة الرموز والألوان.

 

الحصَّة الأولى:
١- نشاط تمهيديّ: ١٠ دقائق

  • يهدف هذا النّشاط إلى أن يعبّر المتعلّمِون عن انطباعاتهم بلغة فصيحة، متفاعلين مع ما يرونه.

سير النّشاط:

  • يعرض المعلّمِ لوحة ''مجزرة الأبرياء'' للرساَّم الهولندي ''روبنز'' ويعلن اسمها ويطلب من التلاميذ التعليق عليها.
  • يعبّرِ المتعلّمِون بلغة فصيحة عن انطباعاتهم.

٢- نشاط اكتشافيٌ: ٥ دقائق
يهدف هذا النشاط إلى أن يتوقّعَ المتعلّمِون موضوع النصّ
من خلال الأسئلة:

  • متى تحصل المجازر بحقّ  الأبرياء؟
  • هل هناك أسباب للمجازر غير الحروب؟
  • توقّعَوا موضوعنا الذي سنعالجه اليوم.
  • يوزّعِ المعلّم نص َّ''الحرب والجوع'' على التلاميذ.

 

٣- قراءة النصّ: ١٥ دقيقة

  • يقرأ المتعلّمِون النص ّقراءة صامتة.عبدالله العلايلي
  • يفهم المتعلّمِون النص ّ فهماً إجماليّاً.
  • يجيب المتعلّمِون عن أسئلة تبينّ ذلك:

العنوان / المرسل / المرسل اليه/ موضوع المرسلة/ / عن أي زمن يتحدّثَ النصُّ؟ / ما الذي لفت انتباهك في النصّ ؟ِ / هل من علاقة بين الحرب والجوع؟ . ...

شخصيّات وردت في النصّ
من هو عبدالله العلايلي؟: ولد الشَّيخ عبد للهّ العلايلي عام ١٩١٤ في بيروت (لبنان)، من عائلة تقيّة ميسورة. وبعد أن درس في مدارس جمعية المقاصد انتقل إلى القاهرة ليتخرَّج في الازهر على أيدي نخبة من علمائه. وهناك تعرَّف إلى الشَّيخ محمد عبده والشَّيخ جمال الدين الأفغاني. ثم درس الحقوق ثلاث سنوات، وفي القاهرة شرع في تأليف كتابه الشهير: "مقدِّمة لدرس لغة العرب" كما أصدر كتابه: "مدخل إلى التفسير". وتوفي عام ١٩٩٦ .

الرسَّام الهولندي ''فان رين رامبرانت''؟ أحد عباقرة  الفن، ممن يشهد لهم التاريخ بالتميُّز والإبداع. ويمثِّل ''رامبرانت'' أحد ركائز الفن التشكيلي الأوروبي، في القرن الساب
مجزرة الأبرياء للفنان روبنز.ع عشر، والذي طوّر عالم التصوير، برؤيته التشكيلية، وتعامله مع الظلّ والنور. كما أنه برع في تصوير الأشخاص، والتعابير الإنسانية العميقة، والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة.. في كثير من لوحاته، المستوحاة من القصص الدينية والأسطوريّة.
الرسّام الهولندي العالمي: بيتر بول روبنز ولد في ٢٧ حزيران ١٥٧٧ توفي في ٣٠ أيار ١٦٤٠ له العديد من اللّوحات العالميّة من بينها: ''شمشون'' و ''دليلة'' و ''مجزرة الأبرياء''.

 

 

 

ولد هانز هولبين في ألمانيا عام ١٤٩٧  امتزجت الواقعيّة الألمانية بالعمارة الرومانسيّة والزخارف الكلاسيكيّة في الصور الدينية التي راح هولبين يرسمها. وأنها لواقعية يجفل لها الناظر تلك التي تطالعنا في لوحة ''المسيح في القبر''،الجسد ليس سوى عظم وجلد، والعينان مفتوحتان بصورة رهيبة، والشعر أشعث، والفم فاغر في جهد أخير للتنفّس، كل هذا يبدو موتًا لا رجعة فيه.رقصة الموت للفنان هولبين

 

 

 

٤- القراءة النموذجيّةَ:
يقرأ المعلّم النصّ قراءة نموذجيّة مراعيًا معايير القراءة الصحيحة: لفظ الحروف من مخارجها/ تمثيل المعنى...الخ
٥- القراءة الجهريّةَ:
يطلب المعلّم إلى التلاميذ قراءة النصّ قراءة جهريّة على التوالي.
يتوقّف المعلم عند كل فقرة ليطرح أسئلة في الفهم والدلالات والقواعد الوظيفية.
يطلب إلى بعض التلاميذ على التوالي استخدام الإنترنت للبحث عن حياة ولوحات الرسّامين الواردة أسماؤهم في النصّ ''هولبين/روبنز/ رامبرانت''.
يتوقّف المعلّمِ عند المعاني التضمينية للمفردات والتعابير.
يدوّن المهم منها على اللّوح لينقلها التلاميذ على دفاترهم.
٦- الدلالات والمفاهيم:

  • لِمَ قدّم الكاتب الحرب على الجوع في مقالته؟ الحرب سبب والجوع نتيجة والسبب يسبق النتيجة.
  • النصّ احتوى على الكثير من الإشارات الرمزيّة، والرمز يوحي بالتأمّلُ والخيال وإعمال الأبعاد الفكرية والوجدانية لأثر الجوع على الناس .


٧- شرح المعاني التضمينيّةَ والقاموسيّةَ لبعض المفردات والتعابير:
مقصلة: آلة لقطع الرؤوس.
سغب: جاء في ''الرائد'' لجبران مسعود: يسغُبُ سغبًا وسغوبًا وسغابة ومسغبة: جاع.

