الفنان جوزيف طوبيا في سطور

الفنان جوزيف طوبيا في سطوررسم لاشجار زيتون بشعلة للفنان جوزيف طوبيا

 

في العام 1964 وفي قرية الشومَريّة (قضاء مرجعيون)، وُلِدَ جوزيف طوبيا. أحبَّ الفنّ منذ صِغَرِهِ وبدأ يرسُم بالقَلَم الرصاص مشاهِدَ ووجوهًا من البيئة التي عاش فيها: "إبريق الفخار"،  "الجرّة"، "الحاصِدة مع المنجل" "النَحّال"...إلخ. لم تسمح الظروف العائليّةَ الصعبّة بان يدخل المدرسة، فعَلّمَتهُ الفِطرة، ورافَقَه الإلهام الخلاَق (Le souffle créateur) الذي يَهبُط على المبدِعين والذي تحدّثَ عنه ألفونس دي لامارتين مؤكِّدًا وجازِمًا: "لا يمكن للإنسان أن يُعَلّمَِ ما توحي به السماء". هَجر طوبيا قريتَه الصغيرة الوادِعَة وما زالت مناظر الطبيعة والقُرويين الكادِحين في خيالِه. فالقرى كالمنازِل تمامًا، تَسكُن الإنسان ولَو هَجرَها. صُوَرٌ ومشاهد ووجوه انطبَعَت في مُخيّلَتِه فأعطى "الانطباعيّةَ" اللبنانية أجمَلَ الزيتيّات والمائيّات وأروَعَها.              

في العام 1972 أصبَح لديه محتَرفٌ في بيروت تكدّسَت فيه لوحاتٌ يَكْسوها بعضُ الغُبار. لوحاتٌ تحكي حكاية لبنان. قصَدتُه في محترفه المتواضِع، ففرِح لاهتمامي بلَوحاتٍ يحبّهُا: "لا أعرف عمّا تتحدّثَين. أنا أرسُم فقط". فجوزيف طوبيا لم يدخل معَهدًا أو أكاديمية ولا يعرف شيئًا عن مانيه (Manet) ومونيه (Monet) ورونوار(Renoir). تسكنُه "الشومريّة". يحنّ إليها ويحلُم بالرجوع إلى حقولِها.

لَوحة الغلاف مُستَوحاة من "الزيتون الأثَريّ" في بَلدَة بشِعْلِة (بشِعْلي) في قضاء البترون ويّدلّ اسم البلدة  على الرفعَةِ والعَظمَةِ والمجْد. غُرِسَت هذه الأشجار منذ أربعَة آلاف سنة قبل المسيح. اللوحة تشَكيلةٌ من ألوانٍ دافئة وقاتِمة: أَحمر، أَصفر، زيتونيّ، أَسوَد، رماديّ. أما الأبيض فخلَعَ على اللوحة أضواء الظهيرة المتوهِّجة، وتسَلّلَ النور بين الأغصان الرشيقة المتمايلة.

خطوطٌ وتعرُّجات ناعِمة. حجارةٌ مرصوفةٌ بتأَنّ ودقّة مُتناهيتين. جذوعٌ ثابتة تتحدّى الزمن. لا ولَن تنحني تحت وطأة السّنِين. أغصانٌ ترتفِع نحو العُلى في حالة مناجاة.

إنّه الصَيفُ في أعالي الجبل. غاب القرويون عن اللوحة واختبأوا في البيوت القرميدية الجميلة. بصَماتهم تدلّ على أعمالهم الشاقة في الحقول.

بورِكَت الأيدي التي غَرَسَت "الشجرة المقدّسَة" فحبّاتها الصغيرة تعطي الزيت الصِحيّ الذي تبحث عنه. جميع شعوب العالم نظرًا لِفوائده الطبيّةَ. بورِكت شجرة الزيتون. فَزيتُها دواء وأغصانها رمزٌ للسلام.

"المجلة التربوية" تناشد المسؤولين وتطلب إليهم أن يَلحَظوا في روزنامة السنة الدراسية تنفيذ أنشطة لاصَفيّةَ تتعلّقَ بغَرس أشجار الزيتون وبزيارة البساتين في موسِم»  "الفَرط واللّم والتوضيب". كما يمكن للمعلّمين مرافقة التلامذة إلى معاصِر الزيت ومعامل الصابون. حَبَذّا لو يتعلّمَ تلامذتنا صناعة الصابون البلديّ المعطّربالغار أو غَيره من العطور وهي كثيرةٌ في حدائقنا وحقولنا.

أن يفتَخرَ التلميذ اللبناني بإِرث آبائِه وأجدادِه. أن يأكل من منتوجات قريَتهِ. أن يعودَ إلى أصالَتِه. إنّهَا أهمّ أهداف "التربية الوطنيّةَ" الحقّةَ.

أخيرًا نتمنى لجوزيف طوبيا المزيد من العطاء ونذكرّ بما قاله ميشال شيحا : "التلمَذَة لا ينتهي عَهدُها  والتعليم واجبٌ دائمٌ في مدرسَةِ الحياة".

