درس تطبيقي: نصّ رواية طيور أيلول لإميلي نصر الله

وُلدت إميلي نصر لله سنة 1931 في كوكبا. بدأت دراستها في مدرسة الكفير الرسمية، ثم انتقلت الى الكلية الوطنية في الشويفات.

نالت الشهادة الثانوية من كلية بيروت للبنات، و انتقلت إلى الجامعة الأميركية فنالت بكالوريوس في الأدب.

مارست التعليم، و دخلت عالم الصحافة، فعملت في مجلّة "صوت المرأة" ثم في مجلّة"الصياد"، لكنها تفرّغت سنة 1970 لعائلتها و للكتابة الأدبية. من أهم رواياتها: "طيور أيلول"،"شجرة الدفلى"،"الباهرة"، "تلك الذكريات"،"الإقلاع عكس الزمن". و من أهم مجموعاتها القصصيّة :"جزيرة الوهم"،"الينبوع"،"محطات الرحيل"، "المرأة في 17 قصّة".

من أهم كتبها في فن السيرة "نساء رائدات".

ارتبطت القصة عند إميلي نصر لله بالواقع اللبناني، و تلوّنت باللون المحلّي، و سلكت دروب التحليل النفسي و الاجتماعي وصولاً إلى الذات البشرية في كل زمانٍ و مكان.

طيور أيلول

... في تلك الصبيحة الهادئة لبثتُ في فراشي.

كنت أصطنع النوم كيلا توقظني أمي من أحلامي.

هذه اللحظات المختصرة في الصباح هي أسعد أوقات نهاري، ففيها أطير من قفصي الأرضي، وأحلّقِ في أجواء دنيا بعيدة. كانت آفاق القرية تحدّ أحلامي وأفكاري، وتقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي، فأسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون، وتحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني في تلك اللحظة. تذكّرت أن أخي يحزم حقائبه استعدادًا للذهاب الى المدرسة. لماذا؟

لماذا سمحوا له بأن يطير، هكذا، ومن دون سؤال؟

لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة، أدوس آمالي، وأفرّغ طموحي بقدميّ، أمسح به أرض الغرفة الضيّقة؟ كان ذلك اليوم أول أيام تشرين، بدأت فيه الغيوم الداكنة تتوّجِ ُالهضاب حول القرية، وراحت الأشجار في الكروم والبساتين تتعرّى من أوراقها.

تشرين؟

وشعرتُ بغصّة تعضّ صدري، وتتغلغل في حنايا نفسي. إن هذا الشعور يعاودني كلما لمحت الأوراق الصفراء تترنّح مغلوبة على أمرها، وتدوسها الأقدام.

أهذا مصيرنا يومًا؟

أطلّت الشمس مترددة من وراء حرمون، وغصّت نفسي بحزن صامت ناعم، وتهادى صوت أمي الى سمعي. لقد تعوّدتُ هذا الصوت في كل لحظات عمري.

أمي الطيبة الحلوة.

أسرعي يا منى، قبّلي سميًرا، أنسيتِ أنه ذاهب إلى المدرسة؟

لا، لم أنسَ. نسيت كلّ شيء إلاّ ذلك. كنت أتمنّى لو أرافقه الى المدرسة الكبيرة، حيث أغرق في بحار أحلامي، أُشبع نهمًا يأكل قلبي، ومجاعة تنهش أعصابي.

إلاّ أن أسوارًا عالية متينة من تقاليد ومفاهيم وأقاويل كانت تحول دون ذلك

"علّموها بتخسروها !"صورة لطيور السنونو المهاجرة

هذا ما كانت تردّده "حنّة" على مسمع أمي في كل صباح. وحتى "مرسال"، أحبّ صديقاتي إليّ. فغرت فاها حين جلست أحدّثها عن طموحي.

ولكن، ماذا يقول الناس؟!! تذهبين إلى المدينة، وتعيشين فيها وحدك مثل الشباب؟ إنّك، ولا شك، تمزحين يا منى !

ولم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟

... ووصلت"مرسال" في تلك اللحظة: "لم أشأ أن أسبقك، يا منى، فجئت أرافقك من هنا".

ثم اقتربت تهمس في أذني: "راجي سيقطف الكرم اليوم ... لا تؤاخذي صراحتي، أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي ... أحبه يا منى، أحبّه. إنه يزرع أيامي بالأحلام الوردية. الأحلام فقط يا منى، فأنا لا أقدر على أن أحدّثه، أو أبادله الكلام. أنت تعرفين قساوة أبي"

وتنهّدت"مرسال"  ثم تابعت: "أنا خائفة، أخشى أن تنتهي هذه اللحظات الهانئة يا منى. إنّ راجي هو الأمل النضر الذي يشدّني الى الحياة ويدفعني لأطوي الأيام الرتيبة، ألوّنها بالشعاعات الدافئة التي يبثها وجوده ... لم أكلّمه مرّة. لذلك لا أعرف حقيقة مشاعره نحوي. فأنا أرهن حياتي من أجل لحظة واحدة ألقاه فيها."

