الإرشاد الصحّي والصحّةَ المدرسيّةَ
درهم وقاية "خير من قنطار علاج"
انطلاقًا من أهمية المحافظة على صحّة أطفالنا، عمل المركز التربوي للبحوث والإنماء على تفعيل برنامج الصحّة المدرسيّة لتحقيق ما تضمّنَته الأهداف العامة للمناهج الجديدة، الواردة في خطة النهوض التربوي (قرار مجلس الوزراء رقم 15/ 94 تاريخ 17/ 8/ 1994)، من أهداف تربوية متعلّقِة بنمو التلميذ المتكامل، ونذكر على سبيل المثال:
"الممارس القواعد الصحيّةَ المؤدية إلى نمو سَوي جسديّاً ونفسيّاً وعقليّاً"
"المتفهّمِ واقع محيطه الاجتماعي والمتفاعل معه بمختلف مظاهره..."
أما ركيزة وسائل بلوغ هذه الغايات في المدارس فهي التربية الصحيّةَ الصفيّةَ من قبل مدرّسِي وأساتذة المواد التعليمية المختلفة وفقًا لمناهج التربية الصحيّةِ وأهدافها – مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي تعميم رقم 71/ م/ 98 تاريخ 12/ 11/ 1198 (المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتعاون مع منظمة الصحّة العالمية) علمًا أن هذه التربية هي بأمسّ الحاجة اليوم إلى الدعم والتفعيل. وهذه التربية الصحيّةَ الصفيّةَ غير كافية بمفردها لبلوغ الأهداف المرجوة، حتى لو توافرت بالطريقة الفضلى، والمفيد هو برنامج الصحّة المدرسيّة المتكامل حيث تتواكب الأنشطة الصفيّةَ مع الأنشطة المدرسيّة اللاصفيّةَ فضلاً عن تعزيز مختلف عناصر الصحة المدرسية ضمن استراتيجية تؤمّن تطوير الواقع الصحي في المدارس الرسمية وتحويلها إلى مدارس معززة للصحّة وصديقة للبيئة عبر توفير المبادئ الأساسية للرعاية الصحيّةَ الأوليّة داخل هذه المؤسسات.
والمقصود بالصحّة المدرسيّة مجموعة البرامج التي تهدف إلى:
- تعزيز صحّة الفرد والمجموعة في المدرسة وتعزيز العافية.
- الوقاية من الأمراض والحوادث وأنواع الخلل الأخرى.
- التدخل لمساعدة الأطفال واليافعين الذين هم بحاجة أو بخطر.
- المساعدة في مساندة من يعاني من وضع صحّي غير سليم.
كما تستهدف برامج الصحّة المدرسيّة: المجتمع المدرسي من تلامذة وهيئة تعليمية وإدارية والمحيط والأهل.
من هنا كان لا بد من العمل ضمن مشروع التدريب المستمر في المركز التربوي للتواصل مع شرائح المجتمع كافة من خلال المدرّ بِين وبالتالي المعلّمِين والأهل فضلاً عن اقتراح وجود فريق رعاية صحيّةَ أوليّةَ يكشف على المدارس بإشراف الدولة ووزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الأهلية وبشكل إلزامي.
من المواضيع التي تتسبب بمشاكل صحيّةَ والتي اقترحنا تعميمها عبر المدرّبِين:
- موضوع مشاكل الأسنان
تكثر عند الأطفال عوامل تسوُّس الأسنان لأن الطفل يأكل الحلوى والغذاء الذي يسرّعِ عملية تراكم المواد على أسنانه لذا من الضروري العمل على توعيته وتوجيهه في البيت أولاً وفي المدرسة ثانيًا كي يهتم بنظافة أسنانه، كذلك يفترض لفت الانتباه إلى مسألة نمو الفكَّين وتأثيرهما في شكل الأسنان ونموّهِا (مشاكل تقويم الأسنان) وبالتالي وجوب توعية الأهل على تنظيم المأكولات التي تحتوي على السكاكر والحلويات الأخرى وتقنينها.
- التغذية
مشكلة التغذية من المشاكل الملحّةَ لدى الناشئة، لذا نقترح إقامة حلقات توعية هادفة إلى أهميّة الاعتناء بالغذاء وكيفيّة انتقائه والأمراض التي يمكن أن تنتج من أسلوب التغذية الخاطئ (السمنة المفرطة ومشاكلها،...).
- النظافة الشخصيّة
إقامة حلقات توعية خاصّة حول كيفيّة الاهتمام بالنظافة الشخصيّة و تأثير انعدامها في الصحّة وفي أداء الفرد في المجتمع (كل حلقة وفقًا لمستوى إدراكها).
