التربية والبيئة

التربية والبيئة

التربية تخفي كنزًا

ن التربية من أجل مستقبل قابل للحياة هي موضوع التنمية المستدامة؛فبعد التمعّن بالأزمة البيئيّة وبالمشاكل الإجتماعيّة الموجودة على كوكبنا ندرك كم هو ضروريّ أن نعترف بالتربية التي تهتمّ بالبيئة وبالسلام وبالتضامن وبالديمقراطيّة.فزرع القيم الأخلاقية والديمقراطيّة في المجتمع كفيل بتقليص الأضرار الناتجة من تجاوز الحدود المقبولة بيئيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً.

 

من هذا المنطلق كان السعي في مركز الموارد جونيه إلى التجاوب مع هذا الموضوع وإقامة دورات لتدريب المعلّمين في التعليم الأساسيّ على دمج مفهوم التنمية المستدامة بأبعاده الثلاثة (البيئيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ) في المواد التعليميّة كافةً.

وقد جرت الدورات في مركز التدريب في جونية أحيانًا وأحيانًا أخرى كان المدرّبون ينتقلون الى المناطق (جبيل، دوما، عاليه، قرى كسروان، الأشرفيّه وغيرها)، في دور المعلّمين أو في المدارس الرسميّة لإجراء التدريب وذلك تسهيلاً لعمل الإدارة والمعلّمين في هذه المدارس.وكان التجاوب ممتازًا وقد شارك معظم اامعلّمين الذين أبدوا حماسًا ورغبة في متابعة دورات أخرى حول الموضوع لإستكمال النواقص وهذا جليّ في بطاقات تقويم الدورات التي يملؤها المعلّمون بعد كل دورة.

الملاحظ أن اكتساب مفهوم التنمية المستدامة وتصحيح المغالطات والأخطاء الشائعة حوله لم يكن بالأمر السهل. مثال على ذلك: قصر هذا المفهوم على الناحية البيئيّة من دون سواها، أو دمجه في مضمون المواد التعليميّة فقط من دون الاستفادة من مكوّنات الأهداف الإجرائيّة (أداء،شروط، منتج) للدمج، بخاصة في المواد التي لا يشتمل عليها هذا المفهوم مباشرة مثلاً مواد التاريخ أو الفنون أو اللغات... إذ يجب أن تكون مكوّنات الهدف الإجرائيّ بابًا يستثمر لدمج مفهوم التنمية المستدامة في الدرس. وكان التفاعل والاهتمام يبدآن حين تباشر الأنشطة العمليّة والأعمال التطبيقيّة، فكان المعلّمون يحضّرون دروسًا ستطبّق في صفوفهم في الأسابيع اللاحقة يدمج فيها مفهوم التنمية المستدامة مع التركيز على الاهتمام بالأعمال التشاركيّة وبطريقة المشاريع لأنها تقوم بالإضافة الى الناحيتين الأخريين على الناحية الاجتماعيّة في التنمية المستدامة من خلال تنمية روح التعاون والمسؤوليّة والتضامن والمبادرة.

واللافت أن المعلّمين المتدرّبين يدرّسون مواد مختلفة من علوم ورياضيّات واجتماعيّات ولغات وفنون ورياضة وروضة... وقد أجروا تمارين فرديّة وجَماعيّة تمّ عرضها على الزملاء ثمّ تصويبها في حال الضرورة ومن ثمّ تبادلها في ما بينهم.

من خلال هذه الدورات تمّ اكتساب مهارات كثيرة يحتاجها المعلّمون مثلاً في ما خصّ تحضير درس أو صوغ هدف إجرائيّ أو اختيار طريقة تقويم مناسبة وهي كفايات عابرة للمواد يحتاجها كل معلَم. وتجدر الإشارة الى أن هذه الدورات ستليها متابعة في المدارس خلال السنة الدراسيّة المقبلة لإعادة تحفيز المعلّمين على تطبيق ما تمّ التدريب عليه بخاصة إحياء مشاريع تربويّة مختلفة في كل مدرسة تتناسب مع واقع التلامذة الإجتماعي ومع محيطهم البيئي.هذه المشاريع سيكون لها دور تربويّ مهمّ لأنها طريقة تربويّة  حديثة يشجّع عليها كل تربويّ لأسبابٍ عدّة أهمّها: تنمية التلميذ فكريّاً وإجتماعيّاً بالإضافة الى دورها في تنمية المجتمع لأن مواضيعها منتقاة من حاجات البيئة ويتطلّب تنفيذها تضافر الجهود سواء أكانت تربويّة أم أهليّة.

في النهاية لا بدّ من التأكيد على ضرورة إقامة هذه الدورات لفائدتها على المدى المنظور وعلى  لمدى غير البعيد. فعلى المدى المنظور سيحاول معظم المعلّمين تطبيق ما اكتسبوه في الدورات وهذا نوع من التحفيز لتغيير طرائقهم التقليديّة التي أصبحت مملّة. أمّا على المدى البعيد فإنّ شمول هذه الدورات معظم المعلّمين قد يعدّل في طرائق التعليم وقد يصبح التعلّم محبّبًا للتلامذة وقريبًا من فهمهم وإدراكهم . وكل ما يكتسب بطريقة مشوّقة يبقى محفوظًا ويحوّل الى تطبيق وهذا ما تهدف اليه هذه التدريبات أي خلق مواطن قادر على مواجهة المشاكل البيئيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تعترضه وبالتالي تقديم الحلول الملائمة لها.

 

التنمية المستدامة: مشروع إنشاء حديقة نموذجيّة

تكميلية جبيل الأولى الرسمية في الجانب الشرقي من المدرسة

 

ضمن دورة التنمية المستدامة ,وفي اطار تنفيذ مشاريع تربوية مع المدربة منى صعيبي تمّ الأتفاق على الأستفادة من الفراغات الترابية القائمة في زوايا الملعب وخصوصًا على الجانب الشرقي منه لإنشاء حديقة رسمت على الشكل الآتي:

قرر المتدربون بالإجماع إنشاء هذه الحديقة وقد تمّ الاتفاق على مخطط للأعمال المقرر تنفيذها ضمن مساحة محددة من الملعب:

• مساحة ترابية يتم غرسها بالأشجار والأزهار والنباتات.
• إنشاء بعض الأحواض من الباطون لحماية جذوع الأشجار.
• إقامة رصيف من الباطون في وسط الحديقة لتمكين التلامذة من التنزه فيها.
• وضع مقاعد حديدية.
• وضع Toboggan على المساحة الرملية لتمكين التلامذة من ممارسة ألعاب التزحلق.
• استعمال مساحة صغيرة من ملعب الباطون لتعليق مراجيح.

