العبقرية اللبنانية
عبقري من بلادي أديسون الشرق” و “فتى العلم الكهربائي” حسن كامل الصبّاَح ( 1895-1953) على مناقشة آراء أينشتاين في الرياض |
ولد حسن كامل الصبّاح عام 1895 في مدينة النبطية. أدخله والده في السابعة من عمره المدرسة الابتدائية فنال إعجاب معلميه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت سنة 1908 فبدت علامات نبوغه مبكرة عندما وجد أن معرفته وطموحه أكبر بكثير من المقررات الأكاديمية. التحق الصبّاح بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأتقن اللغة الإنكليزية في مدة قصيرة، واستطاع حل مسائل رياضية وفيزيائية معقدة ببراعة وهو في السنة الجامعية الأولى، ووصفه الدكتور فؤاد صروف - أحد أساتذته - في مجلة “المقتطف” بأنه “شيطان من شياطين الرياضيات”. وجه اهتمامه للاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظرية الشديدة التعقيد، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة وقال عنه العالِم (إستون)
كان الوحيد الذي تجرأ على مناقشة آراء أينشتاين « : في ما بعد .» الرياضية وانتقادها والتحدث عن النسبية كأينشتاين نفسه
حياته وشخصيته في لبنان
في لقاء مع الدكتور عباس وهبي مؤلف كتاب “الفيلسوف العبقري التأمل عند الصبّاح كان موحيًا، وما « : حسن كامل الصباح” قال سؤاله لوالدته “لماذا لا تتصادم النجوم بعضها ببعض يا أمي؟ “ إلا دليل على ذلك. ولقد وجدنا عند بحثنا انه كان محبّاً للّوَن
الأسود، ونرى في علم النفس أن الأسود يشير إلى الشخصية الجادّةَ المتّزنة الباحثة عن التفوُّق. وفي لقاء آخر مع أولاد شقيقه حسين: الدكتور كمال الصباح والمهندس علي الصباح، أشارا إلى أن عمهما، وهو موضع اعتزازهما، كان كثير الاطلاع على
التجارب العلمية، يدّخر من مصروفه ليشتري الكتب، وأسرع في تعلم الانكليزية والفرنسية ليتسنّى له المزيد من الاطلاع. ومرة أحضر قطنًا وبلَّله (بالسبيرتو) وأشعله تحت (بالون) فارتفع في الفضاء، وكانت تلك تجربة المنطاد الذي نعرفه اليوم.
في أميركا
سافر الصباح إلى أميركا وعمل في شركة (جنرال إلكتريك) التي كانت تمنحه على كل اختراع مبلغ دولار أميركي، وفى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباءالأمريكي لقب “فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية”، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا إلى من اخترع
وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة. وفي مطلع العام 1933 تمت ترقيته في الشركة، ومنح لقب “فتى العلم الكهربائي” وذلك بعد انتخابه من قبل جمعية المهندسين الكهربائيين الأمريكيين في نيويورك.
اختراعات الصباح
وصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 52 اختراعًا، منها 37 اختراعًا منفردًا، و 15 اختراعا بالتعاون مع زملائه الباحثين في شركة “جنرال إلكتريك”.
بدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها. وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية (Cathode Rays ) وهو جهاز إلكتروني يمكّن من سماع ، الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.. كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930 ، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي
ترتكز عليه السينما الحديثة، وخصوصًا السينما سكوب بالإضافة إلى التلفاز. نشرت له جريدة النهار في عددها ذات الرقم 539 الصادر في1935/5/31 مقالاً قال فيه إنه تمكّن من استنباط بطارية كهربائية ثانوية تولّدِ تيارًا كهربائياًبمجرد تعريضها للشمس. يشير فيه إلى أن هذا
الاختراع يشتمل على لوحة من سلفات الثاليوم ( Thallium Sulfate ) تحوٌل الصورة الى إشارات كهربائية . وما الخلايا الشمسية , ( solar cells ) المعروفة اليوم , واللوحات الشمسية ( solar panels ) التي تجهٌز بها محطات البث في المناطق النائية إلا ضرب من وسائل تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية كتلك التي فكر بها العالم كامل الصباح
ومن بعض هاتيك الاختراعات
وفاته
قيل الكثير في وفاته وأسبابها. ويبدو من رسالة له إلى عائلته، قبيل وفاته بيومين، ومؤرخة في 1935 إشارة إلى ذلك فكتب قائلاً “إنني / أجتاز الآن مرحلة صعبة وخطرة، أسأل الله أن ينجيني منها؛ فادعوا لي لأن دعاءكم ورضاكم قد يخلصانني من أعداء ألدِّاء يكيدون لي دائماً، ويسعون لزحزحتي من طريقهم”.