إميلي نصر لله

 

أنيس عبد الحق مقرّرِ لجنة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة لغة عربيّةَطيور ايلول - إميلي نصر الله

الهدف التعلّمي: دراسة الشخصية

المحور: بناء الشخصية: قيود وآفاق

 المستوى: المتوسط (الأساسي التاسع)

المدة: حصة واحدة

الوسائل التعليمية:نصّ من رواية "طيور أيلول" لإميلي نصر ألله

خطوات سير الدرس

  1. قراءة التلامذة “إميلي نصر لله في سطور” قراءة صامتة.
  • يُسأل التلامذة: ما اللافت في سيرة إميلي نصر لله؟
  1. يمهّد المعلّم(ة) للنصّ بلمحة سريعة عن رواية “طيور أيلول” لإثارة اهتمام التلامذة.
  • هي، كما يقول عنها "سعيد عقل" حكاية قرية من قرانا  الأرض فيها تعيش وتتألم كامرأة تحب"
  • وهي،عند “ميخائيل نعيمة”،"معرض فنّي للقرية اللبنانيّة في  شتّى مظاهرها".
  • وهي، عند الأديبة العربيّة “أمينة السعيد”، “قصّة الشباب بطموحه وآماله، والشيخوخة برضاها واستسلامها”.ومن يطالع “طيور أيلول” يدرك أنّها سيرة ذاتية لإميلي نصرلله التي عانت مشاكل القرية وهمومها، وظلم أهلها وتخلّفهم، فواجهت بالتمرّد حينًا، وبالغضب الواعي المتزن حينًا آخر.
  1. قراءة التلامذة النصّ “طيور أيلول” قراءة صامتة.
  • تُطرح على التلامذة، بعد القراءة الصامتة، الأسئلة الآتية:
    • النص قصّة. أين جرت أحداثها؟
    • ما هي الشخصيات الواردة في القصّة؟
    • ما الذي أثار اهتمامك في هذه القصّة؟
  1. يشرح المعلم(ة) معنى "دراسة الشخصية": "دراسة الشخصية" تعني تبيّن الصفات الملازمة لشخصيّة في النصّ، فقد تكون واعية أو قصيرة النظر؛ وقد تكون متمرّدة أو مستسلمة، طيبة القلب ودودة، أو حاقدة لئيمة، عصبيّة المزاج أو هادئة متّزنة ...
  2. يطلب المعلم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) أن يذكر صفة من صفات رفيق له في الصف.
  3. يكتب المعلّم على اللوح مرتكزات دراسة الشخصية ويشرحها:
  •  أقوال الشخصية في كلامها على نفسها أو على غيرها، أو في حوارها مع شخصية أخرى.
  •  أفعال هذه الشخصية
  •  ما يُقال في النصّ عن هذه الشخصيّة، بشرط أن يتفق ذلك مع أقوال الشخصيّة وأفعالها التي ترسم صفاتها الملازمة.
  •  استنتاج الصفات الملائمة من خلال الأقوال والأفعال.
  •  صياغة ما يستنتج، وربط كُلّ صفة بما يؤكدها من الأفعال والأقوال.
  1. يطلب المعلّم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) قراءة النصّ قراءة جهريّة بليغة، ويتوقف التلامذة، بمساعدة المعلّم(ة) لرصد التعابير التي يمكن من خلالها استنتاج الصفات التي تتميّز بها"منى"  وكتابتها على اللوح مع دلالاتها:
  الصفات المرصودات الشخصية
 

- طموحة

- طموحة

- طموحة

- تطموحة

- مسايرة للواقع، منصاعة له

- متمرّدة

- متمرّدة

- حسّاسة، مرهفة المشاعر

- حساسة

- حنون

- طموحة

- طموحة

- واعية ومتمرّدة

-طموحة

- متحرّرة

- قويّة وذكيّة

 

- محبوبة، لطيفة المعشر

- أطير من قفصي الأرضي

- أحلّق في أجواء دنيا بعيدة

- آفاق القرية تحدّ أحلامي و أفكاري

- تقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي

- أسير كما يشاؤون، و أفعل ما يريدون

- تحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني

- لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة؟

- شعرتُ بغصّة تعضّ صدري

- غصّت نفسي بحزن صامت

- أمي الطيبة الحلوة

- كنت أتمنّى لو أرافقه إلى المدرسة

- أُشبع نهمًا يأكل قلبي

- إنّ أسوارًا عالية من التقاليد ... تحول دون ذلك

- أحدّثها عن طموحي

- تذهبين إلى المدينة، و تعيشين فيها وحدك مثل الشباب

- لم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، و تنطق بألسنتهم؟

 

- أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي

- منى

 

  1. صياغة التلامذة ما استُنتج من صفات بمساعدة المعلّمِ)ة(، وكتابته على اللوح:
  • تبدو منى في هذه القصّة إنسانة طموحة، فقد l تمنّت أن تطير من قفصها وتحلّق في الفضاء بعيدًا عن القرية التي تخنق أحلامها وأفكارها. وقد بدا طموحها واضحًا في حنينها إلى مرافقة أخيها إلى المدرسة لتشبع نهمًا في قلبها.صورة لطيور وهي تطير
  • وهي تملك شخصية متحرّرة، ترفض تقاليد l القرية القاسية التي تميّز الصبي من البنت، فتفتح له الآفاق، وتغلقها في وجهها. وما العيب في أن تعيش في المدينة وحدها؟
  • ومنى قويّة الشخصيّة، ذكيّة، لم تستطع القرية أن تزرع في نفسها ما نجحت في غرسه في نفس صديقتها “مرسال” (كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟).
  • وهي تعيش حالة من التمرّد الداخلي على الواقع، فتشعر دائمًا بثورة “تجتاح كيانها” كي تخرج من "الجدران l الضيّقة" و"الأسوار العالية من التقاليد" إلاّ أن حالة التمرّد بقيت صامتة، فلم تتجسّد فعلاً يغيّر الواقع، فاستسلمت بغصّة (أسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون).
  • وقد جمعت منى في شخصيّتها، إلى الطموح والتحرّر والقوّة والتمرد والذكاء، الحسّ المرهف والهدوء الموجع l اللذين أخرسا تمرّدها، فعاشت"غصة” دائمة " "تعضّ صدرها".
  • ومنى، تحتضن في شخصيّتها حنانًا أنثويّاً عذبًا، يطفئ في لحظة واحدة كلّ تمرّد وثورة: تنسى كل أحزانها عند سماع صوت أمها تناديها لتودّع أخاها المنطلق إلى عالم المدرسة، فتهتف: "تهادى صوت أمي إلى سمعي ..أمّي الطيّبة الحلوة". وعلى الرغم من هذه الشخصية التي تضجّ بالثورة والتمرّد، فإنّها ودودة لطيفة، وصديقة وفيّة، تفتح قلبها حتى للتي l تختلف عنها في رؤيتها وتفاعلها مع مظاهر التخلّف في قريتها، فأمست موطن أسرار "مرسال" التي ما فتحت قلبها إلاّ لمنى، فاستغاثت بها تزرع الأمل في نفسها وهي في خضم الخوف والحيرة والضياع.
  1. يسأل المعلم(ة): كيف تبدو شخصية “مرسال” في القصّة؟
  2. يطلب المعلم(ة) إلى التلامذة قراءة رواية "الإقلاع عكس الزمن" لإميلي نصر لله وعرض مضمونها شفهيّاً في الصفّ بعد أسبوعين.صورة لطيور النورس

درس تطبيقي: نصّ رواية طيور أيلول لإميلي نصر الله

وُلدت إميلي نصر لله سنة 1931 في كوكبا. بدأت دراستها في مدرسة الكفير الرسمية، ثم انتقلت الى الكلية الوطنية في الشويفات.

نالت الشهادة الثانوية من كلية بيروت للبنات، و انتقلت إلى الجامعة الأميركية فنالت بكالوريوس في الأدب.

مارست التعليم، و دخلت عالم الصحافة، فعملت في مجلّة "صوت المرأة" ثم في مجلّة"الصياد"، لكنها تفرّغت سنة 1970 لعائلتها و للكتابة الأدبية. من أهم رواياتها: "طيور أيلول"،"شجرة الدفلى"،"الباهرة"، "تلك الذكريات"،"الإقلاع عكس الزمن". و من أهم مجموعاتها القصصيّة :"جزيرة الوهم"،"الينبوع"،"محطات الرحيل"، "المرأة في 17 قصّة".

من أهم كتبها في فن السيرة "نساء رائدات".

ارتبطت القصة عند إميلي نصر لله بالواقع اللبناني، و تلوّنت باللون المحلّي، و سلكت دروب التحليل النفسي و الاجتماعي وصولاً إلى الذات البشرية في كل زمانٍ و مكان.

طيور أيلول

... في تلك الصبيحة الهادئة لبثتُ في فراشي.

كنت أصطنع النوم كيلا توقظني أمي من أحلامي.

