كأنه يعود الى بيته عبر الفرنسية

د. هنري عويس مدير معهد الترجمة الجامعة اليسوعيةكأنه يعود الى بيته
عبر الفرنسية!

 

 

لعلّه البحر، وبالتحديد الأبيض المتوسط يزور لبنان بمراكبه وأشرعته، ويُفرغ من عنابرها إلى البضائع وخَيرات الدنيا لغات سرعان ما تنتشر على اليابسة. أو لعلّها الجبال، وبالتحديد قممها تلفحها الريح أو تداعبها النسمات وتسمعها من الألسن ما لذّ وطاب. واللبناني ساكن هذه الأرض أو مستأذنها لفترة قصيرة، يحلو له أن يتواصل والناس، كلّ الناس، باللّغات على تنوّعها، وهو بالطبع لا يرتكب خيانة أو يرتدي قناع الجاسوسيّة إن استقبل لغات الدنيا، أو حلّ ضيفًا عليها، وهو على مرّ العصور والأزمنة يستعملها في تعامله اليومي، ويبلغ بها حدّ السموّ فيرسلها شعرًا أين منه ضفائر الصبايا أو عيون الحور.
 

وأدباء لبنان وشعراؤه الناطقون بلغات الدنيا1 زيّنوا اللغات التي استضافتهم بألف وردة ووردة وأخبروها ألف حلم وليلة. وهم نقلوا إليها مذاقًا ومكوّنات جديدة فحقّقوا حلم اللّغات من خلال التفاعل في ما بينها بصيغة فريدة من الاختلاط، من غير أن تفقد الواحدة منها خصوصيّتها وفرادتها. والأسماء في هذا المجال كثيرة ولم تتوقّف عن التدفّق، ولعلّ تسليط الضوء على واحد منها، يؤكّد على هذا الواقع المشرِق. فجودت حيدر (2006-1905) ابن بعلبك والسهل والجبل والبحر استهوته الإنكليزيّة، ولا شكّ في انّه استهواها، فتدلّلت عليه ثمّ استسلمت له ليكتب فيها نصوصًا تستأهل أن تنعس العيون أمامها في مثل غفوة مستسلمة لرحلة جميلة ساكنة. وقد أحبّت ابنته2 قبل أن تبلّل عينيها بلغته العربيّة أن تنقله إلى الفرنسيّة عن إنكليزيّة اْتقنها وارتاح في مسالكها وطرائقها فعهدت لمدرسة الترجمة بيروت3  / جامعة القديس يوسف بهذه المهمّة الشيّقة، فتلقّفت النصوص صبيّتان4  بعمر القصائد وانطلقتا في رحلة من الولايات المتحدة إلى باريس وأسمح لنفسي بأن أترك للقارئ أن يُكمل الرحلة إما مباشرة من أميركا، أو من طريق باريس إلى العربيّة بيته، ولا ندري في نهاية المطاف أيّ بيت يسكنه هؤلاء الذين تُفتَح كلّ بيوت الأرض أمامهم أو إن هم هجروا أصلاً بيوتهم!

ولعلّ النموذجين يفتحان الشهيّة للمزيد الدسم الآتي قريبًا في طبعة إنكليزيّة فرنسيّة قد تواكبهما عربيّة في ثلاثيّة لغويّة ليست غريبة عن ثلاثيّة إيماننا الموحّد.

 

1- يكفي ان نذكر منهم جورج شحادة، ناديا تويني، صلاح ستيتيّه، أمين معلوف بالفرنسيّة، وجبران والريحاني بالإنكليزيّة، وغيرهم بالبرتغاليّة والاسبانيّة الخ...
2-  السيدة شاهينه حيدر عسيران.
3-  تأسّست المدرسة سنة 1980.
4- هما الآنستان ايما حلو وندى سليمان من خريجات المدرسة دفعة 2010.

 

كأنه يعود الى بيته عبر الفرنسية

د. هنري عويس مدير معهد الترجمة الجامعة اليسوعيةكأنه يعود الى بيته
عبر الفرنسية!

 

 

لعلّه البحر، وبالتحديد الأبيض المتوسط يزور لبنان بمراكبه وأشرعته، ويُفرغ من عنابرها إلى البضائع وخَيرات الدنيا لغات سرعان ما تنتشر على اليابسة. أو لعلّها الجبال، وبالتحديد قممها تلفحها الريح أو تداعبها النسمات وتسمعها من الألسن ما لذّ وطاب. واللبناني ساكن هذه الأرض أو مستأذنها لفترة قصيرة، يحلو له أن يتواصل والناس، كلّ الناس، باللّغات على تنوّعها، وهو بالطبع لا يرتكب خيانة أو يرتدي قناع الجاسوسيّة إن استقبل لغات الدنيا، أو حلّ ضيفًا عليها، وهو على مرّ العصور والأزمنة يستعملها في تعامله اليومي، ويبلغ بها حدّ السموّ فيرسلها شعرًا أين منه ضفائر الصبايا أو عيون الحور.
 

