تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة: ثانوية الكوثر


ثانوية الكوثر من أولى المدارس التي أدخلت مشروع

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 1995

وأُطلق عليها تسمية - المدرسة المرحّبة

 

في إطار الاهتمام بموضوع الدمج المدرسي توجّهَت “المجلة التربوية” إلى ثانوية الكوثر التابعة لجمعية المبرَّات الخيرية هي أولى المدارس التي أدخلت مشروع دمج ذوي » المدرسة المرحَبّة « كمدرسة رائدة في المشروع. ثانوية الكوثر الاحتياجات الخاصة وتطبيق التعليم المختص في العام 1995 في لقاء أجرته مندوبة المجلة السيدة دانية العرب مع مديرة الثانوية، السيدة رنا اسماعيل، ومسؤولة قسم الدمج التربوي السيدة شذى اسماعيل ومنسقة الحلقة الثالثة السيدة مريم ناصرالدين، نلقي الضوء على حيثيات نشوء فكرة مشروع الدمج ومراحل تحضيره وآلية تطبيقه.

حيث دارت الأجوبة حول الأسئلة التالية:

السيّدة دانية العرب مع السيّدات رنا اسماعيل، شذى اسماعيل ومريم ناصر الدين

س : كيف نشأت فكرة استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل ثانوية الكوثر هي من أطلق هذه الفكرة؟

ج:  نشأت الفكرة من خلال أهداف جمعية المبرات الخيرية التي أسَّسها العلامة السيد محمد حسين فضل لله رحمه لله، إيمانًا منه بمبدأ تكافؤ الفرص وتأمين الخدمة للناس أجمع. وقد واجهنا صعوبات وحالات تربوية كثيرة بعد الحرب، فهناك أولاد لديهم صعوبات تعلّمية بسبب الصدمة أو فقدان لأهل أو الإهمال أو إعاقة بسبب الحرب. حالات كثيرة لم نستطع استيعابها لأن مناهجنا التربوية لم شملها وصودف أنه خلال متابعتي مقررات في  إطار "الإدارة التربوية" في الجامعة الأميركية في بيروت، علمت أن د.سمر مقلّد حائزة على اختصاص "التعليم المختص" تربية في فنشأت الفكرة معها. حملنا هذه  الفكرة في حينه الى رئيس الجمعية رَحِمَه للهّ الذي رحّب بها لأنها تحقّق إحدى المبادئ الذي عاش وعمل لأجلها وهي "تأمين تعليم جيد ونوعي للجميع".

 

س:  كيف أُطلقت الفكرة؟ متى بدأتم بتنفيذها؟وكيف تقبّلَها أهالي تلامذتكم؟

ج:  نقطة انطلاق مشروع الدمج في المدرسة كانت  دونها عقبات كثيرة لجهة استيعاب فكرة قبول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة، فالخشية من عرضِها وتخوّف الأهل من مشاركة أبنائهم مقاعد الدراسة مع أقران لهم من المعوَّقين. كل هذه الأمور جعلتنا نقرر خوض التجربة في العام 1995 بإدخال تلميذ واحد فقط بناء على إلحاح أهله لإعطائه فرصة التعلّم، من دون أن تعلن المدرسة عن هذه الحالة. وكرّت السُّبحَة بعد ذلك حيث تمّ في العام 1996 قبول 11 تلميذًا.

 

س : ما هي الحالات التي بدأتم بها التجربة؟ وما عددها الآن؟

ج: أول حالة قبلناها في العام 1995 كانت تأخُّر عقلي ثم توالت الحالات: توحُّد، اضطرابات إنمائية، اضطرابات التواصل، الإضطرابات  الحسية  (شلل دماغي) وحالات (ADHD) (قلّة  الإنتباه) وفي العام 1996 أُطلق علينا رسميّاً اسم "المدرسة المرحَّبة" وهو مصطلح وضعته الأونيسكو (Unesco)  لتوصيف كل مدرسة تدخل ميدان دمج الاحتياجات الخاصة.

ولدينا حاليًا 216 حالة دمج في المدرسة لفئات متعددة؛ من شديدة الاحتياجات إلى متوسطة الاحتياجات وصولاً إلى بسيطة الاحتياجات.

 

س:  هل هناك تساوٍ في العدد بين أصحاب هذه الحالات من حيث الجنس؟

ج:  لا. نسبة الذكور تتعدى نسبة الإناث.

س:  لماذا؟

ج:  لا نعلم.

