اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة

اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة.تدرج وجيه نحله في أساليب فنيّة عدة. فقد استلهم الخط العربي في بدايات عطاءاته التشكيلية، متحررًا بذلك من قيود الاتجاه الانطباعي  الذي أسس مسارَه التشكيلي من خلال تردده على  محترف الفنان عمر الأنسي. لكن نحله ظل أمينًا وتسجيليًا لتراثيّة الخط العربيّ، وإن عصرن معالجاته التقنية، فحاول الحفاظ على سمات الكتابة العربية وتوليفاتها الجمالية.

لقد أثبت مع أقرانه من مريدي الاتجاه الحروفي العربي، أن للخط العربي أبعادًا تشكيلية خصبة، استطاعت توليد قيم جمالية في حضني التاريخ والحضارة. لكنه، أسوة بالعديد من هذا الرعيل، اكتشف أن تجريدية الخط العربي لا تنتمي فقط إلى رحم التاريخ والتيولوجيا، بل إنها تستطيع أن تتوافق مع التبدلات الحديثة في المجالات التشكيلية. لذلك انطلق إلى اتجاهات أخرى متماهية مع الاتجاه الحروفي، والخطوطية المتخلية عن بنائيتها الصارمة، والمتجهة صوب حركيتها ودينامياتها من دون أن يتخلى الفنان عن منطقية الهندسة وعقلانيتها. من هنا تدرج وجيه نحله على قاعدة الخطوطية الكامنة داخل الاتجاه الحروفي، وما تكتنزه من تدرجيّة لونيّة وحركية وإيقاع شكلي ولوني.

لقد استطاع نحله في هذا العمل أن يزاوج بين تجريدية تتفلت من البنائية، وتستند إلى معطيات التدليل الحروفي في منحاه الصوفي، وبين غنائية تختزن عمقًا وابتهالاً واتصالاً بين الأعلى والأسفل، وأن يمزج بين اللولبية والتعرجيّة وبين طلاسم وأوشام ونورانية نقشت على القماشة - اللوحة- فأوحى بتفتيش لا نهائي عن سر الخلق. ورغم ذلك يكتشف الرائي المشهدية التي توحي بفضائية سوريالية تتعانق مع عمق الأزرق وتدرجاته، ومع الضوء الطالع من مسطحات المجهول. إنها مشهدية الأحلام القابعة في عمق سريّ يتناغم مع دلاليّة المشاعر وينحاز عن الواقع.

د. عادل قديح

اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة

اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة.تدرج وجيه نحله في أساليب فنيّة عدة. فقد استلهم الخط العربي في بدايات عطاءاته التشكيلية، متحررًا بذلك من قيود الاتجاه الانطباعي  الذي أسس مسارَه التشكيلي من خلال تردده على  محترف الفنان عمر الأنسي. لكن نحله ظل أمينًا وتسجيليًا لتراثيّة الخط العربيّ، وإن عصرن معالجاته التقنية، فحاول الحفاظ على سمات الكتابة العربية وتوليفاتها الجمالية.

لقد أثبت مع أقرانه من مريدي الاتجاه الحروفي العربي، أن للخط العربي أبعادًا تشكيلية خصبة، استطاعت توليد قيم جمالية في حضني التاريخ والحضارة. لكنه، أسوة بالعديد من هذا الرعيل، اكتشف أن تجريدية الخط العربي لا تنتمي فقط إلى رحم التاريخ والتيولوجيا، بل إنها تستطيع أن تتوافق مع التبدلات الحديثة في المجالات التشكيلية. لذلك انطلق إلى اتجاهات أخرى متماهية مع الاتجاه الحروفي، والخطوطية المتخلية عن بنائيتها الصارمة، والمتجهة صوب حركيتها ودينامياتها من دون أن يتخلى الفنان عن منطقية الهندسة وعقلانيتها. من هنا تدرج وجيه نحله على قاعدة الخطوطية الكامنة داخل الاتجاه الحروفي، وما تكتنزه من تدرجيّة لونيّة وحركية وإيقاع شكلي ولوني.

لقد استطاع نحله في هذا العمل أن يزاوج بين تجريدية تتفلت من البنائية، وتستند إلى معطيات التدليل الحروفي في منحاه الصوفي، وبين غنائية تختزن عمقًا وابتهالاً واتصالاً بين الأعلى والأسفل، وأن يمزج بين اللولبية والتعرجيّة وبين طلاسم وأوشام ونورانية نقشت على القماشة - اللوحة- فأوحى بتفتيش لا نهائي عن سر الخلق. ورغم ذلك يكتشف الرائي المشهدية التي توحي بفضائية سوريالية تتعانق مع عمق الأزرق وتدرجاته، ومع الضوء الطالع من مسطحات المجهول. إنها مشهدية الأحلام القابعة في عمق سريّ يتناغم مع دلاليّة المشاعر وينحاز عن الواقع.

د. عادل قديح

اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة

اللوحة للفنان اللبناني وجيه نحله، ولد الفنان سنة ١٩٣٢ ، وهو سليل عائلة جنوبية من بلدة الطيبة.تدرج وجيه نحله في أساليب فنيّة عدة. فقد استلهم الخط العربي في بدايات عطاءاته التشكيلية، متحررًا بذلك من قيود الاتجاه الانطباعي  الذي أسس مسارَه التشكيلي من خلال تردده على  محترف الفنان عمر الأنسي. لكن نحله ظل أمينًا وتسجيليًا لتراثيّة الخط العربيّ، وإن عصرن معالجاته التقنية، فحاول الحفاظ على سمات الكتابة العربية وتوليفاتها الجمالية.

لقد أثبت مع أقرانه من مريدي الاتجاه الحروفي العربي، أن للخط العربي أبعادًا تشكيلية خصبة، استطاعت توليد قيم جمالية في حضني التاريخ والحضارة. لكنه، أسوة بالعديد من هذا الرعيل، اكتشف أن تجريدية الخط العربي لا تنتمي فقط إلى رحم التاريخ والتيولوجيا، بل إنها تستطيع أن تتوافق مع التبدلات الحديثة في المجالات التشكيلية. لذلك انطلق إلى اتجاهات أخرى متماهية مع الاتجاه الحروفي، والخطوطية المتخلية عن بنائيتها الصارمة، والمتجهة صوب حركيتها ودينامياتها من دون أن يتخلى الفنان عن منطقية الهندسة وعقلانيتها. من هنا تدرج وجيه نحله على قاعدة الخطوطية الكامنة داخل الاتجاه الحروفي، وما تكتنزه من تدرجيّة لونيّة وحركية وإيقاع شكلي ولوني.

لقد استطاع نحله في هذا العمل أن يزاوج بين تجريدية تتفلت من البنائية، وتستند إلى معطيات التدليل الحروفي في منحاه الصوفي، وبين غنائية تختزن عمقًا وابتهالاً واتصالاً بين الأعلى والأسفل، وأن يمزج بين اللولبية والتعرجيّة وبين طلاسم وأوشام ونورانية نقشت على القماشة - اللوحة- فأوحى بتفتيش لا نهائي عن سر الخلق. ورغم ذلك يكتشف الرائي المشهدية التي توحي بفضائية سوريالية تتعانق مع عمق الأزرق وتدرجاته، ومع الضوء الطالع من مسطحات المجهول. إنها مشهدية الأحلام القابعة في عمق سريّ يتناغم مع دلاليّة المشاعر وينحاز عن الواقع.

د. عادل قديح