الافتتاحية

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة ليلى مليحة فياض

 من المؤكّد أن الفكر التربوي يسير في طريق التطوّر والنمو، محاولاً استيعاب متطلبات التقدّمُ التكنولوجي، كما يسلك التعليم مسالك جديدة تمشيًا مع التقدّمُ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. فبالرغم من أن بعض المشاكل التربوية لا تزال تنتظر الحل، فإن هذا التقدّمُ يبدو ملحوظًا على أكثر من صعيد، إن لجهة المبادرات التربوية العملية وإن لجهة محتوى المناهج التعليمية والأنشطة المكمّلِة لها، ما يعني أن مدارس اليوم باتت تختلف كثيرًا عن مدارس الأمس. فالمدرسة اليوم لم تَعُد مكانًا مُغلَقًا ومعزولاً عن المحيط الخارجي ولم يعد التركيز على البُعد الأكاديمي على حساب البُعد الحياتيّ-المجتمعيّ. لقد أصبحت المدرسة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المحلي ومن الوطن ونقطة الانطلاق إلى رِحاب العالم الجديد. فالإنسان هو عضو في مجتمع يتفاعل معه والمدرسة مدعُوَّةٌ إلى تنمية هذا التفاعل من خلال الانفتاح على محيطها والاتصال به وممارسة دورِها المجتمعيّ التزامًا منها بقضايا هذا المجتمع وتنميته وتعميم ثقافة المسؤولية الاجتماعية.                                


التطوُّع في خدمة المجتمع
لقد أثبت العمل الفريقيّ التطوّعيّ نجاحه لأنه مبنيّ على العطاء من دون مقابل، حيث نجد الاتجاه التطوُّعي لدى الشباب ينمو يومًا بعد يوم من خلال الانخراط في المنظمات والهيئات الإنسانية والاجتماعية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، منظمة "الصليب الأحمر اللبناني" و"الدفاع المدني"، وجمعية "فرح العطاء" والجمعيات الأخرى المنتشرة على مساحة الوطن.

ومن موقعنا في المركز التربوي للبحوث والإنماء ومن خلال "مشروع خدمة المجتمع" ندعو التربويين عامة ومديري المدارس خاصة إلى تنمية روح التعاون والرغبة في الخدمة العامة في نفوس التلامذة والطلاب تحقيقًا للخير العام. كما ندعو المعلّمِين وبخاصة الأساتذة في المرحلة الثانوية إلى تشجيع الشباب على التطوّع في صفوف الجمعيّات التي تساعد الفئات الأكثر حاجة، كالمسنّين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، أو الانخراط في الجمعيّات التي تهتم بالحفاظ على البيئة والتراث، وندعوهم أيضًا إلى تنفيذ مشاريع لخدمة مجتمعهم المحلي بالتعاون بين المدرسة وهيئات المجتمع المدني كافة.


ثقافة الحوار
وفي عالم تتداخل فيه مختلف الثقافات والحضارات، أصبح من أولى واجبات المدرسة وأكثرها إلحاحًا أن تعلّمِ الناشئة المهارات الضرورية للعيش معًا وتعميم ثقافة الحوار. وإننا إذ ندعو جميع المسؤولين التربويين إلى التركيز على روح الغَيريّة والانفتاح على الآخر المختلِف، نؤكِّد أن حَلّ النزاعات وبناء السلام ونبذ العنف لن يكون إلا من طريق الحوار. فلنعلّمِ أبناءنا وندرّ بِهم على فنّ الاستماع والإصغاء إلى الآخر بهدف التعرّف إليه واكتشاف نقاط التلاقي معه وتحويل الاختلاف إلى غِنى.


اللّغة أداةٌ للتواصل
أما اللّغة، وبصفتها الأداة الأفضل للتواصل والتفاهم والحوار، فإنها تحتلّ مكانة مرموقة في هذا العدد، حيث نلقي الضوء على الألسنيّة وفن تعليم اللغات المتعدّدِة ما يمهّدِ الطريق نحو الحوار بين الشعوب بعد أن أصبحت العَولَمة أمرًا واقعًا.

====

كما يتضمّنَ هذا العدد مقالات تعالج مواضيع تربوية مختلفة، كالهندسة التربوية والصحّةَ المدرسية وأسس النظرية البنائية.
وإننا إذ نؤكِّد أن كلّ فعلٍ تربوي يجب أن يُبنى على المعرفة النظرية من جهة وعلى الممارسة التطبيقية من جهة أخرى، فقد خصَّصنا مساحة من صفحات هذا العدد للعمل التطبيقي.

أملُنا ان تبقى "المجلة التربوية" منبرًا للباحثين والكتّاب والمعلّمِين وأن تحتل مكانة مرموقة بين المجلات المتخصّصِة، في المكتبات ومراكز التوثيق في الجامعات والمدارس كافة.