أخيرًا ولزيادة جمال الحديقة وللاستفادة من مواهب التلامذة في الرسم يقوم التلامذة بالرسم الحرّ المناسب على الحائط المواجه.

هذا المشروع مفيد جدًا لأنه سيستثمر من قبل المعلمين في موادهم (التحفيز, صياغة الاهداف الإجرائية) ومن قبل التلامذة  (ستخلق لهم جّوًا ملائمًا للعمل وللتعلّم).

وعلينا التعاون جميعًا إدارة ومعلمين وتلامذة وعمالاً لإنجاز العمل . اما بالنسبة للتكاليف المالية فسنسعى للحصول على مساعدة بعض الجهات لدعم هذا المشروع.

يستطيع كل معلم استعمال الحديقة لإنجاز برنامجه المدرسيّ بسهولة لأنها وسيلة طبيعية مفيدة ومقنعة.

 

بالنسبة لمادة العلوم في الحلقتين الأولى والثانية:

سيتم استعمال الحديقة لشرح الكثير من الدروس التي تتناول موضوعيّ الطبيعة والبيئة وذلك:

عند غرس التلامذة لبعض الأزهار والأشجار. التعرف إلى أجزائها، أنواعها، كيفية غرسها، أهميتها، العناية بها، اسمائها، الأستفادة منها طّبيًا.

التعرف الى بعض الحشرات الموجودة والى اسمائها ومما تتغذى وأهميتها للطبيعة وللبيئة.

التعرف الى الأرض – التراب – الأحجار – الرمال.

معرفة اهمية المياه و الهواء والنور من خلال النباتات والأزهار والأشجار.

عندما يتم إدراك أهمية هذه الحديقة في حياتنا اليومية سندرك عندها أهمية الغابات والجبال التي يسهم الإنسان في إحراقها، وقد يصبح سلوكنا اليومي أكثر مسؤولية من منظار التنمية المستدامة.

 

بالنسبة لمادة الرياضيات:

الدور الذي تلعبه الحديقة في عملية تعلم الرياضيات هو مساعدة التلامذة على استعمال واستخدام كل من: المقايس – المسافات – الأبعاد – المساحات – الأشكال الهندسية – الأحجام – الأسعار.

 

بالنسبة لتعلم اللغة العربية:

يمكن الاستفادة من وجود حديقة في المدرسة في مجالات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

• التحدث عن البيئة والصحة في الهواء الطلق مع العلم بأن هذا المحور موجود في منهج اللغة العربية في كل مراحل التعليم الأساسي تقريبًا.
• إن شرح بعض الدروس في الحديقة يشوّق التلامذة ويخرجهم من جوّ العمل الروتيني “ الممل “ في الصف ويجعلهم يتعرفون عن قرب إلى بعض الحيوانات والحشرات والأشجار والنباتات وحتى لمسها أيضًا.
• في حصة المطالعة الحرّة أو الموجّهة يمكن للتلامذة ان يتمتعوا بالقراءة على العشب الطري أو على المقاعد الموضوعة في الحديقة (وبخاصة في فصل الربيع).
• البحث عن نصوص حول كيفية العناية بهذه الحديقة والأهتمام بها.
• يمكن التعرف الى بعض انواع الأشجار الموجودة فيها ومقارنتها بتلك التي يدرسون عنها في كتبهم (كقصّة البلّوطة) في الصف الثالث الأساسي.

 

بالنسبة لمكتبة المدرسة:

تساعد التلامذة على المشاركة في المكتبة من طريق انتقاء الكتب المناسبة للبحث:

أ-  كتب علوم طبيعية (لمعرفة انتقاء الشتول للزرع)

ب - كتب ادبية (لتعلم كتابة الرسائل)

ج-  كتب صحية وبيئية (لمعرفة أهمية تنفيذ المشروع والمحافظة عليه والاستفادة من الطبيعة للحفاظ على صحة جيدة ومعالجة الأمراض والغذاء المفيد).

 

في اللغة الفرنسية

يمكن للتلامذة الاستفادة من هذا المشروع في أمور كثيرة اهمها:

أ - إمكانية وصف الطبيعة مباشرة بين المناظر ، وهذا يساعد على الابداع أ كان نثرًا أم شعرا.

ب-  المطالعة في أحضان الطبيعة بين الأشجار وعلى المقاعد في جوّ من الهدوء والاسترخاء.

ج- تعويد التلميذ على الهدوء وهذا يساعده على العطاء الأفضل.

 

في مواد الإجتماعيات

هذا المشروع قد يستثمر:

أ - في الجغرافيا (دروس حول التربة، الأغراس، الطيور، المناخ، الغذاء... الخ)

ب - في التاريخ (تطور الزراعات، الحدائق عبر العصور...الخ)

ج - في التربية الوطنية و التنشئة المدنية (خلقية التعامل مع الطبيعة، التنمية المستدامة...الخ)

 

في مادتي الصحة والرياضة

امكانية تطبيق البرنامج الصحي من خلال هذه الحديقة وذلك بتعريف التلامذة إلى أهمية الطبيعة.

استنشاق الهواء النقي في أثناء ممارسة التمارين الرياضية الصحية: ، اللعب بالتراب والرمل لتنمية الخلايا.

 

خاتمة

سيصبح بإمكان كل شخص في المدرسة (معلم او تلميذ) من خلال هذا المشروع التمتع بالجلوس في الحديقة وتحضير بعض الدروس أو القيام بتصحيح الفروض والمسابقات أو الدراسة وتبادل المعلومات تحت سماء صافية متنشقًا رحيق الأزهار الموجودة فيها وإراحة الاعصاب المتعبة بعد نهار مدرسيّ شاقّ.

باختصار إن وجود الحديقة في المدرسة يبعث السرور في نفس كل معلم ومتعلم على حد سواء.

 

التنمية المستدامة : مشروع السياحة البيئية في بلاد جبيل تكميلية جبيل الرابعة

السياحة من الأنشطة القديمة – الحديثة و قد أصبحت عامل جذب في خلال السنوات الاخيرة وقد مورست حبّاً بالاستطلاع والاستكشاف ورغبة في الترفيه والاستجمام.

ولبنان الذي تتوافر فيه المقومات الطبيعية الملائمة والمعالم الاثرية والعمرانية المميزة والمراكز الدينية والموقع الجغرافي، عرف معظم الحضارات القديمة التي تركت آثارًا في منتهى الروعة والجمال ، يرغب السائح في مشاهدتها والاطلاع عليها الى جانب السياحة البيئية التي بدأت تتطور سنة بعد سنة لأن لبنان يتمتع بطبيعة خلابة وانهر مغذاة من ذوبان ثلوجه وهوائه المنعش وسهوله الخضراء وغاباته المميزة كثافةً وخضارًا وتاريخًا ومغاوره الطبيعية ما جعله مقصدًا مهمّاً للسياحة البيئية. فطبيعة لبنان تستهوي رواد جانب من حديقة المدرسة ومحبي المغامرات في الهواء الطلق وما تتضمنه هذه الهواية من رياضاتمختلفة في الجبال والسهول والوديان والقرى .