هذه اللحظات المختصرة في الصباح هي أسعد أوقات نهاري، ففيها أطير من قفصي الأرضي، وأحلّقِ في أجواء دنيا بعيدة. كانت آفاق القرية تحدّ أحلامي وأفكاري، وتقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي، فأسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون، وتحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني في تلك اللحظة. تذكّرت أن أخي يحزم حقائبه استعدادًا للذهاب الى المدرسة. لماذا؟

لماذا سمحوا له بأن يطير، هكذا، ومن دون سؤال؟

لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة، أدوس آمالي، وأفرّغ طموحي بقدميّ، أمسح به أرض الغرفة الضيّقة؟ كان ذلك اليوم أول أيام تشرين، بدأت فيه الغيوم الداكنة تتوّجِ ُالهضاب حول القرية، وراحت الأشجار في الكروم والبساتين تتعرّى من أوراقها.

تشرين؟

وشعرتُ بغصّة تعضّ صدري، وتتغلغل في حنايا نفسي. إن هذا الشعور يعاودني كلما لمحت الأوراق الصفراء تترنّح مغلوبة على أمرها، وتدوسها الأقدام.

أهذا مصيرنا يومًا؟

أطلّت الشمس مترددة من وراء حرمون، وغصّت نفسي بحزن صامت ناعم، وتهادى صوت أمي الى سمعي. لقد تعوّدتُ هذا الصوت في كل لحظات عمري.

أمي الطيبة الحلوة.

أسرعي يا منى، قبّلي سميًرا، أنسيتِ أنه ذاهب إلى المدرسة؟

لا، لم أنسَ. نسيت كلّ شيء إلاّ ذلك. كنت أتمنّى لو أرافقه الى المدرسة الكبيرة، حيث أغرق في بحار أحلامي، أُشبع نهمًا يأكل قلبي، ومجاعة تنهش أعصابي.

إلاّ أن أسوارًا عالية متينة من تقاليد ومفاهيم وأقاويل كانت تحول دون ذلك

"علّموها بتخسروها !"صورة لطيور السنونو المهاجرة

هذا ما كانت تردّده "حنّة" على مسمع أمي في كل صباح. وحتى "مرسال"، أحبّ صديقاتي إليّ. فغرت فاها حين جلست أحدّثها عن طموحي.

ولكن، ماذا يقول الناس؟!! تذهبين إلى المدينة، وتعيشين فيها وحدك مثل الشباب؟ إنّك، ولا شك، تمزحين يا منى !

ولم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟

... ووصلت"مرسال" في تلك اللحظة: "لم أشأ أن أسبقك، يا منى، فجئت أرافقك من هنا".

ثم اقتربت تهمس في أذني: "راجي سيقطف الكرم اليوم ... لا تؤاخذي صراحتي، أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي ... أحبه يا منى، أحبّه. إنه يزرع أيامي بالأحلام الوردية. الأحلام فقط يا منى، فأنا لا أقدر على أن أحدّثه، أو أبادله الكلام. أنت تعرفين قساوة أبي"

وتنهّدت"مرسال"  ثم تابعت: "أنا خائفة، أخشى أن تنتهي هذه اللحظات الهانئة يا منى. إنّ راجي هو الأمل النضر الذي يشدّني الى الحياة ويدفعني لأطوي الأيام الرتيبة، ألوّنها بالشعاعات الدافئة التي يبثها وجوده ... لم أكلّمه مرّة. لذلك لا أعرف حقيقة مشاعره نحوي. فأنا أرهن حياتي من أجل لحظة واحدة ألقاه فيها."

إميلي نصر لله

 

أنيس عبد الحق مقرّرِ لجنة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة لغة عربيّةَطيور ايلول - إميلي نصر الله

الهدف التعلّمي: دراسة الشخصية

المحور: بناء الشخصية: قيود وآفاق

 المستوى: المتوسط (الأساسي التاسع)