تمثاله
يقول الفنان شربل فارس: تمّ إنشاء تمثال يليق بصاحبه يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار و 75 سنتيمتراً بقطر يصل إلى حدود المتر المربّع، في ما يبلغ وزنه نحو ألف كيلوغرام من البرونز المعتّق المطعّم بمادة البلاتين ويتميز النصب الجديد القائم عند المدخل الشمالي لمدينة النبطية بتمثيله بطريقة أوضح للصورة المتداولة « التي عرف الناس بها في العالم المخترع اللبناني، والتي ارتبطت باختراعاته التي بلغت أصداؤها العالم كله »♦
مصادر الدراسة:
• جريدة النهار: نهاريات، مقال لتوفيق يوسف عواد موقع باسم “ حماد” ، 1930/5/29
• رسائل الصباح لوالديه وبعض أصدقائه وأساتذته: بين عامي 1928 و 1935.
• سعيد الصباح« حسن كامل الصباح عالم من بلادي »
• د. عباس وهبي: الفيلسوف العبقري حسن كامل الصباح، دار الجنوب للطباعة، ط 2004,1
• لجنة الصباح الوطنية : « لعالم المخترع حسن كامل الصباح » .
• مجلة “ تاريخ العرب والعالم” العالم والمخترع حسن كامل الصباح، العدد 147 ، كانون الثاني/شباط/ 1994. ص. 139 - 150
• مجلة المقتطف: رسالة من الصباح إلى د. فؤاد صروف، المجلد 76 ، العدد 5، أيار 1930» .
• يوسف مروة : كامل الصباح عبقري من بلادي ».
“فتى النور”: درس تطبيقي في مادة اللغة العربية
♦ لمرحلة: الثانوية العامة.
♦ الموضوع: مقاربة منهجية لتحليل مقالة “فتى النور.”
♦ المحور: القيم الوطنية.
♦ المجال : شفوي وكتابي.
♦ مدة الدرس: حصتان ( 100 دقيقة )
♦ الأهداف السلوكية:
- يتعرف المتعلم إلى عبقري من وطنه.
- يعبر عن اعتزاره بوطنه لبنان.
- أن يعرِف معنى المواطنة.
- أن يعكس حبه لوطنه التزاماً بأنظمته المرعية.
♦ الأهداف التعليمية:
- يتمكن المتعلم عند نهاية الدرس من أن:
- يقرأ النص قراءة منهجية.
- يجيب عن أسئلة مرتبطة بالنص.
- يفسر معاني مفرداته وتراكيبه اللغوية.
- الاستراتيجية التعليمية: الحضّ على الفهم النقاش الموجه/ العصف الذهني.
- الوسائل: لوحة تمثل إحدى براءات الاختراع صورة للصبّاح وأخرى لتمثاله/ نص “فتى النور” /اللوح والطبشور.
فتى النور
بين عامَي 1895 و 1935 خطّ الفتى حسن، كامل اسمه في سجل الخالدين بأقلام الصباح، فسرى ومضة نور في سلك الحياة ، واختزن أشعة الشمس في خلاياه العقلية فصيرها قوة كهرباء، ومدّ جسده الناحل جسرًا لردم الهوة بين المسافات، فالتقى الناس صوتًا وصورة عبر الفضاء، حتى غدا حسن كامل الصباح عبقرياً من بلادي ولم يبلغ بعد الأربعين من عمره. بدت عليه ملامح العبقرية وهو لم يزل حدثًا، فقد كان الصباح يتسلل من منزله إلى منطقة الرويس في النبطية ليراقب السماء في المساء، ويلاحظ حركة النجوم فيها ويتساءل : « لِمَ لا تتصادم النجوم في السماء ؟ » وحمل سؤاله همّا على عاتقه، باحثًا عن إجابة تشفي نهم العبقرية في ذاته الوثابة، وعندما لم يجد من يجيبه، راح يبحث في الكتب كعاشق يبحث في رسائل المحبين عن سطور تليق بمن يحب. آمن الصبّاح بالتقدم العلمي سبيلاً لخلاص الوطن والأمة من نير الأزمنة ومخلفاتها، وفي هذا الصدد قال: “إن التقدم العلمي يشفي النفس العربية من الجراثيم”، وبذلك يشير تعيينًا لا تضمينًا إلى ما عانته بلادنا من آثار الاستعمار. لكن الصباح ككثيرين غيره لم يُعرفوا الا بعد رحيلهم، وفي هذا الصدد كتب الأديب توفيق يوسف عواد في صحيفة النهار عام 19٣5 : “حسن الصباح، اسم كان غريبًا عن كل أذن في بلاده، وكان ملء الآذان في اميركا... وليس هو الوحيد الذي حجبته الحياة عنا وأظهره الموت.” وفي سياق متصل كتب الشاعر إيليا أبو ماضي:
فتّح الموت حين أغمض عينيه عيون الورى على حسناته
هكذا هو لبناننا، منبت للعباقرة، وموئل للأدباء، ومن حقهم علينا تعظيم انجازاتهم، ورفع راياتهم، وإحياء مناسباتهم. لقد احترمونا في حياتهم فلنحترمهم في مماتهم!