- انتقال الأمراض المعدية بين التلامذة خصوصًا الموسمية منها .
إنّ تجمُّعَ عددٍ كبير من التلامذة هو بحد ذاته بيئة مسهّلِة لانتشار الوباء، ولكي نضمن بيئة سليمة لا بدّ من أن نتعاون للحدّ من الأمراض وخصوصًا المعدية منها، ويعتبر اللّقاح من أهم العلاجات الوقائية التي تعطى للطفل تفاديًا للإصابة بمرض أو عارض صحي كالأنفلونزا أو أي مرض خطير.
أهم أنواع اللقاحات المفترض إعطاؤها للطفل:
1. اللّقاح الثلاثي=الكزاز+ الدفتريا + السعال الديكي DTP تؤخذ الجرعة الأولى من هذا اللّقاح بعمر الشهرين والجرعة الإجمالية هي خمس مرات بفاصل شهر إلى شهرين بحسب ما يراه الطبيب أو بحسب وجود إصابات حول الطفل وتكون الجرعة الأولى بعمر الشهرين والثانية بعمر الأربعة أشهر والثالثة بعمر الستة أشهر أما الجرعة الرابعة فتكون بعد ستة إلى اثني عشر شهرًا من الجرعة الثالثة و عادة تعطى بعمر السنة ونصف السنة، ويُعطى
الطفل الجرعة الأخيرة ما بين عمر الأربع إلى الست سنوات أي قبل دخوله المدرسة. وهدف هذه الجرعة دعم مناعة الطفل قبل اختلاطه مع عدد كبير من الأطفال.
ماذا يحدث إذا لم يُعطَ الطفل اللّقاح الثلاثي ؟
سيكون الطفل عرضة للإصابة بأحد هذه الأمراض الخطرة أكثر من الأطفال الذين تلقوا هذا اللّقاح وتكمن الخطورة في الحقائق الآتية:
- طفل واحد يموت من كل عشرة أطفال يصابون بالكزاز.
- طفل واحد يموت من كل خمسة عشر طفلاً يصابون بالدفتريا.
- طفل واحد يموت من كل ألف طفل يصابون بالسعال الديكي.
ثلاثة أطفال من كل أربعة أطفال يصابون بالسعال الديكي، ويحتاجون إلى دخول المستشفى.
2. لقاح شلل الأطفال Polio Vaccine
شلل الأطفال هو مرض يصيب الجملة العصبية و ينجم عن الإصابة بفيروس شلل الأطفال و قد يؤدي إلى شلل في أي من عضلات الجسم والإعاقة الدائمة وأحيانًا يكون خفيفًا وقد يكون شديدًا ولحسن الحظ فقد اختفى هذا المرض من معظم الدول المتقدّمة بسبب حملات التلقيح الناجحة. وهنالك خطة لدى منظمة الصحّة العالمية لاستئصال هذا المرض من كل أنحاء العالم في وقت قريب .
ويعتبر إعطاء لقاح شلل الأطفال أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض و يجب أن يتلقى الطفل أربع جرعات. وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حاليّاً بإعطاء الجرعتين الأولى والثانية من طريق العضل، على أن تعطى الجرعات اللاحقة من طريق الفم.
3. لقاح الحصبة والحصبة الألمانية و النكاف MMR
هذه الأحرف الثلاثة هي الأحرف الأولى من أسماء اللّقاحات باللغة الإنكليزية ويُعطى هذا اللّقاح بجرعة وحيدة بعمر السنة أو أكثر قليلاً وتُعطى جرعة ثانية داعمة قبل دخول المدرسة ومع أن هذه الأمراض ليست خطيرة بحدِّ ذاتها، لكنها قد تؤدي إلى نتائج خطرة و أهم التأثيرات الجانبية لهذا اللّقاح هي:
- طفح جلدي خفيف .
- تضخم خفيف في الغدد اللمفاوية للناحية الأربية و خلف العنق .
- حرارة خفيفة.
- ميل إلى النوم .
و يمكن أن يصاب الطفل بنوبة تحسّس شديدة عند تلقيه لهذا اللّقاح إذا كان لديه حساسيّة تجاه بروتين البيض لذلك يجب إعلام طبيب الأطفال بتلك الحساسيّة تجاه البيض عند كل جلسة تلقيح بسبب دخول البيض في تركيبة هذا اللّقاح.
من الحالات الأخرى التي يجب ألاّ يُعطى فيها الطفل هذا اللّقاح وجود نقص في مناعة الطفل أو إذا كان يتلقى أي دواء مضعّفِ للمناعة.