المدة: حصة واحدة

الوسائل التعليمية:نصّ من رواية "طيور أيلول" لإميلي نصر ألله

خطوات سير الدرس

  1. قراءة التلامذة “إميلي نصر لله في سطور” قراءة صامتة.
  • يُسأل التلامذة: ما اللافت في سيرة إميلي نصر لله؟
  1. يمهّد المعلّم(ة) للنصّ بلمحة سريعة عن رواية “طيور أيلول” لإثارة اهتمام التلامذة.
  • هي، كما يقول عنها "سعيد عقل" حكاية قرية من قرانا  الأرض فيها تعيش وتتألم كامرأة تحب"
  • وهي،عند “ميخائيل نعيمة”،"معرض فنّي للقرية اللبنانيّة في  شتّى مظاهرها".
  • وهي، عند الأديبة العربيّة “أمينة السعيد”، “قصّة الشباب بطموحه وآماله، والشيخوخة برضاها واستسلامها”.ومن يطالع “طيور أيلول” يدرك أنّها سيرة ذاتية لإميلي نصرلله التي عانت مشاكل القرية وهمومها، وظلم أهلها وتخلّفهم، فواجهت بالتمرّد حينًا، وبالغضب الواعي المتزن حينًا آخر.
  1. قراءة التلامذة النصّ “طيور أيلول” قراءة صامتة.
  • تُطرح على التلامذة، بعد القراءة الصامتة، الأسئلة الآتية:
    • النص قصّة. أين جرت أحداثها؟
    • ما هي الشخصيات الواردة في القصّة؟
    • ما الذي أثار اهتمامك في هذه القصّة؟
  1. يشرح المعلم(ة) معنى "دراسة الشخصية": "دراسة الشخصية" تعني تبيّن الصفات الملازمة لشخصيّة في النصّ، فقد تكون واعية أو قصيرة النظر؛ وقد تكون متمرّدة أو مستسلمة، طيبة القلب ودودة، أو حاقدة لئيمة، عصبيّة المزاج أو هادئة متّزنة ...
  2. يطلب المعلم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) أن يذكر صفة من صفات رفيق له في الصف.
  3. يكتب المعلّم على اللوح مرتكزات دراسة الشخصية ويشرحها:
  •  أقوال الشخصية في كلامها على نفسها أو على غيرها، أو في حوارها مع شخصية أخرى.
  •  أفعال هذه الشخصية
  •  ما يُقال في النصّ عن هذه الشخصيّة، بشرط أن يتفق ذلك مع أقوال الشخصيّة وأفعالها التي ترسم صفاتها الملازمة.
  •  استنتاج الصفات الملائمة من خلال الأقوال والأفعال.
  •  صياغة ما يستنتج، وربط كُلّ صفة بما يؤكدها من الأفعال والأقوال.
  1. يطلب المعلّم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) قراءة النصّ قراءة جهريّة بليغة، ويتوقف التلامذة، بمساعدة المعلّم(ة) لرصد التعابير التي يمكن من خلالها استنتاج الصفات التي تتميّز بها"منى"  وكتابتها على اللوح مع دلالاتها:
  الصفات المرصودات الشخصية
 

- طموحة

- طموحة

- طموحة

- تطموحة

- مسايرة للواقع، منصاعة له

- متمرّدة

- متمرّدة

- حسّاسة، مرهفة المشاعر

- حساسة

- حنون

- طموحة

- طموحة

- واعية ومتمرّدة

-طموحة

- متحرّرة

- قويّة وذكيّة

 

- محبوبة، لطيفة المعشر

- أطير من قفصي الأرضي

- أحلّق في أجواء دنيا بعيدة

- آفاق القرية تحدّ أحلامي و أفكاري

- تقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي

- أسير كما يشاؤون، و أفعل ما يريدون

- تحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني

- لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة؟

- شعرتُ بغصّة تعضّ صدري

- غصّت نفسي بحزن صامت

- أمي الطيبة الحلوة

- كنت أتمنّى لو أرافقه إلى المدرسة

- أُشبع نهمًا يأكل قلبي

- إنّ أسوارًا عالية من التقاليد ... تحول دون ذلك

- أحدّثها عن طموحي

- تذهبين إلى المدينة، و تعيشين فيها وحدك مثل الشباب

- لم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، و تنطق بألسنتهم؟

 

- أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي

- منى

 

  1. صياغة التلامذة ما استُنتج من صفات بمساعدة المعلّمِ)ة(، وكتابته على اللوح:
  • تبدو منى في هذه القصّة إنسانة طموحة، فقد l تمنّت أن تطير من قفصها وتحلّق في الفضاء بعيدًا عن القرية التي تخنق أحلامها وأفكارها. وقد بدا طموحها واضحًا في حنينها إلى مرافقة أخيها إلى المدرسة لتشبع نهمًا في قلبها.صورة لطيور وهي تطير
  • وهي تملك شخصية متحرّرة، ترفض تقاليد l القرية القاسية التي تميّز الصبي من البنت، فتفتح له الآفاق، وتغلقها في وجهها. وما العيب في أن تعيش في المدينة وحدها؟
  • ومنى قويّة الشخصيّة، ذكيّة، لم تستطع القرية أن تزرع في نفسها ما نجحت في غرسه في نفس صديقتها “مرسال” (كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟).
  • وهي تعيش حالة من التمرّد الداخلي على الواقع، فتشعر دائمًا بثورة “تجتاح كيانها” كي تخرج من "الجدران l الضيّقة" و"الأسوار العالية من التقاليد" إلاّ أن حالة التمرّد بقيت صامتة، فلم تتجسّد فعلاً يغيّر الواقع، فاستسلمت بغصّة (أسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون).
  • وقد جمعت منى في شخصيّتها، إلى الطموح والتحرّر والقوّة والتمرد والذكاء، الحسّ المرهف والهدوء الموجع l اللذين أخرسا تمرّدها، فعاشت"غصة” دائمة " "تعضّ صدرها".
  • ومنى، تحتضن في شخصيّتها حنانًا أنثويّاً عذبًا، يطفئ في لحظة واحدة كلّ تمرّد وثورة: تنسى كل أحزانها عند سماع صوت أمها تناديها لتودّع أخاها المنطلق إلى عالم المدرسة، فتهتف: "تهادى صوت أمي إلى سمعي ..أمّي الطيّبة الحلوة". وعلى الرغم من هذه الشخصية التي تضجّ بالثورة والتمرّد، فإنّها ودودة لطيفة، وصديقة وفيّة، تفتح قلبها حتى للتي l تختلف عنها في رؤيتها وتفاعلها مع مظاهر التخلّف في قريتها، فأمست موطن أسرار "مرسال" التي ما فتحت قلبها إلاّ لمنى، فاستغاثت بها تزرع الأمل في نفسها وهي في خضم الخوف والحيرة والضياع.
  1. يسأل المعلم(ة): كيف تبدو شخصية “مرسال” في القصّة؟
  2. يطلب المعلم(ة) إلى التلامذة قراءة رواية "الإقلاع عكس الزمن" لإميلي نصر لله وعرض مضمونها شفهيّاً في الصفّ بعد أسبوعين.صورة لطيور النورس