قبل بدء الحصة التعليمية:
ضمن إطار النشاطات اللاصفية، نقترح قيام تلامذة المرحلة بزيارة إلى تمثال العالم حسن كامل الصباح وضريحه في مدينة النبطية، والاطلاع على اختراعاته.
سير النشاط التعليمي:
التمهيد: (10 د )
• يعرض المعلم ثلاث صور معاً: صورة لإحدى براءات اختراع الصبّاح، وأخرى له، وثالثة لتمثاله.
• يهدف النشاط التمهيدي إلى أن يعبّرِ المتعلمون عما يرونه بلغة سليمة.
الاكتشاف: (15 د )
• يطلب المعلم الربط بين الصور الثلاث لاستقراء موضوع الحصة التعليمية ويسأل:
• لمن تقام التماثيل في الأوطان؟
• من يذكر اسم شارع في مدينته أو في لبنان تيمناً بأحد الاشخاص؟
• هل أن شخصيتنا (موضوع الدرس) هي شخصية أدبية أم علمية ولماذا؟
• كيف تعبر عن اعتزازك بعباقرة وطنك؟
• ما هي المواطنة؟ وكيف يعبر الفرد عن حبه لوطنه؟
مقاربة النص: ( 20 د )
• يقرأ المتعلمون النص قراءة صامتة ويتشارك كل اثنين في شرح معانيه، وتأشير المفردات الصعبة.
• يطرح المعلم أسئلة لملاحظة الفهم الاجمالي لموضوع النص. وسام مقلّد يقرأ المعلم النص قراءة جهرية نموذجية.
• يقرأ بعض المتعلمين النص قراءة جهرية تفسيرية.
• يسأل المعلم عن معاني بعض المفردات: سرى(السائر ليلاً)/الناحل (ضعيف البنية)/ ردم الهوة (إزالة الفجوة)/ عاتقه (بمعنى المسؤولية)/ نهم (العطش أو الجوع الشديدان) الورى (الناس)...
النقاش: ( 35د )
• ما الذي يدل على أن ملامح العبقرية قد ظهرت مبكرة عند الصباح؟ ( سؤاله: لماذا لا تتصادم النجوم بعضها ببعض؟).
• فسّر قول الصبّاح: ان التقدم العلمي يشفي النفس العربية من الجراثيم.( العلاقة الطردية بين التعلم والسمو الخلقي...).
• ما هي الآثار التي يتركها الاستعمار في البلدان المستعمرة؟( التخلف / الأمية/ الجهل ...).
• ما هو النقد الذي قدمه كل من الأديب توفيق عواد والشاعر أبو ماضي في التعامل مع العباقرة .
• ماذا تقترح أنت لتكريم العباقرة في وطنك؟ وهل تفضل تكريمهم وهم أحياء أم وهم أموات؟ ولماذا؟
الدلالات والمفاهيم: ( 10 د )
بنية النص : يمكن أن يطلب المعلم وضع عنوان رديف للنص، وعنوانٍ لكل فقرة من فقراته:
• العنوان الرديف: مخترع من بلادي / عبقري من وطني الخ.....
• عنوان للفقرة الأولى: مولد النور....
• للثانية: ملامح العبقرية ...
• للثالثة: الخلاص بالعلم...
• للرابعة: الموت يحيي ...
• للخامسة: حق العبقري.
أسلوب الكتابة: ( 10 د )
علل قلة الصور البيانية في النص.(مقالة اجتماعية)
ما نوع النص ونمطه وأسلوبه. قدم الدليل .(مقالة/ برهاني/ تواصلي إبلاغي).
التقييم:
يطلب المعلم كتابة موضوع عن عبقري من لبنان يضمنه معاني الانتماء للوطن تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
أبعد من النص:
بين عامي 1883 و 1932 جبر القدر كسر النهضة بخليل الكلمة الحالمة، بعد أن أشعل فينا “عواصف” اجتاحت العيون بعد القلوب، وأعلن فينا “تمرد الأرواح” على مذبح الأحزان، ، حتى غدا جبران خليل جبران نابغة من بلادي، ولم “يكسر أجنحة” العمر الا قصر السنين الثماني والأربعين. حقاً إنها مفارقة قدرية تلك التي جعلت الصبّاح وجبران يولدان عند نهايات العام 1800 ويغادران مطلع العام 19٣0 وفي العشر الأوائل من شهر نيسان. يطلب المعلم إجراء بحث مقارن بين العالم حسن كامل الصباح والأديب جبران خليل جبران. خاتمة:إن أساتذتنا الكرام وخبراتهم التعليمية كفيلة بإغناء الحصة بالكثير المفيد، والذي أسلفناه يشكل رؤية تعليمية واحدة ليس إلا ♦