الفنان فريد عواد مغامرة الاختبارية -1924-1982

         لوحة الغلاف  

للفنان فريد عواد ( ١٩٢٤ - ١٩٨٢ ) 

مغامرة الاختبارية    

يعتبر فريد عواد من رعيل الاختبارية الذي رغب بإطلاق العمل الفني المشرقي نحو آفاق أكثر اتساعًا وأكثر تحررًا من قيود صارمة، وضعته فيها  الضوابط التي تنتمي إلى فهم سالف لمفهوم الفنونالتشكيلية، وخصوصاً في لبنان. والفنان الذي درس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة،  والذي عايش التطورات الفنية المختلفة انطلاقًا من دراسته في محترف أندريه لوت في فرنسا، تطعَّم بالحداثة الغربية ومؤثراتها المحلية على قاعدة اعتناقه للتعبيرية في صياغةعمله الفني مبنية على محاكاة وجدانية بخصوصية لبنانية. وهذا ما دلّت عليه المعارض العديدة التي أقامها الفنان في لبنان وخارجه، حيث يتبدى أنه سعى مع الساعين إلى الإجابة عن أسئلة حاسمة يقع أهمها قي قلب قضية التماهي بين الفن والآداب. والتعبيرية اتجاه يعبر بشكل صريح عن هذه المسألة، وقد اجتاحت لبنان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي هموم  التعبير عن الأفكار الراديكالية والعبثية بما يتوافق مع توق الفنان اللبناني نحو الانطلاق الذي يؤكد الفعل الذاتي أكثر من تفاعلات الجماعة.
لقد حوَّل الفنان، أسوة بمجايليه، العمل الفني إلى صدى يحاكي الإيقاع الغربي وخصوصاً تلك التجليات التي تلاحمت مع النزعات الثقافية السائدة في الشعر والمسرح والرواية. من هنا فإن النزعة التجريدية رغبت باستنزاف قدرات لم تكن اللوحة لتطولها سابقًا. فعلى الرغم من أن السوريالية كانت الأكثر تعبيرًا عن هذا المنحى فإن التعبيرية التي اعتنقها الفنان ذهبت إلى استقصاء جمالي لحالات المعايشة اليومية ولكن بأسلوب مبسط ومتحرر، وبلونية صارخة تدير ظهرها لقوننات سالفة، وتتنشق حرية المساحة واللطخة والخطوطية والإطاروية وكل ذلك وضعه الفنان ضمن منطق احترام الخصوصية اللبنانية، من هنا كانت أعماله صدى لمعايشات تفصيلية لوضعيات الحركة الاجتماعية اللبنانية  المنحى البصري. وتمتاز لوحة الغلاف، بعدد من الميزات التشكيلية: فالناس فيها رغم حالة السكون، في تجمع حركي هادئ لكن الوجوه ممحية، فالتعبير ينشأ عن العلاقات اللونية والجرأة في التوليف الشكلي. والكتلة لا تنتمي هنا إلى التحجيم الناشيء عن التدرج اللوني، بل هي تجمع لعناصر العمل، تتبدى من خلال العلاقات الإنسانية التي أبرزها الفنان، والألوان صارخة متضادة والأشكال تكاد تصل إلى مستوى الرموز، وغالبًا ما تمتزج الألوان على قماشة للوحة بدل مزجها على الملونة (الپاليت). إنها التعبيرية الحديثة التي تختزل الشكل وتطلق العنان للّون •   

د. عادل قديح                                                     

الفنان فريد عواد مغامرة الاختبارية -1924-1982

         لوحة الغلاف  

للفنان فريد عواد ( ١٩٢٤ - ١٩٨٢ ) 