بلاد جبيل تضم اذا جميع هذه المقومات للسياحة البيئية:

• فمن أدونيس وما فيها من أماكن طبيعية كنهر ابراهيم وعين سنور وأحراج وصخور...
• إلى جاج وأرزها وسنديانتها المعمرة وعيون مائها وجبلها...
• إلى ميفوق ونبع المغارة ومغارة عبيد وغابات السنديان والصنوبر ...
• إلى بحديدات ومغاورها جدرين والمنيطرة والكنائس وغاباتها وشجرة السنديان المعمرة وشجرة الميس ونبعة الحصن...
• إلى معاد وحرج الصنوبر والى الاماكن الحرجية الجميلة للتنزه والتخييم...
• إلى فغال وغابات السنديان فيها وعيونها المتعددة...
• إلى العاقورة ومغارتي مار يوحنا والرويس ونهرها حيث يقوم جسر طبيعي يربطها بالمجدل...
• إلى إهمج وجبل مار زخيا وعين البطرك وقمة حفرون وقرنة الراهب وعيونها المتعددة ومحميتها الطبيعية، ومنطقة استخراج الحديد والنحاس، وجبل العويني، وبرجها ومناطق التخييم...
• إلى بجّة وغابة سنديانها المعمّر والكثيف وصنوبرها ومغاورها وكنائسها الاثرية ...
• إلى أفقا وشهرة مغارتها وشلالها ومغارة سالم وعيونها وأحراجها“ غريب أفقا“...
• إلى مشمش ومعالمها الدينية الثلاثة عشرة...
• إلى يانوح وسنديانتها القديمة ونهر الرويس ومغاورها...
• إلى حاقل وأسماكها المتحجرة وغاباتها الغضة وعينها المشهورة...
• إلى عمشيت وميناؤها وكورنيشها البحري ومناطق التخييم فيها...
• إلى عنايا ومزار القديس شربل ومنتزهه...
• إلى اللقلوق وثلجه الناصع وجبل الجريد وبحيرته الطبيعية...
• إلى المشنقة وأشجار السنديان المعمرة...
• إلى جبيل، مصدّرة الحرف إلى العالم، وقلعتها التاريخية ومرفئها السياحي وشواطئها العامة ...

ولأن هذه الأماكن والمناطق جاذبة للسياحة البيئية فقد ارتأت مجموعة من المسؤولين أن تعمل بالتعاون مع التلامذة وأهاليهم على تنفيذ مشروع مبتكر وجدير بالاهتمام كونهم أبناء هذه المناطق ويسهل عليهم عملية التنفيذ إن من ناحية جلب المعلومات أو ايجاد الصور والمستندات ولحضهم على التعرف الى محيطهم وبيئتهم الطبيعية لأن معظمهم لا يعلم كيفية التعامل مع الطبيعة وكيفية الحفاظ عليها والمخاطر التي تتعرض لها من جراء الانتهاكات المتكررة لها والتي تسبب خطرًا كبيرًا على الطبيعة والإنسان والحيوان .

كما أن هناك إفادة لمن يحضر معرضنا البيئي السياحي آخر العام الدراسي ،وإفادة مباشرة للتلامذة من خلال تقويم معلميهم لمشروعهم:

• إفادة سياحية:  تعريف التلامذة بالمناطق من خلال المنشورات والملصقات التي توزَّع وتلصق ضمن المدرسة وتحفيزالناس على حضور معرض المدرسة من خلال عرض صور في الأماكن العامة والمحلات الكبرى.
• إفادة تربوية: من خلال المواد التي يمكن أن تُستثمر في هذا المشروع: رياضيات – علوم – تاريخ وجغرافيا – تربية وطنية – رسم وفنون – رياضة.

المدرّبِة: منى صعيبي
المديرة : أميرة ضو
المتدرّبِون: فارس عيد - رلى عودة – منتهى مبارك – الهام نعمان – راشال ابي عكر – ايفيت معلوف – جوزفين موسى – كاتي عنتر – فاديا الحاج - عفيفة درغام – سلوى شمص – جاندارك وهبي .
المنفّذون: تلامذة المرحلة المتوسطة.

التربية والبيئة

التربية والبيئة

التربية تخفي كنزًا

ن التربية من أجل مستقبل قابل للحياة هي موضوع التنمية المستدامة؛فبعد التمعّن بالأزمة البيئيّة وبالمشاكل الإجتماعيّة الموجودة على كوكبنا ندرك كم هو ضروريّ أن نعترف بالتربية التي تهتمّ بالبيئة وبالسلام وبالتضامن وبالديمقراطيّة.فزرع القيم الأخلاقية والديمقراطيّة في المجتمع كفيل بتقليص الأضرار الناتجة من تجاوز الحدود المقبولة بيئيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً.

 

من هذا المنطلق كان السعي في مركز الموارد جونيه إلى التجاوب مع هذا الموضوع وإقامة دورات لتدريب المعلّمين في التعليم الأساسيّ على دمج مفهوم التنمية المستدامة بأبعاده الثلاثة (البيئيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ) في المواد التعليميّة كافةً.

وقد جرت الدورات في مركز التدريب في جونية أحيانًا وأحيانًا أخرى كان المدرّبون ينتقلون الى المناطق (جبيل، دوما، عاليه، قرى كسروان، الأشرفيّه وغيرها)، في دور المعلّمين أو في المدارس الرسميّة لإجراء التدريب وذلك تسهيلاً لعمل الإدارة والمعلّمين في هذه المدارس.وكان التجاوب ممتازًا وقد شارك معظم اامعلّمين الذين أبدوا حماسًا ورغبة في متابعة دورات أخرى حول الموضوع لإستكمال النواقص وهذا جليّ في بطاقات تقويم الدورات التي يملؤها المعلّمون بعد كل دورة.