س:  هل جميع التلامذة هم من المستوى الاجتماعي نفسه؟

ج : لا، بل إنهم من مستويات مختلفة فهناك مثلاً ابن الحاجب، وابن دكتور الجامعة، وابن كبار السن من الأهل ولديهم أيضًا احتياجات خاصة.

س:  هل تضعون شروطًا محدّدة للتسجيل؟

ج:  الشرط الأساسي للتسجيل في المدرسة هو عدم وجود فروقات كبيرة في السن أو في النمو الجسدي والاجتماعي بين التلميذ ذي الاحتياجات الخاصة والتلامذة الذين سيندمج معهم. نحن نقبل فروقات عمرية محدودة في بعض الحالات لا تتعدّىَ السنتين أو الثلاث على الأكثر.وبما أن هدفنا هو الدمج، لذلك فإن الفارق العمري يؤثر في هذه العملية. فإذا كان هناك مثلاً فارق كبير في السن فإن التلميذ سيكون بعيدًا عن عالم أقرانه في الصف وعن التواصل معهم بشكل متكافئ ما يؤدي إلى عدم تحقيق هدف الدمج المدرسي.

س : كيف تم تنفيذ المشروع على الممستوى التربوي  والمنهجي؟

ج:  على مراحل عدة: بدأنا بتحضير المعلّمِ المختص ثم قمنا بتدريب الهيئة الإدارية والموظفين وانتهينا بآلية التواصل مع الأهل. بادئ الأمر أرسلنا مجموعة من معلّمي المواد أطلقنا عليها اسم (Core team) أي (فريق نواة) ليتدربوا على التعليم المختص في جامعات خارج لبنان ثم واصل هؤلاء تدريبهم مع منظمة الأونيسكو (Unesco) التي تتابعهم في عمليّة تدريب مستمر ومكثّفَ. إن إعداد معلّم ذي الاحتياجات الخاصة وتدريبه هو أمر ضروري ليقوم برسالته على أكمل وجه. لذلك فإن المعلّمِ الراغب في التعاقد معنا عليه أن يطّلَع على الدليل الخاص بالمدرسة الذي يصنّفِها "كمدرسة مرحَبّة" وشرح مفصَّل عن الدمج التربوي ليتخذ قراره في ممارسة التعليم المختص وعندها يخضع لبرنامج تأهيل (Induction program) (البرنامج الانسيابي) وتتراوح مدته بين 7 و 10 أيام. ولكن التأهيل لا يقتصر على المعلّم فقط بل على الإداريين والحجّاَب وجميع العاملين في المؤسسة التربوية إضافة إلى الأهل الذين لهم دور مؤثَرّ وفاعل في استجابة التلميذ وتفاعله.

 

س: كيف يتم تشخيص الحالة الخاصة؟ومن يقوم بهذه العملية؟

ج:  فكرة البرنامج مرتبطة بالتشخيص التربوي (Format assessment) لذلك أوجدنا مركز"سراج ثلاث تلامذة يلقون العناية مع مدرّسة متخصصةللتشخيص التربوي"، وبناء على تشخيص الحالة يتم وضع برنامج تربوي فردي يتضمن المواد الأكاديمية واهداف كل مادّة كما يتضمن اهداف مهارات إجتماعية وعلاجية وفقًا للحالة.  مثلاً التلميذ من ذوي المشاكل السلوكية تحدّد الخطة الفردية الخاصة به أهدافًا لتعديل سلوكه مثال كثرة الحركة و (ADHD ) (قلة الانتباه) أو حالة (Orthophonist) (تقويم النطق) أو حالة (Psychomotor) (الحسّ  حركي) هذه الحالات تتطلب علاجًا طبيعيّاً لوضع البرنامج الفردي وتحديد اهداف العلاج لكل حالة على حدة وهنا يبرز دور معلّم التربية المختص أو المعلم المساند.

س: نفهم من كلامكم أنكم تدرَّبون أساتذة من خارج مدرستكم؟

 ج:  نعم بما أننا أصبحنا من روّاد فكرة "موضوع الدمج المدرسي" قصَدَنا أساتذة للتدريب من مختلف الدول كمصر، عمان، سوريا، السودان واليمن، ونحن أيضًا منفتحين على أي مدرسة تودُّ اعتماد الدمج المدرسي ومساعدتها.

س:  هل تعتمدون طرائق خاصة بمنهج الدمج؟

وقد أجابت عن هذا السؤال السيدة شذى اسماعيل فقالت.