درس تطبيقي: نصّ رواية طيور أيلول لإميلي نصر الله

وُلدت إميلي نصر لله سنة 1931 في كوكبا. بدأت دراستها في مدرسة الكفير الرسمية، ثم انتقلت الى الكلية الوطنية في الشويفات.

نالت الشهادة الثانوية من كلية بيروت للبنات، و انتقلت إلى الجامعة الأميركية فنالت بكالوريوس في الأدب.

مارست التعليم، و دخلت عالم الصحافة، فعملت في مجلّة "صوت المرأة" ثم في مجلّة"الصياد"، لكنها تفرّغت سنة 1970 لعائلتها و للكتابة الأدبية. من أهم رواياتها: "طيور أيلول"،"شجرة الدفلى"،"الباهرة"، "تلك الذكريات"،"الإقلاع عكس الزمن". و من أهم مجموعاتها القصصيّة :"جزيرة الوهم"،"الينبوع"،"محطات الرحيل"، "المرأة في 17 قصّة".

من أهم كتبها في فن السيرة "نساء رائدات".

ارتبطت القصة عند إميلي نصر لله بالواقع اللبناني، و تلوّنت باللون المحلّي، و سلكت دروب التحليل النفسي و الاجتماعي وصولاً إلى الذات البشرية في كل زمانٍ و مكان.

طيور أيلول

... في تلك الصبيحة الهادئة لبثتُ في فراشي.

كنت أصطنع النوم كيلا توقظني أمي من أحلامي.

هذه اللحظات المختصرة في الصباح هي أسعد أوقات نهاري، ففيها أطير من قفصي الأرضي، وأحلّقِ في أجواء دنيا بعيدة. كانت آفاق القرية تحدّ أحلامي وأفكاري، وتقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي، فأسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون، وتحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني في تلك اللحظة. تذكّرت أن أخي يحزم حقائبه استعدادًا للذهاب الى المدرسة. لماذا؟

لماذا سمحوا له بأن يطير، هكذا، ومن دون سؤال؟

لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة، أدوس آمالي، وأفرّغ طموحي بقدميّ، أمسح به أرض الغرفة الضيّقة؟ كان ذلك اليوم أول أيام تشرين، بدأت فيه الغيوم الداكنة تتوّجِ ُالهضاب حول القرية، وراحت الأشجار في الكروم والبساتين تتعرّى من أوراقها.

تشرين؟

وشعرتُ بغصّة تعضّ صدري، وتتغلغل في حنايا نفسي. إن هذا الشعور يعاودني كلما لمحت الأوراق الصفراء تترنّح مغلوبة على أمرها، وتدوسها الأقدام.

أهذا مصيرنا يومًا؟

أطلّت الشمس مترددة من وراء حرمون، وغصّت نفسي بحزن صامت ناعم، وتهادى صوت أمي الى سمعي. لقد تعوّدتُ هذا الصوت في كل لحظات عمري.

أمي الطيبة الحلوة.

أسرعي يا منى، قبّلي سميًرا، أنسيتِ أنه ذاهب إلى المدرسة؟

لا، لم أنسَ. نسيت كلّ شيء إلاّ ذلك. كنت أتمنّى لو أرافقه الى المدرسة الكبيرة، حيث أغرق في بحار أحلامي، أُشبع نهمًا يأكل قلبي، ومجاعة تنهش أعصابي.

