الأخوان رحباني في وجدان الوطن. سيبقى إبداع الرحابنة يستنهضنا.
الأخوان رحباني في وجدان الوطن.
سيبقى إبداع الرحابنة يستنهضنا.
إنه الزمن الجميل ... زمن الحب والأمل والخلق والإبداع... إنه زمن الوحدة والتفاعل والتناغم والانفتاح... إنه زمن الشّمس السّاطعة والهواء النقي والجبال الشمّاء والسّهول الخصبة، إنه زمن الكتاب والكتابة والتأليف والعزف والإنشاد، إنه زمن لبنان الذي كان منارة للحرية والأمان وحاضناً للخلق والإبداع، إنه زمن الأخوين رحباني، زمن الأخوّة الواحدة، إنه زمن نكران الذات من أجل ما هو أكبر من الذات: الوطن والإبداع، هذه الأخوّة التي بدأت مدرسة وانتهت وطناً واحداً عظيماً كبيرا... حتى في زمن الانقسام كان كل لبنان يعبّر عن ذاته وعن وطنيته برحبانيته.
لقد عشنا مع الأخوين رحباني إبداعهما، رؤيتهما، نبوءتهما، مع ملائكتهما الفيروزيّين وأشرارهما الطيبين...''مرهج'' و''راجح'' و''سبع'' و''مخول'' ... ففرحنا وغنينا... وسكنت نفوسنا ... وكان لبناننا يغنّيهما كما غنّياه... حتى جاء فاتك وسقطنا على بوابة الوطن... واحداً تلو الآخر ... وتشتّتنا وصارت كل أمّ ... وكل بنت... وكل أخت في لبنان ... ''غربة'' وصار كل رجالنا ... ''مدلج'' ... وتجرّعنا صبر الشهادة والعدوان ... وبقي إبداع الرحابنة يستنهضنا ... ويحضّنا على الأمل والوحدة... ولمّ شتاتنا ... لنستعيد وحدتنا التي لم يبق منها في وقت من الأوقات إلا إبداع الرحابنة... وملائكية صوت فيروز ينادينا إلى ذاتنا... وإلى خيرنا ..وإلى وطننا وأمننا واستقرارنا...
وأن نجتمع اليوم لنؤكد على هذه المدرسة وعلى هؤلاء الكبار... ما أعظم أن تبقى حياً في أخيك... وأن يبقى أخوك حياً فيك... لم يستطع لبناني واحد أن يعبّر عن حزنه لغياب المبدع الكبير منصور الرحباني... إلا واستذكر معه المبدع الكبير عاصي الرحباني ... وبقي الأخوان رحباني في وجدان الوطن... يوماً بيوم مع رحلة منصور الرحباني منفرداً ... وبقي الوطن هاجساً ... إبداعياً ... متألقا... مفعماً بالأمل والعزيمة والحب والحكمة والنقد والرؤية ... لقد فاجأنا رحيل منصور الرحباني ... لكنه لم يفاجئنا أن يكون حاضراً في وجدان كل اللبنانيين... وأن تبقى الرحبانية فضاءً رحباً لوحدة اللبنانيين وتلاقيهم... وإنه ليشرّفني اليوم أن تسعى المناهج التربويّة إلى التزوّد من المدرسة الرحبانيّة بكنوز الأخلاق والوطنيّة والفنّ الواعد، والتي ستخلد شعلة في عيون الأجيال: شعراً ونثراً وغناءً وعزفاً وتأليفاً ومسرحا... إن الرحبانية هي وجهنا الذي نحب أن نكوّنه... وهي الصيغة الأخوية التي نحلم أن تكون أخوتنا الوطنية على أساسها...
إن وزارة التربية والتعليم العالي ليشرّفها أن تستضيفكم اليوم لتأخذ موقعها الطبيعي في مسيرة النهوض الوطني التي نسعى من أجلها... لنقول مع منصور الرحباني: ''بحبك يا لبنان يا وطني ... بحبك'' ونقول لأسرة
منصور الرحباني:
''لا تخافوا عا منصور... دفيان مش
بردان... نايم عا تلّي... بتضل تصلّي
... ناطر زهر اللوز بنيسان ... بقلبو
الإيمان... مغطّى بعلم لبنان''...
كلمة معالي وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة بهية الحريري
في المؤتمر الصّحِافي للإعلان عن برنامج تخليد
فن وأدب الأخوين رحباني في المدارس