ج:  نعتمد طرائق التعليم الناشطة: (التعلّمُ التعاوني) (Cooperative Learning) ولدينا تركيز على تنُّوع استخدام الوسائل التربوية أو المواد التربوية، فكل تلميذ يتابع حصص دعم وفقًا لاحتياجاته ضمن إطار التعليم التعاوني، تتراوح بين ٣ حصص و 6 حصص أسبوعية. في حين أن الجلسات العلاجية تتم بطريقة فردية. فكل طابق في الثانوية مجهّز بالتجهيزات والوسائل التربوية كافة ابتداء من (LCD) و (Laptop) عندما نستعمل (PowerPoint و OHP) (آلة العرض) ، كما أن هناك ألواح تفاعلية (Interactive Board) وصفوفنا كلها بصرية (Visual) (أي أن هناك مجسّمات و Posters).

س:  هل يخضع التلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصّة للامتحانات الرسمية ؟ وكيف تتم عملية التحضير؟

فأجابت السيدة مريم ناصرالدين.

ج:  يبدأ التحضير للامتحانات الرسمية ابتداءً من الصف السابع الأساسي، وذلك من خلال وضع البرنامج الفردي التربوي الذي تتضمنه أكثر الأهداف التي تخوَّل التلميذ، ذي الاحتياجات الخاصة، الوصول إلى الصف التاسع الأساسي بنجاح. نحذف من المنهج العام كل التفاصيل التي لا تتصل بمنهج الشهادة الرسمية وينطبق الأمر نفسه على الصف الثامن الأساسي. ولكن هناك تلامذة ليس باستطاعتهم الخضوع للامتحانات الرسمية وهذه هي إشكالية المشروع، حيث إن الامتحانات الرسمية لا تلحظ نظام Levels المستويات بل هناك نظام موحّدَ.

س: هل واجهتكم صعوبات اقتصادية؟

وختمت السيدة رنا اسماعيل.

ج : نعم، لكن وجدنا لها بعض الحلول. إن التجهيزات والوسائل التربوية اللازمة لمشروع الدمج وتدريب المعلّمين يستفيد منه جميع التلامذة وليس معلّمة اللغة العربية في صف خاص من مرحلة التعليم الأساسي، الحلقةفقط ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما جعل التعليم في ثانوية الكوثر يمتاز بالجودة والنوعيّةَ، ويؤمّنَ للتلامذة جميعهم تحقيقاً لنهج سار عليه العلامة فضل لله رحمه للهّ. ولكن مع الأسف لا تستفيد من "المدرسة المرحبة" الشديد فإن مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية، بل هناك صندوق دعم الطالب الذي هو عبارة عن مبلغ مالي سنويّ تحدّده جمعية المبرات لكل مدرسة بعد أن تجري تحقيقًا اجتماعيًا لأكثر الأولاد حاجة. وهناك أيضًا الصندوق الاجتماعي الذي أنشئ بمبادرة خاصة من المعلّمين والعاملين في المدرسة. ثم هناك قسط المدرسة المقسّم إلى أربع دفعات، بحيث تدفع الجمعية الدفعة الرابعة من هذا القسط لتخفيف العبء عن كاهل الأهل.

تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة: ثانوية الكوثر


ثانوية الكوثر من أولى المدارس التي أدخلت مشروع

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 1995

وأُطلق عليها تسمية - المدرسة المرحّبة

 

في إطار الاهتمام بموضوع الدمج المدرسي توجّهَت “المجلة التربوية” إلى ثانوية الكوثر التابعة لجمعية المبرَّات الخيرية هي أولى المدارس التي أدخلت مشروع دمج ذوي » المدرسة المرحَبّة « كمدرسة رائدة في المشروع. ثانوية الكوثر الاحتياجات الخاصة وتطبيق التعليم المختص في العام 1995 في لقاء أجرته مندوبة المجلة السيدة دانية العرب مع مديرة الثانوية، السيدة رنا اسماعيل، ومسؤولة قسم الدمج التربوي السيدة شذى اسماعيل ومنسقة الحلقة الثالثة السيدة مريم ناصرالدين، نلقي الضوء على حيثيات نشوء فكرة مشروع الدمج ومراحل تحضيره وآلية تطبيقه.