الملاحظ أن اكتساب مفهوم التنمية المستدامة وتصحيح المغالطات والأخطاء الشائعة حوله لم يكن بالأمر السهل. مثال على ذلك: قصر هذا المفهوم على الناحية البيئيّة من دون سواها، أو دمجه في مضمون المواد التعليميّة فقط من دون الاستفادة من مكوّنات الأهداف الإجرائيّة (أداء،شروط، منتج) للدمج، بخاصة في المواد التي لا يشتمل عليها هذا المفهوم مباشرة مثلاً مواد التاريخ أو الفنون أو اللغات... إذ يجب أن تكون مكوّنات الهدف الإجرائيّ بابًا يستثمر لدمج مفهوم التنمية المستدامة في الدرس. وكان التفاعل والاهتمام يبدآن حين تباشر الأنشطة العمليّة والأعمال التطبيقيّة، فكان المعلّمون يحضّرون دروسًا ستطبّق في صفوفهم في الأسابيع اللاحقة يدمج فيها مفهوم التنمية المستدامة مع التركيز على الاهتمام بالأعمال التشاركيّة وبطريقة المشاريع لأنها تقوم بالإضافة الى الناحيتين الأخريين على الناحية الاجتماعيّة في التنمية المستدامة من خلال تنمية روح التعاون والمسؤوليّة والتضامن والمبادرة.

واللافت أن المعلّمين المتدرّبين يدرّسون مواد مختلفة من علوم ورياضيّات واجتماعيّات ولغات وفنون ورياضة وروضة... وقد أجروا تمارين فرديّة وجَماعيّة تمّ عرضها على الزملاء ثمّ تصويبها في حال الضرورة ومن ثمّ تبادلها في ما بينهم.

من خلال هذه الدورات تمّ اكتساب مهارات كثيرة يحتاجها المعلّمون مثلاً في ما خصّ تحضير درس أو صوغ هدف إجرائيّ أو اختيار طريقة تقويم مناسبة وهي كفايات عابرة للمواد يحتاجها كل معلَم. وتجدر الإشارة الى أن هذه الدورات ستليها متابعة في المدارس خلال السنة الدراسيّة المقبلة لإعادة تحفيز المعلّمين على تطبيق ما تمّ التدريب عليه بخاصة إحياء مشاريع تربويّة مختلفة في كل مدرسة تتناسب مع واقع التلامذة الإجتماعي ومع محيطهم البيئي.هذه المشاريع سيكون لها دور تربويّ مهمّ لأنها طريقة تربويّة  حديثة يشجّع عليها كل تربويّ لأسبابٍ عدّة أهمّها: تنمية التلميذ فكريّاً وإجتماعيّاً بالإضافة الى دورها في تنمية المجتمع لأن مواضيعها منتقاة من حاجات البيئة ويتطلّب تنفيذها تضافر الجهود سواء أكانت تربويّة أم أهليّة.

في النهاية لا بدّ من التأكيد على ضرورة إقامة هذه الدورات لفائدتها على المدى المنظور وعلى  لمدى غير البعيد. فعلى المدى المنظور سيحاول معظم المعلّمين تطبيق ما اكتسبوه في الدورات وهذا نوع من التحفيز لتغيير طرائقهم التقليديّة التي أصبحت مملّة. أمّا على المدى البعيد فإنّ شمول هذه الدورات معظم المعلّمين قد يعدّل في طرائق التعليم وقد يصبح التعلّم محبّبًا للتلامذة وقريبًا من فهمهم وإدراكهم . وكل ما يكتسب بطريقة مشوّقة يبقى محفوظًا ويحوّل الى تطبيق وهذا ما تهدف اليه هذه التدريبات أي خلق مواطن قادر على مواجهة المشاكل البيئيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تعترضه وبالتالي تقديم الحلول الملائمة لها.

 

التنمية المستدامة: مشروع إنشاء حديقة نموذجيّة

تكميلية جبيل الأولى الرسمية في الجانب الشرقي من المدرسة

 

ضمن دورة التنمية المستدامة ,وفي اطار تنفيذ مشاريع تربوية مع المدربة منى صعيبي تمّ الأتفاق على الأستفادة من الفراغات الترابية القائمة في زوايا الملعب وخصوصًا على الجانب الشرقي منه لإنشاء حديقة رسمت على الشكل الآتي:

قرر المتدربون بالإجماع إنشاء هذه الحديقة وقد تمّ الاتفاق على مخطط للأعمال المقرر تنفيذها ضمن مساحة محددة من الملعب:

• مساحة ترابية يتم غرسها بالأشجار والأزهار والنباتات.
• إنشاء بعض الأحواض من الباطون لحماية جذوع الأشجار.
• إقامة رصيف من الباطون في وسط الحديقة لتمكين التلامذة من التنزه فيها.
• وضع مقاعد حديدية.
• وضع Toboggan على المساحة الرملية لتمكين التلامذة من ممارسة ألعاب التزحلق.
• استعمال مساحة صغيرة من ملعب الباطون لتعليق مراجيح.

أخيرًا ولزيادة جمال الحديقة وللاستفادة من مواهب التلامذة في الرسم يقوم التلامذة بالرسم الحرّ المناسب على الحائط المواجه.

هذا المشروع مفيد جدًا لأنه سيستثمر من قبل المعلمين في موادهم (التحفيز, صياغة الاهداف الإجرائية) ومن قبل التلامذة  (ستخلق لهم جّوًا ملائمًا للعمل وللتعلّم).

وعلينا التعاون جميعًا إدارة ومعلمين وتلامذة وعمالاً لإنجاز العمل . اما بالنسبة للتكاليف المالية فسنسعى للحصول على مساعدة بعض الجهات لدعم هذا المشروع.

يستطيع كل معلم استعمال الحديقة لإنجاز برنامجه المدرسيّ بسهولة لأنها وسيلة طبيعية مفيدة ومقنعة.

 

بالنسبة لمادة العلوم في الحلقتين الأولى والثانية:

سيتم استعمال الحديقة لشرح الكثير من الدروس التي تتناول موضوعيّ الطبيعة والبيئة وذلك:

عند غرس التلامذة لبعض الأزهار والأشجار. التعرف إلى أجزائها، أنواعها، كيفية غرسها، أهميتها، العناية بها، اسمائها، الأستفادة منها طّبيًا.

التعرف الى بعض الحشرات الموجودة والى اسمائها ومما تتغذى وأهميتها للطبيعة وللبيئة.

التعرف الى الأرض – التراب – الأحجار – الرمال.

معرفة اهمية المياه و الهواء والنور من خلال النباتات والأزهار والأشجار.

عندما يتم إدراك أهمية هذه الحديقة في حياتنا اليومية سندرك عندها أهمية الغابات والجبال التي يسهم الإنسان في إحراقها، وقد يصبح سلوكنا اليومي أكثر مسؤولية من منظار التنمية المستدامة.

 

بالنسبة لمادة الرياضيات:

الدور الذي تلعبه الحديقة في عملية تعلم الرياضيات هو مساعدة التلامذة على استعمال واستخدام كل من: المقايس – المسافات – الأبعاد – المساحات – الأشكال الهندسية – الأحجام – الأسعار.