إلاّ أن أسوارًا عالية متينة من تقاليد ومفاهيم وأقاويل كانت تحول دون ذلك

"علّموها بتخسروها !"صورة لطيور السنونو المهاجرة

هذا ما كانت تردّده "حنّة" على مسمع أمي في كل صباح. وحتى "مرسال"، أحبّ صديقاتي إليّ. فغرت فاها حين جلست أحدّثها عن طموحي.

ولكن، ماذا يقول الناس؟!! تذهبين إلى المدينة، وتعيشين فيها وحدك مثل الشباب؟ إنّك، ولا شك، تمزحين يا منى !

ولم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟

... ووصلت"مرسال" في تلك اللحظة: "لم أشأ أن أسبقك، يا منى، فجئت أرافقك من هنا".

ثم اقتربت تهمس في أذني: "راجي سيقطف الكرم اليوم ... لا تؤاخذي صراحتي، أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي ... أحبه يا منى، أحبّه. إنه يزرع أيامي بالأحلام الوردية. الأحلام فقط يا منى، فأنا لا أقدر على أن أحدّثه، أو أبادله الكلام. أنت تعرفين قساوة أبي"

وتنهّدت"مرسال"  ثم تابعت: "أنا خائفة، أخشى أن تنتهي هذه اللحظات الهانئة يا منى. إنّ راجي هو الأمل النضر الذي يشدّني الى الحياة ويدفعني لأطوي الأيام الرتيبة، ألوّنها بالشعاعات الدافئة التي يبثها وجوده ... لم أكلّمه مرّة. لذلك لا أعرف حقيقة مشاعره نحوي. فأنا أرهن حياتي من أجل لحظة واحدة ألقاه فيها."

إميلي نصر لله

 

أنيس عبد الحق مقرّرِ لجنة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة لغة عربيّةَطيور ايلول - إميلي نصر الله

الهدف التعلّمي: دراسة الشخصية

المحور: بناء الشخصية: قيود وآفاق

 المستوى: المتوسط (الأساسي التاسع)

المدة: حصة واحدة

الوسائل التعليمية:نصّ من رواية "طيور أيلول" لإميلي نصر ألله

خطوات سير الدرس

  1. قراءة التلامذة “إميلي نصر لله في سطور” قراءة صامتة.
  • يُسأل التلامذة: ما اللافت في سيرة إميلي نصر لله؟
  1. يمهّد المعلّم(ة) للنصّ بلمحة سريعة عن رواية “طيور أيلول” لإثارة اهتمام التلامذة.
  • هي، كما يقول عنها "سعيد عقل" حكاية قرية من قرانا  الأرض فيها تعيش وتتألم كامرأة تحب"
  • وهي،عند “ميخائيل نعيمة”،"معرض فنّي للقرية اللبنانيّة في  شتّى مظاهرها".
  • وهي، عند الأديبة العربيّة “أمينة السعيد”، “قصّة الشباب بطموحه وآماله، والشيخوخة برضاها واستسلامها”.ومن يطالع “طيور أيلول” يدرك أنّها سيرة ذاتية لإميلي نصرلله التي عانت مشاكل القرية وهمومها، وظلم أهلها وتخلّفهم، فواجهت بالتمرّد حينًا، وبالغضب الواعي المتزن حينًا آخر.
  1. قراءة التلامذة النصّ “طيور أيلول” قراءة صامتة.
  • تُطرح على التلامذة، بعد القراءة الصامتة، الأسئلة الآتية:
    • النص قصّة. أين جرت أحداثها؟
    • ما هي الشخصيات الواردة في القصّة؟
    • ما الذي أثار اهتمامك في هذه القصّة؟
  1. يشرح المعلم(ة) معنى "دراسة الشخصية": "دراسة الشخصية" تعني تبيّن الصفات الملازمة لشخصيّة في النصّ، فقد تكون واعية أو قصيرة النظر؛ وقد تكون متمرّدة أو مستسلمة، طيبة القلب ودودة، أو حاقدة لئيمة، عصبيّة المزاج أو هادئة متّزنة ...
  2. يطلب المعلم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) أن يذكر صفة من صفات رفيق له في الصف.
  3. يكتب المعلّم على اللوح مرتكزات دراسة الشخصية ويشرحها:
  •  أقوال الشخصية في كلامها على نفسها أو على غيرها، أو في حوارها مع شخصية أخرى.
  •  أفعال هذه الشخصية
  •  ما يُقال في النصّ عن هذه الشخصيّة، بشرط أن يتفق ذلك مع أقوال الشخصيّة وأفعالها التي ترسم صفاتها الملازمة.
  •  استنتاج الصفات الملائمة من خلال الأقوال والأفعال.
  •  صياغة ما يستنتج، وربط كُلّ صفة بما يؤكدها من الأفعال والأقوال.
  1. يطلب المعلّم(ة) إلى تلميذ (أو أكثر) قراءة النصّ قراءة جهريّة بليغة، ويتوقف التلامذة، بمساعدة المعلّم(ة) لرصد التعابير التي يمكن من خلالها استنتاج الصفات التي تتميّز بها"منى"  وكتابتها على اللوح مع دلالاتها:
  الصفات المرصودات الشخصية
 