حيث دارت الأجوبة حول الأسئلة التالية:

السيّدة دانية العرب مع السيّدات رنا اسماعيل، شذى اسماعيل ومريم ناصر الدين

س : كيف نشأت فكرة استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل ثانوية الكوثر هي من أطلق هذه الفكرة؟

ج:  نشأت الفكرة من خلال أهداف جمعية المبرات الخيرية التي أسَّسها العلامة السيد محمد حسين فضل لله رحمه لله، إيمانًا منه بمبدأ تكافؤ الفرص وتأمين الخدمة للناس أجمع. وقد واجهنا صعوبات وحالات تربوية كثيرة بعد الحرب، فهناك أولاد لديهم صعوبات تعلّمية بسبب الصدمة أو فقدان لأهل أو الإهمال أو إعاقة بسبب الحرب. حالات كثيرة لم نستطع استيعابها لأن مناهجنا التربوية لم شملها وصودف أنه خلال متابعتي مقررات في  إطار "الإدارة التربوية" في الجامعة الأميركية في بيروت، علمت أن د.سمر مقلّد حائزة على اختصاص "التعليم المختص" تربية في فنشأت الفكرة معها. حملنا هذه  الفكرة في حينه الى رئيس الجمعية رَحِمَه للهّ الذي رحّب بها لأنها تحقّق إحدى المبادئ الذي عاش وعمل لأجلها وهي "تأمين تعليم جيد ونوعي للجميع".

 

س:  كيف أُطلقت الفكرة؟ متى بدأتم بتنفيذها؟وكيف تقبّلَها أهالي تلامذتكم؟

ج:  نقطة انطلاق مشروع الدمج في المدرسة كانت  دونها عقبات كثيرة لجهة استيعاب فكرة قبول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة، فالخشية من عرضِها وتخوّف الأهل من مشاركة أبنائهم مقاعد الدراسة مع أقران لهم من المعوَّقين. كل هذه الأمور جعلتنا نقرر خوض التجربة في العام 1995 بإدخال تلميذ واحد فقط بناء على إلحاح أهله لإعطائه فرصة التعلّم، من دون أن تعلن المدرسة عن هذه الحالة. وكرّت السُّبحَة بعد ذلك حيث تمّ في العام 1996 قبول 11 تلميذًا.

 

س : ما هي الحالات التي بدأتم بها التجربة؟ وما عددها الآن؟

ج: أول حالة قبلناها في العام 1995 كانت تأخُّر عقلي ثم توالت الحالات: توحُّد، اضطرابات إنمائية، اضطرابات التواصل، الإضطرابات  الحسية  (شلل دماغي) وحالات (ADHD) (قلّة  الإنتباه) وفي العام 1996 أُطلق علينا رسميّاً اسم "المدرسة المرحَّبة" وهو مصطلح وضعته الأونيسكو (Unesco)  لتوصيف كل مدرسة تدخل ميدان دمج الاحتياجات الخاصة.

ولدينا حاليًا 216 حالة دمج في المدرسة لفئات متعددة؛ من شديدة الاحتياجات إلى متوسطة الاحتياجات وصولاً إلى بسيطة الاحتياجات.

 

س:  هل هناك تساوٍ في العدد بين أصحاب هذه الحالات من حيث الجنس؟

ج:  لا. نسبة الذكور تتعدى نسبة الإناث.

س:  لماذا؟

ج:  لا نعلم.

س:  هل جميع التلامذة هم من المستوى الاجتماعي نفسه؟

ج : لا، بل إنهم من مستويات مختلفة فهناك مثلاً ابن الحاجب، وابن دكتور الجامعة، وابن كبار السن من الأهل ولديهم أيضًا احتياجات خاصة.

س:  هل تضعون شروطًا محدّدة للتسجيل؟

ج:  الشرط الأساسي للتسجيل في المدرسة هو عدم وجود فروقات كبيرة في السن أو في النمو الجسدي والاجتماعي بين التلميذ ذي الاحتياجات الخاصة والتلامذة الذين سيندمج معهم. نحن نقبل فروقات عمرية محدودة في بعض الحالات لا تتعدّىَ السنتين أو الثلاث على الأكثر.وبما أن هدفنا هو الدمج، لذلك فإن الفارق العمري يؤثر في هذه العملية. فإذا كان هناك مثلاً فارق كبير في السن فإن التلميذ سيكون بعيدًا عن عالم أقرانه في الصف وعن التواصل معهم بشكل متكافئ ما يؤدي إلى عدم تحقيق هدف الدمج المدرسي.