وأدباء لبنان وشعراؤه الناطقون بلغات الدنيا1 زيّنوا اللغات التي استضافتهم بألف وردة ووردة وأخبروها ألف حلم وليلة. وهم نقلوا إليها مذاقًا ومكوّنات جديدة فحقّقوا حلم اللّغات من خلال التفاعل في ما بينها بصيغة فريدة من الاختلاط، من غير أن تفقد الواحدة منها خصوصيّتها وفرادتها. والأسماء في هذا المجال كثيرة ولم تتوقّف عن التدفّق، ولعلّ تسليط الضوء على واحد منها، يؤكّد على هذا الواقع المشرِق. فجودت حيدر (2006-1905) ابن بعلبك والسهل والجبل والبحر استهوته الإنكليزيّة، ولا شكّ في انّه استهواها، فتدلّلت عليه ثمّ استسلمت له ليكتب فيها نصوصًا تستأهل أن تنعس العيون أمامها في مثل غفوة مستسلمة لرحلة جميلة ساكنة. وقد أحبّت ابنته2 قبل أن تبلّل عينيها بلغته العربيّة أن تنقله إلى الفرنسيّة عن إنكليزيّة اْتقنها وارتاح في مسالكها وطرائقها فعهدت لمدرسة الترجمة بيروت3  / جامعة القديس يوسف بهذه المهمّة الشيّقة، فتلقّفت النصوص صبيّتان4  بعمر القصائد وانطلقتا في رحلة من الولايات المتحدة إلى باريس وأسمح لنفسي بأن أترك للقارئ أن يُكمل الرحلة إما مباشرة من أميركا، أو من طريق باريس إلى العربيّة بيته، ولا ندري في نهاية المطاف أيّ بيت يسكنه هؤلاء الذين تُفتَح كلّ بيوت الأرض أمامهم أو إن هم هجروا أصلاً بيوتهم!

ولعلّ النموذجين يفتحان الشهيّة للمزيد الدسم الآتي قريبًا في طبعة إنكليزيّة فرنسيّة قد تواكبهما عربيّة في ثلاثيّة لغويّة ليست غريبة عن ثلاثيّة إيماننا الموحّد.

 

1- يكفي ان نذكر منهم جورج شحادة، ناديا تويني، صلاح ستيتيّه، أمين معلوف بالفرنسيّة، وجبران والريحاني بالإنكليزيّة، وغيرهم بالبرتغاليّة والاسبانيّة الخ...
2-  السيدة شاهينه حيدر عسيران.
3-  تأسّست المدرسة سنة 1980.
4- هما الآنستان ايما حلو وندى سليمان من خريجات المدرسة دفعة 2010.

 

كأنه يعود الى بيته عبر الفرنسية

د. هنري عويس مدير معهد الترجمة الجامعة اليسوعيةكأنه يعود الى بيته
عبر الفرنسية!

 

 

لعلّه البحر، وبالتحديد الأبيض المتوسط يزور لبنان بمراكبه وأشرعته، ويُفرغ من عنابرها إلى البضائع وخَيرات الدنيا لغات سرعان ما تنتشر على اليابسة. أو لعلّها الجبال، وبالتحديد قممها تلفحها الريح أو تداعبها النسمات وتسمعها من الألسن ما لذّ وطاب. واللبناني ساكن هذه الأرض أو مستأذنها لفترة قصيرة، يحلو له أن يتواصل والناس، كلّ الناس، باللّغات على تنوّعها، وهو بالطبع لا يرتكب خيانة أو يرتدي قناع الجاسوسيّة إن استقبل لغات الدنيا، أو حلّ ضيفًا عليها، وهو على مرّ العصور والأزمنة يستعملها في تعامله اليومي، ويبلغ بها حدّ السموّ فيرسلها شعرًا أين منه ضفائر الصبايا أو عيون الحور.
 

وأدباء لبنان وشعراؤه الناطقون بلغات الدنيا1 زيّنوا اللغات التي استضافتهم بألف وردة ووردة وأخبروها ألف حلم وليلة. وهم نقلوا إليها مذاقًا ومكوّنات جديدة فحقّقوا حلم اللّغات من خلال التفاعل في ما بينها بصيغة فريدة من الاختلاط، من غير أن تفقد الواحدة منها خصوصيّتها وفرادتها. والأسماء في هذا المجال كثيرة ولم تتوقّف عن التدفّق، ولعلّ تسليط الضوء على واحد منها، يؤكّد على هذا الواقع المشرِق. فجودت حيدر (2006-1905) ابن بعلبك والسهل والجبل والبحر استهوته الإنكليزيّة، ولا شكّ في انّه استهواها، فتدلّلت عليه ثمّ استسلمت له ليكتب فيها نصوصًا تستأهل أن تنعس العيون أمامها في مثل غفوة مستسلمة لرحلة جميلة ساكنة. وقد أحبّت ابنته2 قبل أن تبلّل عينيها بلغته العربيّة أن تنقله إلى الفرنسيّة عن إنكليزيّة اْتقنها وارتاح في مسالكها وطرائقها فعهدت لمدرسة الترجمة بيروت3  / جامعة القديس يوسف بهذه المهمّة الشيّقة، فتلقّفت النصوص صبيّتان4  بعمر القصائد وانطلقتا في رحلة من الولايات المتحدة إلى باريس وأسمح لنفسي بأن أترك للقارئ أن يُكمل الرحلة إما مباشرة من أميركا، أو من طريق باريس إلى العربيّة بيته، ولا ندري في نهاية المطاف أيّ بيت يسكنه هؤلاء الذين تُفتَح كلّ بيوت الأرض أمامهم أو إن هم هجروا أصلاً بيوتهم!

ولعلّ النموذجين يفتحان الشهيّة للمزيد الدسم الآتي قريبًا في طبعة إنكليزيّة فرنسيّة قد تواكبهما عربيّة في ثلاثيّة لغويّة ليست غريبة عن ثلاثيّة إيماننا الموحّد.

 

1- يكفي ان نذكر منهم جورج شحادة، ناديا تويني، صلاح ستيتيّه، أمين معلوف بالفرنسيّة، وجبران والريحاني بالإنكليزيّة، وغيرهم بالبرتغاليّة والاسبانيّة الخ...
2-  السيدة شاهينه حيدر عسيران.
3-  تأسّست المدرسة سنة 1980.
4- هما الآنستان ايما حلو وندى سليمان من خريجات المدرسة دفعة 2010.