  • ما دلالة ''بل'': تنفي ما قبلها وتؤكد ما بعدها.
  • استقصِ معنى ''تغشّتني'' من سياق الجملة: نفت ''تفشي الكآبة في أعماقه كسديل أو ستار''، وأكّدت ما بعدها أي ''كقماط يلتفّني من كل أنحائي''. هذا يعني أن معنى ''تغشتني'' هو معنى ''كقماط'' والدليل هو التشبيه ، فالقماط يلتفّ حول الطفل من كل جانب و ''تغشتني'' أي أحاطت بي من كل جانب.
  • لِمَ ربط الكاتب بين مشهد الأمهات والأطفال وبين لوحات فنيّة لرسّامين عالميين؟ سبب الربط هو وحدة الموضوع إذ إن كلّ رسّام منهم صوّر حياة الخوف والجوع وصوّر الموت بأشكال شتّى فاتحدت في الموضوع والمفهوم.
  • كان الولدان يمضغان ويبكيان: لأن كلاً منهما يأكل فلذة من شفة الآخر.
  • ماذا تمثّل اللّقَطة الأخيرة من المقالة؟ هل نستطيع تسميتها باللّقطة؟ لماذا؟ لقد عّبر الكاتب بكثير من التفصيل عن مشهد محاولة  كلّ من الطفلين انتزاع اللّقمة من فم الآخر، وهي تمثّل قمّة الجوع الذي اعترى الناس نتيجة الحرب.

 

التقييم:
اكتب نصًّا تعبّر فيه عن انطباعك تجاه المشاهد التي أوردها الشَّيخ العلايلي في مقالته مستعينّاً ببعض عباراته الأدبيّة .

الحصّة الثّانية (٥٠ دقيقة)
١- نشاط تمهيدي: ١٠ دقائق

  • يلاحظ المعلّم إنجاز الواجب البيتي.
  • يطلب إلى بعض المتعلّمين قراءة ما دوّنوه عن انطباعاتهم تجاه مقالة الحرب والجوع.
  • يجمع الأوراق للتقييم والتقويم.(تشكل القراءة تمهيدًا وتذكيرًا بالموضوع المطروح في الحصة السابقة).

٢- الحقول المعجميّة: ١٠دقائق
متاح أمام المعلّم أحد الخيارين الآتيين: (يمكن للزملاء المعلّمين إضافة ما يرونه مناسبًا).
١ - أن يطلب إلى التلاميذ استخراج الحقلين المعجميّين للجوع والحرب من النصّ.
٢- أن يطلب إلى التلاميذ الربط بين الحقلين المعجميّيَن لتبيان العلاقة بين الحرب والجوع.

  • يستمع المعلّم والتلاميذّ إلى بعض الإجابات.

أو يطلب المعلّم إلى أحد التلاميذ أن يرسم جدولاً على اللّوح، وآخر يقرأ فقرة ويبيّن ما يرتبط بالحقلين المعجميّين.

دراسة الحقلين المعجميّين

الحقل المعجمي للحرب  الحقل المعجمي للجوع
الحرب العالمية الأولى  مقصلة الجوع
القتل في الحروب  المسغبة
القتال  الهول المجسّم في الطرقات
وقع القتل  يطعن كمعاصر
  موميات
  تكشيرة الرعب
  أخاديد غائرة
  يمضغان ويبكيان


- يقوم الحقلان المعجميّان على التكامل بين السبب والنتيجة، بين الحرب والقتل ووقع القتل من جهة، والمقصلة والمسغبة والهول المجسّم في الطرقات... من جهة أخرى.

بنية النّص:
يطلب المعلّم وضع عنوان لكل فقرة من النّص .
الكآبة.
شاهد عيان.
طعنة الجوع.
صراع البقاء.

أساليب الكتابة
- ما الصيغة التي استخدمها الكاتب وعلاَم تدلّ؟
استخدم الكاتب صيغة المتكلّم للتعبير عن وجوده ضمن دائرة تلك الحرب وآثارها، ويبدو ذلك جليّاً من خلال عمره آنذاك (حوالى أربع سنوات) كذلك أوحى لنا عن ذاكرة حيّة بالرغم من صغره للدلالة على عظيم الأثر الذي تركته تلك الحرب في النفوس والأبدان.

بعض الصور البلاغيّة ودلالاتها:
- لقد كثّف الكاتب من التعيين والتضمين، أي تكثيف الصور البيانيّة ونجد ذلك بيّنًا :
- في الاستعارة: مقصلة الجوع/تفشّت الكآبة في أعماقي/ الهول المجسّم/أبصرت بمشاعري/ الجوع يطعن/ تكشيرة الرُّعب...
- في التشبيه: كمعاصر هائلة/ كسديل أو ستار/ كقماط يلفّني/.
- في الكناية: عينًا جاحظة/ غائمة وعيي /...
- والرمز يوحي ولا يفسّر، وهكذا أوحى العلايلي بالكثير من مظاهر الجوع التي رآها بأمّ عينه في تلك الحرب، فنقلت عينه البيانيّة إلينا مشاهد حسية حسبنا أنناّ كنّاَ معاصرين لها، ولم يكن الهدف منها إيراد نصّ تواصليّ أدبيّ بقدر ما عناه رسم صورة ناطقة عن مشاهداته.
- من الرموز: منها ما مرّ معنا ونضيف: المسغب المنجل/ المعاصر التي تغدو وتروح على الأشلاء/ الرسّامون الذين ورد ذكرهم ورسوماتهم المعبّرة عن الفجائع/ منظر الفتيين اللذين تلازما على لقمة فاقتطع كلٌّ منهما شفة الآخر...

