ينعم الإنسان، مهما يكن أصله ومنبته وعمره، بحس فني ومواهب فنية تبدأ قبولاً أو رفضاً غرائزياً وفطرياً وترتقي معرفة واختباراً.

إن اختبار الحس الفني والمواهب الفنية أساسي في إدراك المرء ذاته ومحيطه، ويتم هذا الاختبار بالتعبير الجمالي عن المدركات والعواطف ونقل المعاني والمشاعر والأحاسيس إلى الآخرين بواسطة الإشكال أو الحركات أو الأصوات أو الألفاظ وعن طريق العمل الذي يتميز بالصنعة والمهارة، ويعبر الفن عن ذات الفرد وبيئته ويمثل، بالتالي، أحد أوجه التدوين الوثائقي لثقافة مجتمع ما وتمايزها.

إن اختبار القدرات الفنية يولد عند المرء فرحاً عميقاً وانفعالاً عاطفياً وإثارة نفسية تدعم فاعلية الفنون في التربية، وإن الممارسة المنهجية لتنمية القدرات الفنية تسير بالمتعلم إلى نمو متماسك لمختلف جوانب الشخصية وإلى اندماج المعارف المكتسبة بالامكانات الذاتية.

تكتسب الفنون بما لا يقبل الجدل دوراً أساسياً في خطة نهوض تربوي تتوخى تنمية المتعلم كفرد وكعضو إيجابي في المجتمع، ويقصد بتعليم الفنون توسيع ثقافة المتعلم وتنمية قدراته على التعبير والمساهمة في تحقيق تكامل تكوينه العقلي والنفسي والسلوكي والاجتماعي بغية الوصول إلى تناغم بين المعرفة المجردة والتجربة المعاشة، من جهة، وبين إدراك الذات والوعي الاجتماعي من جهة أخرى.

يعتمد هذا التوجه في تعليم الفنون المفاهيم التربوية والتعليمية التالية:

 أ.  التربية العمليةL’éducation active  التي توفر للمتعلّم فرصاً وافية للابتكار والإنتاج.

ب.  ديناميكية الجماعةDynamique de groupe   التي تسوغ للمتعلم أن يؤثر وأن يتأثر في إطار نشاط فني جماعي.

ج.  الاهتمام بالتراث الذي يتيح للمتعلم إمكانية تجديد الروابط وتطويرها بينه وبين معارفه وجذوره الثقافية.

كما يتوخى هذا التوجه إقامة علاقة حية بين المعارف والبيئة، وبين الفنون والمجتمع.

يهدف تعليم المسرح في هذه الحلقة الى:

• تنمية قدرات المتعلّم الحسية والذهنية والعصبية (الحواس الخمس، القدرات الذهنية، الإصغاء، المشاهدة).
• تعويد المتعلّم المشاركة بالكلام، والتحرّك، والقبول بالآخر، والعمل ضمن مجموعة، والتعبير عن الذات، والثقة بالنفس.
• تنمية قدرات المتعلّم التعبيرية بالجسم والصوت والأدوات والأشياء.
• تعويد المتعلّم الارتجال والابتكار.
• تعويد المتعلّم تركيب المشاهد.
• تعريف المتعلّم إلى أنواع العروض المسرحية وأشكال الخشبة وملحقاتها.
• تعويد المتعلّم حضور المسرح واستيعاب الأعمال المسرحية وتقييمها.

يهدف تعليم مادة المسرح في هذه الحلقة إلى:

• تطوير قدرات المتعلّم الحسية والذهنية والعصبية( انتباه، تركيز، حفظ، تخيّل، تحليل).
• تطوير قدرات المتعلّم التعبيرية ومواهبه بالصوت والجسم  والأدوات والأشياء.
• تنمية روح التعاون والمشاركة لدى المتعلّم بالانخراط في الجماعة والعمل معها بانتظام ومتعة.
• تطوير علاقة المتعلّم بأدوات التعبير الشخصية والجماعية.

1. ممارسة الارتجال الفردي والجماعي.
2. تمثيل النصوص المرتجلة.
3. استعمال الفنون والمعارف في مشاهد تمثيلية.

• تطوير قدرات المتعلّم على تركيب المشاهد.
• تطوير قدرات المتعلّم على تذوّق الأعمال التمثيلية وتقييمها والتعرّف إلى أنواعها ( دمى، مسرح أطفال ، إيماء، خيال ظل، مسرح الراوي الخ ...)

تختلف المرحلة المتوسطة كحلقة من التعليم الأساسي عما سبقها بالتغيرات التي ترافقها على مستوى المتعلّم اجتماعياً وشخصياً (الجسد، النفس، الذهن).
استناداً الى ذلك، يتم التركيز في هذه المرحلة على الانتقال من اكتشاف وسائل التعبير الى استخدامها الواعي في ممارسة مسرحية مركبة تعتمد مبدأ دينامية الجماعة واسلوبها وفق الأهداف التالية:

أولاً: التمرن على التمثيل فردياً وضمن مجموعة

• إدراك إمكانيات التعبير الخاصة بـ: الجسم - الصوت - الحركة - الإيقاع.
• إدراك إمكانيات توظيف القدرات الشعورية والعصبية والذهنية في التمثيل.
• إدراك المتعلّم دور التركيز والتخيّل والابتكار في تأدية الشخصيات.
• ممارسة فن الارتجال الفردي والجماعي.
• أداء النصوص المسرحية وغير المسرحية.

ثانياً: الممارسة المسرحية (نصّاً وإخراجاً)

• التعرّف إلى عناصر بناء المشهد التمثيلي.
• تمكين المتعلّم من تحويل الارتجال الى نص مكتوب.
• تمكين المتعلّم من تركيب مشاهد مسرحية.

ثالثاً: التوليف بين المعرفة والفن.

• تعويد المتعلّم ربط الممارسة المسرحية بالفنون.
• تعويد المتعلّم استخدام المعارف والخبرات في النشاط المسرحي.
• إقامة علاقة عملية حيّة بين النشاط المسرحي والواقع المعاش.
• إقامة علاقة عملية حيّة بين النشاط المسرحي والموروث الثقافي الشعبي.

رابعاً: إغناء الثقافة المسرحية.

• الاطلاع على تاريخ المسرح وأشكاله ومكوّناته.
• تنمية التذّوق الفني والحسّ النقدي.

يهدف تعليم مادة المسرح في المرحلة الثانوية الى:

أولاً: إكساب المتعلّم مهارات ومعارف تشكّل أساساً لنجاحه في حياته الاجتماعية وفي المهنة التي يختارها( الثقة بالنفس، حسن الاتصال والتواصل، القدرة على المبادرة والابتكار).

ثانياً: تأهيل الموهوبين في مجالات المسرح من المتعلمين للانخراط بكفاءة في الاختصاصات الملائمة.

كما تعتمد في هذه المرحلة الاهداف التعلّمية التالية:

• التمرّن على التمثيل فردياً وضمن مجموعة.
• الممارسة المسرحية (نصاً وإخراجاً).

1. إعداد عرض مسرحي وتقديمه أمام الجمهور.
2. إدراك العلاقة مع المشاهد واحتمالاتها (الإيهام، التغريب، المشاركة...).

• التوليف بين المعرفة والفن.

1. التعرّف الى الوسائل السمعية - المرئية وإمكانيات استخدامها.
2. تعميق العلاقة بين النشاط المسرحي والتراث.

• إغناء الثقافة المسرحية وتعزيز روح البحث.