 

بالنسبة لتعلم اللغة العربية:

يمكن الاستفادة من وجود حديقة في المدرسة في مجالات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

• التحدث عن البيئة والصحة في الهواء الطلق مع العلم بأن هذا المحور موجود في منهج اللغة العربية في كل مراحل التعليم الأساسي تقريبًا.
• إن شرح بعض الدروس في الحديقة يشوّق التلامذة ويخرجهم من جوّ العمل الروتيني “ الممل “ في الصف ويجعلهم يتعرفون عن قرب إلى بعض الحيوانات والحشرات والأشجار والنباتات وحتى لمسها أيضًا.
• في حصة المطالعة الحرّة أو الموجّهة يمكن للتلامذة ان يتمتعوا بالقراءة على العشب الطري أو على المقاعد الموضوعة في الحديقة (وبخاصة في فصل الربيع).
• البحث عن نصوص حول كيفية العناية بهذه الحديقة والأهتمام بها.
• يمكن التعرف الى بعض انواع الأشجار الموجودة فيها ومقارنتها بتلك التي يدرسون عنها في كتبهم (كقصّة البلّوطة) في الصف الثالث الأساسي.

 

بالنسبة لمكتبة المدرسة:

تساعد التلامذة على المشاركة في المكتبة من طريق انتقاء الكتب المناسبة للبحث:

أ-  كتب علوم طبيعية (لمعرفة انتقاء الشتول للزرع)

ب - كتب ادبية (لتعلم كتابة الرسائل)

ج-  كتب صحية وبيئية (لمعرفة أهمية تنفيذ المشروع والمحافظة عليه والاستفادة من الطبيعة للحفاظ على صحة جيدة ومعالجة الأمراض والغذاء المفيد).

 

في اللغة الفرنسية

يمكن للتلامذة الاستفادة من هذا المشروع في أمور كثيرة اهمها:

أ - إمكانية وصف الطبيعة مباشرة بين المناظر ، وهذا يساعد على الابداع أ كان نثرًا أم شعرا.

ب-  المطالعة في أحضان الطبيعة بين الأشجار وعلى المقاعد في جوّ من الهدوء والاسترخاء.

ج- تعويد التلميذ على الهدوء وهذا يساعده على العطاء الأفضل.

 

في مواد الإجتماعيات

هذا المشروع قد يستثمر:

أ - في الجغرافيا (دروس حول التربة، الأغراس، الطيور، المناخ، الغذاء... الخ)

ب - في التاريخ (تطور الزراعات، الحدائق عبر العصور...الخ)

ج - في التربية الوطنية و التنشئة المدنية (خلقية التعامل مع الطبيعة، التنمية المستدامة...الخ)

 

في مادتي الصحة والرياضة

امكانية تطبيق البرنامج الصحي من خلال هذه الحديقة وذلك بتعريف التلامذة إلى أهمية الطبيعة.

استنشاق الهواء النقي في أثناء ممارسة التمارين الرياضية الصحية: ، اللعب بالتراب والرمل لتنمية الخلايا.

 

خاتمة

سيصبح بإمكان كل شخص في المدرسة (معلم او تلميذ) من خلال هذا المشروع التمتع بالجلوس في الحديقة وتحضير بعض الدروس أو القيام بتصحيح الفروض والمسابقات أو الدراسة وتبادل المعلومات تحت سماء صافية متنشقًا رحيق الأزهار الموجودة فيها وإراحة الاعصاب المتعبة بعد نهار مدرسيّ شاقّ.

باختصار إن وجود الحديقة في المدرسة يبعث السرور في نفس كل معلم ومتعلم على حد سواء.

 

التنمية المستدامة : مشروع السياحة البيئية في بلاد جبيل تكميلية جبيل الرابعة

السياحة من الأنشطة القديمة – الحديثة و قد أصبحت عامل جذب في خلال السنوات الاخيرة وقد مورست حبّاً بالاستطلاع والاستكشاف ورغبة في الترفيه والاستجمام.

ولبنان الذي تتوافر فيه المقومات الطبيعية الملائمة والمعالم الاثرية والعمرانية المميزة والمراكز الدينية والموقع الجغرافي، عرف معظم الحضارات القديمة التي تركت آثارًا في منتهى الروعة والجمال ، يرغب السائح في مشاهدتها والاطلاع عليها الى جانب السياحة البيئية التي بدأت تتطور سنة بعد سنة لأن لبنان يتمتع بطبيعة خلابة وانهر مغذاة من ذوبان ثلوجه وهوائه المنعش وسهوله الخضراء وغاباته المميزة كثافةً وخضارًا وتاريخًا ومغاوره الطبيعية ما جعله مقصدًا مهمّاً للسياحة البيئية. فطبيعة لبنان تستهوي رواد جانب من حديقة المدرسة ومحبي المغامرات في الهواء الطلق وما تتضمنه هذه الهواية من رياضاتمختلفة في الجبال والسهول والوديان والقرى .

بلاد جبيل تضم اذا جميع هذه المقومات للسياحة البيئية:

• فمن أدونيس وما فيها من أماكن طبيعية كنهر ابراهيم وعين سنور وأحراج وصخور...
• إلى جاج وأرزها وسنديانتها المعمرة وعيون مائها وجبلها...
• إلى ميفوق ونبع المغارة ومغارة عبيد وغابات السنديان والصنوبر ...
• إلى بحديدات ومغاورها جدرين والمنيطرة والكنائس وغاباتها وشجرة السنديان المعمرة وشجرة الميس ونبعة الحصن...
• إلى معاد وحرج الصنوبر والى الاماكن الحرجية الجميلة للتنزه والتخييم...
• إلى فغال وغابات السنديان فيها وعيونها المتعددة...
• إلى العاقورة ومغارتي مار يوحنا والرويس ونهرها حيث يقوم جسر طبيعي يربطها بالمجدل...
• إلى إهمج وجبل مار زخيا وعين البطرك وقمة حفرون وقرنة الراهب وعيونها المتعددة ومحميتها الطبيعية، ومنطقة استخراج الحديد والنحاس، وجبل العويني، وبرجها ومناطق التخييم...
• إلى بجّة وغابة سنديانها المعمّر والكثيف وصنوبرها ومغاورها وكنائسها الاثرية ...
• إلى أفقا وشهرة مغارتها وشلالها ومغارة سالم وعيونها وأحراجها“ غريب أفقا“...
• إلى مشمش ومعالمها الدينية الثلاثة عشرة...
• إلى يانوح وسنديانتها القديمة ونهر الرويس ومغاورها...
• إلى حاقل وأسماكها المتحجرة وغاباتها الغضة وعينها المشهورة...
• إلى عمشيت وميناؤها وكورنيشها البحري ومناطق التخييم فيها...
• إلى عنايا ومزار القديس شربل ومنتزهه...
• إلى اللقلوق وثلجه الناصع وجبل الجريد وبحيرته الطبيعية...
• إلى المشنقة وأشجار السنديان المعمرة...
• إلى جبيل، مصدّرة الحرف إلى العالم، وقلعتها التاريخية ومرفئها السياحي وشواطئها العامة ...