- طموحة

- طموحة

- طموحة

- تطموحة

- مسايرة للواقع، منصاعة له

- متمرّدة

- متمرّدة

- حسّاسة، مرهفة المشاعر

- حساسة

- حنون

- طموحة

- طموحة

- واعية ومتمرّدة

-طموحة

- متحرّرة

- قويّة وذكيّة

 

- محبوبة، لطيفة المعشر

- أطير من قفصي الأرضي

- أحلّق في أجواء دنيا بعيدة

- آفاق القرية تحدّ أحلامي و أفكاري

- تقاليدها القاسية تضرب أسوارًا منيعة حول أفعالي

- أسير كما يشاؤون، و أفعل ما يريدون

- تحسّست ثورة عتيّةً تجتاح كياني

- لماذا أبقى أنا، بين هذه الجدران الضيّقة؟

- شعرتُ بغصّة تعضّ صدري

- غصّت نفسي بحزن صامت

- أمي الطيبة الحلوة

- كنت أتمنّى لو أرافقه إلى المدرسة

- أُشبع نهمًا يأكل قلبي

- إنّ أسوارًا عالية من التقاليد ... تحول دون ذلك

- أحدّثها عن طموحي

- تذهبين إلى المدينة، و تعيشين فيها وحدك مثل الشباب

- لم أفهم كيف تجول هذه الأفكار في رأس مرسال؟ كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، و تنطق بألسنتهم؟

 

- أنتِ الوحيدة التي أفتح لها قلبي

- منى

 

  1. صياغة التلامذة ما استُنتج من صفات بمساعدة المعلّمِ)ة(، وكتابته على اللوح:
  • تبدو منى في هذه القصّة إنسانة طموحة، فقد l تمنّت أن تطير من قفصها وتحلّق في الفضاء بعيدًا عن القرية التي تخنق أحلامها وأفكارها. وقد بدا طموحها واضحًا في حنينها إلى مرافقة أخيها إلى المدرسة لتشبع نهمًا في قلبها.صورة لطيور وهي تطير
  • وهي تملك شخصية متحرّرة، ترفض تقاليد l القرية القاسية التي تميّز الصبي من البنت، فتفتح له الآفاق، وتغلقها في وجهها. وما العيب في أن تعيش في المدينة وحدها؟
  • ومنى قويّة الشخصيّة، ذكيّة، لم تستطع القرية أن تزرع في نفسها ما نجحت في غرسه في نفس صديقتها “مرسال” (كيف أقنعوها حتى باتت ترى بأعينهم، وتنطق بألسنتهم؟).
  • وهي تعيش حالة من التمرّد الداخلي على الواقع، فتشعر دائمًا بثورة “تجتاح كيانها” كي تخرج من "الجدران l الضيّقة" و"الأسوار العالية من التقاليد" إلاّ أن حالة التمرّد بقيت صامتة، فلم تتجسّد فعلاً يغيّر الواقع، فاستسلمت بغصّة (أسير كما يشاؤون، وأفعل ما يريدون).
  • وقد جمعت منى في شخصيّتها، إلى الطموح والتحرّر والقوّة والتمرد والذكاء، الحسّ المرهف والهدوء الموجع l اللذين أخرسا تمرّدها، فعاشت"غصة” دائمة " "تعضّ صدرها".
  • ومنى، تحتضن في شخصيّتها حنانًا أنثويّاً عذبًا، يطفئ في لحظة واحدة كلّ تمرّد وثورة: تنسى كل أحزانها عند سماع صوت أمها تناديها لتودّع أخاها المنطلق إلى عالم المدرسة، فتهتف: "تهادى صوت أمي إلى سمعي ..أمّي الطيّبة الحلوة". وعلى الرغم من هذه الشخصية التي تضجّ بالثورة والتمرّد، فإنّها ودودة لطيفة، وصديقة وفيّة، تفتح قلبها حتى للتي l تختلف عنها في رؤيتها وتفاعلها مع مظاهر التخلّف في قريتها، فأمست موطن أسرار "مرسال" التي ما فتحت قلبها إلاّ لمنى، فاستغاثت بها تزرع الأمل في نفسها وهي في خضم الخوف والحيرة والضياع.
  1. يسأل المعلم(ة): كيف تبدو شخصية “مرسال” في القصّة؟
  2. يطلب المعلم(ة) إلى التلامذة قراءة رواية "الإقلاع عكس الزمن" لإميلي نصر لله وعرض مضمونها شفهيّاً في الصفّ بعد أسبوعين.صورة لطيور النورس