مغامرة الاختبارية    

يعتبر فريد عواد من رعيل الاختبارية الذي رغب بإطلاق العمل الفني المشرقي نحو آفاق أكثر اتساعًا وأكثر تحررًا من قيود صارمة، وضعته فيها  الضوابط التي تنتمي إلى فهم سالف لمفهوم الفنونالتشكيلية، وخصوصاً في لبنان. والفنان الذي درس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة،  والذي عايش التطورات الفنية المختلفة انطلاقًا من دراسته في محترف أندريه لوت في فرنسا، تطعَّم بالحداثة الغربية ومؤثراتها المحلية على قاعدة اعتناقه للتعبيرية في صياغةعمله الفني مبنية على محاكاة وجدانية بخصوصية لبنانية. وهذا ما دلّت عليه المعارض العديدة التي أقامها الفنان في لبنان وخارجه، حيث يتبدى أنه سعى مع الساعين إلى الإجابة عن أسئلة حاسمة يقع أهمها قي قلب قضية التماهي بين الفن والآداب. والتعبيرية اتجاه يعبر بشكل صريح عن هذه المسألة، وقد اجتاحت لبنان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي هموم  التعبير عن الأفكار الراديكالية والعبثية بما يتوافق مع توق الفنان اللبناني نحو الانطلاق الذي يؤكد الفعل الذاتي أكثر من تفاعلات الجماعة.
لقد حوَّل الفنان، أسوة بمجايليه، العمل الفني إلى صدى يحاكي الإيقاع الغربي وخصوصاً تلك التجليات التي تلاحمت مع النزعات الثقافية السائدة في الشعر والمسرح والرواية. من هنا فإن النزعة التجريدية رغبت باستنزاف قدرات لم تكن اللوحة لتطولها سابقًا. فعلى الرغم من أن السوريالية كانت الأكثر تعبيرًا عن هذا المنحى فإن التعبيرية التي اعتنقها الفنان ذهبت إلى استقصاء جمالي لحالات المعايشة اليومية ولكن بأسلوب مبسط ومتحرر، وبلونية صارخة تدير ظهرها لقوننات سالفة، وتتنشق حرية المساحة واللطخة والخطوطية والإطاروية وكل ذلك وضعه الفنان ضمن منطق احترام الخصوصية اللبنانية، من هنا كانت أعماله صدى لمعايشات تفصيلية لوضعيات الحركة الاجتماعية اللبنانية  المنحى البصري. وتمتاز لوحة الغلاف، بعدد من الميزات التشكيلية: فالناس فيها رغم حالة السكون، في تجمع حركي هادئ لكن الوجوه ممحية، فالتعبير ينشأ عن العلاقات اللونية والجرأة في التوليف الشكلي. والكتلة لا تنتمي هنا إلى التحجيم الناشيء عن التدرج اللوني، بل هي تجمع لعناصر العمل، تتبدى من خلال العلاقات الإنسانية التي أبرزها الفنان، والألوان صارخة متضادة والأشكال تكاد تصل إلى مستوى الرموز، وغالبًا ما تمتزج الألوان على قماشة للوحة بدل مزجها على الملونة (الپاليت). إنها التعبيرية الحديثة التي تختزل الشكل وتطلق العنان للّون •   

د. عادل قديح                                                     

الفنان فريد عواد مغامرة الاختبارية -1924-1982

         لوحة الغلاف  

للفنان فريد عواد ( ١٩٢٤ - ١٩٨٢ ) 

مغامرة الاختبارية    

يعتبر فريد عواد من رعيل الاختبارية الذي رغب بإطلاق العمل الفني المشرقي نحو آفاق أكثر اتساعًا وأكثر تحررًا من قيود صارمة، وضعته فيها  الضوابط التي تنتمي إلى فهم سالف لمفهوم الفنونالتشكيلية، وخصوصاً في لبنان. والفنان الذي درس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة،  والذي عايش التطورات الفنية المختلفة انطلاقًا من دراسته في محترف أندريه لوت في فرنسا، تطعَّم بالحداثة الغربية ومؤثراتها المحلية على قاعدة اعتناقه للتعبيرية في صياغةعمله الفني مبنية على محاكاة وجدانية بخصوصية لبنانية. وهذا ما دلّت عليه المعارض العديدة التي أقامها الفنان في لبنان وخارجه، حيث يتبدى أنه سعى مع الساعين إلى الإجابة عن أسئلة حاسمة يقع أهمها قي قلب قضية التماهي بين الفن والآداب. والتعبيرية اتجاه يعبر بشكل صريح عن هذه المسألة، وقد اجتاحت لبنان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي هموم  التعبير عن الأفكار الراديكالية والعبثية بما يتوافق مع توق الفنان اللبناني نحو الانطلاق الذي يؤكد الفعل الذاتي أكثر من تفاعلات الجماعة.
لقد حوَّل الفنان، أسوة بمجايليه، العمل الفني إلى صدى يحاكي الإيقاع الغربي وخصوصاً تلك التجليات التي تلاحمت مع النزعات الثقافية السائدة في الشعر والمسرح والرواية. من هنا فإن النزعة التجريدية رغبت باستنزاف قدرات لم تكن اللوحة لتطولها سابقًا. فعلى الرغم من أن السوريالية كانت الأكثر تعبيرًا عن هذا المنحى فإن التعبيرية التي اعتنقها الفنان ذهبت إلى استقصاء جمالي لحالات المعايشة اليومية ولكن بأسلوب مبسط ومتحرر، وبلونية صارخة تدير ظهرها لقوننات سالفة، وتتنشق حرية المساحة واللطخة والخطوطية والإطاروية وكل ذلك وضعه الفنان ضمن منطق احترام الخصوصية اللبنانية، من هنا كانت أعماله صدى لمعايشات تفصيلية لوضعيات الحركة الاجتماعية اللبنانية  المنحى البصري. وتمتاز لوحة الغلاف، بعدد من الميزات التشكيلية: فالناس فيها رغم حالة السكون، في تجمع حركي هادئ لكن الوجوه ممحية، فالتعبير ينشأ عن العلاقات اللونية والجرأة في التوليف الشكلي. والكتلة لا تنتمي هنا إلى التحجيم الناشيء عن التدرج اللوني، بل هي تجمع لعناصر العمل، تتبدى من خلال العلاقات الإنسانية التي أبرزها الفنان، والألوان صارخة متضادة والأشكال تكاد تصل إلى مستوى الرموز، وغالبًا ما تمتزج الألوان على قماشة للوحة بدل مزجها على الملونة (الپاليت). إنها التعبيرية الحديثة التي تختزل الشكل وتطلق العنان للّون •   

د. عادل قديح