خاتمة في القراءة المنهجيّة:
إنّ ما أوردناه في القراءة المنهجيّة لهذه المقالة لا يعدو أن يكون مقترحًا، إذ لا يمكن تطبيق الكفايات التعليميّة كافّة في حصّة واحدة أو اثنتين، وفي نصّ واحد أو نصيَّن. أما لجهة متابعة الاستفادة من محتواها الإنسانيّ الأدبيّ فلا بد من استتباعها بواجبات كتابيّة منزليّة نقترح بعض العناوين لمواضيعها الإنشائية: دور الشباب في دفع الحروب وآثارها/ التزايد السكانيّ والجوع/ التضامن الاجتماعيّ ومساعدة الفقراء.

''الحرب والجوع'': درس تطبيقي

         إعداد الاستاذ
           وسام مقلّد
دار الصادق للتربية والتعليم

درس تطبيقيّ في مادة
اللّغُة العربيّةَ حول نصّ
''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي

الصفّ: التّاسع.
الموضوع: قراءة منهجيّة لمقالة ''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي.
المحور: الأدب في التعبير عن المواقف الوجدانية.
المجالات:

  • المجال الشفهي: شرح المقالة وطرح أسئلة لإجابات شفهية.
  • المجال الكتابي: طرح أسئلة لإجابات خطية.

مدة الدرس: حصتان (مدة كل حصة ٥٠ دقيقة)
الأهداف العامة للدرس:

  • يربط المتعلّم بين مفهومي الحرب والجوع.
  • يربط الأدب بالحياة والمجتمع.
  • يتذّوق الإبداع الأدبي.
  • يكون قادرًا على التخيّل وتفسير المعاني ..

الأهداف الخاصّة:
يتمكّن المتعلّم في نهاية الدرس من أن:

  • يقرأ النص قراءة منهجية.
  • يجيب عن أسئلة حول النص وبشأنه.
  • يفسّر المعاني القاموسية والضمنية لاستخدامها في التعبير.
  • يستخرج الحقول المعجمية ودلالاتها.
  • يبين وظيفة الصور البلاغية.

الوسائل: لوحة/ نصّ ''الحرب والجوع.'' / اللوح الجداري والطبشور/ كمبيوتر/ أنترنت.
الاستراتيجيّة: العصف الذهني/ طرح السؤال وطلب الإجابة/ التقصّي

الحرب والجوع
الكآبة! إنها كلّ طفولتي. ولا تعجب فقد اتفق وكنت أيام الحرب العالمية الأولى، أشهد وأبصر مِقصلة الجوع، والسَغَبَ المِنْجَلَ، فلا بدع أن تغَشَّتْني الكآبة وتفشَّت في أعماقي لا كسديل أو ستار، بل كقِماط يلتَفّنُي من أنحائي.
رأيت الهول المجسم في الطرقات والأزقّة، وأبصرت بمشاعري كلها، حتى انقلبت - كما حَسِبتُني - ولست إلاّ عينًا، جاحظة، بل ليس القتل والقتال شيئًا بالنسبة إلى ما كنت أرى، فإرادة القتل في الحروب تخفّفِ وَقْعَ القتل.
أمّا حزَّةُ الألم الحقيقي فتكمن في المسغبة، في الجوع الذي لا يفتأ يطعنك، وأنت لا تستطيع له دفعًا، بكل نصاله، ليعود فيطعن ويطعن، كمعاصر هائلة تدور أسنانها على أشلاء حيّة، وتظلّ ماضية غُدوًّا ورواحًا، صباحَ مساءَ لمساءِ صباحَ وهكذا دواليك.
رأيت أطفالاً وأمّهات أدعوهم كذلك مجازًا، لأن الذي رأيت في الحقيقة: كان مومَياتِ جوعٍ، تُزْري بكل ما أبدعت ريشة ''رمبرانت'' الهولندي وما أعطت ريشة ''هولبين'' الألماني في تحفته ''رقص الموت''، وما جرت به ريشة ''روبنز'' الفلمنكي. أقول هذه الريشات مجتمعة تعجز عن نقل مَرْئِيّاَتي، بكلِّ ارتسامات تكشيرة الرُّعب في أخاديدها الغائرة. وأقلّ ما انحفر عميقًا في سرائري، منظر فتى اتفقت له لُقيمة أسرع إليها فَمُه وللحظته اقتحم على فمه فمٌ آخر والتزما عليها لينفكَّا وكلٌّ في فمه شَفَةُ الآخر يمضغها مشفوعة بدمعة، لا أدري أدمعة ترحٍ كانت أم دمعة فرح. فالذي ظلَّ في غائمة وعيي إنهما كانا يمضغان ويبكيان.

                                                                                        الشَّيخ عبد لله العلايلي

 

مقترح قبل بدء الحصَّة الأولى:

  • أن يزور المتعلّمِون معرضًا للرسم.
  • أو أن يستضيفوا رسامًا. وذلك لاكتشاف وشرح مفهوم ودلالة الرموز والألوان.

 

الحصَّة الأولى:
١- نشاط تمهيديّ: ١٠ دقائق

  • يهدف هذا النّشاط إلى أن يعبّر المتعلّمِون عن انطباعاتهم بلغة فصيحة، متفاعلين مع ما يرونه.

سير النّشاط:

  • يعرض المعلّمِ لوحة ''مجزرة الأبرياء'' للرساَّم الهولندي ''روبنز'' ويعلن اسمها ويطلب من التلاميذ التعليق عليها.
  • يعبّرِ المتعلّمِون بلغة فصيحة عن انطباعاتهم.

