الفنان جوزيف فالوغي في سطور
الفنان جوزيف فالوغي في سطور
ف بكفيا، البلدة الجَبَليّة المتنيّة، وُلد جوزيف فالوغي عام 1950 . درس أصول فنّ الرسم والتصوير في مَعهَد الفنون الجميلة. تخرّج عام 1977 بعد أن قدّم أطروحة تناوَلَت فنّ عُمر أُنسي البَيروتيّ المَولِد والذي يعتبر من أهم وألمع رسّامي النهضة الفنية اللبنانية إن على صعيد الزيتيات أو المائيات. ولا بدّ من الإشارة إلى أن ألأُنسي، قد أُعجب بانطباعية (impressionisme) استاذه الأول خليل الصليبي، فالقرية اللبنانية، بطبيعتها، وعاداتها وتقاليدها ووجوه أهلها شكَّلَت مَصدَر الوحي والإلهام لجميع الفنانين.
أما لماذا اختار الفالوغي عُمَر أُنسي؟ فربما لمدى تأثير هذا المبدع على نفسه.
والجدير بالذكر أن الفنان فالوغي عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين. له أربعة معارض فردية أهمّها (Interférence) ٣٤ زيتية (huile sur canevas) اخترنا من بينها لوحة “حَصاد”، التي استطاع , الرسّام من خلالِها، أن يعبّرِ بواسطة الألوان والخطوط عن إيمانه الراسخ باستحالة فَصل الإنسان عن الطبيعة. لسنا هنا في مجال “الفن من أجل الفن” بل في مجال “الفن الرسالة”. الطبيعة جميلة واللون الأصفر الذهبيّ يذكّرنا باللقاء بين “الثعلب والأمير الصغير” في كتاب “ سانت إكزوبري (Saint Exupéry ) .قال الثعلب للأمير : “انظر إلى حقول القمح! أنا لا أستطيع أكل الخبز، والقمح لا يعني لي شيئًا. شعرُك ذهبيّ اللّون. فإذا قبِلتَ دعوتي وأصبحتَ صديقي، سأذكرُك كلّما سمِعتُ صوت الريح بين السنابل الصفراء. وهذا رائع!”
وفي اللوحة، يلتقي الأصفر القمحيّ بالأحمر الأرجوانيّ الملطّخ بالأبيض والممزوج بالبنّي الفاتِح حينًا والغامق حينًا آخر. ثمّ كحّل الرسّام لوحَته بالأزرق والأسوَد. فالأشكال في “حَصاد” ليست هندسية. لِذا تبقى ريشة الفالوغي تترنّحَّ بين الانطباعية والتكعيبية (cubisme) لِترتاح بين أتباع الفنّ التجريدي (art abstrait) وهو المَذهَب المؤمِن بقُدرة الخطوط والألوان على التعبير عن مختلف العواطف والمعاني. الخطوط غير منتظمة والألوان ليست كما جَعَلها الخالِق! فمنهج ريشة الفنان التجريدي هو الحرية ومنطِق الخطوط هو الانفلات من القيود. فقطّع الرسّام سَلاسِلَ الكلاسيكية وقيودها، وأطلَق العنان لريشته، تسير على هواها حرَّةً طليقة! ولكن التجريد عنده بقي بعيدًا عن الغوغائية.
هو صيف لبنان. الحرّ شديد والسنابل تتمايل وتتماوج في أعالي الجبال، مثقَلةً بالحبوب. فهل يستطيع الإنسان أن يُشيحَ بنظره عن هذا الجمال؟ اللوحة تدعونا للتأمّل والاتّحاد بالطبيعة، واستحضار موسم الحَصاد والخير والبركة. ولكن الأرض بحاجة إلى تعَب الفلاح وكِفاح الزارع لكي تَطيب الغِلال. لوحة “حَصاد” تدعونا إلى وقفة تأمّل وذكريات! نحن الذين نَدور في دوّامة العَولمة، الغارِقون في عالم التِكنولوجيا، نشعر بحَنين إلى القرية الهادئة علّهَا توفّرِ لنا الاطمئنان وراحة البال.
"المجلة التربوية” تتمنى للرسّام فالوغي الذي يشق دَربَه نحو النجاح أن “يحصِد” الجوائز كالفنانين التجريديين الذين سبقوه.
رئيسة التحرير