تجربة تربوية طليعية

تجربة تربوية طليعيةبقلم رئيس التحرير الدكتور هشام زين الدين

في وقت تتسارع فيه خطوات التطور التربوي في مختلف أنحاء العالم، حيث تتبادل المؤسسات التربوية، المحلية منها والعالمية، الخبرات والتجارب لتطوير مناهجها وطرق عملها بما يتناسب مع تبدّلُ إيقاع الحياة وتنوُّعه. وفي ظل الصعوبات المنهجية والمادية والتنظيمية والادارية التي تعيق عمليات التطوير، تبرز هنا وهناك في عالمنا الواسع تجارب تربوية وتعليمية يصح أن تسمى"اختبارية''، تتخطى الواقع، تتطلّع إلى المستقبل، محاولة القفز إلى الأمام، منطلقة من فكرة أو نظرية أو علم أو فن لم تكتشف مكنوناته، أو لم توظّفَ إمكاناته بحدودها الواسعة بعد. هذه التجارب تبدأ من نظرية أو خيال، وتتحول إلى اختبار يكون بمثابة الاستثناء من القاعدة، إذا نجح صار القاعدة وإذا فشل بقيت نتائجه في أدراج البحث والدراسات تنتظر من يأتي لاحقاً للإفادة منها.

برعاية رئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري يقوم المركز التربوي للبحوث والانماء، بالتعاون مع إدارتي مدرستي ''الحاج بهاء الدين الحريري'' و''الايمان" في صيدا بتجربة - اختبار حول استخدام الدراما كوسيلة تربوية مساندة لتعليم جميع المواد التعليمية في الصف.  وكانت التجربة قد بدأت في مستهل العام الدراسي(٢٠٠٥- ٢٠٠٦)، وهي مستمرّة حتى نهايته، حيث سيتم تقييمها ودراسة نتائجها ومدى قدرتها على المساهمة في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.

هي تجربة طليعية لأنها تتخطى الطرائق التقليدية في التعليم، حتى تلك التي نعتبرها حديثة أو مستحدثة، وهي طليعية لأنها تقدم نموذجاً جديداً للتعليم قائماً على مصالحة التلميذ مع المدرسة (الصف، المعلم، الكتاب .. الخ) وعلى تحويل التعلّم من واجب مفروض وغالباً غير مرغوب فيه، إلى متعة مطلوبة يتشوق التلاميذ إليها، تحرك فيهم مواهبهم وقدراتهم الكامنة، تجعلهم مبدعين متفاعلين مشاركين في بلورة أفكار الدرس واستيعابها واستنتاج الخلاصات وفهم المضامين. وهي طليعية لأنها تستخدم الفنون الراقية والمهذّبِة للذوق والحسّ في تعليم التلاميذ من دون الخروج من الإطار التعليمي المحدد.  وهي بذلك تحقق أهدافاً عدة في آن واحد، فإضافة الى الأهداف التعليمية تسهم في تفتح آفاق التلميذ وبناء شخصيته وإكسابها الحضور المميز من خلال إعطاء قيمة إبداعية وفكرية خاصة لكل تلميذ.

على الصعيد المحلي، من المؤكد أن لبنان لم يشهد حتى تاريخه تجربة مماثلة، مع العلم أن بعض المحاولات جرت وتجري في إطار ضيق جداً في بعض المدارس الخاصة وبشكل محدود وخجول يقتصر على بعض المواد التعليمية (تاريخ، تربية مدنية وتنشئة وطنية). أما في العالم العربي فقد قامت بعض المحاولات في مصر وقطر والاردن وربما في بلدان أخرى تحت عنوان  ''مسرحة المناهج التعليمية''  لكن هذه المحاولات بقيت في إطار اكتشاف الامكانات ولم تتحول إلى طريقة تعليمية صالحة لاعتمادها إلى جانب الطرق الأخرى المستحدثة.  أمّاَ على الصعيد العالمي (أوروبا وأميركا) فقد وصلت هذه التجربة إلى مكان متقدم وأخذت موقعها المتميز بين طرائق التعليم بالرغم من حداثتها.