٢- نشاط اكتشافيٌ: ٥ دقائق
يهدف هذا النشاط إلى أن يتوقّعَ المتعلّمِون موضوع النصّ
من خلال الأسئلة:

  • متى تحصل المجازر بحقّ  الأبرياء؟
  • هل هناك أسباب للمجازر غير الحروب؟
  • توقّعَوا موضوعنا الذي سنعالجه اليوم.
  • يوزّعِ المعلّم نص َّ''الحرب والجوع'' على التلاميذ.

 

٣- قراءة النصّ: ١٥ دقيقة

  • يقرأ المتعلّمِون النص ّقراءة صامتة.عبدالله العلايلي
  • يفهم المتعلّمِون النص ّ فهماً إجماليّاً.
  • يجيب المتعلّمِون عن أسئلة تبينّ ذلك:

العنوان / المرسل / المرسل اليه/ موضوع المرسلة/ / عن أي زمن يتحدّثَ النصُّ؟ / ما الذي لفت انتباهك في النصّ ؟ِ / هل من علاقة بين الحرب والجوع؟ . ...

شخصيّات وردت في النصّ
من هو عبدالله العلايلي؟: ولد الشَّيخ عبد للهّ العلايلي عام ١٩١٤ في بيروت (لبنان)، من عائلة تقيّة ميسورة. وبعد أن درس في مدارس جمعية المقاصد انتقل إلى القاهرة ليتخرَّج في الازهر على أيدي نخبة من علمائه. وهناك تعرَّف إلى الشَّيخ محمد عبده والشَّيخ جمال الدين الأفغاني. ثم درس الحقوق ثلاث سنوات، وفي القاهرة شرع في تأليف كتابه الشهير: "مقدِّمة لدرس لغة العرب" كما أصدر كتابه: "مدخل إلى التفسير". وتوفي عام ١٩٩٦ .

الرسَّام الهولندي ''فان رين رامبرانت''؟ أحد عباقرة  الفن، ممن يشهد لهم التاريخ بالتميُّز والإبداع. ويمثِّل ''رامبرانت'' أحد ركائز الفن التشكيلي الأوروبي، في القرن الساب
مجزرة الأبرياء للفنان روبنز.ع عشر، والذي طوّر عالم التصوير، برؤيته التشكيلية، وتعامله مع الظلّ والنور. كما أنه برع في تصوير الأشخاص، والتعابير الإنسانية العميقة، والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة.. في كثير من لوحاته، المستوحاة من القصص الدينية والأسطوريّة.
الرسّام الهولندي العالمي: بيتر بول روبنز ولد في ٢٧ حزيران ١٥٧٧ توفي في ٣٠ أيار ١٦٤٠ له العديد من اللّوحات العالميّة من بينها: ''شمشون'' و ''دليلة'' و ''مجزرة الأبرياء''.

 

 

 

ولد هانز هولبين في ألمانيا عام ١٤٩٧  امتزجت الواقعيّة الألمانية بالعمارة الرومانسيّة والزخارف الكلاسيكيّة في الصور الدينية التي راح هولبين يرسمها. وأنها لواقعية يجفل لها الناظر تلك التي تطالعنا في لوحة ''المسيح في القبر''،الجسد ليس سوى عظم وجلد، والعينان مفتوحتان بصورة رهيبة، والشعر أشعث، والفم فاغر في جهد أخير للتنفّس، كل هذا يبدو موتًا لا رجعة فيه.رقصة الموت للفنان هولبين

 

 

 

٤- القراءة النموذجيّةَ:
يقرأ المعلّم النصّ قراءة نموذجيّة مراعيًا معايير القراءة الصحيحة: لفظ الحروف من مخارجها/ تمثيل المعنى...الخ
٥- القراءة الجهريّةَ:
يطلب المعلّم إلى التلاميذ قراءة النصّ قراءة جهريّة على التوالي.
يتوقّف المعلم عند كل فقرة ليطرح أسئلة في الفهم والدلالات والقواعد الوظيفية.
يطلب إلى بعض التلاميذ على التوالي استخدام الإنترنت للبحث عن حياة ولوحات الرسّامين الواردة أسماؤهم في النصّ ''هولبين/روبنز/ رامبرانت''.
يتوقّف المعلّمِ عند المعاني التضمينية للمفردات والتعابير.
يدوّن المهم منها على اللّوح لينقلها التلاميذ على دفاترهم.
٦- الدلالات والمفاهيم:

  • لِمَ قدّم الكاتب الحرب على الجوع في مقالته؟ الحرب سبب والجوع نتيجة والسبب يسبق النتيجة.
  • النصّ احتوى على الكثير من الإشارات الرمزيّة، والرمز يوحي بالتأمّلُ والخيال وإعمال الأبعاد الفكرية والوجدانية لأثر الجوع على الناس .


٧- شرح المعاني التضمينيّةَ والقاموسيّةَ لبعض المفردات والتعابير:
مقصلة: آلة لقطع الرؤوس.
سغب: جاء في ''الرائد'' لجبران مسعود: يسغُبُ سغبًا وسغوبًا وسغابة ومسغبة: جاع.