 

الفنان جوزيف طوبيا في سطور

الفنان جوزيف طوبيا في سطوررسم لاشجار زيتون بشعلة للفنان جوزيف طوبيا

 

في العام 1964 وفي قرية الشومَريّة (قضاء مرجعيون)، وُلِدَ جوزيف طوبيا. أحبَّ الفنّ منذ صِغَرِهِ وبدأ يرسُم بالقَلَم الرصاص مشاهِدَ ووجوهًا من البيئة التي عاش فيها: "إبريق الفخار"،  "الجرّة"، "الحاصِدة مع المنجل" "النَحّال"...إلخ. لم تسمح الظروف العائليّةَ الصعبّة بان يدخل المدرسة، فعَلّمَتهُ الفِطرة، ورافَقَه الإلهام الخلاَق (Le souffle créateur) الذي يَهبُط على المبدِعين والذي تحدّثَ عنه ألفونس دي لامارتين مؤكِّدًا وجازِمًا: "لا يمكن للإنسان أن يُعَلّمَِ ما توحي به السماء". هَجر طوبيا قريتَه الصغيرة الوادِعَة وما زالت مناظر الطبيعة والقُرويين الكادِحين في خيالِه. فالقرى كالمنازِل تمامًا، تَسكُن الإنسان ولَو هَجرَها. صُوَرٌ ومشاهد ووجوه انطبَعَت في مُخيّلَتِه فأعطى "الانطباعيّةَ" اللبنانية أجمَلَ الزيتيّات والمائيّات وأروَعَها.              

في العام 1972 أصبَح لديه محتَرفٌ في بيروت تكدّسَت فيه لوحاتٌ يَكْسوها بعضُ الغُبار. لوحاتٌ تحكي حكاية لبنان. قصَدتُه في محترفه المتواضِع، ففرِح لاهتمامي بلَوحاتٍ يحبّهُا: "لا أعرف عمّا تتحدّثَين. أنا أرسُم فقط". فجوزيف طوبيا لم يدخل معَهدًا أو أكاديمية ولا يعرف شيئًا عن مانيه (Manet) ومونيه (Monet) ورونوار(Renoir). تسكنُه "الشومريّة". يحنّ إليها ويحلُم بالرجوع إلى حقولِها.

لَوحة الغلاف مُستَوحاة من "الزيتون الأثَريّ" في بَلدَة بشِعْلِة (بشِعْلي) في قضاء البترون ويّدلّ اسم البلدة  على الرفعَةِ والعَظمَةِ والمجْد. غُرِسَت هذه الأشجار منذ أربعَة آلاف سنة قبل المسيح. اللوحة تشَكيلةٌ من ألوانٍ دافئة وقاتِمة: أَحمر، أَصفر، زيتونيّ، أَسوَد، رماديّ. أما الأبيض فخلَعَ على اللوحة أضواء الظهيرة المتوهِّجة، وتسَلّلَ النور بين الأغصان الرشيقة المتمايلة.

خطوطٌ وتعرُّجات ناعِمة. حجارةٌ مرصوفةٌ بتأَنّ ودقّة مُتناهيتين. جذوعٌ ثابتة تتحدّى الزمن. لا ولَن تنحني تحت وطأة السّنِين. أغصانٌ ترتفِع نحو العُلى في حالة مناجاة.

إنّه الصَيفُ في أعالي الجبل. غاب القرويون عن اللوحة واختبأوا في البيوت القرميدية الجميلة. بصَماتهم تدلّ على أعمالهم الشاقة في الحقول.

بورِكَت الأيدي التي غَرَسَت "الشجرة المقدّسَة" فحبّاتها الصغيرة تعطي الزيت الصِحيّ الذي تبحث عنه. جميع شعوب العالم نظرًا لِفوائده الطبيّةَ. بورِكت شجرة الزيتون. فَزيتُها دواء وأغصانها رمزٌ للسلام.

"المجلة التربوية" تناشد المسؤولين وتطلب إليهم أن يَلحَظوا في روزنامة السنة الدراسية تنفيذ أنشطة لاصَفيّةَ تتعلّقَ بغَرس أشجار الزيتون وبزيارة البساتين في موسِم»  "الفَرط واللّم والتوضيب". كما يمكن للمعلّمين مرافقة التلامذة إلى معاصِر الزيت ومعامل الصابون. حَبَذّا لو يتعلّمَ تلامذتنا صناعة الصابون البلديّ المعطّربالغار أو غَيره من العطور وهي كثيرةٌ في حدائقنا وحقولنا.

أن يفتَخرَ التلميذ اللبناني بإِرث آبائِه وأجدادِه. أن يأكل من منتوجات قريَتهِ. أن يعودَ إلى أصالَتِه. إنّهَا أهمّ أهداف "التربية الوطنيّةَ" الحقّةَ.

أخيرًا نتمنى لجوزيف طوبيا المزيد من العطاء ونذكرّ بما قاله ميشال شيحا : "التلمَذَة لا ينتهي عَهدُها  والتعليم واجبٌ دائمٌ في مدرسَةِ الحياة".