الافتتاحية

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة ليلى مليحة فياض

 من المؤكّد أن الفكر التربوي يسير في طريق التطوّر والنمو، محاولاً استيعاب متطلبات التقدّمُ التكنولوجي، كما يسلك التعليم مسالك جديدة تمشيًا مع التقدّمُ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. فبالرغم من أن بعض المشاكل التربوية لا تزال تنتظر الحل، فإن هذا التقدّمُ يبدو ملحوظًا على أكثر من صعيد، إن لجهة المبادرات التربوية العملية وإن لجهة محتوى المناهج التعليمية والأنشطة المكمّلِة لها، ما يعني أن مدارس اليوم باتت تختلف كثيرًا عن مدارس الأمس. فالمدرسة اليوم لم تَعُد مكانًا مُغلَقًا ومعزولاً عن المحيط الخارجي ولم يعد التركيز على البُعد الأكاديمي على حساب البُعد الحياتيّ-المجتمعيّ. لقد أصبحت المدرسة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المحلي ومن الوطن ونقطة الانطلاق إلى رِحاب العالم الجديد. فالإنسان هو عضو في مجتمع يتفاعل معه والمدرسة مدعُوَّةٌ إلى تنمية هذا التفاعل من خلال الانفتاح على محيطها والاتصال به وممارسة دورِها المجتمعيّ التزامًا منها بقضايا هذا المجتمع وتنميته وتعميم ثقافة المسؤولية الاجتماعية.                                


التطوُّع في خدمة المجتمع
لقد أثبت العمل الفريقيّ التطوّعيّ نجاحه لأنه مبنيّ على العطاء من دون مقابل، حيث نجد الاتجاه التطوُّعي لدى الشباب ينمو يومًا بعد يوم من خلال الانخراط في المنظمات والهيئات الإنسانية والاجتماعية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، منظمة "الصليب الأحمر اللبناني" و"الدفاع المدني"، وجمعية "فرح العطاء" والجمعيات الأخرى المنتشرة على مساحة الوطن.

ومن موقعنا في المركز التربوي للبحوث والإنماء ومن خلال "مشروع خدمة المجتمع" ندعو التربويين عامة ومديري المدارس خاصة إلى تنمية روح التعاون والرغبة في الخدمة العامة في نفوس التلامذة والطلاب تحقيقًا للخير العام. كما ندعو المعلّمِين وبخاصة الأساتذة في المرحلة الثانوية إلى تشجيع الشباب على التطوّع في صفوف الجمعيّات التي تساعد الفئات الأكثر حاجة، كالمسنّين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، أو الانخراط في الجمعيّات التي تهتم بالحفاظ على البيئة والتراث، وندعوهم أيضًا إلى تنفيذ مشاريع لخدمة مجتمعهم المحلي بالتعاون بين المدرسة وهيئات المجتمع المدني كافة.


ثقافة الحوار
وفي عالم تتداخل فيه مختلف الثقافات والحضارات، أصبح من أولى واجبات المدرسة وأكثرها إلحاحًا أن تعلّمِ الناشئة المهارات الضرورية للعيش معًا وتعميم ثقافة الحوار. وإننا إذ ندعو جميع المسؤولين التربويين إلى التركيز على روح الغَيريّة والانفتاح على الآخر المختلِف، نؤكِّد أن حَلّ النزاعات وبناء السلام ونبذ العنف لن يكون إلا من طريق الحوار. فلنعلّمِ أبناءنا وندرّ بِهم على فنّ الاستماع والإصغاء إلى الآخر بهدف التعرّف إليه واكتشاف نقاط التلاقي معه وتحويل الاختلاف إلى غِنى.


اللّغة أداةٌ للتواصل
أما اللّغة، وبصفتها الأداة الأفضل للتواصل والتفاهم والحوار، فإنها تحتلّ مكانة مرموقة في هذا العدد، حيث نلقي الضوء على الألسنيّة وفن تعليم اللغات المتعدّدِة ما يمهّدِ الطريق نحو الحوار بين الشعوب بعد أن أصبحت العَولَمة أمرًا واقعًا.

====

كما يتضمّنَ هذا العدد مقالات تعالج مواضيع تربوية مختلفة، كالهندسة التربوية والصحّةَ المدرسية وأسس النظرية البنائية.
وإننا إذ نؤكِّد أن كلّ فعلٍ تربوي يجب أن يُبنى على المعرفة النظرية من جهة وعلى الممارسة التطبيقية من جهة أخرى، فقد خصَّصنا مساحة من صفحات هذا العدد للعمل التطبيقي.

أملُنا ان تبقى "المجلة التربوية" منبرًا للباحثين والكتّاب والمعلّمِين وأن تحتل مكانة مرموقة بين المجلات المتخصّصِة، في المكتبات ومراكز التوثيق في الجامعات والمدارس كافة.