  • ما دلالة ''بل'': تنفي ما قبلها وتؤكد ما بعدها.
  • استقصِ معنى ''تغشّتني'' من سياق الجملة: نفت ''تفشي الكآبة في أعماقه كسديل أو ستار''، وأكّدت ما بعدها أي ''كقماط يلتفّني من كل أنحائي''. هذا يعني أن معنى ''تغشتني'' هو معنى ''كقماط'' والدليل هو التشبيه ، فالقماط يلتفّ حول الطفل من كل جانب و ''تغشتني'' أي أحاطت بي من كل جانب.
  • لِمَ ربط الكاتب بين مشهد الأمهات والأطفال وبين لوحات فنيّة لرسّامين عالميين؟ سبب الربط هو وحدة الموضوع إذ إن كلّ رسّام منهم صوّر حياة الخوف والجوع وصوّر الموت بأشكال شتّى فاتحدت في الموضوع والمفهوم.
  • كان الولدان يمضغان ويبكيان: لأن كلاً منهما يأكل فلذة من شفة الآخر.
  • ماذا تمثّل اللّقَطة الأخيرة من المقالة؟ هل نستطيع تسميتها باللّقطة؟ لماذا؟ لقد عّبر الكاتب بكثير من التفصيل عن مشهد محاولة  كلّ من الطفلين انتزاع اللّقمة من فم الآخر، وهي تمثّل قمّة الجوع الذي اعترى الناس نتيجة الحرب.

 

التقييم:
اكتب نصًّا تعبّر فيه عن انطباعك تجاه المشاهد التي أوردها الشَّيخ العلايلي في مقالته مستعينّاً ببعض عباراته الأدبيّة .

الحصّة الثّانية (٥٠ دقيقة)
١- نشاط تمهيدي: ١٠ دقائق

  • يلاحظ المعلّم إنجاز الواجب البيتي.
  • يطلب إلى بعض المتعلّمين قراءة ما دوّنوه عن انطباعاتهم تجاه مقالة الحرب والجوع.
  • يجمع الأوراق للتقييم والتقويم.(تشكل القراءة تمهيدًا وتذكيرًا بالموضوع المطروح في الحصة السابقة).

٢- الحقول المعجميّة: ١٠دقائق
متاح أمام المعلّم أحد الخيارين الآتيين: (يمكن للزملاء المعلّمين إضافة ما يرونه مناسبًا).
١ - أن يطلب إلى التلاميذ استخراج الحقلين المعجميّين للجوع والحرب من النصّ.
٢- أن يطلب إلى التلاميذ الربط بين الحقلين المعجميّيَن لتبيان العلاقة بين الحرب والجوع.

  • يستمع المعلّم والتلاميذّ إلى بعض الإجابات.

أو يطلب المعلّم إلى أحد التلاميذ أن يرسم جدولاً على اللّوح، وآخر يقرأ فقرة ويبيّن ما يرتبط بالحقلين المعجميّين.

دراسة الحقلين المعجميّين

الحقل المعجمي للحرب  الحقل المعجمي للجوع
الحرب العالمية الأولى  مقصلة الجوع
القتل في الحروب  المسغبة
القتال  الهول المجسّم في الطرقات
وقع القتل  يطعن كمعاصر
  موميات
  تكشيرة الرعب
  أخاديد غائرة
  يمضغان ويبكيان


- يقوم الحقلان المعجميّان على التكامل بين السبب والنتيجة، بين الحرب والقتل ووقع القتل من جهة، والمقصلة والمسغبة والهول المجسّم في الطرقات... من جهة أخرى.

بنية النّص:
يطلب المعلّم وضع عنوان لكل فقرة من النّص .
الكآبة.
شاهد عيان.
طعنة الجوع.
صراع البقاء.

أساليب الكتابة
- ما الصيغة التي استخدمها الكاتب وعلاَم تدلّ؟
استخدم الكاتب صيغة المتكلّم للتعبير عن وجوده ضمن دائرة تلك الحرب وآثارها، ويبدو ذلك جليّاً من خلال عمره آنذاك (حوالى أربع سنوات) كذلك أوحى لنا عن ذاكرة حيّة بالرغم من صغره للدلالة على عظيم الأثر الذي تركته تلك الحرب في النفوس والأبدان.

بعض الصور البلاغيّة ودلالاتها:
- لقد كثّف الكاتب من التعيين والتضمين، أي تكثيف الصور البيانيّة ونجد ذلك بيّنًا :
- في الاستعارة: مقصلة الجوع/تفشّت الكآبة في أعماقي/ الهول المجسّم/أبصرت بمشاعري/ الجوع يطعن/ تكشيرة الرُّعب...
- في التشبيه: كمعاصر هائلة/ كسديل أو ستار/ كقماط يلفّني/.
- في الكناية: عينًا جاحظة/ غائمة وعيي /...
- والرمز يوحي ولا يفسّر، وهكذا أوحى العلايلي بالكثير من مظاهر الجوع التي رآها بأمّ عينه في تلك الحرب، فنقلت عينه البيانيّة إلينا مشاهد حسية حسبنا أنناّ كنّاَ معاصرين لها، ولم يكن الهدف منها إيراد نصّ تواصليّ أدبيّ بقدر ما عناه رسم صورة ناطقة عن مشاهداته.
- من الرموز: منها ما مرّ معنا ونضيف: المسغب المنجل/ المعاصر التي تغدو وتروح على الأشلاء/ الرسّامون الذين ورد ذكرهم ورسوماتهم المعبّرة عن الفجائع/ منظر الفتيين اللذين تلازما على لقمة فاقتطع كلٌّ منهما شفة الآخر...