ونحن في لبنان اليوم ومن خلال هذه التجربة نستطيع التأكيد أن هذه التجربة تندرج في سياق المحاولات العالمية الحديثة المتقدمة لاكتشاف طرائق تعليمية جديدة تكون بعيدة عن التقليد، تحول التعلّم إلى متعة، تحقق أكبر كمّ من الأهداف النوعية (تربوياً وتعليمياً) في آن واحد، تكثّفِ إمكانية الإفادة من المضامين التربوية والتعليمية، وتستثمر وقت التلميذ خلال سنوات دراسته إلى اقصى حد، بحيث أنه يتلقّى المعلومات والمعارف المطلوبة عن طريق الدراما من دون أن يهمل الجوانب النفسية والحسّية والجسدية والعصبية المتمّمة لشخصيته الاجتماعية والتي توازي بأهميتها كمية المعلومات التي يتلقاها في المدرسة.

التجربة قائمة، ردود الفعل الأولية مشجعة جداً، التلاميذ يعبرون عن سعادتهم بهذا الاكتشاف غير المتوقع بالنسبة إليهم، المعلمون والمعلمات، بالرغم من بعض الصعوبات الناتجة عن حداثة الفكرة وعدم تكييف البرنامج التعليمي مع متطلباتها، يقرّون بأن التعليم من خلال الدراما حوَّل الصف إلى مكان أليف وإلى واحة إبداع وفرح، ما سهل عليهم عملية ضبط الصف وخلق جو تعليمي ممتع ومحفّزِ.  وأجمعت آراؤهم على النتائج الايجابية الأكيدة لهذا الاختبار مع ملاحظتهم لمجموعة عوائق وعقبات أمام التطبيق أهمها جدولة الساعات وتنظيم الأوقات بما يتناسب مع متطلبات تطبيق هذه التجربة.

في الخلاصة، نحن نقوم بهذه التجربة مقتنعين بضرورة تجريب كل الأفكار الجديدة التي يمكن أن تقدم للتربية والتعليم إمكانية التطور، مستندين بذلك إلى تجارب عالمية متطورة أثبتت أهمية هذا الخيار التربوي المتقدم. وندرك أن تعميم هذه التجربة على صعيد المناهج بشكل كلّي ليس متاحاً ولا هو مطلوباً، لكننا نطمح إلى اقتناع أصحاب القرار التربوي والعاملين في هذا الحقل بفاعلية هذه الطريقة، لكي يصار إلى اعتمادها كإحدى الطرائق التعليمية الممكنة داخل المدرسة.  ونحن على ثقة بأن ذلك سيحصل عاجلاً أم آجلاً. هكذا تشير بوصلة اكتشاف الطرائق التعليمية والتربوية الحديثة.

تجربة تربوية طليعية

تجربة تربوية طليعيةبقلم رئيس التحرير الدكتور هشام زين الدين

في وقت تتسارع فيه خطوات التطور التربوي في مختلف أنحاء العالم، حيث تتبادل المؤسسات التربوية، المحلية منها والعالمية، الخبرات والتجارب لتطوير مناهجها وطرق عملها بما يتناسب مع تبدّلُ إيقاع الحياة وتنوُّعه. وفي ظل الصعوبات المنهجية والمادية والتنظيمية والادارية التي تعيق عمليات التطوير، تبرز هنا وهناك في عالمنا الواسع تجارب تربوية وتعليمية يصح أن تسمى"اختبارية''، تتخطى الواقع، تتطلّع إلى المستقبل، محاولة القفز إلى الأمام، منطلقة من فكرة أو نظرية أو علم أو فن لم تكتشف مكنوناته، أو لم توظّفَ إمكاناته بحدودها الواسعة بعد. هذه التجارب تبدأ من نظرية أو خيال، وتتحول إلى اختبار يكون بمثابة الاستثناء من القاعدة، إذا نجح صار القاعدة وإذا فشل بقيت نتائجه في أدراج البحث والدراسات تنتظر من يأتي لاحقاً للإفادة منها.