4. لقاح جدري الماء Varicella
وهو من اللّقاحات الجديدة التي لا تُعطى في جميع دول العالم، ولكنه آخذ بالانتشار تدريجيّاَ كونه يحمي من مرض جدري الماء أو الحماق. وللمرض تسميات عديدة بحسب البلدان ويُعطى اللّقاح لجميع الأطفال الأصحاء بعمر السنة أو أكثر قليلاً ولا يُعطى لمن أصيب سابقًا بالمرض. وبالنسبة للأطفال الذين لم يلقّحَوا سابقًا وأعمارهم دون الثلاث عشرة سنة فيجب أن يعطوا جرعة واحدة من هذا اللّقاح. أما المراهقون والكبار الذين لم يصابوا بالمرض ولم يتلقوا أي
جرعة من اللّقاح فيجب أن يعطوا جرعتين منه بفاصل شهر بينهما.
والمرض ليس خطيرًا عادة و لكنه قد يهددّ بعض الأطفال، ولاسيما من هم دون السنة من العمر وبعض المراهقين والمصابين بنقص المناعة أو بالإكزيما أو بالربو.
5 . لقاح الهيموفيلوس من النوع ب hib
هذه الجرثومة هي من الجراثيم الخطرة على الأطفال دون الخمس سنوات من العمر وهي تسبّب الكثير من الأمراض أهمها التهاب السّحايا. ويجب البدء بإعطاء هذا اللّقاح من عمر الشهرين، وهو يُعطى الآن مع اللّقاح الثلاثي.
6. لقاح الأنفلونزا و الكريب
مجموعة من مركّبات الفيروس غير النشط يُعطى بالعضل لزيادة مقاومة الجسم للأمراض، خصوصًا الرشح منها وهو يساعد مرضى التحسّس الرئوي.
7 . لقاح الروتا فيروس - التطعيم ضد فيروس الروتا Rota Virus Vaccine
ما هو فيروس الروتا ؟
فيروس الروتا كائن مجهريّ وهو من العوامل الأكثر إحداثًا للإسهال عند الإنسان وعند الأطفال الرضّع والأطفال الصغار وتحدث العدوى بفيروس الروتا من طريق الجهاز الهضمي فتكون نتيجته حالات الإسهال التى تحدث الجفاف عند الطفل الصغير. وهناك الآلاف من الوفيات سنويّاً في العالم بسبب الجفاف الناجم عن الإصابة بفيروس الروتا، خصوصًا في الدول النامية، حيث تسوء التغذية وتقلّ العناية الصحيّة .
ما هي الحالات التي لا يُعطى فيها لقاح فيروس ال روتا للأطفال ؟
لا يجوز أن يُعطى الطفل لقاحًا ضد ال روتا فيروس في الحالات الآتية :
- تحسّس الطفل من جرعة سابقة من فيروس الروتا أو من أحد مكونات هذه الجرعة، (أعراض التحسّس قد تكون طفحًا جلديّاً مع الحكّة ، صعوبة تنفّس، تورّم في الوجه أو اللسان).
- في حال أصيب الطفل سابقًا بحالة انغلاف الأمعاء invagination.
- وجود تشوّه خلقي في جهاز الهضم قد يؤهب للانغلاف المعوي عند الطفل.
- وجود ضعف في المناعة عند الطفل .
- وجود مرض حاد مهم أو حرارة مرتفعة عند الطفل، و هنا يمكن تأجيل اللّقاح و ليس إلغاؤه.
- في حال إصابة الطفل بالإسهال و القيء، هنا يمكن تأجيل اللّقاح و ليس إلغاؤه .
8. الكزاز مرض خطير جدًا
بكتيريا هذا المرض تدخلُ جسَم ضحيَّتها من خلال الجروح التي تحصل جراء استخدام الآلات والمواد الملوّثة. تنتشر هذه البكتيريا عمومًا في البلدان الزراعية، ولها القابلية على مقاومة المعقّمات والمطهّرِات، لا بل إنها تقاوم درجة الغليان ولا تموت إلاً تحت تأثير حرارة مقدارها 120 درجة مئوية. إن الإصابة بمرض الكزاز لا يمهل المريض سوى أيام معدودة، ولأجل الحماية فإن لقاح الكزاز يُعطى ضمن البرنامج التلقيحي للطفل. أمّا البالغ الذي يتعرض إلى جرح عميق فيعطى إبرة a.t.s لتمنحه الحماية ضد المرض، وتكمن خطورة هذا المرض في كونه يهاجم الجهاز العصبي مباشرة فيصيب مراكز السيطرة على التنفّس في الدماغ.