خاتمة في القراءة المنهجيّة:
إنّ ما أوردناه في القراءة المنهجيّة لهذه المقالة لا يعدو أن يكون مقترحًا، إذ لا يمكن تطبيق الكفايات التعليميّة كافّة في حصّة واحدة أو اثنتين، وفي نصّ واحد أو نصيَّن. أما لجهة متابعة الاستفادة من محتواها الإنسانيّ الأدبيّ فلا بد من استتباعها بواجبات كتابيّة منزليّة نقترح بعض العناوين لمواضيعها الإنشائية: دور الشباب في دفع الحروب وآثارها/ التزايد السكانيّ والجوع/ التضامن الاجتماعيّ ومساعدة الفقراء.

''الحرب والجوع'': درس تطبيقي

         إعداد الاستاذ
           وسام مقلّد
دار الصادق للتربية والتعليم

درس تطبيقيّ في مادة
اللّغُة العربيّةَ حول نصّ
''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي

الصفّ: التّاسع.
الموضوع: قراءة منهجيّة لمقالة ''الحرب والجوع'' للشَّيخ عبدالله العلايلي.
المحور: الأدب في التعبير عن المواقف الوجدانية.
المجالات:

  • المجال الشفهي: شرح المقالة وطرح أسئلة لإجابات شفهية.
  • المجال الكتابي: طرح أسئلة لإجابات خطية.

مدة الدرس: حصتان (مدة كل حصة ٥٠ دقيقة)
الأهداف العامة للدرس:

  • يربط المتعلّم بين مفهومي الحرب والجوع.
  • يربط الأدب بالحياة والمجتمع.
  • يتذّوق الإبداع الأدبي.
  • يكون قادرًا على التخيّل وتفسير المعاني ..

الأهداف الخاصّة:
يتمكّن المتعلّم في نهاية الدرس من أن:

  • يقرأ النص قراءة منهجية.
  • يجيب عن أسئلة حول النص وبشأنه.
  • يفسّر المعاني القاموسية والضمنية لاستخدامها في التعبير.
  • يستخرج الحقول المعجمية ودلالاتها.
  • يبين وظيفة الصور البلاغية.

الوسائل: لوحة/ نصّ ''الحرب والجوع.'' / اللوح الجداري والطبشور/ كمبيوتر/ أنترنت.
الاستراتيجيّة: العصف الذهني/ طرح السؤال وطلب الإجابة/ التقصّي

الحرب والجوع
الكآبة! إنها كلّ طفولتي. ولا تعجب فقد اتفق وكنت أيام الحرب العالمية الأولى، أشهد وأبصر مِقصلة الجوع، والسَغَبَ المِنْجَلَ، فلا بدع أن تغَشَّتْني الكآبة وتفشَّت في أعماقي لا كسديل أو ستار، بل كقِماط يلتَفّنُي من أنحائي.
رأيت الهول المجسم في الطرقات والأزقّة، وأبصرت بمشاعري كلها، حتى انقلبت - كما حَسِبتُني - ولست إلاّ عينًا، جاحظة، بل ليس القتل والقتال شيئًا بالنسبة إلى ما كنت أرى، فإرادة القتل في الحروب تخفّفِ وَقْعَ القتل.
أمّا حزَّةُ الألم الحقيقي فتكمن في المسغبة، في الجوع الذي لا يفتأ يطعنك، وأنت لا تستطيع له دفعًا، بكل نصاله، ليعود فيطعن ويطعن، كمعاصر هائلة تدور أسنانها على أشلاء حيّة، وتظلّ ماضية غُدوًّا ورواحًا، صباحَ مساءَ لمساءِ صباحَ وهكذا دواليك.
رأيت أطفالاً وأمّهات أدعوهم كذلك مجازًا، لأن الذي رأيت في الحقيقة: كان مومَياتِ جوعٍ، تُزْري بكل ما أبدعت ريشة ''رمبرانت'' الهولندي وما أعطت ريشة ''هولبين'' الألماني في تحفته ''رقص الموت''، وما جرت به ريشة ''روبنز'' الفلمنكي. أقول هذه الريشات مجتمعة تعجز عن نقل مَرْئِيّاَتي، بكلِّ ارتسامات تكشيرة الرُّعب في أخاديدها الغائرة. وأقلّ ما انحفر عميقًا في سرائري، منظر فتى اتفقت له لُقيمة أسرع إليها فَمُه وللحظته اقتحم على فمه فمٌ آخر والتزما عليها لينفكَّا وكلٌّ في فمه شَفَةُ الآخر يمضغها مشفوعة بدمعة، لا أدري أدمعة ترحٍ كانت أم دمعة فرح. فالذي ظلَّ في غائمة وعيي إنهما كانا يمضغان ويبكيان.

                                                                                        الشَّيخ عبد لله العلايلي

 

مقترح قبل بدء الحصَّة الأولى:

  • أن يزور المتعلّمِون معرضًا للرسم.
  • أو أن يستضيفوا رسامًا. وذلك لاكتشاف وشرح مفهوم ودلالة الرموز والألوان.

 

الحصَّة الأولى:
١- نشاط تمهيديّ: ١٠ دقائق

  • يهدف هذا النّشاط إلى أن يعبّر المتعلّمِون عن انطباعاتهم بلغة فصيحة، متفاعلين مع ما يرونه.

سير النّشاط:

  • يعرض المعلّمِ لوحة ''مجزرة الأبرياء'' للرساَّم الهولندي ''روبنز'' ويعلن اسمها ويطلب من التلاميذ التعليق عليها.
  • يعبّرِ المتعلّمِون بلغة فصيحة عن انطباعاتهم.

٢- نشاط اكتشافيٌ: ٥ دقائق
يهدف هذا النشاط إلى أن يتوقّعَ المتعلّمِون موضوع النصّ
من خلال الأسئلة:

  • متى تحصل المجازر بحقّ  الأبرياء؟
  • هل هناك أسباب للمجازر غير الحروب؟
  • توقّعَوا موضوعنا الذي سنعالجه اليوم.
  • يوزّعِ المعلّم نص َّ''الحرب والجوع'' على التلاميذ.