برعاية رئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري يقوم المركز التربوي للبحوث والانماء، بالتعاون مع إدارتي مدرستي ''الحاج بهاء الدين الحريري'' و''الايمان" في صيدا بتجربة - اختبار حول استخدام الدراما كوسيلة تربوية مساندة لتعليم جميع المواد التعليمية في الصف.  وكانت التجربة قد بدأت في مستهل العام الدراسي(٢٠٠٥- ٢٠٠٦)، وهي مستمرّة حتى نهايته، حيث سيتم تقييمها ودراسة نتائجها ومدى قدرتها على المساهمة في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.

هي تجربة طليعية لأنها تتخطى الطرائق التقليدية في التعليم، حتى تلك التي نعتبرها حديثة أو مستحدثة، وهي طليعية لأنها تقدم نموذجاً جديداً للتعليم قائماً على مصالحة التلميذ مع المدرسة (الصف، المعلم، الكتاب .. الخ) وعلى تحويل التعلّم من واجب مفروض وغالباً غير مرغوب فيه، إلى متعة مطلوبة يتشوق التلاميذ إليها، تحرك فيهم مواهبهم وقدراتهم الكامنة، تجعلهم مبدعين متفاعلين مشاركين في بلورة أفكار الدرس واستيعابها واستنتاج الخلاصات وفهم المضامين. وهي طليعية لأنها تستخدم الفنون الراقية والمهذّبِة للذوق والحسّ في تعليم التلاميذ من دون الخروج من الإطار التعليمي المحدد.  وهي بذلك تحقق أهدافاً عدة في آن واحد، فإضافة الى الأهداف التعليمية تسهم في تفتح آفاق التلميذ وبناء شخصيته وإكسابها الحضور المميز من خلال إعطاء قيمة إبداعية وفكرية خاصة لكل تلميذ.

على الصعيد المحلي، من المؤكد أن لبنان لم يشهد حتى تاريخه تجربة مماثلة، مع العلم أن بعض المحاولات جرت وتجري في إطار ضيق جداً في بعض المدارس الخاصة وبشكل محدود وخجول يقتصر على بعض المواد التعليمية (تاريخ، تربية مدنية وتنشئة وطنية). أما في العالم العربي فقد قامت بعض المحاولات في مصر وقطر والاردن وربما في بلدان أخرى تحت عنوان  ''مسرحة المناهج التعليمية''  لكن هذه المحاولات بقيت في إطار اكتشاف الامكانات ولم تتحول إلى طريقة تعليمية صالحة لاعتمادها إلى جانب الطرق الأخرى المستحدثة.  أمّاَ على الصعيد العالمي (أوروبا وأميركا) فقد وصلت هذه التجربة إلى مكان متقدم وأخذت موقعها المتميز بين طرائق التعليم بالرغم من حداثتها.

ونحن في لبنان اليوم ومن خلال هذه التجربة نستطيع التأكيد أن هذه التجربة تندرج في سياق المحاولات العالمية الحديثة المتقدمة لاكتشاف طرائق تعليمية جديدة تكون بعيدة عن التقليد، تحول التعلّم إلى متعة، تحقق أكبر كمّ من الأهداف النوعية (تربوياً وتعليمياً) في آن واحد، تكثّفِ إمكانية الإفادة من المضامين التربوية والتعليمية، وتستثمر وقت التلميذ خلال سنوات دراسته إلى اقصى حد، بحيث أنه يتلقّى المعلومات والمعارف المطلوبة عن طريق الدراما من دون أن يهمل الجوانب النفسية والحسّية والجسدية والعصبية المتمّمة لشخصيته الاجتماعية والتي توازي بأهميتها كمية المعلومات التي يتلقاها في المدرسة.