ولأن هذه الأماكن والمناطق جاذبة للسياحة البيئية فقد ارتأت مجموعة من المسؤولين أن تعمل بالتعاون مع التلامذة وأهاليهم على تنفيذ مشروع مبتكر وجدير بالاهتمام كونهم أبناء هذه المناطق ويسهل عليهم عملية التنفيذ إن من ناحية جلب المعلومات أو ايجاد الصور والمستندات ولحضهم على التعرف الى محيطهم وبيئتهم الطبيعية لأن معظمهم لا يعلم كيفية التعامل مع الطبيعة وكيفية الحفاظ عليها والمخاطر التي تتعرض لها من جراء الانتهاكات المتكررة لها والتي تسبب خطرًا كبيرًا على الطبيعة والإنسان والحيوان .

كما أن هناك إفادة لمن يحضر معرضنا البيئي السياحي آخر العام الدراسي ،وإفادة مباشرة للتلامذة من خلال تقويم معلميهم لمشروعهم:

• إفادة سياحية:  تعريف التلامذة بالمناطق من خلال المنشورات والملصقات التي توزَّع وتلصق ضمن المدرسة وتحفيزالناس على حضور معرض المدرسة من خلال عرض صور في الأماكن العامة والمحلات الكبرى.
• إفادة تربوية: من خلال المواد التي يمكن أن تُستثمر في هذا المشروع: رياضيات – علوم – تاريخ وجغرافيا – تربية وطنية – رسم وفنون – رياضة.

المدرّبِة: منى صعيبي
المديرة : أميرة ضو
المتدرّبِون: فارس عيد - رلى عودة – منتهى مبارك – الهام نعمان – راشال ابي عكر – ايفيت معلوف – جوزفين موسى – كاتي عنتر – فاديا الحاج - عفيفة درغام – سلوى شمص – جاندارك وهبي .
المنفّذون: تلامذة المرحلة المتوسطة.

التربية والبيئة

التربية والبيئة

التربية تخفي كنزًا

ن التربية من أجل مستقبل قابل للحياة هي موضوع التنمية المستدامة؛فبعد التمعّن بالأزمة البيئيّة وبالمشاكل الإجتماعيّة الموجودة على كوكبنا ندرك كم هو ضروريّ أن نعترف بالتربية التي تهتمّ بالبيئة وبالسلام وبالتضامن وبالديمقراطيّة.فزرع القيم الأخلاقية والديمقراطيّة في المجتمع كفيل بتقليص الأضرار الناتجة من تجاوز الحدود المقبولة بيئيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً.

 

من هذا المنطلق كان السعي في مركز الموارد جونيه إلى التجاوب مع هذا الموضوع وإقامة دورات لتدريب المعلّمين في التعليم الأساسيّ على دمج مفهوم التنمية المستدامة بأبعاده الثلاثة (البيئيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ) في المواد التعليميّة كافةً.

وقد جرت الدورات في مركز التدريب في جونية أحيانًا وأحيانًا أخرى كان المدرّبون ينتقلون الى المناطق (جبيل، دوما، عاليه، قرى كسروان، الأشرفيّه وغيرها)، في دور المعلّمين أو في المدارس الرسميّة لإجراء التدريب وذلك تسهيلاً لعمل الإدارة والمعلّمين في هذه المدارس.وكان التجاوب ممتازًا وقد شارك معظم اامعلّمين الذين أبدوا حماسًا ورغبة في متابعة دورات أخرى حول الموضوع لإستكمال النواقص وهذا جليّ في بطاقات تقويم الدورات التي يملؤها المعلّمون بعد كل دورة.

الملاحظ أن اكتساب مفهوم التنمية المستدامة وتصحيح المغالطات والأخطاء الشائعة حوله لم يكن بالأمر السهل. مثال على ذلك: قصر هذا المفهوم على الناحية البيئيّة من دون سواها، أو دمجه في مضمون المواد التعليميّة فقط من دون الاستفادة من مكوّنات الأهداف الإجرائيّة (أداء،شروط، منتج) للدمج، بخاصة في المواد التي لا يشتمل عليها هذا المفهوم مباشرة مثلاً مواد التاريخ أو الفنون أو اللغات... إذ يجب أن تكون مكوّنات الهدف الإجرائيّ بابًا يستثمر لدمج مفهوم التنمية المستدامة في الدرس. وكان التفاعل والاهتمام يبدآن حين تباشر الأنشطة العمليّة والأعمال التطبيقيّة، فكان المعلّمون يحضّرون دروسًا ستطبّق في صفوفهم في الأسابيع اللاحقة يدمج فيها مفهوم التنمية المستدامة مع التركيز على الاهتمام بالأعمال التشاركيّة وبطريقة المشاريع لأنها تقوم بالإضافة الى الناحيتين الأخريين على الناحية الاجتماعيّة في التنمية المستدامة من خلال تنمية روح التعاون والمسؤوليّة والتضامن والمبادرة.

واللافت أن المعلّمين المتدرّبين يدرّسون مواد مختلفة من علوم ورياضيّات واجتماعيّات ولغات وفنون ورياضة وروضة... وقد أجروا تمارين فرديّة وجَماعيّة تمّ عرضها على الزملاء ثمّ تصويبها في حال الضرورة ومن ثمّ تبادلها في ما بينهم.

من خلال هذه الدورات تمّ اكتساب مهارات كثيرة يحتاجها المعلّمون مثلاً في ما خصّ تحضير درس أو صوغ هدف إجرائيّ أو اختيار طريقة تقويم مناسبة وهي كفايات عابرة للمواد يحتاجها كل معلَم. وتجدر الإشارة الى أن هذه الدورات ستليها متابعة في المدارس خلال السنة الدراسيّة المقبلة لإعادة تحفيز المعلّمين على تطبيق ما تمّ التدريب عليه بخاصة إحياء مشاريع تربويّة مختلفة في كل مدرسة تتناسب مع واقع التلامذة الإجتماعي ومع محيطهم البيئي.هذه المشاريع سيكون لها دور تربويّ مهمّ لأنها طريقة تربويّة  حديثة يشجّع عليها كل تربويّ لأسبابٍ عدّة أهمّها: تنمية التلميذ فكريّاً وإجتماعيّاً بالإضافة الى دورها في تنمية المجتمع لأن مواضيعها منتقاة من حاجات البيئة ويتطلّب تنفيذها تضافر الجهود سواء أكانت تربويّة أم أهليّة.