س : كيف تم تنفيذ المشروع على الممستوى التربوي  والمنهجي؟

ج:  على مراحل عدة: بدأنا بتحضير المعلّمِ المختص ثم قمنا بتدريب الهيئة الإدارية والموظفين وانتهينا بآلية التواصل مع الأهل. بادئ الأمر أرسلنا مجموعة من معلّمي المواد أطلقنا عليها اسم (Core team) أي (فريق نواة) ليتدربوا على التعليم المختص في جامعات خارج لبنان ثم واصل هؤلاء تدريبهم مع منظمة الأونيسكو (Unesco) التي تتابعهم في عمليّة تدريب مستمر ومكثّفَ. إن إعداد معلّم ذي الاحتياجات الخاصة وتدريبه هو أمر ضروري ليقوم برسالته على أكمل وجه. لذلك فإن المعلّمِ الراغب في التعاقد معنا عليه أن يطّلَع على الدليل الخاص بالمدرسة الذي يصنّفِها "كمدرسة مرحَبّة" وشرح مفصَّل عن الدمج التربوي ليتخذ قراره في ممارسة التعليم المختص وعندها يخضع لبرنامج تأهيل (Induction program) (البرنامج الانسيابي) وتتراوح مدته بين 7 و 10 أيام. ولكن التأهيل لا يقتصر على المعلّم فقط بل على الإداريين والحجّاَب وجميع العاملين في المؤسسة التربوية إضافة إلى الأهل الذين لهم دور مؤثَرّ وفاعل في استجابة التلميذ وتفاعله.

 

س: كيف يتم تشخيص الحالة الخاصة؟ومن يقوم بهذه العملية؟

ج:  فكرة البرنامج مرتبطة بالتشخيص التربوي (Format assessment) لذلك أوجدنا مركز"سراج ثلاث تلامذة يلقون العناية مع مدرّسة متخصصةللتشخيص التربوي"، وبناء على تشخيص الحالة يتم وضع برنامج تربوي فردي يتضمن المواد الأكاديمية واهداف كل مادّة كما يتضمن اهداف مهارات إجتماعية وعلاجية وفقًا للحالة.  مثلاً التلميذ من ذوي المشاكل السلوكية تحدّد الخطة الفردية الخاصة به أهدافًا لتعديل سلوكه مثال كثرة الحركة و (ADHD ) (قلة الانتباه) أو حالة (Orthophonist) (تقويم النطق) أو حالة (Psychomotor) (الحسّ  حركي) هذه الحالات تتطلب علاجًا طبيعيّاً لوضع البرنامج الفردي وتحديد اهداف العلاج لكل حالة على حدة وهنا يبرز دور معلّم التربية المختص أو المعلم المساند.

س: نفهم من كلامكم أنكم تدرَّبون أساتذة من خارج مدرستكم؟

 ج:  نعم بما أننا أصبحنا من روّاد فكرة "موضوع الدمج المدرسي" قصَدَنا أساتذة للتدريب من مختلف الدول كمصر، عمان، سوريا، السودان واليمن، ونحن أيضًا منفتحين على أي مدرسة تودُّ اعتماد الدمج المدرسي ومساعدتها.

س:  هل تعتمدون طرائق خاصة بمنهج الدمج؟

وقد أجابت عن هذا السؤال السيدة شذى اسماعيل فقالت.

ج:  نعتمد طرائق التعليم الناشطة: (التعلّمُ التعاوني) (Cooperative Learning) ولدينا تركيز على تنُّوع استخدام الوسائل التربوية أو المواد التربوية، فكل تلميذ يتابع حصص دعم وفقًا لاحتياجاته ضمن إطار التعليم التعاوني، تتراوح بين ٣ حصص و 6 حصص أسبوعية. في حين أن الجلسات العلاجية تتم بطريقة فردية. فكل طابق في الثانوية مجهّز بالتجهيزات والوسائل التربوية كافة ابتداء من (LCD) و (Laptop) عندما نستعمل (PowerPoint و OHP) (آلة العرض) ، كما أن هناك ألواح تفاعلية (Interactive Board) وصفوفنا كلها بصرية (Visual) (أي أن هناك مجسّمات و Posters).

س:  هل يخضع التلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصّة للامتحانات الرسمية ؟ وكيف تتم عملية التحضير؟

فأجابت السيدة مريم ناصرالدين.

ج:  يبدأ التحضير للامتحانات الرسمية ابتداءً من الصف السابع الأساسي، وذلك من خلال وضع البرنامج الفردي التربوي الذي تتضمنه أكثر الأهداف التي تخوَّل التلميذ، ذي الاحتياجات الخاصة، الوصول إلى الصف التاسع الأساسي بنجاح. نحذف من المنهج العام كل التفاصيل التي لا تتصل بمنهج الشهادة الرسمية وينطبق الأمر نفسه على الصف الثامن الأساسي. ولكن هناك تلامذة ليس باستطاعتهم الخضوع للامتحانات الرسمية وهذه هي إشكالية المشروع، حيث إن الامتحانات الرسمية لا تلحظ نظام Levels المستويات بل هناك نظام موحّدَ.