التجربة قائمة، ردود الفعل الأولية مشجعة جداً، التلاميذ يعبرون عن سعادتهم بهذا الاكتشاف غير المتوقع بالنسبة إليهم، المعلمون والمعلمات، بالرغم من بعض الصعوبات الناتجة عن حداثة الفكرة وعدم تكييف البرنامج التعليمي مع متطلباتها، يقرّون بأن التعليم من خلال الدراما حوَّل الصف إلى مكان أليف وإلى واحة إبداع وفرح، ما سهل عليهم عملية ضبط الصف وخلق جو تعليمي ممتع ومحفّزِ.  وأجمعت آراؤهم على النتائج الايجابية الأكيدة لهذا الاختبار مع ملاحظتهم لمجموعة عوائق وعقبات أمام التطبيق أهمها جدولة الساعات وتنظيم الأوقات بما يتناسب مع متطلبات تطبيق هذه التجربة.

في الخلاصة، نحن نقوم بهذه التجربة مقتنعين بضرورة تجريب كل الأفكار الجديدة التي يمكن أن تقدم للتربية والتعليم إمكانية التطور، مستندين بذلك إلى تجارب عالمية متطورة أثبتت أهمية هذا الخيار التربوي المتقدم. وندرك أن تعميم هذه التجربة على صعيد المناهج بشكل كلّي ليس متاحاً ولا هو مطلوباً، لكننا نطمح إلى اقتناع أصحاب القرار التربوي والعاملين في هذا الحقل بفاعلية هذه الطريقة، لكي يصار إلى اعتمادها كإحدى الطرائق التعليمية الممكنة داخل المدرسة.  ونحن على ثقة بأن ذلك سيحصل عاجلاً أم آجلاً. هكذا تشير بوصلة اكتشاف الطرائق التعليمية والتربوية الحديثة.

تجربة تربوية طليعية

تجربة تربوية طليعيةبقلم رئيس التحرير الدكتور هشام زين الدين

في وقت تتسارع فيه خطوات التطور التربوي في مختلف أنحاء العالم، حيث تتبادل المؤسسات التربوية، المحلية منها والعالمية، الخبرات والتجارب لتطوير مناهجها وطرق عملها بما يتناسب مع تبدّلُ إيقاع الحياة وتنوُّعه. وفي ظل الصعوبات المنهجية والمادية والتنظيمية والادارية التي تعيق عمليات التطوير، تبرز هنا وهناك في عالمنا الواسع تجارب تربوية وتعليمية يصح أن تسمى"اختبارية''، تتخطى الواقع، تتطلّع إلى المستقبل، محاولة القفز إلى الأمام، منطلقة من فكرة أو نظرية أو علم أو فن لم تكتشف مكنوناته، أو لم توظّفَ إمكاناته بحدودها الواسعة بعد. هذه التجارب تبدأ من نظرية أو خيال، وتتحول إلى اختبار يكون بمثابة الاستثناء من القاعدة، إذا نجح صار القاعدة وإذا فشل بقيت نتائجه في أدراج البحث والدراسات تنتظر من يأتي لاحقاً للإفادة منها.

برعاية رئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري يقوم المركز التربوي للبحوث والانماء، بالتعاون مع إدارتي مدرستي ''الحاج بهاء الدين الحريري'' و''الايمان" في صيدا بتجربة - اختبار حول استخدام الدراما كوسيلة تربوية مساندة لتعليم جميع المواد التعليمية في الصف.  وكانت التجربة قد بدأت في مستهل العام الدراسي(٢٠٠٥- ٢٠٠٦)، وهي مستمرّة حتى نهايته، حيث سيتم تقييمها ودراسة نتائجها ومدى قدرتها على المساهمة في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.

هي تجربة طليعية لأنها تتخطى الطرائق التقليدية في التعليم، حتى تلك التي نعتبرها حديثة أو مستحدثة، وهي طليعية لأنها تقدم نموذجاً جديداً للتعليم قائماً على مصالحة التلميذ مع المدرسة (الصف، المعلم، الكتاب .. الخ) وعلى تحويل التعلّم من واجب مفروض وغالباً غير مرغوب فيه، إلى متعة مطلوبة يتشوق التلاميذ إليها، تحرك فيهم مواهبهم وقدراتهم الكامنة، تجعلهم مبدعين متفاعلين مشاركين في بلورة أفكار الدرس واستيعابها واستنتاج الخلاصات وفهم المضامين. وهي طليعية لأنها تستخدم الفنون الراقية والمهذّبِة للذوق والحسّ في تعليم التلاميذ من دون الخروج من الإطار التعليمي المحدد.  وهي بذلك تحقق أهدافاً عدة في آن واحد، فإضافة الى الأهداف التعليمية تسهم في تفتح آفاق التلميذ وبناء شخصيته وإكسابها الحضور المميز من خلال إعطاء قيمة إبداعية وفكرية خاصة لكل تلميذ.