 

الفنان جوزيف طوبيا في سطور

الفنان جوزيف طوبيا في سطوررسم لاشجار زيتون بشعلة للفنان جوزيف طوبيا

 

في العام 1964 وفي قرية الشومَريّة (قضاء مرجعيون)، وُلِدَ جوزيف طوبيا. أحبَّ الفنّ منذ صِغَرِهِ وبدأ يرسُم بالقَلَم الرصاص مشاهِدَ ووجوهًا من البيئة التي عاش فيها: "إبريق الفخار"،  "الجرّة"، "الحاصِدة مع المنجل" "النَحّال"...إلخ. لم تسمح الظروف العائليّةَ الصعبّة بان يدخل المدرسة، فعَلّمَتهُ الفِطرة، ورافَقَه الإلهام الخلاَق (Le souffle créateur) الذي يَهبُط على المبدِعين والذي تحدّثَ عنه ألفونس دي لامارتين مؤكِّدًا وجازِمًا: "لا يمكن للإنسان أن يُعَلّمَِ ما توحي به السماء". هَجر طوبيا قريتَه الصغيرة الوادِعَة وما زالت مناظر الطبيعة والقُرويين الكادِحين في خيالِه. فالقرى كالمنازِل تمامًا، تَسكُن الإنسان ولَو هَجرَها. صُوَرٌ ومشاهد ووجوه انطبَعَت في مُخيّلَتِه فأعطى "الانطباعيّةَ" اللبنانية أجمَلَ الزيتيّات والمائيّات وأروَعَها.              

في العام 1972 أصبَح لديه محتَرفٌ في بيروت تكدّسَت فيه لوحاتٌ يَكْسوها بعضُ الغُبار. لوحاتٌ تحكي حكاية لبنان. قصَدتُه في محترفه المتواضِع، ففرِح لاهتمامي بلَوحاتٍ يحبّهُا: "لا أعرف عمّا تتحدّثَين. أنا أرسُم فقط". فجوزيف طوبيا لم يدخل معَهدًا أو أكاديمية ولا يعرف شيئًا عن مانيه (Manet) ومونيه (Monet) ورونوار(Renoir). تسكنُه "الشومريّة". يحنّ إليها ويحلُم بالرجوع إلى حقولِها.

لَوحة الغلاف مُستَوحاة من "الزيتون الأثَريّ" في بَلدَة بشِعْلِة (بشِعْلي) في قضاء البترون ويّدلّ اسم البلدة  على الرفعَةِ والعَظمَةِ والمجْد. غُرِسَت هذه الأشجار منذ أربعَة آلاف سنة قبل المسيح. اللوحة تشَكيلةٌ من ألوانٍ دافئة وقاتِمة: أَحمر، أَصفر، زيتونيّ، أَسوَد، رماديّ. أما الأبيض فخلَعَ على اللوحة أضواء الظهيرة المتوهِّجة، وتسَلّلَ النور بين الأغصان الرشيقة المتمايلة.

خطوطٌ وتعرُّجات ناعِمة. حجارةٌ مرصوفةٌ بتأَنّ ودقّة مُتناهيتين. جذوعٌ ثابتة تتحدّى الزمن. لا ولَن تنحني تحت وطأة السّنِين. أغصانٌ ترتفِع نحو العُلى في حالة مناجاة.

إنّه الصَيفُ في أعالي الجبل. غاب القرويون عن اللوحة واختبأوا في البيوت القرميدية الجميلة. بصَماتهم تدلّ على أعمالهم الشاقة في الحقول.

بورِكَت الأيدي التي غَرَسَت "الشجرة المقدّسَة" فحبّاتها الصغيرة تعطي الزيت الصِحيّ الذي تبحث عنه. جميع شعوب العالم نظرًا لِفوائده الطبيّةَ. بورِكت شجرة الزيتون. فَزيتُها دواء وأغصانها رمزٌ للسلام.

"المجلة التربوية" تناشد المسؤولين وتطلب إليهم أن يَلحَظوا في روزنامة السنة الدراسية تنفيذ أنشطة لاصَفيّةَ تتعلّقَ بغَرس أشجار الزيتون وبزيارة البساتين في موسِم»  "الفَرط واللّم والتوضيب". كما يمكن للمعلّمين مرافقة التلامذة إلى معاصِر الزيت ومعامل الصابون. حَبَذّا لو يتعلّمَ تلامذتنا صناعة الصابون البلديّ المعطّربالغار أو غَيره من العطور وهي كثيرةٌ في حدائقنا وحقولنا.

أن يفتَخرَ التلميذ اللبناني بإِرث آبائِه وأجدادِه. أن يأكل من منتوجات قريَتهِ. أن يعودَ إلى أصالَتِه. إنّهَا أهمّ أهداف "التربية الوطنيّةَ" الحقّةَ.

أخيرًا نتمنى لجوزيف طوبيا المزيد من العطاء ونذكرّ بما قاله ميشال شيحا : "التلمَذَة لا ينتهي عَهدُها  والتعليم واجبٌ دائمٌ في مدرسَةِ الحياة".