س: هل واجهتكم صعوبات اقتصادية؟

وختمت السيدة رنا اسماعيل.

ج : نعم، لكن وجدنا لها بعض الحلول. إن التجهيزات والوسائل التربوية اللازمة لمشروع الدمج وتدريب المعلّمين يستفيد منه جميع التلامذة وليس معلّمة اللغة العربية في صف خاص من مرحلة التعليم الأساسي، الحلقةفقط ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما جعل التعليم في ثانوية الكوثر يمتاز بالجودة والنوعيّةَ، ويؤمّنَ للتلامذة جميعهم تحقيقاً لنهج سار عليه العلامة فضل لله رحمه للهّ. ولكن مع الأسف لا تستفيد من "المدرسة المرحبة" الشديد فإن مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية، بل هناك صندوق دعم الطالب الذي هو عبارة عن مبلغ مالي سنويّ تحدّده جمعية المبرات لكل مدرسة بعد أن تجري تحقيقًا اجتماعيًا لأكثر الأولاد حاجة. وهناك أيضًا الصندوق الاجتماعي الذي أنشئ بمبادرة خاصة من المعلّمين والعاملين في المدرسة. ثم هناك قسط المدرسة المقسّم إلى أربع دفعات، بحيث تدفع الجمعية الدفعة الرابعة من هذا القسط لتخفيف العبء عن كاهل الأهل.

تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة: ثانوية الكوثر


ثانوية الكوثر من أولى المدارس التي أدخلت مشروع

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 1995

وأُطلق عليها تسمية - المدرسة المرحّبة

 

في إطار الاهتمام بموضوع الدمج المدرسي توجّهَت “المجلة التربوية” إلى ثانوية الكوثر التابعة لجمعية المبرَّات الخيرية هي أولى المدارس التي أدخلت مشروع دمج ذوي » المدرسة المرحَبّة « كمدرسة رائدة في المشروع. ثانوية الكوثر الاحتياجات الخاصة وتطبيق التعليم المختص في العام 1995 في لقاء أجرته مندوبة المجلة السيدة دانية العرب مع مديرة الثانوية، السيدة رنا اسماعيل، ومسؤولة قسم الدمج التربوي السيدة شذى اسماعيل ومنسقة الحلقة الثالثة السيدة مريم ناصرالدين، نلقي الضوء على حيثيات نشوء فكرة مشروع الدمج ومراحل تحضيره وآلية تطبيقه.

حيث دارت الأجوبة حول الأسئلة التالية:

السيّدة دانية العرب مع السيّدات رنا اسماعيل، شذى اسماعيل ومريم ناصر الدين

س : كيف نشأت فكرة استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل ثانوية الكوثر هي من أطلق هذه الفكرة؟

ج:  نشأت الفكرة من خلال أهداف جمعية المبرات الخيرية التي أسَّسها العلامة السيد محمد حسين فضل لله رحمه لله، إيمانًا منه بمبدأ تكافؤ الفرص وتأمين الخدمة للناس أجمع. وقد واجهنا صعوبات وحالات تربوية كثيرة بعد الحرب، فهناك أولاد لديهم صعوبات تعلّمية بسبب الصدمة أو فقدان لأهل أو الإهمال أو إعاقة بسبب الحرب. حالات كثيرة لم نستطع استيعابها لأن مناهجنا التربوية لم شملها وصودف أنه خلال متابعتي مقررات في  إطار "الإدارة التربوية" في الجامعة الأميركية في بيروت، علمت أن د.سمر مقلّد حائزة على اختصاص "التعليم المختص" تربية في فنشأت الفكرة معها. حملنا هذه  الفكرة في حينه الى رئيس الجمعية رَحِمَه للهّ الذي رحّب بها لأنها تحقّق إحدى المبادئ الذي عاش وعمل لأجلها وهي "تأمين تعليم جيد ونوعي للجميع".

 

س:  كيف أُطلقت الفكرة؟ متى بدأتم بتنفيذها؟وكيف تقبّلَها أهالي تلامذتكم؟

ج:  نقطة انطلاق مشروع الدمج في المدرسة كانت  دونها عقبات كثيرة لجهة استيعاب فكرة قبول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة، فالخشية من عرضِها وتخوّف الأهل من مشاركة أبنائهم مقاعد الدراسة مع أقران لهم من المعوَّقين. كل هذه الأمور جعلتنا نقرر خوض التجربة في العام 1995 بإدخال تلميذ واحد فقط بناء على إلحاح أهله لإعطائه فرصة التعلّم، من دون أن تعلن المدرسة عن هذه الحالة. وكرّت السُّبحَة بعد ذلك حيث تمّ في العام 1996 قبول 11 تلميذًا.