في النهاية لا بدّ من التأكيد على ضرورة إقامة هذه الدورات لفائدتها على المدى المنظور وعلى  لمدى غير البعيد. فعلى المدى المنظور سيحاول معظم المعلّمين تطبيق ما اكتسبوه في الدورات وهذا نوع من التحفيز لتغيير طرائقهم التقليديّة التي أصبحت مملّة. أمّا على المدى البعيد فإنّ شمول هذه الدورات معظم المعلّمين قد يعدّل في طرائق التعليم وقد يصبح التعلّم محبّبًا للتلامذة وقريبًا من فهمهم وإدراكهم . وكل ما يكتسب بطريقة مشوّقة يبقى محفوظًا ويحوّل الى تطبيق وهذا ما تهدف اليه هذه التدريبات أي خلق مواطن قادر على مواجهة المشاكل البيئيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تعترضه وبالتالي تقديم الحلول الملائمة لها.

 

التنمية المستدامة: مشروع إنشاء حديقة نموذجيّة

تكميلية جبيل الأولى الرسمية في الجانب الشرقي من المدرسة

 

ضمن دورة التنمية المستدامة ,وفي اطار تنفيذ مشاريع تربوية مع المدربة منى صعيبي تمّ الأتفاق على الأستفادة من الفراغات الترابية القائمة في زوايا الملعب وخصوصًا على الجانب الشرقي منه لإنشاء حديقة رسمت على الشكل الآتي:

قرر المتدربون بالإجماع إنشاء هذه الحديقة وقد تمّ الاتفاق على مخطط للأعمال المقرر تنفيذها ضمن مساحة محددة من الملعب:

• مساحة ترابية يتم غرسها بالأشجار والأزهار والنباتات.
• إنشاء بعض الأحواض من الباطون لحماية جذوع الأشجار.
• إقامة رصيف من الباطون في وسط الحديقة لتمكين التلامذة من التنزه فيها.
• وضع مقاعد حديدية.
• وضع Toboggan على المساحة الرملية لتمكين التلامذة من ممارسة ألعاب التزحلق.
• استعمال مساحة صغيرة من ملعب الباطون لتعليق مراجيح.

أخيرًا ولزيادة جمال الحديقة وللاستفادة من مواهب التلامذة في الرسم يقوم التلامذة بالرسم الحرّ المناسب على الحائط المواجه.

هذا المشروع مفيد جدًا لأنه سيستثمر من قبل المعلمين في موادهم (التحفيز, صياغة الاهداف الإجرائية) ومن قبل التلامذة  (ستخلق لهم جّوًا ملائمًا للعمل وللتعلّم).

وعلينا التعاون جميعًا إدارة ومعلمين وتلامذة وعمالاً لإنجاز العمل . اما بالنسبة للتكاليف المالية فسنسعى للحصول على مساعدة بعض الجهات لدعم هذا المشروع.

يستطيع كل معلم استعمال الحديقة لإنجاز برنامجه المدرسيّ بسهولة لأنها وسيلة طبيعية مفيدة ومقنعة.

 

بالنسبة لمادة العلوم في الحلقتين الأولى والثانية:

سيتم استعمال الحديقة لشرح الكثير من الدروس التي تتناول موضوعيّ الطبيعة والبيئة وذلك:

عند غرس التلامذة لبعض الأزهار والأشجار. التعرف إلى أجزائها، أنواعها، كيفية غرسها، أهميتها، العناية بها، اسمائها، الأستفادة منها طّبيًا.

التعرف الى بعض الحشرات الموجودة والى اسمائها ومما تتغذى وأهميتها للطبيعة وللبيئة.

التعرف الى الأرض – التراب – الأحجار – الرمال.

معرفة اهمية المياه و الهواء والنور من خلال النباتات والأزهار والأشجار.

عندما يتم إدراك أهمية هذه الحديقة في حياتنا اليومية سندرك عندها أهمية الغابات والجبال التي يسهم الإنسان في إحراقها، وقد يصبح سلوكنا اليومي أكثر مسؤولية من منظار التنمية المستدامة.

 

بالنسبة لمادة الرياضيات:

الدور الذي تلعبه الحديقة في عملية تعلم الرياضيات هو مساعدة التلامذة على استعمال واستخدام كل من: المقايس – المسافات – الأبعاد – المساحات – الأشكال الهندسية – الأحجام – الأسعار.

 

بالنسبة لتعلم اللغة العربية:

يمكن الاستفادة من وجود حديقة في المدرسة في مجالات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

• التحدث عن البيئة والصحة في الهواء الطلق مع العلم بأن هذا المحور موجود في منهج اللغة العربية في كل مراحل التعليم الأساسي تقريبًا.
• إن شرح بعض الدروس في الحديقة يشوّق التلامذة ويخرجهم من جوّ العمل الروتيني “ الممل “ في الصف ويجعلهم يتعرفون عن قرب إلى بعض الحيوانات والحشرات والأشجار والنباتات وحتى لمسها أيضًا.
• في حصة المطالعة الحرّة أو الموجّهة يمكن للتلامذة ان يتمتعوا بالقراءة على العشب الطري أو على المقاعد الموضوعة في الحديقة (وبخاصة في فصل الربيع).
• البحث عن نصوص حول كيفية العناية بهذه الحديقة والأهتمام بها.
• يمكن التعرف الى بعض انواع الأشجار الموجودة فيها ومقارنتها بتلك التي يدرسون عنها في كتبهم (كقصّة البلّوطة) في الصف الثالث الأساسي.

 

بالنسبة لمكتبة المدرسة:

تساعد التلامذة على المشاركة في المكتبة من طريق انتقاء الكتب المناسبة للبحث:

أ-  كتب علوم طبيعية (لمعرفة انتقاء الشتول للزرع)

ب - كتب ادبية (لتعلم كتابة الرسائل)

ج-  كتب صحية وبيئية (لمعرفة أهمية تنفيذ المشروع والمحافظة عليه والاستفادة من الطبيعة للحفاظ على صحة جيدة ومعالجة الأمراض والغذاء المفيد).

 

في اللغة الفرنسية

يمكن للتلامذة الاستفادة من هذا المشروع في أمور كثيرة اهمها:

أ - إمكانية وصف الطبيعة مباشرة بين المناظر ، وهذا يساعد على الابداع أ كان نثرًا أم شعرا.

ب-  المطالعة في أحضان الطبيعة بين الأشجار وعلى المقاعد في جوّ من الهدوء والاسترخاء.

ج- تعويد التلميذ على الهدوء وهذا يساعده على العطاء الأفضل.