 

٣- قراءة النصّ: ١٥ دقيقة

  • يقرأ المتعلّمِون النص ّقراءة صامتة.عبدالله العلايلي
  • يفهم المتعلّمِون النص ّ فهماً إجماليّاً.
  • يجيب المتعلّمِون عن أسئلة تبينّ ذلك:

العنوان / المرسل / المرسل اليه/ موضوع المرسلة/ / عن أي زمن يتحدّثَ النصُّ؟ / ما الذي لفت انتباهك في النصّ ؟ِ / هل من علاقة بين الحرب والجوع؟ . ...

شخصيّات وردت في النصّ
من هو عبدالله العلايلي؟: ولد الشَّيخ عبد للهّ العلايلي عام ١٩١٤ في بيروت (لبنان)، من عائلة تقيّة ميسورة. وبعد أن درس في مدارس جمعية المقاصد انتقل إلى القاهرة ليتخرَّج في الازهر على أيدي نخبة من علمائه. وهناك تعرَّف إلى الشَّيخ محمد عبده والشَّيخ جمال الدين الأفغاني. ثم درس الحقوق ثلاث سنوات، وفي القاهرة شرع في تأليف كتابه الشهير: "مقدِّمة لدرس لغة العرب" كما أصدر كتابه: "مدخل إلى التفسير". وتوفي عام ١٩٩٦ .

الرسَّام الهولندي ''فان رين رامبرانت''؟ أحد عباقرة  الفن، ممن يشهد لهم التاريخ بالتميُّز والإبداع. ويمثِّل ''رامبرانت'' أحد ركائز الفن التشكيلي الأوروبي، في القرن الساب
مجزرة الأبرياء للفنان روبنز.ع عشر، والذي طوّر عالم التصوير، برؤيته التشكيلية، وتعامله مع الظلّ والنور. كما أنه برع في تصوير الأشخاص، والتعابير الإنسانية العميقة، والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة.. في كثير من لوحاته، المستوحاة من القصص الدينية والأسطوريّة.
الرسّام الهولندي العالمي: بيتر بول روبنز ولد في ٢٧ حزيران ١٥٧٧ توفي في ٣٠ أيار ١٦٤٠ له العديد من اللّوحات العالميّة من بينها: ''شمشون'' و ''دليلة'' و ''مجزرة الأبرياء''.

 

 

 

ولد هانز هولبين في ألمانيا عام ١٤٩٧  امتزجت الواقعيّة الألمانية بالعمارة الرومانسيّة والزخارف الكلاسيكيّة في الصور الدينية التي راح هولبين يرسمها. وأنها لواقعية يجفل لها الناظر تلك التي تطالعنا في لوحة ''المسيح في القبر''،الجسد ليس سوى عظم وجلد، والعينان مفتوحتان بصورة رهيبة، والشعر أشعث، والفم فاغر في جهد أخير للتنفّس، كل هذا يبدو موتًا لا رجعة فيه.رقصة الموت للفنان هولبين

 

 

 

٤- القراءة النموذجيّةَ:
يقرأ المعلّم النصّ قراءة نموذجيّة مراعيًا معايير القراءة الصحيحة: لفظ الحروف من مخارجها/ تمثيل المعنى...الخ
٥- القراءة الجهريّةَ:
يطلب المعلّم إلى التلاميذ قراءة النصّ قراءة جهريّة على التوالي.
يتوقّف المعلم عند كل فقرة ليطرح أسئلة في الفهم والدلالات والقواعد الوظيفية.
يطلب إلى بعض التلاميذ على التوالي استخدام الإنترنت للبحث عن حياة ولوحات الرسّامين الواردة أسماؤهم في النصّ ''هولبين/روبنز/ رامبرانت''.
يتوقّف المعلّمِ عند المعاني التضمينية للمفردات والتعابير.
يدوّن المهم منها على اللّوح لينقلها التلاميذ على دفاترهم.
٦- الدلالات والمفاهيم:

  • لِمَ قدّم الكاتب الحرب على الجوع في مقالته؟ الحرب سبب والجوع نتيجة والسبب يسبق النتيجة.
  • النصّ احتوى على الكثير من الإشارات الرمزيّة، والرمز يوحي بالتأمّلُ والخيال وإعمال الأبعاد الفكرية والوجدانية لأثر الجوع على الناس .


٧- شرح المعاني التضمينيّةَ والقاموسيّةَ لبعض المفردات والتعابير:
مقصلة: آلة لقطع الرؤوس.
سغب: جاء في ''الرائد'' لجبران مسعود: يسغُبُ سغبًا وسغوبًا وسغابة ومسغبة: جاع.

  • ما دلالة ''بل'': تنفي ما قبلها وتؤكد ما بعدها.
  • استقصِ معنى ''تغشّتني'' من سياق الجملة: نفت ''تفشي الكآبة في أعماقه كسديل أو ستار''، وأكّدت ما بعدها أي ''كقماط يلتفّني من كل أنحائي''. هذا يعني أن معنى ''تغشتني'' هو معنى ''كقماط'' والدليل هو التشبيه ، فالقماط يلتفّ حول الطفل من كل جانب و ''تغشتني'' أي أحاطت بي من كل جانب.
  • لِمَ ربط الكاتب بين مشهد الأمهات والأطفال وبين لوحات فنيّة لرسّامين عالميين؟ سبب الربط هو وحدة الموضوع إذ إن كلّ رسّام منهم صوّر حياة الخوف والجوع وصوّر الموت بأشكال شتّى فاتحدت في الموضوع والمفهوم.
  • كان الولدان يمضغان ويبكيان: لأن كلاً منهما يأكل فلذة من شفة الآخر.
  • ماذا تمثّل اللّقَطة الأخيرة من المقالة؟ هل نستطيع تسميتها باللّقطة؟ لماذا؟ لقد عّبر الكاتب بكثير من التفصيل عن مشهد محاولة  كلّ من الطفلين انتزاع اللّقمة من فم الآخر، وهي تمثّل قمّة الجوع الذي اعترى الناس نتيجة الحرب.