 

س : ما هي الحالات التي بدأتم بها التجربة؟ وما عددها الآن؟

ج: أول حالة قبلناها في العام 1995 كانت تأخُّر عقلي ثم توالت الحالات: توحُّد، اضطرابات إنمائية، اضطرابات التواصل، الإضطرابات  الحسية  (شلل دماغي) وحالات (ADHD) (قلّة  الإنتباه) وفي العام 1996 أُطلق علينا رسميّاً اسم "المدرسة المرحَّبة" وهو مصطلح وضعته الأونيسكو (Unesco)  لتوصيف كل مدرسة تدخل ميدان دمج الاحتياجات الخاصة.

ولدينا حاليًا 216 حالة دمج في المدرسة لفئات متعددة؛ من شديدة الاحتياجات إلى متوسطة الاحتياجات وصولاً إلى بسيطة الاحتياجات.

 

س:  هل هناك تساوٍ في العدد بين أصحاب هذه الحالات من حيث الجنس؟

ج:  لا. نسبة الذكور تتعدى نسبة الإناث.

س:  لماذا؟

ج:  لا نعلم.

س:  هل جميع التلامذة هم من المستوى الاجتماعي نفسه؟

ج : لا، بل إنهم من مستويات مختلفة فهناك مثلاً ابن الحاجب، وابن دكتور الجامعة، وابن كبار السن من الأهل ولديهم أيضًا احتياجات خاصة.

س:  هل تضعون شروطًا محدّدة للتسجيل؟

ج:  الشرط الأساسي للتسجيل في المدرسة هو عدم وجود فروقات كبيرة في السن أو في النمو الجسدي والاجتماعي بين التلميذ ذي الاحتياجات الخاصة والتلامذة الذين سيندمج معهم. نحن نقبل فروقات عمرية محدودة في بعض الحالات لا تتعدّىَ السنتين أو الثلاث على الأكثر.وبما أن هدفنا هو الدمج، لذلك فإن الفارق العمري يؤثر في هذه العملية. فإذا كان هناك مثلاً فارق كبير في السن فإن التلميذ سيكون بعيدًا عن عالم أقرانه في الصف وعن التواصل معهم بشكل متكافئ ما يؤدي إلى عدم تحقيق هدف الدمج المدرسي.

س : كيف تم تنفيذ المشروع على الممستوى التربوي  والمنهجي؟

ج:  على مراحل عدة: بدأنا بتحضير المعلّمِ المختص ثم قمنا بتدريب الهيئة الإدارية والموظفين وانتهينا بآلية التواصل مع الأهل. بادئ الأمر أرسلنا مجموعة من معلّمي المواد أطلقنا عليها اسم (Core team) أي (فريق نواة) ليتدربوا على التعليم المختص في جامعات خارج لبنان ثم واصل هؤلاء تدريبهم مع منظمة الأونيسكو (Unesco) التي تتابعهم في عمليّة تدريب مستمر ومكثّفَ. إن إعداد معلّم ذي الاحتياجات الخاصة وتدريبه هو أمر ضروري ليقوم برسالته على أكمل وجه. لذلك فإن المعلّمِ الراغب في التعاقد معنا عليه أن يطّلَع على الدليل الخاص بالمدرسة الذي يصنّفِها "كمدرسة مرحَبّة" وشرح مفصَّل عن الدمج التربوي ليتخذ قراره في ممارسة التعليم المختص وعندها يخضع لبرنامج تأهيل (Induction program) (البرنامج الانسيابي) وتتراوح مدته بين 7 و 10 أيام. ولكن التأهيل لا يقتصر على المعلّم فقط بل على الإداريين والحجّاَب وجميع العاملين في المؤسسة التربوية إضافة إلى الأهل الذين لهم دور مؤثَرّ وفاعل في استجابة التلميذ وتفاعله.