الافتتاحية

رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة ليلى مليحة فياض

 من المؤكّد أن الفكر التربوي يسير في طريق التطوّر والنمو، محاولاً استيعاب متطلبات التقدّمُ التكنولوجي، كما يسلك التعليم مسالك جديدة تمشيًا مع التقدّمُ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. فبالرغم من أن بعض المشاكل التربوية لا تزال تنتظر الحل، فإن هذا التقدّمُ يبدو ملحوظًا على أكثر من صعيد، إن لجهة المبادرات التربوية العملية وإن لجهة محتوى المناهج التعليمية والأنشطة المكمّلِة لها، ما يعني أن مدارس اليوم باتت تختلف كثيرًا عن مدارس الأمس. فالمدرسة اليوم لم تَعُد مكانًا مُغلَقًا ومعزولاً عن المحيط الخارجي ولم يعد التركيز على البُعد الأكاديمي على حساب البُعد الحياتيّ-المجتمعيّ. لقد أصبحت المدرسة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المحلي ومن الوطن ونقطة الانطلاق إلى رِحاب العالم الجديد. فالإنسان هو عضو في مجتمع يتفاعل معه والمدرسة مدعُوَّةٌ إلى تنمية هذا التفاعل من خلال الانفتاح على محيطها والاتصال به وممارسة دورِها المجتمعيّ التزامًا منها بقضايا هذا المجتمع وتنميته وتعميم ثقافة المسؤولية الاجتماعية.                                


التطوُّع في خدمة المجتمع
لقد أثبت العمل الفريقيّ التطوّعيّ نجاحه لأنه مبنيّ على العطاء من دون مقابل، حيث نجد الاتجاه التطوُّعي لدى الشباب ينمو يومًا بعد يوم من خلال الانخراط في المنظمات والهيئات الإنسانية والاجتماعية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، منظمة "الصليب الأحمر اللبناني" و"الدفاع المدني"، وجمعية "فرح العطاء" والجمعيات الأخرى المنتشرة على مساحة الوطن.

ومن موقعنا في المركز التربوي للبحوث والإنماء ومن خلال "مشروع خدمة المجتمع" ندعو التربويين عامة ومديري المدارس خاصة إلى تنمية روح التعاون والرغبة في الخدمة العامة في نفوس التلامذة والطلاب تحقيقًا للخير العام. كما ندعو المعلّمِين وبخاصة الأساتذة في المرحلة الثانوية إلى تشجيع الشباب على التطوّع في صفوف الجمعيّات التي تساعد الفئات الأكثر حاجة، كالمسنّين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، أو الانخراط في الجمعيّات التي تهتم بالحفاظ على البيئة والتراث، وندعوهم أيضًا إلى تنفيذ مشاريع لخدمة مجتمعهم المحلي بالتعاون بين المدرسة وهيئات المجتمع المدني كافة.


ثقافة الحوار
وفي عالم تتداخل فيه مختلف الثقافات والحضارات، أصبح من أولى واجبات المدرسة وأكثرها إلحاحًا أن تعلّمِ الناشئة المهارات الضرورية للعيش معًا وتعميم ثقافة الحوار. وإننا إذ ندعو جميع المسؤولين التربويين إلى التركيز على روح الغَيريّة والانفتاح على الآخر المختلِف، نؤكِّد أن حَلّ النزاعات وبناء السلام ونبذ العنف لن يكون إلا من طريق الحوار. فلنعلّمِ أبناءنا وندرّ بِهم على فنّ الاستماع والإصغاء إلى الآخر بهدف التعرّف إليه واكتشاف نقاط التلاقي معه وتحويل الاختلاف إلى غِنى.


اللّغة أداةٌ للتواصل
أما اللّغة، وبصفتها الأداة الأفضل للتواصل والتفاهم والحوار، فإنها تحتلّ مكانة مرموقة في هذا العدد، حيث نلقي الضوء على الألسنيّة وفن تعليم اللغات المتعدّدِة ما يمهّدِ الطريق نحو الحوار بين الشعوب بعد أن أصبحت العَولَمة أمرًا واقعًا.

====

كما يتضمّنَ هذا العدد مقالات تعالج مواضيع تربوية مختلفة، كالهندسة التربوية والصحّةَ المدرسية وأسس النظرية البنائية.
وإننا إذ نؤكِّد أن كلّ فعلٍ تربوي يجب أن يُبنى على المعرفة النظرية من جهة وعلى الممارسة التطبيقية من جهة أخرى، فقد خصَّصنا مساحة من صفحات هذا العدد للعمل التطبيقي.

أملُنا ان تبقى "المجلة التربوية" منبرًا للباحثين والكتّاب والمعلّمِين وأن تحتل مكانة مرموقة بين المجلات المتخصّصِة، في المكتبات ومراكز التوثيق في الجامعات والمدارس كافة.