على الصعيد المحلي، من المؤكد أن لبنان لم يشهد حتى تاريخه تجربة مماثلة، مع العلم أن بعض المحاولات جرت وتجري في إطار ضيق جداً في بعض المدارس الخاصة وبشكل محدود وخجول يقتصر على بعض المواد التعليمية (تاريخ، تربية مدنية وتنشئة وطنية). أما في العالم العربي فقد قامت بعض المحاولات في مصر وقطر والاردن وربما في بلدان أخرى تحت عنوان  ''مسرحة المناهج التعليمية''  لكن هذه المحاولات بقيت في إطار اكتشاف الامكانات ولم تتحول إلى طريقة تعليمية صالحة لاعتمادها إلى جانب الطرق الأخرى المستحدثة.  أمّاَ على الصعيد العالمي (أوروبا وأميركا) فقد وصلت هذه التجربة إلى مكان متقدم وأخذت موقعها المتميز بين طرائق التعليم بالرغم من حداثتها.

ونحن في لبنان اليوم ومن خلال هذه التجربة نستطيع التأكيد أن هذه التجربة تندرج في سياق المحاولات العالمية الحديثة المتقدمة لاكتشاف طرائق تعليمية جديدة تكون بعيدة عن التقليد، تحول التعلّم إلى متعة، تحقق أكبر كمّ من الأهداف النوعية (تربوياً وتعليمياً) في آن واحد، تكثّفِ إمكانية الإفادة من المضامين التربوية والتعليمية، وتستثمر وقت التلميذ خلال سنوات دراسته إلى اقصى حد، بحيث أنه يتلقّى المعلومات والمعارف المطلوبة عن طريق الدراما من دون أن يهمل الجوانب النفسية والحسّية والجسدية والعصبية المتمّمة لشخصيته الاجتماعية والتي توازي بأهميتها كمية المعلومات التي يتلقاها في المدرسة.

التجربة قائمة، ردود الفعل الأولية مشجعة جداً، التلاميذ يعبرون عن سعادتهم بهذا الاكتشاف غير المتوقع بالنسبة إليهم، المعلمون والمعلمات، بالرغم من بعض الصعوبات الناتجة عن حداثة الفكرة وعدم تكييف البرنامج التعليمي مع متطلباتها، يقرّون بأن التعليم من خلال الدراما حوَّل الصف إلى مكان أليف وإلى واحة إبداع وفرح، ما سهل عليهم عملية ضبط الصف وخلق جو تعليمي ممتع ومحفّزِ.  وأجمعت آراؤهم على النتائج الايجابية الأكيدة لهذا الاختبار مع ملاحظتهم لمجموعة عوائق وعقبات أمام التطبيق أهمها جدولة الساعات وتنظيم الأوقات بما يتناسب مع متطلبات تطبيق هذه التجربة.

في الخلاصة، نحن نقوم بهذه التجربة مقتنعين بضرورة تجريب كل الأفكار الجديدة التي يمكن أن تقدم للتربية والتعليم إمكانية التطور، مستندين بذلك إلى تجارب عالمية متطورة أثبتت أهمية هذا الخيار التربوي المتقدم. وندرك أن تعميم هذه التجربة على صعيد المناهج بشكل كلّي ليس متاحاً ولا هو مطلوباً، لكننا نطمح إلى اقتناع أصحاب القرار التربوي والعاملين في هذا الحقل بفاعلية هذه الطريقة، لكي يصار إلى اعتمادها كإحدى الطرائق التعليمية الممكنة داخل المدرسة.  ونحن على ثقة بأن ذلك سيحصل عاجلاً أم آجلاً. هكذا تشير بوصلة اكتشاف الطرائق التعليمية والتربوية الحديثة.