 

س: كيف يتم تشخيص الحالة الخاصة؟ومن يقوم بهذه العملية؟

ج:  فكرة البرنامج مرتبطة بالتشخيص التربوي (Format assessment) لذلك أوجدنا مركز"سراج ثلاث تلامذة يلقون العناية مع مدرّسة متخصصةللتشخيص التربوي"، وبناء على تشخيص الحالة يتم وضع برنامج تربوي فردي يتضمن المواد الأكاديمية واهداف كل مادّة كما يتضمن اهداف مهارات إجتماعية وعلاجية وفقًا للحالة.  مثلاً التلميذ من ذوي المشاكل السلوكية تحدّد الخطة الفردية الخاصة به أهدافًا لتعديل سلوكه مثال كثرة الحركة و (ADHD ) (قلة الانتباه) أو حالة (Orthophonist) (تقويم النطق) أو حالة (Psychomotor) (الحسّ  حركي) هذه الحالات تتطلب علاجًا طبيعيّاً لوضع البرنامج الفردي وتحديد اهداف العلاج لكل حالة على حدة وهنا يبرز دور معلّم التربية المختص أو المعلم المساند.

س: نفهم من كلامكم أنكم تدرَّبون أساتذة من خارج مدرستكم؟

 ج:  نعم بما أننا أصبحنا من روّاد فكرة "موضوع الدمج المدرسي" قصَدَنا أساتذة للتدريب من مختلف الدول كمصر، عمان، سوريا، السودان واليمن، ونحن أيضًا منفتحين على أي مدرسة تودُّ اعتماد الدمج المدرسي ومساعدتها.

س:  هل تعتمدون طرائق خاصة بمنهج الدمج؟

وقد أجابت عن هذا السؤال السيدة شذى اسماعيل فقالت.

ج:  نعتمد طرائق التعليم الناشطة: (التعلّمُ التعاوني) (Cooperative Learning) ولدينا تركيز على تنُّوع استخدام الوسائل التربوية أو المواد التربوية، فكل تلميذ يتابع حصص دعم وفقًا لاحتياجاته ضمن إطار التعليم التعاوني، تتراوح بين ٣ حصص و 6 حصص أسبوعية. في حين أن الجلسات العلاجية تتم بطريقة فردية. فكل طابق في الثانوية مجهّز بالتجهيزات والوسائل التربوية كافة ابتداء من (LCD) و (Laptop) عندما نستعمل (PowerPoint و OHP) (آلة العرض) ، كما أن هناك ألواح تفاعلية (Interactive Board) وصفوفنا كلها بصرية (Visual) (أي أن هناك مجسّمات و Posters).

س:  هل يخضع التلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصّة للامتحانات الرسمية ؟ وكيف تتم عملية التحضير؟

فأجابت السيدة مريم ناصرالدين.

ج:  يبدأ التحضير للامتحانات الرسمية ابتداءً من الصف السابع الأساسي، وذلك من خلال وضع البرنامج الفردي التربوي الذي تتضمنه أكثر الأهداف التي تخوَّل التلميذ، ذي الاحتياجات الخاصة، الوصول إلى الصف التاسع الأساسي بنجاح. نحذف من المنهج العام كل التفاصيل التي لا تتصل بمنهج الشهادة الرسمية وينطبق الأمر نفسه على الصف الثامن الأساسي. ولكن هناك تلامذة ليس باستطاعتهم الخضوع للامتحانات الرسمية وهذه هي إشكالية المشروع، حيث إن الامتحانات الرسمية لا تلحظ نظام Levels المستويات بل هناك نظام موحّدَ.

س: هل واجهتكم صعوبات اقتصادية؟

وختمت السيدة رنا اسماعيل.

ج : نعم، لكن وجدنا لها بعض الحلول. إن التجهيزات والوسائل التربوية اللازمة لمشروع الدمج وتدريب المعلّمين يستفيد منه جميع التلامذة وليس معلّمة اللغة العربية في صف خاص من مرحلة التعليم الأساسي، الحلقةفقط ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما جعل التعليم في ثانوية الكوثر يمتاز بالجودة والنوعيّةَ، ويؤمّنَ للتلامذة جميعهم تحقيقاً لنهج سار عليه العلامة فضل لله رحمه للهّ. ولكن مع الأسف لا تستفيد من "المدرسة المرحبة" الشديد فإن مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية، بل هناك صندوق دعم الطالب الذي هو عبارة عن مبلغ مالي سنويّ تحدّده جمعية المبرات لكل مدرسة بعد أن تجري تحقيقًا اجتماعيًا لأكثر الأولاد حاجة. وهناك أيضًا الصندوق الاجتماعي الذي أنشئ بمبادرة خاصة من المعلّمين والعاملين في المدرسة. ثم هناك قسط المدرسة المقسّم إلى أربع دفعات، بحيث تدفع الجمعية الدفعة الرابعة من هذا القسط لتخفيف العبء عن كاهل الأهل.