 

التقييم:
اكتب نصًّا تعبّر فيه عن انطباعك تجاه المشاهد التي أوردها الشَّيخ العلايلي في مقالته مستعينّاً ببعض عباراته الأدبيّة .

الحصّة الثّانية (٥٠ دقيقة)
١- نشاط تمهيدي: ١٠ دقائق

  • يلاحظ المعلّم إنجاز الواجب البيتي.
  • يطلب إلى بعض المتعلّمين قراءة ما دوّنوه عن انطباعاتهم تجاه مقالة الحرب والجوع.
  • يجمع الأوراق للتقييم والتقويم.(تشكل القراءة تمهيدًا وتذكيرًا بالموضوع المطروح في الحصة السابقة).

٢- الحقول المعجميّة: ١٠دقائق
متاح أمام المعلّم أحد الخيارين الآتيين: (يمكن للزملاء المعلّمين إضافة ما يرونه مناسبًا).
١ - أن يطلب إلى التلاميذ استخراج الحقلين المعجميّين للجوع والحرب من النصّ.
٢- أن يطلب إلى التلاميذ الربط بين الحقلين المعجميّيَن لتبيان العلاقة بين الحرب والجوع.

  • يستمع المعلّم والتلاميذّ إلى بعض الإجابات.

أو يطلب المعلّم إلى أحد التلاميذ أن يرسم جدولاً على اللّوح، وآخر يقرأ فقرة ويبيّن ما يرتبط بالحقلين المعجميّين.

دراسة الحقلين المعجميّين

الحقل المعجمي للحرب  الحقل المعجمي للجوع
الحرب العالمية الأولى  مقصلة الجوع
القتل في الحروب  المسغبة
القتال  الهول المجسّم في الطرقات
وقع القتل  يطعن كمعاصر
  موميات
  تكشيرة الرعب
  أخاديد غائرة
  يمضغان ويبكيان


- يقوم الحقلان المعجميّان على التكامل بين السبب والنتيجة، بين الحرب والقتل ووقع القتل من جهة، والمقصلة والمسغبة والهول المجسّم في الطرقات... من جهة أخرى.

بنية النّص:
يطلب المعلّم وضع عنوان لكل فقرة من النّص .
الكآبة.
شاهد عيان.
طعنة الجوع.
صراع البقاء.

أساليب الكتابة
- ما الصيغة التي استخدمها الكاتب وعلاَم تدلّ؟
استخدم الكاتب صيغة المتكلّم للتعبير عن وجوده ضمن دائرة تلك الحرب وآثارها، ويبدو ذلك جليّاً من خلال عمره آنذاك (حوالى أربع سنوات) كذلك أوحى لنا عن ذاكرة حيّة بالرغم من صغره للدلالة على عظيم الأثر الذي تركته تلك الحرب في النفوس والأبدان.

بعض الصور البلاغيّة ودلالاتها:
- لقد كثّف الكاتب من التعيين والتضمين، أي تكثيف الصور البيانيّة ونجد ذلك بيّنًا :
- في الاستعارة: مقصلة الجوع/تفشّت الكآبة في أعماقي/ الهول المجسّم/أبصرت بمشاعري/ الجوع يطعن/ تكشيرة الرُّعب...
- في التشبيه: كمعاصر هائلة/ كسديل أو ستار/ كقماط يلفّني/.
- في الكناية: عينًا جاحظة/ غائمة وعيي /...
- والرمز يوحي ولا يفسّر، وهكذا أوحى العلايلي بالكثير من مظاهر الجوع التي رآها بأمّ عينه في تلك الحرب، فنقلت عينه البيانيّة إلينا مشاهد حسية حسبنا أنناّ كنّاَ معاصرين لها، ولم يكن الهدف منها إيراد نصّ تواصليّ أدبيّ بقدر ما عناه رسم صورة ناطقة عن مشاهداته.
- من الرموز: منها ما مرّ معنا ونضيف: المسغب المنجل/ المعاصر التي تغدو وتروح على الأشلاء/ الرسّامون الذين ورد ذكرهم ورسوماتهم المعبّرة عن الفجائع/ منظر الفتيين اللذين تلازما على لقمة فاقتطع كلٌّ منهما شفة الآخر...

خاتمة في القراءة المنهجيّة:
إنّ ما أوردناه في القراءة المنهجيّة لهذه المقالة لا يعدو أن يكون مقترحًا، إذ لا يمكن تطبيق الكفايات التعليميّة كافّة في حصّة واحدة أو اثنتين، وفي نصّ واحد أو نصيَّن. أما لجهة متابعة الاستفادة من محتواها الإنسانيّ الأدبيّ فلا بد من استتباعها بواجبات كتابيّة منزليّة نقترح بعض العناوين لمواضيعها الإنشائية: دور الشباب في دفع الحروب وآثارها/ التزايد السكانيّ والجوع/ التضامن الاجتماعيّ ومساعدة الفقراء.