 

في مواد الإجتماعيات

هذا المشروع قد يستثمر:

أ - في الجغرافيا (دروس حول التربة، الأغراس، الطيور، المناخ، الغذاء... الخ)

ب - في التاريخ (تطور الزراعات، الحدائق عبر العصور...الخ)

ج - في التربية الوطنية و التنشئة المدنية (خلقية التعامل مع الطبيعة، التنمية المستدامة...الخ)

 

في مادتي الصحة والرياضة

امكانية تطبيق البرنامج الصحي من خلال هذه الحديقة وذلك بتعريف التلامذة إلى أهمية الطبيعة.

استنشاق الهواء النقي في أثناء ممارسة التمارين الرياضية الصحية: ، اللعب بالتراب والرمل لتنمية الخلايا.

 

خاتمة

سيصبح بإمكان كل شخص في المدرسة (معلم او تلميذ) من خلال هذا المشروع التمتع بالجلوس في الحديقة وتحضير بعض الدروس أو القيام بتصحيح الفروض والمسابقات أو الدراسة وتبادل المعلومات تحت سماء صافية متنشقًا رحيق الأزهار الموجودة فيها وإراحة الاعصاب المتعبة بعد نهار مدرسيّ شاقّ.

باختصار إن وجود الحديقة في المدرسة يبعث السرور في نفس كل معلم ومتعلم على حد سواء.

 

التنمية المستدامة : مشروع السياحة البيئية في بلاد جبيل تكميلية جبيل الرابعة

السياحة من الأنشطة القديمة – الحديثة و قد أصبحت عامل جذب في خلال السنوات الاخيرة وقد مورست حبّاً بالاستطلاع والاستكشاف ورغبة في الترفيه والاستجمام.

ولبنان الذي تتوافر فيه المقومات الطبيعية الملائمة والمعالم الاثرية والعمرانية المميزة والمراكز الدينية والموقع الجغرافي، عرف معظم الحضارات القديمة التي تركت آثارًا في منتهى الروعة والجمال ، يرغب السائح في مشاهدتها والاطلاع عليها الى جانب السياحة البيئية التي بدأت تتطور سنة بعد سنة لأن لبنان يتمتع بطبيعة خلابة وانهر مغذاة من ذوبان ثلوجه وهوائه المنعش وسهوله الخضراء وغاباته المميزة كثافةً وخضارًا وتاريخًا ومغاوره الطبيعية ما جعله مقصدًا مهمّاً للسياحة البيئية. فطبيعة لبنان تستهوي رواد جانب من حديقة المدرسة ومحبي المغامرات في الهواء الطلق وما تتضمنه هذه الهواية من رياضاتمختلفة في الجبال والسهول والوديان والقرى .

بلاد جبيل تضم اذا جميع هذه المقومات للسياحة البيئية:

• فمن أدونيس وما فيها من أماكن طبيعية كنهر ابراهيم وعين سنور وأحراج وصخور...
• إلى جاج وأرزها وسنديانتها المعمرة وعيون مائها وجبلها...
• إلى ميفوق ونبع المغارة ومغارة عبيد وغابات السنديان والصنوبر ...
• إلى بحديدات ومغاورها جدرين والمنيطرة والكنائس وغاباتها وشجرة السنديان المعمرة وشجرة الميس ونبعة الحصن...
• إلى معاد وحرج الصنوبر والى الاماكن الحرجية الجميلة للتنزه والتخييم...
• إلى فغال وغابات السنديان فيها وعيونها المتعددة...
• إلى العاقورة ومغارتي مار يوحنا والرويس ونهرها حيث يقوم جسر طبيعي يربطها بالمجدل...
• إلى إهمج وجبل مار زخيا وعين البطرك وقمة حفرون وقرنة الراهب وعيونها المتعددة ومحميتها الطبيعية، ومنطقة استخراج الحديد والنحاس، وجبل العويني، وبرجها ومناطق التخييم...
• إلى بجّة وغابة سنديانها المعمّر والكثيف وصنوبرها ومغاورها وكنائسها الاثرية ...
• إلى أفقا وشهرة مغارتها وشلالها ومغارة سالم وعيونها وأحراجها“ غريب أفقا“...
• إلى مشمش ومعالمها الدينية الثلاثة عشرة...
• إلى يانوح وسنديانتها القديمة ونهر الرويس ومغاورها...
• إلى حاقل وأسماكها المتحجرة وغاباتها الغضة وعينها المشهورة...
• إلى عمشيت وميناؤها وكورنيشها البحري ومناطق التخييم فيها...
• إلى عنايا ومزار القديس شربل ومنتزهه...
• إلى اللقلوق وثلجه الناصع وجبل الجريد وبحيرته الطبيعية...
• إلى المشنقة وأشجار السنديان المعمرة...
• إلى جبيل، مصدّرة الحرف إلى العالم، وقلعتها التاريخية ومرفئها السياحي وشواطئها العامة ...

ولأن هذه الأماكن والمناطق جاذبة للسياحة البيئية فقد ارتأت مجموعة من المسؤولين أن تعمل بالتعاون مع التلامذة وأهاليهم على تنفيذ مشروع مبتكر وجدير بالاهتمام كونهم أبناء هذه المناطق ويسهل عليهم عملية التنفيذ إن من ناحية جلب المعلومات أو ايجاد الصور والمستندات ولحضهم على التعرف الى محيطهم وبيئتهم الطبيعية لأن معظمهم لا يعلم كيفية التعامل مع الطبيعة وكيفية الحفاظ عليها والمخاطر التي تتعرض لها من جراء الانتهاكات المتكررة لها والتي تسبب خطرًا كبيرًا على الطبيعة والإنسان والحيوان .

كما أن هناك إفادة لمن يحضر معرضنا البيئي السياحي آخر العام الدراسي ،وإفادة مباشرة للتلامذة من خلال تقويم معلميهم لمشروعهم:

• إفادة سياحية:  تعريف التلامذة بالمناطق من خلال المنشورات والملصقات التي توزَّع وتلصق ضمن المدرسة وتحفيزالناس على حضور معرض المدرسة من خلال عرض صور في الأماكن العامة والمحلات الكبرى.
• إفادة تربوية: من خلال المواد التي يمكن أن تُستثمر في هذا المشروع: رياضيات – علوم – تاريخ وجغرافيا – تربية وطنية – رسم وفنون – رياضة.

المدرّبِة: منى صعيبي
المديرة : أميرة ضو
المتدرّبِون: فارس عيد - رلى عودة – منتهى مبارك – الهام نعمان – راشال ابي عكر – ايفيت معلوف – جوزفين موسى – كاتي عنتر – فاديا الحاج - عفيفة درغام – سلوى شمص – جاندارك وهبي .
المنفّذون: تلامذة المرحلة المتوسطة.